الاثنين، 12 فبراير 2018

سلسلة الردود على سلسلة نظرية التطور للدكتور عدنان إبراهيم - الحلقة 20



(الدقيقة : 8 الثانية : 48) يواصل الدكتور كلامه السابق عن ذكر تطور الكائنات بشكل مجمل سريع، وتكلم  الدكتور عن الأسماك وتطورها، وأن أحد علماء التطور قدّم كتابا أسمه (السمكة داخلك) يثبت فيه أن الإنسان كانت أحد اسلافه سمكة، ويثبت من خلال كتابه أن التركيب التشريحي للسمكة والإنسان متشابهان بشكل كبير، ويذكر الدكتور أن المؤلف كان يدرس التشريح لطلاب الطب مع انه ليس متخصصا في التشريح البشري، بل في الأسماك. ويذكر الدكتور أنه اثبت ذلك هو وفريقه من خلال عمل مضني ومستمر ومكلف لمدة خمس سنوات. ويذكر الدكتور أنه عندما تريد أن تنتقد التطور لا يكفي ان تستند إلى كتب قديمة ولو حتى قبل خمس سنوات، وذلك لأن العلم يتقدم ويتطور، ويحتاج لمتابعة لآخر التطورات والاكتشافات العلمية، لا أن ينام أحدهم عن هذه التطورات ثم يصحو لينتقد التطور وقد فاته الشيء الكثير وتغيرت النظريات وجاءت اكتشافات علمية حديثة لا يعلم عنها.     

الرد : كأنها هذه هي الرسالة : لا تنتقدونا ولا تدققوا على أخطائنا السابقة ودعوا مسيرة التطور تسير، مع أنها حينها كانت تسمى علمية! ولمّا اتضح عدم العلمية و أراد الناس ان يكشفوا قالوا : لا، ناقشوا الجديد و دعوا القديم! هذه وسيلة تهرُّب إلى الأمام، هل حكموا بعدم علميتها وقالوا : (يُشطب الكلام السابق ويُلغى)؟

أما بخصوص هذه السمكة التي تشبه الإنسان جداً فهذا شيء مضحك جدا، القرد وقلنا آمنا بالله، يوجد شيء من التشابه، لكن أن نخرج أسماكا! فهذا موضوع جديد. أين السمكة في داخلنا؟ ما أبعد التشابه بين الإنسان والسمكة. الأسماك تبيض والانسان يلد، لا تشابه، الاسماك تتنفس تحت الماء والانسان يغرق، لا يوجد تشابه لا في أسلوب الحياة تشابه ولا في الشعر ولا الزعانف ولا في الهيكل العظمي. ليس للسمكة ولا حتى اطراف حتى نقول انها مثل الانسان. بقي أن نقول أن الانسان شجرة، ثم يأتي عبقري آخر مثل هذا ويقول (الشجرة داخلك) ثم يأتي من يقول عنه انه عالم عبقري كان يرد على طلابه إذا سألوه: لماذا تدرّسنا تشريح الإنسان وأنت متخصص نبات؟ بقوله: لأن في داخل كل منكم شجرة! وآخر يأتي ويقول (الببغاء داخلك) وأن الإنسان أصله ببغاوات، وسيكون اقرب للصواب لان له اطراف وله حنجرة ويتكلم ويأكل حبوب مثل الانسان. هذا استخفاف بالعقول، احترموها ولو قليلا. صحيح أن لديهم ماكينة إعلامية ضخمة وسلطوية، لكن لا يعني هذا قليلا من الاحترام، فهو لا يضر.

(الدقيقة : 12 الثانية : 55) يذكر الدكتور أنه بعد ظهور الزواحف ظهرت الثدييات، وبعد 30 مليون سنة من ظهور اول الثدييات ظهرت الطيور المتفرعة من الزواحف، و وفق المنطق التطوري من الأسهل أن يتحول الزاحف إلى ثديي من أن يتحول إلى طائر. لأن الطيران عمل رهيب وقفزة كبيرة، وحتى الآن سجلُّها ليس كاملا تماما.

الرد : لأن الطيران صعب على البشر أخّروا تطور الطيور 30 مليون سنة! ضحك على العقول أم ماذا؟ بينما الحشرات تطير ولا أحلى. مشكلة إسقاط العقل البشري على الطبيعة هو داء التطوريين الذي لا يستطيعون التخلص منه، وكأن الزحف شيء سهل بينما الطيران شيء صعب! لأنهم يستطيعون ان يزحفوا لكن لا يستطيعون ان يطيروا، بالله عليك ألا تحسّ بالبشرنة هنا ؟ لو كانت الطيور هي الأكثر، والزواحف هي الأندر والإنسان يطير، لقالوا العكس، بأن الزواحف احتاجت 30 مليون سنة لكي تتوقف عن هذا العبث الطائر، بطريقة عبقرية جدا، وهي أن تبدّل أجنحتها بأقدام وتمشي بالتناوب، أما الطيران فهو عبارة عن تصفيق وتجديف في الهواء تماما كهذه النظرية المجدّفة التي تريد أن تقفو ما ليس لها به علم.

الكثرة ضعف، والقلة انقراض، والندرة إعجاز، هذه هي عقلية التاجر البشري.

من ناحية الذكاء يصدم التطوريين ذكاء الطيور الاكبر من ذكاء الثدييات، لكن في سلم التطور يجب ان تكون اقل ذكاء لأنها قبل الثدييات، والثدييات هي الاقرب للانسان، لو كان الامر بودهم لكانت الطيور هي الاغبى والثدييات هي الاذكى. الغراب يستخدم الأدوات، بل يعكف آخر القضيب لكي يستخرج يرقات من قارورة، وكذلك يدفن الميت، بل حتى لديهم عقاب جماعي لمن يعتدي على عش ليس له، ويستطيع أن يقلد اصواتا. ويعرف من اعتدى على القطيع حتى لو بعد سنين. الغربان تعيش حياة اجتماعية كاملة، وإذا أصيب واحد منها تتجمع كلها حوله، وبالإمكان مشاهدة ذلك في بعض مقاطع اليوتيوب، وهي قادرة على تقليد الأصوات، لذلك هي متقدمة على الثدييات في الذكاء نسبة للذكاء البشري كعادتهم. كذلك طائر التعريشة الذي يجمل بيته لزوجته.  

(الدقيقة : 13 الثانية : 58) يذكر الدكتور أن قبل 250 مليون سنة شهدت الأرض اول الثدييات، والطيور الأولى من 30 مليون سنة بعد الثدييات، بينما علماء آخرون يقولون ليس 30 مليون، بل أكثر، تصل إلى 50 مليون سنة، ويقول الدكتور أن هذا ليس مشكلة، 30 مليون او 50 مليون، سنشهد بعدها اول الطيور. 

الرد : بين 30 مليون و 50 مليون 20 مليون سنة، ويقول الدكتور لا مشكلة، ويقول أنها نظرية علمية 100% ودقيقة 100%، وينظر للعشرين مليون على أنها رقم تافه وهامش خطأ، ومع ذلك هي نظرية علمية مجودة ومضبطة، بينما يُكثر مجهود خمس سنوات قامت به إحدى فرق الدراونة، أو رحلة خمس سنوات لأب التطور الروحي داروين، بينما 20 مليون سنة عدد تافه!

(الدقيقة : 15 الثانية : 45) يذكر الدكتور أنه لو كان السجل الاحفوري سلساً وواضحا وبسيطا لانتهت مشكلة التطور من قديم، من مائة سنة وانتهى الامر فكل شيء موجود وسيقتنع كل الناس بالتطور، لكن التطور إلى اليوم لا يزال ملحمة، فيها كر وفر، وإن كان رجح ميزانه رجحانا كبيرا. فبعض المتعصبين له يقول ان التطور ليس مجرد نظرية، بل نظرية تنظّم حقائق وتفسّر مجموعة هائلة من الحقائق.

الرد : ما الذي رجح ميزانه ؟ الإعلام والصحف والمجلات ؟ أم قرار تدريسها في الجامعات وفصل الأساتذة المعارضين لها؟ هل هكذا يرجح ميزان الشيء عند الدكتور؟ أم بالحلقات المزورة التي وضعوها؟ حتى الآن لا يسمّى التطور علما، وليست له أي تجربة مشاهدة، وليس له أي تطبيق في التكنولوجيا والأحياء والطب، لم يبق إلا أساس الشهرة، والشهرة بيد من بيده المال والإعلام، أي الأقوياء، وتستطيع بالمال ان تشهر ما تشاء، "رأيت الناس قد مالوا إلى من عنده مالُ"، و هم من الواضح جدا أنهم يريدونها، ولو أراد الأقوياء أن يقنعوا الناس أن الحبال والعصي تتحول إلى حيات لاستطاعوا، مثلما استطاع سحرة فرعون، ولا ننسى كلمته.

الحقائق لا تثبت بالشهرة ولا بكثرة الاتباع ولا بطول الزمان ولا بضخ المال، الحقائق تثبت نفسها بنفسها وليس بالتزوير. المحتاج للتزوير هو تزوير، وإلا لما احتاج، العلوم الحقيقية لم تحتج أن يزوّر لها اتباعها.

التطوريون ضحية فترة ليس إلا ، سوف يعقبها التاريخ وتأتي أجيال فيما بعد يستغربون كيف صدقوا هذا الهراء، ناسين أن هناك سحرُ قوة في الموضوع، لو يأتيهم لصدّقوا.

التطور هو قضية الملاحدة وليس قضية الناس، فلا أحد يشاركهم الهمّ، لذلك يقلّ الباحثون من غير الملاحدة في موضوع التطور، لأن الملاحدة هم حقا المحتاجين للتطور، لكن لو كان بحثهم لآلة تسد حاجة للناس، لما استطاعوا أن يكذبوا فيها ويمطّطوها بالإعلام، لأن الناس تريد هذه الحاجة، لدرجة أن الناس يعرفون هذا المُختَرَع وينسون من اخترعه. وحتى رجال الدين لا يعنيهم موضوع التطور إلا قليلا منهم، والدكتور واحد من رجال الدين المؤيدين للتطور، ويوجد غيره ممن لا يكترثون للتطور أساسا.

التطور قضية الملاحدة بلا شك، و هم من أثاروه و هم من يبقونه على قيد الحياة حتى لو كان محنطا. والجهود والأموال التي أنفقت على هذه النظرية لا تساوي النتائج التي حصلت عليها، كل ما تملكه عبارة عن قطع أحافير قابلة للتزوير، وبعضها اكتُشِف تزويره، هذا كل ما تملكه، وليس لها أي تطبيقات في الطب ولا تجارب حقيقية مشاهدة في الواقع، المهم أن تسقط فكرة الإله والخلق بأي ثمن وأية وسيلة. وهذا ما يفهمه العقلاء.

يراد لهذه النظرية ان تنتشر وتدخل المدارس وتُعمَّم وتُوضع على أغلفة الكتب، هكذا تكون حقيقة، "بالصرماية"، وأجمع العلماء عليها وانتهى الامر. لكن هذا لن يستمر طويلا، إذا توقف الدعم فستتوقف، وتبدأ العقول الرائعة في التشكك بهذا الطوفان التطوري المشحون إعلاميا، لتنفض حلقاته ومكره حلقة حلقة..

الحقائق العلمية لا تثبت بالإجماع والكثرة، العلم لا يثبت الا بالعقل والتجربة والمنطق فقط، حتى لو لم يكن معه ولا مؤيد واحد، والحقائق لا بد ان تنكشف، رغم السحر الهائل.

(الدقيقة : 17 الثانية : 45) يذكر الدكتور أن احد التطوريين يقول أن هناك حقائق بيولوجية لا يمكن تفسيرها الا من خلال التطور، ويذكر الدكتور كمثال أنك لو اخذت السمكة وشرحتها لوجدت أن الخلايا الجنسية فيها قريبة من القلب، والجنين البشري في بطن امه تجد الخلايا الجنسية قريبة من قلبه، وكلما نمى الجنين البشري تبدأ الخلايا الجنسية بالنزول، و في المراحل الاخيرة من النزول الى غشاء البطن، ينزل غشاء البطن ويكوّن كيس الصفن وتنزل الخصيتان، وهذا يسبب مشاكل للذكور اذ يمكن أن يتعرضون للفتق الإربي وهو خطير إن لم يُعالج يقتل. واكثر الناس بعد الاربعين الذين يزداد كرشهم يعانون من الفتق الاربي، بسبب هذه الحقيقة التطورية، فلو كان تصميما فهذا يعني انه نقص وخطأ وضد الإنسان.

الرد : "هذا نقص وخطأ في الخلق لو كان تصميما!" هذا الذي تبقى وهو اكتشاف أخطاء الخالق في عمله! أول شيء علينا أن نفهم ماذا يريد الخالق؟ الدراونة يعتقدون أن الله أراد أن يصنع الإنسان قويا ولم يستطع, بينما هو الذي يقول (وخلق الإنسان ضعيفا)! إذا لماذا لم يخلقنا من الحديد؟ أليس الحديد أقوى من العظم واللحم؟ إذن هذا خطأ آخر وهكذا. كل شيء بموجب نظرتنا البشرية الخاطئة نستطيع أن نقدم عنه بديلا مقترحا. ثم إذا كان هذا خطأ في التصميم, لماذا الذكور والرجال هم الذين يحملون الأثقال أكثر ولم يصيبهم فتق؟ لماذا لم يصب الفتق الطفل وهو صغير أليس الصغير ضعيف لو كان عيبا أساسيا كما يدّعون؟ لماذا يصيب بعض المترهلة أجسامهم فقط؟ إذن هو ليس خطأ بل نتيجة خطأ في أسلوب الحياة كالسمنة والراحة المفرطة للعضلات, فيأتيها حِمل مفاجئ ويحصل فتق أو غيره, وهذا يثبت اعجاز القرآن عندما قال: (يخرج من بين الصلب والترائب) والترائب عظام الصدر, ليس خطأ تكوينيا كما يحب الدراونة المتكبرين على خلق الله و هم لا يستطيعون أن يخلقوا جناح بعوضة.

هذه هي حجتهم دائما : نحن نقدم تفسيرات لم يقدمها غيرنا, إذا نحن على حق على الأقل في هذه اللحظة. أليس هذا قمة التحايل واستغفال الناس؟ هذه دعوى غير منطقية : أنا أول من فسّر، إذن أنا على حق! الدين أيضا يفسر ماذا يجري بعد الموت, وأنتم لم تفسروا ماذا يجري بعد الموت ومع ذلك يكذّب الملاحدة الدين مع أن معه نظرية تفسيرية ومنطقية حول لماذا خلق الإنسان وماذا يحصل عليه بعد الموت اكثر ترابطا وانسجاما من نظرياتهم؟ يقولون : لا تتكلمون عن الغيب بينما هم يتكلمون عن الغيب, هل شاهدوا ماذا يجري قبل ملايين السنين؟ أليس هذا غيبا؟ بل يتكلمون عن ولادة الكون كله ونشوءه من العدم ونشوء أول خلية وأول بيضة كونية و هم لم يشاهدوا شيئا ولم يستطيعوا اعادة ولا تجربة واحدة من افكارهم ويبقون علميين، هكذا يقول اعلامهم, وبعيدين جدا عن الميتافيزيقا وما وراء الطبيعة, إنهم مربوطون بالطبيعة وبالواقع والتجربة, هكذا يحلو لهم ان يقال عنهم, أليس هذا تجديف في الميتافيزيقيات؟ عندهم الإجابة هي لا. بل الدين فقط هو الذي يتكلم في الميتافيزيقيا والغيبيات أما نحن فنتكلم بالمشاهد والعلمي والتجريبي, بينما الحقيقة أنهم يخوضون في أعماق الميتافيزيقيا, هم لم يستطيعوا أن يفسروا لماذا المغناطيس يجذب الحديد؟ بينما يتخبصون ويتخرصون في نشأة الكون وفي عمر الارض وعمر الكون وكل ما حدث منذ وجد الزمن يعرفونه, كل هذا ليس ميتافيزيقا, الميتافيزيقا فقط ما يقوله الدين! وعلى هذه النغمة اعزف يا إعلام.

هذه الفكرة ـ فكرة وجود عيوب خلقية في بعض الأجنةـ لا تنفي فكرة التصميم, وإلا لماذا لم يخلقنا من حديد صلب؟ إن هذه العيوب الخلقية هي للتذكير لا أنها تثبت العجز، لكي يشكر الإنسان النعمة لابد أن يرى ضدها, ولكنها في نطاق النادر, من السخف أن يقال ان نزول خصية الجنين بين الصلب والترائب هو سبب عيب على الكل .. هذا كلام غير علمي ولا طبي, ونحن نرى من يستطيع أن يحمل إلى نصف طن من الذكور ولم يصب بالفتق الاربي ولو كان عاما على الكل لكان عيبا, لكن أن يخلق الله الأكثرية اصحاء والاقلية يجعل فيهم بعض العيوب هذا لا يدل على ضعف قدرة الخالق إنما يدل على وجود نقاط للتذكير بالنعم واختبار للأصحاء كيف يتعاملون مع المرضى. لو كانت العيوب الخلقية هي الاكثر لجاز مثل هذا الافتراض، لكنها دائما في نطاق النادر.

التطوريون ينساقون وراء الفكر الملحد، بعضهم يدري وبعضهم لا يدري, الملاحدة يتناسون ان الله يختبر عباده لأن هذه الحقيقة ترد على كل شبهاتهم, ويجتزئون نقطة أن الله هو الخالق, وبما انه الخالق وهو على كل شيء قدير كان يجب ان يحسن الصنعة ولا يكون فيها أي أخطاء, هذا التفكير جاء من الاجتزاء, نعم .. الله هو الخالق وهو الذي يمتحن عباده, يتخيل الملاحدة ان الله يريد ان يبدع ولم يستطع، فإذن ليست هذه مخلوقات الله, بعبارة اخرى لا يوجد خالق, هذا بعد ان تناسوا ان الله خالق ممتحن لعباده, وإلا سوف تكثر هذه النقاط والملاحظات على خلق الله, أصلا كون الانسان يموت هذا عيب أكبر من أن تتاخر خصية الجنين بالنزول, كونه يتحول للشيخوخة هذا عيب, وستستمر في طرح هذه العيوب بناء على نظرتهم الجزئية, اذن نحن لسنا مسئولين عن خطأهم بل سوء فهمهم لما يقوله الدين هو الذي أنتج هذه الكوارث العقلية, لا يحبون ان يعترفوا ان الله يختبر عباده، هذه مشكلتهم, انتم تقولون ان الله هو الخالق , اذن لماذا توجد أخطاء؟ وانتهى الامر!

الله لم يرد ان تكون الدنيا جنة خلد, في جنة الخلد تكون ملاحظاتكم في محلها, كيف نفهّمهم؟ لا يحبون أن يفهموا, يأخذون جزء من الحقيقة ويتركون الجزء الآخر ثم يبنون تفكيرهم على هذا الجزء الذي أخذوه, وتكون نتائجهم كارثية, دخول الهوى هو الذي يفسد الرأي, والانتقائية هوى.

(الدقيقة : 19 الثانية : 5) يذكر الدكتور أنه من اللطيف انك ترى الجنين في المراحل المبكرة من حياته ترى تلك الخلايا الجنسية قريبة من القلب، مثل السمكة تماما، والسمكة لم تتطور وظلت على حالها، بينما نحن تطورنا فنزلت، وهذا لأن السمك لا يضرها ان تكون غددها الجنسية هناك، لأنها من ذوات الدم البارد، أما نحن فمن ذوي الدم الحار، فحرارة الجسم ثابتة سواء كان الجو باردا او ساخنا، والخلايا التناسلية تتأثر بالحرارة، فلو بقيت في الداخل لانتهى امرها، ولا استطاع الانسان أن يتكاثر. لذلك خرجت بين الرجلين خارجا.

الرد : الجنين مضغة متجمعة على بعضها, فمن الطبيعي أن تقترب الأعضاء من بعضها, هذا لا يعني أن أصل الجنين سمكة، وإلا لاستمرت الخصية في مكانها.

مرة يقولون أن الجنين يشبه السمكة ومرة يقولون أن الجنين له ذيل يشبه القرد إذا هو قرد, والآن أصبح سمكة وغدا لا ندري ماذا سيكون, وهل هذه الخاصية موجودة فقط في السمكة والانسان؟ تجدها ربما في كل الحيوانات في مراحلها الجنينية الاولى، هل يعتبرون هذه أدلة محترمة؟ بل هذا إعجاز للقرآن الذي قال: ( يخرج من بين الصلب والترائب). واعترض الملاحدة على هذه الآية, لأن السائل المنوي يخرج من الخصية وليس من بين الصلب والترائب وهذا جوابنا عليهم.

إن الخصية تنكمش إذا برد الجو الخارجي, ويتمدد الصفن إذا ارتفعت درجة الحرارة, إذا هي لها درجة حرارة ثابتة وتعمل لأجلها وهي أقل قليلا من درجة حرارة الجسم, وهذا لا يعني أنها من ذوات الدم البارد التي تتحمل التجمد ثم تعود للحياة مرة أخرى, بينما خصية الإنسان لا تتحمل التجمد, ثم كيف الجسم كله يتطور إلا الخصية لا تتطور مع أنها المسئولة عن إنجاب الأنواع الجديدة؟ المطلوب منه الجديد غير قادر على تجديد نفسه, ضَعُف الطالب والمطلوب.

(الدقيقة : 26 الثانية : 40) يذكر الدكتور أنه سيعرض بعض التجارب التي تبين الفهم التطوري للسجل الاحفوري بشكل عملي، من هذه التجارب انه توجد كائنات بحرية صغيرة، إلمارن فورامينيفيران، من الكائنات البحرية المثقبة الاصداف، درس التطوريون حياة هذا الكائن البحري خلال 8 ملايين سنة، من خلال الدراسة الاحفورية، عندما يموت هذا الكائن يترسب في طبقات، غرس التطوريون انبوبا طويلا مجوفا في عمق الماء ليدرسوا تلك الطبقات. وهذا الكائن حلزوني، وخلال حياته يصنع تجاويف كلما تطور اكثر وعاش اكثر صنع تجاويف اكثر، ووجد التطوريون انه قبل 8 ملايين سنة، عند دراسة عدد التجاويف في الالتفاف النهائي، وجدوا أن لديه تقريبا خمسة تجاويف، و في السنوات المتأخرة من هذه الثمانية ملايين سنة، وجدوا انه يصنع تجاويف اقل تصل تقريبا إلى ثلاثة تجاويف، وهذا تغير يعادل 30% وهذا يعني وجود تطور. بالطبع هذا تطور داخل النوع، لكن يوجد تطور، أي أن بُنيته لم تبق كما هي، والسجل الاحفوري اثبت ذلك. ويذكر الدكتور أن البعض قد يقول ان بعض الادلة ليست مثيرة، ويرد الدكتور انه فعلا قد تكون غير مثيرة بالنسبة لغير المتخصص، لكن بالنسبة للعلماء كل دليل مهم. فلو قدم دليل ما واحد على الالف من قوة الاستدلال بالنظرية فهذا مطلوب في العلم، بينما الغير متخصصين يريدون أدلة مثيرة جدا ودراماتيكية.

الرد : هذا دليل على ضعف وجدب هذه النظرية لأنها ببساطة تفتري على الواقع الطبيعي وتتمحك لتبحث عن أدلة حتى لو كان هناك نسبة واحد على ألف من الصحة. المفروض أن كل شيء دليل على تطورهم, أليس كل شيء نتيجة للتطور؟ يجب أن يكون كل شيء دليل عليه. وهذا الكائن البحري هو نفسه قد يكون هو لكن أكبر عمرا أو حجما أو نوعا, هم لا يعرفون عدد الأحياء في البحر فما بالك بتفصيلاتها؟ كيف يثقون بأنفسهم لهذه الدرجة؟ طبعا لأن الأخطاء لا قيمة لها لأنه سيأتي اكتشافها في وقت لاحق, ثم يقولون لمن انتقدهم : أنت قديم ويضحكون بوجهه, وهذه تسمى خدعة الزمن أو التزامن, وأذكرهم بالكولاكانث التي قالوا أنها انقرضت حتى جاء بها أحد الصيادين يحملها بين يديه ولم يؤثر فيهم شيء بحجة الزمن، مع أنهم حددوا لها زمنا لانقراضها قبل 70 مليون سنة "بطريقة علمية" كعادتهم, هذا الصياد جعلهم أضحوكة وداروين أصبح أضحوكة, كيف يتجرأ عالم على الحكم بانقراضها بينما هي حيّة تسعى في البحار, والأسوأ أنه يحدد لها عمرا انقرضت فيه! والأسوأ من هذا كله أنه يفسرها خطأ أنها تحمل خياشيم وأنها الحلقة المفقودة في الخروج من البحر! كانت ضربة في الصميم لو كانت عند أحد يشعر بمسؤوليته العلمية, لكن ماذا تفعل إذا كان من أمامك أصحاب هوى ويريدون أن يجبروا العلم لأن يكون معهم؟ هل الذي قال أن السمكة انقرضت قبل 70 مليون سنة بذل مجهودا حتى نقول أنه اجتهد وأخطأ؟ هذا كاذب على أساس أنها لن يأتي بها صياد يصورها بين يديه, وإلا لما كذب هذه الكذبة. هل فتّش في البحار ولم يجدها حتى يقول أنها انقرضت؟ كيف يريدون أن نثق بأبحاثهم وعلمائهم و هم من هذا النوع : إما مفتري أو مزوّر، وقليلٌ هم الصالحون. وأبحاثهم أيضا من هذه الشاكلة.

العالِم يتوقف عن ما لم يدرسه وما لم يعلمه, بل لا ينطق إلا عن بحث وتجارب, فلا يضع نفسه في مثل هذا الموضع المخجل, لكن الدراونة لا يخجلون لأن أمامهم هدف واحد لا ينظرون سواه.

نعود إلى هذا الحيوان البحري, هل تطور أم تحوّل إلى ماذا؟ 8 ملايين سنة كيف تم ضبطها و هم تركوا 20 مليون سنة بالنسبة للطيور كهامش خطأ؟ لماذا ليس لديهم أدلة واضحة يستطيع الناس أن يروها؟ ببساطة لأنهم يخالفون الطبيعة ويخالفون المنطق, وهذا جعلهم يتجهون للصعوبة والتزوير أحيانا لأن الطبيعة عجزت أن تقدم لهم دليلا فاحتاج بعضهم أن يزوّر الحقيقة من أجل النظرية وهذه قمة الإغراض والحقارة العلمية, كما احتاج بعضهم على أن يكذب على أساس أنه لن يُكتشف, ولو اكتُشف سوف يقولون أنه مجتهد وزمنه قد مضى حتى لو كان قبل بضع سنوات والعلم يتجدد، فيخرجون منها ببساطة بعد أن جنى ثمرات تلك الكذبة.

(الدقيقة : 28 الثانية : 30) يذكر الدكتور أنه من ضمن الكائنات البحرية، الكائنات الثلاثية الفصوص، وهي من فصيلة تنتمي إليها العناكب والحشرات، هي فصيلة المفصليات، هذه الثلاثية الفصوص في الانفجار الكامبري موجود منها مئات ألوف وربما ملايين من الحفريات، مع أن لها اجسام لينة، لكن أسعدها الحظ أنها تحجرت، ووجد منها كميات هائلة جدا، وهي تشكل تحديا لنظرية التطور، في النطاق الزمني الذي ظهرت فيه، قبل اكثر من 500 مليون سنة، لكن لأن متحجرات ثلاثية الفصوص كثيرة جدا، أمكن العلماء ان يدرسوا خط التطور فيها، وفعلا قدمت ادلة واضحة ملموسة على التطور الذي حدث لها، فهي احد أدلة تصديق النظرية، أن الكائنات الحية تتطور.

الرد : لماذا كانت تحديا للنظرية كما يقول الدكتور؟ طبعا لأنهم وجدوا لها اعين ولها اعضاء معقدة، بل وجدوها كما هي لولا بعض التغيرات بسبب الزمن. يا أخي كائنات العصر الكامبري ضد نظرية التطور وليست معها، لأن أجهزتها متكاملة، حتى العيون فيها, مع أن عمرها 500 مليون سنة كما يقولون، وهي من اقدم الاحافير، أقدم الاحافير فيها عيون، اذن متى ظهرت العيون؟ بل كيف كانت تعيش بدون عيون؟ بالعقل يعني؟ هي وعيونها وتكامل اجهزتها ومع ذلك هي في صراع مع الموت بشكل يومي، فما بالك اذا لم يكن لها عيون وليس لديها بديل عنها؟ ولو بُحث في الأحياء البحرية وغيرها لربما وُجدت هي نفسها مثل الكولاكانث تماما, مع العلم أنه أقدم عصر اكتشف هو الكامبري وهذه العيون أمامك واضحة, فأين هو التطور؟ وقيل عن الكولاكنث انها انقرضت قبل 70 مليون سنة، وها هي امامنا الان حية لم يتغير في تكوينها أي شيء خلال 70 مليون سنة، بعد حذف هراء الانقراض الذي تبعها والمثبت علميا في حينه.




(الدقيقة : 31) يتحدث الدكتور عن الموضوع العتيد، وهو كيف تطورت الاسماك إلى أول البرمائيات، ويذكر ان التطوري نيل شوبن قد اكتشف حلقة متوسطة بين الاسماك والبرمائيات، وهي ملحمة علمية. فقبل 390 مليون سنة كانت الفقاريات الوحيدة على الكوكب هي الاسماك ولا يوجد غيرها، بعد ذلك بـ 30 مليون سنة سنرى أوائل التترابولز، أي رباعيات الاطراف، وهي فقاريات برية تعيش على اليابسة، لأول مرة. هذه الكائنات ليست كائنات نشأت في اليابسة، إنما تطورت من كائنات مائية خرجت من الماء في مغامرة غير محسوبة، والحظ أسعدها وأمكنها أن تتكيف مع اليابسة شيئا فشيئا، وكانت تعود إلى الماء، لذلك هي أوائل البرمائيات.

الرد : كيف الحظ أسعدها وهي مصممة لأن تعيش في الماء؟ ألا يخبرونا كيف أسعدها الحظ ولماذا لا يسعد غيرها إذ أول ما تخرج من الماء تموت؟ ما هذا الحظ؟ لماذا يقولون كلاما غير معقولا ويريدوننا أن نبتلعه؟ بينما الحوت كان يعيش على اليابسة وهو عبارة عن عجل! فهل الحظ أتعسه و رجع للماء مرة ثانية على شكل حوت؟ بدليل أن منخري الحوت تشبه منخري العجل وهو ثديي مثل البقر؟! إذن انتهينا والدليل واضح! أريد أن أصدق! هل هذا كلام علمي ام حكايات للاطفال؟ نريد التحديد.

هذا كلام لا يدخل العقل أبدا, الكلام الأحسن منه هو أن الله قدر فهدى, منها من يعيش في اليابسة ومنها من يعيش في البحر لأجل التوازن وانتهينا, ولا داعي لهذا التمحك وصناعة السيناريوهات الميتافيزيقية عن اصل الحياة وإتعاب عقولنا لكي نصدّق ما لا يُعقل من اجل خاطر الملاحدة الذين دفعهم اختيارهم إلى العسرى.

ولماذا لم يجربوا أن يُسعدوا ولو واحدة من أحياء البحر حتى نشاهد هذه التجربة السعيدة؟ أليس هذا موضع تجربة؟ لماذا لا يجربون؟ لا تجرب إذن لست علميا، أليسوا يقولون نريد وجود الله بالتجربة؟ نحن نريد من التطوريين اسعاد حظ بعض الكائنات البحرية لتعيش على اليابسة، او قذف عجول في البحر وتعليق صورة سعيد الحظ منها الذي استطاع ان يعيش في الماء كما فعل الحوت، الذي هو جد لهذه العجول. هم يقولون للمؤمنين ادعوا ربكم حتى نرى فعله بالتجربة، ليكون ايماننا علميا، ونحن نقول اعيدوا تجربة واحدة من تطوركم لكي نرى ونقول ان تطوركم علمي. أليسوا علميين والعلم يحتاج إلى التجربة؟ شبعنا من السيناريوهات المفترضة، نريد تجربة على عجل. قضية خطيرة مثل هذه يكفي أن يمروا عليها ويقولوها والويل لمن لا يصدق .. أليسوا علماء الذين يقولون هذا الكلام؟ وما دام أنها قضية وحقيقة علمية فأين تجربتها حتى نصدّق؟ هل طلبنا شيئا ليس لنا؟ الرد على هذه الأسئلة بالنسبة لهم هو السخرية و "اذهب واقرأ" بدلا عن تقديم التجربة على كائن يُخرَج من البحر كي يعيش في اليابسة وكائن يُرمى في البحر ليعيش في الماء. عندهم أموال وعندهم باحثين, لماذا لا يجربون آلاف التجارب؟ او يمكن لبعضهم من شدة حرصه على العلم ان يرمي بنفسه في البحر ليتحول الى كائن بحري أو يصبح حورية بحر.

على كل حال لقد كُفِيُوا العناء, فسفن الصيد كل يوم تُخرج ملايين الأسماك والأحياء البحرية ولم يسعد الحظ ولا واحدة منها أن تعيش على اليابسة! أليست هذه تجارب تتكرر كل يوم؟ وحالات الغرق والموت للإنسان والحيوان لماذا لم يُسعد الحظ والصدف العمياء أي واحد منهم؟ هذا هراء وتجديف بلا دليل ولا تجربة, والويل لمن يعارض، حينها سيوصم بالتخلف وفقدان الروح العلمية, بينما هو يطلب تجربة لكي يصدق دعوى عريضة! من يطلب تجربة علمية فاقد للروح العلمية؟ قدموا لي تجربة واحدة وسوف أكون داروينيا متعصبا.

كل الحالات التي تكلمت عنها النظرية يجري تجريبها كل يوم ولكن ليس بقصد التجربة ولم تفلح ولا حالة واحدة! البشر ستة مليارات والولادات تقع كل ثانية, ولم تخرج ولا طفرة مفيدة واحدة! إذن انتهينا.

نظرية التطور يجري تجريب إدعاءاتها في الطبيعة ومستشفيات الولادة ولم توجد ولا حالة تؤيد ادعاءاتها, إذن هي نظرية باطلة, لا يُجربوا ويتبعوا انفسهم بل الطبيعة تجرب عنهم في كل يوم ولحظة وتثبت خطأهم كل يوم ولحظة ومجانا, انا اتكلم من خلال تجربة مجانية تقدمها الطبيعة، انا عندي مختبرات واسعة عريضة ولا تكلفني شيئا، ومستمرة التجريب، و في كل لحظة مختبراتي الطبيعية تعمل على مدار 24 ساعة لتبطل نظرية التطور، اذن لا احد يقول لي أني لست عالِما او مختبريا. مختبراتي كل يوم تخرج الاف وملايين الكائنات البحرية لليابسة، ورغم المحاولات لم تفلح ولا واحدة بتنفس الاكسجين مثلنا، أسواق السمك شواهد لي، انهم يعرضون نتائج تجاربي، ابحث عن سمكة حية فيها.

تخيل نظرية أخرى تدّعي ادعاءات ويكذّبها الواقع الطبيعي, ما مصيرها؟ هنا يأتي دور الداعمين الذين يُبقون هذا الكائن القبيح المحنط ويصرّون على حياته, تجاربهم لم يراها أحد لكن تجارب الطبيعة الكل يراها.

(الدقيقة : 32) يذكر الدكتور أن هناك مفارقات بين رباعيات الأطراف القديمة والأسماك، على أن الرباعيات القديمة تعتبر جزئيا أسماك وجزئيا كائنات برية، من وجوه التفارق أن رؤوسها مسطحة، لكن الأسماك رأسها مخروط.

الرد : وماذا عن رأس سمك القرش المفلطح؟ أم أنه ليس سمكة أيضا؟

(الدقيقة : 33 الثانية : 20) يذكر الدكتور من ضمن التفارقات ان الاسماك عيونها على الجانبين، بينما البرمائيات عند المناخر فوق. والأسماك لا رقاب لها، بينما البرمائيات لها رقاب، أي ان رؤوس الاسماك تعتمد على كواهلها، ومرتبطة بجسمها بدون أي انفصال، فهي لا تستطيع ان تلتفت برأسها، وهذا يعرضها للافتراس ويضعف افتراسها، ولكن لو تطورت سمكة تستطيع ان تلتفت فهذا يمكنها من البقاء اكثر من السمكة العادية، وايضا يمكنها من مطاردة الفريسة وصيدها، و رباعيات الاطراف الاولى كان لها رقاب.

الرد : الأسماك تستطيع أن تنظر ماذا وراءها, وتلتف بجسمها كله بطريقة مرنة وسريعة, ليست محتاجة للرقبة, وحاول أن تمسك سمكة حتى ترى براعتها في التخلص, وعسى ان لا تتعرض لسمك القرش، فبلمح البصر كالمنشار تخرج من الماء بلا ساقين، لكل كائن أساليبه وتقنياته المبهرة، ما هذا؟ هل التطوريون كفؤ لأن ينتقدوا الطبيعة أو يعدلوا تقنياتها؟ ما هذا الغرور؟ هل هذا عيب في الخلق كعيب فتق البطن؟ سبحان الله العظيم.

(الدقيقة : 34 الثانية : 5) يواصل الدكتور المقارنة بين الأسماك ورباعيات الأطراف، فيذكر أن للأسماك زعانف، بينما الرباعيات لها اطراف قوية. بينما من وجوه أخرى يوجد تشابه بين الأسماك والرباعيات، فمثلا على أبدان الرباعيات حراشف كالسمك، ولها عظام اطراف وعظام رأس، إذ أن السمك عظمي.

الرد : كل الأحياء تتشابه أصلا, هناك حشرات لها حراشف أيضا، فهل نقول أنها جاءت من الأسماك؟ كل الأحياء بينها تشابه وهذا التشابه ليس تطوريا, فالحشرات تشبه بعض الكائنات البحرية, الشجرة تشبه الإنسان في النمو والغذاء والتنفس, العلم لا يبنى على تشابهات بل يبنى على فروقات, بل إن القرآن وصف الجهل بالتشابه (إن البقر تشابه علينا), ونظرية التطور كلها مبنية على تشابهات، أي مبنية على الجهل.

(الدقيقة : 37) يتكلم الدكتور عن سمكة (يوسثينوبتيرون) اكتشفت في كندا عام 1881 م ، يقول ان هيكل هذه السمكة يرجّح أنها كانت تصطاد عند السطح وليست من اسماك الاعماق. لا يرجح العلماء انها خرجت من الماء إلى اليابسة، بل ظلت مائية، لكنها تشابه في بعض النواحي البرمائيات التي ستظهر بعدها بـ 50 مليون سنة. السمكة ظهرت قبل 385 مليون سنة، و وجه المشابهة هو عظام الجمجمة لديها مثل عظام البرمائيات. واسنانها مثل أسنان البرمائيات، وزعانفها كأنها كانت تمهيدا للأطراف، وفيها عظام نفس الموجودة في سمكة التكتاليك، هذه العظام ستصبح عظام العضد في البرمائيات، ثم عظمتا الذراع، وهي مجموعة من العظام ستكون عظام الرسغ، ثم بعد ذلك عظام الاصابع، هذه موجودة في الزعانف. و في سمكة التكتاليك توجد زعنفة تجتمع على هذه العظام بعدد اقل. و في سمكة التكتاليك يوجد نفس النمط، نفسه في الانسان والطيور والزواحف والبرمائيات والتكتاليك. وهذا يؤكد على وجود التطور. وأثناء حديث الدكتور تنعرض مقاطع فيديو مصممة بالكمبيوتر عن تصورات لأشكال هذه الأسماك الرباعية الاطراف تؤيد الفكرة. 

الرد : العلم لا يُبنى على الفبركات وإعادة الإخراج. الحقيقة أن كل نوع من الأنواع مصمم لمهمة معينة لا يستطيع أن يقوم بها إلا هو, وقُدّر تكوين جسمه لأجل هذه الغاية وليحقق دوره في التوازن الطبيعي ويقتات من أنواع معينة لا يستطيع عليها إلا هو, فنتج عن هذا اختلافات وتشابهات لكن لا يوجد تطابقات, تماما كالاختلاف بين الماعز والضأن وهي كلها أغنام, لكن تكوينها وتكوين أجسامها متناسب مع طبيعة ما سُخرت لأجله, لهذا نجد الماعز تحب الصعود على المرتفعات والأشجار لأنها متخصصة في أوراق الأشجار وأجسامها رشيقة ولا تجمع الشحم، لأن ثقل الوزن لا يساعدها على الوثب والصعود، ومهما أكلت الماعز تبقى رشيقة. أما الضأن فهي تجمع الشحم في ذيلها, وهي مسخرة لرعي الحشائش التي على الأرض مباشرة فلا تحب الصعود ولا يؤثر عليها ثقل وزنها، وأجسامها تنتج الشحوم، وهذه الشحوم ليست نتيجة اأاكل، بل نتيجة وظيفتها.

كل ما يُفسر تطوريا يمكن تفسيره توازنيا, يكون الجحد والكفر واقعيا من خلال اقتناء الحيوانات تبعا لوظيفتها، بينما تفسير وجودها تبعا لتطورهم، أي انهم يعرفون الوظيفة ويجحدونها، فهم يعرفون أن الوظيفة دقيقة وتفهِّم لماذا هذا المخلوق بهذا الشكل وهذه القدرات. الحقيقة انه لا يوجد شيء متطور أكثر من شيء، بل حتى الذكاء ليس من نصيب الإنسان وحده كما يتخيلون ان الانسان وحده هو الذكي والبقية ليسوا اذكياء، ولا حتى في الدرجة. بل ان في بقية المخلوقات ذكاء لا يستطيع ان يملكه الانسان، كذكاء الطيور في الاهتداء والهجرة، بل الطيور المقلدة للأصوات ذكاؤها في هذه الناحية يتفوق الاف المرات عن ذكاء الانسان في تقليد الاصوات. هل يستطيع انسان ان يقلد مثل هذه الطيور؟ أليس جهاز النطق عند الانسان متطور عن جهاز النطق عند الطيور؟ كيف يستطيع طائر صغير ان يحاكي اصوات مادية كصوت الصافرة والكاميرا والمنشار بدون أي هامش خطأ؟ بل مثلها تماما ومن أول مرة وبدون تدريب ولا توجد محاولات خطأ؟ هذه قدرة الهية وليست شيء يأتي بالتدريب، بل يستحيل على الانسان ان يقلد تقليد الطيور أيا كان من البراعة. اصوات الالات من الصعب على الانسان تقليدها، لكنه سهل على هذه الطيور. أليست دقة التقليد وسرعته من الذكاء؟ اذن هذا الطائر الصغير اذكى من الانسان في هذه الناحية. وعلى هذا قس بقية المهارات.

الإنسان يتوه في الليل في مسافة قريبة جدا، بينما الطائر المهاجر يقطع محيطات وقارات و في الليل والغيوم ليهتدي لنفس عشه الذي عشش فيه العام الماضي بدون تدريب ولا تعليم بعد أن قطع قارات ومحيطات، بل بالغريزة، ما الغريزة؟ انها من ضمن الاشياء التي يتجاهلها التطوريون مع التوازن والوظيفة، لكي يثبتوا نظريتهم الخرقاء. الغريزة تعني عبقرية لا يمتلكها الانسان، اذن الذكاء مغالطة كبرى. سرعة الحركة والتصرف أليست من الذكاء الحركي؟ هل يستطيع ان يتحرك الانسان كحركة وسرعة قط مهاجم؟ اذن لا يوجد ذكي وغبي، بل يوجد توجيه وعناية الهية لكل نوع وكل وظيفة أودعت ما تحتاجه من مهارات، هذا كل ما في الامر. قوة الذكاء ليست حكرا على نوع دون غيره. وسقوط وهم الذكاء يسقط نظرية التطور، لأنهم بنوها على ذكاء الإنسان، وأنه هو في القمة لأنه الأذكى. الله اراد ان يسخّر ما في الحياة للانسان، فأعطاه شعورا حرا يستطيع ان يهتم ويلاحظ ما ليس له علاقة ببقاءه، اما بقية الحيوانات فقد سُخرت لهدف محدد ووظيفة محددة. مع انها تمتلك ذكاء في هذا المجال لا يمتلكه الانسان.

الاختلاف بين أنواع الكلاب ليس بسبب التطور بل بسبب الوظيفة, فالكلاب السلوقية يختلف تكوينها الجسمي عن الكلاب الألمانية، لأن لكليهما وظيفة مختلفة, فبينما الكلب الألماني يهتم بالحراسة نجد الكلب السلوقي يهتم بالصيد ولا يهتم بالحراسة, وكلاهما جسمه مناسب لهذه الوظيفة, إذن من خلال التوازن والوظيفة والتسخير نستطيع أن نفسّر الاختلافات بين الأحياء بطريقة مقنعة, مثل الاختلاف بين الحمار والحصان، لأن لكلٍ وظيفته في التسخير, وما يقوم به الحمار لا يستطيع أن يقوم به الحصان وهكذا, ليس لأن الحصان تطور من حمار على نظرتهم البشرية الجاهلة المبنية على الإنسان وما يتعلق به, فلأن الإنسان يرى أن الحصان أغلى وأثمن من الحمار, جاءت نظريتهم لتجعل الحصان متطورا من الحمار, وجعلت الإنسان في قمة التطور الحيوي كله لأن أصحاب النظرية من بني الإنسان, وهذا شي مضحك! مع أن جسم الإنسان من أضعف أجسام الكائنات ولا يملك هذا الجسم أي وسيلة للدفاع ولا سرعة عدو ولا يحزنون,

لذلك أخّر المُخرج ظهور الطيور على المسرح لأنه بشر ويرى أن الطيران عملية صعبة, فكيف يجعل الإنسان في قمة التطور وهو لم يطر ولم يملك قرونا ولا رفسا ولا شَعرا, وهو صاحب أطول فترة طفولة وأضعفها؟ ما هذه النظرية المتناقضة؟ والأزفت من هذا أنها تجعل الإنسان الغربي ذو العيون الزرقاء في قمة تطور البشر كلهم, يبدو واضحاً أن عيون المخرج زرقاء وليست سوداء.

ألعاب التصميم والفوتوشوب يجب أن لا تُعرض بهذا الشكل, إلا أن توضَّح بأنها تصميم وفوتوشوب لأنها توهم الناس أنها حقيقة, عمليات الإخراج وتكميل العظمة إلى مخلوق كامل من الألعاب السحرية عند الدراونة وهي تزيد الشك فيهم, نحن لا نريد خيالا بل نريد حقائق مجربة ونشاهدها حتى نصدق, فعقولنا ليست رخيصة علينا على الأقل.

(الدقيقة : 37 الثانية : 35) يذكر الدكتور ان هذه السمكة هي النمط الأصلي لرباعيات الاطراف، مع أنها تعيش في الماء، لأن لديها زوجان من الزعانف تحوي هذه العظام كما سبق شرحه، هذه ستكون تهيئة وتقدمة للعظام المعروفة.

الرد : الزعانف في الحلقة قبل المتوسطة ليست مرتبطة بالهيكل العظمي للسمكة, بينما في الحلقة المتوسطة ظهرت الأطراف الأربعة مرتبطة بالهيكل العظمي, كيف تكون هذه متطورة من تلك؟

(الدقيقة : 39 الثانية : 10) يتحدث الدكتور عن الحلقة بعد المتوسطة، من 365 مليون سنة، وهي (أكانثوستيجا) وهي سمكة رباعية الاقدام، وهي في السابق سمكة، لكنها أصبحت رباعية الاقدام، وتعيش في الماء، فزعانفها تحولت الى اقدام حقيقية، وجمجمتها مفلطحة، والعينان فوق، والمنخران فوق، والاطراف قوية تساعدها على التحرك والمشي على الارض بطريقة مقبولة، ولها رئة عند الخياشيم، وهي حلقة متقدمة، وحفريتها موجودة ومدروسة. وفي اثناء شرح الدكتور يتم عرض فيديو لهذه الحلقة المتقدمة.

الرد : تعبانين كثير على التصميم والفوتوشوب, هل من تصاميم الكمبيوتر والفوتوشوب تطورت الطبيعة؟ والآن الحلقة المتطورة لها رئة ولها أحفورة كما يقول الدكتور, سؤال يا سيدي: أليست الكولاكنث لها أحفورة وفيها رئة تظهر في الأحفورة كما يقولون؟ لما شرِّحت هذه السمكة المنقرضة من 70 مليون سنة وجد أنها كيس دهني ليس إلا، وليست رئة بدائية كما زعم الدراونة, ما الذي يمنع أن تكون هذه الأحفورة كتلك الأحفورة والوهم نفسه يتكرر مرة أخرى ونحن ضحية هذا الخداع المبرمج والمتكرر؟ الإنقراض غير موجود، فإن كانت هذه الاحفورة حقيقية فستجد مثيلاتها في البحار مثلما وجدوا مثيلات الكولاكنث بعد ان حكموا بانقراضها لأنهم لم يروها، لأن هناك 90 مليون نوع من الأحياء لم يكتشف بعد، ما هذا التكبر؟ ما لا نجده أمامنا نعتبره منقرضا؟! بينما نعترف بوجود ملايين الكائنات التي لم نكتشفها حتى الآن؟ تناقض وتكبر أبعد ما يكون عن الروح العلمية.

(الدقيقة : 43) يواصل الدكتور حديثه السابق، فيذكر ان التطوريين افترضوا انه لا بد ان تتوسط الحلقتين السابق ذكرهما حلقة بين الأولى والثانية، وذلك لأن الحفرية الثانية قريبة جدا من البرمائيات، والحفرية الاولى بعيدة جدا عن البرمائيات واقرب للأسماك، ولكن لم يعثر عليها احد، وهنا تبدأ الملحمة العلمية الجميلة حسب تعبير الدكتور. ذكر ان التطوري نيل شوبن فكّر بما أن الأولى قبل 385 مليون سنة، والثانية قبل 365 مليون سنة، فلا بد أن ينقب في مكان ما على الارض تعود حفرياته إلى 370 أو 375 مليون سنة. ففتح كتابا جامعيا متخصصا ليعرف كيف يمكن ان يجد مثل تلك الحفريات التي تعيش في المياه العذبة، لأن الحفرية الثانية كانت تعيش في المياه العذبة، وكذلك لا بد ان تكون الحلقة الوسيطة مثلها، فوجد أنه من الممكن ان يجدها في جزيرة تقع في محيط القطب الشمالي شمال كندا، جزيرة إلس مور، فذهب هناك ليبحث عنها بعد أن شكّل فريقا لمدة خمس سنوات، وكانوا يزيحون أطنانا من الصخور وغيرها ولكن لم يجدوا شيئا ومع ذلك لم يغلبهم اليأس، وبعد الخمس سنوات هذه عثر احد اعضاء الفريق على المتحجرة هذه، فوجد رأسها في البداية، فأدرك انه وصل لشيء مهم، وجد رأسا مسطحا ليس كرأس السمك العادي، بعد أن رآها شوبين أدرك ذلك وقال هذه ضالتنا، هذه هي الحلقة المفقودة. وأثناء حديث الدكتور يعرض فيديو للرحلة التي قام بها هذا الفريق للبحث عن الأحفورة.

الرد : كيف اهتدى للمكان الذي توجد فيه الأحفورة في أراض واسعة جدا؟ ويحفر أيضا بينما بقية الأرض حوله لا نجد فيها حفر, المفترض أن يكون نبش أرض الجزيرة كلها. الفيديو المعروض يُظهر أن الأرض حوله لم يتم فيها الحفر. إن البوليس والشرطة لا تستطيع أن تجد شيئا مسروقا ومخفّى في مكان, فكيف يأتي لجزيرة كاملة ليجد فيها أحفورة مخبأة من 375 مليون سنة؟ خمس سنوات من البحث والأرض ليس فيها آثار للحفر, فقط حفرة واحدة، مع أن ليس لها رائحة أو علامة تدل على وجودها, ولا أجهزة كأجهزة الكشف عن المعادن مثلا لأن الأحفورة تحولت إلى صخرة. أريد أن أعرف كيف اهتدى إلى مكانها؟ كيف عرف هذا الجرف بالذات الذي حفر فيه في الجزيرة الكبيرة ، مع أن الحفرة ليست عميقة ولا توجد آثار للبحث فيما حولها! هذا هو الحظ السعيد , ثم لاحظ أنه يُخرجها بيد واحدة لأنها متماسكة وكأنها خارجة من مصنع بدون أي زوائد أو إضافات منذ 375 مليون سنة ولا يخشى أن تنكسر! لعمرك هذا هو الحظ, لكن كيف نصدّق هذا الحظ الذي أسعد صاحبه لكنه لم يسعدنا ولا بالتصديق؟ و كل هذا جاء من كتاب قرأه بالجامعة فوجد أنها تقع بالضبط في جزيرة مترامية الأطراف! الأسهل من هذا أنها صُنعت على يد مختصين ودُسّت تحت التراب وجاء مصوّر وصوّرها, هذا أسهل للتصديق ومنطقي جدا لدعم فكرة الإلحاد, خصوصا والتزوير والكذب شيء معروف ومتكرر عند الدراونة, كما زوّر العالم الألماني صور الأجنة, وكما زوّروا جمجمة بلتداون وكما كذبوا في سمكة الكولاكنث وغيرها, ما الذي يمنع وجود كذبات إضافية؟ إضافة إلى الرسم والفوتوشوب.. هل هذه أدلة تستحق الاحترام؟ نعم يحترمها من تخدمه هذه النظرية, لكن العاقل له كلام آخر فيما يُعرض أمامه, وهذا يشبه أن نقول : يوجد في صحراء نيفادا كنزٌ مدفون بيد أحد المسافرين. فيأتي شخص ويقول : لقد وجدته. بدون أي دليل على مكان وجود هذا الكنز, ثم يحتجّ برقمٍ زمني أمضاه في البحث, ولا ترى في الصورة أي آثار لحفر أخرى, وليس معه أجهزة خاصة لكشف هذا الكنز, فكيف وجده؟ ألا تتساءل مثل هذا السؤال؟ هذا هو نفس تساؤلنا الآن.. كيف يجد الدراونة ضالتهم دائما وبكل سهولة وبلا معدات حفر أو بحث, فقط مكنسة! تشبه مكنسة الساحرات.

ثم من أين أتت هذه الصخور المربعة الظاهرة في الفيديو؟ لا توجد في الطبيعة مثل هذه التربيعة! أم أنها للتوهيم بأنها صخور خرجت من الحفر بهذا الشكل المربع العجيب؟ وكيف تتحجر على هذا الارتفاع؟ ثم ما هذه اللمعة في مقدمة الاحفورة؟ في العادة الصخور الداخلية لا تلمع!

وكيف يكون رأسها كبيرا وجسمها صغيرا؟ ما وظيفة هذا الرأس؟ وكيف يحملها هذا العالِم من طرفيها؟ ألا يخشى أن تنكسر وهي ثمينة لهذا الحد؟ ولماذا رأسها سليم بالكامل وبنفس الوقت هو المقصود بالحكاية؟ ثم كيف تبقى آثار الحراشف من 375 مليون سنة؟ وهذا الصندوق المعد على مقاسها بالضبط كيف عرفوا مقاسها مسبقا فأعدوا لها صندوق بحجمها؟ ثم أين بقية جسمها؟ وكيف تحجرت وهي ليست في القاع في مجرى النهر؟ التحجر يحتاج إلى بيئة رطبة وفيها معادن ذائبة بينما هي على تل, ولم يتصل بها شيء متحجر معها, ولا يوجد في المكان غيرها! يحق لنا أن نتشكك! هذا غير أن الأحافير ليست دليلا علميا بالأساس، لأنها قابلة للتزوير، وكل شيء قابل للتزوير ليس دليلا.

التمساح عيونه فوق رأسه لأجل الاختفاء لأنه صياد, والحراشف يحتاجها في الصيد والتمويه, فهل كانت سمكتهم هذه صيادة؟ وما دور هذا الشكل الفوتوشوبي في التوازن البيئي؟ لماذا وُجدت سمكة نهرية بهذا الشكل وعلى ماذا كانت تتغذى؟ وما فائدة أنها تسبح عند السطح وتتنفس الهواء؟ بينما الحوت مع أنه يتنفس الهواء إلا أن عيونه في جانبي رأسه, إذن ما وظيفة هذه العيون الفوقية؟ إذا كانت تصطاد من الأحياء البرية الداخلة في الماء فهي غير مناسبة للصيد، لأن التمساح أفضل منها, فكيف عاشت إذن؟ إذا لم تكن مفترسة كالتمساح فسطح الماء ليس فيه شيء تأكله. غياب الوظيفة في استعراضهم للأحياء يعتبر مقتلاً لنظرية التطور و هم يتهربون منه لأن قضية التوازن تقضي على نظرية التطور, فإذا كان هناك نوعُ تطورَ من نوعٍ ثم صار يعيش على نوعٍ من الغذاء, فالسؤال : قبل أن يتطور, من هم أعداء ذلك النوع من الغذاء الذي صار يقتات عليه؟ وإلا لصار هو الأكثر, إذن التوازن ضرورة علمية يُهملها التطوريون, والعلم يخبرنا أنه لولا وجود أعداء لأي نوع لكثر كثرة مفرطة وأفسد الطبيعة. الكل يحتاج إلى تقليم, والتطور بطئ بملايين السنين في عمله على التوازن فيتأخر أحيانا 30 مليون سنة كي يخرج نوعا يقتات على هذا الغذاء, هذه النقاط لم ينتبهوا لها, البيئة مثل أي جهاز, لا يعمل إلا دفعة واحدة، ولو نقصت بعض قطعه لم يعمل, فنظرية الدفعة الواحدة المتوازنة أنا أقدّمها في مقابل نظرية التطور, وأُثبتها بكل معقولية أكثر من شطحات التطور الغير معقولة, لكن أحدا لن يسألني عنها, والسبب نقص الإعلام والقوة ليس إلا.

(الدقيقة : 50 الثانية : 30) يذكر الدكتور ان العالم الفرنسي جورج كوفييه صاحب نظرية الكوارث في الجيولوجيا وله اسهامات في علوم المتحجرات، كان يقول بتبجّح : أعطني سنا لأي كائن حي، وأنا أستطيع أن اصنع لك جسمه كله من هذا السن. ويذكر الدكتور ان كلامه فيه تبجح ومبالغة كبيرة لكن كلامه إلى حد ما صحيح، فكيف حين يسعدك الحظ ان تجد حفرية كاملة أو شبه كاملة؟ بعد ان وجدوا الاحفورة وفرحوا بها طلبوا من الاسكيمو ان يسمّوا هذه السمكة تكريما لهم لأنهم أصحاب المكان، فقالوا نسميها تيكتاليك روزيا، وتعني تيكتاليك : سمكة المياه العذبة الكبيرة، وروزيا تعني : المانح المجهول. إشارة إلى من موّل هذه البعثة بالمال. اتضح أن هذه هي الحلقة المفقودة بين الاسماك فصّية الزعانف والبرمائيات الأولى رباعية الاطراف.

ويذكر الدكتور انه هناك تشابهات بين هذه الحلقة المفقودة والاسماك والبرمائيات رباعيات الاطراف، فبالنسبة للأسماك نجد ان عليها حراشف من خلال حفريتها، ولها زعانف، ولها خياشيم، وتشبه البرمائيات من حيث أن رأسها مسطح، والعينان والمنخران فوق وليس على جانبي الرأس، وكون عينيها ومنخريها في الأعلى له دلالة، وهي أنها كانت تعيش قريبة من السطح، فترى ما فوقها، وايضا يوحي بأنها كانت تتنفس الهواء، ليس عبر الخياشيم، مع أن لديها خياشيم، وهذا يعني انها تتنفس بالطريقتين، كما أن لديها رئة، فهي سمكة رئوية، وهذه تعتبر من أجداد البشر الاقربين نسبيا من الاسماك فصية الزعانف، كما أن لها رقبة، والأسماك ليس لها رقاب، وأهم صفتين فيها هي : أن لها مجموعة ضلوع قوية، تسمح لها بضخ الهواء إلى الرئتين، وأن لها في زعانفها عظام كبيرة بخلاف الاسماك التي تحوي عظاما صغيرة، فزعانفها جزء منها زعنفة وجزء منها طرف، أي قدم، وفيها تشكيلات عظمية تشابه تماما التشكيل العظمي لليد البشرية. ويذكر الدكتور أن هذه الاحفورة رائعة جدا ولم يكن داروين ليحلم بأنه يمكن أن توجد مثل هذه الأحفورة. فهي ليست سمكة تامة ولا كائنا برمائيا تاما.

الرد : هذا الشكل ليس شكل سمكة صيادة, اذ ليس لها فم مثل فم سمك القرش إن كانت تصطاد من البحر, وإن كانت تصطاد من أحياء برية تدخل الماء ستكون ضعيفة لأنها تحتاج إلى أيدي ومخالب لكي تكمش الفريسة, وتحتاج إلى ذيل طويل من أجل التوازن, وكل هذا غير موجود فيها. و وجود الحراشف يدل على أنها كانت تختفي ولا تحتاج إلى الاختفاء، إلا إذا كانت تصيد من حيوانات تدخل إلى الماء كما يفعل التمساح، أي أنها صيادة, لكن هذا النموذج غير قادر أن يكون صيادا, وإن كانت تعيش على الأحياء الدقيقة أو الأسماك الصغيرة فهي لا تحتاج إلى العيون التي فوق رأسها، بل تحتاج إلى عيون جانبية كالأسماك. إذن هي خدعة مفبركة لكي تكون حلقة وسطى بين الأسماك والتماسيح ليس إلا, التمساح نفسه ليس رأسه عريضا بهذا القدر، بل طويلا وممدودا لكي يلقط بأسنانه عن بعد, بينما هذه السمكة رأسها عريض وليس ممدودا كالتمساح, لا يوجد مثل هذا النموذج في الطبيعة لأنه غير عملي. فالسؤال : على ماذا تعيش هذه السمكة؟ هي لا تستطيع أن تعيش على ما في داخل الماء أو على ما في خارج الماء, وهذه جوانب لم يهتموا بفبركتها لأنهم مشغولين بالمكان وبشكل الرأس الذي لم يتضرر أبدا وبقي لكي يكون شاهدا لهم على صحة نظريتهم, فيا للحظ كيف يكون سعيدا لهذه الدرجة, وشكرا لمموّل الرحلة, ولكل المستفيدين من هذه النظرية.

العيون التي تنظر إلى ما فوق الماء لماذا؟ إذن هي صيادة لكنها فاشلة، فهي ليست كالتمساح بموجب هذا التصميم الضعيف والناقص, وهذه نقطة أهملت في الفبركة.

أكثر ما يكون التزوير عند التطوريين في الحلقات المفقودة, لأنها عقدتهم كما فعلوا عندما زوّروا إنسان بلتداون كحلقة وسطى بين القرد والإنسان, وهذه حلقة وسطى بين البرمائيات والأسماك, فيجب التدقيق عليهم عندما يتكلمون عن اكتشاف حلقة وسطى. يبدو أنها بديلة عن خدعة سمكة الكولاكنث التي احترقت.

ثم كيف تتنفس بطريقتين؟ ولماذا؟ البرمائيات تتنفس بطريقة واحدة مع أنها تغوص في الماء, كيف يوجد حيوان يتنفس برئة ويغطس بالماء ثم يتنفس بطريقة أخرى كالخياشيم؟ سيكون هذا هو الأقوى تطوّرا لو وُجد. البرمائيات أساسا تتنفس الهواء الخارجي وليس عن طريق الخياشيم, أين ذهبت هذه الخاصية الممتازة؟ لماذا لم يبقيها الانتخاب الطبيعي؟ أليس يختار الأفضل؟

(حتى نهاية الحلقة) يذكر الدكتور دقة الزمان المفترض ايجاد هذه الاحفورة فيه والذي سبق ان تحدث عنه، ويقول انه كيف يمكن أن يأتي من يستنكر التطور بإستخفاف. ويذكر انه لو سألت أي عالم تطوري كبير وهائل المصداقية : هل لديك قطع يقيني بالتطور؟ سيجيبك : لا. هذا هو جواب العلماء المحترمين، فلا يوجد في العلم قطع 100%، فالعلم طريقته هي الترجيح، لأنه استقرائي، وطبعا فيه جانب تجريبي واستدلالي، ويكتفى فيه بالترجيح، فإذا جاوز الترجيح 70% أو 80% يكون ممتازا، فكيف لو كان فوق 90% أو 95% ؟ علماء التطور مقتنعون أن التطور حاصل واشتغل ويشتغل، ربما بنسبة أكبر من 95% ولكن ليس 100% ، ففي الـ 5% المتبقية بعد عشر او عشرين سنة احتمال انه قد تظهر نظرية تقلب الأمور رأسا على عقب، وتقدم مقاربة مختلفة تماما وتنجح، فمن خلال هذه النظرية امتلك – كعالم – قدرة تفسيرية استطيع أن أفسّر بها مئات الحقائق، بينما نظريتك تخسر في تفسير كل ما استطعت تفسيره بنظريتي. ويقول الدكتور انه هكذا تكون المسائل في العلم، بينما البعض له تعامل آخر وهو تعامل خاطئ، اذ يظن انه لو وجه نقدا لنظرية كبيرة فقد اثبت خطأها.

الرد : لا، بل يوجد القطع في العلم, في الميكانيكا يوجد و في الكهرباء والهندسة يوجد قطع مائة بالمائة, و في الرياضيات يوجد أيضا, هذه إسمها علوم, أما الذي لا يوجد فيه قطع فيسمى نظرية أو فلسفة علمية, يجب أن تُحترم كلمة علم, والأمور التي ليس فيها قطع في الرياضيات أو في الهندسة هذه تعني أن العلم لم يصل إليها مائة بالمائة حتى الآن.

وكيف يصل ترجيح التطور إلى 95 بالمائة مع أنها بلا تجارب وتصطدم مع المنطق ومع العلم في موضوع التوازن وليس لها أي تطبيقات طبية أو علاجية ومليئة بالتزوير والأكاذيب المكتشف منها وما لم يكتشف؟ وكيف تخاف أن تأتي نظرية تقلبها رأسا على عقب؟ مع أنك اثبتّ 95% منها؟ لو كان 95% منها علمي ومجرب لما خشي عليها من نظرية تقلبها وتلغيها كلها. هذا بناء على الوهم القابل للسقوط في أي وقت باعتراف الدكتور والتطوريون، لأنه يخشى ويخشون من أن تأتي نظرية من هذه الـ 5% تقلبها رأسا على عقب. لو كان شيئا حقيقيا لما خُشي عليه من شيء يقلبه، فمثلا في الرياضيات لا نخشى أن يأتي شيء يفسد علينا حقيقة جدول الضرب، أو القسمة، وكذلك في الأمور الثابتة في الكيمياء والاحياء والفيزياء، بل هي تحدي لمن يثبت نسبة من خطأها وليس يقلبها 100% ، فعلى التطوري أن يترفق لأنه يركب حصانا بلا أرجل.

قلتُ سابقاً أن الطبيعة تجرّب وتكذّب افتراضات التطور كل يوم بينما هم لا يجربون, فكيف وَصلت إلى هذه النسبة؟ كل هذه العيوب تجمعت في 5% فقط! يا دكتور كن واقعيا ولا يأخذك الإعلام كل مأخذ! والشهادة لله.

قل يا دكتور أننا نقدّم تفسيرات ولم يقدّم أحد تفسيرات منافسة, أي أنكم تقومون على فلسفة قابلة للخطأ والصواب وليس على علم؛ لأن العلم غير قابل للخطأ، لأنه مجرّب, لا بد أن نُخرِج العلم عن الموضوع, ثم من قال للدكتور أنه لن يستطيع أحد أن يقدم تفسيرات لأنه لا أحد اهتم بتفسير اختلاف الأنواع إلا أتباع المذهب الإلحادي أو الذين تبعوهم لقوة إعلامهم؟ نظريتي أنا الوراق و هي نظرية (التوازن والتسخير والدفعة الواحدة) تقدّم تفسيرات أسهل وأحسن بدون ربطها بالإيمان إن شئت, وأنا أتحدى من يهزها وليس يقلبها رأسا على عقب كما تخافون، ليس هناك ما يُفسَّر إلا اختلاف الأنواع أليس كذلك؟ إذن نظرية التوازن والتسخير تفسّر اختلاف الأنواع بشكل علمي, فقط تحتاج إلى دراسة موسعة حتى تشمل كل الأحياء.

إن مجموع الوظائف في المخلوقات نتيجته التوازن البيئي الشامل.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق