الاثنين، 16 يوليو 2012

رد إلى تغريدات الاخت @Alhumayani حول فوضى المشاعر الانسانية وعدم امكانية فهم الانسان 2 ..





@Alhumayani
بعد قراءتي لمضمون ردودك حول تغريداتي ، رأيت أننا لا نختلف كثيرًا في الواقع ، فأنا كنت أتحدث عن النتيجة ، وأنت تتحدث عن المعادلة ..

أنت تقول بأن هناك نظام داخلي إلا أنّه لا يتفق مع رغباتنا وظروفنا ، مما ينتج عن اهماله الفوضى وهذا ما كنت أشير إليه ، الفوضى الإنسانية العاطفية النفسية هذه كلها متولدة من تخبط المشاعر وتناقضها مع الأفكار حتى وإن كانت بفعلنا ، فبالتالي سينتج في النهاية الفوضى التي هي من سمات البشر بشكل كلّي ، أي أنّه لا يوجد إنسان عاقل وواعي تمامًا يدرك جميع مداخل نفسه ومخارجها ويفهم ماذا تهوى أعماق نفسه وتكره .

الإنسان صانع النظام ، لأنه حين يصنع النظام يعود لعقله بعيدًا عن فوضته الإنسانية ، أما إذا حاول أن يصنع نظامًا من خلال عاطفته فسيفشل حتمًا ، لأنك كما أنت ذكرت منطقيًا الفوضى لا تصنع نظامًا .

مقتبس:((طبعا بشكل تام وكامل ، ولكن هناك مشترك يمكن فهمه بشكل تام وكامل))


عُذرًا لم أفهم تمامًا ، هل تقصد ليس بشكل تام وكامل ولكن هناك مشترك ؟ فإذا كنت تقصد ذلك فأنا معك في هذه النقطة ، أنا لم أشر إلى أن التفاهم والفهم بين البشر مستحيلًا ، ولم أقل بأنه لا يوجد تفاهم بدون فهم ، أنا رفضت فكرة الفهم التام وأودعتها للمستحيل ، أتفق معك أن البشر جميعًا يشتركون في الشعور الإنساني الذي هو حلقة الوصل بينهم للتفاهم ، وهو كما ذكرت الأساس للسلوك . إلا أني اختلف معك في نقاط أخرى ..

الرد :

أنت استعملت العاطفة في مقابل العقل , وهذا الفهم السائد خصوصا في الثقافة الغربية , أنا أجد فرق بين كلمة شعور وكلمة عواطف , فالعاطفة تعني الميل . وهذا الميل قد يكون مبنيا على خطأ كالتعصب أو الخوف أو إظهار المحبة , ولهذا السبب صارت كلمة عاطفة أقل اعتبارا وثقة من كلمة عقل مع أن لها علاقة بالشعور والعقل أيضا , العاطفة تنبع من النفس , والشعور ينبع من الفطرة وهي منطقة أعمق من النفس .

العاطفة الغير منطلقة من الشعور يمكن تغييرها مثل عاطفة مشجع نحو فريق معين قد تتغير وتنعكس , إذن ليس كل عاطفة ثابتة لكن الشعور الفطري ثابت , التفريق بينهم مهم , فأن نكون محبوبين هذا نابع من الشعور , و رغبتنا في الأمن نابعة من الشعور لا تتغير ولا تتبدل , حبنا للفضيلة وتعظيمنا لمن يتصف بها نابع من الشعور حتى لو كانت عواطفنا ومصالحنا ضد من يتصف بها إلا إننا لا نملك إلا أن نحترمهم في داخلنا , حتى الشجاع الغير غادر نـُجلـّه ولو كان من أعدائنا بحكم الثابت الشعوري , إذن هو نظام إذا أسسنا عقولنا عليه حصلنا على انسجام داخلي وخارجي ، وهو ليس أمرا مستحيلا وطريق ذلك سهل لمن يريده , وأنا أتكلم من تجربة .

ونحن متفقان على سبب الفوضى إذن , وهي بعدنا عن شعورنا واهتمامنا بالخارج أكثر من الداخل فيما يتعلق بالمصلحة فيحصل تناقض وتنافر يسبب عدم الانسجام مع الذات ومن لم ينسجم مع ذاته فإنه لن يستطيع أن ينسجم مع غيره .




@Alhumayani
مقتبس: ((ولو كان كل انسان عبارة عن فوضى داخلية ، لما وجد الحد الادنى من التفاهم المشترك بين البشر))

أعتقد بأنه إذا لم يكن كل إنسان عبارة عن فوضى داخلية لوجد التفاهم التام بين البشر ، لأن الفوضى تخلق معوقات تجعل الأشخاص لا يفهمون بعضهم تمامًا ، البشر يتفاهمون في بعض الأمور التي تتفق مشاعرهم الفوضوية عندها ، أو عندما يلغون - كما ذكرت - معوقات الاختلاف بينهم من اختلاف المعلومات والمؤثرات وموجودات الذاكرة وينحون حساباتهم الشخصية ، فيرون بصورة اوضح فيتفقون عندها.



الرد :

أقصد بأن هذا المشترك إذا احترمه طرفان فسوف يصلان بشكل تدريجي إلى فهم كامل أو قريب من الكامل ـ حسب المجهود والثقة ـ بالنسبة للفهم والعلم الذي أتاحه الله لنا , وأنا أعتمد على أساس في هذا الكلام , فلا يوجد شيء نعرفه معرفة لا تحتمل الشك غير شعورنا الفطري , فالشخص الخائف مثلا لا يشك أبدا في أنه ليس خائفا , والذي يرغب لا يشك أنه لا يرغب , وقريبا من هذا الأساس قال ديكارت الفيلسوف: أنا أشك إذن أنا موجود .

إذا تحوّلت هذه الأحاسيس الثابتة إلى العقل أمكن الفهم والتفاهم والثبات و زوال الفوضى , وصدق سقراط عندما قال : اعرف نفسك . لكن كل معلوماتنا وعلم البشرية يضل ناقصا أو محلا للشك أحيانا , فالله يقول : ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) لأن العلم المادي يعتمد على الظواهر أما العلم الشعوري فيعتمد على الباطن , بينما يقول تعالى عن فهم الإحساس : ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ) .


@Alhumayani
مقتبس: ((وكل البشر يحبون الطبيعة والجمال وحسن الخلق . ويكرهون الكذب والغدر ، وتعجبهم الشجاعة والصدق ويحبون السلام ، ويريدون ان يحبهم الآخرون ، وهكذا . وكلها من الشعور المشترك (الفطرة) ))

ليس جميع البشر يجد الطبيعة ، وليس الجميع جميل ، وليس الجميع حسن الخُلق ، وليس الجميع صادق ووفي وشجاع ومسالم ، لذلك هُناك فوضى نتجت عن اصطدام الرغبات مع الواقع ، وذكرت أنت سابقًا بأن النظام الداخلي ليس دائمًا يتفق مع ظروفنا ، لذلك فالفوضى موجودة على مدى حياة البشر منذ خلق أبونا آدم حتى النهاية ..
الرد :

كلامك صحيح .. لكنه ليس حتمي ولا جبري (قد أفلح من زكاها ) , من أراد أن يخرج من بحر الفوضى فالخروج أسهل من الولوج , وهذا هو الفرق بين التصورين , وأنا جربت الخروج بنفسي ورأيت الانسجام الداخلي كيف يكون مع أني كنت أعده ضربا من الخيال .




@Alhumayani
مقتبس: ((صور الفوضى التي ذكرتيها ، هي من صنع انفسنا ، بسبب اتباع الاهواء ، فالإنسان ذو طبيعتين مادية و معنوية ، اذا سيطرت الطبيعة المعنوية اخذ الانسان طريقه الى الانسجام مع نفسه ، واذا سيطرت الطبيعة الغرائزية المادية ، اخذ طريقه الى التناقض والفوضى والحيوانية . فالحسود مخالف للطبيعة وللمنطق وللاخلاق لاجل مصالح مادية ، المجرم كذلك يقسو على شعوره الانساني تبعا لشعوره الحيواني . لهذا عبر عنهم القرآن بكلمة (ظلموا انفسهم) ، اي ظلموا الانسان في داخلهم ، بسبب سيطرة الحيوان عليهم. ))

اؤيدك ، وأتفق معك .. لكن ولأنه لا يوجد انسان معنوي تمامًا ولابد من وجود الطبيعة المادية فيه ، فإن ذلك سيتحتم وجود فوضى أيًا كان حجمها بداخله .



الرد :

كلامك صحيح .. لا يوجد إنسان معنوي و يعيش بروح دون جسد , المهم هو من الذي يحكم الآخر .. الروح أم الجسد ؟ .. هذا هو المهم , وحكم الروح للجسد لا يعني إلغاؤه وتعطيل غرائزه قدر ما يعني إبعاده عن الفوضى والتصادم مع الأهداف العليا , قلوبنا أعرف بسعادتنا من أجسادنا ومصالحنا لأنها هي أساسنا وهي التي نعبر عنها بكلمة (أنا) أو (نحن) حيث لا نقصد أي عضو في أجسادنا , معنوياتنا هي عمقنا وليست أجسادنا , لاحظي أننا نحرك أجسادنا لكي تخدم معنوياتنا , فالجسد آلة للمعنويات وليس العكس كما ينظر الماديون بأننا نعيش لأجل الجسد وأن سعادتنا مرتبطة به , بدليل وجود المرض النفسي والانتحار في بيئات ملّت من الترف الجسدي والتنعم وإشباع الشهوات .. إنه جوع الروح وتخمة الجسد ، أقسى أمراض الحضارة والتحرر .

@Alhumayani
الانسان المعنوي التام لن يكون انسانًا طبيعيًا ، لأننا نتفق جميعًا بأن كل البشر خطّاؤون وليس هُناك أحد معصوم ، والأخطاء لا تنتج عن نظام ، بل عن فوضى وقصور ، والانسان المعنوي التام المتجانس مع نفسه لا يخطئ ، ولا يوجد نوعية من البشر كذلك ، إذا لا يوجد نظام مطلق .. إذًا هُناك فوضى



الرد :

هذا التجانس الذي أتكلم عنه ليس تجانسا آليا جبريا لا يمكن أن يكسره صاحبه , فالإنسان ليس آلة , لهذا فهو يخطئ في التقدير أو ينسى أو يُضغط عليه , لكن التجانس أصيل ومرجع له وإلا لماذا يتوب ؟ والتوبة تعني الرجوع  .. و الرجوع إلى ماذا ؟ الرجوع إلى متجانس , لهذا فحدوث الخطأ والذنب لا يعني سقوط كل شيء ، لأن الإنسان ليس آلة ، بل إن الخطأ يدفع إلى احتراز أكثر ويقدم تأمينا للتجانس والانسجام مادام التجانس هو النية وليس الذنب هو النية ..

لذلك قال تعالى : (إنما التوبة للذين يعملون السوء بجهالة .. ) وقال تعالى : ( إلا من جاء بقلب سليم ) ولم يقل بعمل خال من الأخطاء , ولاحظي أنني تكلمت عن الانسجام الداخلي وليس الانسجام الخارجي مع كل شيء , لأن هناك إرادات أخرى مناقضة لإراداتنا ونحن لا نملك إلا أنفسنا , فلنجعلها منسجمة مع نفسها على الأقل , ومن كان النظام في داخله لا تؤثر عليه الفوضى الخارجية كثيرا , مع أنه سوف يؤثر فيها ولو جزئيا , المشكلة إذا انتقلت الفوضى والصراع إلى داخلنا , فإلى أين نلتجئ ؟

 إذن الخطأ لا يعني عدم إمكانية وجود الأساس المتكامل ، بدليل التوبة وكونها رجوع إلى الأساس ، وإلا فإلى ماذا يرجع التائب أو التائبة ؟ ثم الله يحاسبنا على النية لأنه غني عنا ولسنا نقدم عملا له حتى يشترط فيه عدم وجود أي خطأ ، وهذا ينطبق على البشر لأنهم محتاجون لأعمالنا إذا اتفقنا معهم على عمل ما .




@Alhumayani
في النهاية ، التحدي لن يُجدي ، حتى وإن بحثنا عن قوانين الشعور الإنساني وأقرينا بوجودها فلا يُمكن ان نُقر بثباتها ، لأن الطبيعة البشرية متقلبة بعكس المادة الثابتة ذات القوانين الثابتة ، وهذا ما يفقده البشر لذا قوانين الشعور الإنساني لا تُعد ثابتة . وان توصلنا إلا أن الإنسان بإمكانه أن يتجانس مع نفسه تمامًا ويفهم ذاته ويفهم الآخرين بشكل كلي وتام فأننا بذلك نتحدث عن واقع افتراضي ليس حقيقي .


أنا أتفق معك سيدي ، كلامك صحيح ، وكما ذكرت انت تتحدث عن المعادلة وأنا أتحدث عن النتيجة ، لذا نحن لا نختلف في الفكرة الرئيسية ، وهو أن الإنسان هو الذي يصنع بداخله الفوضى .

الرد :

أنت ترفضين وجود ثابت شعوري مشترك عند البشر وبلا دليل , فدليلك هو النتائج فقط , مع أن النتائج فيها ما يشير إلى هذا المشترك , فكل الناس بمن فيهم المجرمون تعجبهم شخصية البطل في الفيلم بأخلاقه وفضائله .. لماذا ؟ مع أنهم يمارسون الإجرام أي عكس سلوك البطل الفاضل أو البطلة !! كل الناس يعجبهم جمال الزهور والطبيعة ، حتى رؤساء عصابات المخدرات والإجرام يسكنون في قصور تحيطها الحدائق الجميلة ويحبون النظافة ويسرهم ثناء الآخرين عليهم .

 رفضك يحتاج إلى أدلة , فأنا بنيت كلامي على أدلة من الواقع وليس الخيال فقط , عليك أن تنقـُضي أدلتي بأدلة بديلة أقوى منها تُثبت أن الناس مخلوقات مختلفة عن بعضها وليس بينهم أي مشترك إلا الجسد و تشابهه , أنت تنفين كلامي بدون أي دليل , لا لأنه كلامي .. بل لأنه حقيقة أساسية و مهمة لبناء أي علاقة بشرية , فكل علاقة يجب أن تبدأ بثابت مشترك لأرضية مشتركة وإلا لن يكون هناك أي تفاهم ولا يمكن أن يكون أن خلق الله الناس بدون أن يكون لديهم أي وسيلة تفاهم , والتفاهم يحتاج إلى ثابت يُرجع له ..

وإذا قلنا أن كل الناس يملكون دواخل مختلفة عن غيرهم بالكامل ومتبدلة بذات نفسها , إذن ليس فقط يصعب فهم الآخرين بل ويصعب فهم النفس ويستحيل , حينها ما فائدة العقل إذا كان مبنيا على أرضية متقلبة والعقل من صفاته الثبات ؟ لن يكون موجودا .. بينما نرى البشر يشتركون في كراهية الظلم في أي مكان في العالم إلا إذا كان لهم مصلحة مع الظالم , ولهذا تنتشر الأخبار ويشتركون في رحمة الأطفال ومحبتهم , ويشتركون في محبة البشرية , مثلما اشتركوا في إثبات وجود إله يحقق العدل الذي يحبه الجميع والرحمة التي يحتاجها الجميع , إذن الهوى والمصلحة هي ما تؤثر على الثابت وتخرج صاحبها عن المشترك العام ثم يعود إلى المشترك العام إذا زالت المصلحة أو أُشبعت .

 لو كان الناس كما تصفين وتصف المادية لما  تجمعوا وعاشوا مع بعض , ولما أحسوا بالوحشة والغربة إذا  ابتعدوا عن أحبابهم ولما وجد التعبيرات اللغوية المعنوية , إذا قلنا أن علاقتهم مادية مع بعضهم فقط , بل لما وجد الشعر ولا الفن فلا فائدة مادية فيهما , فالمادة ليست كل شيء في حياة الإنسان , في هذه النقطة نحن مختلفان ,

وأيضا أتحدى أن تثبتي أو يثبت غيرك العكس , فمعذرة على كلمة (أتحدى) فهي ليست خاصة بك , فإن أثبتي العكس فسوف أقر لك فورا أنه لا يوجد أي ثابت مشترك في دواخل الإنسان , هذه الفكرة بنت المادية الغربية على أساسها وأنتجت الفردية الكريهة التي تستثمرها الرأسمالية والتي يعيشها العالم الغربي وفرضت عليه , هم اعتقدوا أنه لا يوجد ثابت دون أن يثبتوا ذلك , هل يوم من الأيام أحسستي أنك تكرهين الوئام مع من حولك ؟ طبعا لا .

هل يوم كرهتي أن تكوني حرة وغير مسجونة ؟ طبعا لا . هل يوم من الأيام كرهتي الأطفال وتمنيتي زوالهم من الوجود ؟ طبعا لا .هل يوم من الأيام كرهتي الورود والعطور لا لسبب عارض عليها بل لذاتها وآثرت عليه الروائح الكريهة لذاتها ؟ طبعا لا , إذن كل البشر مثلك , هل يوم من الأيام أحببت الجدب والجفاف على الخضرة والانفتاح ؟ هل مرة من المرات كرهتي أن تعيشي في أجواء محبة وآثرت عليها أجواء العداوة والبغضاء لذاتها وليس بدافع انتقام أو مصلحة أخرى ؟  

إذن أين التقلب في داخلك فهذه ثوابت , التقلب نتيجة للأفكار القادمة من خارجنا , التقلب نتيجة المصالح التي تتغير بتغير الظروف وتسليمنا لها دون الرجوع إلى ثوابتنا , ولكن تبقى الثوابت ثوابت وهي التي يجب التأسيس عليها لبناء حياة مطمئنة , ومعنى مطمئنة أي (خالية من التقلب والاهتزاز) كما وعد الله عباده المسلمين له وليس لأهوائهم .

 وشكرا على أسلوبك الراقي والمهذب واحترامك لما أقول حتى مع اختلافك معي على جوهره , وأتمنى أن تتأملي هذا الكلام .. وأن لا يثير مشاحنة أو تعصبا للرأي , فكلنا نريد أن نفهم ليس إلا , واحترام رأيك محفوظ .

هناك تعليقان (2) :

  1. سيدي الفاضل ..

    كبداية أنا لم اطلع على أي مدارس أو افكار خارجية ، وما أتحدث عنه هو أفكاري تمامًا ولا أعلم ماذا تقول المادية حول طبيعة العلاقات البشرية والتي يبدو أنّي لا أتفق مع مفاهيمها التي استنتجتها من كلامك ، فأنت تقول بأنّي اصف وتصف المادية بأن العلاقات البشرية علاقات مادية فقط ولا شعور مشترك بينهم ، وأنا أرفض هذه الفكرة أصلا بل أشرت وبوضوح تام أنّي اتفق معك في وجود الشعور الانساني المشترك .
    أما حول نقطة ثباته عند البشر ، فأنت فرقت بين العاطفة والشعور ، أما انا فكنت أتحدث عن الاثنين ضمن إيطار واحد لذا رفضت فكرة الثبات ، فإذا فسّرت الشعور الإنساني بأنه نابع من الفطرة ، فأنا أتراجع عن كلامي وأتفق معك ، لأنه صحيح الفطرة ثابتة ولا تتبدل ، واشكرك على معالجة هذه النقطة ، لأنّي من خلالها استوعبت النقاط التي اسهبت فيها بشكل أوضح .

    وانطلاقًا منها أود أن أطرح سؤال ، هل تعاملاتنا مبنية على الشعور الإنساني أم على العاطفة ؟ هل نتعامل مع جميع البشر انطلاقًا من فطرتنا ؟ هل نفوري من شخص ما بسبب مظهره نابعًا من عاطفة أم فطرة ؟ هل محبتي لآخر بسبب ثقافته عن عاطفة أم فطرة ؟ كراهيتي لنوع معين للروائح ، استنكاري لطريقة تفكير معينة ، رفضي لنمط لباس معين ، هل هذا يندرج تحت العاطفة أم الفطرة ؟ فإذا كانت جميعها تحت العاطفة لأن البشر ليسوا جميعًا مشتركين فيها وهي متغيرة وليست ثابتة ، فهل تعاملاتنا وتفاعلاتنا تحكمها العاطفة ؟ فإذا كانت كذلك ألا يجعل ذلك حواجز اختلاف كبيرة ومتعددة بين الشخصيات ؟ ومن هُنا ألا يلغي ذلك فكرة الفهم التام بين البشر ؟ كون أن لكل شخص عاطفة مختلفة عن الآخر قد تحمل بداخلها الآف التناقضات المبنية على قاعدة متبدلة وليست ثابتة ؟ فأنا قد أحب وأكره في آن واحد ، أخاف وأرغب في آن واحد ، أعتقد وأشكك في مسلمة في آن واحد ، أحسد وأغبط نجاح في آن واحد ، أصدق وأكذب حقيقه في آن واحد ، هذه الزعزعات والتناقضات ألا تخلق فوضى نحن نتعامل عليها ولا تمكنّا من الفهم التام لبعضنا ؟


    شكرًا جزيلاً لك
    والاحترام لك أولا وأخيرا استاذي

    ردحذف
  2. السلام عليكم .. مساء الخير اخت عبير ..

    لقد كتبت ردي في هذا الموضوع في المدونة ..

    http://alwarraq0.blogspot.com/2012/07/alhumayani-3.html

    تفضلي بزيارته وشكرا جزيلا لك ..

    ردحذف