الخميس، 27 ديسمبر 2012

فكرة وتعليق – حول عصور سيادة المرأة قديما وتأليهها ..


مسألة وجود عصر قديم كانت فيه المرأة تـُعامل كآلهة أو ما يسمى بعصر سيادة المرأة غير منطقية بتاتا ، لأن المراة مشغولة بالحمل و الرضاعة والنفاس والحيض والتربية واعداد الطعام ، و طبيعتها الانثوية تجعلها تخضع للرجل و تحب ذلك ، ولا تجد نفسها وهي تسيطر على الرجل ، وإلا ما الفائدة من وجودها كأنثى ؟ و بالتالي الرجل سالم من كل هذه الامور ، و بالتالي هو الاقوى جسديا دائما وهو الأكثر خبرة و تجاربا من المرأة بحكم الاحتكاك ، وما دام هو الاقوى جسديا وعقليا ، فكيف تكون السيادة و القوامة للمرأة ؟

و وجود معبودات اناث لا يعني سيادة المرأة ، بدليل ان اللغات تؤنث الاشياء او تذكـّرها ، و لا تفهم إلا التذكير والتأنيث .. اذ لا يوجد الا ذكر و انثى في الطبيعة الحية .. مع ان بعضها ليست مؤنثة ولا مذكـّرة في طبيعتها ، كالشمس والقمر ..

المجال للرجل مفتوح للسيادة .. و المرأة تحمل وترضع الآن مثلما كانت قديما ، فما الذي يجعلها سيدة في عصر معين ؟ و ان كانت ترمز للخصب من خلال الولادة ، فمن يريد الخصب هو السيد ، ولا ننسى ان نساء اعدائهم يخصبن ويلدن اعداء صغارا .. لو ان زوجات القبيلة هي فقط من تلد لجاز هذا التحليل ..

و كذلك بالنسبة للمطر كرمز للخصب ، هو رمز ايضا للدمار والغرق والطوفان ، والانسان يعرف هذه الضديات ويعرف انه لا يوجد شيء في الطبيعة مفيد باستمرار ولا ضرر منه باستمرار ، و من هنا اكتشف وجود اله قادر على ان يكون مفيدا على طول الخط (في الجنة) ، وهو ما يطمح اليه الانسان في كفاحه ، ليصل الى فائدة مطلقة بدون اي ضرر  ..

وهذا يسقط كل التحليلات الملحدة عن نشوء الدين التي ترتبط بالفائدة المستمرة او الضرر المستمر ، فلا يوجد ما هو ضرر فقط ولا ما هو نفع فقط .. و بالتالي من الصعب تقبـّل فكرة الحب الكامل لبعض مظاهر الطبيعة او البغض الكامل لبعض مظاهر الطبيعة ، مع ان الدافع موجود ليشير الى وجود الله الكامل ، لان مصائب قوم عند قوم فوائد .. و هذا هو الواقع ..

اذن تحليلات الملاحدة لنشوء الدين بسبب الرغبة او الخوف من مظاهر الطبيعة ساقطة منطقيا .. لانه لا يوجد في الطبيعة ما يـُحَب بشكل دائم ولا ما يـُخشى بشكل دائم .. فالبحر يـُحب ويخشى منه ، والمطر يـُحب ويخشى منه ، وكذلك النار .. وحتى الخصب في الارض او في المال ، يـُحب و يخشى منه ، لانه يجذب اللصوص والاعداء ، (ان من اموالكم واولادكم عدو لكم) ، و اكثر الحروب بين القبائل حول المراعي الخصبة ، و بالتالي تتساقط افرادهم قتلى بسبب الخصب .. و الخصب ايضا مصدر لقوة اعداءك اذا اخصبت ارضهم ، اذن هذا التحليل غير منطقي وسطحي لفكرة العبادة ..

الانسان يعرف انه لا يوجد ما هو خير مطلق او شر مطلق .. وهذا ما عرفه من خلال الدين ، فالله هو الخير المطلق والشيطان هو الشر المطلق .. و لهذا اقتنع الانسان بالدين ؛ لان لديه هذه الحاجة الفطرية للوصول الى المطلق ، و محاولات الحضارة هي محاولات للوصول للمطلق في امور المعيشة ، كالبحث عن وسيلة نقل سريعة و مريحة وآمنة و رخيصة ولا تسبب ازدحام ووو .. اي مطلقة .. و هكذا بقية اهتمامات الحضارة والعلم ..

الماديون يقولون لا يوجد مطلق وهم يبحثون عن هذا المطلق ليل نهار !! ويسخـّفون من يطلب الجنة وهم يطلبونها ليل نهار! فهم يريدون أن يجعلوا من الدنيا جنة أي أن الحاجة التي عند المؤمنين هي عندهم أيضا . قال تعالى (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ) ، والكدح إليه يتضمن الكدح الى ما عنده من خير مطلق وخلود مطلق ..

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق