أحد
مداخل الشيطان على الإنسان تعظيم موضوع الفهم إلى درجة أنه يكون مقدما على الإيمان
وعلى النوايا, فيقول الشخص مثلا لن أعمل الخير حتى أفهم, أو لن أؤمن بالله حتى
أفهم وأعلم بالكامل, مع أن الحكاية ليست معقدة وليست لغزا صعبا, فنحن رأينا أن
الحياة تضعنا في النهاية أمام اختيارين ممايدل اننا وُضِعنا في هذه الدنيا في
اختبار, وعلينا ان نسلم أمرنا لله ونعمل الخير على قدر استطاعتنا وفهمنا, فالله لم
يطالبنا بفهم قدر ما طالبنا بنية, والفهم نتيجة للنية, مع أن الشيطان سيصور لك
العكس, فهو يريك أن تلمسك للحقيقة وتحريك للخير بالرغم من أنك لا تعرفه تمام
المعرفة هو فشل في فهم طريق الخير وانك غير صالح له, وأنك غبي ولست أهلا لهذا
المجال, ولكن الحقيقة هي العكس تماما, فما أجمل الإنسان الذي يبحث ويتخبط أحيانا
لكن نيته أن يكون باحثا عن نور يقوده إلى ربه!
دائما المهم هو القصد والنية,
والنية أساس العمل.
طلب
الفهم قبل الإيمان فكرة مادية, وهو ما فعله من كفروا بالأنبياء, فهم من قالوا أرنا
الله جهرة حتى نفهم, وهم من قالوا {ما نفقه كثيرا مما تقول}, وهم من يقولون الآن:
لن نؤمن بالله لعدم كفاية الأدلة. الإنسان وُضع في الدنيا ليؤمن وليس ليفهم, وماقيمة
الإيمان الذي لا يأتي إلا بعد المعرفة؟ هذا يقين وليس إيمان. مثلا منظر من لا يؤمن
بقيمتك حتى يفهم ويرى إنجازاتك وتكريم الناس لك لا قيمة لإيمانه بك مثل إيمان من
آمن يقدراتك قبل أن يرى نتائج أي قبل أن يفهم.
المعرفة
من الله, أما نحن فلا نعرف شيئا إلا ما يعلمنا الله, فمن الله يأتي العلم والفهم
وليس من أنفسنا, ونحن علينا أن نؤمن ونعمل, وبعد الإيمان يأتي الفهم وليس قبله.
.
.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق