الإحسان
الإيجابي هو كسب محبة الله من خلال الإتقان،
والإتقان بدافع الحب دائما يأتي تدريجي
بلا تكلف، فمثلا الخشوع بالصلاة تضعه نية
لكن دون أن تعنت وتكلف نفسك.
أذكر
أني كنت أسهى بالصلاة كثيرا لكن بعد أن
نويت الخشوع لله في الصلاة لاحظت أني
مؤخرا بدأت أشعر بالصلاة أكثر و أتذوق
طعمها بدل أن كان الخشوع حمل و تكليف و
مقاومة للشرود. قال
تعالى: {قد
افلح من تزكى} أي
من يريد أن يكون أزكى و أطهر من الداخل و
من الخارج, و
قال تعالى:{ فيه
رجال يحبون أن يتطهروا}
ولم
يقل المستقيمين و المتطهرين بالكامل,
وقال
: {تحروا
رشدا}, وقال
: {لمن
شاء منكم أن يستقيم}
و
قال : {اهدنا
الصراط المستقيم}
فإرادة
الاستقامة هي أهم ما في الاستقامة، أما
الاستقامة الكاملة فليست لأحد.
الكمال
في الرغبة والنية ممكن التحقيق لكنه
مستحيل في العمل والتطبيق.
من
يركز على إتقان العمل فقط لن يهتم بالداخل
و أكثر تركيزه على الخارج، فيركز على درجة
انحناء ظهره في الصلاة و مدى دقة وضوئه..إلخ،
أكثر من خشوعه, لكن
النفس ليست آلة فلا يستطيع الإنسان أن
يتقن العمل دائما، وحين لا يتقن سيخاف و
يقلق و لن يكون مطمئنا,
بينما
الله ذكر أن المؤمن نفسه مطمئنة.
الإحسان الحقيقي لا يأتي بالغصب, فليس الإحسان أن تجبر نفسك مثلا على قراءة القرآن كاملا بليلة واحدة أو بالصلاة من بعد العشاء إلى منتصف الليل. ميزة الإحسان الحقيقي أنه يشمل مظاهر حياتك كلها، كأن لا تريد أن تضايق أحدا حتى بموقف سيارتك, ولا تريد ان تزعج أحدا حتى الحيوان، وهكذا تدريجيا تصل للإحسان, لأن الله ما جعل في الدين من حرج, وقال : {فاتقوا الله ما استطعتم} وقال: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} ووسعها أي ما لا يدفعها إلى الضيق, والضيق ضد السعة.
حمد لله
ردحذف