الجمعة، 23 نوفمبر 2012

أيهما الأصل الخير أم الشر؟ - 2

 

" مهما كانت الفكرة فاسدة نستطيع أن نقول أن الخلل في التطبيق, إذن كيف نعرف أن الفكرة في حد ذاتها فاسدة وليس التطبيق؟ " بسام البغدادي.

التطبيق كمعيار لصحة الأفكار معيار خاطئ, هو لا يصلح إلا للمادة فقط والماديون يعممون الفكرة المادية على الإنسان والحياة. الأفكار المعنوية لا تقاس بالتطبيق قدر ما تقاس بالمعيارية, فلابد أن يكون لها معيار, والمعيار هو الخير أو الشر, والإنسان لا يستطيع أن ينطلق إلا من أحدهما إما الخير أو الشر, والشر لا وجود أساسي له عند الإنسان فهو عنصر خارجي, صحيح أن القرآن قال :{وألهمها فجورها وتقواها} لكن إلهام الشر هذا آت عن طريق الشيطان, لأنه لا يمكن أن يجتمع في الشيء الشيء ونقيضه, فلا يمكن أن ينتج شيء الشيء ونقيضه, أي لا يكون نقيضين من مصدر واحد (النفس), هذه الفكرة تنسف فكرة أن الإنسان فيه الخير والشر معا في الأساس, يمكن أن يجتمع فيك الخير والشر, ولكن الأساس لا بد أن يكون واحد, لو كان الأساس هو الشر كما يقول الماديون من بعض رجال الدين أو المادة لفنيت البشرية لأن الناس تميل إلى سجايها أكثر. 

هذا غير أنه ما الذي يدعوهم لأن يهتموا بشيء ليس من طبائعهم وهو الخير؟ ويعطوه كل هذا الاحترام والإعجاب؟ ومن ابتدعه ومن أين أتى؟ وإذا قالوا الأديان فمن الذي علمها الخير؟ وإن كانت جاءت به من عندها فهي إذن من عند الله, وإذا كانت ابتكرته فكيف تبتكر شيء ليس من خواص النفوس ثم تتعلق به النفوس أكثر من ما هو من خواصها (الشر)؟ قدموا ابتكار آخر مثل هذا (الخير), طبعا لا يوجد , إذن الفطرة هي الخير, والدين جاء على الفطرة, والمادية تعاكس الفطرة وتحشر الفطرة الإنسانية في الفطرة المادية, أي تفهم الشيء بأدوات غيره.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق