الثلاثاء، 13 يناير 2015

حوار مع مدير شبكة الالحاد العربي في موضوع (ما هو التقديس) .. 7



كاره النساء :

"النفس تأنس لما تهواه ، وتتعشق ما استقرت عليه ، ويصعب عليها أن تستوعب غيره ، حتى لو تبينت أنه الحق، أو توسمت أنه الحقيقة" (فرج فودة، الحقيقة الغائبة)

اقتباس:
رمتني بدائها وأنسلتِ ! وعن تصريحاتها انسحبت ! حتى الوقاحة لا تعرف ما هي الوقاحة ! تتصف بها وترميني بها ! قل لي بإلحادك : ماذا تفهم أنت ؟ شيء واحد تعرفه تستطيع تحديده ؟ ومن لا يدري عن نفسه كيف يدري بغيره ؟ أنا لم أرمك بألفاظ غير مؤدبة حتى تقول عني أني وقح، بل تحملت وقاحتك، وكان حقّي أن أُشكر، كل هذا لأنني أقول رأيي كما هو، بدون مجاملة لأحد على حساب ما أعتقد و أفهم، وهذا سر وقاحتي عندك. أين احترامك لحرية الرأي؟ أنت تعاني من "الرأيفوبيا" وليس فقط الإسلامفوبيا ..

من يعادي حرية الرأي هو يعادي الإنسانية كلها.

اقتباس:
ألم أقل لك أنك لن تنساني ؟ هل اقتنعت اني افهمك اكثر من نفسك؟ ومستعد أن اشرح لك خيالاتك المريضة التي في داخلك ؟ أنت تستبطئ ردي ، و تنتظره على أحر من الجمر .. وتكتب "أين ابن النديم؟"
وتكتب : "رفع، لكي لا يُنسى بالتقادم، و لكي يكون في الواجهة منتظرّا الورّاق ليردّ فيطعوج شيئا ما جديدا" .. لاحظ كلمتك "جديدا" ، فالجديد يًطلب مني فقط ، من كاتب مسلم، لأن الالحاد مجدب .. هل تتوقع أن أطلب منك جديداً ؟ لا أظنك تفعل هذا ..
هل رأيت من المهم كلامه ؟ هل تتوقع أني سأكتب مثل هذا عنك وأبحث عن ردك ؟ هل تتوقع ؟ اذن من هو النكرة ؟ النكرة الذي يُبحث عنه أم الذي يُنسى ولا قيمة له ؟ أنت بالنسبة لي نكرة، وأنا بالنسبة لك شخصية هامة و تبحث عنها وترفع الموضوع لأجلها .. ان شاء الله عمرك ما رديت علي، لأني أعرف ردك و رد غيرك .. انا أتحاور معك لاستفيد بسببك وليس منك .. أنا مثل من يمشي وراء الأفعى لكي يدفن جحورها وجحور الافاعي الاخرى ويتفرد بها .. لم استفد منك ولا شيء، لكن استفدت بسببك الكثير الكثير، وهو ما اشكرك - كوسيلة و أداة - عليه .. انت وسيلة استفيد منها، تحمل اسفارا .. هي تقرأ الكتب وتتعب ، وتقدِّم لي لأنقد وأقيّم .. ويعجز الجميع عن الرد .. هذا ليس غرور بل واقع ..أما ما تسميه ردا، فهذه مفرقعات في الهواء لا قيمة لها ، بل انت تهرب هروب صريح وتقول : لن ارد . قلت لك : انج بنفسك، فلم تصدّق ..

تمخّض الجملُ فولدَ فأرا.

جنتْ على نفسِها براقش، و قد أوقعت نفسَك في وحل لن تخرج منه، فإنْ كنتَ ممّن يأنفون أن يعترفوا بخطئهم، فإنّي لا أقول لك غير ( ربّك يصبّرك معي )
، لأنّني و قسما بدماء فرج فودة، لن أتراجع قيد أنملة عن فضح فكرك المتعفّن، التحريفيّ، الذي يركله الملحدُ من جهتي، و المسلم من جهتهم، فلا نحن نقول هذا منّا و لا الإسلام يقول أنتَ منّا، و لتنفذنّ منك نصوصاتُك على قلّتها، و لتستشهدنّ بالفارغ من الكلام، و لتُعملنّ في نفسك الأعوج من المنطق، فاستعدّ جيّدا، لأنّك إذا كنت تعتقد بفهمك لخيالاتي '' المريضة ''، فأنا سأقوم بعمليّة مسح شاملة للأفكار الثعبانيّة التحريفيّة التي تتبنّاها، في محاولة بائسة لتنميق الإسلام و دمشقته بالساقط من الكلام،

 
كيف أدمشقه بالساقط من الكلام ؟ أنا اقدم لك النص الاول والوثيقة الاساسية للاسلام ! وأنت تعرف هذا .. كيف ادمشقه بساقط الكلام ؟ أنا لا أبحث عن غرائب كما تفعل في كتب في الاسفار القديمة، أنا اقدم لك نص القرآن فقط ..وسيلتي هي القرآن وما والاه، مع المنطق، فالقرآن لقوم يعقلون، ولا يفيد القرآن بلا عقل ، ولا يفيد العقل بلا قرآن .. وأنت تعجز عن الرد في كل مرة، وتتجه لتعضيض اصابعي و رفسي في كل مرة، و كأني أنا خصمك وليس الفكر. أنت غارق في الشخصنة الى رأسك وتحسب انك ترد، خطتك هي أن أهينه شخصيا لعله يتراجع عن فضح أفكارنا، خوفا على سمعته، وهي وسيلة سخيفة وساقطة تدل على افلاسك وافلاس الحادك معك. ولو كنت على اساس ثابت لهدأت أعصابك ولما فرّطت باحترامك، إن النتيجة الأخيرة لما تفعله انت وزميلك : أوسعتهم سبّاً وساروا بالإبل. فالإبل معي و أنتم أوسعتموني سبا .. لكنهم ايضا يقولون : (من سبّك حبّك).

أنا اسمع شتائمك وصياحك، وكأنك تهوي في بئر. وما زلت تسبُّ إلى أن تطبّ بأرض الواقع. ألا من عاقل يتسائل : لماذا هذه الشتائم لشخص يقول رأيه بكل احترام ؟ ولماذا الالم والصياح ؟ لماذا لا تنصرف الى الموضوع رأسا وتتركني وشأني ؟ هذا لو كنت تعي ما تفعل في هذه النقطة. لو اتجهت الى الافكار وبأدب لتبيّن عجزك ، ولجاءت ردودك ميتة، لهذا تعوض بالشتائم الشخصية لكي تبقى في موقف قوي. أي تعوّض عن قوة الفكرة بقوة الصرخة. هذا شيء نعرفه من أطفال الحارة، فالاشد صراخا هو الأجبن والاقل حيلة .. بل إن الصياح العالي علامة الكذب والافلاس، ولا جاء الصراخ الا من باب التعويض النفسي عن فاقد ، وهو قوة الحجة والقدرة على التوصيل . و صدق من قال : "الصراخ على قدر الالم" ، يبدو أن آلامك شديدة. فصبرا آل لاحِد ..

و إذا كنت تعتقد بأن صورتي سوف تسقط من أعين أتباعي من الملحدين، فضع في عقلك ( إن كان لك واحد ) أنّه ليس لي أتباع، و أنّني و هم إن تواجدوا لننتظر ردّك على أحرّ من الجمر، لتسقط صورتي من أعينهم بسرعة، و اعلم في حالة كنتَ ممّن يبحثون عن الحقّ أنّك ستسمعه منّي يلسعك، يصفعُك و يخمش وجهَك بأظافر العلم قائلا ها أنا ها أنا، بخ لك و أنظرني ألقّنك درسا في الأدب، و آخرَ في العلم، و ثالثا في دينك و الرابع و الخامس و السادس و ...

(تصفيق) 

اقتباس:
من يعادي حرية الرأي هو يعادي الإنسانية كلها.
أنا أحترم رأيكَ؟ أنت جادّ يا صاح؟ أرجوكم انفُوا عنّي هذه الشبهة بسرعة! من صاحب هذا الادّعاء؟ أخبروني! لا و اللات لا أفعل،

الكلام يا عم لحود عن حرية الرأي، وليس عن الرأي نفسه، للجميع أن يقولوا آرائهم و ألا يخسروا احترامهم. أما أنت فلا تحترم حرية الرأي ولا الرأي ولا صاحب الرأي ولا حتى القرآء من الكلمات القذرة التي تكتبها لهم ليقرأوها، ما ذنبهم أن يقرأوا هذا العفن الذي يلفظه فوك ؟ تستطيع أن تعبر بدون الحاجة لكلمات من المراحيض تقزز القراء .. هل ضاقت اللغة؟ أنت مدير موقع ! هل أعلمك الأدب مع قراءك وليس معي ؟!

و لم أفكّر في الأمر فلم اتّهمتني، قال أحترم رأيَه قال، أتعرف أين تكمن وقاحتك؟ أتريد حقّا أن تعلم؟ عدْ إلى السطر الأوّل من موضوعك الذي طعوجته! أفجعلتَ من الملاحدة ذبابا حتّى نكون أناسا تصدرُ طنينا، بالإضافة إلى أنّ أسوأ مغالطة منطقيّة يرتكبها الإنسان هي محاكمة النوايا، و مقالك كلّه عبارة عن محاكمة نوايا الملحدين، و بطريقة وقحة جدّا، نحن لا نقدّس الغرب، ألا تصدّقنا و قد أخبرناك بعظمة ألسنتنا ؟ إذا كنت لا تصدّقنا، فأنت تحاكم نوايانا، و إذا تماديت في تكذيبنا فأنت وقح، فأنت إذن تحاكم نوايانا زائد بطريقة وقحة.

أوه ! هذه غلطتي ! أنت لست ذبابا، بل من نسل قرد ! فلا تغضب .. أنت تقفز ولا تطنطن ، هل انبسط الشمبانزي بداخلك؟ و الطنطنة ليست للذباب فقط، الطنين اصلا للنحل، ها أنا أصفكم بنحل يخرج من بطونها شراب فيه شفاء للناس ! وكل هذه الشتائم والغائط ودورات المساه من أجل كلمة "يطنطن" ؟ وحاملها على قلبك وساكت ؟! ليه ما قلتها من الأول ونغيرها بكلمة تعجبك كالقفز أو الموز مثلا ..

وهل أنت تركت لنوايا أحد شيئا ؟ أنا لا أتكلم بنوايا، أنا اتكلم بكلام منطقي و وقائع، حجّني بالمنطق! أنا طرحتُ تحديا أن تنتقد شيئا من منتوج الثقافة المادية الغربية المسيطرة ولم تستطع ! كيف تقول أنني أحاكم النوايا ؟ أدلتي معي، وأولها أنت . ألم تشتمني وتلعنني لأني تكلمت عن نيتشه و ماركس وفرويد؟ أي دخلت في منطقة المقدس الالحادي، كان الأولى أن تدافع عنهم، لا أن تطرد عنهم، فالطرد عنهم تقديس، دوافعك عاطفية تقديسية في الطرد، كلمة "اخرس" تقولها لمن انتقد ماركس أو داروين أو فرويد او داوكينز ! كأني انتهكت حرمة آلهة تعبدها .. هل بعد هذا تقديس؟ وتقول لي في الاخير أني اتدخل في النوايا ؟ أنت مضحك يا شيخ الأسفار ..

كلمات من قبيل "اخرس" و "لا تتطاول على أسيادك" تعني أنهم اسيادك من باب أولى .. هل لديك شيء من العقل لتفهم هذه المعادلة البسيطة ؟ واحد يقول لآخر : اخرس ولا تتطاول على اسيادك، أي الغرب، ثم يقول : انا لا اقدس الغرب ولا هم أسيادي ولا يحزنون ! ألم يكشف كذبه؟ اذن أنت كاذب يا سيدي شيخ الاسفار مع الاعتذار ..

أنت في ورطة عقلية مع نفسك .. رد علي في هذه النقطة ، نقطة الاسياد، هل تستطيع ؟ أنت عيي، ولا يغرك صراخك وشتائمك، فأنت عيي وضعيف التعبير، لهذا تضطر للمراحيض من باب التعويض اللغوي .

أنت بدأت بالغرور والتطاول وقلة الادب، وتحسب أن هذا يكفي لتحقيق انتصار في الحوار ، والان أنت تدفع ثمن وقاحتك السابقة، والبادئ أظلم ..

اقتباس:
ليس لديك دين ، أي ليس لديك حلال ولا حرام ، ولا صواب ولا خطأ ، إلا اللذة والمصلحة .. هل هذا التحليل خطا في حق الإلحاد وهو يصرّح بذلك ليل نهار؟ كيف تفتخر بهذا ؟ هذا السؤال ..
هل تعتقدُ حقّا أنّك ستسقط صورتي من عيون الملاحدة بهذا الكلام؟

البقية بحياتك و بإدارتك، أما صورتك فهي ما تزال تهوي حتى هذه اللحظة ..

حقّا حقّا أنا أتساءل معك؟ هل تعتقد بأنّ الملاحدة سينظرون بعين الجديّة إلى هذا الهراء؟ أنا أتجاوز هذه النقطة و لن أجيب عنها،

الملاحدة لا يخلون من عقلاء ، وأنا يهمني العقلاء. ولو لم يهتم أي احد لما اقول، لا يهز شعرة في كياني .. المهم هو ربي ثم إحساسي عن نفسي. أنا لست طالب أتباع ولا لي أي طموح في شيء. إلا رضا الله .. وإذا كنت تخاف على صورتك وأتباعك، انا قلت لك من الاول انسحب، لكنك مصر على ان تستمر، هذا ليس في صالحك. فأنا مبرد، وأنت ملعقة .. احتكاكك بي سيأكل منك ومن كل جهاتك لعلمك، من دون أن تدري أنت أو حتى اقصد أنا، فاسلم بالباقي، نصيحة .. وان شئت الاستمرار فأنا مرتاح على كل حال ومستفيد بسببك وليس منك. أنا لا اقصد الإساءة إليك، لكنك ستتضرر رغما عني .. ومن يدري لربما صحت الاجساد بالعلل، لربما يخف غرورك وكبريائك، فتنظر الى نفسك وحجمك وواقعك ومصيرك بعين أكثر حكمة من هذا التعجرف الالحادي .. انا اتمنى لك الحكمة ولا ارضى لك الحمق الذي تسببه المادية .. النظرة المادية تجعل الانسان أحمق وقليل الحكمة.

و يمكنك كما تشاء أن تعتقد بأنّني أتهرب من هذا الكلام، و لكنّني أثق في ذوق القارئ الملحد، الذي يعرف بأنّه لا يحتاج دينا لكي يمنع نفسَه من مضاجعة أمّه، على غراركم أنتم، الذي لولا دينكم الذي يعلّمكم الصواب من الخطأ لما ميّزتم شيئا، و لضاجعتم العالم كلّه، وفق نصوصٍ موجودة عندكم طبعا.

كيف تقارن بين من عنده ما يمنع وبين من ليس عنده ما يمنع ؟ مثل المقارنة بين بلد فيها قانون و بلد بلا قانون ! أنت لا تريد مضاجعة الأمهات، وبنفس الوقت لا تريد القانون الذي يمنع مضاجعة الأمهات ! حدد موقفك بالضبط من مضاجعة الامهات. من يكره شيئا يفرح بوجود قانون يمنعه .

وأخبرنا بالذي تقول حتى لا نضاجع أمهات العالم ! أخبرنا بهذا الشيء الجميل الذي يمنع ! هل هو الحرية ؟ أم الليبرالية ؟ ام ابيقورية اللذة ام نيتشه نهاكم أم فرويد اللِّذِّيذ؟ كل هذه الامور لا تنتج اخلاقا ولا حكمة ولا منعا من مضاجعة الامهات .. اذن ما الذي يمنع؟ لا تقل العادات، لأنها عادات دينية ، والحيوانات تضاجع امهاتها، والملحد اساسه الحيوان باعتبار السلف، و سلفية الملحد هي الحيوانية، وإذا ناقشت الملحد حاجّك في الحيوان تحت مسمى الطبيعة، وعلى اساس الحيوان أباح الالحاد الشذوذ ودافع عنه بضراوة بحجة مزورة، وهي وجوده عند الحيوان ..

أليس الملحد يحكم على السلوك أنه طبيعي بمجرد وجوده في عالم الحيوان؟ مضاجعة أمهات الحيوانات موجودة في عالم الحيوان ! ولورنس كراوس الملحد يدعو الى زنا المحارم، اذن ما المانع الذي يوقف ملحدا ليبراليا متحررا من كل القيود ولا يرى الا اللذة ويسميها مصلحة ؟ كن منطقيا .

هل تقول ان الالحاد يمنع هذا الشيء ؟ طبعا لا ، وأنت ملحد، اذن الذي يمنعك سيكون خارج منظومة الالحاد. وخارج الالحاد هو الدين. اذن الدين منعك من زنا المحارم . اذن انت تمارس تديّن برفضك لزنا المحارم، اذن الحادك ناقص. وأنت الآن عالة على الدين، المفروض ان تشكره، لأنه يجمّلك مع المجتمع . هو الذي منعك أن تظهر بمظهر الحيوان الذي ينزو على من حوله. بينما الالحاد لا يجد أي بأس في هذه الأمور المشينة دينيا المقبولة إلحاديا. ألم أقل لك أنه لا يوجد ملحد حقيقي ؟ الملحد الحقيقي يقول نعم كما قال كراوس، تعلم من الكبار الصادقين في عقيدتهم. اذن أنت ملحد من الدرجة الثانية، وكراوس ملحد درجة اولى ..

اقتباس:
مجتمعي مسلم ! فهل تقول أن المجتمع الإسلامي يعطي إنسانية لأفراده ؟ أم أنك "ستكرز" هنا بموجب لفظتك التي لا أعرف معناها ..
بالنسبة لفعل الأمر اكرز، فلست هنا بصدد تعليمك شيئا، اذهب، و اكتب في سيّدك جوجل كرازة و اعلم معناها، و هذه تنضاف إلى السيّد المفكّر حسين و مروة و مجموعة أخرى قادمة.

أنا لم أدعي أني أعرف كل شيء، وبحثت وعرفت معناها، ووجدتها هي ما تقوم به من تبشير بالقبح. ألم تقل أنك سوف تعلمني ؟ حتى هذه اللفظة بخلت بها ؟ إنه شح الماديين .

اقتباس:
نبيي قال أيضا : المسلم من سلم الناس من لسانه ويده، وقال : اقربكم مني مجلسا يوم القيامة احاسنكم اخلاقا، وقال : هل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم .. والله وصفه بأنه على خلق عظيم. وهذه الرواية معناها صحيح في النهي عن التفاخر بالأنساب، لكن الرسول كما وُصِف كان عفّ اللسان ولم يكن فاحشا ولا متفحشا كما في الحديث، ولا يمكن للرسول أن يأمر بالكلام الفاحش، وعندما تكلم أحدهم بفخر الجاهلية وأنسابها، قال للموجودين : دعوها فإنها منتنة، ولم يدعوه بهن أبيه أو آباءهم .. فربما تكون هذه رواية بالمعنى من أحد الرواة. لاحظ أن صيغة العبارة فيها كناية نفسها، فقال : هنّ أبيه. مع أنها تنهى عن الكناية. والرواية التي تناقض بقية الروايات ستكون هي محل النظر أو التي تـُناقِض القرآن، لأن القرآن هو أساس الإسلام وهو الرسالة المهيمنة على الدين كله، ويُعرض عليه كل شيء في الإسلام، والقرآن لم يستخدم ألفاظ الفاحشة، حتى كلمة الغائط تعني المكان المنخفض، ومنه كلمة الغيط للأراضي الزراعية المنخفضة، والرسول كان خلقه القرآن كما في الحديث الصحيح. والقرآن كنّى عن عملية الجماع بملامسة النساء .

''
حديث بالمعنى؟ '' ''ربّما؟'' هل هذا هو النقاش العلميّ؟ تستعمل فيه كلمة'' ربّما'' مع أنّ نص الحديث واضح، و الرواة يعلمون جيّدا بأنّه ليس من حقّهم أن يتقوّلوا على محمّد شيئا و إلا فليتبوّأوا مقعدهم من النار، هل تعلم هذا الحديث الذي ترتعد له فرائص الصحابة و التابعين و تابعي التابعين، لدرجة ينقلون عن محمّد كلّ ضرطة فكريّة بدقّة متناهيّة، هذا كلامكم أنتم طبعا، و إلا فأخبرنا إن كنتَ ممّن يشكّون.


نعم أنا أشك في كل شيء يخالف القرآن ومبادئه والثابت من السنة ، القرآن هو النور الذي يبين غيره. وأحترم اجتهادات العلماء لكني لست أسيرا لفهم أحد. الروايات كثيرة، بعضها متناقض حتى مع روايات اخرى. وبعضها مخالف للقرآن مباشرة. وعلماء كبار ردوا بعض الروايات رغم تصحيحها، فهل أثق بها ولا أثق بالقرآن ؟ القرآن كلام الله وهذه مجهودات وتوثيقات بشر معرّضين للخطأ والنسيان ، فمنطقيا ما حفظه البشر يُعرض على ما حفظه رب البشر، لأن حفظ الله ليس كحفظ البشر. أنا اعبد الله ولا أعبد المحدثين او فلان او علان حتى أعصمه من الخطأ. افهمني بهذا الشكل .. 


 أنت الآن أمام نصّ واضح قاله محمّد، يشتم فيه و يسبّ، و تتشدّق أنت فوق كلّ هذا بالأخلاق، و أسوتك و قدوتُك هي شخص ينصح أمّته بأن تُعضّض من يتفاخر بالنسب، و لمن لا يعلم ما معنى'' اعضضوه '' من الملاحدة، و المسلمين، فأخبركم بأنّ معناها هو أن تقول لشخص ما '' عضّ بظهر اللات، أو بظر أمّك أو هنّ أبيك، أو هنّ أمّك، بمعنى فلتعضّ العضو التناسليّ لأبيك أو أمّك أو اللات '' و هي مخلوقة جميلة عبدها العرب قبل الإسلام ''.

هذا السبّ الفاحش كان عند عرب ما قبل الإسلام، و كان أقذع ما يمكن للعربيّ أن ينطقه، و هو موجود عن العرب في يومنا أيضا، و له مقابل في لهجاتنا العربيّة، و أستحي أن أعطي مقابلا له بلهجة بلدي، و أعتقد بأنّ الفكرة وصلت.

أما أنك تستحي فهذه نكتة جميلة جدا ، هل في الإلحاد حياء ؟ هل ابقيت كلمة مقذعة لم تقلها ؟

 أنت الآن منحاز، أمامك نصّ واضح صريح صراح زعاقٌ يصرخ في وجهك، و لكنّك ترفضه، مع أنّك تعلم جيّدا بأنّ الرواة لا يتقوّلون شيئا على محمّد لأنّه تهدّدهم بالنار حينما قال [ مَن يَقُلْ عَلَيَّ مَا لم أقُلْ فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ]،

لكن هل الرواة معصومون أم غير معصومين ؟ أجبني .. هذا هو الفيصل .. وإذا كان مصدره واحد فلا يمكن أن يتناقض، القرآن معصوم، فهل اجتهادهم معصوم؟ هل نقول ان القرآن مخطئ أم أنه اجتهاد بشر؟ أكيد اجتهاد البشر هو ما يُتَّهم .. الله لم يتركنا بلا معيار، فالقرآن معيار ثابت محفوظ من قبل الله وليس من البشر. الديانات الاخرى تحرّفت كتبها الاساسية لأنها لم تُحفظ، لهذا ضاعت معالمها بمجهودات البشر التي لا تخلو من النقص والاخطاء. هذا لا ينطبق على الاسلام، لأن نصه الاساسي محفوظ، وبالتالي غير المحفوظ يُقاس على المحفوظ وينتهي الاشكال. إسناد القرآن إلى الله هذا قطعي محفوظ، لكن اسناد كل رواية الى الرسول ليس قطعيا، بدليل مئات الالاف من الاحاديث التي ردها المحدّثون أنفسهم ، مع أن رواتها أسندوها للنبي، فالمسألة ليست شيئا جديدا أن يردّ شيء من الروايات، لأن المحدثين أنفسهم ردّوا مئات الالاف لأسباب متعددة. مثل هذه الرواية التي تعارضت مع أحاديث أخرى صحيحة وتعارضت مع القرآن وصفات النبي وحياؤه، ومع نهيه عن الفحش في القول، وتتعارض مع الذوق السليم. أيهما نأخذ ؟ الرأي العام أم الراي الشاذ ؟ (لم يكن رسول الله فاحشا ولا متفحشا) ، وكان أشد حياء من الفتاة في خدرها، وقال الله عنه (وإنك لعلى خلق عظيم) . ومن خلقُه عظيم لا ينطق بكلام فاحش. ورسول الله من ابلغ العرب يستطيع أن يعبّر عما يريد بدون الألفاظ البذيئة السوقية ..

اذن هل نشك بالقرآن والاحاديث لأجل هذه الرواية؟ هناك رواية أخرى تقول (ولد الزنا شر الثلاثة) ! فهل نقول انها صحيحة في معناها؟ مع أنها تصادم القرآن وأغلب الاحاديث الاخرى؟ وهي غير قابلة للتأويل لأنها صريحة، بل ردها ابن عمر وابن عباس وعائشة بعد أن عرضوها على القرآن .. والالباني صححها في السلسلة وحاول تأويلها بأن المقصود هو شخص معين، وهذا ما لا يحتمله اللفظ لأنه عام، رغم رد الصحابة لها، مع أنه سلفي وهؤلاء هم السلف، يردُّونها فيُصححها ! وتؤيدها رواية أخرى مصحّحة سندا (لا يدخل الجنة ولد زانية) ، فهل نقبلها والله يقول (ولا تزر وازرة وزر اخرى) ؟ هل يُحاسب الابن بذنب والديه؟ هذا ينقض الإسلام كله. القبول بمثل هذه الرواية على حالها ينقض كل مفاهيم الاسلام وعدالته وينقض مئات الاحاديث الاخرى، فهل نضحي بمئات الاحاديث لأجل رواية؟

أعرف أن سلاحك هو الروايات، وتتهرب عن الايات. معتمدا على تشدد البعض بجعل الروايات في منزلة الايات تماما، وهنا مقارنة خاطئة. لأن حفظ البشر ليس كحفظ الله.

أم إنّ هذا الحديث أيضا هو حديث بالمعنى؟ نسبَه إليه الرواة بالمعنى؟ ربّما ؟ أتريد أن أقرضك بعض الكلمات لتساعدك في التعبير عن دهشتك؟ لا بأس، قد تعيد لك القطّة التي أكلت لسانك قطعة منه.

أكثر الاحاديث مروية بالمعنى، وهذا شيء معروف .. ولهذا النحويون لا يستشهدون بمتن الحديث كشواهد لغوية ونحوية. بل يستشهدون بالقرآن والشعر الجاهلي. ولاحظ ان الحديث يرد بصيغة و في رواية اخرى بصيغة اخرى في بعض الأحيان.

الرواة بشر ، معرضون للنسيان والخطأ، وبعضهم يتعمد، و رد المحدّثون كثيرا من الرواة لعدم الثقة بهم. ومحدّثون ردُّوا أحاديث صححها محدّثون، وصححوا أحاديث ضعّفها محدّثون. اذن اساس الإسلام هو القرآن وما والاه من الروايات، الروايات ليست نصاً محفوظا مثل القرآن . لا تجد آية ضعفها فلان وصححها فلان. حتى أريحك : كل مجهود بشري في الدين يُعرض على النص الإلهي، حتى يُفرز الخطأ والصواب فيه، لأن القرآن هو النور والسراج المنير والكتاب المبين الذي يُبيّن غيره . والذي يبيّن غيره لا بد أن يكون بيّنا بنفسه. إذن هدئ من روعك ولا تفرح لي برواية ، أُحضر لك عشرات الروايات ضدها .  


 في واقع الأمر، من كامل حقّي أن أوقف النقاش عند هذه النقطة، و ألّا أكمله حتّى تفسّر لي ( و لن تفعل ) هذا الحديث الذي تفوّه به قدوتك، و تخبرني كيف يمكن لنبيّ الأخلاق ( بالأحرى نبيّ المضاجعة ) أن يقول هذا الكلام؟ إذ إنّك إذا عجزت أن تفسّر لي هذا الكلام، فمن كامل حقّي كإنسان يتبنّى الإنسانيّة، و يعتقد بأنّ النبيّ يجب أن تكون كلماته كوقع الوحي على قلوبنا، أن أرفض دينك لأنّه يتضمّن هذا الكلام.

بيّنت لك إن كنت تستطيع أن تتبين شيئا غير الذي في رأسك، و قلت لك لا يمكن للرسول أن يقول مثل هذه الألفاظ. لأن الله زكّى اخلاقه. ولو جاءت رواية تصف النبي بالظلم، هل نقبلها؟ لأن فلان رواها عن فلان ؟ على طريق الآحاد؟ لا .. مرجعنا القرآن وما والى القرآن من آثار وروايات. اذا جاءت روايات تجعل النبي فظا غليظ القلب لأن فلان صححها عن فلان و وثقه ، هل نرمي القرآن جانبا؟ الدين يا عزيزي لا يوثقه بشر عادي من باب الثقة . لأن الدين لله، فالذي يوثقه الله، إلا إذا كان الدين لذلك البشر. فكيف يُديننا الله بدين لم يستطع أن يحفظه؟ ووثقه فلان عن علان وعاكس القرآن أو أحاديث أخرى ؟ لا نُدان بمثل هذا. اذا كانت الاحاديث وحي ثاني، اصبح عندنا دينان ، دين حديثي ودين قرآني، خصوصا وأن كثير من الروايات تخالف القرآن. لا يمكن أن يكون دين واحد له مرجعان، لا بد أن يكون له مرجع واحد، والباقي فرع منه و ظل له ..

لو انك كتبت كتابا لاحد، فيه طلباتك و وصاياك، ثم ضاع هذا الكتاب، وصار الجميع يجتهدون في تذكر بعض ما ورد فيه، وبعضهم دلّس فيه و زاد، وأنت واحد ممن تشملهم الوصية، هل يستطيع صاحب الرسالة أن يدينك مائة بالمائة أم لا ؟ ستقول : لم يأتني كل شيء ! ولم أعرف الذين وثّقوه شخصيا ! لكن لو نصك كان محفوظا لكنت أدنتني .. إذن لا يمكن أن يكون الحديث هو الدين، بل القرآن هو الدين ، والروايات يُنتقى منها على حسب ما يناسب القرآن، لانه هو النص المحفوظ. والروايات كلها لم تأت بكل افعال واقوال الرسول على مدى 23 سنة، بل لا تجد حديثا من الفترة المكية ولا عن الصحابة الاوائل الا ما ندر، واكثر من روي عنهم الحديث من صغار صحابة النبي، بعضهم عاشر النبي وعمره عشر سنوات مثل ابن عباس وابن عمر وأنس .. أنا لستُ من القرآنيين ،أنا اقبل السنة، لكن لا تُعارض القرآن ولا تشطر الدين دينين، لأن الدين واحد .

 و عليكَ أن تعرف أنّ محمّدا قد أمر شاعره حسّان بن ثابت بأن يشتم و يهجوا من هجاه من قريشٍ، تماما كما تتعاير العجائز و تتلاسن، تلاسنه قريش الكافرة، و يردّ الحالم محمّدٌ قائلا [ اهجهم يا حسّان و جبريل معك ! ]، يعني حسّان يقول أقذع الكلام كما وصف ابن هشام في سيرته، التي قال فيها عن أبيات حسّان في من هجا محمّدا [ تركنا من قصيدة حسان ثلاثة أبيات من آخرها ، لأنه أقذع فيها...]، كلُّ هذا بمباركة من محمّد و خليله جبرائيل.

ما زلت في بحر الروايات القابلة للأخذ والرد والتأويل، أما مبدأ هجاؤهم فالله قد هجاهم في القرآن، ويستحقون الهجاء لكشف زيفهم، والرد بالمثل حق، مثلما ترد علي أنت الآن و ارد عليك، لماذا لا تكون حليما وتتركني أشرشح في الإلحاد و انت ساكت ؟ حتى تكون إنسانيا أكثر من محمد وتكون لنا قدوة افضل ؟ هيك الطعوجة ولا بلاش ! تريده أن يتركهم يتطاولون ويسخرون ويصدون الناس عن الحق ويسكت عنهم رغم تأثير الشعر عند العرب وهو وسيلة الاعلام الاولى ؟ هو لم يأت إلا لرد الباطل وتبيان الحق .. حلو والله ! عايزهم يهجونه ويتركهم لأنه حليم ! هذا جهل في معرفة خلق الحلم متى يُستعمل .. إذن قل عن الله مثل هذا .. إقرأ قوله تعالى (كلا لإن لم ينته لنسفعا بالناصية ، ناصية كاذبة خاطئة) ، (إنا من المجرمين منتقمون)، والبادئ أظلم .. أما وجود أبيات مقذعة فقد تكون منحولة عليه، وما أكثر التزييف .. لا زلتَ تنتقد الإسلام من أطرافه وليس من اصله .. ولأنه قال فلان انتهى الامر !؟ هل كل هؤلاء الرواة أنبياء ومعصومون ؟ هم بشر !

 ألا زلتَ تحاول أن تبرِّئ محمّدا من '' تهمة '' السبّ و الإقذاع؟ لا وعزّتي لن تنجح! فها هو محمّدٌ نفسُه يعترف بأنّه قد شتم أكثر من مرّة فيعزّي من يعتقدون بنبوّته قائلا [ اللهم فأيما مؤمن سببته ، فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة ]. هل بعد هذا كلّه لازلت تتحدّث عن الأخلاق؟

أقول لك: لا تتحدّث عن الأخلاق، أبدا، و أنت تتأسّى بأسوأ الناس خلقا عبر التاريخ، فتكن كمن يرمي الناس بالطوب و بيته من زجاج.

أولا : فاتح يا رازق : أنت آخر من يتكلم عن الأخلاق ، بل عن الآداب العامة التي يعرفها المعتوه. وأنت تسب الرسول في خلقه ، وينطبق عليك (إذا اتتك مذمتي من ناقص ،، فهي الشهادة لي بأني كامل) ، لو كنتَ كامل الاخلاق لأوقفتنا كثيرا .. لكن "يكرهُ الله ما تأتونَ والكرمُ" ..

وهذا الحديث الذي اتيت به من كمال اخلاق الرسول ، لأنه بشر ، وليس معصوما عن الخطأ في سلوكه، بدليل أن القرآن عاتبه عدة مرات. الرسول ليس مخلوق كامل منزه عن الخطأ، هنا سيكون ملاكا، والله لم يرسل ملاكا بل ارسل بشرا يعلمنا كيف نعمل الصواب ونتوب من الخطأ ونستغفر، إذن لماذا يستغفر الرسول اذا كان لا يخطئ؟ وفكرة العصمة فُهمَت خطأ، الله قال (والله يعصمك من الناس) ولم يقل من الخطأ، وفعلا عصمه من الناس، فلم يستطيعوا ايقافه أو قتله، رغم كل المؤامرات .. أما الدين فقد حفظه الله و ألهمه الرسول إلهاما، (لا تحرك به لسانك لتعجل به، ان علينا جمعه وقرآنه) إذن الرسول معصوم من الخطأ في الرسالة، وليس من الخطأ في التطبيق. قال تعالى (لم تحرم ما احل الله لك) وقال (عبس وتولى ، ان جاءه الأعمى) . وقال (عفى الله عنك لم أذنت لهم) وغيرها .. وكل الانبياء كانوا مثل رسول الله ، لم يكونوا الهة ولا ملائكة، لو كانوا ملائكة لما قامت الحجة علينا ، فالبشر لا يستطيعون ان يقتدوا بملاك، ولا الاوامر الموجهة لملاك تصلح لان توجه لبشر.

اقتباس:
ليست هي الآية الوحيدة في القرآن حول هذا الموضوع حتى تـُأولها كما تشاء .القرآن يقول أيضا : لا إكراه في الدين، ماذا نفهم من هذه ؟ وماذا بعد هذا الوضوح ؟ بل و يقول : (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم..) هذه آية مدنية وليست مكية حتى تقول أنها بدافع الخوف. بل يستنكر القرآن من الإلزام، (أفنلزمكموها وأنتم لها كارهون) (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) ، وقال للنبي (لست عليهم بمسيطر) .. بل وأخبرنا أن عدد المؤمنين قليل دائما، وعدد الرافضين الدنيويين أكثر، (ثلة من الأولين وقليل من الآخرين) .. وطالب النبي ألا يستغرب ولا تذهب نفسه حسرات على كثرة الرافضين.


محاضرة طويلة تصلح درسا في مادّة الدين الإسلاميّ، صفّ أوّل. يتّبع صاحب هذه المقالة أسلوبا ثعبانيّا، يتحايل على النصوص، يتهرّب من أقوال العلماء ( الذي أجمعوا في بعض المواضع )، و هو الذي طالما تشدّق قائلا بأنّ المعيار عنده هو إجماع العلماء،

انا لم اتشدق بهذا، أنا اقول القرآن وما والاه هو المعيار، والعلماء بشر ، يؤخذ منهم و يرد حسب المعيار .. بل هم أنفسهم أخذوا من كلامهم و ردوا ، واخذوا بعض الاشياء وتركوا البعض وتراجعوا عن البعض . لأنهم بشر مجتهدون.

لأنّ قول العلماء لا يخدم فكرته الورديّة عن الإسلام، إنّه لا يصوّره كما يتصوّره في مخيّلته الصغيرة، على الرغم من أنّ علماءه قد أقاموا الإجماع على صحّة تفسير أو قاعدة فقهيّة أو وجوب الجهاد و[ أمّتي لا تجتمع ضلالة] كما قال محمّد، فكيف به يضرب عرض الحائط كلّ هذا الكلام، المنقول عن الصحابة و التابعين، الذي عاصروا محمّدا، في تفسير القرآن، و يقيم حجّته و حجّة بعضٍ من أمثاله بدلا لها.  

هذا اجتهادهم وظروفهم، اذا كانوا انبياء قل لي كي أتبعهم، وإن كانوا بشر فأنا بشر مثلهم، والقرآن بيننا . هذه أدلتي من القرآن وما اكثرها. الاجتهاد ليس حكرا على احد ويُمنع عنه أحد. المهم هو كثرة النصوص و قوتها ومنطقية الطرح وارتباطه ببقية الطرح الديني. تريد أن تجعلني مقلّدا بالإكراه حتى ارضي إلحادك ؟ انا سأُحاسب لوحدي، ولست مسؤولا عن أخطاء غيري. ولم يقل الله إذا احتميتم بأحد مشهور بعلمه وقيتكم من النار، لو قال هذا لأصبح كلامك صحيحا، بل قال (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه، ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا) ..هذا الكتاب ليس فيه أخطاء الآخرين ولا حسناتهم، فيه أخطاءك أنت فقط وصوابك أنت. ولو كان الدين بالإجماع لكان الحساب جماعيا. مقياس الدين هو الحق، ولو دق وقلّ أتباعه. الله قال (الوزن يومئذ الحق) ولم يقل الكثرة .. والله قال (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) .. ومتى أجمعت الأمة اصلا على شيء ؟ هي في صراع ومذاهب متفرقة ومتناحرة منذ اقدم العصور، وكلهم يُسمون مسلمون وأمة إسلام ! والذي أجمعوا عليه كلهم الكل قبِلَه، مثل ان القبلة في مكة وصيام رمضان ووجوب الصلاة والزكاة ، أما التفاصيل فلم يُجمعوا عليها، بل حتى علماء المذهب الواحد يختلفون . ولا يمكن اعتبار مذهب واحد هو الأمة .. القرآن يجمَع والمذاهب تـُفرّق ..

يتبع ،،

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق