الأحد، 1 يوليو 2012

لماذا حرم الله الزنا ؟!






لا يتسائل البعض عن سبب تحريم السرقة والقتل ، لأنهم يعتبرون تحريمهما عقلانياً , فعلى أي أساس قبلوا هذا التحريم؟ طبعاً على أساس المصلحة المادية الجسدية ، ومن هنا لم يعترضوا عليهما . مما يدل على اعترافهم الكامل بالمصالح المادية فقط .

على هذا : فهم يريدون أن يكون الدين كله من هذا النوع ، وبالتالي سيكون الدين مادياً كاملاً و دنيوياً كاملاً ، وإذا كان كذلك فلن يكون ديناً ، لأنه سيكون حقائق واقعية مثبتة وتشريعات بشرية ترعى المصالح ليس إلا .

العقلانية لها عدة أوجه وليس لها وجه واحد , فلها وجه مادي وعلمي، ولها وجه نفسي ، ولها وجه أخلاقي ، ولها وجه اجتماعي .. فلكل مجال منطقه .

 الماديون والملاحدة يأخذون الوجه المادي فقط من العقلانية و يريدون فهم الدين كله و الأخلاق من خلال هذا الوجه و إلا فلا, إذاً الخطأ عندهم خطأ منهجي. والدليل على أن تعميم الوجه المادي خاطئ ، هو أنهم لا يستطيعون أن يعمموه على حياتهم هم، فهم لا يستطيعون أن يضربوا الحشرات غير السامة بالخلاط مثلاً ، ويتناولونها كوجبة غنية بالبروتين ، مع أنها حقيقة مادية !! ولا يستطيعون أن يحتقروا كل الأخلاق وأن يرفضوا أن يتعامل معهم أحد بالأخلاق ، مع أن المنطق المادي لا يقيم أي وزن للأخلاق , لأنها عطاء بلا مقابل أكيد ، فهي ليست كالبيع والشراء. إذاً تعميم المنطق المادي على كل الحياة خاطئ ؛ لأن الإنسان ليس مادياً فقط .

ومن الجزء غير المادي في الإنسان نشأ الدين والأخلاق والذوق و الجمال ، والتي تتعارض كثيراً مع المنطق المادي ؛ فالذوق يرفض تناول تلك الحشرات، والذوق ينطلق من إنسانية الإنسان وليس شيئاً مفروضاً على الإنسان من الخارج , مثلما انطلق المنطق المادي من عقلية الإنسان . والذوق يجعلنا نقتني الزهور ونضعها في منازلنا ، مع أنه ليس هنالك أي جدوى مادية من الزهور! فما الزهور إلا نوع من النبات الذي يصلح علفاً ، حسب العقلية المادية , وتصلح غذاء حيوانياً كأي جزء من النبات!


العقلانية المادية لا تجعلك تثق بصديق ولا بزوج إلا بموجب أدلة قطعية الثبوت وبشكل يومي, كالكاميرات أو التقارير السرية . إذاً هم يطبّقون على الدين ما لا يطبقونه على حياتهم , وهذا دليل على الرفض المسبق للدين وليس بسبب العقلانية المادية , أي أن النتيجة سابقة على السبب, وهذا تناقض مشين، وأستغرب كيف يقبلونه! فالإنسان الصادق يعتمد منطقا يطبقه على كل شيء وليس بشكل انتقائي .

في موضوع الزنا ، نجد أن كل أنواع العقلانية ضده , بما فيها المادية أيضا ..

فمن ناحية الذوق : فهو يقلل من قيمة الإنسان وقيمة الروابط البشرية وينزلها إلى مستوى الغريزة الحيوانية بدلاً من العقل والأخلاق , أي أنه اجتماع على الغريزة وليس اجتماعاً على العقل و الثقافة والقيم والأخلاق .

ومن الناحية المادية : فهو باب لاختلاط الأنساب ، و ربما يربّي الإنسان طفلاً ليس من صلبه ، وهو باب لانتشار الأمراض مهما كثرت الاحترازات المأخوذة بالاعتبار . ولا ننسى صعوبة اتخاذ الاحترازات في مثل مواقف التهييج ، حيث تسيطر الغريزة على العقل و يكون المرء كالسيارة بلا مكابح , وهذا يفسّر لنا كثرة وجود اللقطاء والعدوى والأمراض الجنسية رغم وجود وسائل الاحتياط إلى حد ما.

ومن الناحية الأخلاقية : فالزنا باب لإثارة الغيرة والشحناء ، وباب لليتم ومآسي الأيتام وباب للخيانة وانتشار عدم الثقة وعدم الوفاء بالعـِشْرَة ..

و الزنا باب للاغتصاب, لأن الاغتصاب يأتي من الممانعة. ولا نستغرب ظهور أصوات في الغرب تنادي بحرية الاغتصاب، بينما الله يقول: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشةً وساء سبيلاً} ، فسبيل الزنا يؤدي إلى الشرور .  

إذاً هي مجموعة من أبواب الشرور يفتحها الزنا مثلما تفعل الخمر ..

سد أبواب الشرور هو أهم حقوق الإنسان التي لم يلتفت إليها الفكر المادي الغربي ، بل هو الذي فتح أبواب الشرور على مصراعيه . كم عائلة تدمرت بسبب الإدمان على المخدرات والخمور والزنا ؟ و كم من شخص تدمرت حياته و أغرق بالديون بسبب جلسة قمار؟ و كم من إنسان فقد أملاكه بسبب الربا ؟


إذاً القرآن هو أكثر من رحم الإنسان من شر الإنسان ؛ بدليل أن القرآن حرّم هذه الأشياء ، والحضارة الغربية لم تحرمها ، إذاً فهي لم ترحم الإنسان, وحقوق الإنسان لم تهتم بالإنسان, وكأنها فتحت حلبات المشاجرة والصراع إلى الموت .

لماذا إذاً يوجد القانون بشكل عام على كل الناس ؟ و لماذا يمنعنا الحراس من دخول بعض الأماكن المحظور دخولها ، مع أن ليس كل الداخلين ينوون شراً ؟ وجود الحرّاس هو لسد باب الشرور التي قد تحدث . إذاً العقلانية يجب أن تـُطبـّق على كل شيء , وما سمّي المنطق منطقاً إلا لسريان مفعوله في كل وضع .

ومن ينادي بحرية الزنا ، عليه أن ينادي بحرية كل شيء حتى يكون عقلانياً , فلو سألنا : ما ضد العقلانية ؟ سيقال : العاطفية , إذاً : كيف تدخل العاطفية إلى العقلانية ؟ ليس هناك من مدخل إلا الانتقائية , إذاً الانتقائية هي ضد العقلانية ، و كل انتقائي هو غير عقلاني و بشكل مطلق و دائم . ومن مارس الانتقائية فقد كسر العقلانية , ومن أوّل انتقائية تـُمَارَس ، فسلـِّم لي على العقلانية ! سواءً في هذا الموضوع أو غيره.

وعلى كل من يتكلم عن العقلانية أن يحذر , لأنه سيُطالب بالتعميم . وما قيمة العقل إلا في التعميم ، وإلا لكان رأياًَ شخصياً. والأخلاق يجب أن تؤخذ كلها وإلا لوقعنا في الانتقائية ، والانتقائية غير عقلانية . كل هذا دون أن نلتفت إلى موضوع الإيمان الذي حرّم الزنا, و هذا بحد ذاته كاف لقبوله حتى لو لم نفهمه ما دمنا آمنـّا بالأساس. 

ثم هل من الأفضل فتح أبواب الشرور أم إغلاقها ؟ وتوظيف الغريزة بطريقة سليمة وصحية ؟ الزنا لا يبرره التراضي بين الطرفين ؛ لأن الموضوع لا يتعلق بالطرفين فقط ، بل هنالك أطراف أخرى , وكل البشر ينفرون من دور الدعارة ولا يحترمون روادها و رائداتها كثيراً , رغم التراضي الواضح و عملية البيع والشراء التي تجري فيها . إذاً الزنا بالتراضي هو مثل الزنا مقابل المال ، هذا في ناحية التراضي .

وهذا فضلاً عن الأثر النفسي الذي يحس الإنسان فيه أنه ليس مقبولاً لذاته ولعقله ولأخلاقه, بحيث تـُكال كلمات الحب دون أن تـُصدَّق , والتي تذوي وتذبل مع انطفاء الشهوة . وإلا فلماذا حـُرّم القمار مع أن هناك من يكسب فيه و يوجد طرف مستفيد؟ السبب هو أنه باب للصراع وللشرور و يجر على العداوة والبغضاء... إلخ . إذاً الله رحيم بالعباد .

لو فـُتِحَت حلبة للمشاجرات لمن أراد أن يتضارب مع غيره ، وليستمتعوا بالحرية الكاملة إلى حد القتل !! فهل سيوافق المجتمع ؟ بالرغم من أن هناك أطراف منتصرة! فلماذا حوصرت الحرية هنا ؟ إذاً الحرية ليست شيئاً جميلاً على الدوام . والعقل يقتضي سد أبواب الشرور , لهذا حـُرّمت النميمة لأنها باب للشر.

وفكرة أن "حرية الشخص تقف عند حدود حرية الآخرين" لا يطبقها الماديون والليبراليون أنفسهم , فكيف تجتمع هذه الفكرة مع فكرة الحرية ؟ وكيف تجتمع مع فكرة الصراع والرأسمالية في آن واحد؟ الرأسمالية تعيش على حرية الآخرين , والمال قوة لحرية الإنسان ، فإذا أخذتَ ماله قللت حريته , وهنا تزداد حرية الرأسمالي وتتقلص حرية الفقير . إذاً هي خدعة ليس إلا.


ويبقى السؤال : لماذا يتكرر هذا السؤال من قبل الملاحدة : لماذا حـُرّم الزنا ؟ ماذا يعني الدوران عند هذه النقطة بالذات؟ إنه يعني نقطة البداية للإلحاد , فبداية الإلحاد هي من الزنا في أكثر الأحوال , لأنه أقوى الشهوات ، ومنها بدأ الخروج عن الدين، وكانت فتنة بني اسرائيل في النساء .
 
والزنا من ناحية أخرى نفسية : يفتح الباب على الإدمان الجنسي ، وهو مرض بحد ذاته و له عيادات تعالج المصابين به ، وهو يفعل مثلما تفعل المخدرات ، لأنه يتكوّن و ينشأ بشكل متنامٍ ومتعدد ، فلا يقبل طعاماً واحداً , و لك أن تتصور ما يحتاجه ذلك من مال و جهد ووقت ، وما قد يسببه من انتقال الأمراض بسبب تنوع الأطراف التي لن تكون عفيفة أيضاً و مليئة بالبصمات المتنوعة . لا شك أن الذوق يمتعض من هذا الوضع ، كما أنه لا يمكن تصنيفه من عالم الفضيلة بأية حال من الأحوال .

ويستطيع أي شخص بهذه العقلانية البحتة أن يناقش لماذا حـُرّم زواج الأقارب , وهكذا على طول الخط .


والعجيب أننا نجد سؤال المادي الملحد يبدأ بعبارة : "أنا لا أستطيع أن أفهم لماذا حُرم كذا" ، و "لماذا رغـّب الدين بكذا" .. وهذا يحمل إشارة واضحة ، وهي أن العقلية المادية البحتة تـُضيّق من سعة عقل صاحبها ، لأنها ببساطة تحصره فقط في المادة ، فبالتالي لا يستطيع أن يفهم المشاعر البشرية إلا من خلال العقلية المادية ، ولأنه لا يستطيع الفهم ، فسيقول حينها : أنا لا أفهم . ولن يقنعه أي جواب إلا إذا كان جواباً مادياً .


إنسانية الإنسان ليست مادية , و لهذا يظل المادي في عدم فهمه إلا للمادة . ومن اختار شيئاً يحصر عقله فيه ، فحينها لا يستطيع أن يفهم غيره . إن المأخذ على الماديين هو : لماذا لم يجعلوا حياتهم كلها بموجب هذا المنهج ؟ أي أن يطبق ما يقوله على نفسه أولاً ثم يطبقه على الدين . إنهم لا يسألون المؤمنين : كيف تثقون ببعضكم دون أدلة قطعية مادية مستمرة ؟ ليتهم يسألون حتى نقول أنهم يطبـّقون منهجاً مادياً على كل شيء .


كثير من الملاحدة يحرّم زنا الأقارب ، مع أنه ليس محرّماً في شرعه ، ورغم وجود الفحوصات والاحتياطات . من يريد أن يقبل الزنا ، عليه أن يقبل به كله ، حتى زنا المحارم ، ليكون منهجياً , ليس هذا فحسب ، بل عليه أن يقبل بكل ما ينفر منه الذوق ما لم يقم دليل علمي على ضرره . ولا يليق بمقام العقلاني أن يتقزز من أي شيء إلا ما أثبت المختبر خطأه وضرره ؛ فتناول الصراصير بعد غسلها وتنظيفها وفحصها صحياً أمر يجب أن يفعله ليثبت عقلانيته ومنهجه .


هذا الموضوع يصلح موضوعاً لرواية كوميدية عن المادي الصادق المنهجي العلمي , الذي لا يعترف بالمشاعر إلا ما ثبت علمياً ومصلحياً بطريقة مادية , وطبعاً هذا لن يوجد !


إذاً تبقى المسألة مسألة عدم رغبة و ضعف أمام الغريزة ليس إلا ، ولا شأن للعقلانية بموضوع الإلحاد بتاتاً . أي أن من ألحد يلحد بدوافع عاطفية ليس إلا , مثل التذمر بأن الله ظالم ، أو أنني دعوته ولم يجبني ، أو لماذا يحرم علي شهوتي .. كلها عواطف وغرائز؛ وعليه فيكون هذا السؤال المطروح عاطفياً من أساسه.

وهذا السؤال لا ينبغي أن يـُطرح لوحده ، بل ينبغي أن تـُطرح معه مجموعة من الأسئلة ؛ لأن العقلية المادية لا تعتبر هذا الشيء (الزنا) هو الأمر الوحيد غير المفهوم ، فيجب أن تطرح مجموعة الأسئلة غير المفهومة - أو حزمة أسئلة العقل المادي - حول الدين والأخلاق والقيم البشرية التي يطرحها الفكر المادي جملة واحدة , ومن ضمنها المحبة , التي لا يستطيع أن يفهمها العقل المادي ؛ فلماذا ننجذب لأحد ونبذل طاقتنا ومالنا وجهدنا له دون جدوى مادية ثابتة وأكيدة ؟

إذاً على المادي ألا يسأل غير الماديين ؛ وذلك لأنه سيـُواجه بأسئلة أخرى . أما إذا كان يسأل منطلقاً من إنسانيته وليس من ماديته ، فهنا سيـُنظر إليه على أنه محترم للحقيقة .


مشكلة العقل المادي أنه نظر للإنسان كمادة فقط ، وهذا هو سر القطيعة بينه وبين كل ما هو إنساني وليس الدين فقط ؛ لأن هجوم الماديين امتد وتـَخطـّى إلى ثوابت أخرى غير الدين ، كالفضيلة والأخلاق ، و أخيراً الإنسانية على يد سام هاريس و غيره . هذا مع مهاجمة الفلسفة والمنطق والمنهج العلمي أيضاً . و سيبقى العقل المادي يهاجم كل ما يقف في طريق رغباته وما يريده ، حتى لو كانت الحقيقة نفسها , لأنه ابتدأ أصلاً بحرب الحقيقة من خلال حربه للدين ، وما يـُفتـَتـَح به يـُختـَتـَم به.

إذاً النظرة إلى الدين من خلال منطق مادي بحت باتت قديمة . عليهم أن ينتقدوا الدين من خلال مجموع الإنسان وليس من خلال جزءه المادي . ومجموع الإنسان موجود في عقل الإنسان . وإذا طـُبـّقـَت العقلانية المادية وحدها على الدين ، فلن يبقى شيء في الدين . 

ما الفائدة من الحج؟! .. إن المنطق المادي مرتبط بالفائدة المادية ، فهو يقبل تحريم السرقة لأنه وجد مصلحة مادية , ولكن كيف سيقبل بالحج و فيه خسارة مادية ؟

إن الدين للدنيا وللآخرة ، و هم يريدون الدين كله للدنيا ، وإذا أثبت عدم جدواه في الدنيا فهو فاسد .

ما الفائدة من الصلاة ؟! .. لا تستطيع المصلحة المادية أن تـُلزمنا بالصلاة ، لأن هناك من عاشوا ولم يصلـّوا أبدا , فهم يريدون أن يعمموا نظرتهم الخاصة على غيرهم.

هناك 21 تعليقًا :

  1. شكراً على المجهود .. دمتم بود

    ردحذف
  2. كنت قد دخلت الموضوع لاعرف ماكتبته وحين وصلت للاسباب لم يكن هناك شي جديد ولا ملفت بالنسبة لي لكن اذهلتني حين يدات تتحدث عن العقلانية والعاطفية وحتى نهاية الموضوع ..تحليل رائع وجهد جبار اسلوب خطير وناجح افكارك تتسلل الى العقل فتنعشه كما هو الاكسجين للرئتين اظن انك تستطيع ان تكون داعية ناجح جدا.
    تحياتي لك
    صوت الصمت

    ردحذف
  3. أشكرك أخي صديقي العزيز .. صوت الصمت
    وسرني جدا تعليقك المليء بالإيجابية والتشجيع الصادق وهو فعلا ما أحتاجه .

    ولا شك أن ما يجري في سوريا يشغل الجميع ويتكلم به الكثيرون جدا وأنا لا أترفع عن الواقع لأنه واقع , لكن أرى أن كل ما يجري في الواقع هو أيضا نتيجة للأفكار , لهذا ركزت اهتمامي على مراجعة الأفكار الصحيح منها والخاطئ وتقديم البدائل , ولأني عندما أدخل في قضايا الواقع أخاف أن يسحبني عن عالم الأفكار وهو الأساس , والواقع كما تعلم دوامة لا تنتهي وآراء وتحزبات تطول ولا تقصر .

    وأتوقع لو أن الجميع يهتمون بالأفكار لتغير الواقع إلى الأفضل , كما قال تعالى : (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) .

    وشكرا لزيارتك وأتمنى أن تدوم وتدوم مشاركاتك , ورفع الله الظلم عن المظلومين .

    ردحذف
  4. وفي الحقيقه حتى المجتمعات علمانية القوانين التي يكون فيها الجنس خارج الزواج شيئا طبيعيا تفجرت فيها مشكلة الامهات العازبات اللواتي يربين اطفال هؤلاء الرجال الذين قضوا شهوتهم وهربوا من تحمل مسؤوليات وتبعات تلك الشهوه في النهايه الرجل العلماني هو اناني لانه لا يوجد قانون يلزم هؤلاء الرجال بتحمل عواقب انجاب هؤلاء الاطفال والمشاركه في تربيتهم بالتساوي مع شريكته الجنسيه فمثل ما كان الجنس بالتساوي يجب ان يكون تحمل عواقب هذا الجنس بالتساوي ايضا ولكن هيهات لان الرجال احلوا الجنس لمتعتهم فقط وليس لديهم استعداد للمشاركه في اي تبعات
    الجنس خارج عقد الزواج هو فكره فاشله بكل المستويات والمقاييس ولم يستفد منها اي مجتمع على الارض الى يومنا هذا وهذا دليل على صدق الاديان التي قالت بتحريم الزنا
    تحريم الشيء لا يمنع حدوثه والكثير يقترف المحرمات في لحظة ضعف او تمرد لذلك وجدت التوبه والغفران اما
    تحميل مسؤولية الزنا لطرف دون الاخر ووضع شرف المرأه بين رجليها وجرائم الشرف والقتل التي تحدث تسبب في تضخيم اهمية الجنس عند ضعاف النفوس لدرجة انه يمكن ان يلحد فقط لانه يريد ان يزني
    لكي لا نتسبب في حدوث الزنا او الرغبه العارمه في الزنا يجب اولا ان يكون هناك تربيه جنسيه صحيحه
    مثلا ان لا يحاط بكل هذا الغموض من سن معينه مناسبه يعلم الطفل حقائق بسيطه
    ثانيا تربيه اخلاقيه سليمه للولد والبنت وتوعيتهما بمضار الانجراف وراء الشهوه الجنسيه
    بون ان تتضمن التخويف والقهر والعنف اللفظي او الجسدي
    ثالثا يتم تعليم الولد ان يحترم الانثى وينظر اليها كروح قبل ان تكون جسد ويتم تعليمه انها انسان مثله مساويه له لكي يحس بفداحة الخطأ الذي يرتكبه عندما يزني معها ويتركها لمصيرها الذي كثيرا ما يكون القتل او ضياع مستقبلهاوتغير حياتها الى الابد بدون ان يؤثر فيه ذلك بالعكس هو يبحث عن عذراء لكي يبدأ معها حياة نظيفه بدون ان يكون هناك داعي لعذريته هو في عين ضميره

    ردحذف
    الردود
    1. لا فض فوك ، تعقيب مثري للموضوع جدا جدا .. واستفدت لمحة عن تحمل المرأة في المجتمعات العلمانية وحدها نتيجة هذه العلاقة الجنسية المشتركة خارج الزواج دون الزامهم قانونيا ، واعجبني ربطك بين العلمانية والالحاد و الزنا الغير مسؤول والذي يقف الدين في وجهه . فالزنا والالحاد وجهان لعملة واحدة . وليس في الالحاد اي نوع من تحريم اي علاقة جنية حتى الشذوذ الجنسي .وهكذا نعرف ان الزواج والاسرة ايضا من معطيات الدين ، وبزوال الدين يزول الزواج والاسرة تدريجيا ، اذا علمنا ان في بعض الدول الاسكندنافية نصف سكانها ملاحدة ونصف سكانها لقطاء . وهكذا نفهم وجود العلاقة بين الالحاد والعلمانية والليبرالية وانتشار الزنا . وهذا ليس افتراء عليهم ، بل هي نصوصهم التي تؤمن بالحرية الجنسية، اي الزنا والشذوذ.

      وهذه الحرية الجنسية هي التي سوغت لكثير من الشباب تقبل فكرة الالحاد الجافة المتصحرة .

      حذف
    2. شكرا عل هذه الموضوع الملفت

      حذف
  5. الحمد لله على نعمة الدين
    http://pepoleas.blogspot.com

    ردحذف
  6. بورك في بصيرتك أخي الكاتب .
    تدوينة مذهلة .. توقّفت عندها كثيراً , وسأعود لقراءتها مراراً ..
    تسلسل رائع وملفت في الفكرة , أحببت جداً هذه المخاطبة العقلية التي
    توسع مدارك الفهم وتفتح أفاقاً من التأمل والتفكّر في هذا الدين العظيم !
    أشكرك جداً لأنك تكتب وتشاركنا هذا المستوى من الطرح .

    ردحذف
    الردود
    1. أشكرك أختي الكريمة على وعيك وطلبك الحكمة ..

      وأسأل الله أن تكوني من الدعاة إلى الله على بصيرة وليس على عواطف فقط كما يفعل الكثيرون والكثيرات ..

      حذف
  7. شكرا على الموضوع اخي العزيز

    ردحذف
  8. جدا رائع عزيزي الوراق ، وفقك الله للخير
    سأعود مرة أخرى لمدونتك ...

    ردحذف
  9. موضوع رائع لكن لي تعليق على نقطة واحدة فقط ..
    " إذاً الحرية ليست شيئاً جميلاً على الدوام "
    بل ان الحرية شيء جميل على الدوام .. انما ما يدعونه هو لا يدخل ضمن نطاق الحرية الحقيقية فهي حرية وهمية تعبر عن فهم خاطئ من المفكر لمعنى الحرية .. :)

    ردحذف
    الردود
    1. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

      حذف
    2. @Aliaw3

      "بل ان الحرية شيء جميل على الدوام "

      اولا.. بالنسبة للحرية كمفهوم هي انفلات والانسان يبحث عن الارتباط ، فالانسان يتحرر من فكرة في الوقت الذي يجد فيه فكرة افضل ليرتبط بها. الحرية الكاملة هي انفلات ، الحيوانات تعيش في الطبيعة كما قد يراها البعض بلا قيود ، بينما هي خاضعة لقوانين طبيعية دقيقة ، الإنسان ليس له حرية إلا في الاختيار بين الخير أو الشر ، والباقي لا يستطيع أن يتحكم به بل يضل خاضعا لاختياره. الارتباط حاجة في الشعور الانساني الذي لا يطلب الحرية بقدر ما يطلب الارتباط, فالصداقة ارتباط والحب ارتباط والزواج ارتباط والبحث عن المعرفة بكافة فروعها هو بحث عن ارتباط ، فتجد المؤمن يبحث عن المؤمن والملحد يبحث عن الملحد .. الخ. الحرية الكاملة تعني أن تستغني عن كل شيء وهذا مستحيل ، فهل نستطيع أن نستغني عن الهواء أو عن الآخرين أو نستغني عن قوانين الطبيعة؟ عقلك يعمل بموجب قوانين لا تستطيع أن تتحرر منها ، فالعقل يفهم بالمقارنة، والمقارنة تعني ارتباط بالمنطق ولا تعني تحرر ، هل تستطيع أن تتحرر من كل ما بداخلك من أفكار وتترك مكانها فارغاً؟

      عندما تقول عن شئ أنه جميل يجب عليك التوضيح, كيف تكون الحرية جميلة؟ لأن الجمال ارتباط وتناغم وتناسق نتيجة ذلك الارتباط ، فالزهرة جميلة وهي مترابطة ولكن عندما تفصل أجزاءها عن بعض لن تستطيع أن ترى الجمال فجمالها كان بسبب الارتباط وكلما زاد الارتباط كلما زاد الجمال .

      نعم الانسان يريد الحرية ولكن ليس من اجل أن ينفلت, الانسان يريد الحرية ليرتبط أكثر وهذا حق له بأن يختار ما يريد أي يحدد ارتباطاته وإذا قلنا ارتباطاته فنحن نعني حياته ، فالانسان الذي يملك رؤية واضحة لحياته هو من يملك ارتباطات واضحة ، الله لم يجبر الانسان على الإيمان به بل أعطاه حرية الاختيار, قال تعالى: "لمن شاء منكم أن يستقيم " والآية الأخرى : " فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر "

      عندما تقول أن التحرر جميل يجب أن توضح مفهوم الحرية الذي تعنيه بدقة كي يتضح مرادك . ما هي الحرية الحقيقية التي ذكرتها؟

      كل شيء متحرر لا يمكن أن نفهمه ، لأننا نفهم بالترابط ، الحرية هي خدعة يقع فيها كل من تبنى الفكر الغربي المادي والقصد منها التحرر من الأديان وليس لخدمة الإنسان وإنما ليصبح جاهزا للارتباط بكل فكرة من فكرهم لأنه كي ترتبط بفكرة يجب ان تنفصل عن فكرة, فإذا انفصل الإنسان من أفكار الدين و مثله سيرتبط بالدنيا ومصالحه ومتعه فيها وتكون هي همه الأساسي, وبالتالي يكون نموذج الإنسان المثالي بالنسبة له هو الشخص المادي الثري الطماع الناجح ماديا بعد أن كان قدوته هو الشخص الفاضل الشريف حين كان متدينا, فالدنيا بمالها ومتعها المادية يسيطر عليها الرأسماليون الكبار, وبالتالي أصبح هذا الفرد الذي "تحرر" من الدين عبدا خاضعا للرأسمالي يوجهه كيف يشاء من خلال الدعاية والإيحاء, وهكذا حرفوا الإنسان عن النموذج الذي كان يريد الدين الصحيح أن يصنع منه وهو فرد ملتزم بقيود المثل العليا والأخلاق ومتحرر من عبادة البشر والذلة لهم, فحولوه إلى فرد متحرر من قيود ضميره وأخلاقه و عقله و مقيد بأغلال عبادة الرأسماليين الكبار والناجحين من الماديين وخادم لمتعهم وخاضع لأفكارهم.

      نحن لا نستطيع ان نفهم اي شيء بذاته بل نفهمه بارتباطاته ، فنحن لا نعرف ماهية العناصر الموجودة بالطبيعة ولكننا نعرفها من خلال مقارنة سلوك هذه العناصر مع بعضها. أنت و انا لا نعرف من نحن ، ولكننا من خلال مقارنة انفسنا بغيرنا نعرف انفسنا ، اما ماهيتنا فتبقى في عالم الغيب ، فكل شيء مترابط نستطيع ان نفهمه والفهم هو مايقدم لنا بعد الله الراحة ، لذلك كلما اصبحت افكارنا مترابطة كلما كنا أسعد ، وفكرة الحرية تعني انفلات بعكس فكرة العبودية والتي تعني ارتباط بالله وبالأخلاق أوالفضائل ، الإنسان صاحب الأخلاق نستطيع أن نفهمه ونثق به لأنه ليس حرا من الاخلاق بل مرتبط ومقيد بها ، لذلك نحن نحب الانسان الصادق ونحب ان التعامل معه وهذا الحب سببه ارتباط وليس تحرر ، وكذلك كل انسان كريم وشجاع وغيرهم من أصحاب الفضائل او الاخلاق اي المرتبطين وليس المتحررين كتبهم التاريخ وابرزهم لاخلاقهم .

      عندما نقول باننا نريد الحرية فنحن نحتاج الى تحديد مجالات هذه الحرية, والسبب هو اننا نخاف من الانفلات ومن اجل ان ترتبط هذه الحرية بثابت .

      اي قيمة لم ترتبط بثابت يجب عدم الوثوق بها ، وفكرة الحرية جاء بها الفكر الغربي المادي الملحد من اجل ان يكون هم الانسان هو مصلحته ، والمصلحة ليست ثابتة لانها تتغير تبعا للموقف .

      من هنا كان الارتباط بالخالق هو ارتباط بالصمد الثابت ، والارتباط بالاخلاق التي امر بها سبحانه وهنا تكون سعادة الانسان بالعبودية وليس بالحرية ، ولكن الله اعطانا حرية الاختيار بين الخير والشر فقط ، اي بين مايريد الله وما يريد الشيطان .

      حذف
  10. موضوع جد رائع يستحق أن يدرس في الجامعات. وفقك الله

    ردحذف
  11. موضوع جد رائع نشكرك اخي الكريم و المزيد من العطاء
    Lalasana

    ردحذف
  12. موضوع رائع بالتوفيق

    ردحذف
  13. عندما كان الناس يعبدون اصناما جاء النبي مرسول من الله يقول لهؤلاء الناس انكم تعبدون مالايضركم ولاينفعكم والمعنى ان الله هو الذي ينفع ويضر ولو جربنا هذا سنجد ان الله مثل الصنم لاينقع ولايضر وكثير هم المؤمنين الذين يشتكون بالمواقع من عدم استجابه الله لهم !! ولو فرضنا ان ذالك صحيح فلماذا عباد الله يمرضون لماذا لاينفعهم ولماذا يفقرون لماذا لاينفعهم ؟ ان دل هذا فأنما يدل على ان الله كالصنم لايفيد ولاينفـع .. وعندما قال الكافرون العقلانيون للنبي ااذا متنا وكنتا ترابا وعظاما اانا لمبعوثون فأتوا بأبائنا ان كنتم صادقين ... .. كلام منطقي قالوا لهم اتوا بأبائنا لو كنتم صادقين فما كان رد الرسول والقرأن والله الا ان قال لهم تمتعوا قليلا فأن مؤاكم النار ... لاحظ انه تهرب من الدليل .. تحياتي

    ردحذف
  14. الاسلام اسس للجنس (الجواري) فالجارية تباع وتشترى بدون عقد زواج اي لو بعت جارية في نفس اليوم لصديقي يحق لها ان ينكحها المجتمع الاسلامي ايام الرسول محمد (اسمه الحقيقي قثم ) الفودوفيل قتل ازواج نسائه وتزوجهن ينافس نجوم الافلام الاباحية

    ردحذف
  15. موضوع جد رائع نشكرك المزيد من العطاء
    www.lalasoltana.com

    ردحذف
  16. Lalasoltana
    موضوع جد رائع نشكرك المزيد من العطاء

    ردحذف