الثلاثاء، 13 يناير 2015

حوار مع مدير شبكة الالحاد العربي في موضوع (ما هو التقديس) .. 13



اقتباس:
هل تعتقد أنك دافعت عن هيوم و بوبر الآن ؟! كيف تدافع عن عالم بشهرة ذلك العالم ؟
و أنت هل تعتقد بأنّك وصلت حتّى لتخدش تمثالا إسمنتيّا لهم في نظري؟ كلامك عندي لا يساوي شروى نقيرٍ، لذلك أردّ بتذكيرك بتفاهته، و بأنّه لن يغيّر شيئا من واقع عظمتهم،

هذا ما يهمك : الواقع ، وليس الحقيقة، وهذا مبدأ من مبادئ الإلحاد الرديئة، التي تتشكك بالحقيقة أصلا ولا يهمها إلا ما كان وبأي طريقة كان، أنا لا يهمني أن يتغيّر شيء، المهم ألا أضيع في كل شيء وأصبح لا شيء .. لأني احترم عقلي أقف متشككا من كل ما يُطرح .. أما أنت فتحترم الواقع لتعيش .. لذلك أنت لست فيلسوفا ولا مفكرا، أنت انسان بسيط سوقي مهووس بالصراع الاجتماعي مع فئة تسميها المؤمنين. أنت تحاورني وأنت لستَ في مستواي وأنا لستُ في مستواك .  

و هذا ليس للدفاع عنهم، بل لإغاظتك و تذكيرك بموقعهم،

لاحظ أنك تحاول إغاظتي بمقارنتي بأكابر و سادات الإلحاد ، أنت ترفع من قيمتي وأنت لا تدري فتغيظني بأندادي من العلماء ! و كلٌّ يُغاظ بِندّه ، يا غبي لو قارنتني بنفسك أو من هم دونك و أغظتني بهم لكان أفضل لك ! قل الصراحة : ماذا تحسّ تجاهي ؟ هل أنا حقير في قوقعة ام عظيم يُقارن بأنداده ويُغاظ بهم ؟ يأبى ما في النفس إلا أن يَبين ..  

أما أن أدافع عنهم فهذا يستلزم أن تكون قد قلتَ شيئا في حقّهم أوّلا،

اذهب واقرأ يا صديقي لترى هل قلتُ شيئا أم لا، كيف تحكم على شيء لم تقرؤه ؟ هل هذه عقلية علمية ؟ أم أنك تخاف أن تهتز صورتهم في داخلك ثم تصبح بلا هوية ولا اصنام ؟ قل الصراحة ...

و ما أراك إلا تستصغر من كبر شأنه، بدون دليل، فقط نفسٌ مريضة مليئة بالحقد،

حقد؟ أي حقد ! أنا لا أعرف الحقد ، هل النقد عندكم تسمونه حقد ؟ أقول لك علمني وتقول لي حقد ، أقول دافع عنهم وتتهرب ! أنأ نقدي موضوعي ومنصب على الفكرة لا الشخص ، ولولا كثرة تهجمك علي وإساءة أدبك لم أتطرق لشخصك أبدا ولم أحلل شخصيتك .. لا تُلصق بالناس أمراضك وأحقادك التي نشأت بسبب عداء فئوي اجتماعي. أنا مستعد ألا أتطرق إليك بكلمة، فقط على الفكرة، فهل تستطيع ؟ لا تستطيع ، أتحداك أن تفعل .. تحتاج للشخصنة والبذاءة، اقول لك ما السبب ؟ لأنك في موقف ضعف فقط .. وتكيل الألفاظ القذرة لكي تجعلني أتوقف عن بقية الكشف، معتقدا أن نفسي تهمني وأن لي مكانة أخاف عليها، أنا ليس لي مكانة أصلا حتى أخاف عليها، وأنا قابع في قعر المجتمع، أنا يهمني الحق، لأن الله يحب الحق ، وأنا أحب الحق ، هذه حكايتي .. لا تعنيني فئة وليس لي جماعة ولا انتماء إلا لهذا القرآن وما والاه فقط ..

 حينما تفكّر في أن تنتقدهم، سأفكّر في أن أردّ على ذلك '' النقد ''، و إلى ذلك الحين، سيكون ديدني إغاظتك أيها الصغير.


لماذا أنت مشغول بإغاظتي وتكررها كثيرا ؟ أليس من ينشغل بالإغاظة يوصف بالحقود ؟ اذن أنت الحقود وليس أنا، لأني غافل عنك منصب على الموضوع. ومنطقيا : هل أحد ينشغل بإغاظة حقير؟ الحقير لا يُلتفت له أصلا .. ثم : لماذا انا لست منشغلا بإغاضتك ؟ ثم : أنت محتاج لإغاضتي ، لا بد أني أغضتك من حيث لا أدري ! كيف أغضتك ؟ لا بد أني كشفت حقائق وطرائق لا تصب في صالح هوى نفسك، فحصلت الإغاضة .. لا شيء يُغيض مثل الحقيقة عند كارهها، عفوا فأنا لا أقصد إغاضتك ولا غيضك، لكن الحقيقة فوق الجميع، ومن تغيضه الحقيقة لا ذنب لأحد بإغاضته، فهو من أغاض نفسه ، وليصفي مشاكله مع الحقيقة ..

لا دخان بدون نار، و قد أعطيتك قرائن تعتمد عليها إذا أردت معرفة ابن المقفّع، المجتمع يتّهم، و المهدي يتّهم، و العلماء يتّهمون و الورّاق يجعله مسلما رغم أنفه، لأنّه يقول باسم الله في بداية روايته، و لأنّه جلس مع صديقه المسلم، و لأنّه ادّعى الإسلام بعد أن أن وطئت جمال المسلمين حصون فارس، و قتلت هناك و أعملت فيهم السيف.

يذكر عبد الرحمان بدوي شذرة من باب برزويه في كتاب كليلة و دُمنة، و هي لا توجد في كلّ الطبعات المصريّة، أي إنّها محذوفة منها، و توجد فقط في طبعة لبنانيّة للويس شيخو عام 1905، و هذا نصّ الشذرة:

"
وجدت الأديان والملل كثيرة: من أقوام ورثوها عن آبائهم، وآخرين خائفين مكرهين عليها، وآخرين يبتغون بها الدنيا ومنزلتها ومعيشتها. وكلهم يزعم أنه على صواب وهدى، وأن من خالفه على ضلالة وخطأ. والاختلاف بينهم في أمر الخلق ومبتدأ الأمر ومنتهاه وما سوى ذلك شديد (...) فرأيت أن أواظب علماء أهل كل ملة ورؤسائهم، أو أنظر فيما يصفون ويعرضون، لعلي أعرف بذلك الحق منه وألزمه على ثقة ويقين، غير مصدّق بما لا أعرف، ولا تابع ما لا أعقل. ففعلت ذلك وسألت ونظرت فلم أجد من أولئك أحداً إلا يزيد في مدح دينه، وذم دين من خالفه. فاستبان لي أنهم بالهوى يحتجون وبه يتكلمون، لا بالعدل. ولم أجد عند أحدٍ منهم في ذلك صفة تكون عدلا وصدقا يعرفها ذو [في الأصل المطبوع: ذوى] العقل ويرضى بها".


فأخبرني بربّك هل هذا كلام يصدر عن مسلم؟ طبعا، ستقول إنّ ابن المقفّع لم يقلها و إنّها نسبت له كالعادة، هذا لأنّ نفسك تأنس ما تهواه و تتعشّق ما استقرّت عليه.

هذه قد يقولها ابن المقفع ، وواضح أنه يقصد المذاهب والنحل والتعصب ، فهو رجل يعتد بالعقل كثيرا ويحب مكارم الاخلاق كما يبدو من كتاباته، ويستغرب ذلك مثلما استغربه ابو العلاء المعري وغيره كثير .. وهذا واقع في صراعات الاديان والمذاهب . الآن أنا وأنت ، أنا أمثل دين وأنت تمثل دين، و كلٌ يقول الحق عندي ! ابن المقفع وصف الواقع والتعصبات المذهبية والطائفية، يكفيك أنه قال أنه يريد العدل والحق، وهذا ما أمر به القرآن . هذه كلمة لا تُخرجه عن إسلامه الذي أعلنه، تريد أن تكفّره رغما عنه؟ أما المهدي فيمثّل سلطة وليس رجل دين ، والناس على دين ملوكهم، وابن المقفع اعدمته السياسة وليست الزندقة التي لم تجد شاهدا لها الا هذا المقطع الذي تأوِّله تأولا . الشاعر ابن الرومي أعدم، فهل كان زنديقا ايضا؟ وقبله بشار وغيرهم. الاحتكاك بالسياسة فيه خطورة، وهؤلاء كلهم تعاطوها، هل هذه الكلمة كانت كافية لكي يُحرق في التَّنور؟ وهل هذه عقوبة إسلامية أن يُحرق حيّا ؟ كبّر عقلك .. بشار و ابن الرومي حصل منهم هجاء لبعض المتنفّذين، فانتقموا منهم بطرقهم الخاصة ..

قال ابن الوردي : جانِبِ السُّلطانَ واحذرْ بطشَهُ * * * لا تُـعـانِدْ مَنْ إذا قـالَ فَعَلْ

راجع د. شوقي ضيف تاريخ الادب العربي في العصر العباسي الأول ..

أما قولك إنّ مصاحبة ابن المقفّع للشعراء اللادينيّين و المُجّان لا يغيّر شيئا من حقيقة إسلامه، بدعوى أنهم يدخلون على المهدي و هو مسلم. صراحة لا أعلم أيّ منطق تعمل، أقول لك إنّ ابن المقفّع كانت له علاقة وطيدة بالشعراء اللادينيّين، و من عاشر قوما أربعين يوما صار منهم، صحّ؟ إذن،ّّكيف تبرّر؟

وهؤلاء الشعراء المجان واللادينيين كما تصفهم ، أليست لهم علاقة بالحكام ويجالسونهم وربما نادموهم ؟ اذن قل عن هؤلاء الحكام أنهم كفار مثل بن المقفع ! اذن هارون الرشيد مثل ابو نواس من وجهة نظرك لأنه عاشره ربما أكثر من اربعين سنة وليس اربعين يوما ! امراة نوح عاشرت نوح ولم تكن مثله ولم يكن مثلها، وكذلك امراة فرعون .. هذا منطق عامي سخيف لا تستطيع ان تفارقه، فهو يمشي امامك لأنك عامي ، كل من رأيته مع أحد فهو مثله .. القرآن يقول (لا تزر وازرة وزر اخرى) وقد تجمع الظروف المختلفين ولا يعني انهم اصبحوا متشابهين. رجل يقول عن نفسه انه مسلم ، ويبدأ كلامه بإسم الله، ويعلن إسلامه أمام الناس ، ألا يكفيك الظاهر ؟ هل تريد الدخول في نيات الناس ؟ بل و يرفض ان يبقى ليلة بدون دين، وتصرّ على جعله لا دينيا طول عمره ! إنها ازمة الجذور تعانون منها، جذورك في القرن الثامن عشر في أوروبا وليست هنا، هناك عند نادي اكس .. 

كما ذكر عليّ بن بابويه في كتاب التوحيد على ما أذكر أنّ ابنَ المقفّع كان يرى بأنّ الحجّاج حول الكعبة هم كالبهائم و الماشيّة.

من أجل الاستزادة، عد إلى كتاب '' تاريخ الإلحاد في الإسلام ''، باب ابن المقفّع، ستستفيد معلومات حقيقيّة لأوّل مرّة في حياتك، فافعل هذا و اعفني من تعليمك كلّ شيء.

رجل يقول لك : لا يبقى ليلة واحدة بدون دين ، افهمها يا أبا الحُفَر ! مسلم ، مانوي ، زرادشتي، هندوسي ، المهم أن له دين .. حتى لو كان كافرا بالإسلام سيكون مؤمنا بزندا الذي سمي الزنادقة عليه ، وهو كتاب في الديانة الزرادشتية .. ولهذا احرقوه في التنور لقولهم : اذهب إلى النار التي تعبدها .. لو كان ملحدا مثلك لما احرقوه بالنار .. فالنار لها معابد عند المجوس وسدنة كما تعرف .. و في الأخير سيكون ابن المقفع بين ديانتين : إما مسلم صادق او زرادشتي متخفي، وبالتالي تكون يدك قد أصفرت من ابن المقفع ، لأنك ملحد تابع لنادي اكس الغربي ..

اقتباس:
لنافق أيضا مع صاحبه المسلم، ولم يتمتم بعبارات و أدعية زنديقية أمامه .. لماذا تصرّ على تكفيره ؟
أتقصد حينما تهكّم على الأديان و قال بأنّه يكره أن يبيت ليلة واحدة دون دين؟ مع العلم أنّه سيعتنق الإسلام في الصباح الموالي، و هذا يوضّح إلى حدّ بعيد أنّ اعتناقه للإسلام و للإديان بشكل عامّ كان من باب اتّقاء شرور المتديّنين بشكل عام.

كيف فهمت هذا من قوله : لا ابيت ليلة بدون دين ؟ الملحد يفهم ما يشاء ويترك ما لا يريد ، لأن الكون فوضى من وجهة نظره، فيقبل على نفسه ما قبله على الكون .. فوضى في فوضى ، حتى تصل الى عقل الملحد ..  

اقتباس:
. هل فهمتم أنه لا أمَّ لكم في التاريخ العربي ولا العالمي
لا أمّ لنا في التاريخ العربيّ و العالميّ؟ هذه الجملة مصيرها مزبلة التاريخ.

خذها في طريقك.

اقتباس:
عزفنا على نغمة العقل والعلم فذهبتَ إلى العواطف والشهرة ! كل المعزوفات لا تناسبك ولا تنفع معك ، فأنت لا تملك وعاء لأي شيء ، إلا ما تريد .. لو كنت تملك حججا و براهين، لم تضطر إلى البذاءة ولم تكبّر موضوع الشهرة، هذه حيلة العاجز. أنت تفكر بعقل غيرك. وأنا افكر بعقلي، بيننا بون في الإتجاه والطريق. في الوقت الذي أفكر فيه واطرح تساؤلات ، أنت مشغول بتقديس ماركس ونيتشوات .. كيف يتفاهم من يفكّر مع من يقدّس بلا وعي ولا يستطيع أن يدافع عن أصنامه التي تضر ولا تنفع ؟ وما جاء نيتشه ولا ماركس للبشرية إلا بالضرر فقط.

حينما تفكّر في أن تبدأ'' نقدَك '' سأفكّر في أن أعزف معزوفة غير معزوفة الشهرة، و إلى ذلك الحين، سأظل أغيظك بشهرتهم و نكرانك. أسمعت أيّتها النكرة؟

شكرا على مقارنة النكرة بمشاهير العالم ، ربما تكون أنت وأمثالك طريقي للشهرة ، ومن يدري؟؟ فلا مشاهير بدون حمقى .

اقتباس:
هل رأيت قبح ألا يكون للمرء مبادئ ؟ ردك دليل على كلامي ..

رأيتُ قبحَ أن يكون للمرء دين.

هذا اعتراف منك بأنك تكره المبادئ ، لأن الدين مبادئ . واسأل الناس عن إنسان بلا مبادئ ، إنها سبة يا مجنون
اقتباس:
لا ، بل طبقا للشهرة ، وهوى النفس .. وما أكثر تجاوزاتك ، ما هي النقطة التي لم تتجاوزها ؟ كل شيء تجاوزته ، و تعدنا بتفرّغ ! تفرّغ من ماذا ؟ من الهراء الذي تشغل به نفسك ؟ أنت لم ترد على شيء ! ما هو فكرك ؟ لم نر الا عبارات يترفع عنها حتى الصبيان. هل هذه هي فكرك الذي تعدنا وتتوعدنا به من سنة ؟ هراء استغباء واستحمار بصاق لعاق .. ! هذه هي ممتلكاتك الحقيقية، والبقية منقولة. الذي يقول غباء واستحمار وبصاق وتفال ولعاق ، هذا هو أنت ، أم البقية فليس أنت .. وفعلا هذه كلمات منك و تمثّلك .. ولو سألتني كيف أراك، صدقني : من خلالها فقط .. أما القارئ فليس في صالحك، لو كنت تعي شيئا .. القارئ سيعرفك كما أنت ، أي سيعرف ما لا تريد أن يُعرَف عنك ..
نعم نعم، هراء و صبيان، لا تنتظر منّي أن أريك ذرّة من الاحترام، أنت في عيني صغير حقير تافه، و كذلك ستظلّ، لن أحترمك تحت راية احترام رأي الآخر، فليذهب رأي الآخر إلى الجحيم إذا كان مثل رأيك، سترى منّي ما رأيت و أشدّ، فشدّ حزامك و تعال لساحة النزال.


من معي؟؟ دون كيشوت ؟؟ احترم نفسك على الاقل ان لم تحترمني، واحترم من تحترمهم من القراء، أن يحترمني من هو مثلك ويقدّر كلامي اعتبره منقصة لي وتقصير، اذا احترمني كاذب أعرف اني اهنت الحقيقة، واذا اتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي باني كامل.

هذا اعتراف بسقوط دعاية احترام الراي الاخر في الفكر العلماني الملحد، على الاقل عندك و في منبرك .. كاره النساء لا يستطيع ان يحترم الراي الآخر الا اذا وافق مزاجه، بل ويستقبله بالبصاق والخواء والعواء والرفس والدفس. هذه ليست علامة تحضر. هذا اسلوب همجي يعترف صاحبه به، فقط لان الراي الاخر لا يعجبه . اذن منبر الالحاد العربي باعتراف مديره لا يحترم الراي الاخر .. ولا اظن بقية الاعضاء يقبلون بهذا، إلا إن كان يمارس عليهم دكتاتورية الرأي الواحد كما يمارسها معي ..
اقتباس:
لا ، أنت تكذب، وتعرف أنك تكذب ، وتكذب وتكذب .. القرآن يقول (لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى) ، تعرف هذا و تقفزه . ألا يعني هذا أنك تكذب ؟

أعرف هذا و أكثر، أعرف التفسير الذي تتهرّب منه أنت، هل تريد أن آتيك بتفسير هذه الآية لتعرف من المقصود بالقوم؟ أنا متأكّد من أنّك لا تريد التفسير، لأنّه لا يخدم فكرتك الورديّة عن الإسلام. نْم، نم يا صغيري، نم!

الآية واضحة ومبينة ولا تحتاج تفسير ، احجّك بآية وتحجني بتفسير بشري ؟ الأضعف لا يحكم على الاقوى .. النص الالهي فوق النص البشري، اذا اردت ان تكسرني اكسرني بالاقوى وليس بالاضعف، الاجتهاد البشري اضعف من النص الالهي. وهل تحدد الاسلام على مزاجك ؟ الاسلام هو قرآن و ما والاه، اما غرائب التفسير والاراء والاجتهادات فهي مجهودات فردية محسوبة على اصحابها، لانهم بشر، والبشر معرض للخطأ والالتباس والنسيان. اذا كان هذا هو سلاحك فأنت خاسر من الآن. أنا اقول لك الاسلام قرآن وأنت تقول الإسلام مفسّرين ! اعطني قرآن ! لا تعطني قال فلان وعلان ! هؤلاء ليسوا ربي ! ربي هو الله منزل القرآن ! هل تستطيع أن تفهم حتى لا تبدد مجهودك على الاقل؟

اقتباس:
أنت ملحد وليس الكذب محرما عندك
يعرفني أصدقائي بصراحتي الشديدة، المخيفة في بعض الأحيان، كما أنّني لا أخجل، أكره النفاق و الكذب، ليس موقفا أخلاقيّا، إنّه موقف شخصيّ، أغلب أصقائي مختلفون عنّي و هم ملاحدة، أنا أكره الكذب حتّى و لو كان مراعاة لمشاعر المكذوب عليه.

واضح انك تكره الاخلاق ايضا .. انت تكره كل شيء جميل وتحب كل شيء قبيح، حتى ما تسميه صراحة هي وقاحة و قباحة، تكمل بقية قبحك ، بُعدك عن الله جعلك قبيحا وألبسك القبح يا رجل، ونفرت منك النفوس، لو كانت الحقيقة تهمك ما قمت بالقفز والانتقاء كما ضبطتك في مواقف كثيرة. الصريح يقول كل شيء ! لا ينتقي ! انت لست صريحا بل قبيحا.

لماذا تكره الانتقاء اذن ؟ اليس من الكذب ؟ أليس القسم في المحكمة ان تقول الحق كل الحق ولا شيء سوى الحق ؟ انت لا تفعل هذا، تقول بعض الحق وتخفي البعض. وتقول ما ليس حق. انت كاذب ومنافق وغير صريح، وتحسب ان كونك وقحا يعني انك صريح.

لو كنت صريحا وشجاعا لقلت ما اعجبك في ردودي، لكن لا تستطيع لأنك غير صريح، ولو كلمة واحدة اعجبتك ! لا توجد ؟ ولو شيئا واحدا استفدته ! لا يوجد ؟ انا قلت لك اني استفيد من خلالك، ومن خلال كثرة اطلاعك، أنا اكثر صراحة منك و انصافا، رغم نفوري الشديد من لباس القبح الذي على وجهك..

اقتباس:
ولم يقل اقتلوا من ليس مسلما
أتمزح أنت؟ 

1-[
‏من بدل دينه فاقتلوه]‏ حديث صحيح, رواه البخاري

2- [
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ]

3- [
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ ]

4 - [
أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون ]

هذه الآية توضّح الفكرة بشكل جيّد.

5 - [
لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة ]

تمعّن في دينك جيّدا، و تتطاول على رسولك و لا تخالفه فإنّ ذلك من الكفر، قال لا يقتل الكافر قال.

رسولي لا يخالف القرآن ، والقرآن ليس فيه ما تقول، بل عكسه. اما اجتزاؤك من الآيات فهذا لن يفيدك كثيرا، وأنت تعلم ان المقصود هم مشركون معينون بينهم وبين المسلمين حرب مستعرة واعتداء، والآيات الاخرى توضح الالتباس من مثل (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين .. ) وآية (وان احد من المشركين استجارك فأجره ..) ولم يقل اقتله لانه كافر ! فمن قاتلَ في الدين غير من لم يُقاتل في الدين، ومن اخرج ليس مثل من لم يُخرج، ومن اعتدى ليس مثل من لم يعتدِي، القرآن يأمر بالعدل.

أكيد أن دنيا وآخرة المؤمنين غير دنيا وآخرة الكافرين، وهذا ليس أمرا بالقتل، تعرف آيات وأحاديث وتتجاوزها، وتنتقي منظومة على أسلوب المونتاج لتضلل الناس، وتقول انك صريح وتحب الحق ! لله ما أكذبك ! 


ملحوظة: أجمع العلماءُ على وجوب قتل المرتّد لارتداده، و الإجماع لا يكون على ضلالة في أمّة الإسلام، فأبشر يا عزيزي، دينك يطالب بقتل الكفّار، و قد أتيتك بأطنان الأدلّة، فتفضّل حلّها نحن في الانتظار.

ربي ليس اشخاص، ولا آراء سياسية ، والإجماع لا يمكن أن يكون أصلا، من استفتى كل المسلمين و في كل بلد و في كل زمن ؟ لا أحد ، لا عامتهم ولا علماؤهم فهذا مستحيل ، اذن كلمة الاجماع نفسها غير حقيقية، لأنها تشير الى استفتاء عام وهو غير موجود .. ديني هو القرآن وما والاه، هل تستطيع ان تفهم ونرتاح ام لا ؟ انا لا اعبد العلماء او غير العلماء ! هل تفهم ؟ أم أنك لا تستطيع ؟ العلماء بشر، انا لا أعبد البشر ! ولا اعبد نفسي ولا اعبد الغرب مثلك! هل تفهم ؟ أم لا تستطيع؟ ما والى القرآن من كلامهم أو حتى كلامك أنت – على فرض ان يوجد فيه خير – سوف اقبلُه وأضمه للدين ، أما أن تعدّد لي أشخاصا فأنت لا تحجّني ، فأرح نفسك من تعداد بشر مثلي ومثلك .

الدين من الله ولله، صلة بين العبد و ربه، لا يوجد أشخاص هنا، إلا اذا كانوا ضمن ما يقول الله، فقط. من يخالف كلام الله حتى لو كان قصده حسنا نحن غير ملزمين به، الله يقول لنبيه (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) ، ونبيه متّبِع، وتقول لي اجمعَ فلان مع فلان زائد فلان ؟ لماذا اذن لا اعبدهم مباشرة و اترك كلام الله ؟!   

اقتباس:
فأمرنا أن نبر ونقسط من لم يعادينا ويقاتلنا

لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام . فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه

نبيُّك...

هذا انتقاء، والاحاديث كثيرة عن علاقة النبي باليهود وتأييده لما قالوا وإتيانهم إليه وسؤالهم وسؤاله عن اليهودي المريض الخ في كتب الحديث الكثيرة .. والدرع المرهونة عند اليهودي، كل هذا تعرفه .. ماذا أفعل لك ؟ عمّال تنقّي !! أدوشتنا بانتقاءاتك ، الحوار لا يتم في أجواء انتقائية على طريقة : خيار و فئّوس !

اقتباس:
كل هذا تعرفه وتكذب .. لأنك بلا مبادئ، وتعترف أنك حر بلا مبادئ، انت من أسقط قيمته الإنسانية، وافتخر بمرجعيته القرديّة. ماذا افعل لك ؟ لن يسب أحدٌ ملحدا كما يسب هو نفسه ويُزري بها ..

اقتباس:
من يقول أنا حيوان وليس لي مبادئ الا مصلحتي ومستعد أن اكذب وافعل أي شيء اذا استطعت، وليس عندي أي شيء حرام أمنع نفسي عنه، فهل يستطيع أحد أن يسبّه بأكثر من هذا السب الذي سب به نفسه ؟ ويظن أنه فخر ؟ إنها شيزوفرينيا وغسل دماغ بسبب الإلحاد ، كل من أسس عقله على خطا سيتحمل نتائج ذلك الخطأ .. السؤال : أين الكرامة في الموضوع لتصف نفسك بهذه الصفات و تفتخر ؟ بل أين حسّك العربي بالكرامة؟ لأن الإلحاد لا يناسب حتى الحس العربيّ القائم على كرامة الذات .. لهذا أعتقد أن الإلحاد لا يناسب العرب بشكل عام ، لأن فيه إهانة للذات. فالحس العربي يفخر بالمبادئ ويبيع النفس لأجلها، والإلحاد يدعو إلى النفاق والتهاون بالمبادئ والقيم والأعراض وتبديلها تبعا للمصالح، لا أظن هذا يناسب الروح العربية فضلا عن الإسلامية .
أنت يا صغيري مريض، و هذا الكلام لا يردّده إلا عتاة الجهّال، و قد يحسبك بعضهم من المسلمين المثقّفين، و لكن حالما يصدر هذا الكلام عنك، يعرف الجميع حجمك الحقيقيّ، و يكرهونك، و يستصغرونك في أعينهم، و كلامك لا يستحقّ حتّى أن أردّ عليه فلا تقلق. و لكن كما ذكرتُ، أنا لست في حاجة لدين لكي أمنع نفسي من مضاجعة أمّي، على عكسكم أنتم، يبدو أنّ لولا الإسلام لضاجعتمونا جميعا.

قف واشرح : ما الذي يمنعك من مضاجعة أمك وأنت ملحد لا يمنعك شيء و كل شيء حلال ما دام فيه لذة ؟ وأنت تسخر من كل المبادئ والقيم في العالم ؟ فهّمنا ! نريد ان نفهم ! من حقنا ان نفهم ! انت فهمت لماذا نحن لا نفعل ذلك، بقي ان تفهمنا لماذا انت لا تفعل ذلك !

اقتباس:
إذن أنت تنتقد كل الآداب السلوكية ! اذن كلْ أكلك كالحيوان ، ما دام انك في النهاية ستأكل كالحيوان ! هل هذا منطق ؟ أهذه الآداب العامة في الالحاد ؟ يكون كالحيوان ؟ أي تخلف هذا تدعو إليه ؟ اين احترامك للحضارة على الاقل ؟ هل لمحت تخلف الفكر الالحادي الذي يريد نقض ما بنته البشرية ويذهب الى العدمية مرورا بالحيوانية والوحشية ؟

عادة التيمّن جميلة ، تستعمل اليمين في الامور الشريفة، واليد اليسار للامور الاخرى، حتى ملاحدتك يسلّمون باليد اليمنى .. فاذهب و نبههم أنها عادة دينية .. الفوضى في داخلك تريد أن تخرج إلى خارجك ، أنتم تسمّون الفوضى حرية، بينما الحرية الحقيقية هي تحرير الكرامة ، فكركم قادكم إلى الذل من حيث لا تعلمون ، وجعل الناس لا تثق بكم لأنكم تقولون أنكم بلا مبادئ ، كما قلت لك : لا يُهين الملحد أحد مثلما أهان هو نفسه .. العقل قيود، والاخلاق قيود، فالمتحرر من كل القيود سيكون لا أخلاق ولا عقل له ..
تبّا لك.
اقتباس:
هذا غير صحيح .. هناك ملاحدة يدخلون في الإسلام أو يعودون إلى المسيحية، وأنت تعرف هذا، والبشرية لم تترك الدين بل تدور حوله، حتى الملاحدة يدورون حول الدين كما تفعل انت تماما بوقتك الثمين ، بل إن الملاحدة انفسهم يتمسحون بالدين في الفترة الاخيرة كما في الالحاد الروحاني، وهناك كنيسة للملاحدة في بريطانيا. الانسان عابد عابد لا محالة، لكن انظر ماذا يعبد .. وتخاريف الملاحدة بدأت تتكشف مثلما تكشفت تخاريف الماركسية، الانسان لا يحب ان يكون ملحد اصلا، وانتم تعترفون بهذا، فمن يمنع البشرية عما تحب ؟ أنتم تقولون الدين يعطي مشاعر جميلة، لم تقولوا ان الالحاد يعطي مشاعر جميلة. والناس يحبون السعادة و لا يحبون الشقاء .. وكثير ممن يسمون انفسهم ملاحدة يخفون ايمانهم، يفعلون ذلك لتقبلهم الآلة الرأسمالية ولا تطردهم من أعمالهم ومراكزهم . أنا أخبرك بوجهة نظري: الإلحاد يتبدد شيئا فشيئا، وسوف ترى الشواهد، لأنه صحراء مقفرة لا ماء فيها ولا زرع ولا عقل ولا اخلاق ولا انتماء، فمن يريد هذا ؟ فكر بعقلك ولو قليلا .. من يريد أن يكون عدميا يحلو له الانتحار ؟ ليته كان عقلانيا حتى نقول يقبله اهل العقول، لكنه ابو الخرافات كلها، ويحتوي على التخريف اكثر من غيره، ويعاكس كل ما كسبته الانسانية في رحلتها الشاقة والطويلة بكل غباء. كيف له ان يستمر ؟ اذا اردت ان تعرف مصير الالحاد انظر الى مصير الفنون والاداب المرتبطة به، لاحظ خلوها من الجمال واحتواءها على القبح والكآبة .. هي كلها في طريقها للزوال، سواء مدارسه الفنية مثل التكعيبية واللا منتمي والسريالية، او النقدية مثل التفكيكية، فالميت لا يأتي منه الا موت. وستدوسه البشرية وترميه في مكان مناسب كأفكار نزقة غير مؤسسة على فطرة ولا عقل ولا منطق ولا جمال، ماذا بقي ؟

الحبوب و العقاقير أيضا تعطي مشاعر جميلة مثل الدين، هل فهمتها يا إمّعة مش فاهم؟

هل استطاعت الشُّرَط ان تمنع متعاطي الخمور والمخدرات عن تعاطيها ؟ طبعا لا ، اذن الالحاد فاشل ولن يستطيع ان يعمّم نفسه، لأنه يعارض طبيعة الانسان بكل بساطة، 

على كلّ، الأعمى فقط هو الذي لا يلاحظ ازدياد الملحدين في العالم العربيّ، و خرافة انتشار الإسلام هذه مردودة لك، لعبناها حينما كنّا مسلمين أيضا، أبناء جلدتك، مسكة الإسلام و العارفون به، المتكلّمون بلغته و الحافظوه الفاهموه، يركلونه و ينخرونه من الداخل، و سيتلاشى عمّا قريب، و حينما يتلاشى الدولار الخليجيّ سيعود أدراجه و يتقلّص أكثر في أروبا.

ما شأن الدولار الخليجي بانتشار الاسلام في اوروبا ؟ أصغر دولة اوروبية اغنى من كل دول الخليج ! وهل الالحاد ينتشر بنفسه بلا دولار ولا دعم سري لمروجي الالحاد الذين يأخذون حسابهم بالمتر من الورق؟ هذا ما صرح به احد اكبر مروجي الالحاد في العالم العربي وله موقع مشهور ..

الدولار الملحد يعمل حتى في بلاد الالحاد نفسها، و هذا دليل على عدم القبول التلقائي ، إنه يكافح ويطرد من الجامعات ويؤسس جامعات ومجلات واعلام تكافح ويصنع مزوّرات أحفورية وابحاث مفبركة وممولة حتى لا تسقط دعائم الالحاد في مهد الالحاد ، إنها مشكلة. الالحاد هو الدين الوحيد الذي لا يعمل بدافع ذاتي ولا يستطيع الاستمرار الا بوقود .. اما المسلمين فمساكين ، من اين لهم الاموال ليرشوا سكان قارات غنية مثل اوروبا وامريكا بالكامل ؟ و قد اثبتت الاحصاءات الاخيرة كثرة انتشار الاسلام بين النساء الانجليزيات في فترة ما بعد 11 سبتمبر وحملتها التشويهية للإسلام، أكيد انهم يرشونهن من اموال الخليج ، يحملون عنهم فواتير الكهرباء على الاقل .. كم دفعوا لمائة مليون اندونيسي ليعتنقوا دينهم الخليجي ؟ الاسلام متسق مع الفطرة والمنطق السليم، وهو الأبعد عن الخرافات والاستغلال باسم الدين، وهذا ما جعل عقلاء العالم يتجهون إليه، أقول (العقلاء) وأنت وأشكالك على بالي ، لم أنس وجودكم ..

نحن لسنا ضدّ الإيمان الروحيّ، الإيمان الذي لا يضرّ، مثل الإيمان باللات و العزّى و العنقاء، إنّها غير موجودة نعم، و لكن ليس لها تبعات إذا أقسمت بها أو أخبرت أطفالك بأنّها موجودة في جبال واقٍ واقٍ في صغرهم، إنّها ممتعة، و شخصيّا طالما أقسمت باللات و العزّى في مداخلاتي في الجامعة، و لا أجد إشكالا.

ألست تقول انك تحب الحقيقة ولو كانت قاسية ؟ وتكره الخرافة ؟ أنت لا تكره الإسلام لأنه يضر، صدقني، بل لأنه ينفع، هذه هي القصة .. لقد حارب أمثالك الاسلام عندما كانوا عدة اشخاص يصلّون في جبال مكة، لم يضروا أحدا، بل تحملوا الاذى، (ولما قام عبدالله يدعوه كادوا يكونون عليه عبدا) ، (أرأيت الذي ينهى عبدا اذا صلى) .. هذا هو عمق الحكاية لو تدري ، أنت تعلم ان الاسلام في لبّه أطهر مما تُقدّمه به، وأنه يأمر بالخير، ولهذا تعادونه، وتعرف ان تنقيته ممكنة، لكنك لا تريده ان يُنقّى، ولم تبذل أي مجهود في تنقيته، بل تفرح بأي راي شاذ وتقول هذا هو الاسلام! وتقدّم آراء الرجال على كلام الله ، لماذا ؟ لأنك لا تريده أن يُنقى ولا يسرك ان يوجد منبر للحق والخير يأتي إليه من اراده، ويلتف حوله هؤلاء الحيارى المعذبون الذين قادهم إلحادكم وتشكيككم للانتحار و لم ترحموهم ولم تحسوا بمعاناتهم، بل فتحتم عيادات للانتحار وسميتوها حرية شخصية بلا رحمة، حتى بموتهم يُدفعون للراسمالية داعمة الإلحاد .. ولأنك لا تريد الخير الذي في داخل الاسلام، وهذه هي الحكاية كلها. حجم الكراهية والعداوة في داخلك لا تتناسب مع أي اذى اصابك .. ولا بد انك تلقيت اذى، من مسلمين او غير مسلمين، فهل عداوتك لأذى المسلمين بحجم عداوتك لغيرهم؟ حاول ان تفهم نفسك، أنت يجب ان تسمي نفسك : كاره الإسلام وكاره الحق والخير والجمال، وليس كاره النساء كما يبدو لي -إلا إن كان هناك سبب آخر-، ولست كارها للإسلام التقليدي بأخطائه أو أذاه، اذ الكل سيكون معك، حتى عقلاء المسلمين، أنت كاره للبّه الجميل .. ويدل على هذا كثرة كذبك واعترافك بكره الاخلاق، ودفاعك عن الظلمة وفرحك بأي خطأ من مسلمين أو من عالم لتكبّره وتظهّره وتتجاوز ضده، اذن انت تكره مجال الخير كله وليس فقط الاسلام. أنت قضيتك مع أي شيء خيّر في العالم، أنت قضيتك مع الإنسانية قبل ان تكون مع الإسلام ..

العالم ليس كلهم مثلك، ولا مثلي. العالم منقسم الى فريقين : عالمٌ باحث عن الخير، وعالمٌ لا يهمه الا المصلحة الانانية، ولو على حساب الخير. هناك من يضحي بالمصلحة لأجل الحق، وهناك من يضحي بالحق لأجل المصلحة. يجب ان يكون لكليهما منبره، عالمُ الشر لا يريد ان يوجد منبر للخير، لأنه يعلم أن النفوس الطيبة ستهفو اليه وتترك دجلهم و تزويراتهم وقباحتهم، انت تعرف ان بضاعتك غير جميلة، لذلك أنت تحارب الجمال حتى لا يفضح القبح، لأنه بضدها تتميز الاشياء ، واذا غاب الضد العب يا فأر .. هذا سر معاداة الانبياء منذ وجودوا ، باختصار : العب يا فار ..  فكركم هو عدو الانسان و صديق الاقوياء ماديا وساحق الضعفاء ماديا .. فالالحاد دين الاقوياء كما وصفه نيتشه، وإن كانوا هم اضعف الضعفاء في داخلهم، ولن تغني عنهم اموالهم شيئا من الله ..

الإيمان الروحانيّ بالأساطير التي أبدعها العقل الإنسانيّ الجميل، أمرٌ مرحّب به و ليس عندنا مشكلٌ ضدّه، إنّه أمر جماليّ، و ليس فلسفيّا علميّا، و ما دمت تخلط بين المثاليّة العلميّة و المثاليّة الأخلاقيّة، فتأكّد أنّك لن تفهم الملحد أبدا، و ستظل تُقمع من طرفهم أنّى ذهبت.

المخرّف يحب المخرّفين والتخريف ويسميها ابداعا ! والطيور على اشكالها تقع، صاحب خرافة الثور الذي صار حوتا معجب بصاحب خرافة الاله ثور صاحب المطرقة .. كله فن ! المهم عداء الفضيلة . أنت ترحب بكل كذب على شرط : الا يقول للظالم انت ظالم، حينها تبدأ الحرب، ولو وجد دين آخر غير الإسلام أو تى فلسفة، فقط تنادي بالحقيقة، سوف تعاديه كما تعادي الإسلام وتبحث عن عيوبه والآراء الشاذة فيه وتكبّر صورته تماما بتمام. ليست المشكلة في الاسلام اذن، المشكلة هي في الحقيقة والفضيلة. وهذا ما وضحه القرآن (بل يريد الإنسان ليفجر امامه, يسأل أيان يوم القيامة) كل شيء يعارض الفجور ستقف ضده، لا من شرق ولا من غرب، والفجور هو ما تسميه انت الحرية والمصلحة واللذة .. وأنت معترف بذلك بسخريتك من الأخلاق والمثالية، ومتحرر من القيم والمبادئ، دليلك معك .. ولا أدري كيف تنادي بالحرية وبنفس الوقت بالقمع؟!

اذن الإلحاد هو عدو الانسانية قبل ان يعادي الأديان .. وصديق الشر الذي في نفس أي إنسان وعدو للخيرية التي في أي إنسان, مهما صغرتا أو كبرتا.. الحرب الالحادية على الاديان دليل على خيرية الأديان، أنتم تحاربون الاديان ليس لاجل شرها بل لأجل خيرها، وتكبّرون شرها لتطمسوا به خيرها. ولا مرة ملحد دعا لتنقية الدين ! لماذا ؟ لأنه يريد طمس الخير الذي في الدين وليس الشر المزعوم المكبّر، بينما شر الالحاد والمادية يعمل على الواقع ويسيطر على العالم.

الالحاد يحارب المثالية العلمية وليس فقط المثالية الأخلاقية كما تزعم، أليس يحارب المطلق ويقر ان العلم ليس ثابت؟ بل ليس فيه شيء ثابت ؟ وأن كله احتمالات ونظريات ؟ أليس يقمع الحرية الاكاديمية للعلماء ويفرض رأيه بقوة التأثير الراسمالي على الحكومات؟ أين هي المثالية العلمية المزعومة؟ بل ليس أكثرمن الملحد تصديقا للخرافات وحشرها في كيف العلم. إن الملحد أسميه الحاشر، فهو يحشر في كيس العلم كل ما التقط بدون تمحيص بدافع الهوى لا حبا في العلم، لأن حبه منصب على اللذة الغرائزية وليس على المعرفة العقلية.. ومن هنا جاءت سعة اطلاعك, لا حبا في المعرفة لكن لملاحقة الدين والخير والحق وقمعها, ولأنها واسعة اضطررت للقراءة مكرها.

لا يجتمع حب اللذة الحسية وحب اللذة لمعنوية, لابد أن لأحدهما السيطرة, فالإنن ليس له قلبان, والإلحاد منصب على اللذة الحسية, إذن الضحية هي اللذة المعنوية والتي من ضمنها المعرفة والعلم. من صنعوا الإلحاد ودفعوا الأموال لأجله هم في الحقيقة غير فلاسفة بل بسطاء أبناء سوق وتجارة مولوعون بالمصلحة الحسية, اعتقدوا أن الدين يضطهدهم لأنهم أقلية ومعها المال والإعلام وأرادت أن تنتقم بتحقير الإنسان نفسه بنفسه.

كل شيء يشير إلى أًصله وجذره.. الإلحاد لا ينتج ثقافة محترمة بل ثقافة أهواء تفضي إلى الملل وتحجب الأفق عن الروح وتغمس صاحبها في مستنقع المادة واللحظة فقط وتبيح له كل أنواع التلاعب والكذب والتناقض, ومن لا يصدق فليحاور ملحدا.. هذه ليست من صفات أهل العقول الكبيرة,,

النفسية التي يصنعها الإلحاد هي نفسية الجواظ المستكبر العتل الزنيم البعيد عن الأحاسيس الإنسانية والجمال الروحي, إنه الأناني الوحش الفرداني الذي يرى نفسه إلها فوق كل المبادئ وكل القيم والثوابت, كما صرح نيتشه وكما صرخ هذا الداعية الملحد السوقي المتاجر بالدعارة 



و كما صرح نيتشه. الإلحاد من السوق وإليه و من السوَقة وإليهم ومن ثقلاء الإحساس وإليهم ومن الماديين وإليهم ومن ضعيفي الحجة وإليهم, -إلا من غُرِّر به ولم يرتح في دينه الملحد-. إنه ديانة السوق والصراع وبقاء الأقوى في السوق. عمر السوق ما كان مكانا للفهم ولا للفلسفة..

الالحاد ليس عدو الانسانية فقط بل عدو العلم والعقل والاخلاق. اذن هو صديق من ؟ صديق الاقوياء أينما كانوا وحليف الشيطان والنورانيين ، لأنه بلا مبدأ سوى النفاق، مجرد من كل ارتباط بالفضيلة باعترافه، الالحاد ليس فيه أي مثالية، لا علمية ولا بطيخية سوى المصلحة واللذة الحسية, هذا هو اله الالحاد: بطن –فرج-جيب-أمن وانتهى كل شيء! والنفاق يوصل بين النقط السابقة. اذن ليس للملحد فكر مستقل عن النقاط الأربع ولا اراء ثابتة، كل شيء قابل للتغير وراء المصلحة والأمن على اللذة ليس إلا .. وبالتالي الالحاد هو اللاشيء الوحيد على الأرض .. 

يتبع ,,

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق