الجمعة، 28 ديسمبر 2012

حوار حول مواضيع الفرض الثقافي للثقافة الغربية ، كشف كذبة الحرية في الغرب ، سرقة الغرب لحضارة العرب وتقليدهم للعرب ومواضيع أخرى



حوار في موضوع : التقليد والتفكير ، في منتديات ينبع المستقبل.



اقتباس:

أنا..

في البداية أرى أن التقليد و التفكير كلاهما حقٌ للجميع! السؤال، لماذا نرفض من يقلدون الغرب ثقافياً ونصمهم فوراً بالليبراليين! في حين أن في تاريخنا الإسلامي كان الكثير من "الروم" يقلدون العرب في الملبس والمأكل وفي اللغة أيضاً.. المسألة هي أنه دوماً تكون السيادة للقوي، والقوي هنا تعني سياسياً واقتصادياً وعلمياً وعسكرياً فيتهافت عليه المقلدون كما حدث في تاريخنا الإسلامي كما اسلفت..


تجريد مفهوم الليبرالية إلا من الإنحلال أراه أمر غير واقعي فالغرب -الكافر- لم يتقدم ولم يُنتج إلا بالليبراليين والعلمانيين والدليل أنه حين كانت الكنيسة مسيطرة على مناحي حياتهم بطريقة همجية كانوا في ذيل الأمم..


ثم إننا كمسلمين لم نبلغ ذروة إبداعنا إلا في العصر العباسي وتحديداً في عصر خليفة أو اثنين نسيت اسمائهم، لأنهم تحديداً كانوا من اكثر الخلفاء إعطاءً للناس حريتهم الإبداعية فخرج حينها

العلماء والأدباء والفلاسفة، مع ذلك لم يسلموا من الناقمين وليس الناقدين فإتهم الكثير منهم بالزندقة كتهمة جاهزة لمن خرج عن المألوف..


أن تقول أن الغرب يريد من باقي الإمم أن تقلده كله أو تتركه كله فهذا أيضاً أراه امر مبالغ فيه إلى حد كبير، والأمثلة كثيرة فهم يصنعون وينتجون ويفكرون ولا يبالوا بأحد..

مثاليين حيين، عالمتين سعوديتين إحداهما محجبة والأخرى ليست كذلك وكلاهما تعيشان في الغرب ولم اسمع ان تدخل احد في طريقة حياتهن إن صح التعبير..


أميركا نقلت تكنولوجيا صناعة السيارات مثلاً لشركة ساب ولشركة هولدن دون الإلتفات للفوارق الثقافية فبلد الأولى تُعتبر منحلة ومتحررة جداً بالمقاييس الأمريكية نفسها والثانية تعتبر محافظة جداً بالمقاييس نفسها مع ذلك لم تُلزما بتغيير ثقافتيهما، وهذه مجرد أمثلة..


إذاً لازلت أرى أن وصم الغرب بأنه يريد فرض ثقافته على الأمم أمر مبالغ فيه، وتكريس لنظرية المؤامرة التي لا جدوى من تكرارها إلا لتزيد تخلفنا ورجوعنا أكثر..


شكراً لك..

الرد : 

 

الفرض الثقافي للثقافة الغربية لا يكون بالصورة الحادة التي تصورتها ، لكنه موجود. الاستعمار مثلا أكبر عملية فرض ثقافي قام بها الغرب ، ولا أحد ينكرها حتى الغرب ، وآثارها لا تزال باقية حيث كانوا يفرضون ثقافاتهم ولغاتهم على الشعوب.  والتبعية الثقافية للغرب ودعم من يقوم بها ، بل حتى الجوائز العالمية الغربية تقدم لمن يفكر حسب الطريقة الغربية ، العولمة أكبر خطر ثقافي واقتصادي على العالم ، ومثالك بالشركة مثال على العولمة ، الغرب يدعم كل من يتبنى ثقافته وينفر من الآخر الذي يختلف عنه ثقافياً ، والعداء الغربي للإسلام في السنوات الأخيرة أمر معروف ، ونزع الحجاب في فرنسا وهدم المآذن في سويسرا ومضايقة المسلمين البريطانيين في بريطانيا وأمريكا قضية معروفة ومثال على الفرض الثقافي للنموذج الغربي ورفض الآخر حتى لو كان يحمل نفس الجنسية ، والكتب والصحف التي أساءت إلى المسلمين وما تزال وجعلتهم يخافون على أنفسهم وحياتهم بالغرب هي من التفرقة الدينية الموجهة ضدهم والتمييز الديني ضدهم, من خلال حملات إعلامية تفسح المجال وتسهل عملية الإساءة إليهم أو حتى الإضرار بهم بسبب الغطاء الإعلامي المعادي المتواصل ضدهم.

 

إن كلمة حرية هي مجرد توهيم ليس إلا ، لو كانت الحريات حقيقية في الغرب لما اضُطهد وضُرب ومُنع المتظاهرون السلميون ضد الرأسمالية في 1000 مدينة غربية ، هذا غير منعهم من الإعلام ومن الكهرباء ، بل يعتبرونها حركة ارهابية مع أنها سلمية 100% وتستطيع أن ترى صورها على اليوتيوب وشرطة نيويورك تعتدي عليهم بدون أي مقاومة منهم ، فأين هي الحرية إذا تجاوزنا الشعارات ولم نكن سطحيين؟ الحرية هناك ضد الدين والأخلاق فقط وهذا ما يقصدونه فقط من كلمة حرية ، أما من يلمس الخطوط الحمراء فلا حرية له وأهمها الرأسماليون الكبار الذين يسيطرون على الإعلام في فلك اليهودية الماسونية المسيطرة على عصب الحياة هناك. الغرب يحكمه أصحاب المال وليس السياسيون وهم الذين يتحكمون في الإعلام وفي أراجوزات السياسة ، إذن الغرب محكوم وليس حرا كما يوهمونا. إنهم يفرضون نظرية التطور على المدارس والجامعات بالقوة، فأين هي الحرية الفكرية والعلمية المزعومة ؟؟ الحرية في الغرب فيها نظر فما بالك حينما يتعاملون مع غير شعوبهم.

 

طبعا لا يقارن وضعهم بوضعنا ، لكن الجميع في الحقيقة محكوم حتى ثقافياً ، وانظر إلى أفكارهم وتحليلهم للتاريخ كيف يفرضها الإعلام المملوك بقوة ، مثل فكرة أن الكنيسة تحارب العلم ، وأنه بسقوط الدين قام العلم ، مع أنك قلت أنهم كانوا يتعلمون من العرب ، إذن حضارتهم كانت بسبب العرب ، وما استولوا عليه من علوم الأندلس وأسلحتهم النارية التي لم يكن يعرفونها وخرائطهم التي طبقوها في نفس سنة احتلال الأندلس 1492 م ،وهي نفس سنة اكتشاف أمريكا وهزيمة الهنود الحمر بأسلحة البارود العربية ، والتي كانت وسيلتهم في الانتصار على تلك الشعوب التي لا تعرف سوى القوس والسيف والرمح. ووهمونا أن النهضة قامت في ايطاليا ، مع أنها قامت حقيقة في الأندلس وهي التي أصبحت أسبانيا بعد احتلالها, بدليل أن القوى تمركزت في أسبانيا والبرتغال والدول المحيطة بها كفرنسا وألمانيا وانجلترا ، إذاً عصر النهضة أساسه عرب ومسلموا الأندلس ، وليس بسبب حربهم على الكنيسة ، بل طوروا علوم العرب ، هذا كل ما في الأمر.

 

والكنيسة لم تحارب العلم ، وماذا تستفيد من حربه ؟! بينما تستفيد من إنتاجه ، بل لا يوجد دين يحارب العلم وهذا غير منطقي, إلا اختلاف على بعض الجزئيات والتي ينتصر فيها العلم عادة بكل سهولة. والإلحاد لم يظهر إلا في أواخر القرن الثامن عشر ، بينما عصر النهضة بدأ في القرن 15 و 16 و 17 و 18 ، أربع قرون من الاستفادة من علوم العرب. وأوهمونا أن حضارتهم جذورها في اليونان وهذا غير صحيح ، بدليل أن العرب عرّفوهم بأرسطو ، ومن لا يعرف أرسطو لا يعرف اليونان ، وعرَفوه من خلال ابن رشد الأندلسي. ونهضة الغرب لم تبدأ بنهضة علمية ، بل بدأت بنهضة عسكرية استعمارية لأجل الذهب واحتاجت للجغرافيا ، أي أن الجغرافيا هي بداية النهضة ، وليست رسومات دافنتشي أو منحوتات مايكل أنجلو الدينية في ايطاليا ، وقاموا بتغيير المسميات العلمية العربية في عمليات ترجمة واسعة، واستبدلوها بمصطلحات يونانية ورومانيه ليثبتوا أن نهضتهم تعتمد على حضارة اليونان وليس العرب ، لكن لغاتهم تفضحهم بالآف الكلمات العربية في لغاتهم ومن ضمنها الإنجليزية ، واللغة أفضل محقق في الانتقال الحضاري وأصدق من التاريخ الذي يكتبه المنتصرون ، فاللغة لا يمكن السيطرة عليها لأنها متداولة بين الناس ، فكلمات عادية مثل ( lemon , coffee , suger ) ( وموكا وهي - موخا اليمن - ) فما بالك بالكلمات العلمية مثل (الكحول ، الصفر ، اللوغارتميات ، الكيمياء ) وأسماء النجوم كلها تقريبا أسماء عربية ، والبارود والورق والمدافع . 


فاللغة تفضح تزوير التاريخ.


فتخيل أنهم أخذوا من العرب مثل هذه الكلمات البسيطة ، آلا يجعلك هذا تدرك اعتماد حضارتهم كلها على العرب؟

 

فأسبانيا كانت سيدة العالم بعد سقوط الأندلس وتليها البرتغال ثم فرنسا وبريطانيا وبعدها أمريكا  وليست ايطاليا ، وإذا كانت النهضة بدأت في ايطاليا لماذا تنتقل لغيرها ولا تجني ايطاليا ثمارها ؟؟ جعلوا ايطاليا موطن عصر النهضة بسبب وجود الفاتيكان وأنه تم الانتصار على الفاتيكان رمز المسيحية الكاثوليكية  فقامت النهضة على أنقاض الدين ، وهكذا نعرف أن الملاحدة والماسونية هم من يكتبون التاريخ ، بل وزوروا أن كوبرنيكوس أُحِرَق مع كتبه مع أن كتابه الوحيد لك ينشر الا يوم وفاته ، حتى جاليلوا كان صديقا لأسقف الكنيسة التي اختلفت معه ، ولقاءاتهم مستمرة ، والذي اختلفت معه كنيسة واحدة فقط من آلاف الكنائس في الغرب. وإذا كانت الكنائس تحارب العلماء وتطارد الكتب ، ترى أين السلطات السياسية؟ ولماذا لم تحكم الكنيسة بنفسها بدلا من حُكام أوروبا ماداموا لا يستطيعون فض الاشتباك بين رعاياهم من رجال الدين ومن رجال العلم والتقدم ؟


-------------------------


الكاتب أبو شيري:


سبب عجزنا واتكالية البعض منا بأي شيء 

هو

(جعل الغرب شماعة لكل اخطاءنا)


الرد : 


لماذا جعل الغرب شماعة هو سبب تخلفنا الوحيد ؟ يعني تريدنا أن نقبل كل شيء يقوله الغرب ويفعله ، وعلينا أن لا نذكر أي إساءة قام بها الغرب تجاهنا حتى لا نتخلف؟ ونقبل له زلاته وان كانت على شكل قنابل وطائرات بدون طيار منذ عشرات ومئات السنين؟ كل هذا حتى لا نتخلف! ها نحن أكثرنا فعل ما تقول ، ومازلنا متخلفين ، أليست مخالفة الحقيقة ومداراة الأخطاء والانحياز تؤدي إلى التخلف ؟ لا تريدنا أن نفكر بأي مؤامرة تحاك لنا ولا حتى من باب الاحتراز ، وهل هذا هو الحزم ؟ أم أن الاحتياط واجب ؟ وتريدنا أن نصدق أن العالم يسير بكل تلقائية وبراءة ولا يوجد أي مؤامرة تحاك من أحد ضد أحد، وكأننا في الجنة ولسنا في الدنيا!

 

هل بهذا التفكير نتخلص من التخلف؟ أو نقع فيه مثلما تقع الحمام في شباك الصياد إذا أحسنت الظن فيه؟ الحزم والعقل والحيطة هي طريق التقدم ، وليست الاتكالية والثقة العمياء بمن رأينا فعلهم وأثر فأسهم فينا ، من زرع إسرائيل وملّكها مساكن القرويات ليبتن في العراء برداً وجوعاً وقهراً خوفاً من الجرافة اليهودية ؟ أليس الغرب؟ من يقاوم النهضة والتقدم في كل الدول العربية والإسلامية ويقف ضد أي تقدم للشعوب ؟ أليست مصالح الغرب ؟ من يزور التاريخ والعلم والواقع؟ أليس إعلام الغرب المملوك لأفراد ؟  بل من الذي يستغل الشعب الغربي ويجعله يعمل 12 ساعة وهو غارق بالديون طيلة حياته ؟ من الذي أقام الحروب العالمية ؟ ومن جيوشه تعمل قتلاً وتدميرا في كل بقعة من العالم ؟ ومن ومن ... الخ. وأنا لا أقصد الشعوب الغربية المستغَلَة مثلنا والممنوعة من التظاهر السلمي ضد الرأسمالية بحجة تضييق الشوارع والخوف على صحة المتظاهرين من البرد ونظافة الحدائق!  مع أن دساتيرهم لا تحمل هذه الاستثناءات البلدية التافهة.


مع كامل احترامي لك 

ذكرت انك لاتقصد التقليد بـ (العلم) لأن العلم لاتقليد فيه على حد تعبيرك 

انما تقصد التقليد الفكري والإجتماعي وان صح التعبير اسميه (ثقافة)

وهذا لاارى به شيء 

فمنذ القدم والعرب تحتك بالعجم ويظهر ذالك متجلياً بالألفاظ الأعجمية الدخيلة على قصائدهم المُسماة بالأدب (العربي ) على الرغم من عدم نقاءها 

ومبانيهم ومأكلهم ومشربهم وسلوكياتهم التي قد يطرأ عليها مايطرأ نتيجة هذا الإحتكاك الطبيعي 

فـمن المنطقي جداً هذا الإمتزاج ان صح التعبير وليس (تقليد) بمعناه الحرفي كما صورته

شكراً لك

الرد : 


كل هذه الأمور احتكاك حضاري مطلوب ليس به أي مشكلة، المشكلة في التأدلج الفكري وثقافة النخبة المسيطرة على الغرب والعالم والإعلام, والتي تزور كل شيء كما تريد بآلاتها الإعلامية الضخمة.

 

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق