الخميس، 1 يناير 2015

حوار مع مدير شبكة الالحاد العربي في موضوع (ما هو التقديس) .. 2



عليّ أن أشير إلى أنّني إنسان سريع الغضب، و لا أصبر على الغباء، لذلك توقّع منّي انفجارا في أيّة لحظة، و لكن إلى ذلك الحين، فتعال إليّ لكي ألتهمك نيّئا!
اقتباس:
هذا اعتراف ملحد بعدم احترام افكار الآخرين إذا لم يكونوا مثلهم ، وهذا الدليل على كون الإلحاد دين يُقصي الآخرين من الأديان الأخرى. إذا اتهمت الدين أنه إقصائي عليك أن تتهم دين الملاحدة بأنه إقصائي. مع أن الدين الحقيقي ليس هكذا. وما سبق وثيقة اعتراف.

لا حاجة أن تستنبط أيّة فكرة من كلامي، فأنا سأقول ما أؤمن به من مبادئ بصراحة، و لا حاجة لي أن أتملّق أحدا، أنا لا أحترم الإسلام، بل أكرهه، نعم أكره الإسلام لأنّه منبع للشرور و الإرهاب، أما المسلمون فلا أكرههم، موقفي منهم لا يختلف عن موقفي من أيّ إنسان آخر، معيار حبّي أو كرهي لهم هو أخلاقهم و ليس معتقداتهم، كلامي واضح، و لا حاجة بك للزعيق و النعيق و محاكمة نوايايَ فهذه مغالطة منطقيّة. ، بالإضافة إلى أنّها حقارة أخلاقيّة، فبعيدا عن هذا و ذاك، اخرس و اسمع ما أؤمن به من فمي أنا لا من فمك.

الرد :
أنت قلت : "كيف تريدون منا ان نحترمكم" ، أنا لم اقوّلك ما لم تقل ، هذا هو كلامك بنصّه ، وتقصد من ؟ تقصد المسلمين .. و الآن تقول لي "إخرس" .. لأني مسلم، أنت تمارس الإسلامفوبيا و واقع في العنصرية الدينية .. هذه مشكلتك أنت وليست مشكلتي ، وأنا لم افتري عليك ، وإذا كنت لا تستطيع أن تعي حتى كلامك الذي كتبته أنت، فهذا يؤكد أن المشكلة مشكلتك ..
كلمة "إخرس" تدل على بالغ إحترامك للمسلمين .. واضح أنك لا تستطيع أن تسيطر على نفسك ، باعترافك أنت ، وماذا يسمى من لا يستطيع أن يسيطر على نفسه ؟ قلها أنت .. وما سمي العقل عقلا إلا لأنه لجام الانفعالات الطائشة، وانت تعترف انك لا تستطيع ان تلجم انفعالاتك التي تخرج كما تخرج الجشأة ..

العقل مثل العقال ، يقيد صاحبه ، وأنت لا تستطيع أن تقيد نفسك، باعترافك ، اذن ما هو الجزء المفقود ؟ أو الحلقة المفقودة على طريقتكم ؟

أمّا إذا قلت لي الشيء نفسه و أمرتني أن أخرس و أسمع ما تؤمن به من فمك، فهذه الحقارة عينها، لأنّك لا تقرّر ما تؤمن به، بل الإسلام يقرّر عنك، في القرآن و صحيح الحديث يوجد كلّ ما يجب أن تفعله و يجب أن تؤمن به،

الرد : من الذي قرر ان يعتنق الإسلام ؟ أليس أنا ؟ أم أنت ؟ إذن هو قراري ، لا تحتاج المسألة إلى ذكاء .. أستطيع أن أكون ملحدا مثلك، ما الذي يمنعني ؟ لكن هل أترك النور إلى الظلام ؟ وبالنسبة لي ، أنا اترفع عن مثل كلمة "إخرس" أن اقولها لمن يحاورني، وإسلامي الذي تكرهه هو الذي علّمني ، فالله يقول : وجادلهم بالتي هي أحسن ، وكلمة "إخرس" ليست من الأحسن .. فانظر المستوى بين ديني ودينك ، هل أنا مجنون لأترك المستوى الراقي إلى مستوى أدنى ؟ مهما قلت لي لن أقول لك كلمة بذيئة إن شاء الله .. لأن عندي حلال وحرام، فأما أنت فليس عندك حلال ولا حرام، لذلك أنت تفعل ما تشاء وتقول ما تشاء .. لا أحد يترك نظاما أخلاقيا إلى فوضى أخلاقية . إلا إن كان متوهما لذة وشهوات ، ضلّته به نفسه والشيطان ..

أنا غير متفاجئ ممن ليس لديهم لا حلال ولا حرام وليس في دينه نظام أخلاقي إلا على سبيل النفاق لأجل المصلحة أن يقول لي "إخرس" أو اسوا منها .. هذا هو دينك ! أليس هذا هو ؟ أم أنا أفتري على دين الإلحاد ؟ إذا كان له نظام أخلاقي أخبرنا به ..

و لا أقول إنّك لتفعل كلّ ما ذكر، فأنت في نظري لست مسلما كاملا، بل متأسلما، و لو كنت مسلما كاملا لذهبت إلى فيافي العراق لتقتات على ما اخشوشن من الطعام و ترتدي ما اخشوشن من اللباس و تذبح اليزيديين تماما كما يطلب الإسلام.

الرد : لا لم يطلب الإسلام ، الإسلام قال : لكم دينكم ولي دين، هل نأخذ معرفتنا بالإسلام من ملحد ؟ أنت تقول أن إسلامي من القرآن ، وهذا هو كلام القرآن .. (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم إنه يحب المقسطين) ، هل تعرف قرآنا غير هذا يقول : اقتل اليزيديين أو غيرهم ؟ اخبرنا به .

ثم لماذا تقول أن الإسلام يأمرني وأنفّذ دون بصيرة ؟ هل أنت تعرفني أكثر من نفسي ؟ هل أقول هذا عن الإلحاد أنه يأمرك وتنفّذ ؟ الست تؤمن بالإلحاد وتتبع تعليماته ؟ الله أمرنا أن نعبده على بصيرة وليس على تقليد أعمى، وكل شيء أقوله عن الإسلام أملك بصيرتي الخاصة فيه، ومستعد أن أحاورك أو غيرك فيه ، وقد فعلت .. أما أنت فلا تستطيع أن تخرج عن ما كتبه ملاحدة الغرب، ولا تستطيع أن تأتي بجديد تضيفه إلى الإلحاد ، وهذا تحدي لك ، ولا حتى فهم جديد لنصوصهم ، حججك نفس حججهم، تـُردّد كما وردت من أيام نيتشه .. 

الإلحاد ليس دينا، أكرّر، إنّه ليس دينا، إنّه موقف من الدين، و إن شئت أن تفقدني السيطره عن عقلي فعارضني في هذه البديهة.

الرد : سوف اعارضك بشدة، وافتح نقاش طويل في هذا المجال إن شئت، ويخلف الله على عقلك أو عقلي .. الإلحاد فيه متطرفون و وسط و له مبشرون ، تماما كالدين، الأديان دائما تناقش الأديان الأخرى، والإلحاد مشغول بالأديان، أي مثل الأديان. الإلحاد قائم على عقيدة، الإلحاد له أتباع متشابهون تماما، أكثر تشابها من أتباع الدين التقليدي. الإلحاد يرى أنه طريق النجاة الوحيد، مثلما ترى الأديان، ويعد بجنة كما تفعل الأديان . الإلحاد له سلف صالح مثل ما للأديان، الإلحاد يهتم بالمجتمع مثلما تهتم الأديان بالمجتمع، الإلحاد يجاوب عن كل الأسئلة الكبرى مثلما الدين، فهو يدّعي أنه فتّش الكون ولم يجد إلها، ويدعي معرفة كيف نشأت الحياة وكيف وجد الإنسان ويعرف مصيره، بعد أن عرف طريق سعادة الإنسان . ما الفرق بينه وبين الدين ؟ ثم الإلحاد جاء لنقض الدين، أي ليكون بديلا عنه و يحل محله، ولا يحل محل الدين إلا دين. المحكمة العليا الأمريكية حكمت بأن الإلحاد دين. وقالت ما معناه أن للملحد الحق في الدعوة إلى دينه وممارسة دينه، بما فيه الشذوذ، تحت بند حرية الأديان في الدستور الأمريكي. الدين رؤية كاملة للحياة وما قبلها وما بعدها ، والإلحاد يقدّم هذه الرؤية .. فهل بعد هذا تستطيع أن تثبت أن الإلحاد ليس دين ؟ اما المغالطة اللفظية في قولك : (موقف من الدين) ، ولاحظ النقل الأمين لملاحدة الغرب كنص شرعي إلحادي ، نستطيع أن نعكسها لك بنفس البساطة ونقول : الدين موقف من قضية معينة ، و هي وجود إله يستحق الشكر، والباقي كالبشر. هل إنحلّت معضلتك ؟


هذا كذب على العلم .. أنت تسحب العلم ليكون محامياً عنك و شاهدا لك، بينما العلم شاهد ضدك. الإلحاد لا يسنده لا عقل ولا علم، بل أيديولوجيا شهوانية ملتهبة تريد افتراس كل شيء، بما في ذلك القيم والأخلاق، لتحقق سوبرمان نيتشه المتفوق والساحق للضعفاء.
اقتباس:
العلم في كل فترة يحرق أوراق للملاحدة. كانوا يعتبرون الخلية شيء بسيط للغاية، ومنه تطورت الحياة، اكتشف العلم ان الخلية الواحدة اعقد من مدينة بحجم نيويورك. زعم الملاحدة ان الصدف تستطيع ان تصنع التعقيد الهادف، فجاء علم الاحصاء ففضحهم بأن إيجاد جزء من خلية بالصدفة يحتاج إلى اضعاف عمر الارض ملايين المرات. و زعموا ان في جسم الانسان اعضاء لا فائدة لها عن طريق الصدفة، فكشف علم الطب والتشريح أنها كلها ذات فائدة.

اذن العكس هو الصحيح : العلم يحارب الالحاد كلما تقدّم. والطامة الكبرى عندما كشف العلم عدم أصالة المادة بحد ذاتها، وهي التي بنى عليها الملاحدة تفكيرهم كله. كيف تنتسب إلى عدوك وهو العلم إلا من خلال التزوير والفبركة والإعلام؟ مثلما زوّرتم جمجمة الحلقة المفقودة وخدعتم الناس اربعين سنة مع خمسمئة شهادة دكتوراة ، وجاء العلم ليكشف آثار المبرد الالحادي على اسنان جمجمة ذلك القرد المسكين على ناب الخنزير الذي زرعه الملاحدة ليضللوا الناس ؟ ومثلما اختطفتم شخصا متزوجا في أفريقيا وله اطفال ووضعتموه في حديقة حيوانات ليتفرج الناس على الحلقة المفقودة، مما جعل ذلك المسكين ينتحر لكرامته الانسانية التي اهدرها الملاحدة بإسم العلم ، والعلم منهم براء. ولا ننسى الحدائق البشرية للتفرج على المعاقين والمشوهين لإثبات التطور.

المشكلة المطروحة هنا هو معيار التحقّق ممّا هو علميّ، و مما هو غير علميّ، سآتيك بكلام علميّ صادق عليه العلماء يقول بإمكانيّة نشوء الحياة، و سآتيك بتجارب يوري و ميلر في تخليق الجزيئات العضويّة، كلّ هذا موثّق، و أنت بطبيعة الحال ستأتيني بهراء و خراء لعدنان أوكتار و غيرهم من الخلقيّين الذين يترجمون عن أسيادهم الإنجليين الأمريكيّين، معتقدا أنّ كلامك هو العلميّ، و إذا أتيتك باستشهادات أكبر العلماء، قلت إنّهم متواطئون، و إذا أتيتك بأكبرهم و أعظهم قلت إنّهم ينشرون الشهوانيّة في العالم، لذلك حقّا أنت في حاجة لمعيار يفرق عندك بين الهراء و بين العلم، و لكنّه ما دام يناقض دينك فلن تؤمن بهذا المعيار،

الرد : أي معيار تتحدث عنه ؟ تـُقدّم لي تقديس دعاة ملاحدة يرتدون مراييل العلم، وتهمّش العلماء الآخرين وتقول : هذا هو المعيار ؟ المعيار هو ما اتفق عليه الجميع ، علماء إنجيليين أو ملحدين .. هذا ليس عندك .. ومن العجيب أن عندك شخص هو أكبر العلماء ! لا أدري من هو ! أرجو ألا يكون داوكينز أو هاريس أو هوكينغ !! فلنا الويلات !! هؤلاء إلحادهم غلب على علمهم و أثر في عقولهم، حتى صاروا مسخرة في الغرب قبل الشرق.   

 آتيك من الآخر و دع عنك نيتشه فهو أكبر منك، هل تقبر معيار مراجعة الأقران؟ Peer Review ؟ إذا كنت ترفضه، فماذا تطرح بديلا عنه؟

الرد : لا ، نيتشه ليس أكبر مني ، إذا كان المقياس هو المنطق والأخلاق، فأنا قمت بالرد عليه في مدونتي ، اذهب ودافع عنه
http://alwarraq0.blogspot.com/2011/10/blog-post_12.html

نيتشه أصغر من الأطفال حتى، لأن أفكاره مجنونة و إرهابية. الذي يطالب بقتل الضعفاء كيف يكون أكبر من أحد؟ ويعتبر الضعف ذنبا يستحق القتل ؟ بأي عقل تفكر أنت ؟ و أي ميزان تزن ؟ إذا كنت معجب بنيتشه عليك أن تعجب بالإرهاب كله، لأنه هو الأب الشرعي للإرهاب الإلحادي، ويمثله أحسن تمثيل : النازيون، وهو الذي أنتج الحروب العالمية في حالة جنون القوة والتفوق التي دعا لها نيتشه المتطرف، وقاموا فعلا بقتل المعاقين والضعفاء لأجل تحقيق السوبرمان المجنون .

كل شيء اكبر مني حتى المجانين ؟ حرام عليك يا أخي !

وبالنسبة لمراجعة الاقران : لا يكون تقصد المجلات العلمية التي يديرها الإلحاد أصلا ولا يسمح بنشر ما يخالف الإلحاد ؟ البروفيسور "هيوستن سميث" في كتابه فضح هذه العملية بالوقائع . الإلحاد دين تسخّر له الآلة الإعلامية الرأسمالية، وترفض كل ما يخالفه و تقبل كل ما يؤيده من بحوث علمية وتزكّيه ، وهذا شيء معروف.. وهي نفس الآلة التي تحارب الدين في المدارس والجامعات، وتضغط وتضايق على من لا يؤمنون بالتطور لدرجة الفصل أحيانا. لم يعد الوسط العلمي نزيها كما كان في السابق ، والسبب استغلال الأيديولوجية الالحادية له، لذلك من حق العاقل أن يتشكك حتى في أشهر المجلات العلمية وأشهر العلماء ..

لا ليست معيارا ، العلم ما يتفق عليه الجميع فقط ، علم الميكانيكا والرياضيات يتفق عليه الملحد والمؤمن، إذن هو علم، مع أن الملاحدة هم الأسوأ في احترام العلم ، بل يخالفون ثوابته، انظر ماذا فعل هيوم في قانون السببية، وما فعل كارل بوبر ، هذا غير تزويرات الداروينيين لصنع عكاز للإلحاد ..

الملاحدة هم الاسوأ في التعامل مع العلم وليسوا محل ثقة أبدا، يجب أن يزكيهم غيرهم، لأن لهم سوابق في التزوير العلمي .. ومعيار العلم ليس مرتبط بأشخاص أصلا، بل مرتبط بالمنطق والتجربة وبالترابط مع بقية العلوم. فدع عنك عباءة العلم، قلت لك العلم ضدكم وليس معكم، والعلم ليس علماء كما تفكرون أنتم، العلم حقائق، مدروسة وقابلة للتجريب وقابلة للدرس وخاضعة للمنطق. إذا صدقك غيري فهذا شأنه ، أما أنا فأعرف قصتكم مع العلم، فهي قصة تثير الضحك : تلاحقونه ويتهرب منكم، تتمسحون به ويكرهكم ويقدم كل مرة ما يخالف رغباتكم، منذ القرن الثامن عشر قرن الإلحاد، لأنكم تريدونه لأغراض أيديولوجية لا لذاته ، والعلم لا يعطي نفسه إلا لمن أحبه لذاته، لا ليمرر أجندة إجتماعية من خلاله كما يفعل هاريس وداوكينز وغيرهم، ينبغي على الملاحدة ان يحترموا عقول الناس أكثر احتراما للقرن الواحد والعشرين على الأقل ..

أما كلام الجمجمة و القفص، فاذهب و احكه لطفل في الثالثة لعلّة يصدّقه، فهراء و خراء عدنان أوكتار مردود عليه، و خير ردّ أنّه في مستشفى المجانين.

الرد : هل تريد أن نصدقك بهذا الكلام السخيف ؟ هل هذا كلام مقنع ؟ هيا رد عليه وأثبت أنه يفتري على الملاحدة الطيبين ولم تحصل هذه الوقائع ،وأن الدكتور هيكل الدارويني لم يزوّر الأجنة رغم إعترافه وندمه وهو ظاهر في الإعلام. إذا أتتك الحقيقة قلت أنها هراء وخراء ، هذا ما تعلمته، ما ابعد أسلوبك عن العلمية أصلا ، فما أنت إلا خطيب عاطفي لقضية أيديولوجية فاشلة لا تقنع أحداً، ولولا ما يُنفق عليها لماتت في مهدها، ومع ذلك سوف تموت .. لأن الإلحاد يخالف فطرة الانسان وغايته وسعادته وعقله وعلمه وأخلاقه، فماذا بقي بعد هذا سوى قوة الإعلام والدولار الملحد؟

اقتباس:
ابن المقفع مسلم وأعلن إسلامه بعد أن قدم إلى العراق من خراسان ، مشكلته كانت سياسية مع المنصور، لأنه قسى عليه في شروط الصلح التي كتبها بينه وبين عمه علي بن سليمان. و وضع منها : إن غدر أمير المؤمنين فعبيده أحرار ونساءه طوالق. كيف تحشر الأمور على مزاجك ؟ اين العلمية التي تدعيها؟ كيف تخلط الأمور ذات الدوافع السياسية بالدين؟ ومثله قتلة ابن الرومي وبشار وغيرهم، كانت السياسة هي الاساس وليس الدين. بسبب هجائهم لأشخاص متنفذين. فتُلصَق بهم تهم الزندقة كذريعة.

هل تقصد ابن المقفّع الذي قال فيه المهدي ( ما وجدت كتاب زندقة إلا و كان أصله ابن المقفّع) راجع كتاب حقيقة الحضارة الإسلاميّة، لتعرف أنّ علماءنا ما ظهروا إلا حينما حجّروا على علمائكم، و أنّ في فترة تطبيق الإسلام الحقّ، في فترة محمّد و خلفائه لم يظهر غير علماء النبش في خراء النمل و بول البعير و الحَبّ الأسود و استنباط أسماء للخراء و معرفة أنواع الحدود و أضرابها، و لم يكن لكم لا ابن المقفّع و لا مولانا أبو بكر الرازيّ.

الرد : لماذا كلمة "خراء" مسيطرة في كلامك ؟ من أين تتكلم أنت ؟ احترم القراء على الاقل لا تحترمني ! فربما ملحد راقي إنساني يقرأ هذا الكلام فينخدش حياؤه !
عودا على ابن المقفع : النتيجة ماذا اصبح ابن المقفع ؟ أليس المهدي هو الذي يسبه ؟ أليس المهدي خليفة سياسي ؟ أنت لم تخرج عن كلامي ، عارضهم في السياسة فزندقوه في الدين .. وحتى الزنديق ليس ملحدا، الإلحاد جديد ، صنعه ملاحدة اليهود الرأسماليين في القرن الثامن عشر في أوروبا الغربية ، ألا تلاحظ انتشاره في أماكن انتشار اليهود؟ أوروبا وأمريكا ؟ ثم نقله اليهود إلى روسيا من خلال الثورة البلشفية، والتي 35 من زعمائها يهود .. ولم تكن الشيوعية إلا وظيفية مؤقتة لإسقاط الارستقراطيات ونشر الإلحاد بدلا منها، وهذا ما حصل لتكون لقمة سائغة للرأسمالية الإلحادية. وإذا كانت الشيوعية مذهب اقتصادي فما شأنها بالإلحاد ؟ والدليل أنها لم تتحارب أبدا مع الرأسمالية. لماذا شعارها "لا إله والحياة مادة" ؟ لماذا لم تكتفي بشعار الإشتراكية ؟ لكنها ذات رسالة دينية إلحادية . فكانت تستغل ظروف الفقراء والكادحين وتمنّيهم بجنة أرضية، وتمرر من خلال ذلك رغبتها بالإلحاد، مع أن الإلحاد لا علاقة له بالإقتصاد ..
أما كلمة زنديق فكانوا يطلقونها على من يتبع الديانة الزرادشتية ويتبع كتاب (زندا) الزرادشتي، ومنه جاءت كلمة "زنديق" . والزرادشتية والمزدكية تؤمن بوجود إله .. أنت تريد أن تجمع كل من خالف الإسلام وتسميه ملحدا ! لماذا تحتاج إلى رفد ما دمت على حق ؟ أنت الآن تقوم بتزوير التاريخ كعادة الملاحدة في تزوير الحقائق لخدمة الإلحاد . وهذه ليست طريقة علمية .. ليس للإلحاد جذور تعدو القرن الثامن عشر. حتى الملاحدة عن المسيحية قديما هم من لا يتقيدون بالمسيحية أو اتجهوا لدين آخر ..

قال حسن إسلامه قال، حسنَ كإسلامه كباقي أهل فارس الذين وطئتموه بجمالكم حتّى حسُن إسلامهم؟

الرد : وأهل اندونيسيا والملايو ، و هم أكثر المسلمين ، هل وطئتهم جمالنا ؟ ابن المقفع يروى أنه في ليلة إسلامه كان يتمتم على العشاء بعبارات من دينه وهو في ضيافة صديق له مسلم، فاستنكر عليه وقال : ألست تريد أن تـُسلم ؟ فقال ابن المقفع : لا يحسن بالعاقل أن يكون بلا دين ولا لليلة واحدة. فهل ما زال ابن المقفع بناسبك ؟ هو لا يريد أن يلحد ولا لليلة واحدة . بينما أنت تلحد كل حياتك ، فهل ما زال ابن المقفع صديقا لك ذو العقل الكبير الذي نقل إلى العالم كليلة ودمنة ؟

اقتباس:
من نحن ؟ أنت تخاطب من ؟ أنا الوراق أمثل نفسي ! رد على كلامي ان كنت تستطيع، فأنا مسؤول عنه، وأول مرة أعرف هذه المعلومات ! تريد ان تقوم بحصر تاريخي لأي مشكلة حصلت لأحد والطرف الآخر ينتمي للإسلام ؟ أم ماذا تريد ؟ ماذا تريد بحرب الطواحين هذه ؟ حسنا : هل أحصيت كل ما فعله من ينتسبون إلى الإلحاد من سحق الملايين وتهديم دور العبادة والعمليات الارهابية الالحادية وتزوير العلم وطرد من يعارض التطور من الجامعات، الى غير ذلك ؟ أنا لا أنسبها لك ، فلماذا تنسب لي ما وجد قبل أن أُوجَد؟ هذه هي العاطفة الدينية الالحادية هي التي تدفعك لمثل هذه الترهات .. أنت رجل دين متشدد، و دينك هو الإلحاد .. هل عرفت نفسك يا خطيب الجمعة الملحد ؟

تتكلم بالعلم وأسلوبك خطابي إنشائي، وتمارس عقابا جماعيا، وإقصاء لكل رأي يخالف دينك المتشدد
.

أنا لا تهمّني أفكارك الشخصيّة أبدا، و لا معتقداتك أبدا، و لن أنتظر منك أيّ فكرة لكي أعلم رأي الإسلام،

الرد : اذن لماذا تحاورني ؟ هل أنت مجنون لتضيّع وقتك ؟ هذه الدوغمائية المسيطرة عليك هي التي تجعلك لا تسمع ولا ترى إلا لصوت نفسك .. أين احترام الرأي الآخر وحقوق التعبير والقائمة الطويلة العريضة من الشعارات البراقة التي تدعيها ؟ لا تريد أن تسمع رأيي ! ومع ذلك تحاورني ! فسّر لماذا تفعل هذا ؟ لا بد أن دافعك نفسي ما دام أن عقلك مغلق لا يأخذ ولا يعطي .. من المسؤول عن هذه النفسية التي تعاني منها ؟ هل المسؤول عنها هو الاسلام أيضا رغم انك ملحد بالطول والعرض ؟ لماذا لا يكون إلحادك هو سبب ضيق نفسك ؟ وهذا منطقي أكثر، والقرآن أخبر أن من اعرض عن ذكر الله سيكون صدره ضيقا حرجا . أنت تقدّم مصداق للقرآن العظيم ومثال حي ..

فأنت عبد ذليل للقرآن تفعل ما يشاء إن رضيت بالإسلام كاملا غير منقوص، و لا يوجد عندك هامش لتختار إلا بين اللون الأبيض و الأسود، مع العلم أنّ الإسلام يحبّذ الأبيض للرجال و هو مكروه للنساء، فالقاعدة الفقهيّة تقول لا يصف و لا يشف...

أنا أعلم ما يقوله الإسلام، لأنّني قرأت القرآن أكثر من مرّة، و قرأت كتبا تعّرف الإسلام خصوصا روح الدين الإسلاميّ لعفيف عبد الفتّاح طبّاره، و قرأت تفسير ابن كثيرٍ كاملا في أزيد من ثلاثة آلاف صفحة، و قرأت صحيح البخاري و الشيء الكثير من صحيح مسلم، و قرأت بالإضافة إلى حديث شرح القسطلاني لجواهر البخاريّ، و قرأت قصص الأنبياء، و قرأت السيرة المحمّديّة و البداية و النهاية لابن كثير، و قرأت قواعد لغتي العربيّة و أتقنتها، و أحكام المذاهب الأربعة خصوصا المالكيّ، و قرأت بعض أقدم أنواع التفاسير مثل تفسير سليمان بن مقاتل و محكم بن هود الهواريّ، و قارنت بينها، و أعرف الإسلام جيّدا و لا أنطق عن الهوى،

الرد : أما في الأخيرة فقد كذبت ، معذرة .. أنت عواصف ولست هوى فقط .. حتى التاريخ زورته على هواك ، فجعلت مَن رفض الإلحاد لليلة واحدة ملحدا مثلك وامتدادا لك، بينما امتدادك هناك تحت كرسي نيتشه و داوكينز، عبد ذليل لأفكارهم، لا تستطيع أن تنتج أفكارك بنفسك، ولا من بيئتك، تأخذها مستوردة كما جاءت تماما .. أنا عبد لله، فرق بين العبد لله والعبد للبشر. وأنا باختياري و وعيي اخترت، ولم يجبرني أحد كما تدعي .. وإذا أردت التأكد تفضل حتى تتأكد هل أنا أعرف ما أعتقده أم لا ..

تهمة الدوغمائية تصلح لك أيضا، لا تنس هذا الشيء، ولا قيمة لكل قراءاتك بالنسبة لي، لأنك لست محل ثقة اصلا في تقييمي، لأني رأيت كذبك على الحقائق لأجل مذهبك ودينك، وكيف أعاودك وهذا أثر فاسك ؟ (مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا)

وحقيقة لا تهجما : أنا اشك أنك تعرف شيئا واحدا في هذه الحياة كما هو، لأنه من يعرف شيء سيعرف كل شيء، فلا تتعب نفسك بقراءة الأسفار الضخام، استمع إلى صوتك الداخلي ولو مرة، حتى تفهم ولو شيئا واحدا يقودك لفهم غيره. حينها ستنير روحك المظلمة، هذا أثمن ما أقدمه لك .. لو تصدقني ..

فأنا لن أنتظر حضرتك و تأتي و تتفكّر في رأيك، أنا أنتقدك كمسلم، يفعل ما يطلب الإسلام منه أن يفعل. أمّا أنا فليس عندي كتاب مقدّس،

الرد : هذه المصيبة، القرآن أمرني بالإحسان والعدل والخير، أنت تفتخر أنك ليس لك قانون ولا نظام ولا عندك أوامر بعدل ولا بخير ، لا أحد يفتخر بفوضويته إلا الملحد الذي يفخر بعيوبه. وهذا ما يسبب عدم الثقة في الملحد، ليس له أي مبدأ، ويستطيع أن يفعل تبعاً لفقهه ما يشاء من كذب وتزوير وظلم وتغييب حقائق وانتهاك محرمات الخ .. رجاء لا تفتخر بأنه ليس لك مبدأ حتى لا يخاف الناس منك .. المجنون يوصف بالعادة أنه ليس عنده مبادئ ولا ثوابت، وكذلك الشخص الانتهازي الشرير يوصف بأنه ليس لديه ثوابت ولا مبادئ، فكيف جعلت نفسك بين الإثنين ؟

نعم ، أنا عندي مبادئ من القرآن العظيم، تفضل انتقدها إن استطعت .. عدل ، إحسان ، خير ، رفض اعتداء، دعوة بالحسنى ، بر والدين ، صلاة ، زكاة ، رحمة بالضعفاء ، هل هذه عيوب ؟ صفني بهذه العيوب رجاء و قل أني أتصف بها حتى أفرح، واشبع أنت بحريتك لا رابط ولا ضابط .. أنت تقول ما يرفضه إحساسك .. لو وُصفت بالظلم والكذب وانتهاك المحرمات لغضبت ! ثم تعود لترفعها كشعار ! هكذا يصنع الإلحاد الشيزوفرينيا وازدواج الشخصية .. فأي عاقل يرفع شعارات يغضب أن يوصف بتطبيقاتها إلا الملحد صاحب الشعارات المخجلة والمقززة ؟ 

و ليس عندي كتاب يأمرني أن أدخل المرحاض بيسراي،

الرد : وهذه مصيبة أخرى ، في دينك تستطيع أن تقضي حاجتك كالحيوان ..

و لا أي كتاب في الإرث، نحن عندنا اجتهادات للعقل البشري في مختلف المسائل، و لنا آراء متضاربة جدّا،

الرد : لماذا تتقيد بالعقل البشري ؟ العقل قيد، وأنت حر ! وهل تتبع العقل البشري أم العقل الملحد؟ كن دقيقا ؟ العقل البشري اختار الدين عند كل الشعوب قديمها وحديثها ، لماذا لا تتبعه ؟ أليسوا أكثرية ؟ ونحن أيضا نتبع العقل البشري، كيف نفهم النصوص ونطبقها إلا بالعقل البشري ؟ والقرآن موجّه لقوم يعقلون، فما زلنا بشرا مثلكم نعيش على الأرض.

نحن الملحدون لا تجمعنا إلا كلمة لا إله حتّى الله، و غير ذلك فمِنّا مَن يحتكم لكتاب رأس المال لماركس و منّا من يحتكم لكتاب ثروة الأمم لآدم سميث في الاتقصاد، منا الشيوعيّ و منا الرأسماليّ، منا العرقيّ الشوفينيّ و منّا اللاسلطوي و النتشويّ و الديكارتيّ و التروتسكيّ و القوميّ و الشعوبيّ، فلزام عليك أن تسأل الملحد حينما تحاوره من أيّ طينة هو، و أيّ موقف لديه من أيّة مسألة، فأنت كما قلت لك لا تعرف عن الملحد إلّا أنّه لا يؤمن بالإله، و غير ذلك لكلّ هواه و مذهبه.

أنا أعرفك من حيث كونُك مسلما، و أن لا تعرفني إلا من حيثُ كوني ملحدا.

الرد : كل ما تحدثت عنه مذاهب اقتصادية ، موجودة حتى عند المؤمنين ! الإلحاد ملة واحدة، اذكر لي أي اختلاف بين ملحد شيوعي وآخر رأسمالي في غير مجال الإقتصاد ! يوجد مسيحي اشتراكي ويوجد مسيحي رأسمالي ! ما بقي إلا أن تقول : يوجد ملحد بقميص ابيض وآخر بقميص اسود ! وهذا فرق عندك !

الملاحدة لا يختلفون ! ألا تفكر بعقلك ؟ هل في النفي احتمال اختلاف ؟ أين العقل الذي تتبجح به ؟ كل ملحد يرفض وجود إله وبالتالي يرفض الدين ، بغض النظر عن مذهبه الاقتصادي او قوانين بلده او لغته أو لون بشرته، لماذا اختلط الأمر عليك بهذا الشكل ؟ وتحسب أنها فروق وهي ليست فروق؟ هذا من النقل الأمين لملاحدة الغرب ..

لا يوجد دين يتشابه أتباعه مثل الإلحاد. و هم يد واحدة على الأديان ، الفرق في التطرف والاعتدال ليس إلا، وأنت من النوع الأول.
هل يوجد ملحد ينفي وجود الله أكثر من الآخر ؟ أو ملحد يرفض الدين أكثر من الآخر ؟ الإلحاد دين يعتمد على الفلسفة المادية ، وبالتالي كل ملحد يقدّس المادة ويفسّر الأمور من خلالها، وكل ملحد مادي، وبالتالي كل ملحد شهواني، لأن علاقة الإنسان بالمادة علاقة رغبة ومصلحة . لا يوجد دين أتباعه قطعة واحدة إلا الإلحاد. وإن تغير فيكون قد تخلى عن جزء من إلحاده، مثل من يؤمنون ببعض الروحانيات، هذا دخل في إلحاده دين بسبب جفاف المادة ، مثل أخلاق الملحد، هو استمدها من الدين وليس من الإلحاد . الإلحاد صحراء جافة كما وصفه غاندي ليس فيه إلا المادة ..

اقتباس:

ول مرة أتشرف بسماع هذا الإسم : حسين مروة.

يا حرام .. كان الواجب علي أن أحزن على قضايا لم أعرفها ! ومن هذا الذي قال فينا هذا ؟ ليقل ما شاء .. ثم : من نحن ؟ حدّد ! أنا وحدي في الساحة ومنذ ولدت وأنا وحدي ..

يا حرام .. يبدو أنه حتى أنت تحب شعوبنا وتريد لها النهضة ! ولا تريد لها التفرق ولا تمارس عليها الإقصاء ، ولا تسخر من مقدساتها، هل يعجبك هذا الكلام ؟ حسنا ها هو ، ولتهدأ عاطفتك الإلحادية ..

نعم كان نيتشه يحبنا ويطالب بقتلنا ، ولينين كان يموت في سواد عيوننا، وستالين أرق قلباً منه، هؤلاء الملاحدة الطيبون ، حتى سام هاريس الرقيق الطيب الذي لطّفته اليهودية وصقله العلم حتى طالب بإلقاء القنابل على العالم الاسلامي كله، لكي تتقدم الحضارة. أرايت مثل هذا اللطف الملحد ؟ إنها العدالة الارضية وليست عدالة السماء المزعومة، تلك هي عدالة هاريس الرائع اللطيف الحساس ، هل تعجبك هذه النغمة ؟ لكن أوتار القيثارة لا تعزف هذا النشاز ، وتفزع خوفا من وحشية الالحاد. والتاريخ خير شاهد.

ستالين الطيب قتل 55 مليون من مسيحيين ومسلمين، وحوّل معابدهم إلى دورات مياه وخمارات، هكذا يرضي نيتشه في قبره
.


إن كنت لا تعرف حسين مروة فهذه مشكلتك، و هذا عندنا مفكّر كبير، و جهلك به يعني كونك خارج الدائرة الثقافيّة، فاقرأ له إن شئت كتاب '' النزعات الماديّة في الحضارة العربيّة الإسلاميّة''، و هو مجلّد ضخم أشكّ في أنّك ستتجرّأ على فتحه، و لكنّني سأجرّب حظّي ...

أنت تغضبني كما قلت لك، حينما تناقش ملحدا، فلا تتحدّث له بأفعال لينين و ستالين و نيتشه و و ديكارت، فالإلحاد لا يتبنّى هؤلاء،

إذن الإسلام لا يتبنى أحد من أتباعه, لأنه قائم بذاته, فهل كل من قال أنه مسلم أصبح هو القرآن؟! تُعدِّد مشاكل المسلمين وإذا عدّدتُ مشاكل الملحدين تبرأت منهم! وإذا صار السياق سياق مدح قلت عنهم أنهم عظماء! هذه ألعاب صبيانية يقوم بها الملاحدة, مرة يتجمعون مرة يتفرقون كما وصفهم داوكنز أبنهم كالقطط. لا أحد يمثل الإسلام أيضا, وإذا كانوا لا يمثلون الإلحاد عليك ألا تستشهد بهم ولا تمدحهم إن كنت صادقا, أما إذا مدحتهم فإنهم يمثلون الإلحاد وأنت ملزم أخلاقيا بهم ولا يحق لك التخلي عنهم, أنت تمدح نيتشه ثم تتبرأ منه بكل سهولة! في رد وحد! بئس الصداقة صداقة الإلحاد! مرة تعظمه ومرة تتخلى عنه!

السؤال: لماذا الملاحدة يتخلون عن بعضهم؟ لأنهم مثل البحار يتخلى عن السفينة الغارقة خشية أن يغرق معها.. أخلاقية صداقة غير جيدة خالية من الوفاء, حيث يتجلى مبدأ عبادة المصلحة وفوضى المبادئ. لو كنت أحب نيتشه مثلك لدافعت عنه ووقفت مع في كل الأحوال ولا أرميه بسهولة وأجرده من تمثيل الإلحاد رغم مجهوده الشاق الذي قدمه لكم, ولا أقول عنه أنه لا يمثل الإلحاد بينما هو أقوى صوت في الإلحاد, وإذا لم يمثله نيتشه فمن يمثله؟! أنت تجعلني أرحم نيتشه بهذا التخلي السريع وإنكار ما قدمه لكم! مع أنكم لم تخرجوا عن تعاليمه ولا تقدمون رفضا لأي فكرة قدمها فكيف صار لا يمثل الإلحاد؟ من ليس عليه نقد واحد هو خير من يمثل الإلحاد, إذا كان لا يمثل الإلحاد خطئه! وإلا فسيمثل الإلحاد رغما عن تهربك.

التلميذ الملحد إذن هو عاق بأستاذه ومستعد للتخلي عنه بسهولة, وليس هذا بغريب عن من تخلى عن مبادئه كلها أصلا أن يتخلى عن أستاذه! ولهذا أقول لك أن شخصية الملحد ليست جديرة بالثقة حتى من أقرب الناس لها, لأنه مستعد للتخلي بكل سهولة, إلا من تأثر بأخلاق الدين منهم فسيبقى عنده بعض الجوانب الثابتة.

ثم ما شأن ديكارت في الإلحاد؟ ديكارت يقول أن المعرفة تبدأ من الله وقدم براهين منطقية على وجود الله ,فهل صار مع ابن المقفع أيضا؟! لا تبحث في التاريخ عن ملحد مثلك لا يوجد, إلا في أواخر القرن الثامن عشر عندما ظهر مبشرو الإلحاد الأوائل.

لينين و ستالين ناقش بخصوصهم ماركسيّا ( و أنا ماركسيّ على فكرة، و إن شئت ناقشت معك المسألة في موضوع منفصل)، و أقوال نيتشه ناقش معها نيتشويّا، أمّا هنا، فنحن نناقش الإلحاد، باعتباره الفكرة التي تقول إنّ الله غير موجود. نقطة وقف هنا، و أناقش لك من حيثُ كوني ملحدا.

أنا بينت لك أن الإلحاد ملة واحدة, لا فرق بين إلحاد ماركس ولا نيتشه ولا لينين ولا ستالين ولا إلحادك, البقية اختلافات في أمور أخرى كالاقتصاد وغيره. سوف أناقش ماركس لوحده من دون بقية الملاحدة إذا كان كلامي عن الشيوعية الاقتصادية لأنه هو منظرها, لكن إذا كان الكلام عن الإلحاد لماذا أناقشه لوحده؟ هو يردد ما يقوله الملاحدة مثلك تماما فكلامهم واحد. ولا تفرق مجتمِعا حتى تتوهنا في أنواع الإلحاد, لا يود أنواع للإلحاد, الإلحاد هو الشيء الوحيد الذي يوجد منه نوع واحد والبقية مذاهب اقتصادية أو اجتماعية تناقش في بحث اقتصادي أو اجتماعي, ولا يُناقش معها الإلحاد لأنه لا علاقة له بالموضوع, الإلحاد قضية عقدية لا علاقة لها لا باقتصاد ولا بغيره, والشيوعية قضي اقتصادية لا علاقة لها بالإلحاد ولا بغيره. ماركس جمع بين مختلفَين وصهرهما في بوتقة وحد وهما الإلحاد والاشتراكية, والهدف هو نشر الإلحاد وليس نشر الشيوعية لأنها ميتة في بطن أمها ولا يمكن لها أن تعيش على الواقع. والشيوعية تجعل الشعوب بعد أن تعاني الأمرين منها تتشوق للرأسمالية كما حصل في روسيا وتنفتح لها بقوة, وهذا ما تريده الرأسمالية, فالذي صنع الاشتراكية هو الرأسمالية نفسها لأجل تدمير الدين و الارستوقراطية التي تحميه, ففكرة الاقتصاد الشيوعي فاشلة من الأساس والواقع مصداق ذلك. وأول ما ظهرت الأفكار الشيوعية في الغرب الرأسمالي اليهودي وفي لندن مركز الرأسمالية, ولم تظهر عند الكادحين أو الفلاحين! الرأسمالية دائما تلعب على الفوارق الاجتماعية والمذهبية و الاقتصادية.

اقتباس:
عليك أن تعاقب هذا التلميذ أبو العلاء ، فلم يحفظ الدرس الإلحادي جيدا .. وكيف تضع جاليليو مع مجنون مثل نيتشه ؟ أو مادي ملحد وحاقد مثل ماركس؟ أبو العلاء وجاليليو غير من ذكرت ..


أنت لست من يقرّر،
وأنت أيضا لست من يقرر.

 أنت لا شيء مقارنة بهؤلاء،
و أنت أيضا لا شيء مقارنة بأكثر من هؤلاء! هل هذا حوارك العقلي؟! هل هذه أدلتك؟! شخصنة الموضوع لا تخرجك من المآزق أيها المتدين المتطرف. أنت تهاجمني وتترك الموضوع, تريد أن تهرب للأمام لكنك في الخلف.

 التاريخ و العقل البشريّ هو الذي يقرّر، من نسيه التاريخ فهو لا شيء، مثلك تماما أنت الذي لم تقدّم غير محاولات بائسة للتقليل من شأن العظماء،

أما أنت فإن التاريخ سيغرد باسمك العظيم وبكلماتك المأخوذ من المرحاض! وهل انتهى التاريخ حتى نحكم؟ لا تسبق التاريخ.

 و سوف ينساك التاريخ بمجرّد موتك،

أما أنت فلن ينساك التاريخ وسيجعل من موتك بداية لاكتشافك, بل سيبدأ التاريخ ما بعد الحديث منك أنت! لأنه لم يجد من هو أعظم منك ولو وجد لفعل. لا أدري ما الذي يسند هذا الغرور المعلق بالهواء! ألا تستحي أن تفخر بنفسك لها الحد وأنت تفتقر حتى لمنطق رجل الشارع العادي بل ولأدب حوار رجل الشارع! وضعك مزري لكنك لا تدري, وصدق الله {نسوا الله فأنساهم أنفسهم}, هكذا وهّمك نيتشه وقال لك إنك سوبرمان يضع عباءة العلم ويقفز من السطح ليواجه الحقيقة!

 أما هؤلاء، فلهم أتباعهم و لهم قرّاء كتبهم، و نيتشه غصّتكم و شوكة حلاقيمكم، هو الفيلسوف صاحب الكتب الأكثر قراءة من طرف طلّاب الجامعات و المثقّفين و المتعلّمين في العالم، و رأس المال لماركس هو أعظم كتاب كتب في الاقتصاد في تاريخ البشريّة، و حينما أنهيتُه أحسست بأنّني أدّيت فرض عين، و كأنّني قرأت كتاب نبوؤات بما سيحدث في المستقبل. فلا تقارن نفسك أنت الذي يقضي حياته متنمّرا على العظماء بمن قضووا حياتهم يبحثون عن الحقّ.

أولا, أين قارنت نفسي بأحد؟ إذا كنت تحس بأني متفوق عليهم أو ند لهم فهذا ليس ذنبي, إحساسك هو المسؤول أما أنا فلم أقارن.
ثم إن قصص الحمقى والمغفلين ونكات جحا أشهر من نيتشه وغيره في العالم! فهل كل ما اشتهر يصبح عظيم؟ هكذا الأدلجة تفعل, أنت تستعير عقلك من الجماهير والناس ولا تحكم على الأمور بعقلك أنت, ولا بماذا قال بل بما قيل عنه, فأينا المستقل في تفكيره أنا أو أنت؟


أما خرافة المعرّي فهي تماما كخرافة الجمجمة و القفص، أخبرها لأبنائك!

لماذا خرافة؟ هذا البيت موجود في ديوانه ومن قصيدة "غير مجد في ملتي واعتقادي نوح باك ولا ترن شادي" المشهورة, ارجع لديوان أبو العلاء وابحث في قوقل, هل كل ما لا يعجبك يصبح خرافة وليس له وجود؟! إلى هذا الحد فعل الإلحاد بعقلك؟! هل أنت تدس رأسك في الرمل حتى لا ترى الحقائق كما النعامة؟ هل هذا ما علمك الإلحاد؟

اقتباس:
العلم شيء، والإلحاد شيء آخر. يجب أن تفهم هذا الشيء، ليس العلم هو الالحاد وليس الالحاد هو العلم ، هذه قضية فكرية اجتماعية ، وهذه حقائق مدروسة ومجربة. العلم يشترك فيه المؤمن والملحد، أما الالحاد فلا يقبله إلا ملحد . إذا كان كلامي عفنا، فلماذا لا تنظفه وأنت كلامك النظيف ؟ لماذا لا تناقش ؟ حتى يدمغ الحق الباطل، وأنت معك الحق ؟ لا يهرب من النقاش إلا عاجز وخائف من الفضيحة.

لا أحتاج درسا منك لتعّرفني بما هو العلم، العلم ليس هو الإلحاد بطبيعة الحال، لأنّ الإلحاد كما لا يريد دماغ حضرتك الذي يبدو ضيّقا أن يفهم، هو موقف من فكرة وجود الله، رافض لهذه الفكرة، أمّا العلم فيقوم بعمله في استقراء و بحث العالم الموضوعيّ بموضوعيّة، لنكتشف بأنّه في آخر الأمر يصبّ في صالح الإلحاد.

وهذه حكايتك مع العلم! ليصب في صالح الإلحاد! يا عيني على الصب! إذن أنت لا تحترم العلم لذاته بل لكي يصب! ولما رفض أن يصب صُبَّ وهُبّ ومُلئ بما هب ودب من النظريات الفارغة! إذن علينا ألا نثق بما يقال أنه علم حتى نتأكد بسبب وجود الحية الإلحادية في تفاحة المعرفة. علينا أن نتأكد من أن ما يقدم حقائق لأن هناك حية تتلوى حول العلم لتزوره وتجعله يصب في إناء الإلحاد.  شكرا لتوضيحك.

العلم هو نظريّة التطوّر،

كيف تجمع بين كلمة علم وكملة نظرية وتجعلهما في حكم واحد؟! هل أنت علمي أو قارئ فقط للمطولات والمجلدات؟

 و الآبيوجينيسيس، و الفيزياء الكونيّة، و علم النفس،

أما حكاية علم النفس الفرويدي الملحد فهذا شيء لوحده معجزة! صاحب الأحلام واللذة وهواية جمع الطوابع التي يفسرها فرويد بأنها من الغريزة الجنسية! كل شيء جنس في جنس, على كيف الشهواني! هل هذا علم نفس بالله عليك؟ أو علم جنس؟!


 إنّه ببساطة كلّ ما يناقض دينك،

لأنه تزوير ملاحدة يناقض ديني! هذه نظريات وظيفية صًرِف عليها كي حارب بها الدين. ولا يثق بها ويصدقها إلا ملحد أو مغرر به, هي بضاعتكم أردها إليكم.

 إنّه هو الذي يقول بأنّ العالم خلق في أربعة عشر مليار سنة، بينما تقولون إنّه خلق في ستّة أيّام،

هذه نظرية البيضة الكونية والانفجار الكبير والهراء الكبير, صدقها أنت واشبع بها.  الكون كله وجد من بيضة كتلتها صفر! خرج منها كل الكون! وهذه البيضة جاءت من لا شيء! ثم بدأت الأكوان بالتزاوج و تم فيها التطور كما تتطور الأحياء كما يقول هوكنج ,الذي يستبدل كلمة تزاوج بتصادم حتى لا يكون عالة على دارون. خرافات تعجب الملحد كحكايات العجائز للأطفال.

 و هو الذي يقول إنّ الذرّات العديمة الحياة تتطّور لتعتينا مركّبات أكثر تعقيدا فينتهي الأمر إلى كائن يستهلك ما حوله بصفته جينا أنانيّا، فيكبر و يكبر و يتعقّد ليصير هو الحياة، إنّ العلم يقول كلّ ما لا يقوله الدين.

هنا زدت الكوميديا على يد دواكنز وميماته المضحكة, صدق هذا كله اشبع به, لكن من يصدق هذا لا يحترم العقل ويعجبه الإلحاد أكثر من المنطق. كل ما سبق خرافات ملفقة من الأساطير القديمة كبيضة الخنفساء الفرعونية التي خرج منها الكون ويرسمونها في المعابد وأساطير التناسخ الشرقية.


سأعود بك إلى النقطة المركزيّة، بعيدا عن خرائك الفكريّ الذي أعطيتُه من وقتي الثمين ردحا لا يستحقُه، ما هو أنت متّفق معي على جعل مراجعة الأقران معيارا لتصديق الكلام العلميّ؟ ما هو البديل في حالة لم توافق؟

قلت رأيي, لا أثق بالمراجع الإلحادية حتى لو لبست عباءة العلم ولو امتلكت المجلات العلمية.

البديل هو: منطقية ما يطرح بالنسبة للماضي, إجماع العلماء, التجربة, القياس المنطقي بالنسبة للمستقبل, الارتباط بالعلوم الأخرى وعدم تناقضها مع الحقائق الثابتة بالمعايير الأخرى, فهل تقبل هذا المعيار؟ وقد تكون هذه الشروط مجتمعة وأحيانا لا يمكن أن تجتمع كلها كاستحالة إجراء تجربة, لكن يبقى المنطق معها جميعا.

وفي الأخير, كلامي الذي تسخر منه وتصفه بأبشع ألفاظ عندك سيكون أقوى كلام مر عليك في حياتك, وسترجع تقرأه أكثر من مرة, وإذا رجعت تقرأ تذكرني, لأن كلامي سيبقى بصمة في داخلك رغما عنك وعني كما بقي من قبل وأنت تذكر, فالحق يدمغ الباطل ويزهقه, كلامي سيجعل عقلك يتفتح أكثر وستكتشف وروده على شفتيك دون أن تدري, وإذا مرت فكرة على شفتيك تذكرني. بل إنك لن تنساني أصلا ولم تنسني من قبل, وسوف تلعنني في داخلك لأني لا أفارقك في داخلك, كلما ازددت احتقارا لي كلما وجدتني في داخلك, كلما حاولت إخراجي من الباب عدتُ من الشباك. إن حصل هذا فصدق أني أفهم داخلك أكثر منك, وبالتالي أستطيع أن أفيدك أكثر من نفسك لأنك لم تستطع أن تفيد نفسك ولا حتى تفهمها.

وشكرا لحسن ألفاظك وحسن تربيتك غير العادية.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق