الجمعة، 2 نوفمبر 2012

حوار تابع لموضوع متفرقات حول المرأة






سارة :
أيّها الورّاق الكريم ,, أرى أنّ ردودك تشوبها شبهات كثيرة ,, و قد قرأت في مدوّنتك أنك تكتب في منتدى الليبرالية الحرة و منتدى اللادينيين العرب .. و هذهـ المنتديات كما هو معروف عنها هي حثالة المنتديات بل و حاويات للقمامة .. انتبه أن تتأثر بأصحاب المسخ الفكري الذي يسعون إلى الإنتصار إلى فكرهم الساقط الهابط
( الإنحطاطي ) عبر بث الشّبهات و الشكوك و ( الدّسائس ) في مقالاتهم ,, و الأخبث من ذلك أن يفتتح الفاجر الحقير منهم مقاله بآية قرآنية أو بسملة و يزخرف مطلع المقال بكلامي ديني روحاني و يعرّج على استدلالات و نصوص قرآنية ليوهم القارئ و يغرره أنّه شخص ( فاهم بالدّين ) و ذو استقامة و تمسّك بتعاليم الدّين الإسلامي ,, و إذا اطلعت على سرّهـ لوجدته خواء طبلاً أجوفًا يهرف بما لا يعرف تائه ضائع تقطّعت به السّبل منافق متذبذب يعاني من مرض نفسي و شك عقدي فيحاول أن يعمّ الجميع بعاهته .. فتأمّل وفقك الله ..



الرد:
أنت تحذرينني من اعلاء كلمة الله في مواقع يعلو بها صوت الشيطان ، وتخشين عليّ من الانحراف ولا تخشين على القراء وهم بالآلآف ، فتأملي يارعاك الله هل أمرتي بالتقوى ؟! ، هل أنتي خائفة علي منهم ، أو خائفة عليهم مني ؟؟ ، أنتي لا تريدين من أحد  دخول مواقعهم واعلاء كلمة الله فيها ، وهذا صد عن نشر كلمة الله ولا شك أنه غير مقصود لكن انتبهي فقد يقع الإنسان في الصد وهو لا يدري، وهل لو كانت مواقع طيبة وصالحة ماذا ستستفيد مني ؟ ، الإصلاح يكون حيث يوجد الفساد ، أما الصالح فلا يحتاج إصلاح .

ولنا في انبياء الله أسوة ، قال تعالى لعبده موسى (اذهب الى فرعون انه طغى ) ، ولم يقل انتظر فرعون يأتي الى موقعك ولا تذهب الى بلاطه النجس ، ستقولين لست نبيا مثل موسى ، إذاً لماذا أمرنا الله أن نقتدي بهم ؟؟!! ، أليسوا قدوتنا ، ألم يقف رسول الله صلى الله عليه وسلم في وسط الكفرة والفجرة من قريش ويدعوهم الى عبادة الله ؟ ، ألم يذهب ابراهيم عليه الصلاة والسلام الى دار الأصنام ليدعو الى الله ؟ ، وأنتي الآن تنصحينني لأنك تريني على خطأ ، فلماذا تنهين من دعوة الذين خطأهم أكبر من خطأي ، خطأك هذا أكبر مما تتصورين ، المفترض أن تشجعي كل من يدعو الى الله أن يذهب الى تلك المواقع واثقا بربه ويدعوهم بالتي هي أحسن كما قال تعالى ، أما هذا الموقف المحافظ المتقوقع فيعطي فرصة لمواقع الفساد أن تنتشر وتتضخم وتؤثر بالشباب لأنهم لا يجدون من يفند تلك الأفكار السيئة والملبسه بلباس جميل .

ومسؤولية هؤلاء الشباب تقع على عاتق من يفكرون بطريقة هروبيه ، وسوف يسألنا الله لماذا لم نعلي كلمته في تلك المواقع ونحن نستطيع ، هل خوفا على أنفسنا ؟ ، أين خوفنا على دين الإسلام ؟ ، أين ثقتنا بحفظ ربنا ، بل أين ثقتنا بصحة عقيدتنا ، لا ياأختي لا أوافقك على هذه الروح الإنهزامية التي تتعارض مع القران وليس لها أساس إلا فكرة المحافظة الضيقة ، القران طلب منا أن نكون دعاة لله ، والدعوة تكون أوجب للمحتاجين والمبتعدين عن الدين ، أليس هذا هو المنطق ، لسنا أكثر تنزها من الأنبياء لكنهم جلسوا مع أخبث الناس ولم يأنفوا ويتكبروا على عباد الله ، ورب فاسد هداه الله وصار أصلح منا ، ولإن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم كما قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، والحمد لله أسلم على يدي عدة أشخاص كانوا من عتاة الكارهين للدين والملحدين ، أما أنتي فاستريحي في مكانك الهادئ بعيداً عن الزباله والنفايات كما تقولين ، أما أنا فاأتحمل النفايات وغيرها ان شاء الله لأجل أن أزرع بذرة خيره في تلك المواقع التي تتقززين منها ، ولست أشرف من الأنبياء ، نحن مطالبون بالتحمل لوجه الله ، وأنتي لا تريدين هذا التحمل فاستريحي ، ودعي الحمل علي ، الواثق من نفسه يذهب برجليه ولا يقول من أرادني يأتي الي ، وهذا معنى الدعوة ، فلا دعوة بدون ذهاب الى مكان الخطأ والفساد بنية الإصلاح ، والله من وراء القصد ( يوم تبلى السرائر ) وليست المظاهر .
كنت انتظر منك تشجيعا لكنك مع الأسف ، أنت تطالبيني بأن لا أدعو الملحدين  ، وأتركهم لكي يضلوا الناس على راحتهم ، وتعتبرين مجهودي عاراً عليّ وسبه ، وهذا أمر يثير العجب .



سارة :نشوف كلامك :


اقتباس:
لكن لماذا لم تنبهر النسوة بيوسف قبل حادثة إغلاق الأبواب مع أنه يعيش في مصر منذ طفولته ؟ ،
وهل يوسف جاء فجأة من كوكب آخر ؟ ، انه يعيش في نفس المدينة لسنوات ،



و هل من المعقول أن يذكر لك القرآن الشّاردة و الواردة و يستعرض كل تفاصيل حياة الأنبياء و الرّسل و كل المواقف و الأحداث و التفاصيل ؟ يكفي ذكر موقف واحد لنستوعب جمال يوسف عليه السلام .. و ربّما حدثت مواقف أخرى لكن لم يذكرها الله لحكمة في نفسه كأن تكون المواقف غير مرتبطة بعبرة معيّنة أو توجيه معيّن ,, أو ليست لها تلك الوطأة ..



الرد:
ونستوعب جمال أخلاقه أيضا  ، فالقران لا يذكر كل شارده ووارده كما تذكرين ، والقران يخاطب أولي الألباب ، أي يفهمون بعقولهم مالم يُذكر من كل شارده ووارده ، أنت احسبيها بالعقل فقط كما أمر القران ، وسوف تقبلين لو بعض كلامي ، لأن الأنبياء قدوة بأفعالهم لا بأشكالهم ، وأنا لا أنكر أن قد يكون يوسف جميل الشكل ،لكن أقول ليست هي القضية الأولى وليست هي سبب إعجاب النسوة به فقط ، لأن هناك رجال يتمتعون بجمال الشكل مع نقص في العقل والأخلاق ولا ينجذب لهم أحد ، إذا أكبر عامل في الجذب هو الأخلاق والعقل ، إذا أكثر ماجذب النسوة الى يوسف هو الأخلاق والإيمان والعقل .

أنت تريدين أن تفصلي يوسف عن أجمل مافيه وهو الأخلاق وتبقيه جسداً جميلاً بهر الناس بجمال شكله الذي لا يد له فيه ، ماذا نستفيد من القصة إذاً إذا كانت تدور حول شاب جميل بهر النساء ، الآن يوجد مثل هذه الصورة وتعتبرينها من صور الفساد ، مالذي علينا أن نفعله بعد أن نقرأ القصة إذا كان المحور هو جمال جسم يوسف ، هل نذهب الى دور الزينة والأزياء لنقلد يوسف في جمال شكله كما أمر الله ؟، هل يريد منا القران ذلك ؟ ، أم يريد أن نحسن أخلاقنا حتى نكون في عيون الناس وقلوبهم لكي يقتدوا بنا الى الخير ، هنا نستفيد من القصة ، على الأقل قولي أنه جميل الشكل والأخلاق بدلا من الوقوف على جمال الشكل فقط ، وإن رفضتي كلامي فأتحداك أن تقدمي فائدة نستفيدها من قصة شاب جميل قطعت النساء أصابعهن لجماله ، ماهي العبرة التي نأخذها ؟



سارة :
القرآن الكريم اقتصر على ذكر ما يهّمنا فقط ,, ما يعود عليـنا بالفائدة و ما يكون لنا فيه عبرة ! ,,


الرد:
أين الفائدة والعبرة من هذا الجزء من قصة يوسف ؟



سارة :
و هناك أنبياء كثر لم يأتِ القرآن على ذكرهم و لا تطرّق إلى سرد تفاصيل قصصهم لحكمةٍ يعلمها الله جلّ جلاله .. عليك أن تدرك أيّها الكاتب الفاضل أنّ لله حكمة بالغة في كل شيء ,, في تصاريف الدّهر و كلّ شيء ,, أنت لن تدرك روحك التي هي بين جنبيك و لن تعرف ماهيتها فكيف يسعك أن تدرك حكمة الله جلّ جلاله ؟ 



الرد:
أنت الآن تقدمين أمور لا يصلح أن تناقش بالعقل ، لأن الله لم يتلوا لنا منها ذكرا ، كالروح والأنبياء الذين لم يذكروا ، لكن كلامنا عن انبياء ذُكروا لكي نستفيد منهم ، وهل يستفيد الإنسان من شيء دون أن يستعمل عقله ؟ ، كأنك تريدين أن تقولي ، كل ماذكر في القران لا تبحثوا عن حكمة تستفيدوا منها لأن الله هو الذي يعرف حكمة كل شيء ، وعليه نسأل إذا ، لماذا الله ينزل لنا القران وهو لا يريدنا أن نعرف حكمة أي شيء مذكور فيه ، بعبارة أخرى هذا تفريغ لمضمون القران وجعله حروف تتلى من دون تدبر ولا تأمل ولا أخذ حكم بحجة أننا لا نعرف شيء عن الروح والتي قال عنها الله قل هي من أمر ربي .

لكن لم يقل عن قصة يوسف ولا غيرها أنها من أمر ربي ، بل هي من أمرنا لكي نستفيد منها فنحن المخصوصون بقصص الأنبياء لكي نقتدي بهم ، فالقران لم ينزل لأجل أوامر ونواهي وإلا لقال لقوم ينفذون وليس لقوم يعقلون ، وأمرنا بالتدبر والفهم والتأمل والتفكر ولن يأمرنا باتباعٍ جامد بلا وعي ولا فهم ، ولذلك مدح الله العلماء وقارن بينهم وبين الجهلاء وقال تعالى ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) ولا يكون علم بدون فهم ، وآية ( وماأتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا ) تحدده آية ( قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ) ، فالبصيره لا تتعارض مع الاتباع ، والفهم لا يتعارض مع التطبيق ، والبصيرة ليست خاصة بالنبي بدليل أنا ومن اتبعني ، وقال تعالى ( ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد )



سارة :اقتباس:
لكن ماوصل النسوة والمجتمع من أخلاقه وسمو نفسه وعلو اهتماماته خصوصاً بعد تلك الحادثة هو ماأكسبه تلك الهيبة والوقار والسمعة بدليل أن النسوة جئن ليرينه لكثرة ماسمعن عنه وصار حديث المدينة ، لاحظ لم يقلن ماهذا الجمال ؟ ، بل قلن حاش لله ماهذا بشر إن هذا الا ملك كريم ،
قلنَ هذا الكلام ( بعد رؤيتهنّ له ) لاحظ ,, و لم يقلنه حين علمن باعتصامه ( و قبل رؤيتهنّ له )



الرد:
نسيتي اعتراضك بأن القرآن ليس معني بالتفاصيل عندما قلت أن يوسف لم يأتي من كوكب آخر , نعم تسمع عن انسان فاضل ونجد انفسنا في حاجة ان نراه , لماذا ؟ حتى نتأكد من المضمون من خلال المظهر , لما رأينا يوسف صدقنا مايقال عنه وأكثر , وليس سامع كرآئي , مثلما ماقال أحد العرب عندما رأى وجه رسول الله : والله ماهذا بوجه كاذب . هناك لغة يفهمها الإحساس لا نستطيع التعبير عنها , أنها لغة الجسم , فنحن نخاف ونتوجس من بعض الناس رغم أناقتهم وتكامل خلقهم والعكس بالعكس وليس احسن شيء من انطباق المسموع على المرئي , ومايدريك انهن قلن عبارات اعجاب عندما علمن باعتصامه واي شخص يسمع عن القصة سيعجب بيوسف وهذا تحصيل حاصل .ونقدهن لإمرأة العزيز يعني اعجابا ضمنيا بيوسف لأنه هو الطرف الآخر .


سارة :اقتباس:
ولم يقلن ملاك جميل ، وكلمة ملاك توحي لنا مباشرة بالطهر والترفع عن الدنايا والبراءة من الخبث ، ولا توحي لنا بالجمال لأننا لم نرى الملائكة ، ولم يصفهم الله بالجمال ، فما علاقة الملائكة بالجمال البشري؟
لا تنسَ أنّ لفظ الملك أو الملاك يُقال عن الشيء الخارق عن العادة ,, الشيء العجيب ,, فيوسف جماله عجيب .. جماله غير طبيعي ,,



الرد:
هذا ليس دليل كاف لأن أخلاق يوسف خارقة للعادة , ونحن نعرف عن الملائكة نقاؤهم وطهرهم اكثر مانعرف عن جمال اشكالهم وكيف تكون اشكالهم جميلة وهم ليسوا بشر ؟ إذن الأقرب لكلمة ملك هو النقاء والصفاء وليس كل شيء خارج للعادة يوصف بأنه ملاك كما تقولين , بل يوصف إذا كان ذكاؤه خارقا للعادة في الشر بالشيطنة , اذن من يتميز بالخير يلقب لتاملاك ومن يتميز بالشريلقب بالشر ولا شأن لجمال الشكل أو قبحه في عالم الخير والشر , فقد يكون الشرير وسيما وقد يكون الخير دميم الخلقة كما قال تعالى عن المنافقين وهم في الدرك الأسفل من النار : ( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم ....) أي لهم أجسام جميلة ومع ذلك هم في الدرك الأسف من الشر , فأيهما أفضل لنبي أن يوصف بجمال الخلقة أم بجمال الخلق ؟ وهانحن نرى المنافقين لم ينفعهم جمال أشكالهم عند الله , ولا فصاحة ألسنتهم .


سارة :اقتباس:
لكبار النفوس ، أما الوسيم المبتسم اللعوب فيقال اسمتحلنه أو استظرفنه ،
هذا لأن جمال يوسف أكبر و أعظم من أن يُستظرف .. لا تقارن حركات نساء اليوم بحركات نساء الماضي ..




الرد:
هذه وجهة نظرك على أية حال وقد بينت وجهة نظري بالتفصيل أما نساء اليوم والأمس فالبشر هم البشر وإلا لوجب أن ينزل لهم قرآن آخر إن كانوا يتغيرون كما تتصورين.والأقرب هو اكتمال أو اجتماع حسن الخلق مع حسن الخلقة في النبي يوسف عليه السلام والأخلاق هي اساس الجمال وليس الشكل , وإذا رأى الناس فتاة تجمع بين جمال الخلق والخلق عادة يصفوها بالملاك .مركزين على سمو نفسها وترفعها عن الدنايا وبرائتها أكثر من الشكل لأنه قد توصف فتاة أخرى بالملاك وتكون أقل جمالا من الأولى , أما حسناوات الشكل فيطلق عليها ملكة جمال وليست ملاك جمال وبينهما فرق كبير.

هذا ما أردت أن أقول حتى لا نقلل من قيمة أخلاق النبي يوسف بتركيزنا على جمال شكله , كل مرافعتي لأجل الفضيلة التي هي مصدر الجمال , وجمال  أجسام المنافقين لم ينفهم كما ذكر القرآن المضمون أهم من الشكل فلماذا في قصة يوسف الشكل أهم من المضمون , ؟ ولو كان النبي يوسف موجودا لأعجبه كلامي أكثر , هكذا يبدو لي و وأنت أيهما تفضبين أن تمدحي بشكلك أم بمضمونك ؟ يوسف عليه السلام بشر مثلنا اصطفاه الله لنزاهة قلبه وبغضه للفواحش من بين أخوته مثلما ما اصطفاه ابوه واحبه أكثر من إخوانه ولا ظلم في ذلك , بل اعطى يعقوب كل ذي حق حقه .




سارة :
خاتمًا ( و لا رغبة لي في الرّد على بقيّة كلامك ) لأن النّقل ( أي النصوص الشرعيّة ) مقدّمة على العقل

حتّى لو خالف القرآن فكري و تصوّري فسأقدّم القرآن  فكري و تصوّري ,, لماذا ؟

لأن القرآن وحي معصوم منزّل من رب العزّة جلّ جلاله لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه



الرد:
لكنه موجه لأولي الألباب ولقوم يعقلون , فإذا ألغينا العقل ألغينا القرآن , وذهب مفعولة لأنه موجه لأصحاب العقول وليس موجها لمن يلغون عقولهم ، وكل خطاب أصلاً موجه للعقل وأصحاب العقول كما قال الشاعر
ومن الغواية عذل من لا يرعوي - عن غيه وخطاب من لا يعقل
فالخطاب دائما للعقلاء ، وفكرة تقديم النقل على العقل هي غير مفهومه ؟ فكيف يفهم النقل بدون عقل ؟ وهذه الفكرة لا يصح أن نستعملها على طول الخط , بل هي غير منطقية أصلا ستقولين هناك أمور غيبية لا يصح فيها استعمال العقل أقول لك , أنه لا يمكن استعمال العقل فيها لأنه سيكون رجم بالغيب بلا علم , إذا لا مكان لهذه الفكرة , فكرة تقديم النقل على العقل أو تقديم العقل على النقل ,وقد يقال أن العبادات توقيفية , ولا يجوز فيها استعمال العقل , أقول نعم لأنها ليست مجال للعقل , فهل يستطيع العقل أن يفترض عبادات ترضي الله غير ما افترض , هذا ليس مجال للعقل أصلاً , العقل له مجالات , وليس مقحما في كل شيء وهذا من الأخطاء التي وقع بها السابقون حينما أقحموا العقل فيما ليس له ومازال هذا لخطأ يرتكب , سواء من داخل الدين أو خارجه , حتى الفلسفة الإلحادية تقحم العقل فيما ليس له فهي تسأل من خلق الخالق , وهذا السؤال ليس للعقل , لأن الله هو الذي خلق العقل , لكن للعقل أن يثبت وجود الخالق ثم يقف , وإذا عممنا فكرة تقديم النقل على العقل فأين سيكون مكان العقل وما فائدته ؟ وكيف نعرف حكمة أي شيء بل كيف نجيده وهل سنكون نعبد الله على بصيرة أم على تقليد أعمى وتبعية غير واعية بينما نجد القرآن يوجه خطابه لأهل العقول ؟ لماذا ؟ ليعملوها لا ليوقفوها .
أذا استعمال العقل في مجالاته هو أفضل ضابط أحسن من فكرة إلغاء العقل واستبداله بالنصوص والنظر اليها بحرفيه وجمود ، وهذا الأسلوب لا شك سيضر أي نص يستعمل معه ، فالنصوص الأدبية مثلا لا نفهمها إذا نظرنا اليها على ظاهرها وحرفيتها دون إعمال العقل والإحساس ، وسوف يفقدها جمالها وأهدافها , لو كان عندك موظف يفهم الحكمة من العمل سيكون أفضل من موظف يتلقى التعليمات جامدة ولا يدري لماذا يفعلها ستثقين بالأول , لأنه على بصيرة أما الثاني فيعمل بأوامر ( بنصوص ) تصدر منك لا يفهمها ولا يعيها , البصيرة تجعل منا خير أمة وليس التقليد الأعمى الغير واعيي , القرآن لا يريد أن يجعلنا مثل الموظف الثاني التنفيذي غير المدرك لما يفعل , لهذا خاطب الله أولي الألباب , وليس من يلغون الألباب , أو من يعملون عقولهم فيما ليس لها كما فعل الكثير من أهل الكلام والفلسفة .



سارة :
أمّا عقلي و عقلك أصلح الباري عقلي و عقلك فهو قاصر ,, كالبصر تمامًا له حد معيّن و يقف عندهـ

العقول معرّضة للشبهات و القلوب معرّضة للشهوات و لا تصح أن نستند إليها في تقرير النصوص الشرعية و الحكم على ما نصّ به القرآن فضلاً عن أنّ ذلك تعدّي على الآي القرآنيّ ,, حقًا حقًا أنصحك و نفسي بتوخّي الحذر من الإنغماس في المنتديات التي بضاعتها الهراء المحض و التلفيق و الكذب و بث الشبهات و الدسائس ,, إنّ العقيدة لا يعدلها شيء فإذا خسرت عقيدتك فقل على الدّنيا السلام ,,

اللهم يا مقلّب القلوب ثبّت قلوبنا على دينك



الرد:
أنتي الآن همشتي دور العقل ودور القلب في فهم النصوص ، فالسؤال بأي وسيلة سوف نفهم النصوص مادمنا نحيّنا العقل والقلب ، وبأي شيء آمنا إذا كان القلب مهمش ؟ أليس الإيمان من القلب ، والفهم من العقل ؟ إذا بدون قلب ولا عقل سنكون بلا ايمان ولا فهم ، وإذا كان العقل قاصر والقلب قاصر فما هو الشيء الغير قاصر ؟ ، وكيف عرفتي أن العقل قاصر إلا بالعقل ؟ فهاأنتي ذا تعتمدين على العقل في نقدك للعقل ، فلا مفر من العقل ولا من القلب لأنهما وببساطه هما الإنسان ، فالمرء بأصغريه قلبه ولسانه ، ولم يبقى إلا صورة اللحم والدم ، فهل هي كافية للفهم ؟

وماهي الوسيلة التي تعرفين بها فيمة الإتّباع إذا كان القلب والعقل منحيان عن فهم النصوص ؟ ثم تنحية العقل والقلب شيء مستحيل لا يستطيع أحد أن ينحيه ، ولماذا الله أمدنا بالعقول والقلوب إذا كان ستنحى عن فهم أهم شيء بحياتنا ، وهل نستطيع أن نوقف عقولنا عن التفكير ، وقلوبنا عن الإحساس ؟ ، ونحن لا نعرف أهمية شيء إلا من خلالهما ، قال تعالى ( لمن كان له قلب ) ، وقال تعالى ( لقوم يعقلون ) ها أنت ذا خالفتي نصوص القران بشكل واضح ، فالقران عظم دور القلب ودور العقل ، والقلب في فهم النصوص ، وأنت تتجهين باتجاه معاكس فتهمشين دور العقل ودور القلب في فهم النصوص ، ومن حقك أن أنصحك أنا أيضا بتدبر القران ، أي نكون دبره لا نكون أمامه ، وهاهو ذا القران يرفع من قدر القلب والعقل وأنت حرة في رأيك ، مجرد نصيحة لوجه الله حتى لا نكون معاكسين لهدي القران .




سارة :
( أعتذر منك أخي الفاضل لا رغبة لي متابعة الموضوع ) ,, تواجدي هنـا لنصحك .. و الله وليّ التوفيق



الرد:
حتى تتم النصيحه لابد أن تتابعي الموضوع ، أنا نصحتك ولي رغبة بمتابعة الموضوع ، ومادمتي على حق لماذا تتركين الموضوع وتلتفتين الى نصحي فقط ، قد أكون أنا على ضعفي وجهلي على حق ، وليس شرطاً أن يكون الحق مخلوق معك ، فرب أشعث أغبر كما جاء في الحديث ...

---------------------


سارة :
شيء أخير إبراءًا للذّمة :
اقتباس:
ولم يقلن ملاك جميل ، وكلمة ملاك توحي لنا مباشرة بالطهر والترفع عن الدنايا والبراءة من الخبث ، ولا توحي لنا بالجمال لأننا لم نرى الملائكة ، ولم يصفهم الله بالجمال ، فما علاقة الملائكة بالجمال البشري؟
على فرض أنّ تفسيرك لكلمة ( ملك ) صحيح ..

من الذي وصف يوسف عليه السلام بأنّه ( ملكُ كريم ) ءآلله أم نسوة المدينة ؟ إنّهن نسوة المدينة ,,

إذن ,, فالله تعالى قد نقل قولهنّ إلينا ,, كما نقل لنـا من قبل قول فرعون لعنه الله حينما قال ( أنا ربّ العالمين )

إذن لفظ ( ملك ) جاء من النسوة ,, مثلما عبارة ( أنا ربّ العالمين ) التي جاءت من فرعون ,, و هل إخبار الله تعالى لنـا بمقولة فرعون نفسّرها إقرارًا منه - جل جلاله - بصحّتها ؟

نسوة المدينة هنّ بشر .. و البشر يخطئ في أفعاله و أقواله ,, لا عجب ..



الرد:
إذا أنتي تشككين في كلام نسوة المدينة ، وهذا ينسحب على تفسيرك بأن جماله الشكلي بهرهن ، أي انك تشككين أن يوسف جميل الشكل لأن من قاله هن نسوة المدينة وليس الله .




سارة :
الأمر الآخر :

قولك : إذا كان يوسف بهذا الجمال ,, فلمَ لم يشفع له جماله أثناء بيعه فيُباع بسعرٍ غالٍ ؟ لمَ بيعَ بثمنٍ بخس ؟

أقول لك : و لماذا نجد نساءًا دميمات ( متزوّجات ) و نساء فائقات الجمال ( عزباوات ) ؟ لمَ لم يشفع لهنّ جمالهنّ بالزّواج ؟



الرد:
لأنهن مغرورات على الأغلب بجمالهن بدليل اسأليهن كم خاطب خطبهن ورفضنه ؟




سارة :
هل فهمت الآن ما معنى أن نقول لك ( أنّها حكمة الله ) التي لم و لن يسعنا بلوغها إدراكًا و تصوّرًا ؟



الرد:
أنتي الآن تفسرين الآيات بالعقل ، يعني مسموح لك وحرام علينا وكأن عقلنا هو القاصر بينما عقلك ليس بقاصر .



سارة :
ثمّ قولك ,, لماذا كان يعقوب يفضّل يوسف على إخوته ,, هل يُعقل أن يكون ذلك لأجل جماله ؟

أقول لك ,, و من قال لك أصلاً أنّ تفضيل يعقوب ليوسف على إخوته كان بسبب الجمال ؟





الرد:
إذا كيف يجتمع أن تفضيل النسوة له كان بسبب الجمال فقط ؟! ، بينما تفضيل أبوه لا علاقة له بالجمال إطلاقا ، وهذا لا ينسجم ، فهل فضائل يوسف لا يعرفها الا نبي مثله ؟ ، وهل النبي لا يهمه جمال الشكل ؟ بينما الناس لا يهمهم الفضائل ويهمهم الشكل وجماله فقط ، هذا عدم انسجام في الصورة .




سارة :
أمّا قولك : إن كان يوسف بهذا الجمال ,, فلمَ لم يتعرّف عليه إخوته حينما صار ملكًا ؟

أقول لك ,, لو قمت بقتل أخيك و هو طفل ,, و أنت من أسرة فقيرة ,, و بعد مرور سنين طوال ,, حدث أن تقابلت مع ملك بلادك ,, هل سيقع في نفسك شكًا و لو بنسبة 1 في المئة ,, أنّ هذا الملك هو ( نفسه أخيك الذي قمت بقتله ) ؟

طيب أنت رميت أخيك في غيابت الجب ,, يعني مات ,, و أنت موقنُ بهذا ,, و حتّى لو لم تكن موقنًا ,, هل سيخطر على قلبك بعد مرور العشرات من السّنين أنّ ملك البلاد هو شقيقك ؟؟ العقل فضلاً عن المنطق لا يقولان بهذا !

و عليك أن تعي نقطة بالغة الأهميّة أنّ قوّة الملاحظة تختلف من شخص لآخر ,, و حدّة الظروف
فإذا كنت أنت ستعرف أن أخيك الطفل هو ذاته الملك , فهذا شي يرجع لك و لن أنسى طبعًا أن أبارك لك هذهـ الموهبة التي تمتلكها حقيقةً ,, لكن ليس الجميع لديهم تلك الموهبة الخرافيّة الإعجازيّة التي تمكّنهم من مطابقة وجه أخيهم الطفل بوجهه و هو بالغ ! و لا يقول بذلك عاقل !





الرد:
كلامك هذا أولا عن شخص عادي ، وليس عن شخص يملك ( نصف الجمال ) في العالم ، فهي علامة مميزه ، فلو كان شخص فيه ندبة أو شامة مميزة لعرفتيه بعد سنين حتى لو قيل لك انه قد مات ، على الأقل سوف تشكين وتلاحظين الشبه ، فالأم تعرف ولدها ولو بعد سنين رغم تغير شكله خصوصا إذا تعاملت معه ، فكيف بمن يمتلك نصف جمال البشر ، إن كل جسمه عبارة عن علامة مميزه وليس مجرد شامة في مكان بارز ، ثم انهم لم يقتلوه ، فاحتمال خروجه من البئر وارد ، بدليل قولهم ( يلتقطه بعض السيارة ) ثم انهم عصبه وليسوا واحداً ، فإذا لم ينتبه واحد قد ينتبه الآخر ، ثم انهم القوه في بئر على طريق مصر ، ورأو يوسف في مصر ، وعرفوه من اهتمامه بأخيهم وأبيهم وليس من شكله ، بل تأخروا في معرفته أكثر من اللازم ، ولم يأتهم في ذلك الوقت أي خبر مؤكد عن موته ، ثم ان اهتمام يوسف بهذه العصبة دون غيرها يلفت النظر ، سيما وأنه احتجز أخاه عنده ، ثم إن اخاه الشقيق معه وهذا يساعدهم على تذكر الملامح ، ثم لماذا لم ينتبه أخاه الشقيق ؟فهو يفكر به دائما ويعرف حزن والده على يوسف ، بل ويعرف أمل والده بوجوده وعودته ، ولا ننسى شطر الحسن ، فهو علامة مميزة بلا شك ، فأطول شخص أو أقصر شخص أو ابيض شخص أو أجمل شخص ..الخ من السهل التعرف عليه أو التشكك فيه ، خصوصا من اخوته ، والذين لم ينسوه بلا شك ، والله أعلم ، المهم أن لا ننتقص من فضائله كعبد صالح ونبي ولا ننسب الى شكله تميزه حتى لو كان جميلا ، فبلا شك أن فضائله أجمل من شكله ، أنا أدافع عن الأنبياء ولست انتقص منهم .




سارة :
نحن لسنا سواء .. هناك من يتغيّر وجهه تغيرًا كليًا حينما يكبر و هناك من يتغيّر مع وجود دلاله بسيطة أو شبه بسيط بوجهه و هو طفل ! ,,

و أيضًا ,, شاء المولى جلّ جلاله أنّ لا يتعرّفوا على وجه أخيهم ,, مثلما شاء جل جلاله أنّ يجعل النصارى يصلبوا رجلاً آخر ظنًا منهم أنّه نبي الله عيسى عليه السلام ,, !

عرفت الآن ؟



الرد:
شخص أوتي شطر الحسن تغيره سيعني نقص الحسن ، أما في موضوع صلب عيسى عليه السلام وضح القران أنه صرفهم عن عيسى بقوله ( شُبّه لهم ) أما في موضوع يوسف فلم يذكر القران مثل هذا الصرف ، بل أنتي تأولتيه من عندك ، أي أنك استعملتي العقل المنتقص في فهم النص .





سارة :
أخيرًا , سألت الشيخ عبد الله الغامدي المشرف على صفحة الفتاوى الشرعية في منتدانا هذا ,, و انظر إلى جوابه :


{ قالت فذلكن الذي لمتنني فيه }
قال إبن كثير

تقول هذا معتذرة إليهن بأن هذا حقيق أن يحب لجماله وكماله, {ولقد راودته عن نفسه فاستعصم} أي فامتنع ,

قال بعضهم : لما رأين جماله الظاهر أخبرتهن بصفاته الحسنة التي تخفى عنهن, وهي العفة مع هذا الجمال




الرد:
أنظري هذه الأقوال بعضها يؤيد كلامي ، لكنك لا تريدي أن تقبلي مني ولا حرف ، لا أدري لماذا ؟ وابن كثير ذكر كماله مع جماله ، وفي الرأي الآخر ( عن بعضهم ) ذكر أنه أخبرتهم عن أخلاقه ، وهذا يؤيد كلامي وإن كنت لا أرجحه لأنهن عرفن أخلاقه من قبل حين عرفن أن امرأة العزيز هي التي تراوده عن نفسها وليس هو ، وأنه استعصم رغم غضبها عليه ، أنتي تريدين التركيز على جماله دون كماله ، وأنا أريد التركيز على كماله قبل جماله ، وهذا أقرب لتكريمه واحترامه .




سارة :
من كلام الشيخ اتّضح أنّهن لم يعلمن بأمر العفّة إلا بعد رؤيتهنّ له ,, بعد الرؤيـا أخبرتهنّ أنها راودته عن نفسها فاستعصم



الرد:
هن علمن من قبل بدليل أنهن قلن وأشعن في المدينة أن ( امرأة العزيز تراود فتاها قد شغفها حباً ) ولم يقلن أنه هو الذي يراودها ، هي أكدت لهن كلامهن السابق بعد الرؤيه



سارة :
إذن مع احترامي لشخصك فقد سقطت جميع ادعاءاتك ,, و السلام .

هذا اجتهاد شخصي .. فإن أصبت فبتوفيق من الله جل جلاله و إن أخطأت فمن نفسي و الشيطان ..





الرد:
الاجتهاد يكون بالعقل ، وأنتي ضد استعمال العقل ، تمنعيننا من الاجتهاد الشخصي وتسمحين به لنفسك ، فلماذا هذا يكون ؟


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق