الخميس، 20 ديسمبر 2012

حول نظرية المؤامرة (رسالة موجهة الى مشرف منتتدى) ..



هذا رد الوراق على أحد مشرفي منتدى غربي قام بحذف موضوع :"سرقة الماديين للفلسفة" بحجة أنه المنتدى يرفض الكلام عن نظريات المؤامرة

عملك هذا هو مؤامرة منفذة على حرية الرأي والتعبير وليس مؤامرة فقط, تستطيع أن تتهم أي مقال بهذه الكلمة وتحذفه فكل شيء يرجع إلى أسباب دائما, مما يعني أن فكرة المؤامرة كلها خاطئة لأن كل شيء له أسباب أي له مؤامرة, والعقل والعلم يبحث عن الأسباب ولا يصف الظواهر فقط, أنت تريد أن تلغي خاصية التحليل من سلم بلوم العقلي عند الإنسان التي ترجع الأمور إلى عواملها الأولية, إذن فكرة المؤامرة ضد حرية التفكير, والتحليل أحد المهارات العقلية. كيف حكمت على مقالي بأنه يعتمد على فكرة المؤامرة؟ طبعا من خلال التحليل وإرجاع الشيء لأسبابه, فوجدت أن سبب كتابتي هي الوصول إلى مسبب, إذا أنت فعلت مثلي تماما واكتشفت المؤامرة بمؤامرة! وتمنع عن غيرك ما تفعله أنت! وسوف أكتب مقالا كاملا عن نظرية المؤامرة ويكون الفضل في هذا المقال لك لموقفك, فهل سترفضه أيضا لأنه يرفض أن نفكر بفكرة المؤامرة؟ هل ستقول أنه مؤامرة على فكرة المؤامرة لكي تتم المؤامرة؟ 

ولو سايرنا فكرة المؤامرة الشائعة وغير المنطقية, فإذن كل ما يجري في السياسة والاقتصاد خالي من المؤامرة, أي خالي من التخطيط, أي فوضى! وهذا لا يقوله عاقل.

حتى لو كان إرجاع الأسباب إلى مسبباتها خطأ ألا يمكن الرد عليها وإثبات الباطل أنه باطل؟ والخطأ يرد بالصواب. هل هذا الموقف هو موقف ليبرالي أو موقف مؤدلجين ذوي العقائد التي لا تمس؟ أعتقد أن حذف الموضوعات الفكرية بدون سبب أخلاقي لا يتناسب مع ثقافة المجتمع الحر التي تنتمي إليها, إنها تذكرنا بعصور القمع والظلام والتسلط الكنسي ومحاكم التفتيش والعياذ بالله! أرجو أن تعيد النظر وترد على كلامي وتقول رأيك ولن اصفك بالمؤامرة, بل سأحترم رأيك لأني أحترم حرية الرأي, لكن لا أحد يحترم حرية المنع والحذف, حرية الرأي في صالح المنتدى, ويمكنك أن ترد علي كما تريد بدلا من ممارسة السلطة وإسكات الاصوات الحرة وحرمان الأعضاء من النقاش الذي قد يولد أفكارا جديدة تنفع الجميع, مطلوب إعادة النظر في تهمة المؤامرة, وعدم اعتبارها تهمة, لأن إشهار سيفها هو التهمة التي تنافي الحرية, مادام ليس فيها تشهير لأحد باسمه. فكرة المؤامرة تخضع للمزاج أكثر من خضوعها للعقل, ولعدم عقلانيتها ولوقوفها في وجه التفكير يجب أن تزول, هذا ما أتمناه لأنها تعيق التقدم الفكري.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق