الأطفال عندهم
مشاعر طيبة, ويختلفون مثل الكبار في اخلاقيتهم وطيبتهم, فكما أن الكبار ليسوا سواء
في أخلاقهم ، كذلك الأطفال أيضا, هناك أطفال يفرحون لتعذيب حيوان وأطفال يبكون من
هذا المنظر. إذن ليست الأخلاق مكتسبة من
المجتمع كما يتوهم الماديون ، لأن تفاوتها موجود عند الصغار حتى في الطفولة
المبكرة .
إذن اساس الأخلاق
فطري، وإلا ما الذي يجعل المجتمع يهتم بالأخلاق لو لم يكن لها اساس فطري؟ بل كيف
يعرفها المجتمع و هي ليس لها أساس فطري؟ هل يعقل انه اختلقها من العدم؟ إذن لماذا
لم يختلق غيرها و هي موجودة في كل المجتمعات ؟ لماذا لا يكون مجتمعا ما اختلق
أخلاقا و مجتمع اختلق شيئا آخر ؟ من الذي دل المجتمعات كلها رغم اختلاف مواقعهم
الجغرافية على الأخلاق؟
وإذا كانت الاخلاق
إلى هذه الدرجة مهمة لحماية المصلحة ، فلماذا لم تتحول إلى قوانين رسمية مثل
قوانين الحقوق و تدخل في المحاكم كما دخلت عند كل تلك المجتمعات ؟
كل هذا وغيره يثبت
أن النظرة المادية للإنسان نظرة بعيدة عن الصواب و لا تلامس أرض الواقع الإنساني,
و تعتمد على التعسفات البعيدة, والتي لا تسلم من النقد بحد ذاتها ، رغم بعدها
الفاحش والملتوي .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق