السبت، 3 مارس 2012

حوار في موضوع: الإخوة المؤمنون سؤال يشغلني ..

زرياب :

*ههههههههههههههههههههههه - والله يا أخي انا أتعجّب عندما تناقش مواضيع
الدين البحته ... بكلام

لاتجد فيه قال الله وقال الرسول وقال صحابته إلا قليل .... ثم إن الموضوع
تحوّر وخرج خارج تأطيره بشكل كلّي

فأصبح الحوار فيه - كحوار علم نفس او سياسه - ناهيك عن رشقات اللسان ...

اولا ً قد يكون الإنسان مخلّد في النار ... ولاكن تحت مشيئة الله ...
كالمنتحر مثلا ً... مخلّد في النار ..

كما روى ابو هريره رضي الله عنه - عن رسول الله انه قال (( مَن تردى من جبل
فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن تحسَّى سمّاً
فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن قتل
نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها
أبداً))


فلا خلاف بأنه مخلّد ... والإنتحار كبيره من كبائر الذنوب ... أي تحت مشيئة
الله ...

كما قال تعالى (( إن الله لايغفر ان يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ))


هذا في أول الأمر ...


الأمر الثاني والأهم في الحقيقه ... هو نصيحه إن شاء يعمل بها


السؤال في أول موضوعك ... ينم عن عقل ٍ نافر وحمق وافر ...وان ذلك الرجل ليس
معه من العقل إلا مايوجب حجة الله عليه


فالمسلم الأمي ... يقول بما قال الله ورسوله


ولايكيل بكيلٍ غير هذا ... لايعينه يا أخي ..


قال الرسول مخلّد ... اي مخلّد إلا ان يشاء الله إن كان مرتكب

كبيره ... الفتره الزمنيه لاتعني من طرح السؤال ..

لايجب على المسلم ان يبحث عما سكت عنه الله وسكت عنه رسوله ...


فيحكم لنفسه ويشرّع لها ... فأنّى له ..!


هذا رأيي في الموضوع في مجمله


غير هذا جزيت كل خير على هذا الطرح *
الرد: 


إن عدم الرد على المشككين وأعداء الدين سيكون أفضل خدمة لهم ، فهم لم يسكتوا عن الدين حتى نسكت عنهم، فهناك من يتأثر بهم ، وهناك من يتساءل وهو ليس من أعداء الدين ومن حقه أن يلقى جواباً؛ لأن الإسلام دين شامل ، فأنا لم
أثر هذه الأسئلة، ولكنها مثارة ومطروحة .. فهل نتجاهلها؟ 


وإذا لم تتوفر ردوداً واضحة من خلال النقل (القرآن أو الحديث) فهل نتركها دون جواب ؟!

العلم ليس مجرد حفظ ، بل هو استنباط للمسائل الجديدة قياساً على الأساسات والمبادئ العامة ، ونحن في زمن العلم والمنطق والعقل والتفكير، فلابد أن يكون المسلم على نفس المستوى بل أفضل ، إن آية {كنتم خير أمة أخرجت للناس} لا تتحقق إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة بالحكمة ، والحكمة
تشير إلى العقل الذي يستطيع الاستنباط من النصوص .

هذا الرد هو دفاع ، والمدافع مجبر أن يساير المهاجم بميادين القتال التي يحددها وبالسلاح الذي يحدده أيضاً ، فالمعتدي هو الذي يحدد طبيعة المعركة ونوع السلاح ، فإذا كان يهاجم بالعقل وهو لا يؤمن بالنقل ، فالواجب أن نرد عليه بالعقل ، حتى لو خرج إلى مجالات سكت عنها النقل ..

فالله أمرنا بمجادلتهم ، والمجادلة لا تعني الوقوف عند حد معين ، والجدال هو قرع الحجة بالحجة أياً كانت الحجة وإلى أي مجال ذهبت، فإذا هاجموا ديننا وانتقصوه من خلال العلم أو المنطق وسكتنا .. فهذا ما يريدونه حتى يضللوا من يتبعهم من المسلمين ، إذاً الدفاع عن الدين واجب ، لتبيين كلمة الله ولتكون هي العليا سواءً بالنقل أو بالعقل ، أما الانكفاء والسكوت فهو يشبه حامية القلعة إذا هي وفرت سلاحها ستكون أعطت فرصة للمهاجمين أن يجتاحوا المدينة،وهذا غاية ما يريدونه.

الله امتدح أولي الألباب وأمرنا بالتدبر والتفكر والاستنباط ومدح أهل الحكمة، والحكمة تعني الإحاطة ، بحيث لا ندع لهم أي ثغرة يسيؤون بها لديننا ، فتركهم يشوهون الدين كما يشاؤون تقصير وتفريط، بحجة أنهم يتكلمون عن أمور لا نحب الحديث فيها ، أكيد أننا لا نحب الحديث فيها ولكنهم أجبرونا.

وهذا الموضوع أمامك وبإمكانك أن ترينا الرد الأفضل ، فرد عليه حتى نستفيد ونتعلم منك الطريقة المثلى في الرد ، لأن كل مسلم لا يرضى أن ينتقص دينه وهو ساكت ، والسكوت لا شك أنه يفرح أعداء الإسلام ويقويهم ، وسوف يقال أن دينهم ضعيف ويخافون من العقل والمنطق ..

مع أن الإسلام هو دين العقل والحكمة والفهم الدقيق للحياة والكون ، ومن حق ديننا علينا أن نبين عظمته للناس
وسعته ، ولا خوف على الإسلام من الجدال ، لأن الله يقول {وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال} فكل جدال في الله سوف يغرق المجادل ، والله هو القوي المتين .

أما ردك الذي ذكرته فهو خارج الموضوع ، فالموضوع ليس عن الانتحار، بينما هو عن الملل الذي توقعه السائل من الخلود في الجنة .. فأرجو الرد على هذه النقطة والتعليق عليها ..
وجزاك الله خيراً ..
وشكراً على المداخلة ..





---------------------------------------




زرياب :

قل الحمدلله - وسلام ٌ على عباده الذين اصطفى ...
*

*
اقتباس من الوراق:
العلم ليس مجرد حفظ ،
بل هو استنباط للمسائل الجديدة قياساً على الأساسات والمبادئ العامة


لعل في الأمر ريبةً هنا .... أن تسمي العلم بأنه أستنباط للمسائل الجديده
قياساً على

الأساسات والمبادئ العامه .. فهذا ليس علم .. بل تعالي على الله ورسوله

لايخفى عليك .. أن ديننا وحيٌ منزّل من الله (القران) ووحيٌ أتى به جبريل
لمحمد عن الله

(السنن والأحاديث )

كما قال رسولنا أتيت بالقرآن ومثله معه ...

فلا مكان هنا للقياس وغيره ... فهو في آخر الأمر ِ ظن ... وإن الظن لايغني
من الحق ِ شيئاً ...

الرد: 

 هل أي استنباط يعني تعالي على الله ورسوله .. وماذا تقول عن استنباطات العلماء والفقهاء فهل هي تعالي على الله أيضاً؟! وهل يعتبر من الظن الذي لا يغني من الحق شيئاً حسب تعبيرك ، {ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم} .

القياس من أصول الدين الإسلامي .. لأن هناك مسائل جدت ، وتجد مسائل مع تغير الأحوال والظروف ..


ثم من هو الرسول هل هو جبريل أو محمد ؟ إذاً لماذا لا تسمى الأحاديث أحاديث جبريل –عليه السلام- ؟







زرياب: فالحاصل أخي ... ان الله بعلمه وهو القائل ((ولو أنما في الأرض من شجرة
أقلام والبحر يمده

من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم ))

وقال أيضاً (( قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ
كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا

بِمِثْلِهِ مَدَدًا )) وفي قراءه لم تتواتر (( ولو جئنا بمثله مداداً )) اي حبر

وقال أيضاً (( فلا أقسم بما تبصرون ومالا تبصرون))

فانظر الى كلم الله وعلمه الذي وسع كل شيء ... ثم أراد الله الا يتكلم في
مسائل ما .... ثم

بعده نبي ٌ أمّي إتبع ما أوحي اليه من ربه .. مصداق لقول الله تعالى ((واتبع
ما يوحى اليك من ربك ))

فهذا هو الله جل في علاه بعلمه ... وهذا رسوله صلوات الله وسلامه عليه ...
ولم يتكلموا في

مسائل ما ... ثم يأتي هذا الاخرس الأبكم الأعور ... ويتكلم حيث ُ لم يتكلم
الله ولا رسوله ...

فشارك ربه بقضائه وحكمه .. فكيف هذا .. ام لهم كتاب فيه يقرؤون !!

فإذا جاء أحدهم يقيس فلن يقيس الا على مايدرك ُ ويبصر .... طيب وما لا
تبصرون ...!

تتمة الآيات (( إنه لقول رسول ٍ كريم * وماهو بقول شاعر قليلاً ماتؤمنون ))
وهذه لايحتاج لها

شرح ... لأن الشاعر غاوي ونجمع على ذلك ...

(( ولا بقول كاهن قليلا ماتذكرون )) والكاهن أيضاً معلوم .. ومع كل إحترامي
للإخوه

المؤمنون ... إلا أن القائس ُ أخو الكاهن ..كلاهما يتكهّن ...فالقائس عٌرضت له
مسئله .. فتكهّن

عللها وأمثالها وعكسها وافترضها.. ثم ضرَبَ على رمله وحجره ... وخطّ فيه ...
فالناتج .. يفترض

أن يكون كوحي الله ...!!

والكاهن مايعمل ... إذا الكاهن علّم الناس الغيب ... والغيب ُ لله ...فلما
شارك الكاهن ربّه في

الغيب ... فالقائس ُ أيضاً شارك ربّه في الحكم والقضاء ...

وكلاهما .. يتكهّن المسأله ...ويضربُ فيها رملاً وحجراً وودعا ...

تتمة الآيات (( ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل )) فالقائس يا أخي متقّول ٌ شاء
أم أبى ... لأنه إن

أصاب .. بالظن .. وإن اخطاء ايضاً بالظن ... وهذا الأصل ...
الرد: 

 لم تكن نيته الخطأ أو الافتراء على الدين ، ثم إذا جاء يقيس على أمر واضح فهنا يكون قد تقول ، كأن يحاول تحليل الخمر أو الزنا التي حرمت بالنص الصريح ، فهنا يكون متقولاً ..


فلا مجال للقياس فيما فيه نص صحيح صريح ولا يناقض بقية النصوص ، لكن إذا كانت مسألة ليس فيها نص صريح فسيكون مضطراً للقياس والاجتهاد . وإذا كنت تحرم القياس خلافاً للبقية ، فعلى الأقل الضرورات تبيح المحرمات .





زرياب: يوم ان عبر ابو بكر الرؤيا ... والرؤيا كانت ايسر ُ من القضاء في حلال ٍ أو
حرام ...فسأل النبي

عليه الصلاة والسلام .. فقال (( اصبت بعضاً وأخطئت بعضاً )) الشاهد والموهم
من هذا ... بما

أصاب ابو بكر وبما أخطاء ... لاتعلم ... بما تبصرون ومالا تبصرون ياشيخ ...

فعجيب ... إذا الله هو من هو بإحاطته وعلمه ... ورسوله من هو ... فمن هو
القائس ... حتى

يتكلم فيما سكت عنه الله والرسول ...فهذا إن كان فإنما يكون من عجب النفس
... وحبائل

الشيطان .. لما كبُرت أنفسهم في نفوسهم ... قالوا بأن القياس والإجتهاد أخوي
الوحي ..
الرد:

 إذاً ما رأيك في اجتهادات عمر وموافقاته للقرآن بعشرين موضع كما قيل ، فهل كان عمر يتكهن ؟




زرياب: قالها السمعاني أحد رجالات العلم : إن الله انزل الإجتها منزلة الوحي بعد
إنقطاع الوحي ..

فلاتعلق العلم بالقياس ... فهو ضلاله ... وإنما الهدى هدى الله .. وإنما
هدى الله هو الهدى ...

آيتان تتم بعضها بعضا وتحصرها ...

الرد: 

 ماذا تفعل في المسائل الجديدة ؟.. فأنت لم تخبرنا ، أم أنك ترفض أي شيء جديد حتى في أساليب الحياة؟

فها أنت لم ترفض الإنترنت مع أنها مليئة بالمفاسد والمصالح أيضاً ، ولا يوجد نص ديني عن الإنترنت !! فلا بد أنك اجتهدت ووجدت أن مشاركتك فيها نفع ..

الحضارة تتطور ولابد للمسلم أن يعرف موقف دينه من كل جديد في عالم الأفكار أو المعاملات أو العادات الاجتماعية أو حتى الملابس والأكل ..

ولابد للمسلم أن يكون مستعداً للرد على كل مفتر على دينه مهما كان موضوع التشكيك ، والحجج التي قالها الكفار للنبي عليه الصلاة والسلام موجود ردها بالقرآن، لكن هناك حجج زادت وتهم جديدة لم يقلها كفار الماضي فهل نتركها دون رد حتى لا نكون كهاناً ما دام لم يوجد نص تكلم عن هذا الأمر أو ذاك؟!
فهذا يضر الدين أكثر مما ينفع ..



زرياب:
أنا ذكرت الإنتحار لأمثّل لك كيف يكون الأمر فحسب ,, وأعود لأقول ... أنت
مامفهومك عن الخلود

في النار ؟؟... أترى الله علّقه بمده زمنيه معينه؟ ... لا يأخي ... فتريد
مني أو من غيري .. أن

يقول لك بمده معينه .. فليس لنا والله ... أن نتعالى ونحكم ونشرّع ونكيل
بغير الكتاب

والسنه ...
الرد:

 الموضوع أولاً عن الجنة وليس عن النار ..
 ثانياً الله قال {جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها } فالسائل لم يسأل عن المدة ، فهو يسأل عن الملل من طول الخلود في الجنة -كما تصور عقله - .. فأرجو الرد عليه مشكوراً في هذه النقطة بالذات ..




زرياب : وأعيد الحديث الذي ذكرته في ردّي الأول ...

فقال الرسول (((( مَن تردى من جبل
فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن تحسَّى سمّاً
فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن قتل
نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها
أبداً))



واضح يا أخي لايحتاج لتوضيح ... ولن نفسّر الماء بعد الجهد بالماء !! ...
صدق من قال أن توضيح

الواضحات من المعضلات ...

قال الرسول خالداً مخلّدا فيها ابدا ... ألا يكفيكم هذا ....! ابدا ياشيخ ..
ثم يقولون لك طيب كم

يعني ابدا ... فهذا سؤال إعتباطي لايرجى من ورائه منفعه ولا خير ..

عندما يقول الله ويقول رسوله ... لانضرب هذه الاسئله والامثله ... ليس لنا
... نحن مأمورين

بالإتباع لا بالإبتداع ...


أتى عبد الله ابن عمر رجلاً يسأله : ماعلي في إستقبال الحجر الأسود ؟ يلزمني ؟

فقال له أبن عمر : إستقبل النبي عليه الصلاة والسلام - الحجر َ وقبّله ُ ...

فقال الرجل : أرأيت إن زحمت ارأيت إن غلبت ... << سبحان الله ... نفس
الأسئه الإعتباطيه ...

فقال ابن عمر : إجعل أرأيت في اليمن -(( كما نقول اليوم خلف الشمس)) ...
إستقبل النبي

الحجر وقبّله ُ...

قال أبو هريره وهو يعلّم بعض المسلمين وكان فيهم ابن عباس رضي الله عن
الصاحبين -

فقال :إن النبي عليه الصلاة والسلام أمرنا أن نتوضأ من ما مست النار ُ ((
وهذه مسأله في

الطعام والابل ))

فقال ابن عباس رضي الله عنه :افنتوضأ من الحميم (( اي الماء الساخن.. لأن
الماء الحميم مسّته النار )) فإذا اغتسلت بماء حميم يلزمني بعده وضوء

فقال ابو هريره لكل هذه المكاييل ولكل هذه الاسئله : يابن أخي إذا حدثتك
بالحديث عن رسول

الله فلا تضرب له الأمثال ..

يعني تماماً مثل ماقاله النبي لأبي رافع يوم الشاه ... قال : والذي نفسي
بيده لو سكتَّ .. يعني أسكت ...


هؤلاء هم علمائي وسادتي ... ونتعلم منهم كيف نجيب وكيف نختار من الكلم
أحسنه ... ولا نقول الا بما قاله الله والرسول ... غير هذا لايعنيني ...
فسلام ٌ على من أتبع الهدى ...
*
الرد: 


ألم يجادل ابن عباس الخوارج في حججهم وبين خطأهم ؟ فلماذا لم يسكت في أمور لم تكن موجودة قبله ، وعلى كلامك فكل فقهاء المسلمين مخطئون لأنهم يستنبطون المسائل من النصوص بعدة وسائل منها القياس ..

الأحاديث نفسها كيف نقحت وأخرجت كتب الصحاح منها إلا بطرق عقلانية معروفة في مصطلح الحديث ، لا وجود حقيقي للدين بدون اللب والعقل لأن القرآن رسالة لأولي الألباب ، وحتى الآن لم تجب عن سؤال السائل بالطريقة الصحيحة التي
تراها ، فبالأمس أجبت عن سؤال آخر واليوم تجيب عن سؤال آخر !

فهو لا يسأل الخلود ولا عن المدة .. هو يسأل: *_"هل يمل من يدخل الجنة من طول الخلود والنعيم ؟" _*هذا هو سؤاله فما هو جوابك عليه ؟؟

والنصوص كلها موجودة .. وأنت تقول أنك تجيب من خلال النصوص القرآنية والأحاديث ، فتفضل مشكوراً بالإجابة على هذا السؤال ، أم أنك تقول أن هذا السؤال ينبغي ألا يطرح ولا نرد عليه ؟ فأيهما تختار؟!

قد يكون السائل غير مسلم أصلاً .. فهل تتركه بدون رد ؟! فقد يكون الرد عليه سبباً في دخوله في الإسلام .. ولئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..





-------------------------------




تعقيب :

بدا لي من خلال ردود الزميل زرياب وحرصه على الأخذ بظاهر النصوص والتمحيص في صحة الأحاديث أنه يعتمد على المذهب الظاهري والذي على رأسه ابن حزم ومن أعلامه أبو تراب وابن عقيل رحمهم الله جميعاً ..

وهذا المذهب يحسب له دقة تنقيبه عن الأحاديث الصحيحة من غيرها ، ولكن يحسب عليه في تناول الأمور الجديدة أو الأمور التي لم يرد فيها نص صريح صحيح ، حتى أن علماء المذهب الظاهري يخالفون من سواهم من المذاهب في حكم الغناء مثلاً ويرون أنه مباح لأنه لم يرد فيه نص صحيح صريح ، هذا كمثال ..

ولكن افرض أنه استجد لديك أمر أو أسلوب في الحياة وأنت ليس لديك نص وارد فيه ، فهنا سوف تتوقف عند الذي ذكر فيه النصوص، وسترى أن هذا الأمر الجديد "حلال" على المبدأ الظاهري.. وبهذه الطريقة يُكتفى بالنقل ويُعطل العقل ..وفي
الدين لابد من استعمال العقل ، فلا دين بلا عقل ..

ومشكلة أخرى أنك لن تقيس أيضاً، فهذا تضييق لنطاق الدين ولن يكون بهذا الشكل شاملاً للحياة؛ لأنك مربوط بزمان ومكان، أما النصوص التي معك فهي لذلك الزمان ولم تتحدث عن زماننا ومستجداته .. فالدين هكذا يكون غير واسع ..

وأيضاً سيقبل المذهب الظاهري أموراً جديدة (لم يرد فيها نص) من مبتكرات الحضارة قد تكون أسوأ من بعض الأشياء المحرمة ، وهذا من أقوى عيوب المذهب الظاهري ..

الدين جاء لإصلاح حياة الناس قديمها وجديدها ، فالتمسك بظاهر النصوص دون العقل ، سيقتضي العودة لذلك الزمن حتى يكون الدين صالحاً لحياتنا، ونعيش مثل القدماء، لأنه تتوفر نصوص لكل تلك الحياة ، بينما لا تتوفر نصوص لكل حياتنا
الحاضرة ..


* فهم الدين كحلال وحرام هو فهم ليس عميقاً ، فالدين إصلاح حياة وأوضاع وليس قوانين جامدة ، الدين مثل الشعلة التي تنير لابد أن يمسك الشعلة شخص عاقل ليستفيد منها ، ولو أمسكها غير عاقل لبدد ضوءها وربما أحرقته ..


الأسلوب الظاهري يجعل الدين مثل قوانين الدولة فما لم تُلزم به قانوناً فأنت حر فيه كما تشاء ، وهذا يذكرنا بالوضع الغربي المتحرر الذي يعتبر أن ما لم ينزل فيه قانون واضح وصريح فهو مجال مفتوح ومباح!!

فهذه الفكرة الظاهرية غير متكاملة وتضر بالدين مثلما أن القياس الخاطئ يضر بالدين أيضاً ، وهذه الطريقة تحد من التفكير وتركز على الحفظ فقط ، والإسلام دين العقل وامتدح العقل والحكمة والشورى والرأي .


*نقطة أخرى رأيتها في رد سابق لك عندما قلت بأن الرسول كان يستشير الصحابة في أمور الدنيا ولا يستشيرهم في أمور الدين ، ففصلت بين أمور الدين وأمور الدنيا، ولكن لماذا هذا الفصل؟
رغم أنك رفضت قياس أبي رافع أن ليس للذبيحة إلا يدان عندما طلب النبي منه ثالثة، أفليس هذا من أمور الدنيا وأنت ترفض القياس فيه؟!



وألست تقول أن القرآن والشرع لم يدع شيئاً إلا فصله؟ فلماذا يشاور الرسول صحابته مع أنه أدرى للقرآن الذي فيه تفصيل لكل شيء ؟

فأمور الدنيا مرتبطة بأمور الدين بدليل أن القرآن نزل في تلك الأمور، كقضية أسرى اليهود وقضية طلاق زيد بن حارثة ..الخ، فكلها أمور دين ودنيا بنفس الوقت ، فالدين نظرة للدنيا وطريقة تعامل معها ، ولا يوجد شيء في الدنيا ليس للدين علاقة فيه ، فالدين ليس تحليلاً وتحريماً فقط ..


ألم يأمر الله نبيه والمؤمنين بالشورى؟ ، فإذا شاورهم فهو يفعل واجباً دينياً، ولو تخلى الصحابة في إبداء رأيهم ألا يكونون عاصين لربهم؟ مع أن الأمر دنيوي ..



* نقطة أن ما لم يوضحه الدين يعتبر مسكوتاً عنه.. هي غير صحيحة، فالدين لم يسكت عن شيء، ولم يطالب بالسكوت عن شيء ، {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين} ..


فيجب ألا ننظر للدين على أنه نسك وأوامر توقيفية فقط ، لأنه قال {محياي ومماتي} ولم يقل (نسكي) فقط .. وبهذا تتحقق العبودية الكاملة لله ، فالمسلم ليس حراً أبداً من الله ..

وإذا اعتبرنا أن هناك أموراً مسكوت عنها ولا دخل للدين بها ، فهذا ينشئ في الدين منطقة حرة ، بينما العبودية دائمة وليست مؤقتة ، {وهو معكم أينما كنتم} ، أي أنه يراقبنا ، فلماذا يراقبنا ونحن في منطقة سكت عنها الدين؟؟!
فالدين لم يسكت عن شيء ولا يريد أن يسكت عن شيء ، حتى تكون الحياة كلها لله .

أما إن استشهدت بآية {لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} فالنهي عن السؤال هنا كان عن أشياء لا تخص حياتهم ولا تفيدهم بشيء ، أما العاقل فهو يسأل عما يهمه ، و حياة الإنسان تهمه فيسأل عنها ولا يقول أن الدين سكت عن شيء فيها ..

فالمنهج الظاهري يضع في الحياة منطقة حرة لا يتطرق إليها الدين ، بينما أراد الله أن تكون حياتنا كلها له ، ومما يؤسس لوجود هذه المنطقة الحرة منع القياس والاجتهاد والاكتفاء بظواهر النصوص ..

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق