الجمعة، 23 مارس 2012

آراء في أشهر الآراء : سيجموند فرويد (تفسير الأحلام) -5- ..

الحلقة الخامسة ..



عدم الاكتراث بالحلم ليس خاصا بمثل هذه الحالة ، ولو كان خاصا بها لكان الكلام صحيحا ، فالحالم يرى شخصا متوفى من سنين ، ولا يتفاجا برؤيته ، وقد يرى ان حيوانات تطير من غير اجنحة ولا يكترث لذلك وكأن الامر عادي . اذا هذا الربط غير دقيق بين عدم الاكتراث الذي يبديه الناس تجاه الحالم المتعري ، و بين حاجته للتحرر من سيطرة المجتمع والاعراف كما اراد فرويد .. لان كل الاحلام اصلا غير منطقية ، و ليس فيها اكتراث الا حسب ما يريد الشعور ان يجعل فيها اكتراثا ، لدرجة ان الحالم قد يرى نفسه شخصا اخر او يتكلم مع حيوان ولا يكترث لذلك ..  فأحيانا ينهض النائم مفزوعا من منظر عادي في اليقظة ، ولا يدر لماذا كان مفزوعا ، لان الشعور يقوم بعملية اخراج لهذا الفيلم فيوزع المشاعر والموسيقى التصويرية والمؤثرات في الحلم كما يشاء و يريد هو دون اعتبار لعلاقة الاشياء في عالم الواقع ، لهذا لا قيمة ابدا لتفسير مشاهد الحلم بما هو معهود عند الناس ، وهذا من ضمن منهج فرويد واكثر مفسري الاحلام غيره . تماما عكس الرمزية ، فلا قيمة لارتباط الاشياء بعالم الواقع عند الحالم ، والا لماذا لا ينبهر من اشياء عجيبة و بينما يتأثر من اشياء عادية في عالم الواقع ؟    

شعور الانسان يريد عنوة ان تكون الاحلام غير منطقية ، لماذا ؟ لئلا تختلط مع الواقع في الذاكرة ، و هذه الحيلة الشعورية هي التي تجعل الاحلام تـُنسى بداية من اول ما يفتح النائم عينيه ويستيقظ ، ولو كان الحالم يكترث اثناء حلمه لعدم المنطقية ، لاصبح الحلم واقعيا ولم يعد حلما ، وهذا ما لا يريده الشعور ، لأن الشعور ثائر على الواقع ويريد تغييره للافضل ، ولو كان الحلم منطقيا ، لاختلط في الذاكرة مع الواقع ، و صار الانسان يتذكر اشياء لم تحدث في الواقع .. لهذا يتبخر الحلم بسرعة بعد اليقظة ، الا اذا حاولنا تثبيته في الواقع ، اي : ندخله في الذاكرة على انه حلم ، ومن هنا تقبل الذاكرة ان تـُدخله ،

بمعنى آخر : كل حلم ينسى إذا لم نرد نحن ان يبقى ، من خلال تكرار ذكره ، ومع ذلك تتهرب الكثير من جزئياته ، وهكذا نفهم سر هروب الاحلام بطريقة اكثر منطقية من تفسير فرويد الذي يقول ان العقل الواعي يحارب العقل الباطن ويريد ان يطمس معالمه ويمزق افلامه ، ولهذا ننسى الاحلام ..

اذا السبب الحقيقي والمنطقي لنسيان الاحلام ، هو ان الشعور لا يريدها ان تختلط مع الواقع ، والا لاصبح الانسان مجنونا ، و لما قبلت شهادته في شيء .. لا بد ان يجعل الشعور في الحلم امورا غير واقعية ومضحكة احيانا ، لكي يميز الانسان بين ما هو حقيقة و واقع وما كان حلما ليليا .. حتى يعتمد الانسان على ذاكرته اذا هو استيقظ ، والا لتذكر اشياء يحسبها من الواقع بينما كانت احلاما .. فعندما يجعلك في الحلم تطير او تجلس مع شخص مات منذ زمن ، او تنتقل من مكان الى آخر بنفس اللحظة ، و تذكر هذا الحلم ، ستعرف ان هذه الذكريات لا يمكن ان تكون واقعية وانها من باب الاحلام ، لان الواقع ليس فيه مثل هذه الامور ، لهذا السبب ، انا اشك في كل الاحلام التي ذكرها فرويد ، لان ليس فيها و لا شيء غير واقعي الا ما قل .. اذا هو يرتب احلاما لكي تخدم فكرته .. او يفبركها .. ولا يمكن لاحد ان يشككه في ما قال ، لانه سيقول له : هل انا الحالم ام انت ؟

تخيل لو كانت احلام الناس مثل احلام فرويد : كيف سيفرقون بين ذاكرتهم الحقيقية و بين ما رأوه في الاحلام ، مع ان الرؤيا نفسها ؟ فنحن نرى ونحن نيام مغمضين العيون ، مثلما نرى ونحن مستيقظون مفتحي العيون !! كل الناس احلامهم مليئة بالمخالفات المنطقية الا فرويد ! لماذا ؟؟ هو يخترع احلامه او يفبركها .. بل ان كل حلم لاي شخص تجد فيه نقطة او اكثر تثير الاستغراب او الضحك لمخالفتها للواقع ، و يقول : كيف كنت اقبلها وأنا نائم ؟؟

اذا اراد لك الشعور ان تنام ، يعطيك احلاما منطقية حتى لا تنتبه ، فمثلا شخص يريد شعوره ان ينام ، و لكنه يخاف ان يتاخر عن العمل مثلاً ، فيجعله يحلم بطريقة اعتيادية ليس فيها مخالفة للمنطق ، كأن يفرش اسنانه و يرتدي ملابسه ويركب سيارته و يذهب الى العمل ..

و تجد ان الحلم اول ما يغيره هو المكان ، حتى تنتبه للمفارقة اذا استيقظت ، نادرا ما يحلم الانسان وهو بنفس المكان والغرفة التي يحلم بها حتى لا يختلط مع الواقع ، لا يمكن ان ياتي الحلم بنفس الوضع الواقعي الذي تعيش فيه في حياتك الاعتيادية ، بل يغير في المكان وفي الزمان و في العلاقات ، لكنه لا يغير في الشعور ابدا ..

كما ان الشعور ينهي الحلم في حالة رعب أو خوف للحالم ، بحيث تنتهي باليقظة ، ولا يستمر هذا الخوف او الرعب طويلا ، لان الرسالة الشعورية وصلت .

احيانا نشعر اننا حلمنا ولا نذكر شيئا ، كما اننا احيانا نستيقظ ونجد اننا في حالة مزاجية مختلفة ، عندما نربط هذا بهذا نعرف فائدة الاحلام ، وهي تغيير وضعية المزاج . فاحلامنا تؤثر في مزاجنا ، تماما مثل الاحداث التي تحصل لنا في اليقظة ، بحيث تؤثر في مزاجنا . 

هذا التفسير الجنسي الممل والمتكرر عند فرويد ، والذي يصبغه على كل شيء ، على المطعم وعلى سوق الخضار والسقوط وربما القتال و ربما الموت .. فشخص يتعرى و يشعر بالخزي : اين شعور الجنس هنا ؟ لماذا لا يشعر باللذة الجنسية بدلا من الخزي ؟ ثم هل التعري يعني الجنس ؟ اذا تعرى الانسان يعني مارس الجنس ؟ يتعرى للسباحة والاستحمام والعلاج ولتبريد الجسم .. إلخ ..

وعدم اكتراث الناس هنا هو الجزء الغير منطقي ، لكي يعلم الحالم ان ما رآه هو حلم و ليس من الواقع ، لان الواقع بعكس هذا تماما .. فاللامنطقية من اساسات الحلم ، كي لا يـُشْكـِل مع منطق الواقع ..

ولماذا يعطيه الرموز الجنسية ولا يعطيه اللذة الجنسية ؟ بل يعطيه شعورا اخر مناقضا لشعور اللذة ، كشعور الخزي او الخوف مثلاً !! مع ان العقل الباطن يقدّم الاحلام على مزاجه ! فهل العقل الواعي هو الذي حرم من اللذة ، أم انه الشعور نفسه ؟ واذا كان العقل الباطن قدم صورة العري ، فمن الذي ازال اللذة الجنسية  عن تلك الصورة و احل محلها الشعور بالخزي ؟ و ما فائدتها اذا ؟ سيقول انه العقل الظاهر ! اذا لماذا لم يمسح الصورة من الاساس ما دام يستطيع ان يمسح شعورها ؟ ام ان صلاحية العقل الواعي انتهت عند هذا الحد ؟ الاولى ان يطمس الصورة من اساسها بدلا من ان يطمس التعليق ..

هذه صور يفسرها فرويد على انها جنسية ، مع انها خالية من الشعور الجنسي ! اذا فرويد يريد ان يفسرها رغما عنها .. من يحلم بالاكل يصاحبه شعور بالجوع اثناء حلمه .. فلماذا من يحلم بالجنس – و كل الاحلام عند فرويد جنس – خالية من الشعور الجنسي ؟ بينما تأتي احلام مفعمة بالشعور الجنسي في بعض الاحيان ! فاين الرقابة عنها رغم وضوحها وصفائها ؟

مشكلة فرويد ومفسري الاحلام الاخرين ، انهم يراعون الصور ولا يراعون الشعور الذي ينتظم هذه الصور ، وهو الهدف منها اصلا .. لا فرويد ولا غيره يسالون عن تتابع المشاعر في الحلم ، لكنهم يسالون و بدقة عن التفاصيل المادية في الحلم ، و التي يذهبون بتاويلها إلى انها رموز يفسرها المفسر نفسه ، و كأن الاحلام لغة لها ابجدية لا يعرفها الا المفسر ! بما يشبه اللغة الهيروغليفية ، حيث العصفور يرمز للحرف الفلاني ، والماء يرمز لحرف آخر ، وهكذا .. و كأن فرويد مثل شامبليون امام الرسومات الفرعونية ..

هذه الطريقة في تأويل الأحلام يجب ان تنتهي ، و بالتالي خير مفسر للحلم هو الشخص الحالم نفسه ، عندما يتذكر مشاعره و علاقتها بالمواقف والاشياء لكي يفهم حاجات داخله التي يريدها و الامور التي يكرهها او يخاف منها .. بمعنى : افهم نفسك من احلامك ..

و كلما احترم الانسان تلك المعلومات التي يقدمها حلمه عنه ، كلما زادت وضوحا في الاحلام القادمة .. بمعنى : لا تتذكر الاحداث والصور فقط ، بل ركز على مشاعرك عندما كنت تحلم ، ولن تفيدك الصور والاحداث كثيرا ، لأنها اصلا غير منطقية .. و تأتي من خلال التجميع والتركيب ، وربما تاتي بتركيب اخر في حلم اخر . اذا في فهم الانسان ليس هناك من طريق الا الشعور و الشعور فقط .. فهو بوابة المعرفة في عالم الانسان .. مع العلم انه لا وجود حقيقي لمنطقة العقل الباطن التي تخيلها فرويد ، ولا وجود للعقل الظاهر ايضا كما تخيل .. فالإنسان هو هو .. ولا وجود لمنطقة الانا الاعلى ولا للهو ، فكل هذه الاشياء من اختراعات فرويد ..

واكثر الصور التي يستخدمها الحلم هي صور قريبة ، وليست بعيدة ممعنة في القدم كما يقول فرويد ، ، لأن الشعور يهمه المستقبل ، وليس منشغلا بالماضي ، وإلا لكان شعورا مجنونا .. كل رسائل الشعور لاجل مستقبل حياتك ولاجل ان تتغير نحو الافضل والاكمل من كل شيء من حاجات الشعور .. واذا اراد الشعور شيئا من الحالم ، فتجده يضخ مشاعر قوية على هذا الامر نظرا لاهميته .. ولأن الحالم سوف ينتبه للصور ولا ينتبه للمشاعر ، ولهذا يضخ بقوة ..

وهذا التفسير للخزي من العري في الطفولة غير صحيح ، فالطفل يفرح بالعري لان ملابسه ضيقة عليه ، الا ترى انه يفرح اذا خلع نعليه ؟ ام انه يستمتع بعري جزئي الآن و امه تلاحقه بالحذاء وهو لا يحبه ؟ اما انتباههم لأعضاؤهم التي كانت مخبأة ، فهو من باب التعرف على الجسم والفضول .. فتخيل ان ركبته مغطاة طول الوقت ، فأكيد انه سوف يتحسسها و يطيل النظر اليها اذا كشفت .. الاطفال لا يشعرون باللذة الجنسية اصلا الا عندما يقتربون من البلوغ ، و فرويد يريد ان يحملهم تبعة الجنس حتى قبل ان تنضج اعضاؤهم الجنسية .. ولو كان هذا صحيحا لوجد الانجذاب بين الجنسين عند الاطفال ، مع ان الواقع ان التنافر اكثر بين الجنسين عند الاطفال ..

اما شعور الحب بين الجنسين فهو اقدم عند الاطفال من شعور الجنس ، فهو يحب من الجنس الآخر حتى قبل ان يشعر بشعور الانجذاب الجنسي المرتبط بالافرازات الهرمونية الجنسية .. مما يعني ان الحب اقوى من الجنس . وتستمر هذه المعادلة لدرجة ان اختلال الحب يقضي على الرغبة الجنسية و يؤدي الى الطلاق او الافتراق ..

وهو الآن يبني حكما بعلم النفس بموجب رواية التوراة ، ويعممها على علم النفس ، وكأن الناس يهودا مثله عندما كان يهوديا قبل ان يلحد .. فالقصة في القرآن على العكس تماما ، آدم وحواء اخرجوا من الجنة بعد ان نزع الشيطان لباسهما ، فطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة .. أي بعد العري تم الخروج من الجنة ، وليس بعد اللباس الذي يكرهه فرويد فيما يبدو كثيرا ..  

لو كان هذا الكلام صحيحا لكانت احلامنا تعرضنا بلا لباس .. فمن اندر النادر ان تجد شخصا حلم مرة بانه بغير لباس ، و ممكن اجراء احصائية على هذا .. بينما فرويد يصوره على انه واقع متكرر ..

يبدو ان هذا النوع من الاحلام خاص بفرويد وحده ! بل ان الانسان كثيرا ما يرى نفسه يرتدي ملابس مختلفة ، اما ان يكون عريانا من كل لباس ، فهذا اندر من الكبريت الازرق .. لأن الحالم عادة لا يتأمل نفسه ولا جسمه ، فهي رؤيا ، أي يرى اشياء حوله ..

والشهوة الجنسية ليست منصبة على جسم الشخص بل على جسم آخر ، ولا احد يشتهي نفسه جنسيا . إذا التعري للآخرين وليس لانفسنا .. اذا من الممكن ان نفسر حلمه على طريقته بأنه يتعرى ولا يكترث له الآخرون ، أنه دليل على ان الناس ليس محركهم الاول هو الجنس ، والا لالتفتوا إلى هذا الجسم العاري .. او انه من النوع الذي لا يجذبهم جنسيا ..

كيف يقول : احلامنا ؟ مع اني اجزم ان كل القراء لم يروا انفسهم عراة الا ما ندر ، وربما مرة واحدة .. فكيف يتكلم عنها كحقيقة واقعة ؟ ثم انه يسميها احلام استعراضية ، مع انها موصوفة بمشاعر الخزي!! وهل من يشعر بالخزي بامكانه ان يستعرض ؟

اضافة الى ان التعري نفسه عند الاطفال و في الاحلام ليس شرطا ان يكون بدافع جنسي ، والاقرب انه بدافع الخلسة والاحساس بكسر الحواجز و التمرد .. لأن الاطفال يفعلونها في اشياء اخرى غير التعري ، مثل ممارسة التدخين خفية ، فهل نقول مثل فرويد انه يدخن وهو يشعر بلذة التدخين مثل الكبار ؟ طبعا لا ، بل انه يسعل ويستغرب كيف يحب الكبار هذا الدخان .. كل شيء يـُمنع الانسان منه خصوصا الطفل وهو لم يقتنع في داخله تكون لديه رغبة بتجريبه ، بما في ذلك التعري ، ولكن دون ان يكون امام الناس .. مما يعني انه امتنع عنه لاجل الناس بالدرجة الاولى ، وهذا الكسر للحاجز لا يعني انه سوف يستمر ، و لكن لكي يثبت لنفسه انه قادر على فعل ما يشاء .. بما في ذلك هذا الحلم للشخص الذي يريد ان يتعرى امام الغرباء ، و الغرباء هم الاشد رقابة دائما ، بدليل اننا نهتم بهندامنا اكثر عندما نقابل ضيوفا غرباء ..

هذا النوع من الممكن ان نسميه : التأكد من السيطرة على الذات او القرار ، و منه جاء المثل : كل ممنوع مرغوب ، و هذه من القضايا الوجودية التي تتعلق بالانسان .. لأنه يخشى ان يكون امّعة ، والشعور لا يثق الا بنفسه (قانون) .. لاحظ عندما يكبر المنطق عند الشخص و يثق به ، حينها يكون غير محتاجا للتجريب الا نادراً .. بعبارة اخرى : التجريب عند الصغار اكثر منه عند الكبار في الامور الممنوعة .. فالشعور يثق بالمنطق السليم ، ولكن الصغير يكون منطقه ضعيفا ، ولهذا يحتاج للتجريب بنفسه ..  

لو كان ذلك الحالم يشعر بلذة جنسية ، لكان تاويله اقرب .. لكنه يشعر بالخزي ! اذا هذا التفسير الذي قدمته هو الاقرب .. كل انسان يستطيع يوميا ان يختلي بنفسه ، و مع ذلك لا يجد رغبة في ان يتعرى ، مع انه لا توجد رقابة .. الحقيقة ان الطفل يريد ان يتعلم بنفسه ، و يريد ان يمتنع عن الاشياء التي حذره الكبار منها عن قناعة .. لاحظ ان التحذيرات للطفل عن الاشياء الساخنة لا تفيد كثيرا مثلما يفيد ان يلمس الابريق الساخن ، حينها سيكون قد تعلم ، و التعلم افضل من التعليم ..

لو كان هذا الامر خاص بالتعري ، لكان كلام فرويد سليما ، و لكننا نجده في امور كثيرة يـُنهى عنها الصغار ، اذا  فرويد كبر المسألة و وجّهها الى غير وجهتها .. فضلا عن ان التعري الكامل ليس شرطا في الممارسة الجنسية ، وهناك شعوب لا تعرف التعري الكامل حتى اثناء الممارسة الجنسية ، والقياس على الاوروبيين فقط قياس غير علمي ، فهم الذي اشتهروا بالتعري .. نتيجة لتاثير فرويد وغيره ، ولوا ان الطقس لا يخدمهم ، لربما تعروا طيلة ايام السنة .. وهذا نتيجة لتاثير فرويد ومن تبعه .. لكن البرد قارص هناك ..

كما ان التعري يجعل الاثارة الجنسية اقل بحكم الاعتياد و تكرار المنظر ، و بالتالي يفقد التعري اثارته التي ارادها فرويد ، وليس ذلك في صالح الغريزة على الامد الطويل .. و هو يؤدي إلى انتشار الشذوذ الجنسي بسبب الملل وفقدان الاثارة .. و اي فقدان للاثارة في اي حاجة من حاجات الانسان دليل على الاسراف فيها على حساب حاجات اخرى ، فالحاجات الاخرى التي لم تشبع هي المسؤولة عن التنفير من الحاجات المشبعة (قانون) .. و بالتالي فنظرية فرويد كلها خاطئة من ان الكبت الجنسي هو الذي سبب الامراض النفسية .. فعند الشعور بفقدان الاثارة او ضعفها ، هذا دليل على انك اسرفت في هذا الشأن (قانون) ..

ولا شك ان الاثارة الجنسية عند الشعوب الغربية المعتادة على مناظر العري والمشاهد الجنسية اقل منها عند الشعوب الاخرى .. لأن الاسراف في الاهتمام بموضوع الجنس هو طريق يؤدي في اغلب الاحوال الى العنـّة وفقدان الشهوة الجنسية او تدنيها .. فالشهوة دائما مرتبطة بالاثارة و بالحاجات الداخلية ، فإذا كان هناك اثارة ولا يقابلها حاجة داخلية ، فإن الإثارة تاخذ في البرود و قلة التأثير .. لأن الجنس ياتي من الداخل وليس من الخارج ، مثله مثل بقية الرغبات ، فالجوع هو الذي يحسّن الطعام وليس الطعام حسنا بحد ذاته ، و قديما قالوا : الجوع افضل المقبلات .. وبالتالي : الجوع الجنسي هو اقوى المثيرات ..

اذا احلام العري لا تستحق ان تسمى احلاما نموذجية ، بسبب ندرتها .. وربما تكثر عند احد اعتاد العري او ما يشبه العري في حياته ، على ان يكون رأى نفسه بوضعه المعتاد الذي يمارسه على الشاطئ ان كان من رواد تلك الشواطئ ..  

فرويد عرى اوروبا ، و قد جاء دوره كي يعرّيه العقل ..


انتهت الحلقة الخامسة ..
وتليها الحلقة السادسة بإذن الله ..

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق