الأربعاء، 14 نوفمبر 2012

حول اللذة والالم والشر ..



لا يمكن وجود اللذة بدون الم ، و لا تجد لذة اللقاء الا بعد ألم الفراق ، وهذا يعمم على كل الحياة ..

أهل الجنة يحسون بالمتعة بسبب ما عانوه و قاسوه في حياتهم ، ولو كانوا اساسا يعيشون في جنة لما ادركوا قيمة الجنة ولا أحسوا بالمتعة فيها ، وبهذا نستطيع ان نقول ان الله انزل الإنسان للارض لكي يشعر بالمتعة .. اذن : هذا لا يعني ان الشر اصيل ..

إن الشر شيء والألم شيء آخر .. فليس كل ألم شرا ، وهذا الربط منطلق من مركزية الذات وعبادتها .. فكل اذى يطول الماديين يعتبرونه شر ، حتى لو كان خيرا لغيرهم ..

الشر في حقيقته هو نية الشر ، الشر هو التكبر ..

لا يمكن فصل الالم عن اللذة ، و إلا لضاعت اللذة ، اذن الله لم يخلق الشر ..

الدليل على ارتباط الالم باللذة ، هو انه كلما ازداد الالم كلما ازدادت اللذة الحاصلة بعد انفراج الالم ؛ تخيل انك تبحث عن طفلك التائه ، و وجدته بعد دقيقتين أو ثلاث ، هل هذا يوازي لذة ان تجده بعد ثلاث سنوات من ضياعه ؟ طبعا سيكون هناك عيد واحتفال بعد هذه السنوات الثلاث ، بينما في الثلاث دقائق سيكون عتابا بسيطا بعد ابتسامة .. اذن الالم واللذة بينهما ارتباط لا يمكن فصله ..

واذا اعتبرنا اللذة خيرا ، و هي لا تقوم الا بالألم ، اذن الالم من الخير .. لكن الشر أمر آخر .. قد لا يرتبط بالألم ، بل قد يرتبط باللذة ، مثل شخص يعطيك مالاً لكنه يمنّ عليك ، الآن هو مارس الشر ، لكن لم يقدم ألما ، بل قدم متعة (المال) ..

هناك تعليقان (2) :

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    رؤية تحليلية للألم والذة والشر
    يتفق ما ذكرت تماما مع ما جاء في النصوص الحديثية النبوية الكريمة حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم بما معناه : " حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات "

    وفيما ذكر في أحد الأحاديث "يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً ثُمَّ يُقَالُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ فَيُقَالُ: لَهُ يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ وَلَا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ". أخرجه أحمد


    ويقول الأدباء بأن الألم فن من فنون الحياة
    وأنه لولا الألم والحزن لما كان هناك سمو بالشعور وبالنفس الإنسانية


    ــــــــــــــ
    لكن لي سؤال حول ما ذكرت هنا :
    " لكن الشر أمر آخر .. قد لا يرتبط بالألم ، بل قد يرتبط باللذة"

    وأنت قد ذكرت لنا في الاعلى أن اللذة لا بد أن ترتبط بالألم .. وقولك ان اللذة والألم بينهما ارتباط لا يمكن فصله

    فهل من الممكن أن توضح لي ذلك ؟!

    مع شكري لك

    ردحذف
  2. وعليكم السلام ورحمة الله ..

    شكرا على تعقيبك ..

    هنا الرد على التعليق : http://alwarraq0.blogspot.com/2012/11/blog-post_16.html

    ردحذف