الأحد، 4 مايو 2014

ما الذي يجعل الإنسان يضحك؟



الضحك على الشيء علامة انفصاله وتميزه عن الحقيقة بوضوح, أما الصناعي (الباطل) الذي لم يصل بعد مرحلة أن تضحك عليه هو مؤلم و متعب, وإذا تميز عندك أصبح مضحك, وهذا من رحمة الله حتى لا يخنقنا الصناعي, فتحتاج إلى مستوى من الفهم حتى تنفر من الباطل, ومستوى أعلى حتى تضحك عليه.

الإنسان يضحك على خلاف الحقيقة, سواء خلاف الحقيقة كوجود مثل من يؤمن بخرافة وجود العفاريت, أو خلاف الحقيقة بالتوصيف و التحديد مثل من يحسب الحمار حصانا, أو مخالفة واضحة للمنطق مثل من يريد أن يزيل جبلا بملعقة, أو استخدام كلمة بغير محلها في اللغة.

معنى هذا أن العقاد في كتابه: (جحا الضاحك المضحك) لم يكن دقيقا حين قال أن الضحك أساسه التناقض, فالتناقض من ضمن الأشياء التي تخالف الحقيقة, فأساس الضحك مخالفة الحقيقة.

وعلى هذا الإنسان الطبيعي يضحك على الإنسان الصناعي أكثر من أن الإنسان الصناعي يضحك على الإنسان الطبيعي لأن الصناعي يخالف الحقيقة أكثر. ولهذا الضحك خاصة الإنسانية كما ذكر العقاد ولا يوجد حيوانات أو طيور تضحك, لأن الضحك مبني على التمييز. على قدر سعة المجالات التي تستطيع أن تضحك عليها على قدر سعة تمييزك بشرط أن تكون أخلاقية, الأطفال مثلا حين يشاهدون مسرحية كوميدية لا يضحكون إلا على المشاهد الواضحة لهم مثل يمشي و يسقط فجأة, لهذا القريب من مستواك الفكري هو يضحك من نفس الأشياء التي تضحك منها.

في المقالب المؤلمة يحصل مشاهد مخالفة للإنسانية, مثل من يمسك بيد شخص أعمى ويسير به إلى حفرة ليسقط فيضحك عليه, ما يمنع من الضحك هنا هو مخالفة ما حصل للأخلاق و من يضحك فقط من هذا الموقف هو كأنه شيطان ليس عنده شعور إنساني.


هناك 6 تعليقات :

  1. موضوع رووووووعه

    عاشت الايادي

    تحياتي

    ردحذف
  2. موضوووووع جميييييييييل
    و مدونة جميلة

    ردحذف
  3. موضوع رائع فعلا شكرا :)
    http://www.bouzidibelgcem.com/

    ردحذف
  4. هل هناك اختلاف بين " الضحك على " والضحك من " ?!!

    ردحذف
    الردود
    1. الوارد في اللغة : الضحك من الشيء ، الفعل ضحك يعدَّى بالحرف من ، وليس على وفي التنزيل (فتبسّم ضاحكا من قولها) وقوله تعالى (فليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون) . بينما البكاء يكون بالحرف وبالحرف على ، فيقال : بكيت من الألم ، ويقال : بكيت على الفقيد. هذا حسب علمي ..

      حذف