@iAdilo
لو تطلع البر بتشوف امتداد الارض والسماء على مرمى البصر، من هنا أتت فكرة انهما كانا متلاصقين ففتقناهما ..
الآيات الاخرى تكمل المعنى بأنها سقف مرفوع سيسقط لولا ان هناك من يمسك به! هل لاحظت التصور البدائي؟
رد الوراق @alwarraq0 :
عفواً عزيزي .. وماذا تقول عن قوله تعالى: ( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ) ، فهل هذا فهم بدائي ؟ مع انه يتفق مع احدث نظرية (الانفجار الكبير) ؟ و يدل على ان السماء ليس المقصود بها الفراغ ذو اللون الازرق فقط .
والاعجاز القرآني في موضوع السماء أكبر من ان يوصف بأنه فهم بدائي ، لاحظ (اذا الشمس كورت) ، اي صغر حجمها بعد انفجارها وصارت كرة اصغر . و لاحظ (اذا الكواكب انتثرت) أي تقطعت روابط الجاذبية . و لاحظ (يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل) .. دليل على كروية الارض و دورانها . فالتكوير هو الدوران بحركة دائرية ، و منه الكرة . ولاحظ (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب) ، دليل على دوران الارض . صنعة الله الذي احسن كل شيء خلقه ..
ولاحظ (فلا اقسم بمواقع النجوم ، وانه لقسم لو تعلمون عظيم) كان القدماء يحسبون ان مواقع النجوم والكواكب بمستوى واحد ، لكن القران بين ان لها مواقع و ليس موقعا واحدا ، و لماذا يقسم بالمواقع اذا كان موقعا واحدا ؟ هذا دليل على المسافات الشاسعة العظيمة بملايين السنوات الضوئية بين موقع و موقع .
لاحظ (فاذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان) و انظر الى انفجار النجوم ، ترى كيف تكون الانشقاقات التي تصنع منها ما يشبه شكل الوردة الحمراء ، كما صورها المنظار هابل . هذا رابط لصورة ..
http://nabulsi.com/images/inside-arts/ar/3146/03.jpg
يا اخي انظر الى الافهام البدائية التي كانت عند القدماء ، وقارن بينها وبين هذا الفهم حتى تكون منصفا ، كان القدماء في اوروبا يظنون ان السماء ستارة مثقبة ، كان اليونانيون يرون ان النجوم هي الالهة تطل من خلال الثقوب ، و ان النجوم هي عالم المثل ، فالزهرة هي الهة الجمال تطل عليهم (فينوس) ، وجوبيتير (المشتري) اله الحرب ، وهكذا .. وعند الفايكينج صوت الرعد هو صوت مطرقة الاله ثور يضرب بها خصومه من الالهة ..
والفراعنة يظنون ان الالهة "نوت": إلهة السماء المصرية القديمة ، يشكّل جسدها كل الفضاء ، والشمس هي الاله الاكبر . و بطليموس اليوناني الاسكندري يرى ان الارض هي مركز الكون و ثابتة ومسطحة و لا تمر مر السحاب ، واعتمدت الكنيسة في العصور الوسطى نظرية بطليموس . هذه افهام القدماء اهل الحضارات عن السماء ، فكيف ببدوي في جزيرة العرب ؟ لو ان يونانيا قدم هذا التصور الذي قدمه القران لاعتبرتموه اساس العلم .
بينما القرآن يقسم بمواقع النجوم ، ويخبرنا انها تسبح في افلاك و حبك و مدارات . كان القدماء يحسبون ان كل النجوم و القمر بمستوى واحد حول الارض ، و الارض ثابتة ومسطحة ، لكن القرآن يخبرنا عن دحي الارض ، و دحي الكيس يجعله كالكرة . و يخبرنا عن نزول الحديد الى الارض : قال تعالى (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد) ، على شكل نيازك كما يقول العلم .
و فرّق بين الشمس والقمر ، فقال عن الشمس انها سراج متوهج ، اي مصدر نور ، والقمر نور ، اي عاكس لنور ، ( وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا) ، (سراجا وهاجا) . إن صُور الشمس تبرز ألسنة اللهب التي تثور و تنطفئ ، اي تتوهج ، و ليس نورها ثابت كما تصور القدماء ، بدليل العواصف الشمسية التي اكتشفها علم الفلك الحديث .
من ادرى محمد ان سطح الشمس متوهج وغير ثابت النور ؟ لان هذا لا يتضح للعين المجردة ، بدليل ان رؤية الشمس وقت الشروق والغروب لا تـُبين اي شيء من هذا التوهج . و "وهاج" صيغة مبالغة ، اي شديد التوهج ، مما يدل على الانفجارات التي تكون في الشمس . انظر الصورة ..
http://www.adiga.org/forum/imgcache/adiga.org-5643.jpg
هذا كله ليس فهما بدائيا ، بينما كان يعتقد القدماء ان الارض مسطحة ، و أن لها حافة تقع وراء الصين .و قوله تعالى ( يجعل ضدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء) ، هذا ليس فهما بدائيا يعبر عن نقص الاكسجين اثناء الارتفاع الى مناطق عليا في الجو . من أدرى محمدا ان الصعود في السماء يسبب ضيق التنفس بسبب نقص الاكسجين الذي يزداد تواجده كلما اقتربنا من سطح الارض ، وانخفاض الضغط الجوي ؟
(والسماء ذات الحبك) ، هل هذا فهم بدائي ؟ والحبكة هي الشيء الدائري ، وجمعها حبك اي مدارات ، ومنه حبكة القصة والرواية . و كلامه عن العروج في السماء والمعارج ، و هو الارتفاع المائل لمن يراه ، مثلما ترى الصواريخ وهي تنطلق من الارض الى السماء بميول ، مع انها تسير بطريق مستقيم .
(و كل في فلك يسبحون) ، والفلك هو المجرى ، اي المدارات .. فالقمر يجري في مدار ، والشمس ايضا تجري في مدار حول المجرة . و الفلك في المعاجم : تل مستدير من الرمل حوله فضاء ، و ايضا يعني مدارات النجوم ، و فلك ثدي الفتاة ، اي استدار ..
فهل بعد هذا كله ، يقدم القران فهما بدائيا عن السماء ينقله أمي في جزيرة العرب وليس في مركز من مراكز الحضارة ؟ ستقول : لماذا لم يبين هذه المعلومات بتفصيل علمي ! تخيل لو ان هذا الشيء حصل ، سوف يوصف قائله بالكذب ، ويخرج الموضوع عن قضية ايمان بالله والاخلاق الى قضايا علمية ليست هي الهدف من بعث الرسول .
لو قال لهم محمد : الارض تدور حول الشمس وليس العكس ، لتركوا كل القران ، واتخذوا من هذا دليللا على كذبه , ومع ذلك قدم القران اشارات اعجازية فهمنا اعجازها ولميفهم القدماء اعجازها ، وسوف يستمر الامر ، كل زمان يكتشف اهله اعجازا مفي القران لم يكشتفه من قبلهم .
فهل يعقل ان شخصا اميا يستيع ان يؤلف كلاما اعجز العرب عن تقليده ، وأعجز العلم الحديث ان يخطئه بعد 1400 سنة ؟ القران قدم فهما لم يكن يفهمه من قبله ولا من بعده ، حتى جاء العلم الحديث فوضح بعضه .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق