السبت، 1 ديسمبر 2012

حوار في موضوع : هل يمكن الوصول الى الحقيقة ، في منتدى الليبرالية العربية ..





إمباثي :

كلام جميل صراحة ،،

لكن لا أرى فرقا بين رفضك لنظرية التطور ،، و رفضي للخيالات التي يتبعها المؤمن متتالية بدون أي دليل

الرد : 

 تسمية عقيدة المؤمن بالخيالات لا تعتمد على منطق بل على مزاج, لأن المنطق يحتم هذا الإيمان, وليست مسألة تخيل كما تتصور. أعد التفكير فيها من خلال المنطق فقط ستجد أن البشرية لم تكن كلها تتخيل منذ وجدت إلى الآن وكأنها في غيبوبة أبدية أو أفيون دائم كما قال ماركس, وإذا أردت الخيالات جدها في الطرح الإلحادي واللاديني فهي متوفرة بكثرة, خصوصا في موضوع البديل, حيث تجد الشيء يخرج من لا شيء والديناصورات تتحول إلى دجاج والفوضى توجِد نظام والدببة تتحول إلى حيتان والشيء يكون في مكانين في وقت واحد وخالق الكون صنم كبير لا يحس ولا يعي ما يفعل فهو عبارة عن قوانين جامدة موجودة في المادة.... إلخ, أليس هذا بعدا وشطحا عن العقلانية؟ أنا أسأل عقلك وأنت إنسان عاقل والعقل يعتد على المنطق, فأين المنطق في مثل هذه الأطروحات؟ هل له وجود؟ أن يكون المصنوع بلا صانع أو صانع ميت وجامد يوجِد مخلوقات حية تحس وتتمتع وتتألم وهو لا يعيها؟ أو يعيها ويطنشها على طريقة إدارة الظهر اللادينية أو العسكرية (للخلف در!)؟ فبدلا من إدارته للكون أدار ظهره عن الكون ومخلوقاته المسكينة وهي بأمس الحاجة إليه, لأنه أرفع مستوى منهم كما يفكر اللاديني, فهل من هو أرفع مستوى لا يهتم بما هو دونه؟ هذا هو التكبر والغرور والظلم, وهل يستحق ان يسمى أرفع مستوى وهو لا يهتم بما دونه؟ إذن الفهم الديني للإله يجعله أكثر أخلاقية ورقي من الفهم اللاديني للإله.  

أما ما تمسيه بغيبيات ومعجزات فهذا يحتمه المنطق أيضا, فعندما تؤمن بإله قادر على كل شيء, لماذا تستغرب معجزة من المعجزات؟ وإذا قلت لن أؤمن بإله قادر ستكون غير منطقي لأنه هو السبب, وإلا فما هو السبب ومن أين جاء الوجود والمادة الأساسية له؟ لا نجاة من ملاحقة المنطق, وما لا نجاة منه علينا أن نستسلم له, المنطق والحقيقة كالشيء وظله..

امباثي :
 
فيبدا من وجود الرب ثم يلصق فيه 100 صفة ، ثم الغيبيات التي لا فائدة ولا دليل لها، حتى يصل إلى الدخول أشياء حياتية بسيطة

من وجود الرب إلى تحريم كشف شعر الأنثى ، سلسلة متوالية من الاحتمالات اختار منها ما يشاء حسب مزاجه

الرد : 

 لماذا لا تقول سلسلة متوالية من المنطق والأخلاق؟ فالمنطق والأخلاق دلت على وجود الرب والأخلاق أيضا تمنع المرأة عن ممارسة الإغراء واستزلال الرجال. الدين في الأساس هو منطق وأخلاق, فإذا قدم سلسلة متوالية فماذا نفعل إذا كان المنطق والأخلاق عبارة عن سلاسل متوالية؟ 

أما اللادينية فلا منطق فيها ولا أخلاق, وأنا أتكلم عنه كفكرة لا كأشخاص طبعا, لأنها لا تعتمد على الأخلاق ولا على المنطق, بل تعتمد كل الاعتماد على انتقاد الدين الموجود بلا بديل ولا دليل, وكل نقد بلا بديل أفضل يعتبر نقد ناقص, النقد الكامل هو أن تنتقد وتقدم البديل الأفضل, وهذا ما لا تملكه لا اللادينية ولا الإلحاد. 

أيضا تقدمون الدين على أنه دين واحد بينما آلاف الأديان المختلفة في العالم والتي يجمعها في الأساس وجود خالق واحد ووجود أخلاق, فلا دين بدون أخلاق, أما الإلحاد واللادينية فطرحهم لا يعتمد على الأخلاق ويترك الأمور مفتوحة تبعا للمصلحة والهوى. 

أما صفات هذا الخالق فالمنطق والأخلاق والإحساس هي التي تحتمها أيضا, فلا يمكن أن يكون خالق هذا الكون المنظم العبقري غير حكيم أو غير عليم أو غير قادر أو غير واحد أو غير حي أو غير متابع ( حكيم-عليم-حي-قيوم-واسع-كبير-محيط..), ولا يمكن أن يكون في شعوراتنا هذا الإعجاب والانبهار بالجمال ولا يكون الخالق جميلا, ولا يمكن أن يكون إعجابنا بالفضيلة واحترامنا لها بينما خالقنا لا يعرف الفضيلة (رؤوف-رحيم-حليم-ودود-لطيف). المسألة تحتاج إلى التزام بالمنطق على طول الطريق, وما الأخلاق إلا جزء من المنطق, والمنطق ظل الحقيقة, الذي يسبقها أحيانا أو يلحقها أحيانا كما يفعل الظل.. 

أما حجج اللادينيين فهي حجج عاطفية وزمنية متأثرة بثقافة العصر المتغيرة أكثر من كونها منطقية, هم يعتمدون على كلمة "لا يليق" بالخالق أن يكون كذا, لا يليق به أن يشبه المخلوقين في الكرم, لماذا؟ لأنه خالق! لا يليق بالخالق ان يهتم بالمخلوقات لأنه أكبر وأعظم, (ها أنتم ذا أثبتم صفة العظمة لله مثلنا!), لا يليق بالخالق أن يهتم بشعر المرأة, لماذا لا يليق؟ وهل المرأة أمر تافه إلى هذا الحد؟ لماذا صار شعر المرأة شيء بسيط وتافه؟ فقط لأننا تعودنا عليه؟ هل رأيت أن النظرة واقعية ومزاجية أكثر من كونها منطقية؟ كل شيء في الكون عظيم وغير تافه, كل سلوك نفعله عظيم وغير تافه وله أثره, لأن الكون كله دقيق. الدين ينبغي أن يكون دقيقا لا فضفاضا ضبابيا لأن الحساب دقيق أيضا.

أما إله اللادينيين فشأنه غريب جدا! فهو بلا أخلاق مع أنه خلق الأخلاق ورماها علينا وأدار لها ظهره! يخلق الإحساس ولا يحس بالمخلوقات! يخلق كره الظلم ولا يعاقب الظلمة ! إنه مشغول برسم اللوحات وتأملها ثم رميها وراء ظهره! أصم أبكم لا يسمع ولا يراقب ولا يستجيب للداعي ولا يعرف الحب ولا يعرف الكره, إنه وثن قوانين المادة, اللاديني يعبد وثن كبير هو المادة وقوانينها.

هذه وجهة نظري التي أقتنع بها مع احترامي لرأيك..

امباثي : 

بالنسبة لي كلاديني أعتبر نفسي مقتنع ببشرية الاديان، وصحة هذا الاحتمال أكبر بكثير مما يدعيه المتدين

منطقيا؟ أم مزاجيا؟ إن كان منطقيا فبإمكانك توضيح ذلك بالمنطق المتتابع المستمر, وإن كان مزاجيا فهذا شأن خاص بك ولا يقدم كطرح عقلاني, ولا يصلح أن يكون مرة مزاجيا ومرة منطقيا, المطلوب خط واحد عقلاني تثبت به ما تدعيه من رجحان الطرح اللاديني على الطرح الديني, وقد بينت لك بعض الخلل في الطرح اللاديني واعتماده على العواطف وروح العصر, فابدأ بها إن شئت, ثم عد إلى الطرح الديني وفنده نقطة نقطة بالمنطق لا بروح العصر (أو مزاج العصر) لأنها تتغير.  

 وشكرا على المداخلة..
---------------------------------------------------------



هيومانيست :


عفوا ،،

أنت تقول أن نظرية التطور غير منطقية لأن الأشياء تتحول ؟ وإيش رايك في تحولك من جنين مسالم إلى إنسان كبير مزعج نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

اولا لست مزعجا ، الا لمن لا يحب البحث او الحقيقة .. ثم ما رايك بتحول الشاب بعد ان تطور في احسن الاوضاع الى عجوز تتساقط اسنانه ويندثر ؟ اين التطور ؟ هل هذا تطور ام تدهور ؟ بموجب نظريتكم الطبيعة تنتخب الافضل و تبقيه ، والشباب افضل من الشيخوخة ، وكل الاحياء تذهب الى طور الشيخوخة كآخر حل ولا يبقى شبابها .

اذن سقطت فكرة الانتخاب الطبيعي برمتها عند من يختارون العقل طبعا و يعظمونه ، وسحبت معها فكرة التطور الى الهاوية ، و الداروينية الى متحف العلم .. اذن الطبيعة لا تنتقي الافضل وتبقيه ، وكيف تترك الشباب بعد ان عرفته وعرفت تفوقه على الشيخوخة ؟ هل العاقل يتجاوز هذا و يرميه جانبا ويصر على ان الطبيعة تبقي الافضل ؟ لا يفعل هذا الا من يعشق الداروينية كفكر اجتماعي وهدف حزبي وكراهية في الاديان والمنطق والعقل ، وإلا فالعاقل سيقف ويقول : لماذا تركت الطبيعة الافضل الى غير الافضل بعد ان عرفت الافضل ؟ ارايت انها غير منطقية ؟

نحن خرجنا الى الحياة ورأينا كل شيء مربوط بقوانين ، وكل شيء ثابت ، حتى سقوط الورقة من الشجرة تتحكم فيه القوانين ، هذا ما اثبته العلم .. اذن علينا ان نقول ان الاحياء ثابتة مثلما ان القوانين ثابتة ، والانواع ثابتة ، هكذا نكون منطقيين اكثر .. والاحياء تبقى حياتها بالقوانين الثابتة ، و ما يتبع الثابت ثابت .

وجود القوانين وحاكميتها بهذا الشكل وصرامتها لا يفسح مجالا لافكار خيالية تجعل النوع ينطط من نوع الى نوع ! كل شيء صارم في الطبيعة ، فالطبيعة بلا ميوعة وبلا انتقاءات ولا مجال لفكرة طفولية تجعل دبا يتحول الى حوت ، وسمكة تصير بشرا ، او احماضا تتحول الى كائنات حية لها ارجل واجنحة ، مع وجود الاسماك ووجود البشر ووجود القرود ووجود الاحماض في نفس الوقت ، ولم نر شيئا تغير ..

انها فانتازيا ماسونية تريد تدمير الاديان لمصالح راسمالية حتى تحكم العالم ، وتعلم ان الدين يقف في وجهها ، لأنه يربط الانسان بمُثـُل اعلى من مصالحه المادية وغرائزه الحيوانية ، وهذا لا يناسب المصالح الراسمالية .. و تزامنت الدارونية مع تزامن السيطرة الراسمالية الماسونية ..

الطبيعة تقول لنا : كل شيء ثابت ، ونظريتكم تقول : كل شيء متغير ! فأيكما نصدق ؟ وايكما اقرب للمنطق ؟ آراء الماسونية كي تحارب الاديان ؟ أم الطبيعة التي نعيش فيها ؟

كل شيء محكوم بقوانين دقيقة ، وليست الطبيعة حلبة بهلوانات وميدانا للحواة والمهرجين ، فالكون ليس سيركا تخرج فيه الارانب من قبعات السحرة و تتحول كما تشاء فيلة او ديناصورات تصبح دجاجا كآخر مقترحات نظرية التطور في تفسير الدجاج ..

العاقل يعرف صرامة وحتمية الطبيعة ويعرف ان الصدف لا مكان حقيقي لها في وجود اي شيء ، و ان الصدف التي يعتمد عليها الداروينيون ويسمونها زيفا بالانتخاب الطبيعي ، لها صدف تدمرها وتدمر بناءها البسيط كلما وجد ، هذا ما يقوله المنطق والواقع والعلم ، فماذا تقول ؟

نحن نرفض ان نبيع عقولنا بحجة ان العلماء التطوريون قالوا ، او قدموا نقشا او احفورة لا ندري من ضبـّطها ! كل علم يصادم المنطق هو تمثيل وليس علم ، و فكرة التطور تتصادم باستمرار مع العقل ، وعلى الجميع ان ينتبهوا ولا ينساقوا للاعلام العلمي الموجه بايادٍ راسمالية ماسونية تفرض التطور على المدارس بالقوة ، وتمنع الدعم عن المدارس التي لا تدرّس خرافات داروين ذات المئة والخمسين سنة .. والتي يسقطها العقل والعلم الصحيح ، ويدعمها الاعلام والفبركة ، و كل الاعضاء التي قال داروين ان لا فائدة منها في جسم الانسان ، اثبت العلم شيئا فشيئا اهميتها ، مسقطا نظرية العبث الداروينية ، لكنه الاعلام والمال والسيطرة الراسمالية وحرب الاديان .

لو كان التطور حقيقة لخرج عن نطاق كلمة نظرية ، الا تكفيه مئة وخمسين سنة من الجهد المتواصل ؟ لكنه لم يستطع رغم الدعم الكبير والابحاث المتواصلة والفبركات والتزويرات ما اكتشف منها وما لم يكتشف .. فقط انتبه لنقطة مصادمة المنطق ، انها كافية لمن اراد ان يعرف الحقيقة في قضية التطور .

كل شيء ثبت علميا لا يتصادم مع المنطق ، وقس على هذا نظرية التطور التي تتصادم مع المنطق والواقع وليس لها ولا دليل مختبري علمي .. وخالية من المشاهدة العلمية او التجربة ، والعلم الحقيقي هو العلم التجريبي وليس علم التهيؤات والتفسيرات والمقترحات المختبئة وراء ملايين السنين ..

العلم : شاهد وجرّب ، وأعد التجربة ، وما سوى ذلك فهي افتراضات ونظريات لا يحتجّ بها حتى تثبتها التجربة والمنطق . اثبت علميا قبل ان تقيم دليلا ، نحن نحجكم بالعلم ، نريد علما ولا نريد سيناريوهات صنعتها رؤوس مخمورة ليس امامها الا كراهية الدين .. وأنا لا أقصدك طبعا فأنت لم تضع نظرية التطور ، انت متلقي كغيرك بالملايين .

ثم أنا لا أنكر أن الحياة غريبة، لكنني فقط لا أعرف كل شيء !


الا تعرف ما قبل ملايين السنين ؟ الست داروينيا ؟ فكيف تقول انك لا تعرف شيئا ؟

هم جعلوكم تعرفون ما فعلته الاسماك في ظلمات البحر قبل ملايين السنين !! بينما يستكثرون علينا اذا قلنا ان الله يعلم كل شيء ، بينما هم جعلوا انفسهم عالمين بكل شيء ، بل ماذا سيحدث بعد ملايين السنين ، و الكل ملايين في ملايين !! فما اشد علم الداروينيين واعمق جذوره وأبعد فروعه !! انه الالحاد العظيم الذي يجعلك عالما بمجرد ان تلحد !!

عندما يكون العلم مجرد فرضيات ودعايات ونظريات واعلام ، يستطيع الانسان ان يعرف وبدقة متناهية كل شيء ، ويستطيع بعدها ان يقول : انا لست عارفا بكل شيء ، بعد ان ادعى معرفة كل شيء وبملايين السنين !! شيء من التواضع الالوهي ..  


بالنسبة لبشرية الأديان ،، فهو اكشتاف جاء بالمنطق والعاطفة وكل ما نملك من أدوات


تأمل هذه احتمالات :


1 -
إما أن الرب مخادع و يختبر البشر في كل شيء، في ضمائرهم، في حواسهم الخمسة، حتى في علومهم يخدعهم، هنا يستحيل تماما أن نثق بأي ادعاء ولا يمكننا معرفة مصيرنا
.

هل من يختبر مخادع ؟ هل استاذك في الجامعة عندما يعطيك الاسئلة يخادعك وتسميه مخادع بدلا من الاستاذ القدير ؟ هل بعد هذا الخرق للمنطق تحتج بالمنطق ؟

انت قدمت قاعدة تدعي انها منطقية وتقول ان كل من يختبر عبارة عن مخادع !! اين هذا الكلام من المنطق ؟ عليك ان تعود الى المنطق اولا ثم تبدأ الحملة من جديد .. لأن هذا الكلام غير منطقي ، مع احترامي لاجتهادك ، فليس كل من يختبر يـُخادع .. المخادع هو من يزوّر الحقيقة ، كما تفعل الداروينية تماما . تريد ان تجعل نفسها حقيقة و تداحم بأكتافها وهي لا تملك لا منطقا ولا تجربة ، مجرد خرافات ودعايات وفبركات وادلة غير كافية ..

هذا هو الفرق بين الاختبار والخداع ..

2 -
إما أن الرب ضعيف أو لا يهتم بالبشر، أو أنزل أديانا لم يحافظ عليها ثم تحرفت، هنا لا سبيل للوصول إلى الحقيقة تطبيقيا وإن وجدت.

انت الآن خاضع للنظرة البشرية ولست خاضعا للمنطق ، النظرة البشرية تجعلك تتصور ان الرب يريد ان ينجح بإثبات دينه ففشل مثلما يريد رئيس شركة ان يثبت منتجه و فشل . و هذه مشكلة الملحدين : خضوعهم للنظرة البشرية ، و هي التي جعلتهم يعتقدون ان القرد هو الاقرب تطوريا الى الانسان لأنهم ينظرون اليه من ناحية بشرية ، فاصابعه تشبه اصابعهم البشرية ، واقدامه وحركاته وهكذا ..

التفكير البشري سطحي ، اما المنطق فهو مستمد من الطبيعة وليس من البشرية ، فالفكر الالحادي ينطلق من الذات البشرية و يجعلها محور الكون ، فينظر الى كل شيء من خلال المنظار البشري ، انه يتصور ان القرد هو الاكثر ذكاء لانه الاقرب الى سلوك الانسان كما يتصور ، وهذا مبني على وهم ان ذكاء الانسان هو الاعلى ، لان الملحد انسان .. و هذا ما حدا بالتطوريين الملحدين الغربيين الى النظر الى العنصر الاوروبي كأعلى مستوى تطوري ، و بما انه هو الابعد عن اللون والشكل الافريقي ، اذن ينبغي ان يكون الانسان الافريقي هو الاقرب الى القرد ! والانسان الاوروبي هو الابعد عن القرد .. وكل هذا يصوغونه صياغة بإسم العلم !

هذا التمحور يلخصه امام الملحدين نيتشه في السوبرمان الذي يقتل الاله ويبقى في مكانه ، ويكون هو محور الكون ، ولما عجز عن اخضاع العلم قام بتحويله الى نظريات ، و مشّى حاله !

يوجد في جوف كل ملحد اله صغير مختبئ ، و هو ما يجعله يفكر بطريقة بشرية تدوس على المنطق ولا تخضع له ، فالملحد يستطيع ان يقبل وجود الشيء من العدم ، و يقبل ان ياتي النظام والتعقيد بدون وعي و لا ارادة ، لكن المنطق الطبيعي يرفض هذا ، و يتحدى بتقديم تجربة واحدة غير مفبركة .


3 -
إما أنه يهتم بالبشر وسيحاسبهم، وأعطانا العقل والضمير الإنساني للحكم على كل شيء، هنا أنا مستعد لأن يعاقبني على ضميري

كل هذه الافتراضات ناتجة عن تفكير بشراني ، الله يختبر عباده وليس امامه مشروع او بزنس وفشل فيه ، فإذا حصل فشل فالمسؤول هو البشر و ليس الله ، إذا رسب التلميذ فليس الملوم هو الاستاذ ، هذا بدلا من كل افتراضاتك البشرانية السابقة التي تجعل الاله كأنه بشر ، وتحاكمه كما يُحاكم البشر ، و حكمك بعدم امكانية الوصول الى الحقيقة هذا اكبر دليل على عدم طلبها ، فهل انتهى البحث حتى تقول انه لا يمكن الوصول الى الحقيقة ؟ وهل تم تفتيش الكون بكامله من قبل الملاحدة و اكتشفوا انه لا يوجد حقيقة ؟ ثم أليسوا هنا يقرون حقيقة عدم وجود حقيقة ، وإطلاق عدم وجود مطلق ؟ فيا للمنطقية ما اروعها و هي كالكرة بين يدي ملاحدة و لادينيين ولا ادريين وعدميين !

ان هذه الكلمة يستعملها الملاحدة كثيرا : " لا توجد حقيقة" ، "لا توجد حقائق مطلقة" ، حتى يناموا في ظل اللحظة القصير ومتعة الآن العاجلة ، مثلما قالوا لا يوجد اله ، صف هذه مع بعضها ، هذه كلها تكايا الحادية لتخدير العقل و الاستسلام لمتعة اللحظة والتمتع بالاسترخاء العقلي .. و بعد هذا يأتي التبجح بالعقلانية وإتهام المؤمنين بالبعد عن المنطقية ، مع انهم هم الاكثر مسايرة للمنطق و مجاراة له من الملاحدة والماديين ، وهذا الامر الممض الغريب ! ما جدوى العقل في عالم لا توجد فيه حقيقة مسبقا ، و يقرَّر ذلك مسبقاً ويلقـّن الطفل الملحد انه لا توجد حقيقة يا بابا ؟ بكلمة اخرى : لا تفكر ، فالتفكير بحث عن حقيقة ، و بناء على الحقيقة . وما دام لا توجد حقيقة اذن لا يوجد عقل .

4 -
إما أنه غير موجود والكون كله لا هدف له

الله يخليك دخّلها في عقولنا منطقيا ، او اثبت لنا كيف دخلت في منطقك ، "لا يوجد موجد ، وليس للكون هدف" !! اذن ما الحكاية ؟ كل هذه الافتراضات غير منطقية و مخترقة للمنطق لتصل الى شيء واحد وهو رفض وجود اله كرغبة الحادية ليس الا .. ولاحظ ان كل قوانين العقل ذبحت على هذا النصب الالحادي . العقل يقول : لكل شيء سبب ، المؤمن يمشي على هذا المنطق ، والملحد يرفضه ! العلم والعقل يثبت ان لكل شيء هدف ، الملحد وحده يقول : ليس لاي شيء اي هدف ! مع انه يعترف بأهدافه و رغباته وشهواته ، اما بقية الكون فليس له هدف ، فقط اهداف الملحد هي التي لها وجود لأنه هو الاله بعد ان اسقط الاله كما يزعم .

الملحد يأخذ دور الاله ، ويضع الاله في دوره ، فيجعل نفسه الها و الاله بشرا ، وهذا من أدق التعريفات للإلحاد .

اذن المؤمن اقرب للمنطق من الملحد ، لكن الواقع ان الملحد يدعي العقل اكثر من المؤمن ، كإحدى المفارقات الكثيرة التي يطرحها الفكر المادي الملحد . و المؤمن لا يدري انه اكثر عقلانية من الملحد ، و يتصور انه امام فيلسوف غارق في المنطق والعقلانية .  

كل الاحتمالات السابقة تصب في صالح اللادينيين، إذا كانت لديك احتمالات إضافية فقم بطرحها.

هذه الاحتمالات تصب في خانة عدم وجود اله اليس كذلك ؟ ضع بجانبها انك لا ديني ! اي تؤمن بوجود اله ! هل اصبح المنطق هو التناقض على ايدي اللادينيين والملاحدة ؟ فالاكثر تناقضا هو الاكثر منطقية ؟ نحن في زمن غريب عن العقل وليس بغريب على الاعلام المملوك والممنهج ، والذي يلعب بالحقائق كما يشاء ، مستغلا نجومية الاسماء . 

=============== تحديث 1 ============= 



زورنيك :

لا يوجد أحتكار للعقل او للعلم , ان كان مصدرة نص ديني او انساني , و مدى الدهر لا يوجد حقيقة مطلقة , فأن للحقيقة فضاء لا ينتهي ,
و سوف تبقى الحقيقة منقوصة , يتوارثها البشر جيل بعد جيل
,

الرد :

تقصد الحقيقة الكاملة ام الحقيقة المطلقة ؟ هل تعبر عن الكامل بالمطلق ؟ حتى الحقيقة المنقوصة هي مطلقة وإن كانت ناقصة ، فالجاذبية حقيقة ومطلقة ، لكن لا نعرفها بالكامل ، اذن هذ التعبير الاينشتايني خاطئ "لاتوجد حقيقة مطلقة" ..

لا تنس انك الان تقرر حقيقة مطلقة ، بقولك "لا توجد حقيقة مطلقة" !!

اذن خطأ فكرة "لا توجد حقيقة مطلقة" ، وصحيحة فكرة " لا توجد حقيقة كاملة" ..
 

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق