الفيلسوف
مجاله واسع بينما العالِم نظرته ضيقة, الفيلسوف ينطلق من الكل إلى الجزء بينما
العالم ينطلق من الجزء إلى الكل, فهو مثل من يحمل العصا من الطرف أو يحمل الطاولة
من رجل واحدة, لذلك أضعف الفلسفات هي فلسفة العالِم (المتخصص), سواء في مجال العلم
أو الدين أو الأدب, لأنه يحمل الكل على الجزء الذي يتعامل معه ويجيده.
الفليلسوف العام يحاول أن يدمج الجزء مع الكل, ويقدم الفهم من أعلى إلى أسفل, بينما العالم يقدم الفهم من أسفل إلى أعلى. الساحة الفلسفية والعلمية بحاجة لعودة الفيلسوف لكي يقيِّم من جديد ما أفرزه العلم ويدخله في المنظومة العقلية العامة, أي ربط المنطق الخاص بالمنطق العام.
إذن العلم بحاجة ماسة إلى الفلسفة والفلسفة بحاجة ماسة للعلم. العالِم يضع قيمة الشيء في مجال العلم, والفيلسوف يضع قيمة الشيء في مجال العقل.
تتضرر العقلانية إذا كان الفلاسفة هم العلماء المتخصصين, ويكون الوضع مثل جماعة يأكلون دجاجة والشِوَك رفعت الدجاجة عن الصحن وكلُّ يتصور أن شوكته هي ما رفعت الدجاجة, فبمجموع رؤى و فلسفات العلماء يُنتِج تناقض أحيانا, كلٌ يرى أن مجاله هو المجال المهم والمؤثر وحده.
والعلم المادي هو بحد ذاته تخصص وليس كل شيء, على اعتبار أن للإنسان طبيعتان مادية ومعنوية, إذن هو متخصص بالطبيعة المادية, إذن لا يصلح أن يتفلسف العالِم, إلا في مجاله العلمي, أي لا يصلح أن يتفلسف إلا فلسفة خاصة والتي من خلالها يتطور مجاله العلمي, كأن يقترح من خلال العقل ثم يذهب ليجرب, ثم يعود ليحلل النتائج, بمعنى أن عقلية العالم عقلية خاصة وليست عقلية عامة.
والفلسفة المادية أنتجها متخصصون بالمادة و ليس بالإنسان, و هم ينظرون للعالِم دائما أنه فيلسوف عام والحقيقة أنه متخصص, هذا يشبه ان تأتي لمتخصص بالميكانيكا وتسأله كيف تُعاش الحياة وأن يجاوبك من خلال تخصصه, فبسبب الانبهار بالعلم والعلمانية قُـدِّم علماء الطبيعة المادية على أنهم أساتذة البشرية, مع أن العلم المادي نفسه تخصص ، فما بالك أن كل واحد من العلماء متخصص في هذا التخصص ، فمنهم من هو متخصص في الفلك أو في الحيوان أو في النبات...إلخ, فحلوا محل رجال الدين عندما كانوا يُسألون عن عالم المادة, فأصبح يُسأل رجال المادة عن مجالات الإنسان بما فيها الدين والأخلاق والفلسفة, بينما العالِم المادي هو خبير بالمادة فقط وليس في كل المادة حتى .
إذن الفيلسوف هو الذي يحمل العصا من النصف فيكون نصفه مادي ونصفه معنوي, ونقصد بالفيلسوف ليس كل فيلسوف بل نقصد الفيلسوف العام الذي يراعي الجانبين المادي والمعنوي, ولا نقصد الفيلسوف الروحاني فقط ولا المادي فقط. الفيلسوف في زمن سيطرة الماديين اختفى صوته, مع أن العلم نفسه بحاجة إلى الفيلسوف حتى يوجهه ويفسره بدلا من توجيهات العلماء المغرِقة في المادية والجزئية, تماما مثل اختلاف تفسير العالِم عن تفسير الفيلسوف لسبب تميز اللون الأحمر عن باقي الألوان, فالعلماء يرون أنه سبب تأثيره الطول الموجي للّون بينما الفيلسوف سيقول أنه بسبب ندرة اللون الأحمر في الطبيعة .
إذن فتفسير العالِم هو تفسير المتخصص الذي يرى كل شيء من خلال تخصصه, مثل المهندس المغرق في الهندسة لدرجة أنه يرى الناس على أشكال هندسية, إذن دور العالِم هو أن يقدم المعلومة وينتهي دوره هنا دون تعليق, لأن الفلسفة هي التي سوف تعلِّق, وبالتالي يجب أن تُسحب كلمة عالِم وتعطى إلى الفيلسوف ويسمى العالِم إما مخترع أو مكتشف أو متخصص أو مستشار تخصص أو خبير أو باحث لتكون التسمية علمية, لأن المتخصص لا يسمى عالِم, فكلمة عالِم تعني العلم الشمولي, ولا نستطيع أن نمسي متخصصا في الشعيرات الدموية عالِم, فكلمة عالِم شاملة بينما هو مغرق في التخصص .
ولاحظ أن الله سمى المؤمنين حقا علماء, أي هم الأكثر معرفة وشمولية, حتى المتخصص بجزء من الدين أو بتعاليم الدين ونصوصه فقط ليس عالم ، فكل متخصص لا تناسبه كلمة عالِم بشكل عام, فالقرآن لم يضف الكلمة لشيء بل أطلقها على عمومها, لكن عندهم تضاف الكلمة إلى عالم فيزياء أو حيوان...إلخ.
القرآن مدح العلماء وأولي الألباب والذين يستنبطون و مدح الحكمة والحكماء, و كل هذه الصفات أقرب ما تكون للفيلسوف كطالب حكمة - على أساس التسمية اليونانية - أو المفكر, و حتى يسمى الإنسان مفكرا لا بد له من شمولية و تنوع مصادر المعلومات لأنها هي مادة التفكير وأداته,
إذا كان البعض لا تعجبه كلمة فيلسوف فليستبدلها بكلمة مفكر, فكلمة فيلسوف ربما تكون قد تشوهت بانحرافاتٍ عقدية عند بعض المتفلسفين -والذنب ليس للفلسفة طبعا كطريق إلى الحكمة-, وكلمة فيلسوف معناها الأصلي أنه طالب حكمة, {ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا}, والحكمة عامة, والحكمة تعني الإحكام ولا يكون إحكام إلا بإحاطة, فهؤلاء من مدحهم الله أهل حكمة وتدبر وأهل العقول والألباب الراجحة, أي الشموليين العقلانيين الحكماء غير الجزئيين .
هؤلاء من يستحقون كلمة عالِم أكثر من المتخصصين, هذا طبعا من وجه نظري ليس إلا.
الفليلسوف العام يحاول أن يدمج الجزء مع الكل, ويقدم الفهم من أعلى إلى أسفل, بينما العالم يقدم الفهم من أسفل إلى أعلى. الساحة الفلسفية والعلمية بحاجة لعودة الفيلسوف لكي يقيِّم من جديد ما أفرزه العلم ويدخله في المنظومة العقلية العامة, أي ربط المنطق الخاص بالمنطق العام.
إذن العلم بحاجة ماسة إلى الفلسفة والفلسفة بحاجة ماسة للعلم. العالِم يضع قيمة الشيء في مجال العلم, والفيلسوف يضع قيمة الشيء في مجال العقل.
تتضرر العقلانية إذا كان الفلاسفة هم العلماء المتخصصين, ويكون الوضع مثل جماعة يأكلون دجاجة والشِوَك رفعت الدجاجة عن الصحن وكلُّ يتصور أن شوكته هي ما رفعت الدجاجة, فبمجموع رؤى و فلسفات العلماء يُنتِج تناقض أحيانا, كلٌ يرى أن مجاله هو المجال المهم والمؤثر وحده.
والعلم المادي هو بحد ذاته تخصص وليس كل شيء, على اعتبار أن للإنسان طبيعتان مادية ومعنوية, إذن هو متخصص بالطبيعة المادية, إذن لا يصلح أن يتفلسف العالِم, إلا في مجاله العلمي, أي لا يصلح أن يتفلسف إلا فلسفة خاصة والتي من خلالها يتطور مجاله العلمي, كأن يقترح من خلال العقل ثم يذهب ليجرب, ثم يعود ليحلل النتائج, بمعنى أن عقلية العالم عقلية خاصة وليست عقلية عامة.
والفلسفة المادية أنتجها متخصصون بالمادة و ليس بالإنسان, و هم ينظرون للعالِم دائما أنه فيلسوف عام والحقيقة أنه متخصص, هذا يشبه ان تأتي لمتخصص بالميكانيكا وتسأله كيف تُعاش الحياة وأن يجاوبك من خلال تخصصه, فبسبب الانبهار بالعلم والعلمانية قُـدِّم علماء الطبيعة المادية على أنهم أساتذة البشرية, مع أن العلم المادي نفسه تخصص ، فما بالك أن كل واحد من العلماء متخصص في هذا التخصص ، فمنهم من هو متخصص في الفلك أو في الحيوان أو في النبات...إلخ, فحلوا محل رجال الدين عندما كانوا يُسألون عن عالم المادة, فأصبح يُسأل رجال المادة عن مجالات الإنسان بما فيها الدين والأخلاق والفلسفة, بينما العالِم المادي هو خبير بالمادة فقط وليس في كل المادة حتى .
إذن الفيلسوف هو الذي يحمل العصا من النصف فيكون نصفه مادي ونصفه معنوي, ونقصد بالفيلسوف ليس كل فيلسوف بل نقصد الفيلسوف العام الذي يراعي الجانبين المادي والمعنوي, ولا نقصد الفيلسوف الروحاني فقط ولا المادي فقط. الفيلسوف في زمن سيطرة الماديين اختفى صوته, مع أن العلم نفسه بحاجة إلى الفيلسوف حتى يوجهه ويفسره بدلا من توجيهات العلماء المغرِقة في المادية والجزئية, تماما مثل اختلاف تفسير العالِم عن تفسير الفيلسوف لسبب تميز اللون الأحمر عن باقي الألوان, فالعلماء يرون أنه سبب تأثيره الطول الموجي للّون بينما الفيلسوف سيقول أنه بسبب ندرة اللون الأحمر في الطبيعة .
إذن فتفسير العالِم هو تفسير المتخصص الذي يرى كل شيء من خلال تخصصه, مثل المهندس المغرق في الهندسة لدرجة أنه يرى الناس على أشكال هندسية, إذن دور العالِم هو أن يقدم المعلومة وينتهي دوره هنا دون تعليق, لأن الفلسفة هي التي سوف تعلِّق, وبالتالي يجب أن تُسحب كلمة عالِم وتعطى إلى الفيلسوف ويسمى العالِم إما مخترع أو مكتشف أو متخصص أو مستشار تخصص أو خبير أو باحث لتكون التسمية علمية, لأن المتخصص لا يسمى عالِم, فكلمة عالِم تعني العلم الشمولي, ولا نستطيع أن نمسي متخصصا في الشعيرات الدموية عالِم, فكلمة عالِم شاملة بينما هو مغرق في التخصص .
ولاحظ أن الله سمى المؤمنين حقا علماء, أي هم الأكثر معرفة وشمولية, حتى المتخصص بجزء من الدين أو بتعاليم الدين ونصوصه فقط ليس عالم ، فكل متخصص لا تناسبه كلمة عالِم بشكل عام, فالقرآن لم يضف الكلمة لشيء بل أطلقها على عمومها, لكن عندهم تضاف الكلمة إلى عالم فيزياء أو حيوان...إلخ.
القرآن مدح العلماء وأولي الألباب والذين يستنبطون و مدح الحكمة والحكماء, و كل هذه الصفات أقرب ما تكون للفيلسوف كطالب حكمة - على أساس التسمية اليونانية - أو المفكر, و حتى يسمى الإنسان مفكرا لا بد له من شمولية و تنوع مصادر المعلومات لأنها هي مادة التفكير وأداته,
إذا كان البعض لا تعجبه كلمة فيلسوف فليستبدلها بكلمة مفكر, فكلمة فيلسوف ربما تكون قد تشوهت بانحرافاتٍ عقدية عند بعض المتفلسفين -والذنب ليس للفلسفة طبعا كطريق إلى الحكمة-, وكلمة فيلسوف معناها الأصلي أنه طالب حكمة, {ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا}, والحكمة عامة, والحكمة تعني الإحكام ولا يكون إحكام إلا بإحاطة, فهؤلاء من مدحهم الله أهل حكمة وتدبر وأهل العقول والألباب الراجحة, أي الشموليين العقلانيين الحكماء غير الجزئيين .
هؤلاء من يستحقون كلمة عالِم أكثر من المتخصصين, هذا طبعا من وجه نظري ليس إلا.
NuL
ردحذف