العبودية لله هي حل البشرية الوحيد

التوكل على الله والعبودية لله ، هذا هو الحل للبشرية ، وليس لديهم حلاً غيره أبداً ، وإلا سيظلون في صراع ، لأن الجميع منطلق من الذات ، والانطلاق من الذات يسبب الأنانية الشخصية والطمع وما يجران إليه من مشاكل ..

القرب من الذات وعدم الخروج منها يسبب الحزبية والتعصب ، ومن هو أبعد قليلاً عن ذاته يكوّن الوطنية والقومية والأممية وما تجرّه من حروب ودمار للبشرية ، وهذا ما جرّته عبر التاريخ .

أما العبودية فهي متخلصة من كل تلك العواقب ، فالعبد المتوكل لا يُقدِّم حساب المصالح على حساب الأخلاق ، فإذا تعارضت الأخلاق مع المصالح يتخلى عن حسبة المصالح لله ويتوكل عليه . ومن هنا هو يكره أن يظلِم ، ويحب العدل وارتبط بتلك الفضيلة , مع أنه يعلم أن الظلم قد يجلب له ثمرة أو مكسباً عاجلاً ، ولكنه لا يريد أن يَظلم بل يريد أن يتلذذ بالعدل ، مع أن له فرصة ليَظلم ، ولكنه لا يفعل ، لأن الله لا يحب الظلم .

نفس الشيء يحدث إذا عمّمنا الموضوع ، فلو كان كل البشر هكذا ، فهل سيظلم أحد أحداً أو يضره أو يأخذ مصلحة من أحد ؟؟  
 لا ، بل لأصبحوا كلهم يحبون العدل ويكرهون الظلم ، وكلهم لا يحبون أنفسهم بل يحبون الفضائل ، ولا يحبون المصلحة الحالية لأنفسهم فقط.