الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

تهميش الملحدين للقضية الأهم

هذا الموضوع ترجم إلى الإنجليزية ونشر في منتدى : Islamic Board, وفي الأسفل الحوارات التي جرت فيه مترجمة إلى العربية:



تهميش الملحدين للقضية الأهم :

العديد من الملحدين يقولون انه ليس الإلحاد إلا عدم إيمان باله ، وبقية الأمور تشترك بها مع الناس . هذه النتيجة غير منطقية لقضية أساسية, لأن الاعتراف بوجود إله له توابع ، وبما انه كذلك ، فعدم الإيمان بوجود اله له أيضا توابع تشمل الحياة كلها ، وهي معاكِسَة لتوابع الإيمان بالله ، فتسطيح الأمور لا يعني أنها أصبحت سطحية . كلامك هذا مثل ما يقول القاتل : أنني لم افعل شيئا في الضحية ، سوى إدخال رصاصة في جسمه لا تتجاوز الاثنين سم ، ولم آخذ مساحة كبيرة من جسمه ، فبقية الجسم كله تركتها له سليمة ! 

هذا الإدعاء رقم واحد ، ولكنك لم تذكر بقية الإدعاءات المترتبة عليه ، مثل مادية الإنسان الكاملة بما فيها العقل والمشاعر ، وهذا بلا دليل علمي ، اي أنه إدعاء ، أيضا إدعاء أن الأخلاق من صنع أصحاب المصالح ، وأنها ليست ثابتة في النفس البشرية ، وهذا ادعاء ينفيه الواقع والعقل والأخلاق ، ولن تنتهي سلسلة الادعاءات المضادة للعقل .

لكل عمل نتائج ، ولإنكار وجود الإله تبعات ، ما هي هذه التعبات على مستوى تفسير الوجود والحياة والأخلاق وتفسير التاريخ وتفسير النفس البشرية وعلم الاجتماع ... إلخ ؟ لماذا لا تذكرها ؟ هذا التلخيص غير علمي وهو اختصار مخل . 

رفض وجود اله يتطلب فلسفة بديلة متكاملة للحياة كلها . كل ما كان ينسب للإله يجب إعادة نسبته بطريقة أخرى ، وبنفس الوضوح ؛ لأن الفكر البشري والحضاري بني على أساس وجود اله ، ومن ينكر وجود اله عليه أن يغير البناء الأول كله ويبني بعده بناء عقلي جديد لكل أوجه الحياة . فليس وجود الله أو عدمه قضية هامشية ، بل قضية أساسية . بل هو أهم القضايا في حياة البشر .
 

 ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

 الحوارات:



dusk
أنت لم تذكر بقية الآلهة الأخرى التي لا تؤمن بها, أنت موحد ولكن لازال هناك الكثير من المفاهيم والأديان والفلسفات الأخرى التي تؤدي إلى إجابات مختلفة , وأنت تتجاهلها بنفس الطريقة.
الوراق:
جميع الديانات منطلقها واحد ، ومفهوم الاله واحد عند كل الديانات ، كخالق للكون ، و كحكم على اخلاق الناس وسلوكهم ، لكن هذه الآلهة تختلف في بقية التفاصيل ، فالملحد ينكر هذا المشترك بين كل الديانات ، وهو مفهوم اله خالق مدبر راعي للفضيلة .. 


dusk:
أنت تنكر وجود جميع تلك الآلهة ماعدا واحد, وأنا ببساطة أضيف على الآلهة التي تنكرها إلها واحدا.

الرد : 

أنا لا أنكر تلك الآلهة كمفهوم للألوهية ، أنا انكر توصيف تلك الآلهة ، مثل ان يكون الإله خاص بشعب واحد كهيوه ، او يكون الاله يميز بين طبقات المجتمع كآلهة الهندوس ، أو يكون ذلك الإله خلق الكون و أدار له ظهره كإله اللادينيين ـ أو يكون حجرا او قبرا ، الخ .. لكن لا أنكر إيمانهم بتلك القوة الخفية الفاضلة التي اوجدت الكون والحياة ، واختلف معهم في توصيفه وتشريعه ..

الملحد يختلف مع كل البشر في هذا الاصل المشترك الذي يقود اليه العقل والإحساس ، لذلك فالملحد هو الابعد بالنسبة لي من اي صاحب ديانة ، لانه يختلف معنا كلنا على الاساس .. فالملحد صاحب اختلاف جذري مع كل البشر غير الملحدين ..


dusk:
هم لا يذكرونها بسبب أن الإلحاد ليس دينا وليس له عقيدة ولا إجابات كونية صالحة للجميع. عليك أن تجد بنفسك الإجابات الصحيحة, وإذا كانت مهمة بما فيه الكفاية فعادة ما يجد الناس شيئا منها. الأخلاق سهلة كمفهوم, كما هي خاصية ملازمة للمجتمعات وأعضاءها المعتمدة على بعضها. ولكن الأخلاق أصعب في التفاصيل. الأخلاق كمفهوم عن الصواب والخطأ لا معنى ها البتة خارج سياق المجتمع.

الرد : 

إذن ماذا يكون ؟ توصيفك للإلحاد توصيف لشيء غير موجود ، بينما انت تقول ان الالحاد موجود !!

والاخلاق لها معنى ، أليس هناك اخلاق مع البيئة ومع الحيوان ؟ كلام دوركايم هذا غير دقيق .. الاخلاق موجودة ويعرفها البشر مع الآلهة ، اذن الاخلاق لها وجود خارج نطاق المجتمع وليس كما تفضلت ..


dusk:
الفرق هو أن شخصا قد يكون على خطأ حين يقرر شيئا ما, والعديد من المتدينين الأصوليين يقعون في هذا لأنهم يريدون ان يكونوا على صواب ولا يريدوا أن يتشككوا فيما إذا كان قرارهم صحيحا, فيبحثون عن قواعد بسيطة وأجوبة بدائية.

الرد : 

هذه حالة خاصة لا شأن لها بمفهوم الاخلاق ..


dusk :
 
الأخلاق المطلقة ليست ضرورية, هي فقط أداة مفيدة لإجبار الناس على التفكير في المستقبل من أكثر من زاوية.

الرد

 اذن ما هو الضروري ؟ كيف تكون الاخلاق مفيدة اذا لم تكن مطلقة ؟ سوف تتحول الى براجماتية نفعية ، وبالتالي لماذا تسمى أخلاق ؟ لماذا لا تسمى بزنس ؟ ولماذا لها كل هذا الاحترام في النفوس ما دامت عبارة عن بزنس مادي ؟


dusk:
النفس البشرية هي أكثر إثارة للاهتمام حين نتخلى عن النموذج الثنائي الركيك ونبدأ باكتشاف النفس البشرية حقيقة. العديد من الناس يرتعبون من العدمية مما يجعلهم يهربون إلى الدين , ولكن هنالك الكثير من الأشياء المثيرة للاهتمام ولا يمنعهم من اكتشافها إلا الخوف.

الرد : 

الثنائية واقع لا مفر منه ، أنت تريد ان نعيش في الخيال ام في الواقع ؟ انت بنفسك تتعامل مع الناس بثنائية الخير والشر ، وكل يوم تصدر احكامك من هذا المنطلق ، فتقول هذا شخص طيب وهذا شخص غير طيب ، هذا الشخص احبه ، هذا الشخص اكرهه ، هذا الشخص ذكي ، هذا الشخص غبي ، هذا كريم وهذا بخيل ، هذا مؤمن وهذا ملحد .. الخ من الثنائيات التي لا تنتهي ..

و هذه هي مكونات النفس البشرية إن كنت تريد دراستها كما هي : مجموعة من الثنائيات ، بل هي مكونات العقل ، فالعقل لا يستطيع ان يفكر الا من خلال الثنائيات،  بل لا يميز الالوان الا من خلال الثنائيات ، بل لا يستطيع الانسان الحركة والمشي والدخول والخروج الا من خلال ثنائيات الاطراف ، فأنت تنظر اعلى المدخل وأدناه وأقصاه من اليمين واقصاه من اليسار حتى تدخل البيانو منه ، فالعقل لا يعمل الا بالثنائيات .. وعرفنا النور من الظلام وعرفنا البعد من القرب وعرفنا الحرارة من البرودة ، اذن كل المعرفة مبنية على الثنائيات ، بما في ذلك ثنائية الخير والشر والفضيلة والرذيلة ، من خلالها نعرف الآخرين ونعرف انفسنا ، فلا مفر من واقع النفس االبشرية الى خيال ملحد مضطر لأن يخالف الطبيعة .. ويريدنا ان نستمتع بالعدم الذي تنتفض كل الاحياء خوفا منه ، هذا الطلب يشبه لأن تطلب من البشر أن يستمتعوا بالإختناق !! ويخرجوا من فكرة تقليدية مملة عن الهواء النقي .. انها مخالفة كبرى للطبيعة الحية يقدمها الفكر الملحد كالعادة ..

الثنائيات تثبت وجود خالق وتثبت وجود جنة ونار كنهاية منطقية لثنائية الخير والشر التي لا مفر منها ..

وليس العديد من الناس ،  بل كل الناس يكرهون العدمية ، لأن العدم ضد الوجود ، وهو جزء من ثنائية الوجود والعدم ، و لا احد يحب العدم .. و كل الاحياء تكافح لاجل ان تبقى موجودة لا لتنعدم ، فكيف تريد من الناس ان يحبوا شيئا لا يمكن أن يـُحب ؟ بل كل خوفهم منه .. فكيف تكون عدمي وتخاف من الموت ؟ ام ستقول ان بعض الناس لا يخافون من الموت ؟ هنا تكون حلقت بعيدا عن دراسة النفس البشرية ، لأجل ان تدافع عن فكرة الإلحاد التي هي غير منطقية في الأساس .. 


dusk:
الحياة والوجود هي ما يفترض أن يجيب عليه الدين, ولكن ماهي قيمة هذه الأجوبة حقيقة؟ تعليق الأجوبة على إله لا يجعلها مرضية. كونك لا تستطيع أن تؤمن بإله فهذا بنفس عدم فائدة الإيمان بإله.

الرد : 

هل تعليق الاجوبة على لا شيء يجعلها مرضية ؟ الا يكفي انه لا يوجد شيء غير اله يصلح ان تعلق الاجوبة عليه دليلا على وجود اله ؟ ما هو البديل المرضي اذن ؟ هل هو اللاشيء ؟ هل هو العدم ؟ هل هو الصدف ؟ هل هذه اشياء مرضية ومقنعة ؟ ستقول العلم .. هل يستطيع العلم ان يجيب عن هذه الاسئلة وهل استطاع ؟ طبعا لا ، تخيل شيئا ليس له الا جوابا واحدا ، ثم ياتي من يتشكك في هذا الجواب دون ان يستطيع حتى استطاعة ان يقدم بديلا يقبله العقل مثلما قبل بوجود اله ؟ اليس هذا دليلا على صحة ذلك الجواب ؟ هل رايت ضعف الموقف بالنسبة للعقل الملحد ؟ الست تقول ان الالحاد لا شيء ؟ لا عقيدة ، لا ملامح ؟ هل اللاشيء بديل عن الشيء ؟ ثم لا تنسى ان الالحاد له عقائد و ليست عقيدة واحدة .. لانه دين سالب وعدمي ، وهو يعتقد فقط بالمادة ، ولا يعترف بالروح ويعتقد بالوجود من العدم من خلال اللاشيء ، ثم هذا الوجود يذهب الى اللاشيء ، و كل شيء عبارة عن لا شيء !! هذا هو منطق الالحاد وعقائده التي ترى ان الاخلاق ليست الا وسيلة من وسائل البزنس والمصلحة المادية .

و موقف الالحاد من العقل والعلم والاخلاق معروف ، فهو الوحيد الذي يفضل النظريات على الحقائق العلمية المجربة ، و هو الوحيد الذي يعتقد ان العلم قادر على كل شيء ، وليس له مجالات ولا حدود ، بطريقة طوباوية .. و هو الوحيد الذي يعتقد بتبدل المنطق ، و بتقديم العلم على العقل ، ذلك العلم المبني على نظريات وليس على تجارب . كل هذه عقائد من عقائد الالحاد وليست كلها .. و لم نأتي لعقائده في الاخلاق ولا في المجتمع ولا في التاريخ.. الالحاد مجموعة من العقائد الظنية ، فالالحاد وحده هو الذي يعتقد بعدم وجود فواصل بين الخير والشر ، و هو الوحيد الذي ينكر قانون السببية و يعتقد بان الصدف قادرة على البناء دون الهدم ، كل عقائد الالحاد مبنية خارج منطقة العقل والاخلاق .. ولم ناتي لموقفه من الانسانية .. 


dusk:
عدم الإيمان بإله لا يمنع الإنسان من الإيمان بالمثل والأفكار والإنسانية. الفرق الوحيد هو أن الملحد لا يشخصن المثل ويسميها إله. الإجابات التي يحتاجها الناس والإجابات التي يقبلونها هي تختلف كثيرا من شخص لآخر. إذا كان شخص لا يهتم بسؤال ما كالحياة الآخرة فلماذا عليه أن يهتم؟

الرد : 

أولا : انت تتعامل مع المُثل بالايمان ، بسبب ان المثل شيء جميل ، اذن وجود اله خير هو أجمل من المثل ، لماذا لا تؤمن به ؟ إما ان تؤمن بكل شيء جميل او لا تؤمن ، فالامور الجميلة نسقها واحد .. ثم كيف يؤمن الملحد بالمثل وهو لا يجد فاصلا بين الخير والشر ؟ ولا توجد مثل تخلط الخير مع الشر ، ثم : نرجع الى اساس المثل : لماذا هي مثل و لماذا هي جميلة ؟ من الذي قال عنها هكذا ؟ انه الدين وليست المصالح كما يعتقد الملاحدة . المصلحة انتجت الراسمالية وانتجت الربا فلماذا لا تكون اشياء جميلة ، مثل الوفاء والعفاف والصبر والكرم ؟ هل يصح ان نضع من بينها القروض والفوائد ، بجانب الرحمة وبجانب المحبة ؟

بعبارة اخرى :  انتم تقولون ان هدف الانسان هو مصالحه المادية من خلال المجتمع .. واذا كان الامر كذلك تأكد انه لن ينتج مثلا لها قدسية واحترام عند الجميع ، بل سينتج اساليبا نفعية ، اذن المثل اكتسبت قيمتها من فكرة وجود اله ، فإذا احترمت المثل وانت ملحد فأنت عالة على الدين ، لان تلك المثل هي مثل دينية في اساسها ، فكيف تتخلص من الاله ولا تتخلص من مثل ذلك الاله ؟

تاريخيا لم يوجد مجتمع ملحد حتى نعرف هل استطاع ان يبني المثل بنفسه ام لا .. الالحاد طارئ ومنتزع من بيئات دينية ، لذا فالملاحدة عالة على الدين من حيث المثل ، ثم ان الالحاد كفكر مادي لا يؤمن الا بالمصلحة ، هو ثورة على المثل وبالتالي الملحد الحقيقي لا يؤمن باي مثاليات سوى بمصالحه المادية ولا يؤمن بفرق بين الخير والشر في سبيل تحقيق تلك المصالح ، و على هذا فالملحد الحقيقي سيكون بلا مثل . وإلا يكون إلحاده ناقصا .. و يحتاج الى دورات عند نيتشه حتى يعرف معنى المادية و المصلحة وانها على النقيض من المثل .. والمثل تقتضي الخير لوحده ، بينما الملحد لا يؤمن بالفرق بين الخير والشر لان منطلقه هو المصالح الشخصية ، والمصالح قد تحتاج للشر احيانا ، والنفاق يقتضي الخير احيانا ، لذلك هم لا يؤمنون بالفارق بين الخير والشر ، وهذه الفكرة تثبت ان هذا الفكر فكر نفاقي يعبد ذاته وشهواته .. 


dusk:
الإله مهم بالنسبة لك بسبب ان كل نظرتك للحياة معتمدة عليه. لن تجد ملحدا يقدم لك قائمة بكل الأجوبة البديلة لأن الإلحاد هو عكس الدين, وفي كل الأديا الأجوبة لا نهاية لها (مثل لماذا نحن هنا, وإلى سنذهب...إلخ).
وضع في بالك أن التوحيد هو مفهوم جديد إلى حد ما مقارنة ببداية صنع الناس للأديان, والأوائل عاشوا بشكل سليم بدونه.

الرد : 

أهو مهم لأن نظرتي للحياة معتمدة عليه ، ام نظرتي للحياة معتمدة عليه لأنه مهم ؟
و الإلحاد يقدم اجابات ، لماذا لا يقدم ؟؟!! و كلها غير مقنعة ولا منطقية .. أليس يفسر وجودنا بالتطور و وجود الكون بالانفجار العظيم ، من البيضة الاولى التي جاءت من العدم ؟ و أن الفوضى هي التي صنعت الدقة و الغائية والنظام ؟ اليست هذه تفسيرات شاملة ؟ وأن كل شيء سيذهب الى العدم ؟ و أنه لا يوجد فرق بين الخير والشر ولا يوجد حساب عليهما ولا يوجد اله ولا دار آخرة وكأنه فتش الكون ؟ بل ويفسر التاريخ بالطريقة التي ترضيه مثلما يفسر ظهور الاديان وظهور الانسان ؟ بل ويعرف الدوافع النفسية لظهور الدين وهي الخوف من مظاهر الطبيعة المتكررة كالخسوف والزلازل وليس غيرها ؟ ماذا بقي ؟؟ كل شيء فسره الالحاد !! لذلك هو دين ، لانه يملا رؤوسنا بالتفسيرات الغير منطقية وينسبها الى العلم بينما هي غير مجربة ، كل علم الالحاد غير مجرب . بل يختار من العلم الغير مجرب من خلال النظريات التفسيرية كالداروينية والاكوان المتعددة ونظرية M الضخمة والفارغة من الداخل والتي سموها نظرية كل شيء ، والتي اراد الملاحدة ان يفسروا من خلالها كل شيء ، فكيف تقول ان الالحاد لم يفسر شيء ؟ ..

ونظرية M عبارة عن قائمة للاجوبة البديلة لا تترك شيئا الا وفسرته بطريقة مادية ، حتى احلام النائم .. لهذا فالالحاد دين بديل مهما تهربتم من هذه الحقيقة . اتعرف الشيطان الموجود في الاديان وأفكاره ؟ انها هي ملامح الدين الالحادي ، اي عكس الدين كما قلت أنت .. اي ان الالحاد عكس الدين ، واذا كان الدين من الله ، اذن عكسه سيكون من الشيطان .. اذن الالحاد يعتمد على افكار الشيطان ، و ان كان لا يؤمن بالشيطان ولا يؤمن بالله . لكن ما يسميه المؤمنون افكار الشيطان هي ما يعتمد عليه الالحاد لانها عكس الدين وانت قلت الالحاد عكس الدين ..

مسألة تطور الدين من متعدد الى توحيدي هو افتراض الحادي ليس الا ، لأنه غير منطقي ، فكل معبود او معبودات هي ترمز لتلك القوة الخفية الواحدة المهيمنة على الكون . وانظر الى الديانات المتعددة تجد ان لها كبير آلهة ، هو اوجدها ، مثل زيوس عند اليونان وبراهما عند الهندوس الذي يتبعه شيفا وكريشنا ، اذن نظرية التطور الالحادية و اسقاطها على الديانات اسقاط خاطئ ، حتى لو عبد الانسان حجرا فهو انما يتخذه رمزا و وسيلة للتخاطب مع تلك القوة العظمى خالقة الكون ، ان عباد الاوثان يعرفون ان اصنامهم وطواطمهم ليست هي من خلقهم وخلق الكون ، ولكنها وسيلة و زلفى اليه ، لأنها ترمز لارواح واشخاص مقدسين تحبهم تلك القوى الخفية ، لهذا لا يجدون بأسا من تعددها ، فكل الطرق تؤدي الى روما .. ومن هنا جاء تعدد الالهة وتنوعها ..

تنظريكم الالحادي غير دقيق في تطور الاديان ، ولن تستطيع ان تقدم غطاء فلسفيا او نفسيا لتطور الديانات من التعدد الى التوحيد ، ليس عندكم الا ان تعرفون ان الديانات السماوية بحكم اتباعها متأخرة على الديانات البشرية ذات الالهة المتعددة ، هذا هو كل دليلكم ، انتم تعرفون ان اخر الديانات هي اليهودية والمسيحية والاسلام ، ولها كتب سماوية ، ومعتقدين ان الديانات السابقة لا علاقة لها بالسماء ولا بالاله الواحد ، وهذا خطأ فادح في التحليل .. لا يمكن ان يعبد اي انسان على وجه الارض بالقديم او الحديث الا ما يعتقد انه هو خالق الكون ومدبره ، وهذا لا يكون منطقيا الا واحد .. اذن التوحيد هو اساس الديانات و ليس تطورا منها ، بل ما حدث هو العكس تماما .. البداية هي التوحيد ، ثم اشراك وليس تعدد .. وهذا ما يوضحه القرآن العظيم الناطق بالحقيقة دائما .. فهو لم يتكلم عن تعدد الهة بل عن شركاء مع ذلك الاله العظيم خالق الكون ، تستطيع ان تفهم الامر بالمنطق فقط ، ودعك من كلامي ..

اما فكرتكم فغير مفهومة منطقيا ، اقصد التحول من آلهة متعددة إلى اله واحد ، لأن المنطق لا يقر بعبادة الهة متعددة ، الا كتخصصات كإله المطر واله الحرب واله الحب الخ ، و مرجعها اله واحد كبير .. هو المقصود اساسا في العبادة ، وهؤلاء شركاء له ومقربات اليه اي وسائط .. ومنطقيا الفروع ترجع الى اساس واحد ، مثلما ترجع غصون الشجرة الى جذع واحد ، هذه هي الديانات المتعددة الالهة ، انها تشير الى التوحيد لو تأملت ..

والانبياء حاربوا اذن الشرك وليس الالهة المتعددة ، ليجعلوا العبادة كلها لله وحده ، لانه هو المطلع على الجميع ولا داعي لوسائط ترمز للتعصبات ويُستغل الناس من خلالها بالنذور والصدقات والتبرعات ، و لان الله هو خالق البشر فهو الاقرب لهم وهو الذي يسمعهم ويعرف احاسيسهم ، فكيف يوضع حجر جامد يُحترم بالعبادة اكثر من الخالق ؟ ان هذا ظلم ، اراد الانبياء ابعاد الناس عنه ..       

اما فكرة الملاحدة عن اساس الدين فهي خطأ من كل النواحي ، حتى في مناقشتها ، لانهم يعتبرون الدين طارئ على حياة البشر ويبحثون كيف وجد ، بينما الالحاد هو الطارئ في القرن الثامن عشر ، وهو الذي يستحق ان يبحث كيف وجد ولماذا ولمصلحة من .. الملاحدة يعتقدون ان البشر خافوا من مظاهر الطبيعة وخافوا من كل حدث لم تستطع عقولهم تفسيره ، فنسبوا ذلك الى اله !! وهذا خطأ في التحليل .. لان الوجود نفسه وبحد ذاته اقتضى من الناس ان يعرفوا ان هناك اله حتى ولو لم يكن هناك خطر ، و ليست الاشياء التي يجهلونها او يخافون منها فقط .. لماذا ؟ لان فكرتهم عن الاله انه خير ، بينما تحدث لهم اشياء يعتبرونها شرا ، فكيف ينسبونها الى اله يرون انه خير ؟؟

عندما تشتغل السيارة وتتحرك لوحدها لن يصرخ الناس ويقولوا ان الها يديرها ، بل سيقولون : ساحر او جني هو من فعل ذلك ، اذا عجزوا عن التحليل المنطقي لما حدث .. ولو فرضنا ان خروفا صار يتكلم ، هل سيقول الناس ان الاله تكلم في داخل الخروف ؟ ام سيرجعون الامر للسحر ونحوه والشياطين ؟ اي يرجعونها لقوة شريرة وليست خيرة ، ايضا الله هم فسروا به كل الوجود و ليست ظاهرة تحرك الحجر او نطق الخروف لوحدهما ، اي ان الله هو علة الوجود كله و ليس علة ظاهرة شريرة ، و من هنا تسقط فكرة نظرية اله الفراغات الالحادية .. لأن السحر والشياطين والعفاريت هي ما سيملا الفراغ في مخيلة الناس و ليس الله .. فالظاهرة السيئة يفترض منطقيا ان وراءها قوى شريرة ، بدليل انهم يلجئون الى الله من هذه الظواهر ! لكي يرد تلك الارواح الشريرة ، فهو خالق الوجود بما فيها القوى الشريرة ..

والديانات البدائية والبدوية القديمة يتضح فيها قوى الشر والسحر والشيطان ، بعبارة اخرى : كلما وجدت ديانة ، ستجد فيها ما يرمز للشيطان ،، من سحرة او عفاريت او غير ذلك .. من هنا اعرف انهم يعبدون الها خيرا ولا يعبدون هذه القوى الشريرة .. فأنا وجد الله وجد الشيطان ، وأنا وجد الشيطان وجد الله ، وليسا وجهان لعملة واحدة ، بل ضدان لا يلتقيان ، مثلما انه اذا وجد الخير وجد الشر ، واذا وجد الشر وجد الخير ..

دوركايم توهم ان القبائل البدائية تعبد القوى الشريرة وتتقرب لها حتى تتقي شرها ، هذا لا يكون دينا ، لان الدين مبني على الحب وليس على الخوف ، والحب يحتاج الى رمز خير ، و الخيال الذي افترض تلك الارواح الشريرة من باب اولى انه افترض وجود قوى خيرة اقوى منها . يدل على هذا أن الطقوس الدينية تمارس في اجواء من السعادة و ليست في اجواء من الرعب ، وفي كل الديانات ، هذا يثبت ان اساس الدين هو الحب وليس الخوف .. ولو كان الدين مبني على الخوف من مظاهر الطبيعة لكان لها الحيز الاكبر من العبادة والذكر والطقوس ، وهذا غير الواقع .. اذن التفسير الالحادي لظاهرة الدين تفسير ضعيف ولا يصمد للنقاش .. ولا يقر به اي مؤمن و هم اصحاب الشأن ، اذن الملحد يتخيل من نفسه دوافعا لوجود الدين دون ان يسأل اصحاب الشأن .. على عادته في الفرضيات والخيال العلمي الذي يصر على تسميته علما .. فهو مثل الذي يكذب كذبة ليصدقها ويسكن بها ضميره على طريقة : اذا عرف السبب بطل العجب ، فهو يفترض انه عرف سبب وجود الدين .. انه ظواهر الطبيعة !! التي حل الكثير منها العلم الحديث ، وبالتالي لا داعي للدين !! بكل بساطة تفكير !!     


dusk:
كأباثيّ (غير مهتم بوجود اله من عدمه) , أقول أنها قضية لا يكن حلها وغير مهمة أيضا. حتى يظهر لنا ذلك الإله نفسه لا أرى أي فائدة من افتراض أي الآلهة يستحق أن نصلي له. أيضا لا أحتاج إلى اختراع أي تصور أو أن أقنع نفسي بنظرة ضيقة وغير متجانسة للعالم من أجل صحتي الروحية.

الرد : 

لا يبدو انك غير مكترث ، بل انت مكترث بعدم وجود اله .. من كل كلامك الطويل السابق .. ثم اذا كانت قضية بهذا الحجم لا تهمك ، فكيف تدخل نفسك في عداد المثقفين والمفكرين والفلاسفة ؟ كأنك تقول : انا غير مهتم بالفكر كله .. لان الايمان والالحاد تطبيقاتهم على كل مناحي الحياة ، اذن الايمان بالله او عدمه اهم قضية فكرية و فلسفية ، وانت تبعد نفسك عن اهم قضية تشغل الانسان .. و اي مجال نترك اهم قضية فيه لا نعتبر منتسبين اليه وهو مجال التفكير .. هذا المذهب يصلح ان يسمى مذهب رفض التفكير ورفض الفلسفة .. اي مذهب عامي .. بعبارة اخرى يسمى اتباع هذا المذهب بعوام الملاحدة العمليين .. او يمكن تسميته بالمذهب الهروبي من القضايا الفكرية الكبيرة التي شغلت الانسان منذ وجوده .. والهروب ضعف وليس قوة .. هذا عدا انه لا يمكن لاحد ان يصدق ان هذه قضية كبرى لم تمر على بالك ولم تشغلك .. لانك لا تملك بديلا ، و اي شيء لا يهمنا عندنا بديل له ، والا فسيبقى مهما مهما ادعينا انه غير مهم ، وانتم لا تملكون البديل اذن ادعاؤكم غير صحيح بان وجود الله او عدمه قضية غير مهمة .. 

واذا لم يهمك مثل هذا الموضوع ، فما الذي يهمك ؟؟ رتبوا لنا الاهميات حتى نرى ..

ليست القضية اي الالهة تصلي له ، بل قضية اعتراف بوجود اله شامل للكون ، انها قضية يدعو اليها العقل و المنطق وليست قضية اختيار بين الوان الإيشاربات او الكارافتات .. حتى يأتي شخص يقول : لا تهمني كل الكارافتات .. تسطيح القضايا لا يعني انها صارت سطحية .. انت مثل من يقول : انا لا تهمني لا الحياة ولا الموت !! فسوف تسأل : ما الذي يهمك اذن ؟؟ وسوف لن تصدَّق بأنك غير مهتم .. الأباثي ملحد خجول ..

و أنت الآن اهملت العقل وابقيت البصر في مسألة وجود الاله .. لكن العقل موجود وليس فقط البصر .. تستعمله في امور حياتك ولا تكتفي بالبصر فقط .. اذن هذا المنهج خاطئ في حل هذه المشكلة .. العقل يدل حتما على وجود اله ، و انت تريد الهروب من العقل الى البصر .. العقل يدل على الحقيقة مثلما تدل العين على الحقيقة .. ونحن في حياتنا نستعمل الاثنين .. الملحد يوافقنا في الاعتماد على الاثنين ما عدا قضية واحدة يكرهها هي قضية وجود اله ، فيحيلها على العين فقط ! ويمنع العقل من الانشغال بها .. لكننا لسنا تلاميذا عنده وليس استاذا لنا ، استاذيته على من يطيعه .. نحن نطيع العقل فقط إذا جاءنا كلام منطقي .. الملحد يريد ان يوقف المنطق متى شاء ويستخدمه متى شاء .. هذا شأنه ، نحن نريد للعقل ان يستمر في كل القضايا التي ضمن مجال العقل .. و اهمها وجود اله .. فكل مصنوع له صانع ، و هذه ابسط البديهيات العقلية .. يريد الملحد ان يبعدنا عن بداهة المنطق الى فراغ العدم , دون ان يقدم بديلا مقنعا .. ويصر على استاذيته ..

من عنده علم لا يحيل على مجهول ، بل على معلوم . ومن يحيلك على مجهول هل يستحق ان يكون استاذا لك ؟

وعبارتك الاخيرة عبارة عن اعلان عجز وافلاس عن وجود بديل ، تهرب منه بكلمة : لا يهمني .. ولو كان عندك بديل لقلته .. من الحيل النفسية تجاهل المهم لمن عجز عن فهمه ووصفه بعدم الاهمية .. انها حيلة عاجز .. لكن البشرية كلها ترى انها مهمة الا انت ! ترى ما هو المهم عندك ؟ اذا كانت اكبر القضايا التي تشغل البشر غير مهمة عندك ؟ مع انك عجزت ان توجد بديلا .. والشيء الغير مهم من السهل ايجاد البدائل له ، بينما انت تعترف بعدم امكانية وجود البديل ، فهل ما زال الامر غير مهما ؟

شيء نعجز عن ايجاد البديل له : كيف نصفه بغير المهم ؟ لا نستطيع ان نوجد بديلا للماء ، وقد ياتي من يقول : الماء لا يهمني ، مع انه بلا بديل .. وعلى هذا فهدف وجودك لا يهمك واصل وجودك لا يهمك ، وجدوى وجودك لا تهمك ، والخير لا يهمك والشر لا يهمك والحقيقة لا تهمك .. تخيل شيئا يحكم عليه بهذا الحكم ، هل ممكن ان يسمى شيء مهم ؟ معذرة انت قللت من شأن نفسك وجعلتها امرا تافها ، مع انك لا تشعر بانك شيء تافه .. تخيل شيء ليس له فائدة وليس له دور في اي شيء .. هذا ما جعل الملحد نفسه فيه .. فهل هذا تكريم للذات ؟ على طريقة التأليه الالحادية ؟ ام انتقاص لها ؟ والملاحدة يحبون انفسهم كثيرا ويصفونها بالآلهة .. ومع ذلك جعلوها بلا اي فائدة و لا غاية ولا منشأ ولا منشِئ ، وكأنها نقطة جاءت من العدم لتذهب الى العدم .. هكذا يرى الملحد حياته ووجوده ، لهذا تسيطر عليهم الافكار العدمية القاتمة التي تفتح الباب لافكار الانتحار تحت تأثير فكرة العدم ..

الاباثي ابن شرعي للعدمية التي لا تكترث باي شيء ، او نقول انها تدعي ذلك ، لكن الانسان لا يمكن ان يعيش بلا اكتراث ، وتفكيره يعمل بدون ارادته في اكثر الاحيان .. فتفكير الانسان ليس اراديا دائما مثل تبوله .. اذن الاباثي يكترث لكنه يقاوم اكتراثه امام الآخرين ليثبت لهم انه لا يكترث .. معذرة لا نصدق هذا الكم الهائل من عدم الاكتراثات لانك بشر مثلنا .. و ها أنت ذا تكتب في موضوعي موضوع الايمان ، فهل انت غير مكترث ؟ اين الدليل على عدم اكتراثك ؟ عدم الاكتراث يقتضي انك لا تقرأ ولا تكتب في مجال يتحدث عن الدين ووجود اله او عدمه . فهل انت لا تكترث بكتابتك ؟ وتكتب بلا تركيز ؟

من لا يكترث بشيء لا ينشغل به ..    



dusk:
المادية ليست محدودة كما تتصور, يمكن لك أن تكون ملحدا دون أن تكون ماديا كأن تكون ممن يؤمنون بالذات (الأنانة) أو تفسر بعض الظواهر الواقعية بتفسيرات روحية دون أن تلجأ لما يعتبر إلها في الديانات التوحيدية.

الرد : 

تلجأ لمن إذن ؟ هذا التفسير الروحي ، الى ماذا ترجعه ؟ انت انكرت وجود الله من خلال تفكير مادي ، فكيف تؤمن بأمور روحانية لم ترها ؟ وهذه الامور الروحانية التي ستؤمن بها وبقدراتها : هل هي آلهة ؟ هل هي مخلوقة ؟ من خالقها ؟ ام انها هي الخالقة وتكون بدائل عن الاله ؟ العقل يقتضي منا الكثير لا ان نلقي الكلام ونمشي .. انت تريدنا ان نقف عند اجاباتك وحسب ، ولكن العقل يريدنا ان نكمل حتى نفهم .. أرأيت أن العقل مع الإيمان بوجود اله ، وليس معك وانت تلحد ؟ بدليل حاجتك لايقافه في كل مرة ؟

انت ناقضت منهجك بنفسك ! العقل لا يسمح بمثل هذه الخروقات ، كل منهج يحتاج الى التعميم لتطبيقه ، انت قلت انك لن تؤمن بالاله حتى تراه بعينك ، بينما تؤمن بقوى روحانية لم ترها بعينك !!! انت الآن غير منهجي ! فقط تكره الاله الموجود في الديانات ، و مستعد لتؤمن باي شيء غيره حتى لو لم تره ! اليس هذا تحيزا وظلما ؟ لهذا انا اقول لك : الملحد مادي ويجب ان يستمر ماديا ، والمنهج الذي نفيت به هو المنهج الذي يجب ان تثبت به .. فكيف تبدأ ماديا ثم تنتهي روحانيا ؟ هذا تلاعب في المناهج ..

اذن انت غير علمي في دراستك .. فتكره شيء اسمه الله ، و كرهك له هذا ان كان موجودا ستجني ثماره ، لانك تحيزت ضده ، وآمنت بأشياء لم ترها ، اما هو فلا ، مع ان العقل يدل عليه اكثر من غيره من تلك الروحانيات ، وهي محتاجة لوجوده منطقيا .. و بما ان الانسان لا يستطيع ان يظلم الخالق الكبير ، اذن انت ظلمت نفسك و جعلتها عرضة لعقابه ، لانك تحيزت ضده مع انه يدعو الى الخير .. وعلى هذا فعليك ان تستمر في ماديتك ولا تقفز من منهج الى منهج .. و على المادي ان يستمر ماديا .. حتى يكون له معالم عقلية على الاقل وإلا يكون خرج عن نطاق العقل ، وعليه الا يناقش بالعقل بعد ان كسره ..

وكيف تكون غير مكترث بوجود اله من عدمه وانت تتحيز ضده بهذا الشكل ؟ وانت مستعد للايمان بأي خرافة روحانية ولا أن تؤمن بالله مع ان المنطق مع ذلك الايمان ؟ لا يا عزيزي ، اذن انت مكترث بعدم وجود اله ، من خلال كلامك ، وانا لم آتي بشيء من عندي ، فلماذا تدعي شيئا وان تطبق غيره؟



dusk:
الثنائية هي مولود انتجته الضرورة ولكنه موضوع مشكل مثل حرية الإرادة. في هذه الفلسفات الفقيرة تبرز العدمية كأحد المفاهيم الأكثر منطقية, ولكن الناس لا يحبون نتائجها.

الرد : 

كيف ؟ فسر الظواهر من خلال العدمية حتى نفهم ؟ الثنائية موجودة وواقعية ، والاختيار الحر موجود واقعيا ، ونفي الواقع يحتاج الى واقع آخر .. وهذا لا يمكن ، الواقع لا يـُنفى بالخيال والافتراضات .. الواقع ليس صديق الملحد بشكل دائم ..   


dusk:
يمكن فهم الأخلاق من خلال النظر إلى القوانين العالمية التي انتشرت عند أناس وشعوب مختلفة كيف ظهرت وتغيرت مع مرور الزمن. الأخلاق المطلقة هي شيء لا يريد المتدينون العيش بدونه ولكن هذا لا يجعلها منطقية, فهم لا يريدون النظر إلى واقع الأمور.

الرد : 

جميل ان تعود للواقع بعد التحليق بالخيال العلمي ، الواقع لا يؤيد كلامك ، انت حددت زاوية لتنظر بها الى الاخلاق ، وهي القوانين العالمية ، القوانين تحكمها المصلحة اكثر من الاخلاق .. لاحظ ان الاخلاق لا يمكن تحويلها الى قوانين كقوانين القضاء ، لماذا ؟ مادام الاساس هو المصلحة المادية من وجهة نظركم المادية ؟ لن تستطيع ان تقدم جوابا مقنعا وستكتفي بإعادة ما قلته ..

انظر الى الاخلاق بكامل وجودها في الواقع لا تحدد زاوية معينة ، وأجبني لماذا ليس الجميع يطبقون الاخلاق ؟ و مع ذلك هي باقية ، مع انها قوانين غير مكتوبة ولا تلزم بها الدولة ، واجبني لماذا يضحي بعض الناس وليس كلهم بالكثير بما فيه حياتهم لاجل موقف او مبدأ ؟ هل هذا قانون عالمي ؟ و هل المصلحة المادية هي التي جعلته يفعل ذلك ؟ اين مصلحته وهو يفقد حياته ؟ هل تعتقد انك سوف تـُصدّق ؟ هذا كلام من الواقع .. اذن تفسير الالحاد للاخلاق غير دقيق كعادته في التفسيرات غير الدقيقة ، مثلما فسر وجود الدين بالخوف من مظاهر الطبيعة ، و الان يفسر وجود الاخلاق بدوافع المصلحة من اكل وشرب وامن وغيره .. الالحاد يجد صعوبة بالغة في تفسير الانسان و سلوكه ، بينما لا يجد صعوبة في تفسير المادة و سلوكها .. لان نظرته مادية ..    


dusk:
فقط تخيل مالذي سيكون أخلاقيا لو كنت قرشا أبيضا, وحيد في البحر بلا أصدقاء ولا عائلة.

الرد : 

التعامل مع الذات يحتاج اخلاقا ، والتعامل مع البيئة يحتاج اخلاقا ، والتعامل مع الحيوان يحتاج اخلاقا ، التعامل مع الله ان كنت مؤمنا يحتاج اخلاقا ، كل هذا وأنت قرش ابيض ليس معك أحد .. هل رايت ان الالحاد غير دقيق في تفسير سلوك الانسان و دوافعه ؟ وهو يؤمن بالتطور لكن افكاره لا تتطور !! من 150 سنة ! تردد بصيغ مختلفة والمضمون واحد .. 

المادية الكاملة للإنسان هي شيء مدعوم بالكثير من الأدلة المادية. المشاعر ليست منفصلة وكذلك الروح ونستطيع أن نؤثر في كليهما من خلال العقاقير. المادية لا تقول أن المشاعر غير موجودة بل أنها مجردات تعتمد بشك كلي على على عمليات الجسم ولن يكون لها وجود بدون الجسم والعكس. الثنائية هي التي في الحقيقة لها دعم قليل جدا بين العلماء والفلاسفة الذي اهتموا بموضوع العقل وتفاصيله.

هذا الدليل يصلح ان يقلب ليكون ضدك : فالجسم لا وجود له بدون وجود المشاعر والروح ، الجسد بلا وعي جسد ميت ، أو في طريقه الى الموت ، اذن هذا ليس دليلا تثبت به المادية الكاملة للانسان ، كما ان المشاعر لا وجود لها بغير الجسد ، كذلك الجسد لا وجود له بغير المشاعر والروح ، ثم : المشاعر والافكار شيء مختلف عن مادية الجسم ، فهي بلا جرم ولا يمكن وضعها تحت المجهر ، وهي التي تتحكم بالجسد ، وهي اهم علينا من اجسامنا ، فكيف نكون مادة بينما غير المادة اهم عندنا من المادة ؟ بل نضحي بمادية اجسامنا لاجل شيء غير مادي تعترف انت بوجوده ؟ وهو المشاعر والافكار ؟ والدماغ بعد الموت يعود الى حفنة من الرمال، فاين هي الافكار والمشاعر في تلك الكومة من الرمل اذا كان وجودها ماديا ؟

هل رايت انك لا تملك دليلا على المادية الكاملة للانسان بينما تمتلك الرغبة بذلك ؟ حتى هذه الرغبة بإثبات مادية الانسان ليست بالشيء المادي الذي يمكن فحصه تحت المجهر . اذن نحن عبارة عن كائنات ميتافيزيقية .. فالفلسفة المادية التي تعتمد عليها تمر بشيخوختها .. لان نظرتها قاصرة جدا و سوف تتجاوزها البشرية .. لانها لا تستطيع ان تقدم تفسيرات مقنعة .. انها تؤمن بالحواس والحواس لا قيمة لها بدون عقل والعقل غير مادي ، اذن هي في جوهرها فلسفة مايتافيزيقية ..    

اذن الانسان عبارة عن مجموعة بين المادة والمعنى ، أي جسد و روح وليس جسدا فقط كما ترى العين المادية ولا روحا فقط ..

وكلامك عن العقاقير ليس دقيقا ايضا كالعادة الالحادية في تفسير الانسان ، فهي لا تستطيع ان تجعلنا نكره من نحب ، ولا ان نحب من نكره ، انها تؤثر في الدماغ المادي وتجعله جيد التوصيل او رديء التوصيل .. لكنها لا تغير في ماهية مشاعرنا و افكارنا قدر ما هي تـُحدِث اختلاطا وارتباكا أو نشاطا وصفاء .. و لو كانت العقاقير تفعل ذلك لانحسم الامر ولما احتجنا للمحاكم ولا السجون ، فقط نقدم للمجرم عقاقيرا فيصبح بابا نويل !

وكما ان المادة تؤثر في مشاعرنا ، كذلك مشاعرنا تؤثر في ماديتنا ، فهمومنا تجعلنا نصاب بامراض خطيرة ، كالقولون العصبي والقرحة وارتفاع ضغط الدم والسكري الخ .. واستقرارنا النفسي والفكري يجعلنا ننعم بصحة جسدية جيدة ، والاحصاءات اثبتت تفوق الوضع الصحي للمؤمنين اكثر من الملاحدة ، وكذلك الوضع النفسي وكذلك معدلات الانتحار ، و الاطباء يقرون بتاثير النفس على الجسد ، وكل الامراض الباطنية يرجعونها الى اسباب اهمها التوتر النفسي .. اذن كيف تخرج من هذه الاشكالية ؟ اشكالية الجسد والروح ؟ ليس لنا الا ان نعترف بوجود الاثنين وتأثيرهما ببعض ونبتعد عن مقولة الكلية المادية للانسان .. هذا ما يحتمه العقل .. اما الرغبة فهي تستطيع تجاوز العقل وغير العقل ..

وكون كل واحد منهما (المشاعر والجسد) يؤثر بالآخر ، فهذا دليل على انهما شيئين مختلفين وليسا شيئا واحدا كما تريد ان يكون .. لان الجسد فيه اجزاء مادية كثيرة ولا نحس بتاثير بعضها على بعض ، لانها كلها شيء واحد (مادة) .. بينما المشاعر والجسد نحس بذلك التأثير والتفاعل بينهما .. النوع الواحد يتجانس مع بعضه ، أما المختلف فيتميز مثل تميز الزيت والماء ..     

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> 
joesixpack

إن كنت تقصد بالإلحاد المادية فهذا صحيح جدا, الفرق الفلسفي بين المادية و المثالية مهم جدا, ولكن علينا أن نتذكر أنه ليس كل الملاحدة ماديين.

الرد : 

فلسفيا كل الملاحدة ماديون ، ومن يخرج عن المادية فهو قام بخروج جزئي عن الالحاد ، و هذا لا يلتفت اليه ، الاساس الذي جعلهم يلحدون هو النظرة المادية المعتمدة على الحواس ، و من تخلى عنها تخلى عن الالحاد ، اما كليا او جزئيا ، فالملحد الغير مادي ملحد ناقص الإلحاد ومختل العقيدة ، اي ملحد في عقيدة الإلحاد .. ولا يلتفت له كمفكر ملحد ، لانه خرج عن المنهج المادي الذي انطلق منه . والمنهج يجب ان يستمر حتى يستحق صاحبه الانتماء الى الإسم الذي ينتجه ذلك المنهج .. فالعالم مثلا يجب ان يستمر على المنهج العلمي ، وإلا لن يسمى عالما ، كذلك الملحد عليه ان يستمر في المنهج المادي وإلا فلن يسمى ملحدا .. ولا يمكن مقارنته بالملحد المخلص في ماديته الصادق في عقيدته .   

joesixpack:

 المشكلة في العديد من الملحدين (على الأقل الملحدين الذين أعرفهم ) أنهم يدعون أنهم ملحدون ومع ذلك يظلون ذوي نظرة مثالية للحياة. ترى هذا بين من يدعون ملحدين ويناصرون الحروب الامبريالية تحت شعارات مختلفة من حقوق المرأة إلى حرية التعبير. هؤلاء هم الملحدون الذين يعلنون عداءهم للدين ويرونه معيقا للتقدم البشري. إنهم غالبا مايرون الدين على أنه سبب الصراعات ويهملون الأسباب الاقتصادية ( وهنالك الكثير من شديدي المعاداة للفلسطينيين بين هؤلاء).

الرد : 

كلام سليم ، ترى ما هو الرابط بين ماديتهم وإلحادهم ومناصرة دولة دينية كإسرائيل ؟ أقيمت على اساس توراتي ؟ من هنا نعرف الرابط بين هذه المتناقضات ، والذي اوجد الالحاد أصلا و نشره بين الناس ليتركوا دياناتهم إلى دين مجهول .. وإن كانت غاياته تكشف مضمونه .. 

joesixpack:

 وعلى العكس من هذا, أكثر الماديين ولا حتى يسمون أنفسهم ملحدين. ليس لأنهم يؤمنون بالإله, بل لأن فكرة كون مادي لا تقبل جود شيء غير مادي ( وإذا أردت الاطلاع على نقاش جيد جدا حول هذا الموضوع ابحث في قوقل عن "لماذا ماركس ليس ملحدا" واختر النتيجة الأولى), المعذرة فإدارة المنتدى لا تسمح بوضع روابط. بالنسبة لي, أرى الدين تطورا طبيعيا واضحا للبنية البشرية الاجتماعية والثقافية.

الرد : 

شكرا على اثراء الموضوع والمعلومات القيمة ، وأنا اتفق معك في ما طرحته أولا . فأهلا بك صديقي العزيز ، ولكن اختلف معك في فكرة ان الدين نتيجة تطور طبيعي ، وارى انها فكرة خاطئة وشائعة ، بدليل وجود الالحاد ، فهل تطور الدين يؤدي الى الالحاد المعاكس له بالكامل ؟ اذا اعتبرنا – مثلهم - ان الإلحاد نقطة البداية ؟ الدين موجود مع وجود الإنسان .. بسبب وجود العقل و الإحساس مع وجود الإنسان والانبياء ، و هما دائما يشيران الى وجود ارادة عليا اوجدت الكون ونظمته وخلقت الانسان ووجهته من خلال الانبياء في كل امة من امم البشر .

ثم اين التطور في الدين ؟ ونحن نرى الديانات الثلاث تعود الى اصولها القديمة عبر الحركات الاصولية ؟ واين الديانات الجديدة اذا كان الدين يتطور ؟ فآخر الديانات له 15 قرنا .. الحقيقة ان فكرة التطور في اي مجال - غير الحضارة - فكرة غير منسجمة .. فالحضارة والصناعة والعلم هي التي تتطور ، اما الانسان فهو الانسان وشعوره الديني هو شعوره الديني ، و حاجاته هي نفسها حاجاته ، بل كل الاحياء هي هي ، برفضها للتطور والتغير ..

و فكرة التطور اخذت من العلم والصناعة بعد الانبهار بالمنجزات التكنولوجية المتطورة ، وعممت على كل شيء بما فيها الطبيعة ! يجب التخلص من فكرة التعميم التي تخلط بين المجالات والامور .. من مثل تعميم فكرة التطور على كل شيء .   

joesixpack:

 كيف يفهم المادي الدين؟ وكيف يفهم المثالي الدين؟
المثالي هو متبني للفلسفة الأخلاقية, بنظره يجب إحالة كل تصرفات البشر إلى "الشخصية" بدلا من الأسباب المادية. كم عدد الجرائم التي ارتكبت باسم الدين؟ هي بلا شك موجودة ولكنها قليلة. قد تقول: 15 إرهابي طاروا بالطائرات نحو عدد من المباني, ولكن هنالك مليار لم يفعلوا هذا. هؤلاء المليار كانوا يعتنون بأبناء جيرانهم, أو يساعدون صديقا مريضا, أو يبتسمون لغريب, أو يصارعون لإنقاذ حياة غرباء في نفس ذلك اليوم. 

الرد : 

في نظري ، اعتبر الفلسفة المثالية صورة من صور المادية من خلال العقل الذي انعكست عليه المادة ، ارى ان المقابل الصحيح للمادية هو المعنوية ، فالاخلاق اساسها معنوي وإن كانت تخرج بصورة سلوك مادي ، الشخص المادي يرى ان الصواب هو ان يأخذ من اموال الناس ما يستطيع دون ان يعطيهم شيئا ، لانه ينظر الى تكدس المال ، والمال مادي ، و العطاء ينقص من هذا التكدس .. و الشخص المعنوي بدافع من الرحمة او المحبة ، يضحي بالمال لاجل ان يكسب الحب ، اي ان دافعه الآن معنوي ، وهو دافع لا يعترف به المادي .. و عقلانية سقراط او هيجل او كانط لا يصح ان تسمى مثالية ، بل بالعقلانية ، لأن المادية تعتمد على الحواس ، والمثالية تعتمد على العقل ، والعقل والحواس كلاهما منصب على المادة ، و كلمة "مثالية" Ideal مأخوذة من عالم المثل الافلاطوني وليس من المثالية بمعنى الاستقامة والصلاح ..

اذن هناك فاقد فلسفي في الثقافة الغربية ، هو الفلسفة المعنوية ، وهذا موجود في روح الاسلام ، دون التفصيلات المذهبية ..

سقراط اول من صرف الفلسفة الاغريقية من مادية الذريين والسفسطائيين الى العقلانية ، ولهذا يعتبرونه اساس الفلسفة المثالية ، حيث ابتعد عن الاهتمام بالمادة الى الاهتمام بالعقل .. بعبارة أخرى : المادية تنظر الى المادة من خلال الحواس ، والعقلانية تنظر الى المادة من خلال العقل ، لهذا لم تهتم كثيرا بالتجارب .. و عليه فالفلسفة الغربية و منذ اليونان هي مادية ، بجناحيها المادي البحت و المثالي العقلاني .. اما الدوافع المعنوية فلم يهتموا بها ، والتي تمثل اعماق الانسان ، فالعقل والاخلاق هي سطوح خارجية بالنسبة للجانب المعنوي في الانسان (الشعور الفطري) ..       

joesixpack:

 لا أستطيع أن أتكلم باسم كل الماديين. ولكني أرى دور الدين في المجتمع كمكون اجتماعي معزز للسلوك الإيثاري. إذا نظرت لصافي الأثر السلوكي للدين, سنجد أنه كان ولا زال معقلنا ومسوغا للصدقة والرحمة والتعاطف في هذا العالم. ولكن المثالي لا يستطيع أن يقبل هذه الفكرة لأنه لا يستطيع أن يرى الأسباب والنتائج المادية للفكر والسلوك البشري.

الرد : 

وهذا دليل على صحة كلامي السابق يثبت ان المثالي هو مادي في النهاية .. وأنا ازعم انه لولا الدين لما كان للسلوك الايثاري من وجود و مكانة في الحضارات الانسانية ، و لبقي سلوكا غامضا واحساسا مبهما ، اذا اعتبرنا ان عدم الدين يعني المادية ، و المادية لا تعترف بالسلوك الايثاري .. و هذا لا يعني ان الدين جاء بالسلوك الايثاري من العدم ، لانه موجود في الفطرة البشرية ، لكن الدين هو الذي اخرجه من نطاق الفطرة الى نطاق الواقع و حوله الى خلق اجتماعي ..

لاحظ انه كلما ابتعد الدين كلما سيطرت الانانية والمادية ، و المادية هي الابعد عن السلوك الايثاري ، مما يعطينا مؤشرا على ارتباط السلوك الايثاري بالدين وانه ليس فقط مجرد معزز له ..     

joesixpack:

 ماهي أخلاق المثالي؟ إنها أخلاق الأفكار. كيف لنا أن نسوغ تفجير الناس في الجانب الآخر من العالم من أجل مصلحة فئة قليلة ثرية؟ لأن هذا هو رهان الأفكار. المثالي مجبر أن يتغاضى عن الأثر المادي لأفعاله لأنها قبيحة. عليه ان يصر أنه فكرته عن "الحرية" أو "الديموقراطية" أو أي مؤسسة ثقافية مقدسة وغامضة أخرى يتصورها, لها قيمة أعلى من حياة البشر.
نستطيع أن نقول أن الملحد المثالي فقط نفى وجود نوع واحد من الآلهة , ولكنه صنع بديلا مستعد لأن يضحي من أجله حياة الإنسان. على الفقراء أن يتضوروا جوعا من أجل حماية "حق" الأثرياء بالعض على كل قرش ملكوه "باستحقاق". حفلة زواج في أفغانستان يجب أن تكون دمارا شاملا من أجل إكمال حرب ضد أعداء "التقدم" الغربي.

الرد : 

نعم هذه كلها افكار مادية غربية ، وهي افكار خاطئة كما ترى ، مما يعني عدم تناسب الفلسفة المادية مع الاخلاق الانسانية ، و مما يثبت ارتباط العقل بالاخلاق ، ومما يثبت ان الاخلاق حقائق موجودة وليست مجرد عواطف .. والفلسفة السليمة هي التي تنسجم مع الاخلاق ، ولا تسقطها ، فالانسان لا يعيش بدون عقل وايضا لا يعيش بدون اخلاق .. انها تريد ان تفصل العقل عن الاخلاق .. مع ان كلاهما حقائق موجودة .. و ما الفلسفة المادية الا ثمرة من ثمار الراسمالية .. انها الراسمالية تفلسف نفسها ..

ماهي أخلاق المادي؟ ماهي الحاجات المادية للبشر؟ هل هنالك من سبب يجعلنا نحترم مثلا من المثل على حساب حياة طفل؟ بالتأكيد لا. مالذي يعيق تقدم المجتمعات البشرية؟ مالذي يعيق طريق البحث عن حماية أكبر لحياة البشر؟ مالذي يعيق إحضار الأمن لمزيد من الناس؟ إنها المثل المبنية على الطبقية هي التي تعيق كل هذا. إن تقدم البشرية والقضاء  على معاناة البشر هي أخلاق المادي.

joesixpack:

 هل على المسلم أو المسيحي أن يخاف من المادي؟ أم عليه أن يخاف من الملحد المثالي؟

الرد : 

كلاهما مادي ، و أي مادي هو مصدر للخوف ، حتى لو كان منتسبا الى الدين ، فمادية الانسان شذوذ عن انسانيته ، تحوله الى وحش ، لا يعترف بالرحمة ولا بالمحبة ولا بالقيم التي يعرفها الانسان ويخضع لها .. المادي شخص يشبه الآلة ، ولا شك ان الانسان يخاف من آلة لا تقيم وزنا لأحاسيسه ..

<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<< 

Pygoscelis

ألم يكن هذا الموضوع موجودا قبل فترة قريبة؟ إنه مطابق إلى حد كبير الموضوع الآخر عن الإلحاد الذي بدأه صاحب الموضوع. نفس الادعاءات الفارغة واراهن أنه سيتجاهل الردود عليها مرة أخرى.

الرد : 

انا قمت بالرد عليك لكنك انت من تجاهل ردي ، والان انت لا ترد ايضا !! تكتفي بوصف الموضوع بالكلام الفارغ كما فعلت في الموضوع السابق . حتى الكلام الذي لا يعجبك تستطيع ان ترد عليه ، الرد انما يكون بكلام يخالفه لا بكلام يتفق معه ، فما الذي يمنعك من الرد ولو باختصار ما دمت متأكدا من تفاهة الموضوع وعدم صوابه ؟ وأن الحقيقة كلها في جانبك ؟ فلماذا التردد ؟ 

Pygoscelis :

 أتمنى أن يحاور هنا ملحد علموي أو ملحد طاوي أو ملحد صائد أشباح. الإلحاد لا يساوي المادية. الإلحاد ليس إلا عدم الإيمان بإله. أي شيء بعد هذا ليس فقط إلحاد بل شيء مضاف إلى الإلحاد.

الرد : 

الالحاد هو عدم ايمان باله : كيف توصل الملحد الى هذه الحقيقة ؟ انه من خلال التفكير المادي المعتمد على الحواس ! اذن الملحد مادي . فهل هذا لغز ؟

<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<< 
شَادِنُ

إذا أكلت بطاطس مقلية مع صلصة الجبن أو مع صلصة الثوم أو مغطاة بالكتشب أليست نفس الشيء؟ الأساس نفسه ولكن الصلصة اختلفت!
نفس المبدأ ينطبق هنا, نفس النفي المزدوج, ونفس الأسئلة تبقى, ونفس الأجوبة تعطى, ونفس متاهات السفسطة الضعيفة, وفي النهاية نفس الاستنتاجات..!

الرد : 

ونفس ما كنت اريد ان اقوله ..

<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<< 
IbnAbdulHakim

هذا تذكير لإخوتي وأخواتي.. أحيانا الغضب وقلة الصبر يتبخر من كتاباتكم حتى يشعر به الجميع..
أرجوكم أجيبوا بوضوح واضعين رضى الله نصب أعينكم وإلا سيجعلنا الشيطان نضر أكثر مما ننفع.

الإلحاد هو طريق التائهين الذين أظلمت قلوبهم من حالة نسيانهم لله, ونسيان الله لهم جراء نسيانهم له.
هذا كل مالدي لأقوله عنهم, إذا رجعوا لله بصدق ستجد قلوبهم نورا فقدوه منذ وقت طويل.

الرد : 

هذا كلام يحتاج الى إعمال القلب ليعطي ثماره .. 

<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<< 
joesixpack

إذا كان الإلحاد بطاطس مقلية, فالمادية هي المطعم الذي تقدم فيه.

الرد : 

هذا كلام خبرة ..
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<,

Independent

        Originally Posted by IbnAbdulHakim 
        هذا تذكير لإخوتي وأخواتي.. أحيانا الغضب وقلة الصبر يتبخر من كتاباتكم حتى يشعر به الجميع..

هذا أفضل ما قرأت منذ مدة, لم يسبق لي أن رأيت منتدى بهذه العداوة المستمرة.
وهذه تقريبا أول مرة يرحب فيها غير مسلم.
هذا المنتدى من المفترض أن يكون مفتوحا لغير المسلمين كما هو للمسلمين, ولكن إذا كان أدنى تعليق سيلقى هذه العداوة فإذن فاجعلوه حصريا للمسلمين وانهوا المسألة.

الرد : 

انا اتفق معك ، وأريد لغير المسلم ان يقول رأيه بالكامل ، حتى تتبين الحقيقة لمن يريدها من الجميع . أقول هذا وأنا مسلم لله ..

هناك 4 تعليقات :