الجمعة، 20 سبتمبر 2013

من اسباب الميل للجزئية ..



من اسباب الميل للجزئية : صعوبة تصور المفاهيم المجردة من الحواس أو المركبة والمعقدة ، لهذا تجد شخص يعتبر الدين عبارة عن صلاة و طقوس فقط ، وشخص آخر يتصوره طلب علم فقط ، وآخر يتصوره شريعة فقط ، وآخر يتصوره روحانية فقط ..

وهذا ما سبب الميل للجزئية عند الفلاسفة وعلم النفس و رجال الدين .. فمن الفلاسفة من يرى ان الانسان ارادة حياة فقط كشوبنهور ، و منهم من يراها ارادة قوة مثل نيتشه ، و منهم من يراه دوافع جنسية مثل فرويد ، وهكذا ..

كما وقعوا في مثل هذه الجزئية في الحديث عن المجتمع ، فبعضهم رأوا ان المجتمع هو الحاكم المسيطر المشرّع المعبود كدوركايم ، و منهم من رأى انه صراع طبقات كماركس ، وهكذا ..

وهنا يظهر انهم يميلون للجزئي حتى يفهموا ، مثلما فهموا كلمة : اصبع ، أسهل من كلمة : انسان . وهذا ما اسميه الفلسفات العاجزة ، أي عجزت عن فهم الكل فاتجهت الى احد أجزاء هذا الكل وحمّلت الكل عليه ..

وهذا ايضا يكشف عن بساطة الفلسفة المادية التي تفكر من خلال المادة فقط ، فمعرفة كلمة : خشب ، أسهل بكثير من معرفة كلمة : واقع ، أو : نفس ، أو ذوق ، أو مزاج .. و كأن الفلسفة المادية هربت من الصعب الى السهل ، وتجاهلت وجود ذلك الصعب ، مع أنه هو الموجود وهو الأهم ..

هناك تعليقان (2) :

  1. كلمات جميلة. شكرا على المجهود ونأمل المزيد

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا على تشجيعك وتعليقك الكريم ، والمزيد قادم بإذن الله

      حذف