الجمعة، 16 نوفمبر 2012

رد على تعليق (تلميذتك) في موضوع حول اللذة والالم والشر ..



التعليق :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رؤية تحليلية للألم والذة والشر
يتفق ما ذكرت تماما مع ما جاء في النصوص الحديثية النبوية الكريمة حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم بما معناه : " حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات "

وفيما ذكر في أحد الأحاديث "يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً ثُمَّ يُقَالُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ فَيُقَالُ: لَهُ يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ وَلَا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ". أخرجه أحمد


ويقول الأدباء بأن الألم فن من فنون الحياة
وأنه لولا الألم والحزن لما كان هناك سمو بالشعور وبالنفس الإنسانية


ــــــــــــــ
لكن لي سؤال حول ما ذكرت هنا :
"
لكن الشر أمر آخر .. قد لا يرتبط بالألم ، بل قد يرتبط باللذة"

وأنت قد ذكرت لنا في الاعلى أن اللذة لا بد أن ترتبط بالألم .. وقولك ان اللذة والألم بينهما ارتباط لا يمكن فصله

فهل من الممكن أن توضح لي ذلك ؟!

مع شكري لك
--------------------------------------------------------


الرد :

شكرا على مشاركتك ، و اريد ان أبيـّن ما قلته ، من ان موضوع الالم و اللذة بينهما ترابط بل و تناسب ، وتناسب طردي ؛ فالمزيد من الالم ينتج المزيد من اللذة اذا زال الالم ، و المزيد من اللذة ينتج المزيد من الالم اذا فقدت ، ولأجل هذا قالوا (ارحموا عزيز قوم ذل) ..

اما الشر فهو فكرة اخرى ، قد تكون مرتبطة بألم وقد تكون مرتبطة بلذة ، بالنسبة لمن يقع عليه الشر ..

فالسرقة شر مرتبط بالالم ، لكن الاسراف  وتبديد الموارد هو شر مرتبط بلذة .. الكفر بخالق الكون هو شر مرتبط بلذة بالنسبة لفاعله ، قد يعيش الكافر في تنعم حسي ولا ياتبه عقاب في الدنيا .. قال تعالى ( ذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون)  ، و ربط الخير والشر بالألم واللذة اذن هو فكرة ابيقورية غير دقيقة تبناها الماديون في هذا العصر كما هي ..   

الالم و اللذة من كيان الوجود والطبيعة ، اما الشر ففكرة خارجة عن الفطرة ، سببها الشيطان .. الشر فكرة متلبسة اما بلذة او بألم ، وغير مرتبطة بهما أو بأحدهما كما توهم الماديون ، و هذا الوهم هو ما جعلهم يـُرجعون الاخلاق الى المصالح اي اللذة ، ويعتبرون كراهة الناس للشر خوفا على مصالحهم الحسية ، و هذا غير دقيق في تحديد مفهوم الخير والشر ، انهم يعتبرون الشر المرتبط باللذة خيرا ، حتى لو كان فيه شر على غيرهم او على البيئة ، لهذا قالوا  أن الخير والشر امران نسبيان ، اي ما هو خير لك قد يكون شر لغيرك ، وهذا ما انتج طغيان الراسمالية وتلوث البيئة و نضوب الموارد والاستعمار العسكري والاقتصادي ، بناء على هذا التعريف الخاطئ للخير والشر ..

انهم يتكلمون عن الخير والشر بينما هم يتكلمون عن اللذة والالم !! اللذة والالم هما النسبيان ، اما الخير والشر فهما مطلقان و عامّـان على الجميع ، بدليل ان عمل الاحسان قد يسعد (س) من الناس ولا يسعد (ص) من الناس ،  لكن الالم الحسي و المتعة الحسية يدركهما (س) و ( ص ) ..

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق