الأحد، 4 أغسطس 2013

حوار حول المذهب الشيعي 4



حسين السعدي:

اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل أن أبدأ بالرد على بعض ماأوردته هنا وليس كله لأنك أتعبت نفسك كثيراَ وظننت بنفسك أنك أعلى مقاما ً من ساداتك وسادات البشرية جمعاء آل محمد صلوات الله تعالى عليهم أجمعين فأفرغت هنا ضلالات مابعدها ضلالات كان الأجدر بك أن تعتكف في بيتك
تداعب أطفالك وتقوم برعايتهم خير لك من أن تتصدى لموضوع هو أعلى منك مقاما ومن كل من علمك العلم وموارده وجئت هنا


((
لتبيع المآء في حارة السقايين ))
وياريته كان مآءً بل السم الزعاف الذي يدس في العسل
فيأكله المغفلون الغافلون الجاهلون وهم يحسبونه شيئاً
وغذا هو سمٌ قاتل قد أردى صاحبه في هاوية جهنم قبل أن يردي من يتبع هذه السموم والضلالات التي ما أنزل الله بها من سلطان

قولك
====
وليس الاتباع الأعمى والتقديس للآخرين وشطب الذات والعقل

 
بكل تأكيد أنت تشير بكلمة تقديس الآخرين
((
محمد وآل محمد ))
صلوات الله تعالى عليهم أجمعين
ولكي أثلج صدرك وصدر كل من يكن الحقد الأعمى على مقامات هؤلاء المقدسين أقول لك
نعم نعم نعم
أنا أقدسهم وأتبعهم أتباع الأعمى لأنهم خلفاء الله تعالى في أرضه
وسادة خلقه وحججه علىيهم وأعلم الناس وأعرفهم
والبشرية كلها مأمورة بأتباعهم ونهج سبيلهم والأخذ منهم
وهم عدلاء القرآن الكريم الذي لايعلم مكنونه وأسراره إلا هم
وإن كنتم قد جعلتموهم وراء ظهرانيكم واتبعتم من كان يتمنى أن يكون بعرة حتى ينجو من أهوال يوم القيامة ومن كان يقول تبا لعمر كل الناس أفقه منه حتى العجائز ذوات الحجول فهذه مصيبتكم في الدنيا والآخرة وأما المقدسين الذين تذكرهم بالسوء أيها المتطفل على العلم والعلماء وتنسب لنفسك مقاما لست أنت أهل له
فهاك بعض من آيات الذكر الحكيم التي اشارت بشكل واضح باتباع هؤلاء المقدسين شئتم أم ابيتم
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين
التوبة 119
من هم هؤلاء الصادقين المأمور أنت وجماعتك باتباعهم ؟!!
يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم
النساء -- 59
من هم هؤلاء أولي الأمر المأمور أنت وجماعتك باطاعتهم ؟!!
أولئك الذيين هدى الله فبهداهم أقتده
الانعام -- 90
من هم هؤلاء الهادين المأمور أنت وجماعتك بالأقتداء بهداهم ؟!
 
وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ

التوبة -- 105
 
من هم هؤلاء المأمورين أن تعملوا وسيروا أعمالكم أنت وجماعتك؟؟!!
أمرك الله تعالى أنت وجماعتك يومياً أن تقرأوا هذه الآية الشريفة من سورة الفاتحة في كل صلاة وتبطل صلاة من لايقرأها
اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ﴿6﴾صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ﴿7﴾
سورة الفاتحة - 6.7
من هم هؤلاء المأمورين أن تطلبوا من الله تعالى أن يهديكم
((
صراط الذين أنعم الله عليهم )) ؟؟!!
ترددوها كل يوم خمس مرات ؟؟!!
يكفيني هذا هنا والحليم تكفيه الأشارة


الرد:
أنت الآن وضحت نفسك واختيارك وتقديسك ، وهذا لا يعني أن تشنع على الناس وتتطاول عليهم لأنهم لم يختاروا مثلك ، هذه وجهة نظرك أن كل آية مدح في القران تحولها مباشرة لآل البيت ، وكأن القران لم ينزل بلغة عربية ، بل بلغة سرية ، أنا أحترم اختيارك ووجهة نظرك لأنني لم أسيئ لآل البيت كما تهول وتصرخ وتزمجر ، أنا تكلمت بأدب ومنطق ، لم تستطع أن ترد بالمثل فاستخدمت أسلوب الصراخ والعواطف وهو لا يسمن ولا يغني من جوع ، بل أنت تضرهم بهذا الشكل ، المفروض أن تدعوا لهم بالحسنى والإقناع لا أن تنزل جام غضبك على من لم يقتنع بطريقة فهمك للدين ، وإذا كان لك اختيار فلغيرك اختيار ، وان كان لك عقل فلغيرك عقل ، المهم هو الإقناع ورد الحجة بالحجة مع المحافظة على أدب الحوار كما علمك آهل البيت ، وإن كانوا لم يعلموك هذه فهذه كارثه ، ولا أظنهم علموك الحوار إلا بالتي هي أحسن ، لكنك أنت خرجت عن تعليماتهم منتصرا لشخصك وليس لهم ، الانتصار لهم يعني إتباع تعليماتهم ، وتعليماتهم منطلقه من القران كما تقول أنهم عدلاء القران ، والقران يأمر بالدعوة بالتي هي أحسن، هذا مع تحفظي على كلمة - عدلاء القران - فعديل الكلام هو عديل لصاحب الكلام ، وصاحب الكلام هو الله ، فهل هم عدلاء الله ؟؟!، لا أظنك تقول ذلك ، هون عليك ياصاحبي وهدئ أعصابك ، فأنت لا تجعل الناس شيعة بالصراخ والعويل ، قدم لنا كلاما مقنعا نكون مثلك ، أنا غير متعصب لأي مذهب ، أنا لست حسينيا ولا عمرياً ولا بكرياً ، أنا مع كتاب الله وماوالاه وآخذ الحكمة من الجميع متى مااتفقت مع القران ، الله تحدى العرب أن يأتوا بكلام مثله ، وإن قلت أن أحداً كفؤا للقران أو معادلاً له فالمعادل مماثل كما تتعادل كفتي الميزان ، كلام الله معجزه لا يعادله كلام أحد وإلا لعادل الله ، هل كلامي هذا تهجم وإساءة ، أم أنه تعظيم لله الذي تعظمه وتعبده مثلما أعبده ؟؟! ، لاحظ أنك تفسر آيات القران من دون أي رابط ، وتميل بأي آية فيها مدح وثناء لآل البيت والقران لم يذكر ذلك ، أي تقوم بالعملية بمفردك ، سورة الفاتحه تحولها لآل البيت مع أنها تقرأ في الصلاة قبل أن يوجد آل البيت ، نستطيع أن نكرم آل البيت من دون أن نوصلهم الى الغلو ومعادلة الله ، يكرم الإنسان دون أن يُخرَج عن نطاق البشرية ، أنا لا أقول بقدسية لأي بشر ، القدسية هي لله وحده والاقتداء بأنبياء الله كما الله تعالى ( فبهداهم اقتده ) ، ورسول الله أدى الأمانه وبلغ الأمه ، لكنه هو نفسه بشر كما قال الله تعالى ( بشرا رسولا ) ، فالتقديس ليس لشخصه وجسمه ، بل لرسالته ، والله جعله بشرا رسولا ، فقيمته الحقيقية هي برسالته الدالة على الله وليس لبشريته التي يشترك بها مع كل البشر ، فلبي ملكا بل بشر ، وعيسى بن مريم بشر وأمه بشر ، آل البيت بشر والصالحون عموما بشر ، أنا لا ابحث عن البشرية ، بل أبحث عن الرسالة الالهيه وغير معني بالأشخاص ، والرسول عُصِم من الناس ولم يعصم من صفته البشرية التي تتعرض للضعف والخطأ والنسيان بدليل أن القران عاتب رسوله في عدة مواضع ، ولو كان معصوما من الخطأ لم يعاتب ، أما الرساله فلم يحفظها الرسول ، بل حفظها الله كما قال ( وإنا له لحافظون ) وقال ( إن علينا جمعه وقرآنه ) .

 حسين السعدي:

قولك
===
 
نعم أفهم القران برأيك الشخصي ، لكن ليكون رأيك أنت ، فالله كرمك أنت وخاطبك أنت ، وقال ( ولقد يسرنا القران للذكر فهل من مدكر) أي بدون واسطات تفهيم وبعقلك الشخصي وإحساسك الشخصي ، وقال تعالى ( كتاب انزلناه ليدبروا اياته) ،فالله يقول تدبروا اياته وانت تقول لا يمكن وسيكون رأيا شخصيا

أُشهِد الله تعالى أنك لاتفقه شيء من القرآن الكريم وأنك تتفوه بكلمات لاتعلم عواقبها وقد نهينا عن التقول بالقرآن من غير علم
فماذا تقول أنت في قوله تعالى هذا

ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك
((
ويعلمهم الكتاب )) والحكمة
الابقرة 129
فإذا كان القران ميسر للجميع لماذا أرسل الله تعالى النبي المعظم صلى الله عليه وآله وسلم CENTER]ليعلمهم القرآن الكريم ؟؟!!


الرد:
الرسول جاء بالقرآن, هل يأتي القرآن بدون رسول؟ والقرن أمرنا أن ننطلق منه, والله سماه الذكر والهدى وحبل الله والعروة الوثقى {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} والذي أنزل إليه من ربه هو القرآن, وأمرنا بالاعتصام به والاجتماع عليه وليس على مفسرين من أي جهة, وخاطب به الناس مباشرة ودعا كل إنسان لتدبره لوحده لا أن يأتي بجماعة معه ليخبروه مادام يعرف العربية, وجعله ميسرا لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا,  قال تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر} واليسير يستطيع أن يقوم به الشخص لوحده.
المسألة ليست معقدة بهذا الشكل, ربي يقول: { كونوا قوامين بالحق شهداء بالقسط ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين} هل هذه تحتاج إلى من يفسرها؟ ربك يريدك أن تكون عادلا ومنصفا في قولك وفعلك ولو على نفسك, علي أن أطيع هذا الأمر وهذه الطاعة تعني تدبر, فالقرآن قادني إلى القسط بعد أن صرت دبره وصار هو إمامي, وهكذا,  بدون تهويل ولا مبالغات.

تشعر أن ربك قريب منك يسمعك ويحس بمعاناتك وتفهم كلامه وماذا يريد أن تفهم, لو أن القرآن كان ألغاز يقرأها الشخص ولا يفهم شيء لكان كلامك صحيحا واحتاج إلى شراح وعدلاء, الله أراد أن يجعله واضحا بينا مبينا فكيف نقول أنه عسر ولا يمكن فهمه؟ إذا قلنا هكذا خالفنا القرآن الذي وصفه الله بأنه ميسر, ومعنى هذا أن الله لم يستطع أن يوضح كلامه وأراد أن يفهِّم الناس مباشرة ولكنه لم يستطع, تعالى الله عن ذلك. لست أنا من يقول هذا بل الله الذي يقول أنه ميسر للجميع! ربي وربك. انظر مثلا في سور الجن الذين قالوا:{إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به} هل شرح لهم أحد؟ أم أن عندهم عدلاء أخبروهم بشرح القرآن؟ أم أنهم سمعوا وفهموا مباشرة كما تنص الآية؟ وهل المسلمين الأوائل الذين آمنوا بالقرآن لما سمعوه, هل كان عندهم شروحات معقدة؟

الرسول بلغ الرسالة السماوية وهي الوحي, وقدم سننا فعلية لتطبيق مجمله, فعلم الناس كيف يصلون و يزكون على ضوء القرآن لأن كيفيتها لم تذكر في القرآن, وهو الحكمة, إذن الأساس هو القرآن وليس الأساس السنة لأن السنة خادمة للقرآن ولا تقوم دينا بدونه, القرآن يؤخذ بكامله دون تعضية كما قال تعالى :{الذين اتخذوا القرآن عضين}, أي ينتقون ما يعجبهم ويسكتون ما لا يعجبهم.

العجيب أنك ترفض مذهب السنة وأنت تفعل مثلهم! تتقيد بالمرويات عن الرسول وعن آل بيت الرسول وتجعلها هي الأساس والمدخل إلى القرآن ومنها تفهم القرآن, مع أن القرآن المفروض أن يكون هو الأساس الذي تعرض عليه كل المرويات بل وكل الآراء حتى في شؤون الحياة.   


حسين السعدي:
فأي أفترآء على الله أنتم تفترون والويل لمن يفسر القرآن برايه

الرد:
توقف عن كلمة "أنتم"! أنا لا أنتمي لمذهب ولا أحب التعصب للمذاهب, لأن فيه بيع عقل وأنا لا أبيع عقلي لأحد لأني سأحاسب لوحدي وسيسألني الله وحدي, وسيقول لي ألم أعط عقلا و إحساسا؟ لماذا لم تميز به؟ ولماذا سلمت عقلك لغيرك وأنت تعلم أنهم بشر؟ واكتفيت بفهم المجتمع الذي نشأت فيه حتى لا ينبذوك؟ لكن لو قلت له أني سلمت عقلي لكلامك أنت الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه سيكون لي حجة. والمسلم الحق لا يكون متبعا أعمى فكما اخترت أن تكون مسلما بإرادتك ورأيك الشخصي وفهمك الشخصي الذي أعطاك إياه الله, كذلك في فروع الدين, هل تحكم نفسك في الأمور الكيرة ولا تجكمها في الأمور الصغيرة؟ أنت اخترت بمحض إرادتك كما تقول, أي برأيك الشخصي أن تكون تابعا لآل البيت وعلى مذهبهم, إّن لماذا توقف رأيك فجأة؟ وهذا الكلام يوجه لكل أصحاب المذاهب, أنت اخترت مذهبك بعقلك أنت وإرادتك أنت, فلماذا توقف عقلك ولم يكمل في الفرعيات؟ هل أنا مختار في الأصول وغير مختار في الفروع؟ ثم ما فائدة الفم الأعمى؟ إذا كنت متبعا لمن معه الحق لن يجعلك أعمى بل سيبصرك فالعمى ظلام والظلام ضلال. والمذاهب أصلا متأُثرة بالسياسة, أنا لا تعنيني السياسة يعنيني رضا ربي فقط, ولا يهمني المجتمع والأفكار السائدة فيه ولا صراع المجتمعات ولا الطائفيات, لا تجعلني خصما رغما عني! أنا لا أكره آل البيت ولا أسبهم شخصيا, وعقلي مفتوح لأخذ الحكمة منهم أو غيرهم, وقد أهذت منهم ومن غيرهم ما وافق القرآن, أنا مسلم حر من ركام الماضي ومعياري هو القرآن وأنتقي من الماضي ما يتناسب مع القرآن ولا أبتلع التراث بغثه وسمينه! إذا ابتلعنا التراث معنى هذا أننا نعيد التاريخ ولا نتقدم للأمام, والله أمرنا بأن نتبع القول وأن نتبع أحسنه وليس أقدمه! وليس لأن فعلان أو علان قاله, بل الأفضل, فنأخذ الحكمة حتى ن الحيوان والحشرات والنبات! فما بالك بمن درسوا الحكمة واهتموا بها, لماذا لا نأخذ منهم؟ ما دام أنها حكمة تتفق مع القرآن، ولا تخالف المنطق ولا العلم ولا الواقع.

نريد أن نتقدم لا نريد أن نعيد التاريخ من جديد, فالأمم سبقتنا كثيرا , نريد أن نكون أفضل منها كما قال القرآن عمن يتدبره ويستمع كلامه, فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. نريد أن تتآلف هذه الأمة الممزقة ويحب بعضها بعضا, هل المحبة والتآلف حرام على هذه الأمة؟ وحلال على أعدائها؟ أي بغضاء وأي قطيعة وشقاق هو من صالح أعداء الأمة ككل, لأن الأمة الممزقة وجبة سهلة لهم, مثلما يمزقون اللحم بالسكين حتى يزدردوه.

لا بد من تغليب الحوار الهادئ المؤدب على الحوار الصارخ المتشنج حتى يوجد التفاهم والتعاون, ولا أمل لهذه الأمة إلا أن تعتصم بالقرآن لأن ما سوى القرآن هو الذي فرق الأمة , ولعبت السياسة أكبر دور في تمزيق دينها, فعلينا أن نكبر من أطماع السياسة نعتصم بحبل الله مباشرة ومن ثم ما والاه, لكن هو الأول. في تلك المنطقة لن يكون هناك اختلاف ونكون كما قال الله: {فأصبحتم بنعمته إخوانا}. 

إن صعوبة الحوار في هذه الأمة هو الورقة الرابحة في يد الأعداء, يستغلون أننا أمة لا تعرف كيف تتحاور دون أن تسيء للآخر, لهذا يدقون الأسافين في الشقوق حتى تتوسع وهم يضحكون علينا, وخطرهم قادم على الجميع إذا لم ننتبه. وهي نصيحة لكل مسلم وأعرف أنه قل من سيسمعها, لكن كلمة حق لله, فالدنيا زائلة و {كل من عليها فان , ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}.


حسين السعدي:
وما جل َّ مصائبنا إلا من عندكم فسرتم القرآن على هواكم فأرديتم البشرية جميعها في جهنم بعد أن عاشوا جميعا في الضلال!!

قولك
===

 
 وأتخيل لو قال احد لعلي او الحسن او الحسين : أنتم نبع العلوم ، لغضبوا وقالوا : بل نبينا محمد هو نبع العلوم ، لاننا اسلمنا بسببه. قال تعالى : ( وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها) يقصد المؤمنين ، ومن ضمنهم علي ابن عم الرسول ، القران لم يستثن احدا .

كل الذي قلته قبل هذا الكلام هو هرطقات وخزعبلات ليس لها حقيقة على أرض الواقع تنم عن جهل مطبق بعلوم الدين والقرآن وأنك لاتفقه شيئا وأن كل كلامك لايعدو هواء في شبك أو زوبعة في فنجان
وأنك تتمنطق بما لاتفهم منه شيئاً

نعم كل العلوم في القرآن الكريم لقوله تعالى

مافرطنا في الكتاب من شيء
الأنعام - 38
وقوله تعالى
وكل شيء أحصيناه كتابا
النبأ -- 29
وقوله تعالى
وكل شيء أحصيناه في امامٍ مبين
ياسين -- 12

وهذا يثبت بالدليل القاطع وبما لايقبل الشك أن مافي من علم إلا وأصله في الكتاب الكريم المبين
حتى العلوم الحديثة التي تتبجح بها وتقول هل عند الإمام علم الكومبيوتر وماشابه وهذا من جهلك بالكتاب . فإذا ماثبت أن كل شيء أحصاه الله في الكتاب المبين وهو القرآن العظيم
الآن
تعال لنرى من عنده علم هذا الكتاب كله !!
قال تعالى
قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم
((
ومن عندهُ علم الكتاب )) !!
من هذا الطرف الثالث الذي عنده علم الكتاب كله ؟؟
هذا هو الإمام علي عليه السلام وذريته في كل وقت وحين الذين أمركم الله تعالى باتباعهم !!


الرد:
عفوا, الطرف الثالث هم أهل الكتاب, الذين يعرفون بقرب بعثة نبي, ويدل على هذا آيات أخرى كقوله تعالى : {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ال تعلمون بالبينات والزبر} والزبر أنزلت على داوود. أنا أفسر القرآن من القرآن وأنت تفسره لا أدري من أين! ويؤيد هذا قوله تعالى: {ما كنت بدعا من الرسل} فالله يحاج منكري البعث ولمنكري النبوة من كفار قريش بأن ما جاء به محمد ليس غريبا وتعرفه الأمم السابقة, لأهذا يدخلهم القرآن طرفا ثالثا, أما علي رضي الله عنه فقد أسلم على يد محمد ولم يسلم محمد على يد علي, أي أن محمد هو الذي علمه مثلما علم بقية المسلمين, فكيف يكون عنده علم الكتاب؟ إذن لكان هو النبي وليس محمد! ثم إن القرآن هو الكتاب فكيف يكون أحد عنده علم الكتاب نفسه! كل كتاب علمه فيه وليس عند غيره! وإلا ما فائدة أن يكون كتاب! قيمته في العلم الموجود فيه والميسر للجميع, أما الكتاب المذكور في الآية فيقصد به التوراة والإنجيل والزبور والكتب الأخرى, أنت خصصت الآية بدون مخصص وفهمتها خطأً. انظر إلى بقية الآية : {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ}, أي يشهدون عليكم بأنه ليس بدعا في الرسل وأنه منهج إلهي قديم أرسل الله محمد ليجدده, كما قال: {إن الدين عند الله الإٍسلام} أي كل الأديان السابقة عبارة عن إسلام لله, لا لهوى النفس والمصالح الدنيوية ومكاسبها.

أثبت أن هذا الفهم خاطئ وبهدوء لو سمحت وحجة بينة. سوف أقتنع مثلك إذا أقنعتني فأنا أبحث عن الحق وأخضع له إن شاء الله.

أنت تقول أن آل البيت هم منبع العلوم, و أنا أدافع عن القرآن وأصفه بأنه تبينان لكل شيء, والتبيان لا يعني الإتيان, بل يعني التفريق بين الحق والباطل من كل شيء, وكلمة "أبان" تعني ميز وعزل, ولا تعني شرح وفصل, فأنا لا أحد يأتي ليطالبني ويقول أين الفيزياء وأين علوم الكيمياء في القرآن, لأني لم أقل أن كل علوم موجودة في القرآن, لكنك أنت قلت أن آل البيت نبع العلوم, أي كل العلوم, والنبع يعني مصدر فيحق لأحد أن يسألك: ماذا قال آل البيت عن الكهرباء؟ أنا لم أقل أن القرآن منبع للعلوم بل قلت أنه معيار للتفريق, هناك نظريات سياسية واجتماعية واقتصادية كلها جديدة, القرآن يستطيع أن يحكم عليها ويميز صحيحها من باطلها, لكن القرآن منبعها, فالقرآن من أسمائه الفرقان, أي يفرق بني الحق والباطل في كل قضية وفي كل جديد, لكن ليس نبعا للعلوم, من أراد أن يدرس الطب يذهب إلى تشريح جسم الإنسان وليس إلى القرآن! لكن القرآن يحكم على الأفعال الطبية. فعليك إذن أن تغير كلمة آل البيت هم نبع العلوم إلى كلمة أن آل البيت هم تبيان لكل العلوم ماداموا عدلاء للقرآن كما تقول, حتى لا يأتيك سائل عن أي علم جديد ويقول لك دلني عن مصدره عند آل البيت وتجعل آل البيت في وضع محرج من خلال المبالغة, فهم سيطالبونك بذكر المصدر.     

حسين السعدي:
قولك
===

، اثبت انني اتكلم بهوى ! بحيث تحجني باللغة، وتقول انك حملت اللفظ ما لا يحتمل ففسرت بهواك

أنت تحاجج بكلمات حتى لاتعرف معناها !!!
القرآن الكريم هو كلام الله تعالى جل وعلا وقد اثبتنا سايقا أن القرآن لم يفرط فيه من شيء
أي أن جميع علوم الله تعالى أودعها في كتابه العزيز
فعندما تأتي حضرتك وتتبجح أنك قادر على أن تلم بكل معاني وعلوم القرآن تكون قد أهلكت نفسك من حيث لاتشعر
لأن الله تعاى يقول

ولايحيطون بشيء من علمه إلا بما شآء
البقرة - 255

الرد:
أنت وقعت في مغالطة بسبب المبالغة وهي أن كل علوم الله موجودة في القرآن, وهذا غير صحيح بإثبات القرآن الذي يقول : {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا} وكتابة القرآن لا تحتمل حبرا بحجم البحر ولا حتى شرحها, فعلوم الله لا تحصى ولا يحصيها إلا هو سبحانه.

ألم يقل الله: {ويخلق ما لا تعلمون}؟ ألم يقل : {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا}؟ وقال {ولا يحيطون بشيء عنده من علمه إلا بما شاء} هذه الآية أن ما في القرآن هو بعض علمه وشاء أن يطلعنا عليه وليس كله فلاحظ كلمة "شيء" أي بعض من كل.

ثم أنت تجعلني لا أفهم ولا كلمة من القرآن وكأنني أعجمي ثم تجعل غيري يعرف علوم الله كلها وليس فقط القرآن! ومن ضمنهم أنت! حتى ما لا يريد الله أن تُعلم واستأثر بها لنفسه وسماها غيبا! أي أن الغيب تسمية لا قيمة لها لأن هناك من عرفها! أي أن الله لم يعد عنده ولا غيب! كلها عرفتها وتعلمتها ممن يعرفها! وكل هذا من القرآن ونحن كلنا عرب في نطاق البشر والقرآن أمامنا جميعا وبلسان عربي! وقال عن نفسه أنه ميسر للجميع ولم يقل أنه مغلق لا يفهمه إلا خواص الخواص, إذن لنزل عليهم هم فقط ولا شأن لنا! فلا حساب بدون فهم, بينما رسول الله كان يتلو القرآن على كل من قابله ليسمعهم كلام الله, فلماذا يتلوه عليهم وهم لا يفهمونه وليسوا من الخواص؟ وكيف قامت الحجة على من رفض القرآن كالوليد بن المغيرة الذي فكر وقدر بعدما سمع القرآن {ثم أدبر واستكبر, وقال إن هذا إلا سحر يؤثر, إن هذا إلا قول البشر}؟ لاحظ الآية :{سأصليه سقر} لم يعذره الله بأنه لا يفهم القرآن ولم يعلمه أحد من أهل البيت ثم رفض التعليم, وإن قلت أن الرسول شرح له أسرار القرآن فهو يرفض القرآن كما ترى وليس الشرح وسمى القرآن سحر يؤثر ووصفه بقول البشر, مما يدل على أنه سمع القرآن فقط, أما كلام الرسول فهو كلام بشر بلا شك. والله قال : { وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله} أي جعل مجرد السماع كاف للفهم وإقامة الحجة, أي بلا علوم لدنية وكهنوت غيبي وبلا تهاويل لا تحتمل اللفظ ولا المعنى.

الله وجه القرآن قبل أن توجهه أنت وقال : { إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ, لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ } أي لأي أحد والعالَمين تشمل كل الناس, ولم يقل العالِمين كخواص. وقال: لأولي الألباب}, وقال: {لقوم يعقلون}, ولا حظ كلمة قوم ليس واحد ولا اثنين ولا ثلاثة ولا عشرة ولا عشرين بل قوم, وقال: {لأولي النهى}, وهو العقل والفهم, وكل هؤلاء غير محددين وقادرين على فهم القرآن وإلا لماذا يوجه لهم؟ والله يقول : { وذكر بالقرآن من يخاف وعيد} لو كان طلسما لما ذكر به. رسول الله أرسل للناس كافة وهو آخر الأنبياء وقد اكتملت الرسالة على يديه فلا يحتاج لمن يكملها بعده ويستدرك عليه ما نسيه فالله يقول : { سنقرئك فلا تنسى}, والله حفظ القرن وجمعه ليبقى ذكرى لأولي النهى ولمن خاف وعيد. { قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني} فليس هناك إلا رسول وأتباع مثلما كان نفي الأمم السابقة, لا توجد نبوات إضافية, بعد أن أتمم الله علينا نعمته. هذا ما يثبته لنا القرآن, ليس بفهمي فقط بل بفهم أي عربي يقرأ القرآن, كما هو دون يزيد من عنده شيء أو يحمل الألفاظ ما لا تحتمل. 

يا للعجب! كيف يكون نص بلغة تعارف عليها الجميع ثم لا يعرفون من النص ولا حرفا إلا أناس قلة! وليسوا يعرفون النص فقط بل يعرفون علم الله من خلال هذا النص ووسيلتهم اللغة! تخيل أن هذا في لغة أخرى, هل هو من السهل تصديقه؟ قصيدة لشكسبير يأتي من يقول من الانجليز أنه لا أحد يفهمها وأنا لا أفهم القصيدة فقط بل أفهم كل ما كان يدور في نفس شكسبير وكل ما فعل في حياته وأسراره ومن خلال القصيدة وباللغة الانجليزية التي تعرفونها! ألن تقول أن هذه مبالغة؟ ألم يقل عيسى ابن مريم وهو نبي وكلمة الله لربه : {تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك}؟ فكيف يسوغ لنا أن ندعي أن هناك من يعرف ما عند الله من غيوب؟ حتى لو كان من الصالحين المقربين.

المحبة مطلوبة لكن يجب أن تكون مقيدة بحدود, المحبة في الله إذا انفلتت من القيود تعدت على حق الله الذي كان الحب فيه أصلا! الإنسان عنده مجموعة من الحب وليس حب واحد, فهو يحب الله ويحب آل بيته والصالحين, لكن إذا ركز على محبة ما دون الله ودون قيود سوف يأخذون مكانة أكبر من الله, مثلا العاشق الذي يريد أن يثبت لحبيبته أنها يحبها فيقول لها أنتي ربي وأحبك أكثر من ربي ويسجد لها ليبين له محبتها, ستقول أنه أخطأ, لأنه يستطيع أن يثبت محبته لها دون أن يتجاوز به إلى الحب الأكبر, وأستطيع أن أثبت حق علي رضي الله عنه في الخلاقة دون أن أتجاوز إلى حق الله كما يفعل بغض الغلاة وفعلا كان هو الأحق, وإذا كان هذا معنى التشيع فكلنا شيعة مع الشرعية, لأن علي هو الخليفة الشرعي المبايع, ونقصد علي بذاته لا نقصد فكرة التوريث, وبما أننا ننتقدها في معاوية عندما ورث أبناؤه فإننا ننتقدها في أي أحد يريد أن يؤرثها وفكر التوريث هي التي سماها الرسول بالملك العضوض, وكان علي هو الرضا من المسلمين بالخلاقة, وبايعه أكثر أهل المدينة, وانشق عليه معاوية بحجة المطالبة بقتلة عثمان الذين لم يهتم بهم حتى هو بعد توليه. أما كونه أحق من أبو بكر عمر وعثمان فما الذي يمنع أن يكون فعلا أحق؟ لكن المسلمين اختاروهم لأنهم أكبر منه سنا, والمسلمين أصلا سواء.

وهذا تاريخ مضى وليست قضية كبيرة والآن تغيرت الحكم في العالم فلم تعد على أساس ديني وأسري وصارت على أساس ديموقراطي, وهذه إيران دولة شيعية تحكم بالطريقة الديموقراطية الغربية ولم تولي عيهم واحد من آل البيت، هذا هو النظام الأصلح بحكم تطور الزمن وتجارب الشعوب, ويبقى الدستور هو الأساس وصناديق الاقتراع هي الحكم. فكرة الخلافة والتوارث انتهت من عقول الشعوب حتى المسلمة, والدول الإسلامية تتسابق على النظام الديموقراطي كما نرى في ماليزيا وفي تركيا وفي إيران وكثير من الشعوب التي تحاول الحصول على الديموقراطية, لأنه ليس نظاما كاملا لمن هو الأفضل من بقية الأنظمة القديمة, والخلافة على أساس ديني تعتبر من الأنظمة القديمة التي تجاوزتها طموحات الشعوب. وهكذا يكون أساس الخلاف انتهى لأ،ه كان خلاف بين المسلمين على من يتولى الخلافة, الآن لم يعد طموح الناس للخلافة بل للديموقراطية. إذن يبقى الخلاف المذهبي من الماضي سواء بين السنة أو الشيعة, وما كتبه السنة عن شروط الإمام وما كتبه الخوارج وما كتبه الشيعة عن شروط الإمام كله صار من الماضي, لأن كل المسلمين الآن يريدون الديموقراطية إذن هي من هموم القدماء, إن ما الفائدة من حياء هذه الخلافات حول من يتولى الإمارة؟ الشعوب تتطلع إلى المستقبل وليس إلى الماشي, والقرآن هو دستور المسلمين وحبل الله إليه, فإن اعتصموا به واحتكموا عليه ونبذوا الفروقات التي مضى عليها الزمان كان هذا هو الأجدى بهم, وهو طريق النجاح في الدنيا والآخرة لهم, لا أجد فائدة من الوقوف على أخطاء حصلت في الماضي من أي الأطراف وكلهم أفضوا إلى ربهم ولا يظلم ربك أحدا, وسينتصف من الظالمين من أي الأطراف.

شباب المسلمين اليوم من سنة وشيعة ومذاهب كثيرة كلهم صاروا يتطلعون إلى العدالة والديموقراطية, لا إلى حكم عائلات دينية. وكلهم يريدون أن يكون دستورهم إسلاميا, وأًصبحوا يتطلعون إلى التجارب الناجحة لأمم أخرى أكثر من التنبيش في التراث الذي أكل عليه الزمان وشرب, لكنهم لا يريدون أن يتخلوا عن إسلامهم وقرآنهم إلا من تأثر بالمادية الغربية وهم قلة و الحمد لله. 

الله قال: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا, إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا, لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ..} فحتى الرسل يبلغون رسالة محددة من الله لا أن يطلعهم الله على غيبه كاملا, بل طلب بعضهم أن يرى الله أن يزيل غيب الرؤية فلم يجب طلبه كما حصل لموسى. والله أرى إبراهيم كيف يحيي الموتى لكنه لم يعلمه سر ذلك الإحياء بل أراه العملية نفسها في ظاهرها. إذن ليس من المنطقي أن يطلع أحد على كل علوم الله لأ،ه سيكون شريك في الملك, ولاحتى الأنبياء فما بالك بأقاربهم أو تلاميذهم!

 وإذا كنت لا أستطيع أن أفهم ولا شيء من القرآن لماذا يتوجه خطاب الله إلي مباشرة, الله قال : {لأولي الألباب} { لقوم يتفكرون} { لقوم يعقلون} أي كل من عنده لب يستطيع أن يفهم القرآن. أنت ضحية مبالغات في التعظيم والتحقير والتكبير والتصغير. الله قال لقوم يعقلون ولم يقل لقوم يبالغون! والعقل ضد الغلو والمبالغات, بل إن الغلو هو تجاوز لما يحتمله العقل. 

القرآن رسالة لنا كبشر وهناك أنبياء لم يقصصهم القرآن, فهل يمكن استنباطهم من القرآن؟ دعنا من المبالغات الضارة. {ما فرطنا في الكتاب من شيء} أي من شيء ينفعكم ويدلكم على طريق الله, وإلا فإن الله خلق المجرات التي لا تعد ولا تحصى أين علومها وأين أسماءها في القرآن وأين أبعادها؟ وهل يوجد أحياء غيرنا في الكواكب والمجرات البعيدة؟ أين ذكر الأمراض وعلاجها والتي اكتشف الكثير منها العلم الحديث في أوروبا من غير المسلمين؟ ونحن نتعالج كلنا بعلومهم ونبني بهندستهم ونطير بطائراتهم ونسير بسياراتهم. لا تقل أنهم سرقوا شيئا من علوم آل البيت فهم غير مسلمين ولا عرب.

الله خلق الأحياء الدقيقة والبكتيريا أين ذكرها في القرآن؟ قامت على الأرض دول كثيرة وحضارات لم تذكر كلها في القرآن, بل لم يذكر شيء عن الحضارة الفرعونية إلا ما كان له علاقة بالإيمان والكفر, والعلم كل يوم يكتشف من كنوز تلك الحضارة.

وهذا ليس خللا في القرآن, القرآن ليس موسوعة علمية تقدم لك المعلومات دون رابط بينها, لا تتصور أن القرآن ويكيبيديا! القرآن جاء هدى للمتوسمين الباحثين عن الحق ليدلهم على طريق الله, القرآن قال: {وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} وهذا يكفي لحسم النقاش في هذه النقطة , فالله آتانا القرآن , فكيف تقول أن كل علم الله في القرآن؟ ولو كان كل علم الله في القرآن وهناك من يعرف هذا القرآن وعديلا له إذن لكان إله! لأن من علم الله الخلق إذن سيستطيع أن يخلق مادام يعرف الطريقة! ومن كان كذلك لماذا نعبد الله إذن لنعبده! وهكذا نرى أن المبالغات لا تفيد الدين بل تضره.  



حسين السعدي:
أثبت لي الآن أنت أيها المسكين المدّعي للأحاطة بعلم القرآن وهو علم الله تعالى أنك ممن شآء الله أن يحيطون بعلمه وخصك من دون الآخرين ؟؟


قولك
===
(
وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله) ، اذن القران هو المرجع الاول و النبع الصافي والمعيار الذي يقاس عليه كل رأي وفكر في العالم

حقيقةً لاأريد أن أطيل في الرد على بقية ماتطرقت أليه من اقوال ولكن أحيلك الى فقهائكم لتستفتيهم فيما قلته هنا من اجابات حول ماسألتك عنه من الأمور الفقهية لأنك أوردت كلام يضحك الثكلى ينم عن جهل كبير في الفقه والأحكام الشرعية بصورة عامة وقمت بتوزيع الفتاوى براحتك وكما تشآء!!

ولكن سأجيبك على هذه الفقرة الأخيرة وماأوردته فيها من آية كريمة

(وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله)

أنا وأنت الآن مختلفين في كثير من الأمور العقدية
أولها الخلافة والولاية
الآن
رد هذا الأختلاف الذي بيننا الى الله تعالى والى القرآن الكريم الذي هو مرجعنا جميعا لنرى من منا
على الحق ومن منا على الباطل حتى
((
نحسم هذا الخلاف نهائيا ))
لأن الكتاب لم يفرط فيه الله تعالى من شيء

أنتظر جوابك بدون لف ودوران وأطالات واسهابات
ليس لها دخل بالموضوع
رد مباشر على السؤال من القرآن الكريم

شكرا لك


الرد:
الله لم يخصني من دون الآخرين بل يسر كتابه للذاكرين مني ومن الآخرين, وكتاب الله ليس حكرا يملكه أحد إذن ليكن له لوحده! بينما الله أراده ذكرى للعالمين وليس العرب فقط, فلا تحتكر كتاب الله لأحد دون أحد.

أما آرائي الفقهية فأنت لم ترد عليها بغير الاستهزاء, لماذا لا ترينا علمك لينير الناس؟ وقد رأوا استهزاءك بي دون أن أسيء إليك, بقي أن يروا علمك, فلا تحجبه عن المستفيدين وأنا أولهم إذا فهمت.

أنا لا أحتاج أن أستفتي أحد فلا تحلني إلى أحد لأني لم أفهم من أحد الفهم الشافي, إلا كنت أنت محتاجا لأحد فهذا شأنك, ألم تقل أنك رضيت أن تكون مقلدا أعمى؟ أنا أريد أن أعبد الله على بصيرة والبصيرة ضد العمى, وهذا من حقي كما أمر الله.

و جميل أن نضحك الثكلى على الأٌقل! هذا أمر حسن بحد ذاته فهي تستحق أن تضحك. لكنك لم تستطع أن ترد علي ولا بنقطة واحدة مكتفيا بالصراخ والعويل والاستهزاء ورمي التهم. هل هذا علمك الذي تدل به علينا؟ حسنا شبعنا من هذا, أرنا علمك الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه! الله أمرك أن تدعوني بالحكمة والموعظة الحسنة, عاملني بالحكمة والموعظة الحسنة, هل السخرية هي الحكمة؟ هذه أساليب تجاوزها الزمن ولا تفيد شيئا في الحوار, التخطئة لا تكون بهذا الأسلوب بل بالحجة والمنطق الذي تتهرب عنه إلى الإنشاء والعواطف وهذا ليس مجالها. أنا أريد أن أفهم ففهمني, ركز على القضايا المهمة حتى نستفيد ودع الأمور الجانبية, وضح لي أخطائي حتى أفهمها مادامت واضحة عندك إلى هذه الدرجة, فكيف تفهمها الثكلى ولا أفهمها وهي أخطائي؟!

الخلافة والولاية:

الله يقول : {أمرهم شورى بينهم} والديموقراطية أفضل نظام مطروح للشورى, والولاية من أمرهم كلهم بلا استثناء وبلا تخصيص, وقال تعالى :{وأولي الأمر منكم} أي من اختياركم وانتخابكم, و"منكم" تعني ليس فقط نخبة تنتخِب, والقرآن هو الدستور. لماذا جعلتها معضلة وهاهو القرآن يقدم لنا ما هو أجمل من الديموقراطية الغربية التي يحكمها النواب الأغنياء ويشترون الأصوات والإعلام ودستورها غير ثابت وقوانينها غير ثابتة؟

أما إذا كان ما يشغل بالك هو من تولى الخلافة قبل 1400 سنة قبل الآخر, فلا أرى أن هذه قضية مهمة إلى هذه الدرجة والفرق كان سنوات بينهم وكلهم من أتباع الرسول وفي كل أتباعه خير إن شاء الله. والقضية عند الله كلها أصلا لأنهم ماتوا من ألف سنة, والله أعدل مني ومنك. وعلي لم يحرم من الخلافة, وماذا طاله منها إلا المتاعب وتخلي الأعوان؟ وقتله الخوارج بسببها شهيدا عند الله إن شاء الله.

والأمور السياسية يحصل فيها أخطاء كثيرة في كل زمان ومكان , والسياسة ليست هي الدين والإسلام لم يأتي لأجل ولاية بل جاء لأجل الدار الآخرة,فلا تحصره في السياسة والولاية, بل قلل من شأن الدنيا رئيسها ومرؤوسها وغالبها ومغلوبها وغنيها و فقيرها وكلها ابتلاءات بخيرها وشرها, قال تعالى: {وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}, أي كلها بسلطتها وثروتها وجاهها, فانية وسريعة, وعلي بن أبي طالب أول من يعرف هذا وهو الذي يقول وهو ممسك بلحيته: "يا دنيا غري غيري", فلماذا تتحمس له بقضية لم يتحمس هو لها؟! هو لم يتهالك على الحكم هو يتهالك على قوله تعالى: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} وهذا هو المعيار عند المسلمين وهو ميزان الأفضلية, وعلي رضوان الله عليه خير من يعي هذا بحكم سيرته العطرة. إذن الله هو أعلم بالأتقى وهذا من علم الله الذي لا يجوز لنا أن نخوض فيه, هل أنت تعرف من هو الأتقى بالضبط بين معارفك وأصحابك؟ لا تستطيع, لأن الله وحده يعلم السرائر.

الولاية الحقيقية هي التي تلاحِق وليست ما تلاحَق, وهذا ما حدث لعلي لاحقته الخلافة ولم يلاحقها.

 كان الأجدى أن يهتم المسلمون بتعلم كلام ربهم وتدبره فالآخرة هي المصير بدلا من الصراع على الحكم ومكاسبه الدنيوية  وانشغالهم بقضايا سياسية سوء في الحاضر أو قبل ألف سنة, ومن انشغل في الآخرة هانت عليه الدنيا ومصائبها وإذا هانت سهل التعامل مع مشاكلها, وهذا ما كان يفعله علي رضي الله عنه فلم يكن يشاحن على السلطة والملك كما يفعل الدنيويون.

وكثيرا ما يولى أحد مع وجود من هو أفضل. لا عيش إلا عيش الآخرة وليست الدنيا هي آخر المطاف, وعلي رضوان الله عليه لم يكن متعطشا للسلطة حتى تتحمس إلى هذا الحد, وماذا سيستفيد منها؟ إنه يريد ربه والدار الآخرة, ولما رشحه الناس قبِل بذلك خدمة لهم لا لنفسه, بل كان من أزهد الناس في الدنيا. فلا تحصر رجلا عظيما مثله في اهتمامات دنيوية لم تكن تعنيه هو!

علي أكبر من مطامع السياسة والسلطة, علي الذي نام في فراش رسول الله مضحيا بنفسه يريد وجه ربه! وروي أنه هو من نزلت فيه الآية {يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}. إذن الخلافة ليست مكسبا لعلي حتى نقول أنها أخذت منه ولم تعط له إلا بعد ثلاثة, وليست تشريفا أيضا فالولاية تكليف وليست تشريف, ومن تولى شؤون الناس فهو خادم لهم, ولو كانت الخلافة شرفا لنازع عليها علي من أول الأمر فمثله لا يفوته الشرف, لكنها ليست تشريفا بل تكليفا وأمانة, وكل من يعرف الآخرة يرى فيها تكليفا لا تشريفا وأهل الدنيا والمصالح يرونها تشريفا لا تكليفا ليسيطروا على الناس وعلى أموالهم ولتفاخروا عليهم والله عليم بالظالمين ولا يخفى عليه خافية, والمفترض أن نتعلم من موقف الإمام علي بالزهد بالدنيا والسلطة ولا يفعل ذلك إلا العظماء.

التشريف الحقيقي هو رضا الله لهذا نقول :علي رضي الله عنه, ويسمى بالرضا, أي رضا من الله وليس من الخلافة التي هي عبء بحد ذاته. لا أعتقد أنني أكرم علي عندما أجعله رجل دنيا ورجل سلطة وسياسة, بل أكرمه عندما أرى ذلك الطفل الذي آمن برسول الله ونام على فراشه, وأمضى شبابه كله في خدمة الإٍسلام وحماية رسول الله, وهو من أوائل المسلمين, ذلك الشجاع الذي اقتحم حصن خيبر نصرة لله وليس لأجل السلطة. علي كان يريد ربه {إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراْ}, علي الذي لم يصارع لأحل السلطة ولم ينشق لا على أبي بكر ولا عمر ولا عثمان, وماذا يريد علي بالدنيا وأطماعها وهو الذي غامر بحياته لأجل الدين في كل موضع وكل معركة؟ أرجو أن نربأ بتصويره كمرشح سياسي متهالك على السلطة كما يحصل في الدول العلمانية, علي أرفع من هذا بكثير! علي الحكيم الذي تستفيد من علمه وحكمته ونهج بلاغته.. حكمة من عرف الله وأخلص لدينه ونبيه إلى أن قتل غدرا بيد آثمة, وكأنه لوحده ليس معه من يحرسه! هذا علي العظيم والقدوة كما أراه. ليست قيمته بنسبه ولا بتوليه الخلافة, بل بإيمانه وصدقه وصبره وتضحيته لإعلاء كلمة الله وفضله ومواقفه المشرقة طول حياته, فالله لا يتعامل بالأنساب وإلا لأكرم أبو لهب عم رسول الله, ولأكرم ولد نوح ووالد إبراهيم وامرأة لوط, كلهم في جهنم رغم قرابتهم.

 يجب ألا نكبر المسائل وهي بسيطة وواضحة, الحق حق والباطل باطل, وعلينا أن نستمر في إحقاق الحق, وزماننا أولى من زمان مضى, فالظلم لم ينتهي ولم يتوقف عند أحد, ونحن محاسبون على زماننا لا زمان سبق, { تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} , لا نريد أن نعيش في الماضي ونترك زماننا, ولن يسألنا الله عن أخطاء السابقين لأنه ليس لنا يد فيها, لكن سيسألنا عن أخطائنا نحن وانتهاكاتنا نحن ومواقفنا نحن في زماننا من قضايانا, وسلوكنا وصدقنا من كذبنا وأفعالنا ونياتنا. 

أنا أحاول أن أبين الحقيقة وكما أراها وبأسلوبي دون أن أفرض عليك أسلوبا تتحدث به, سواء أطلت أو اختصرت أنت حر, المهم أن نستفيد ونفهم بلا عواطف تؤثر على الموضوعية, وهذا ما حاولت أن أفعله. ومن واجبك أن توضح أخطائي بدلا من أن تضحك عليها إن كان فيها ما يضحك, فأنا إنسان بسيط يجتهد ليفهم ليعبد الله على بصيرة, فهل ألام؟ أنت تعرف لكنك لا تخبر, إذن أنا على فهمي حتى تفهمني, وأقول تفهمني لا أن تتكلم فقط! فالكلام بحر لا ساحل له!

وشكرا لك على الحوار وسعة الصدر, وبانتظار التفهيم مادمت تعرف كل علم الله. أنا لا أريد علم الله, أريد أن أعرف نفسي وماذا يريد الله مني, فتفضل به علي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق