الأحد، 27 سبتمبر 2015

علامات الساعة والغرض منها

جواب سؤال في صفحة زوار المدونة

مرحبا بك أستاذ الوراق

هذا السؤال أوقفني في احد مواضيع فيسبوك وأردت عرضه عليك

ما فائدة ذكر علامات الساعة للناس؟!!!
في كل الأحوال سيظلون يعملون وفق طبيعتهم
ثم أليست الساعة تقوم حالما يموت الإنسان


الرد :

أهلا وسهلا بك ..

كأن السائل يعترض على مبدأ التذكير، بحجة أن الصالح صالح والطالح طالح، وعلى هذا فهو يرفض أي توعية وتحذير، وهذا مخالف للواقع.

أشراط الساعة هي علاماتها، وهي لأجل التخويف ، قال تعالى (اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون) . و قد يوجد كافر يفيده التخويف فيؤمن، و يُفيد المؤمن فيزداد إيمانه، والتبليغ لا يضرُّه من لا يريده، لأن حرية الاختيار موجودة ما دام الانسان حيّا .

لاحظ أن كل علامات الساعة بالقرآن تتكلم عن تغيُّر في القوانين والواقع، لكنها لا تتكلم عن عذاب يصيب الناس، يقول تعالى (يوم يفر المرء من اخيه) ، وقال (اذا السماء انشقت)، وذلك لأن الجزاء بعد الحساب، في الجنة او في النار، لكن تغيُّر القوانين و ذِكر الساعة وعلاماتها إنما لأجل إثارة الخوف من الله، و لأجل شكر الله على نعمة ثبات القوانين ، لأن الناس تخاف من تغيُّر ظواهر الطبيعة، حتى في الأشياء البسيطة، فقد يفر الناس من بيتٍ تُذكر فيه أمور غير عادية، وهو أكثر ما يسبب الرعب للناس، والكلام كثير ومختلطٌ بالاوهام عن هذه التغيرات، مثل أن ينفتح الباب وينغلق بنفسه، أو أن تتحرك الستارة بدون ريح .. إنها أشياء بسيطة ولكنها كافية للفرار، فما بالك أن تسير الجبال وتنتثر النجوم وغيرها من هذا الاحداث التي تملؤ بالرعب ..

وهذا يجعلنا نحمد الله على ثبات الظواهر بهذا الشكل، وأن نعرف أنها ستتبدل يوماً من الايام، لأن الله أقوى منها، وأنه هو الذي يمسك السموات والارض أن تزولا .. وهذا يرُدّ على فكرة الدهرية والملاحدة بأزلية الكون وأنه نتيجة تطور وأحداث وقعت بالصدفة والعشوائية، هذا ما سوف يُفاجِئُهم، أن تتغير هذه الظواهر بما يشبه الفوضى التي يعبّرُون عنها، فكيف يفزعون ويخافون مما يعتبرونه سبب تثبيتهم على الكفر وهو فكرة الفوضى؟ قال تعالى عن قيام الساعة : (ثقُلت في السموات والأرض لا تأتيكم الا بغتة) ..

والظاهر لي أن كل الناس سيموتون و سيشهَدون يوم القيامة ، قال تعالى (كل نفس ذائقة الموت) ، وقال (وإذا القبور بعثرت) ، وقال (يوم يخرجون من الاجداث سراعا) ، وقال (لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه) . اذن الكل سيشهدها. هذا حسب ما يظهر من فهمي للآية. وهذا من باب العدل مع الجميع، أن لا تكون أهوال يوم القيامة على أناس دون غيرهم. وقال تعالى (وجوه يومئذ مسفرة) أي في ذلك اليوم، وقال وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ) ، وهذا يدل على أن يوم الحساب هو يوم القيامة.

وقال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) ، هذا يعني أن الكل سيشاهد أحداثها.

والإخبار عن علامات الساعة تخويفيّ وليست ترتيبيّ .. والأمور التخويفية في العادة يُذهَل فيها المنطق.

هذا ما أراه ، وتحية طيبة ..

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق