السبت، 1 ديسمبر 2012

تأمل في آية (وهديناه النجدين) ,,



اذا تأملنا بعمق آية {و هديناه النجدين} ، سنعلم أن أمام الإنسان نجدين ، و كلاهما طرق ، و كل منها له أدلة .. 
إذا كان اختيارك طيب و خيّر: وترى شخصاً محسناً ويساعد من حوله ، فبإمكانك أن تسميه شخصاً فاضلاً وطيباً ..
 وإذا أنت اخترت الطريق الآخر: فستصف نفس الشخص بأنه انتهازي و مستغل ويبحث عن كسب التأييد !!

وكلا النظرتين تجد لها أدلة .. إذن : لا يوجد شيء عليه دليل قطعي ، وهنا القضية ..

اختيارك هو ما يحدد فكرك وهو ما يحدد أدلتك ، وليس العكس ، ليست الأدلة ما تحدد اختيارك .. فلو كانت الأفكار قطعية ، أي شيئاً واحداً ، لما اختلف الناس ، مثلما اتفقوا على موضوع المادة ، فقوانين المادة قطعية على الجميع ولا يختلف عليها إلا شخص جاهل بها حتى يعرفها و يعلمها، وبعدها لن يختلف إذا توفرت المعرفة عنده ..


أما الأفكار الإنسانية البشرية فهي ليست كذلك ، فهي تعطي وجهين " نجدين " ، فالذي يختار طريقاً ، فستتحدد نوعية الأفكار التي سيختارها ، تبعاً لاختياره ، و إذا غيّر الاختيار ، فسيجد أفكاراً جاهزة تنتظره هناك ، و كلها مقبولة ..

 إذن قبول الفكرة سببه الاختيار ، فالاختيار شيء قبلي ، الاختيار مضافا إليه الفكرة تكون النتيجة حقيقة! و يقول الشخص حينها : وجدت الحقيقة !

في عالم الإنسان هناك حقيقتان ، و ليست حقيقة واحدة ، "نجدان" ، مع أن الحقيقة واحدة ، لكن الناس يرونها حقيقتين ، فواقعهم يوحي أن هناك حقيقتين ، و هذا دليل كبير على أن الناس محاسبون على اختياراتهم ، لا على تفكيرهم وأفكارهم ..

إذا قال الإنسان : وجدت الحقيقة ، فهو في الحقيقة يقول : وجدت اختياري ، أو : غيّرت اختياري ..

ممكن أن يأتي شخص مؤمن و يقول أنه على الحقيقة ، ثم ينقلب الى الإلحاد ويقول : وجدت الحقيقة ! فأيهما هو ؟ لاحظ أنه في كل مرة يقول : "وجدت الحقيقة" ، مع أن هناك من لا يتفق معه ، فكيف يقول أن هذه هي الحقيقة ؟ 

تقول له : ماذا عن آراء الآخرين المعارضين لك؟ الذين كنت أنت منهم سابقاً؟ هل نهمشهم؟ هل كلهم على ضلال؟ سيقول : نعم ، كلهم على ضلال !! لكنه كان يقول عن الآخرين (الذين هو منهم الآن) أنهم كانوا على ضلال !! هل يفعل هذا في مجال العلم المادي ؟ لا يفعل ذلك بالطبع..!

إذن اختيارنا بين الخير والشر يحدد أفكارنا .. 



هناك تعليق واحد :

  1. فعلا سيجد الشخص دائما مبرراته لاتخاذ منهج معين او حتى وجهة نظر معينة

    ردحذف