الاثنين، 28 سبتمبر 2015

خرافة التغيرات المناخية التي جعلت الإنسان يتطور


في فيلم وثائقي بعنوان Becoming Human ، يشرح هذا الفيلم تطور البشر (المزعوم) من قردة على الأشجار حتى وصولنا إلى ما وصلنا إليه. وأهم النقاط فيه باختصار هي أن القرد بدأ بالمشي على قدميه قبل 5 ملايين سنة، ويمثل هذه المرحلة أحافير لوسي وسلام المكتشفة في اثيوبيا، ثم قبل 2 مليون سنة، أصبح هذا القرد يستطيع المشي منتصباً على قامته ويستطيع الجري، ويمثّل هذه المرحلة ما يسمى (الهومو اريكتس) الذي تمثله احفورة صبي توركانا، ثم نشأت عدة أجناس أخرى كالنياندرتال والهوموسابينس (الإنسان الحالي) وغيرها من الأجناس البشرية.

وكان الرابط المشترك الذي أسس لتطور كل من هذه الأجناس البشرية هو التغيرات المناخية الحادة في حياة كل جنس، مما دعا ذلك النوع للتطور إلى النوع الآخر، فيقول الفيلم أن سبب انتصاب القرد الاول هو الجفاف الشديد الذي أصاب افريقيا ودعاه الى البحث عن الطعام، وأن سبب تطور القرد الأول الى (الهومو اريكتس) هو التغيرات المناخية الشديدة، وأن من اسباب انقراض النياندرتال ومجموعة من الانواع البشرية هو الجفاف الشديد في افريقيا والعصر الجليدي في اوروبا، وفي الاخير لم يبق إلا الهومو سابينس (الإنسان الحالي) ..

إن هذه الرحلة الخيالية مبنية على سبب غير واقعي وغير موجود، وهو التغير المناخي. إن التغير المناخي أمر مستحيل الحدوث على الأرض، وذلك لأن عوامل المناخ ثابتة لا تتغير ، مثل وجود الشمس، وثبات بُعدها عن الأرض، وكروية الأرض، و اتجاه دورانها، وميل محورها، ونسبة الماء واليابس على سطحها، وتغير الفصول الاربعة، كل هذه العوامل تجعل مناخ الأرض ثابت لا يمكن أن يتغير في فترة من الفترات، بدليل تسمية الاماكن المناخية، فمعروفٌ مناخ البحر المتوسط ومناخ الصحارى ومناخ المناطق الباردة والمعتدلة، الخ..

إن كلمة "تغير مناخي" تتطلب أمورا كثيرة وليس أمرا واحداً، هذا مع استحالة الامر، اي حدوث هذا التغير مستحيل، فالأرض كروية تدور وتنتج تغير فصلي، والمؤثر الوحيد في المناخ هو الشمس، والشمس ثابتة، كيف سيكون هذا التغير؟ لو تغير المناخ في مكان ، ستكون هناك مصائب في المناخات الأخرى، والأرض مترابطة كلها مع بعضها، فمن الصعب ان تتخيل وقوع تغير مناخي حاد في مكان ما، بينما بقية المناخات مستقرة على حالها.

هذه مشكلة التطوريين ، إنهم محتاجون إلى أكشن وأحداث لكي تُقبل نظرياتهم. إذن هم لا يستطيعون ان يفسروا بدون ذكر لهذه الأحداث الهائلة وأن يشرحوا اسبابها المنطقية. هذا غير أن الأحياء تستطيع أن تنتقل ولا تحتاج لتغيير خِلقتها حتى تعيش. 

صحيح أنه قد تطرأ تغيرات على المناخ، ولكنها تعتبر دورات مناخية، وهي معروفة ومحسوبة وطفيفة، وتتعلق أكثرها بالأمطار، لكن لا يمكن أن يتغير المناخ فجأة أو أن تستمر الدورة المناخية لمدة زمنية طويلة تقرب إلى آلاف السنين. وقد يبرر البعض تغيرات المناخ بنظرية حركة القارات ، ولا معنى لهذا التبرير، لأنه لو قلنا بها فهذا لن يغير شيئا من مناخ الارض، وسوف يجعل الكائنات الحية القادرة على الانتقال تنتقل الى الاماكن التي كانت تعيش فيها سابقا على ظهر القارة. إن انتقالها اسرع من تغير مواقع القارات.

ويتحدث الفيلم عن أحد اسباب انتصاب القرد وسيره على قدمين، وذكر فرضية يرون انها هي الأكثر قبولا كسبب وجيه (بزعمهم) ، وهي أن السير على قدمين يوفر طاقة الجسم أكثر من السير على اربعة ، وهذه مغالطة منطقية فادحة، لأن الواقف على قدمين هو المحتاج الى طاقة اعلى وليس العكس، فالواقف يحتاج إلى شد عضلات كثيرة حتى يستطيع ان يقف باتزان وانتصاب كامل، وهذا ما تقوله الفيزياء وتوزيع الاحمال، لأن كل جسمه العلوي يقع حمله على القدمين فقط، أي انه لا يوجد توزيع أحمال كافي، بينما الماشي على اربع يكون توزيع الأحمال لديه أكبر ، وبالتالي لا يحتاج الى طاقة أكبر.

و في فيلم آخر عن هجرة البشر، يُذكر فيه أن الإنسان الأول هاجر عبر افريقيا الى الجزيرة العربية شرقاً هربا من الجفاف. ولكن السؤال : كيف تكون هجرة البشر من افريقيا الى الجزيرة العربية بينما كلها لها نفس المدار والوضع المناخي ؟ لو ذهب الى الشمال او الجنوب لكان وجد خصبا واعتدالا مناخيا اكثر، اما ان يهاجر في نفس المدار الحراري، فإنه لم يستفد شيئا.

هجرة الطيور تتجه من الشمال للجنوب والعكس، لا تسافر عبر نفس الدائرة المناخية، فكيف يهاجر عبر نفس المدار ؟ هل هي اذكى و احكم منه ؟ هجرة البشر المزعومة هذه كلام غير منطقي .

يبدو أن الانسان وُجد في اليمن، ثم هاجر منه، او لنقل في الحجاز. بالنسبة لنا كمسلمين، نعتقد انه في الحجاز او مكة وُجد ادم، وهذا ما يقوله المأثور الإسلامي. والله لم يترك البشر بدون انبياء، اذن اول مجموعة بشرية كانت هناك، و حتى مؤرخو البشرية القدامى يثبتون ذلك، لاحظ خط الهجرة من الجنوب للشمال. اقدم الحضارات هي حضارات جنوب الرافدين، أي انهم على بوابات الجزيرة العربية، ولا تزال الجزيرة العربية خزان بشري يهاجر البشر منها. وقيل ان قبيلة جُرهُم اليمنية سكنت عند بئر زمزم ، وابراهيم هو رافع للقواعد وليس مؤسسا ، أي ان اول بيت وضع للناس موجود قبل ابراهيم . وطريق شمال الحجاز طريق قديم للهجرات، ولذلك تجد كثرة الانبياء في هذه المنطقة ..

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق