الاثنين، 24 ديسمبر 2012

جواب الى الاستاذ مهند المومني حول موضوع التعريف بالعدم ..



 لقد اعجبني جدا الطريقةا لتسلسلية في الطرح ونفي وجود العدم والعدمية وانا مقتنع بعدم وجود العدم
الكون مادة اذا هوجود ولة ابعاد ولة شكل وهيئة اي بدء من نقطة معينة والنقطة هي البداية ولكن قبل ان يبدء الوجود والتكون والانشاء ماذا كان
هل كان هنا ك عدم ونحن متفقين انة لا يوجد شيء يسمى عدم اذا ماذا كان
لابد ان يكون هنالك شيء سابق للوجود ولا ينتمي للقواعد العقلية التي نحتكم لها ونفسر الامور من خلالها
اذا اللة موجود ولكن لا نعرف مايريد
اذاني وحسب رايي الخاص غير مقتنع بتفسير ان اللة خلقنا للعبادة
انا اعتقد انة يريد شي ما ونحن لا نستطيع ادراكة بسبب اننا نحن المخلوقات والموجودات مخلقوقة من ماهية مادية مفصولة عن ماهية من خلقنا اي لسنا جزء منة لذلك يصعب علينا استيعاب شيىء خارج تصورنا واكبرمن ارادتنا ووعينا
اذا لا يوجد عدم ولا يوجد فراغ
اذا الوجود سابق واصيل والعدم هو مجرد تحول من صورة مادية الى صورة اخرى وهذا التحول نفسة هو وجود جديد حتى نصل الى نقطة ما لا نعرفها ربما تحصل في اي وقت ما
اذا يجب ان يكون هنلك خالق

للتواصل وابداء الراي ارجو مراسلتي على الايميل التالي abu******04@yahoo.com
مهند المومني
الاردن

الرد : 

شكرا على هذه المطارحة الفكرية الرائعة ،  وان كنت اتحفظ على بعض النقاط ، مثل : الفصل التام بين الخالق والمخلوق ، و الذي يبدو لي انه قريب للفهم اللاديني للاله ، اما الفهم الاسلامي فيقدم نقاط التقاء مع الخالق ونقاط افتراق ، فالله خلق الانسان من روحه ، لا على هيئته المادية ولا على هيئة شاب امرد ، لان الله ليس كمثله شيء ، و هذا الفهم اكثر منطقية من الفهم اللاديني ، اذ كيف سيعرف المخلوق خالقه وهو مختلف تماما عنه في كل شيء ؟ لا بد من نقاط التقاء و تقارب ، وإلا فكيف يشعر العبد ان ربه معه او انه غاضب عليه ؟

اما العبادات بحد ذاتها فلا تكفي للإحساس بالقرب او البعد عن الله ، لانها ممكن ان تؤدّى بطريقة آلية ، وطلبات الدين ليست فقط عبادات مادية ، بل اخلاقية ، والاخلاق لا يمكن ان تقاس بطريقة مادية عقلية ، اذن لا بد من الاحساس ، والاحساس لا يعرف عالم المادة ، لكنه يعرف المشاعر ، والاخلاق ترجمة للمشاعر الطيبة والجميلة .. ولا يمكن ان يكون مصير الناس متعلق بشيء لا يقاس .. لان الدين اخلاق ..

لاحظ ان الاسلام مبني على الاخلاق ، و ان الاخلاق المطلوبة للمؤمن هي الاخلاق الالهية نفسها ، فالاسلام يطالبنا بالرحمة والكرم والتسامح والعفو والوفاء بالوعد والشكر والصبر الخ ، والله هو الرحيم الكريم العفو الغفور الذي لا يخلف وعده الشكور الصبور ، فهي نفس الصفات .. اي التقاء مع الخالق ، يؤيده ان الله نفخ في الانسان من روحه ، وهذا ينفي فكرة التجسيد المادي و التشبيه للخالق ..   

والماديون يريدون ان يفهموا الخالق بعقولهم فقط ، والعقول مبنية على عالم المادة ، وليس هناك لقاء مادي بين الخالق والمخلوق ، لان الخالق ليس كمثله شيء ، و خطؤهم انهم اعتبروا العقل هو المحور الوحيد للفهم الانساني ، ناسين المحور الثاني والاهم ، و هو الاحساس والشعور ، مع انهم يستعملون كلا الاثنين في حياتهم اليومية ! وليس العقل وحده ! والا لما استطاعوا مواصلة الحياة !

اذن الاخلاق هي نقطة التفاهم بين الخالق والمخلوق وليست العبادات .. لاحظ ان الله يحب الصابرين والشاكرين والتوابين والمتطهرين والمتسامحين ، اذن هنا تفاهُمٌ مع الله ، فنعرف ما يحب وما لا يحب ، بإحساسنا وليس بقوانين وقواعد عقلية ، مثلما نعرف الشخص الكريم والطيب والمتسامح و نقول اننا عرفناه ، مع اننا لا نعرف تكوينه البيولوجي ولا فصيلة دمه .. نعرفه بنفس احساسنا بالكرم و جماله والشكر وجماله ، ونقول اننا عرفنا هذا الشخص مع اننا لا نعرف ولا حنى اسمه ، اي نعرفه من معرفة هذه الامور ، ومن هنا نشعر بجمال الله ونحبه ، لاننا نحب الفضائل والاخلاق ، بالفطرة ، هكذا نعرف الله ونقترب منه ، أي اننا نعرف الله ولا نعرفه .. بينما شخص نأخذ عنه معلومات مادية كاملة : نسبه الى الجد المئة ، ونشأته وخريطته الجينية كاملة وأكله ولبسه ، ومع ذلك لا نقول اننا عرفناه ! لاننا لم نعرف اخلاقه ، والاخلاق تنتسب الى الروح ..  

محاولة فهم المادة ترجعنا الى المعنويات ، بعبارة اخرى : الى الميتافيزيقا ، بعبارة اخرى : الفيزيقا تحيلنا قسرا على الميتافيزيقا . فالماديات تحيلنا على المعنويات ..

لاحظ الاية (وليعفوا وليصفحوا ، الا تحبون ان يغفر الله لكم) ، اي اسمحوا عن غيركم يسمح الله عنكم ، احبوا غيركم يحبكم ربكم ، ارحموا يرحمكم الله ، هكذا تكون هناك علاقة قريبة وتقارب مع ربه .

والله يقول (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) ، هذا هو الاصل ، و يستثنى منه من يرفضون ان يعبدوا الله ، (الا ليعبدون) كحاجة لهم وليست لله كما قد يـُفهم ، لاحظ انه جاءت بعدها : ( ما اريد منهم من رزق و ما اريد ان يطعمون) ، لانه لا صلاح للبشر الا اذا هم عبدوا ربهم ، و الا فستكون حياتهم خارج الخط السليم للحياة .. (ومن اعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى) ..

والعبادة ليست مجرد الطقوس التعبدية ، ان العبودية عمل عقلي واخلاقي ، تعني التسليم والخضوع ، ولاحظ العبد المملوك يعترف انه مملوك لفلان ، وان كان لا يدري ما الافعال التي سيفعلها ، وتختلف بين عبد وعبد آخر .. لكن العبودية فكرة واحدة ..

تحياتي لك

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق