سأرد عليك بنفس الأسلوب الذي انتهجته في آخر ردودك.
أنت قلت: كيف أجمع بين المصلحة وحب الخير وكيف اذا تعارضت
المصلحة وحب الخير فأيهما السيد ...؟؟
#### الرد ####
أنا لم أقل بأن المصلحة وحب الخير مندمجين وأنهما عنصر واحد
على طول الخط، بل قلت أنهما عنصرين منفصلين، ولكن التعاملات بين البشر قائمة
عليهما، اذا تعارضت المصلحة وحب الخير وأصبحت المصلحة مادية نفعية وسادت على كل
ماهو خير تكون محكومة بالفشل كما قلت لك وان ساد الخير تماماً فذلك شيئ جيد ولكنه
ايضاً لا يتعارض مع تضمنه لمصالحك.
الرد :
رجعنا لنفس الدوامة ، الآن جمعت بين الشيء
ونقيضه مرة أخرى ! "الخير شيء جيد لكن يجب أن يتضمن مصالحك" ! مصالحك
أخذ ، والخير عطاء . و بينهما تضادّ. ولا
يمكن الجمع بين الاضداد إلا في الفكر الليبرالي ، أو على سبيل البزنس : (أعطيك لكي
تعطيني أكثر) ، و هذا لم يخرج عن نطاق المصلحة بعد ، حتى لو كان فيه عطاء ، لكنه
عطاء بنية الاخذ . الفكر الليبرالي لا اسميه فكراً – مع إحترامي لشخصك – لأنه لم
يصنعه مفكرون ، بل براجماتيون نفعيون دنيويون مصلحيون و رؤوس أموال ، لذلك لا يعد
مع الفلسفات الإنسانية، لخلوه من المنطقية و اعتماده على المنفعة العابرة واللذة
وليس على المنطق. إنه فكر اجتماعي و ليس فلسفي . لأن الفلسفة تهرب من التناقض ،
والليبرالي يبحث عن التناقض أو لا يبالي بوجوده، بينما المفكر يعتبر وقوعه في
التناقض سقطة أليمة .
اذن الليبرالي يمثل فئة اجتماعية تريد ان تعيش
الحياة كما تريد بالطول والعرض و بدون ضوابط حتى من العقل والاخلاق والقيم . و
تريد ان تتحدث كما تحب. ولا يهمها إن عارضت المنطق ام لم تعارضه، وهذه عادة الفئات
الاجتماعية وليست المفكرين.
و فئة الليبراليين فئة موجودة في كل الشعوب وفي
كل الاديان ، توجد مساحة لليبراليين، كانوا يسمون في العصر العباسي بـ: رقاق الدين
والخلعاء. وهذا ليس بشيء جديد . مثلما يوجد المتطرفين والمتشددين في الدين. دائماً
هما على طرفي نقيض، و كلا الطرفين لا يهتم بالمنطقية. العدو التقليدي للمتشدد هو
الليبرالي، والعدو التقليدي لليبرالي هو المتشدد، وبقية الناس في الوسط. منذ الأزل.
فلا الليبرالي يمثل المجتمع ولا المتشدد يمثل المجتمع.
في محاولتك لتستطيح المصالح والاخلاق (الخير) في مثال بسيط
كالأخذ والعطاء فأنت تقع في خطاء جسيم، لأن العطاء ليس دائماً أخلاق كما أن الأخذ
ليس بالضرورة أن يكون مصلحة.
الرد :
طبعاً ، توصيفك هذا تسطيح للموضوع . لا بد من
النية في الموضوع، و هي العمق . المنافق يُعطي ، لكن ليس لأجل الخير، بل لأجل
المصالح . وضد الخير هو المصالح . إن كان للخير ضد. و الإهتمام بالمصالح على حساب
الخير هو الشر. اذ لا يوجد من يحب الشر لذاته. فالليبرالية اذن هي تلطيف لفكرة الشر
وعرضها بأسلوب جيد. وإلا فما معنى تقديس المصالح؟ المصالح سيقع الخير في طريقها
وسوف يُداس، ودوس الخير يعني الشر. لكن الليبرالي المهذب لا يريد ان يُكشف فكره،
ويحب أن يسمي الاشياء بغير إسمها. لكن العقل لا يرحم، ولا يهتم بالصيغ والاساليب.
بل يغوص إلى جوهر الفكرة ويحكم عليها، بعد أن يُحرق الاصباغ الليبرالية .
====================
أنت قلت: المصلحة العامة من متطلبات المصلحة الخاصة
#### الرد ####
أي أن نهتم بالمصلحة العامة للوصول للمنفعة الخاصة، وتقول أن
الاهتمام بالمصلحة العامة ليست كافية للوصول للمصلحة الخاصة لكل شخص وهذا تناقض
رهيب.
اذا كانت العلمانية والليبرالية تقدس المنفعة الشخصية لكل شخص
كما قلت انت في رد سابق، اليس هذا يصب في المصلحة العامة بشكل او بآخر!!
الرد :
ليس دائماً . مصلحة كل شخص لا تعني مصلحة الجميع
في كل الاحوال . انظر الى الرأسمالية الحرة مثلا : تشرعن للفرد أن يمتلك اموال كل
الناس لوحده اذا استطاع بأية طريقة ، المهم الا يُبطش به .. هل هذا فكرٌ نزيه
وأخلاقي أو حتى ينظر للمصلحة العامة ؟ انظر الى الراسماليين العجائز الذين لا
يستطيعون اكل السلطة ، يكدّسون الاموال ، بينما أحياء فقيرة بالكامل لا تملك ما
يملكه في قصره فقط . هذه أخلاق الليبرالية والعلمانية والراسمالية والبراجماتية
وما أدراك من صندوق المادية .. فكرٌ عفن بغلاف جميل.
==========================
أنت تقول: هل يكفي أن تقول فقط؟ أنا أقول وأنت تقول الى نهاية
ردك الثالث من جملة ردودك الأخيرة
#### الرد ####
إذا كان أنا من يحاورك اذاً انا من يقول!
الرد :
لا ، بل يحاورني العقل ! و ليست أهواء شخص ما و
رغباته وما يحب أن يكون ! هذا ليس حواراً ! لا بد من مشترك ولا بد من ارضية
ومعيارية نحتكم إليها. نحن لسنا نغرّد في تويتر هنا ! نحن نتحاور ، و الحوار يحتاج
الى المنطق ، وليس إلى : (انا اقول) أو (أنت تقول) .. أو بعبارة أخرى : (أنا أحب)
و (أنت تحب) !! العقل لا يرحم يا عزيزي ولا يُحابي ، ولست أنا العقل أو أنت .
تريد منّي أن أثبت لك بأن الأخلاق عقلية وليست ايمانية، وذلك
أشبه بأن تطلب أن أثبت لك بأن الجائع إذا أكل ذهب جوعه.
الرد :
طبعاً ، ألست تقول : عقلية ؟ إذن اثبتها بالعقل
..
هل يكفي بأن تكون مؤمناً لكي تكون أخلاقياً، وهل يكفي الإيمان
للهداية الى الاخلاق دون عقل.
المؤمن المجنون الذي ذهب عقله هل يؤاخذ بأخلاقه، طبعاً لا،
وهذا يدل على أن الأخلاق لصيقة العقل وليس الايمان اذ ان المجنون لايزال مؤمناً
بقلبه،
الرد :
كيف آمن و ليس عنده عقل ؟ ثم إيمان بماذا ؟
المنهج الإلحادي والليبرالي لا يضع اي فقرة للأخلاق ! و بنفس الوقت يعظّم عدو
الأخلاق وهي المصلحة الشخصية ! فكيف يأتي الشيء من ضده ؟
الشخص الملحد أو الليبرالي اذا وجدت عنده اخلاق،
فاعلم انها ليست من منهجه بل من بقايا الدين فيه، والتي اخذها من مجتمعه ، إما
تصديقا او نفاقا لذلك المجتمع ..
براجماتيته تشرعن له النفاق، ورأسماليته تفتح له
باب التفوق والسحق، اذن كل هذه التمهيدات لأجل المصلحة لا للأخلاق ، فكيف تنتج
أخلاق من منهج لا أخلاقي ؟
الإيمان الصحيح بدين صحيح اذا أحترم واستـُبعدت
عنه الليبرالية والعلمانية ، نعم سينتج أخلاق . وهو الطريق الوحيد للأخلاق
الحقيقية المستمرة والمترابطة . مثلا حالة اغتصاب الاطفال من قبل قساوسة : هل
يُلام فيه دينهم أم ليبراليتهم ؟ دينهم يشنع هذا الشيء ، اما ليبراليتهم فتسمح لهم
بأكثر من هذا ! وتستغرب عندما تجد ليبرالي يشنّع عليهم ما يُبيحه هو ! فداوكينز
ينتقد القساوسة وهو يقول انه ليست عنده مشكلة في التحرش بالاطفال - اذا وافقوا
طبعا- ! لأن حريتهم تـُحترم ، أي اغراؤهم
ثم انتهاك اعراضهم ، مع أنهم قصّر ، والقانون لا يعترف بموافقاتهم أو رفضهم .
اذن لا يكفي الانتساب للدين للتبرئة من
الليبرالية والعلمانية ، لأن هناك علمانية و ليبرالية دينية ، وهي سبب الفسوق عند
كثير من اتباع الديانات ، بل هي سبب انحرافات الديانات كلها.
رجال الدين يلتقون مع الليبراليين كلما انحرفوا
عن دينهم . و المفروض أن يُنسبوا في هذه الحالة الى الليبرالية لا الى الدين،
والرسول يقول (لا يزن الزان حين يزني وهو مؤمن) اي هو ليبرالي في تلك الحالة، أو
ملحد ..
أنا لا أرمي عليك بديهيات ومسلملت بقدر ما أوضح لك حقيقة
ملموسة وواقع نعيشه، وكما أنني أستطيع أن أقول بأنك ترمي عليّ ببديهياتك ومسلماتك
كون الأخلاق ايمانية دون أن تتبصر وتثبت لي مسلماتك.
الرد :
الأخلاق عقلية وإيمانية بنفس الوقت ، ولا تكون
اخلاقا إلا بهما معاً . العقل قال لي أنه لا بد من وجود إله واحد. مثلما قالها
الإحساس. ثم آمنت بهذا، و تبنيته، مع أني لم ار الله. هذا هو الإيمان : عقل و
تصديق ، و بدون عقل لا يكون إيمان، بل يكون جنون. مثل الملحد الذي يؤمن بأن كل شيء
في الكون جاء من لا شيء. هذا إيمان بلا عقل. و أن الصدف هي التي أوجدت الحياة ،
وهي التي طورت الإنسان و صفـّت الرموش على عينيه. وجعلت الصمغ في اذنيه حتى لا
تدخل الحشرات ، بالصدف ! هو يؤمن بكل هذا وأكثر، هذا هو الإيمان الجنوني.
الشجاع يقدّر بعقله أنه يستطيع أن يدخل من مكان
معين في البيت المحترق و ينقذ الطفل ، ثم يؤمن بهذا الإفتراض و يعمل بموجبه، مع
أنه لم يتأكد. مثلما آمن أن إنقاذ الطفل أفضل من تركه ، و مثلما آمن أن ربه
سيكافئه خيراً على فعله الفاضل حتى لو احترق . مجموعة إيمانات ، كل واحد أجمل من
الآخر ، مبنية على عقل .. هذا هو طريق الفضيلة والتفوق والسوبر مان الحقيقي ، وليس
النتشوي النفعي الدنيء الذي يقتل الضعفاء لأنهم ضعفاء، ولو كانوا اقوياء لقبّل
ايديهم ليغدر بهم فيما بعد .. ونيتشه ابو الافكار الليبرالية والعلمانية والفردية
والرأسمالية .. لكنه ليس من أسّسها ..
هكذا ، كل إيمان مبني على عقل فهو فضيلة . وكل
إيمان مبني على جنون فهو رذيلة، مثل المتهور الذي يقذف بسيارته دون ان يحسّب
العواقب. إيمان الملاحدة متهور ، ودينهم غير أخلاقي ، لأنه مبني على المصلحة وليس
على الفضيلة.
===================
أنت قلت: من هنا نفهم أنك لا تستطيع أن تثبت عقلانية الاخلاق واتجهت الى موضوع آخر، وكنت تقصد
العلمانية والليبرالية
#### الرد ####
نحن، أقصد أنا وأنت كنا نتكلم عن الالحاد وعلاقته بالانسانية
ولكنك ابيت الا ان تقحم العلمانية واللييرالية بذريعة انها من يغذي الالحاد
بتفسيراتك واستنتاجاتك الغير منطقية، فأنت من أقحمها فلا تتهمني بما فعلته أنت!
الرد :
لماذا لم تستمر على الموضوع ؟ كان بإمكانك ،
وتترك استطرادي جانبا .. و الآن بإمكانك أن تثبت علاقة الإلحاد بالإنسانية
والأخلاق. أما عن الليبرالية والعلمانية وعلاقتها بالإلحاد، فأنت من لا يستطيع أن
يفك الرباط بينهما ، لم ينتشر الإلحاد في اوروبا إلا بعد انتشار الليبرالية
والعلمانية بعدة قرون ، و لم يدخل الالحاد الى العرب الا بعد ان دخلت الممهدات، و
هي العلمانية و الليبرالية والفردية والراسمالية والبراجماتية.
ثم ان الالحاد لا يختلف عن مبادئ الليبرالية في
تقديم المصلحة واللذة والسعي لأجلها على كل شيء . الليبرالية تقصّ جانب الأخلاق و
الشرائع الدينية. و الفردية تقص الإرتباط الاجتماعي من خلال الفضائل، والبراجماتية
تجيز النفاق للضرورة. ثم يأتي الإلحاد ليضرب اساس الدين كله . فالمجموعة فريق شيطاني ، اوله الليبرالية وآخره
الالحاد ، وإن كان ليس هو الآخر ، فهناك عبدة الشيطان (بطل اللذة) والمصلحة .
لكني لا اتهم اي ليبرالي بأنه يعي حقيقة عالمه
الذي تلقّاه ، لكن عليه أن ينظر فيما يتبناه من أفكار. ولا يقبلها تبعاً للدعاية
والتزيين فقط. عليه أن يتشكك حتى في هذه المبادئ ، مثلما تشكك في مبادئ الدين
والمجتمع. فالتشكك ليس جهازا يستعمل مرة واحدة فقط ..
===================
أنت قلت: العلمانية عدو الدين وان الالحاد فرخها القادم...
#### الرد ####
ها أنت تعيدنا مرة أخرى وتصر بأن العلمانية هي من تغذي الالحاد
وذلك وفقاً لتفسيراتك السطحية واهتمامك بالقشور وتركك ل اللب، والتي وصفتها
"بالبرهان المنطقي" !
العلمانية ليست بوابة مرور الى الاحاد، فحتى المؤمن الأصولي قد
يذهب من الأصولية الى الالحاد مباشرة، فالعلمانية ليست وسطاً انتقالياً
الرد :
و هل يبقى موقفه من العلمانية و الليبرالية كما
هو إذا ألحد ؟! هل يقبل الإلحاد و يرفض العلمانية والليبرالية لو أنها شيء مختلف ؟
هل تستطيع تقديم مثال على شخص ألحد لكنه يكره العلمانية و الليبرالية والنفعية ؟!
من هو هذا الملاك المادي ؟! لو لم تكن نظرتي للموضوع عميقة لما استطعت أن أحجر
عليك في كل مكان . و الآن اقول لك : هات كل ما عندك ، و سأرد عليك ببساطة ، أما
أنت فلا تستطيع ولا ترد على نقطة واحدة ، أنت تقدم وجهة نظرك و حبك و عواطفك ، لكن
منطقك لم تـُطعمنا منه حتى الآن .
و الكلام ليس موجها لك وحدك، بل لكل ليبرالي ،
أتحداه أن يرد أكثر مما قلت أنت . لأن الباطل بناء واهي ولا يستطيع أن يدافع عن
نفسه ، فيذهب الى التملص والتناقض وتغيير الموضوع ، و هذه علامة ضعف. (إن كيد
الشيطان كان ضعيفا) صدق الله العظيم.
لا تكن سطحيا .. اين هو العمق الذي تتحدث عنه ؟
أنا أغوص بك للعمق وانت تسحبني للأسطح كما تلقيتها و حفظتها ! حتى الآن أنت لم
تستطع أن تدافع عن هذه الأفكار الغير جيدة . و إن كان وراءها إعلام جيد . لكن
العقلانية الجادة لا تكترث بالإعلام.
===================
أنت تقول: العلمانية تصارع الدين بأوجه مختلفة... الى نهاية
الرد
#### الرد ####
يا أخي العلمانية ليست دين معاكس، وهي لا تفرض اعتقاد معين ولا
تعارض الناس في حرياتهم ولا تكره التزامهم بأديانهم التي اختاروها وتفصلها عن
حياتهم بالقوة،
الرد :
عدنا إلى (ليس .. ) و (إن .. ) و أخواتها ..
لاحظ أن كل ماقلته أنت هو ما تفعله السلطة الدينية حرفياً،
الرد :
وما قلته أيضا ينطبق على السلطة العلمانية ،
كلها سُلَطْ ! و ظلت الشعوب العربية ترزح تحت نيّر العلمانية. فماذا استفادت ؟
نعم فالسلطة الدينية هي من يفرض على الناس اعتقاد معين وتحارب
من يخالفه ولو يصل ذلك الى القتل والاعدام،
الرد :
وهذا بالضبط ما تفعله العلمانية ، تلزم الناس
بخطاب معيّن ينص على تنحية أديانهم بالقوة عن حياتهم . لماذا لا تتركهم وشأنهم ؟
أين الحرية المزعومة ؟
لاتجد سلطة دينية ولا رجل دين الا تراه يحارب العلمانية
والعلمانيين بالسب والشتم،
الرد :
وايضا لا تجد علمانيا الا يسب ويشتم رجال الدين
! كلهم يسب و يشتم ! و كلهم رجال سلطة و اديان متناقضة .. متى تصدق أن هذه الأفكار
عبارة عن دين ؟ هل تنتظر ان يقول الغرب انها دين ؟ حتى المحاكم الامريكية اعتمدت
الالحاد كديانة . و في بطاقات الهوية يكتب : الديانة : ملحد . مثلما يُكتب مسيحي
أو مسلم . لكن المسيحي والمسلم يرجع في دينه الى الله ، و الملحد يرجع في دينه الى
الشيطان و يسير على خطاه في التمرد (طبعا الذي لا يضر، وإلا لكان شجاعا) .
نعم لاتستغرب، بل استغلوا المنابر ليصبوا عليهم نارهم الحامية
المتضمنة الدعاء عليهم ووصفهم بأوصاف لا تليق، العلمانية هي المحاصرة في مجتمعاتنا
ولا يحق لروادها بأن يشرحوا ما يكتنزونه من أفكار للعامة.
الرد :
العلمانية معها السلطة و الإعلام في اكثر
البلدان !! كيف تكون محاصرة ؟ والعلمانية لا تقف في حربها الشعواء ضد الاديان .. و
تفرح بأي خطأ ممن ينتسب إلى الدين و تعمّمه على الجميع . انظر الى السويد (واحة
العلمانية) تجرّم الدعوة الى الاسلام .. هل رأيت أنها عبارة عن خداع ؟ و أن
الكراهية الحقيقية للأديان هي نخاع الليبرالية والعلمانية ؟ و أنها دين معاكس لا
يكل ولا يفتر في عداوته ؟ لماذا لا يتركون الناس وشأنهم ، من أراد أن يكون مسلما
أو ملحدا او مسيحيا ، اليست هذه مبادئهم ؟ لماذا اصبحت هذه المبادئ جريمة في واحة
العلمانية ؟ لاحظ نفسك ، نسيت نفسك و رجعت إلى قصف المنابر و رجال الدين ! مع أن
موضوعنا مختلف ..
كراهية الدين شيء لا يزول من ملحد أو ليبرالي او
علماني . و هو همه الأول و شغله الشاغل . وهو نقطة اللقاء بينهم وملح مجالسهم . مع
أن افكاره تنص على ان يستغل لحظاته بالمتع .
كم عمر العلمانية في الغرب ؟ حتى الان لم تهدأ
من صراعها مع الاديان ، مع أنها سحقت المسيحية و اخرجتها خارج الملعب. العلمانية و
الليبرالية هي حالة صراع و ردود أفعال ، وهي دائما بحاجة الى خصم ، لأنها بدأت
بالخروج عليه و الصراع . ولا تستطيع ان تعيش بدون صراع مع الاديان ، و عدم وجود
اديان يعني موتها. والمصارع لا يستطيع ان يستمر مصارع وهو بلا خصوم ، لأنه درب
نفسه لأن يكون مصارعاً و هذه هويته . اذن الالحاد والليبرالية والعلمانية ليست
افكارا سلمية. بل تعتمد على الصراع والبقاء للاقوى. و سوف تستمر في الصراع حتى لو
احتلت منابر الاديان . و الذي يغيضها أن الدين لا يزول نهائيا . و يبقى حاجة عند
الكثيرين بل الأكثرية ، لأن هذا الصراع ضد فطرة الإنسان ، بأفكار سطحية مصنوعة لم
تتعود البشرية عبر تاريخها الطويل على قبولها .
وهي في حقيقتها حرب لعالم الخير كله . فالالحاد
المتقدم صار يناقش فكرة الانسانية و يبدلها بالوحشية ، مثل ما يقدّم سام هاريس
الملحد اليهودي – ولا ادري كيف يكون ملحد ويهودي ! - أخلاقه المتوحشة التي يسميها علمية ، و التي من
ضمنها ابادة جميع المسلمين في العالم بالقنابل النووية ! قال لك : حتى لا يكون
هناك إرهاب ! بينما هذا العمل ليس إرهابا ! بل هو عمل إنساني من وجهة نظر اخلاقه
العلمية الجميلة !
كل ذلك وتأتي وتقول أن العلمانيين يتصيدون زلات السلطة
الدينية، رجال الدين و السلطة الدينية بدوغماتيتهم الرهيبة يريدون أن يخضعوا كل
شيئٍ لهم ويسيرونه حسب ما يعتقدون.
الرد :
العلمانيون مثلهم ، لا فرق هنا .. يريدون ان
يسيروا كل شيء حسب أفكارهم .. مقتنعين ان افكارهم هي الصواب ، اما غيرهم فليس
عندهم الا افكار سيئة و متخلفة و ضد التنمية ، و ان افكار غيرهم هي سبب التخلف،
بينما افكارهم هي الجنة الارضية . نظرة اقصائية للآخر . ثم يدّعون احترام الحرية !
واذا كانت الاديان تمتلك الجنة ، فهم ايضا عندهم جنة بديلة ويرون غيرهم في نار تلك
الجنة . جنة المتعة والفنادق والتكنولوجيا واللا دين والانفلات .. الا يكفي من هذا
ان العلمانية و اخواتها دين له جنة و نار ؟
كل علماني يحلم أن يكون الناس علمانيون و
ليبراليون مثله ، لا أن يكونوا أحرارا ، و لا يحترم أي عقل مختلف عن توجهاته و
يحكم بضلاله وسطحيته . هذا دليل على انه دين ، لان كل متدين يريد ان يكون كل البشر
على مثل دينه. فالعلماني ليس همه الحرية ، بل همه العلمانية أن تبسط نفوذها ، و
تبعد رجال الاديان خارج المسرح . ليس همها حرية الناس بل علمنة الناس.
هو دينٌ له أركانه الخمسة : الفردية ،الليبرالية
، العلمانية ، البراجماتية ، الرأسمالية . و قبلته الغرب ..
أنت تخترع أصلاً وتصنع منه فرعاً وترجع الفرع الذي صنعته الى
الاصل الذي اخترعته، أنت تصنع المغالطات بنفسك وتفسرها وترجع نتائجك اليها.
الرد :
و أنت ترد ولكنك لا تعرف .. أنت لا تعرف الفرق
بين الرفض و بين التفنيد ، انت ترفض بنائي المنطقي وأنا لا ألزمك به أصلا ، وتحسب
أن رفضه يعني تفنيده و إثبات خطؤه. يا عزيزي الرفض شيء والرد وإثبات الخطأ شيء آخر
.
نعم أنا افلسف وأمنطق، فهل تستطيع أن تثبت خطئي
بالفلسفة و المنطق ؟ أما رأيك – مع احترامي لرايك – فلا قيمة له اطلاقا في الموضوع
، كونك قبلت أفكاري ام لم تقبلها . نحن نتحاور و لسنا نتعازم على مأدبة إذا لم
تقبلها ازعل أو تزعل !
السلطة الدينية بكل بساطة لا تحترم الانسان ولا تقف على حقوقه
ولا تساوي بين الجميع امام القانون
الرد :
هل لاحظت صدق كلامي ؟ ليس لك همّ إلا حرب السلطة
الدينية ! لأنك علماني ! رُد على افكاري أنا ! هل أنا سلطة دينية ؟!
كل شيء يعود إلى اصله وما بُرمِج على حربه .. فالليبرالي
والعلماني والملحد مثل صواريخ كروز، تركيزها على هدف واحد مبرمجة عليه ، هو الدين
، وتترك كل ما حوله ، و تلف معه أينما إلتفّ ، ولو اختبئ تحت الارض ، لأنه ببساطة
رجل دين علماني ، و رجل دين يحارب رجل دين ، و سلطة علمانية تحارب سلطة دينية
تنافسه على كعكة المجتمع و خيراته . أما الإدعاءات العريضة و الوعود بالجنان
الارضية فهي قشرة تتقشع بسهولة عن الوجه الحقيقي .
===================
أنت تقول: اذاً وزع مالك على كل شخص لانك تريد مصلحة كل
شخص.... الى نهاية الرد
#### الرد ####
أنا لا أدري لماذا ذكرت هذا المثال وماذا تريد أن تثبت به؟؟؟!!
الرد :
راجع كلامك السابق له حتى تفهم الرابط بينهما.
النظام الرأسمالي لا يقتصر على العلمانية فحسب، بل هناك دول
دينية مثل ايران والذي بدأت كلياً بالاعتماد على النظام الرأسمالي في ادارة
اقتصادياتها.
الرد :
هل هذا من الدين؟ أم من العلمانية الداخلة في الدين؟
هذا غير أن العالم يسيطر عليه الاقتصاد الراسمالي وهو نظام عالمي من الصعب
الانفصال عنه, إلا بخطوات طويلة الأمد, لأن العالم في حقيقته محكوم اقتصاديا من
قبل رأسماليين كبار.
الدولة العلمانية لا يحكمها نظام اقتصادي ذو طابع معين، وذلك
يرجع ويتوقف على نظام الحكم الذي يسيطر على البلاد، فما تبنيه على خطاء فهو حتماً
سينتج عنه عدة أخطاء.
عندما وجدتك تتهم العلمانية بما أسلفتَ قوله فأنت حتماً لاتعرف
عن العلمانية الكثير أو تعرف عنها ماليس منها، فرأيتُ أن أبدي لك ماهية العلمانية.
أنت تتهمني بأني أرمي بالمسلمات دون أثبات وكأنك تريد مني أن
أفهم أنك أثبت كل ما تقوله اثباتاً منطقياً رصين الحجة، وهذا بالضبط هو الذي لم
تفعله !!!!
الرد :
لماذا لم ترد عليه مادام ليس رصين الحجة؟!
ولماذا لم تناقشه بدلا من أن تحكم عليه من خارجه؟
العلمانية لا تنفصل عن الرأسمالية في كل دول
العالم عدا في فترة الشيوعية, مع أن الشيوعية بذاتها ابنة الرأسمالية والإلحاد, و
الجميع تجمعهم المادية. النظام الشيوعي تبخر من العالم تقريبا ليحل محله العلمانية
الرأسمالية في أكثر العالم. حتى الدول التي كانت شيوعية كانت تتعامل مع الاقتصاد
العالمي بطريقة راسمالية. الشيوعية نفسها أنتجت راسمالية البروليتاريا.
===================
أنت تقول: من سيحل مكان السلطة الدينية اذا خرجت من سياسة
الدولة... الى نهاية ردك
#### الرد ####
نعم اخرجوا لندخل مكانكم، أنتم (اقصد السلطة الدينية) أثبتم
فشلكم في ادارة الدولة والرقي بها لمصاف الدول المتقدمة،
الرد :
الآن اعترفت بوجود تنافس على السلطة مع رجال
الأديان، و اعترفت بوجود أجندة هي الصحيحة وغيرها باطل ويجب إلزام الناس بها ، و
هي أجندتكم طبعا. ما الفرق ؟ أنا اسألك ! كيف تـُعيب عليهم ما أنت واقع فيه ؟
انتم لم ولن تفعلوا شيئاً يحسب لصالح الانسانية ولا لصالح
اي شيئ سوى انفسكم، انتم فقط تفرضون آرائكم بالقوة وتصادرون حق التعبير لأي شخص،
وبفضلكم نحن في مصاف الدول المتأخرة في كل
شيئ.
الرد :
أكثر الدول العربية والنامية علمانية ، وهذا مما
زاد في تأخرها !
و من "نحن" ؟! لماذا تخاطبني كجمهور؟!
أنا شخص يحاورك, شخص مسلم يؤمن بالقرآن و ما والاه فقط , فهل القرآن يدعو للتأخر؟
أم أنه جاء لانقاذ الإنسان من عبودية الإنسان؟ أنا أتكلم عن أفكار ، بينما أنت في
حلبة صراع اجتماعي .
يجب أن نحدد الأرضية ، أثبت الأخلاق و الإنسانية
في الإلحاد وممهداته , هذا هو الموضوع ، وهو موضوع فكري كما ترى و ليس اجتماعي .
دع صراعاتك على السلطة جانبا و ناقش الموضوع فكريا إن استطعت، ولا تهرب للأمام .
قدّم أفكارا هادئة علمية ومنطقية. و أثبت بالمنطق خطأ مزاعمي كما تسميها. أنا لست ممن
تصارعهم، فتمهل !
أنا مجرد مفكر ينطلق في رؤيته من القرآن العظيم
أو يحاول ذلك, قد أصيب و قد أخطئ. و أنت تحمل أجندة تصارع بها لأجل الحصول على
سلطة المجتمع و تنحية خصومه خارج المسرح . أنت رجل دين علماني اجتماعي تتهرب عن
التفكير إلى الصراع الاجتماعي . أنا أثبت لك أن الإلحاد و توابعه دين، و لا ينافس
الدين إلا دين, فخطـِّئني بغير كلمة "ليست" !
لولا العلمانية لم يستطع دعاة الاسلام من نشره في الدول
الغربية التي تنتهج العلمانية في سياستها،
الرد :
ألا يكفيك حربهم الشعواء على الإسلام والعنصرية
الدينية و الإسلاموفوبيا و القوانين التي تمنع الدعاة و تمنع الحجاب و تمنع المآذن
إلى غير ذلك, بل إن المتعصبين من رجال الدين العلماني - كعادة المتشددين - لم
يقفوا عند هذا الحد ، بل وصلوا إلى الاعتداءات الآثمة على النساء المحجبات ، مع أن
وجوههن مكشوفة . و اليوتيوب مليء بهذه المشاهد العفنة من رجال دين علمانيين ونساء
علمانيات. إنه صراع أديان وليس صراع حضارات, أديان تؤمن بالرحمن وأديان تؤمن
بالشيطان.
كما أن الأديان الأخرى
لا يستطيع دعاتها من نشرها في الدول الاسلامية أو التي تنتهج دين معين وتجبر
الجميع عليه.
الرد :
لكنهم لم يرفعوا شعار حرية الأديان كما رفعتها
العلمانية الكاذبة, و أكثر الدول الإسلامية مليئة بالكنائس والمعابد غير الإسلامية
و منذ القدم.
==================
أنت قلت هذا كلام مموه ومزين و غير منطقي .....
وكنت تقصد بذلك أن العلمانية لا تضمن لك حرية الاعتقاد وآداء
طقوسك (عباداتك) بحرية
#### الرد ####
الطقوس قد تكون دينية وقد تكون الحادية وقد تكون ماتكون،
المسألة هنا في حرية الاعتقاد بها وحرية العمل بها أي أنك لا تُجبر للذهاب الى
المسجد أوالكنيسة و القيام بعباداتك ولا تُمنع من الذهاب لها. اذا لم تُحارب في
عقيدتك التي تعتقدها فلماذا تظن بأنها ستموت في داخلك.
الدين علاقة عامودية بين الفرد وربه،
الرد :
لست أنت من يحدد ما هي علاقات الدين, فالعلماني
لا شأن له بالدين ولا يعرف شيئا عنه, هذا المفترض, فأهل الدين أدرى به, فلماذا
وجهة نظرك عن الدين هي التي يجب أن تـُقبـَل ؟! الدين نظرة شاملة للحياة و بنية
اجتماعية, بينما بنو علمان يحددونه فقط في المسجد و ممنوعاً خارج المسجد ! بينما
الله لم يحدد هذا الشيء بل شنـّع عليه عندما قال: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن
تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ
مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ
وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى
وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ
الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ
وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ
الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ [البقرة : 177]
أنت تريدهم أن يولّوا وجوههم قبل المشرق والمغرب
فقط، و تريد أن تذبح الدين من الداخل وتفصله عن الحياة حتى يموت تدريجيا. هذا بحد
ذاته عمل عدائي تجاه الدين, تخيل أن أفكارك التي تعتز بها تـُفصل عن الحياة و تبقى
على الهامش كخيالات مريضة, هل هذا احترام لأفكارك أم ستعده انتهاكا ؟! عامل الناس
بما تحب أن يعاملوك .. من خوّلك كعلماني لهذا التدخل السافر في معتقدات الناس و
تشقـِّقها كما تريد ؟ ثم تدّعي عدم التدخل في الأديان بعد أن قمت بذبحها ! هذا
تناقض والكذب تناقض .. لا أقصدك شخصيا أقصد الفكر العلماني العالمي المنافق.
منطقيا : لا يَحكـُم على الشيء من هو الأبعد
عنه, و العلماني والملحد هو الأبعد عن الدين، فكيف يقيم الدين؟ هل أصبح مفتيا
دينيا هذه المرة و خبيراً في الأديان يحدد علاقاتها وأماكنها ؟! لم يبقَ إلا أن
يتدخل في أحكام الغسل و الوضوء و يحذف منها من وجهة نظره العلمانية! كل رجل دين
عليه أن يتحدث عن دينه ، والعلماني رجل دين علماني له الحق أن يتكلم عن دينه فقط،
لا أن يُلزم غيره بوجهة نظره عن أديانهم, هذا إذا افترضنا حرية الاعتقاد التي
تـُطرح ادعاءً عند العلمانيين بينما هم يفعلون عكسها.
فالعلمانية لا تظهر
الدين على هامش حياة الفرد بل تقول له لك الحق في أن تختار ماتريد.
فلو أنك في دولةٍ غربية دينية وتمنعك من اظهار عباداتك وبناء
مساجدك واقامة صلواتك فيها لقلت وأردت أن تكون هذه الدولة علمانيةٍ بدلاً من أن
تكون دينية، لا تنظر من منظورك، وانظر بمنظور الجميع.
الرد :
العلمانية دين, فلماذا لا تريد أن تنظر إليها
كدين ؟ و لقد بينت لك كيف تحارِب الدول الغربية الأديان ليل نهار, و إن كانت
ظاهريا تسمح ببعض الممارسات, حتى العلماء وأساتذة الجامعات لم يسلموا من الإساءات
التي تصل إلى الطرد من وظائفهم أحيانا لكونهم يشككون في نظرية التطور الإلحادية !
و اليوتيوب مليء بأمثلة لهؤلاء العلماء يتحدثون عما عانوه بسبب وجهة نظرهم العلمية
في نظرية لم تثبت بعد ، و عندهم أدلة على نقضها لكنها لا تنشر. فالمدارس الغربية
فرضـَت نظرية التطور مع أنها ليست علمية ولم يجمع العلماء عليها. أليست هذه من صور
الحرب العلمانية هناك؟ إنها تحارب الأديان في أماكنها فما بالك عندها ؟
والحقيقة التي لن تصدقها : أن الأديان بينها
ألفة أكثر فيما بينها, أما منظومة العلمانية والإلحاد فلا تعرف السلام مع الأديان
؛ لأنها قامت على نقض الأديان ،وهو
غايتها, وهي لا تشترك مع الدين في أي شيء ، بينما المسيحي يشترك مع المسلم في
أشياء كثيرة وأهمها الأساس ، وهو وجود الله.
العلمانية افسدت على الجميع, وهي التي حرّشت
الأديان والمذاهب على بعضها بينما كانوا يعيشون في سلام, لأنها تنافس رجال الدين
في نفس أهدافهم على المجتمع وتريد أن تحل محلهم كما تفضلت أنت و صرّحت بذلك, فمن
يعادي رجال الدين : ألا يمكن أن يقال عنه أنه يعادي الدين الذي أنتج هؤلاء الرجال؟
الموضوع واضح لا يمكن تمويهه!
وتحديد العِداء مع رجال الدين هو حركة منافقة ؛
حتى لا يقال أن العلماني يعادي الدين بذاته ، فأُلصق العداء برجاله, مثلما قالوا
عن الحرب التي شنّوها على الدين أنها ضد رجال الكنيسة ، و لم يقولوا ضد الدين أو
المسيحية حتى لا تـُهيّج الناس عليهم, إنه نفاق و براجماتية و مصالح تبيح حتى
الكذب والتلاعب بالألفاظ.
أما اضطرارها لوجود بعض الكنائس أو المساجد ،
فهذا من الضرورة حتى يسيطروا على المجتمع, لأن منع المؤمن من عبادته تماما ليس
شيئا عمليا و سيؤدي إلى ثورات خطيرة, إذن هذا التساهل ليس حبا ، بل خوفا ونفاقا,
مكرهٌ أخاك العلماني الغربي لا بطل .
و
العلمانية تعمل على إزالة منابع الدين بالتدريج دون إثارة مشاكل, لأنها قامت على
هدف هدم الدين لتحل محله, و كل شيء يُعرف من منطقاته الأولى, و أي بقاء للدين هو
نذير خطر على العلمانية التي قامت على إسقاط الدين, هذا شيء منطقي واضح و واقعي
أيضا. لو أن العلمانية لا تصارع رجال الدين لجاز لك ان تقول أنها محايدة تترك
الأديان وشأنها.
====================
أنت تقول: أليس هذا تدخلاً في شؤون الدين... رداً عليّ فيما
قلته أن الليبرالين يطمحون الى اعادة تفسير النصوص الدينية
#### الرد ####
لماذا؟ هل عليّ أن أنصاع إلى كل مايقوله رجال الدين وكأننا
بهائم ليس لنا عقول، هل عليّ أن أتقبل تفسيرهم للدين والذي أخذ عن طريق النقل من
آلاف السنين، هل يعتبر هذا منطق، هل عليّ أن أقبل بأشياء لا تتوافق مع بديهيات
العقل ولا تحترمه.
الرد :
هذا شأنك انت ، لكن لماذا تحارب الدين ؟ إرفض
تدخلات او اساءات ، لكن لماذا الحرب منصبة على الدين مع انه غير مسؤول عن ما يفعل
اتباعه ؟
ألست تقول ان خصمك هو رجال الدين ؟ فلماذا لا
تستمر و تقفز الى محاولة ضرب الدين نفسه ، مع انك تعلن انك لا تحارب الدين بل
تحارب رجاله ، و بنفس الوقت تشن الغارات على الدين نفسه تريد شطبه عن الواقع ! مع
انه ليس كل من انتسب الى الدين اساء اليه .. هذا ظلم للدين وللابرياء من اتباعه .
عليك ان تواجه من اساء اليه فقط ، فتكفّ ايديهم لا ان تكفّ الدين نفسه , لماذا
يُجرَّ الدين في هذه الصراعات الاجتماعية ؟ الست تقول ان العلماني يحترم الاديان ,
اذن لماذا يهاجمها
ويتدخل فيها ؟
ثم لماذا تعتقد بأن إعادة تفسير النصوص هو تدخل في حريات
الآخرين حيث وصفت أن هذا الشيئ مضحك للغاية! ، لك حرية الفهم ولكن لا تجبرنا بفهمك
كما أنني لن أجبرك بفهمي، لأن الحاصل الآن هو الإجبار على فهم واحد وتفسير واحد
وهذا مالا تقبله الليبرالية
الرد :
متى اجبرتك ؟ اما من ناحية أنه مضحك فهو مضحك
فعلا ، لأن من يفسر الشيء يجب ان يكون عارفاً به ، فكيف يأتي ملحد لكي يفسر نصوص الاسلام
حسب وجهة نظره الملحدة ؟ هذا يشبه ان يدخل السباك الى غرفه العمليات بدل الطبيب !
ألا يضحكك هذا؟ لماذا الليبرالية تفسّر
الدين وهي خارجة عنه و متحررة عنه ؟
===================
أنت قلت: العلمانية والليبرالية تحارب ستر العورة .... الى
نهاية ردك الاخير
#### الرد ####
تحارب ستر العورة أي أنها تجبرك على عدم ستر عورتك، بغض النظر
عن مدى فهمك وتحديدك للعورة وماهيّتها، وكذلك تجبرك على قتل الأجنة، فكل ماذكرته
أنت هنا ليس بصحيح.
الرد :
هذا هو الواقع . انظر الى الغرب يجرّمون المحجبة
ولا يجرمون من تتعرى ، بل يشجعونها , ويحاربون المسيحية لانها تحرّم الاجهاض.
في الولايات المتحدة يوجد قانون يحمي حقوق الجنين لحظة تكونه (
أي في مراحل تكوينه الأخيرة) مع انها دولة علمانية.
الرد :
هذه حالة شاذة ، لكن مطالبات العلمانيين لا
تتوقف في سنّ القوانين لحمايه الشواذ والمجهضين (قتلة الاطفال الصغار) الذين
يدّعون المحافظة على الحياة و هم يقتلونها في مهدها.
يبدو أننا لن نصل الى نقطة التقاء أبداً، فأنت تنكر كل ما أقول
وأنا لا أقبل بما تقول، شكراً لك،
الرد :
يؤسفني ان تنسحب دون ان يُقبل منك شيء ودون ان
تردّ مني شيء يحفظ ماء وجه دينك المكحّـل, لكن ماذا افعل ؟ انت تريد ان تزيّن لنا
قبيحا و أعماقه غير طيبة و نتائجه كما ترى .. كيف أصبح العالم بعد أن سيطرت
العلمانية الهمجية التي أقامت الحروب العالمية وما تزال ، بسبب الاطماع المعبودة و
فكرة القوة والبقاء للاقوى بدلا عن اخلاق الدين ..
آسف على انسحابك دون ان ترد .. وهذا شيء تعودت
عليه في حوار الزئبق العلماني واللبرالي والملحد الذي يتكثف حيث لا رد ، فاذا جاء
الرد انسحب الى مكان لا رد فيه .. انه يبحث عن المتلقي السطحي ولا يبحث عن المناقش
الصلب . انه يبحث عن البيئة الجيدة : (من ياخذها على عماها دون نقاش ) ..
إنه مروّج بضاعة و ليس فيلسوف ولا مفكر يفرح بمن
يناقشه . ناقشت الكثير من الليبرالين والملاحدة وكانت النتيجة هكذا : انسحاب بحجة
انك لا تقبل بكلامنا ، ولا تفهم ليبراليتنا او إلحادنا الجميل الرائع ! فلماذا
نقبل ؟ اين حق الموضوع و أين الدفاع عن المعتقد ؟ و أين توضيح الاخطاء ؟ بل أين
البحث عن الحقيقة التي يزعمونها ؟ اذا واجههم عقلاني هربوا .. انه الليبرالي
المتسرب المتهرب , يتسرب اليك فاذا التفتَّ اليه هرب منك ..
نحن نريد نقاشا ، لا نريد وسواسا خناسا من الجنة
والناس يلقي ما عنده ثم ينسحب .. اي احد عرف الحق يستطيع ان يصمد دون ان يشترط
اقتناع الطرف الاخر .. الداعية المبشـّر ينظر الى الاقناع ، و المفكر ينظر الى
الحجج والبراهين والافكار ..
طبعا لم ينجح الحوار من وجهة نظرك لانك لم تنجح
كداعية لدينك ، اما انا فاستطيع ان استمر في الحوار حتى وان لم تقتنع , اسف و آسف
لأني اتعبتك . لكم دينكم و لي دين .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق