= علوم النفس تدرس سلوكيات الانسان صحيح ، لكنها تبني دراساتها على نظريات وليست قوانين طبيعية كونية كتلك التي تملكها المادة.
الرد :
بالنسبة لدراستي الخاصة للانسان بنيتها على قوانين الشعور الانساني الذي اكتشفت بعضها ، وهي موجودة في مدونتي ، وبإمكانك الاطلاع عليها .. وكما للماديات قوانين ، كذلك للمعنويات قوانين ، وليس الانسان عبارة عن فوضى متضاربة كما صورت احدى تغريداتك . فمنطقيا الفوضى لا تصنع نظاما ، والانسان صانع نظام ، فكيف يكون هذا ؟ فاقد الشيء لا يعطيه . اذن هناك نظام داخلي ،و لكن ليس دئما يتفق مع رغباتنا وظروفنا ، ولذها نهمله ونعاكسه مما ينتج عنه عدم فهمنا لانفسنا وحدوث المتاعب النفسية والهموم ، وبالتالي الفوضى .
هو نظام غير ملزم ، {فألهمها فجورها وتقواها} .
= وبشكل آخر ، انا اشرت بانه قد يوجد من يتفهمك ويملك تحليل صحيح لسلوكياتك ، لكن لا يمكن ان يوجد شخص يفهم الاخر بشكل تام وكامل .
الرد :
طبعا بشكل تام وكامل ، ولكن هناك مشترك يمكن فهمه بشكل تام وكامل ، وهو ما اسميه الشعور الانساني ، وهو اساس سلوك الانسان ، إذا استثنينا اختلاف المعلومات والمؤثرات السابقة و موجودات الذاكرة . وبرايي انه كافي الى حد كبير لإيجاد الفهم والتفاهم بين البشر ، وهو سبب التفاهم الموجود رغم قلته . ولو كان كل انسان عبارة عن فوضى داخلية ، لما وجد الحد الادنى من التفاهم المشترك بين البشر . وكل البشر يحبون الطبيعة والجمال وحسن الخلق . ويكرهون الكذب والغدر ، وتعجبهم الشجاعة والصدق ويحبون السلام ، ويريدون ان يحبهم الآخرون ، وهكذا . وكلها من الشعور المشترك (الفطرة) .
هذا عدا اتفاقهم في قوانين الجسد وحاجاته . مما يعني ان الفهم و التفاهم ليس امرا مستحيلا . وانتي قلتي ان هناك تفهما بدون وجود فهم ، ولا يكون تفهم الا بوجود شيء من الفهم . بعبارة اخرى : نحن نفهم لكننا بسبب انشغالنا بمصالحنا ورغباتنا لا نفهم . ومن اراد ان يفهم الانسان عليه ان ينحي حساباته المصلحية .
الشخص المتسلط بموجب مصالحه لا يستطيع ان يفهم من هم تحته ، لانه لم يرد ان يفهمهم ن بل اراد تحقيق مطامعه الخاصة، لذلك يتفاجأ بردود افعالهم . واسهل طريقة لفهم الآخرين ان نضع انفسنا مكانهم ، لنرى المشترك والشاذ .
= هل تملك دراسات النفس حقا نظرية علمية ؟ الفوضى هي التردد ، الخوف ، التناقض عدم تجانس المشاعر ، الحقد ، الحسد ، الغيرة ، الحب ..
الرد :
بالنسبة لرأيي ، كل الدراسات النفسية لم تقم على قوانين ، بل على نظريات مرتبطة بايديولوجيات ، تريد ان تؤصلها من خلال علم النفس كما فعل فرويد و غيره ، اما صور الفوضى التي ذكرتيها ، فهي من صنع انفسنا ، بسبب اتباع الاهواء ، فالإنسان ذو طبيعتين مادية و معنوية ، اذا سيطرت الطبيعة المعنوية اخذ الانسان طريقه الى الانسجام مع نفسه ، واذا سيطرت الطبيعة الغرائزية المادية ، اخذ طريقه الى التناقض والفوضى والحيوانية . فالحسود مخالف للطبيعة وللمنطق وللاخلاق لاجل مصالح مادية ، المجرم كذلك يقسو على شعوره الانساني تبعا لشعوره الحيواني . لهذا عبر عنهم القرآن بكلمة (ظلموا انفسهم) ، اي ظلموا الانسان في داخلهم ، بسبب سيطرة الحيوان عليهم .
= هل يوجد من يستطيع ان يتفهم جميع تلك الفوضى من الافكار والمشاعر والكيان الانساني ؟ لا اعتقد .. لان بداخله فوضى اخرى ونحن بشر .
الرد :
انا اقبل هذا التحدي ، وان شئتي ابدأي بأصعب الاسئلة لا بأسهلها ، لا لأني اعرف كل شيء ، فهذا لا ادعيه ، بل لاني اريد ان اتعلم واستفيد وافكر .. و مستعد لكل ما تجدينه من تناقض وعدم وضوح بإذن الله . وعالجت مثل هذه الموضوعات في مدونتي ، حبذا لو تطلعي وتبدي رايك واعتراضاتك عليها . كلمة "لا يمكن" صعبة ، وفيها حكم قطعي لا يتناسب مع الروح العلمية التي تتمتعين بها ، وبما ان طبيعتنا الحيوانية يمكن دراستها ، منطقيا طبيعتنا المعنوية يمكن دراستها . ولا تغرك المدارس النفسية فهي خاضعة لايديولوجيات تحرّكها . يكفيك انها منطلقة من فكرة ان الانسان كله مادة .. اي كله حيوان .
أسعد الله مساك ، أعتذر عن التأخير
ردحذفبعد قراءتي لمضمون ردودك حول تغريداتي ، رأيت أننا لا نختلف كثيرًا في الواقع ، فأنا كنت أتحدث عن النتيجة ، وأنت تتحدث عن المعادلة ..
أنت تقول بأن هناك نظام داخلي إلا أنّه لا يتفق مع رغباتنا وظروفنا ، مما ينتج عن اهماله الفوضى وهذا ما كنت أشير إليه ، الفوضى الإنسانية العاطفية النفسية هذه كلها متولدة من تخبط المشاعر وتناقضها مع الأفكار حتى وإن كانت بفعلنا ، فبالتالي سينتج في النهاية الفوضى التي هي من سمات البشر بشكل كلّي ، أي أنّه لا يوجد إنسان عاقل وواعي تمامًا يدرك جميع مداخل نفسه ومخارجها ويفهم ماذا تهوى أعماق نفسه وتكره .
الإنسان صانع النظام ، لأنه حين يصنع النظام يعود لعقله بعيدًا عن فوضته الإنسانية ، أما إذا حاول أن يصنع نظامًا من خلال عاطفته فسيفشل حتمًا ، لأنك كما أنت ذكرت منطقيًا الفوضى لا تصنع نظامًا .
مقتبس:((طبعا بشكل تام وكامل ، ولكن هناك مشترك يمكن فهمه بشكل تام وكامل))
عُذرًا لم أفهم تمامًا ، هل تقصد ليس بشكل تام وكامل ولكن هناك مشترك ؟ فإذا كنت تقصد ذلك فأنا معك في هذه النقطة ، أنا لم أشر إلى أن التفاهم والفهم بين البشر مستحيلًا ، ولم أقل بأنه لا يوجد تفاهم بدون فهم ، أنا رفضت فكرة الفهم التام وأودعتها للمستحيل ، أتفق معك أن البشر جميعًا يشتركون في الشعور الإنساني الذي هو حلقة الوصل بينهم للتفاهم ، وهو كما ذكرت الأساس للسلوك . إلا أني اختلف معك في نقاط أخرى ..
مقتنبس: ((ولو كان كل انسان عبارة عن فوضى داخلية ، لما وجد الحد الادنى من التفاهم المشترك بين البشر))
أعتقد بأنه إذا لم يكن كل إنسان عبارة عن فوضى داخلية لوجد التفاهم التام بين البشر ، لأن الفوضى تخلق معوقات تجعل الأشخاص لا يفهمون بعضهم تمامًا ، البشر يتفاهمون في بعض الأمور التي تتفق مشاعرهم الفوضوية عندها ، أو عندما يلغون - كما ذكرت - معوقات الاختلاف بينهم من اختلاف المعلومات والمؤثرت وموجودات الذاكرة وينحون حساباتهم الشخصية ، فيرون بصورة اوضح فيتفقون عندها .
مقتنبس: ((وكل البشر يحبون الطبيعة والجمال وحسن الخلق . ويكرهون الكذب والغدر ، وتعجبهم الشجاعة والصدق ويحبون السلام ، ويريدون ان يحبهم الآخرون ، وهكذا . وكلها من الشعور المشترك (الفطرة) ))
ليس جميع البشر يجد الطبيعة ، وليس الجميع جميل ، وليس الجميع حسن الخُلق ، وليس الجميع صادق ووفي وشجاع ومسالم ، لذلك هُناك فوضى نتجت عن اصطدام الرغبات مع الواقع ، وذكرت أنت سابقًا بأن النظام الداخلي ليس دائمًا يتفق مع ظروفنا ، لذلك فالفوضى موجودة على مدى حياة البشر منذ خلق أبونا آدم حتى النهاية ..
مقتبس: ((صور الفوضى التي ذكرتيها ، هي من صنع انفسنا ، بسبب اتباع الاهواء ، فالإنسان ذو طبيعتين مادية و معنوية ، اذا سيطرت الطبيعة المعنوية اخذ الانسان طريقه الى الانسجام مع نفسه ، واذا سيطرت الطبيعة الغرائزية المادية ، اخذ طريقه الى التناقض والفوضى والحيوانية . فالحسود مخالف للطبيعة وللمنطق وللاخلاق لاجل مصالح مادية ، المجرم كذلك يقسو على شعوره الانساني تبعا لشعوره الحيواني . لهذا عبر عنهم القرآن بكلمة (ظلموا انفسهم) ، اي ظلموا الانسان في داخلهم ، بسبب سيطرة الحيوان عليهم .))
اؤيدك ، وأتفق معك .. لكن ولأنه لا يوجد انسان معنوي تمامًا ولابد من وجود الطبيعة المادية فيه ، فإن ذلك سيتحتم وجود فوضى أيًا كان حجمها بداخله .
الانسان المعنوي التام لن يكون انسانًا طبيعيًا ، لأننا نتفق جميعًا بأن كل البشر خطّاؤون وليس هُناك أحد معصوم ، والأخطاء لا تنتج عن نظام ، بل عن فوضى وقصور ، والانسان المعنوي التام المتجانس مع نفسه لا يخطئ ، ولا يوجد نوعية من البشر كذلك ، إذا لا يوجد نظام مطلق .. إذًا هُناك فوضى
في النهاية ، التحدي لن يُجدي ، حتى وإن بحثنا عن قوانين الشعور الإنساني وأقرينا بوجودها فلا يُمكن ان نُقر بثباتها ، لأن الطبيعة البشرية متقلبة بعكس المادة الثابتة ذات القوانين الثابتة ، وهذا ما يفقده البشر لذا قوانين الشعور الإنساني لا تُعد ثابتة . وان توصلنا إلا أن الإنسان بإمكانه أن يتجانس مع نفسه تمامًا ويفهم ذاته ويفهم الآخرين بشكل كلي وتام فأننا بذلك نتحدث عن واقع افتراضي ليس حقيقي .
أنا أتفق معك سيدي ، كلامك صحيح ، وكما ذكرت انت تتحدث عن المعادلة وأنا أتحدث عن النتيجة ، لذا نحن لا نختلف في الفكرة الرئيسية ، وهو أن الإنسان هو الذي يصنع بداخله الفوضى .
..
مرحبا اخت عبير .. لقد تم الرد في موضوع مستقل على المدونة وكذلك عبر التغريدات في تويتر ..
ردحذفرابط الموضوع الذي يحوي الرد هنا ..
http://alwarraq0.blogspot.com/2012/07/alhumayani-2.html
تحياتي ..