إن خفة الروح هي صفة يعجب بها كل إنسان , فما معنى خفة الروح ؟
هي باختصار سرعة وسهولة التنقل بين الدوائر الشعورية , أي بين الجد وبين الهزل وبين المحزن والمفرح وبين الماضي والحاضر وبين الواقع والخيال وبين الأنا والآخر وبين المجتمع والطبيعة ، فتكون الروح كأنها خفيفة الانتقال .
أما الجزئي فهو ثابت على دائرة معينة فيحصل له الملل لأنه يدور في حلقة مفرغة , والناس المحبوبون من غيرهم بشدة هم الذين يجمعون أرقاماً عالية في كثرة الصفات الإنسانية النفسية وهذه هي الثروة الحقيقية .
والأمثلة على الصفات النفسية كثيرة , مثل النشاط ضد الكسل والصبر ضد العجز ومثل الجمال, والجمال أنواع في التناسب في الملبس ومراعاة الآداب التي تخدش شعور الإنسان ومثل القدرة على إدارة النفس وضبط الأعصاب والثقة بالنفس بدون الغرور مثل الصدق والوفاء وتذوق الجمال والمهارة في العمل , كذلك خفة الحركة وتناسق الأعضاء وتذوق وإنتاج الفن والتفكير والقدرة على التحليل والربط وإصدار الحكم والتركيب وروح التعاون والقدرة على كسب الناس والتأثير فيهم وروح الصداقة وحسن التدبير والاقتصاد والكرم والشجاعة الأدبية والمرح والقدرة على صنع الطرفة وحسن الاستماع للناس والثقافة والعقلية العلمية والأناقة .
وكلها لو بحثت فيها لوجدت أنها تنطلق من أساس أخلاقي , فصاحب العقلية العلمية لأنه صادق ويبحث عن الحقائق تكونت عنده العقلية العلمية , وصاحب الثقافة لأنه يحب أن يعرف كل شيء لكي يتعامل تعاملا سليما مع الحياة والناس فيقرأ ويتثقف , ومثله صاحب العقل الفلسفي لأنه يريد أن يفهم الحياة وأن يعطي كل ذي حق حقه لذلك انطلق في التفكير والأبحاث حتى يصل للحقيقية , فقدرات العقل تعتمد على المخزون من المبادئ والأخلاق وتطور العقل راجع لتطور الأخلاق .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق