الجمعة، 20 ديسمبر 2013

نقد العقيدة المسيحية ..


 

السؤال وجوابه مقتبس من موقع www.GotQuestions.org


السؤال: أنا شخص مسلم، ما الذي يحثني علي أن أعتنق الديانة المسيحية؟

الجوابإن من الأسباب الجديرة بالذكر في العلاقة بين الإسلام والمسيحية هو ما تم ذكره القرآن عن يسوع . القرآن يذكر الآتي: أن الله سيرسل يسوع المسيح معضدا إياه بالروح القدس ( سورة 87:2) و أن الله قد عظم يسوع المسيح (سورة 253:2) وأن يسوع المسيح كان بلا خطيئة (سورة 46:3 ، 85:6 ، 19:19 ) وأن المسيح قد قام من بين الأموات (سورة 33:19-34) وأن الله قد أمر يسوع بتأسيس دينٍ (سورة 13:42) وأن المسيح قد صعد إلى السماء ( 157:4-158) ونتيجة لذلك يجب على المسلم الحقيقي أن يتعرف على يسوع المسيح وأن يتبع تعاليمه (سورة 48:3-49).

إن تعاليم المسيح قد تم تسجيلها عن طريق تلاميذه، بتفصيل دقيق في الأناجيل. (سورة 111:5) تقول أن التلاميذ قد أوحي لهم من الله أن يؤمنوا بيسوع وبرسالته. (سورة 6:61 و 14) وتصف السورة يسوع المسيح وتلاميذه بمساعدين لله . وكمساعدين لله فقد سجل تلاميذ المسيح تعاليمه بكل دقة. أن القرآن يحث المسلمين علي أن يطيعوا التوراة والإنجيل (سورة 44:5-48) . وبما أن المسيح بلا خطية فأن كل تعاليمه حقيقية. وان كان تلاميذ المسيح هم مساعدين لله فمن المؤكد أنهم قد قاموا بتسجيل تعاليم المسيح بكل دقه.

و الله يدعوا المسلمين في القرآن الكريم أن يدرسوا الكتاب المقدس. أن الله لن يعطي مثل تلك التعليمات للنبي محمد إن كانت تعاليم الكتاب المقدس محرّفة. ذلك يدل علي أن النسخة المتوافرة في عصر النبي محمد من الكتاب المقدس كانت نسخة دقيقة وموثوق بها. ونحن نعلم أنه كان هناك نسخ من الكتاب المقدس موجودة قبل عصر النبي محمد بحوالي 450 سنة. و بمقارنة أقدم النسخ فأن النسخ الموجودة من عصر النبي محمد والنسخ المؤرخة حتى عصرنا هذا متطابقة فيما تقوله عن المسيح وعن تعاليمه. وذلك يثبت انه لا يوجد على الإطلاق أي دليل على أن الإنجيل محرّف. لذلك يجب أن نعرف ونتأكد أن تعاليم المسيح صحيحة ومسجلة في الأناجيل وأن الله قادر أن يحفظ صحة المكتوب في الأناجيل وتعاليمه للبشر.
ما هي بعض الأشياء التي دونتها الأناجيل عن يسوع المسيح؟ في (يوحنا 6:14) يعلن المسيح "أنا هو الطريق والحق والحياة، لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إلى الآب إلا بي" . لقد قال المسيح أنه الطريق الوحيد للوصول لله.



الرد :



لماذا يكون هو فقط الطريق الوحيد ؟ هو شخص ، والطريق طريق معنوي ، و كل طرق الخير تؤدي الى الله ، اذن ما موقف المسيح من الانبياء الاخرين اذا كان هو الطريق الوحيد ؟ هم أليسوا طرق ؟ والله هو من أرسلهم ؟ إلا إذا كان المسيح لا يعترف بأي نبي ولا رسول غيره ، و هذا غير صحيح ، فإذا كان يعترف فإنه ليس الطريق الوحيد .. لأن كلمة "الوحيد" تحصر . لو كانت العبارة انه طريق الى الله لصحّت منطقيا .. فالمسيح يقدّم تعاليم ، فهل هو الطريق أم التعاليم هي الطريق ؟ هل ناقل الرسالة هو الرسالة ؟ ما دام ان الله ارسله .



أليس من تعاليمه الرحمة والعدالة والاخلاق ؟ هل هو الوحيد الذي قالها ؟




 في متى 19:20 قال يسوع بأنه سيصلب ويموت ويقوم من الأموات في اليوم الثالث. إن الأناجيل تسجل بوضوح كما قال يسوع وتنباْ عنه بالنسبة لحياته وموته (متى أصحاح 27-28، مرقس أصحاح 15-16 ، لوقا أصحاح 23-24 ويوحنا أصحاح 19-21)



الرد :



اذن لماذا بين الاناجيل تناقض و لماذا اعدادها كثيرة ؟ و بعضها لا تقبلها المجامع الكنسية ؟ و اين الاناجيل المخفية والتي يظهر منها كل فترة انجيل مكتشف ؟ هذا التراخي لا يُقارن بضبط القرآن .



و لم تكتب الاناجيل الا بعد موت المسيح بسنين طويلة . و هي كلام الرواة عن المسيح : ماذا فعل وأين ذهب ، هي قصة حياته رويت بالمشافهة والذاكرة . كلام الراوي فيها اكثر من كلام المسيح احيانا او يعادله أو يقل عنه بعض الاحيان . اما القرآن فهو كلام الله مباشرة . الانجيل يشبه الاحاديث و السنة عند المسلمين ، لأنها تصف ماذا فعل الرسول وماذا قال ..



وما دام الكاتب يستشهد بالقرآن ، اذن لماذا لا يقول أن القرآن صحيح ؟ و اذا كان القرآن صحيح لماذا لا نتبعه ؟ سيما انه لم يُختـَلف في كتابته اصلا ، وكـُتب مباشرة عن طريق لجان حاضرة مع الرسول ، وحُفظ في صدور الناس و انتقل بالتواتر. هذا ما لم يتوفر للاناجيل، فالقران واحد و الاناجيل بالعشرات ..
 



لماذا أراد المسيح أن يموت وهو نبي عظيم؟ لماذا سمح الله بذلك؟ قال يسوع بأنه لا يوجد حب أعظم من هذا، أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه (يوحنا 13:15) .



الرد :



هل تسميه نبيا ؟ أم هو إله إبن اله كما هو معروف في الاناجيل ؟ و بين النبي والاله فرق كبير .





 ويوحنا 16:3 يقول أن الله قد أحبنا حتى أرسل يسوع المسيح ليموت بدلا عنا ويفدينا.


الرد :



تقصد ابنه .. و نحن نموت ايضا .. ويفدينا من ماذا ؟ من ذنوبنا التي يكرهها الاله والتي خلقنا ليختبرنا بها ؟ ما دام انه لا ينقذنا من الموت و لا من مصائب الدنيا ، اذن هو ينقذنا من ماذا ؟ من ذنوبنا ! اي لا يجعلنا نُعاقب عليها في الآخرة ، وبالتالي علينا ان نأخذ راحتنا !



هذا تشجيع على الذنوب ، والذنوب هي عكس ما دعا اليه المسيح ، كيف يأمرنا وينهانا ثم يفدينا عن أخطائنا ؟ هذا غير منطقي ، ولا تفعله مع ابنك او تلاميذك ، هذا يشبه ان تدرّس تلاميذك ، و اذا جاء الامتحان تفديهم من الرسوب ، هذا لا يجعلهم يذاكرون .



هذا الاسلوب غير تربوي ؛ لأنه يدلّل المخطئ ويحمل عنه اوزاره ، بينما الله في القرآن يقول (لا تزر وازرة زر اخرى) ، هذا هو المنطق الاخلاقي ، (من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) ، هذا كلام تربوي ومفهوم ، فهيهات المقارنة بين الاسلام الحقيقي والمسيحية ، في كل المجالات ، حتى الاخلاقية والروحانية التي يُماري بها المبشّرون ؛ لأن الاخلاق دائما مع المنطق ، واذا فصلت عن المنطق صارت لا اخلاق . و ليس كل ليونة تعني حسن اخلاق ..



اذا كان المسيح يؤمن بكل الانبياء ، فكل الانبياء لم يقولوا مثل ما نسب له ، بل قالوا من يعمل مثقال ذرة خيرا يره او شرا يره ، و لم يعدوا الناس بفداء ولا بحمل اوزارهم عنهم ، و لم يقولوا نحن الطريق الوحيد الى الله ، فالقرآن يأمر نبيه أن يقتدي بالأنبياء . هذا الشيء نجده في المسيحية فقط . و هو فداء غير منطقي وغير اخلاقي . ويفتح الطريق لعمل السوء .



لماذا نحتاج أن يضع المسيح حياته فداء لنا؟ أن هذا هو مفتاح الخلاف بين المسيحية والإسلام. أن الإسلام يعلمنا أن الله يحاسبنا وفقا لتفوق أعمال الخير التي نفعلها على أعمال الشر. المسيحية تعلمنا أنه لا يمكننا أن نمحى أعمال الشر بأعمال الخير . حتى لو كان ممكنا محي أعمال الشر بأعمال الخير فأن الله قدوس وهو لن يسمح أن يدخل لملكوت الله شخص خاطئ. أن الله كامل وهو لن يسمح ألا بالكمال. أن هذا يتركنا جميعا في طريق مؤكد إلى جهنم. أن قدسية الله تدعو إلى محاسبة أبدية للخطية . لذلك كان لابد للمسيح أن يموت بدلا عنا.


الرد :



اولا عقاب الله في الاخرة ليس الموت بل جهنم ، فلو كان يفدينا لدخل جهنم بدلا عنا ، لأننا كلنا نموت . و هكذا يكون الفداء الصحيح .. من كان سيفدي فعليه ان يكمل معروفه .. عذاب الاخرة ليس قتلا ولا صلبا ، بل نار مشتعلة ابدية ..



و ثانيا : حول ان الله قدوس ولا يقبل في ملكوته الا كاملا ، اذن لماذا خلقنا وهو يعلم اننا غير كاملين ؟ و هل نحن الان خارج ملكوت الله ؟ نحن في ملكوت الله ، الدنيا و الاخرة كلها ملكوت الله ، اذا كانت الدنيا ليست ملكوت الله فملكوت من ؟ ها نحن مقصرون وفي ملكوته .. الشيطان وهو رمز الشر وخالد و موجود في ملكوت الله ، وفي الجحيم ايضا سيخلد ، و الجحيم نفسها داخلة في ملكوت الله ، لان كلمة ملكوت تعني الملك ، والله يملك كل شيء الدنيا والآخرة ، (لله ملك السموات والارض) ..  



النقص لا يُنسب الى الله ، ثم ان ذنوبنا ليست نقصا ، بل اختيار ، كلنا نستطيع ان نكون غير ناقصين ، فالسارق يستطيع الا يسرق ، والقاتل كان يستطيع الا يقتل ، ولكنه استحب العمى على الهداية .



وفق هذا المنطق المُقحَم في المسيحية ، الناس على نوعين : نوع سيدخل الى ملكوت الله بدون حساب لان المسيح افتداهم ، و البقية كلهم سيُقذفون الى جهنم حتى لو لهم اعمال صالحة ، وهذا لا يتفق مع رحمة المسيح وعدله . هل يـُقارن الاعتقاد بقيمة الاخلاق ؟



الاعتقاد فكرة ، اما الاخلاق فهي التي فيها التحمل والصبر والتضحية ، فهل يكون جزاء الفكرة التي تـُعتـَقـَد اكبر من جزاء التضحية و الخـُلق ؟ وهذا مأخذ المسيحية المحرّفة ؛ أنها تقدّم العقيدة والفكرة على الاخلاق ، بل و تجعل اخلاق من لا يؤلّه عيسى باطلة ولا قيمة لها ، حتى إيمانه بالله باطل ما لم يعتقد ان المسيح هو ابن الله وهو المخلص !



اذن الملكوت المسيحي يُدخل بالاعتقاد فقط ، وهو اعتقاد اغلبُ ما يكون وراثيا ، وبالتالي من وُلد في بيئة مسيحية فليهنأ بدخول الملكوت ، مهما كان بشعا و سيء الاخلاق ، لان المسيح سيفديه ، اما من لم يعش في هذه البيئة فكل عمله باطل ، حتى لو كان كل عمله من الاعمال الصالحة ، و سوف يجد ذلك المسيحي الشرير في ملكوت الله ، وهو يرسف في اغلال الجحيم ، مع انه كان رجلا طيبا . هذا ليس عدلا ..



أما القرآن فالله لا يُضيع اجر عامل من ذكر او انثى ، حتى لو لم يؤمن بمحمد . كما قال تعالى ( ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من امن بالله وباليوم الاخر وعمل صالحا فاؤلئك لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) ، فالرب واحد ، و الرسل لا تـُفرّق ، لأنها مُرسلة من واحد ، وهذه عظمة القرآن التي لا نجدها في المسيحية ولا اليهودية التي لا تقبل الآخر مهما كان عمله صالحا و الأخرى التي ترى ان من ليس يهوديا فهو وثني من الجوييم الذين خـُلقوا لخدمة ابناء الرب كما في التلمود ..



الدين الحقيقي هو الدين الاخلاقي الذي يكون مقياس التدين فيه هو الاخلاق مع الخالق والمخلوقين والمخلوقات ، بحيث يسقط او يرتفع بالاخلاق ، لأن اساس الدين اخلاق ، و ليس مجرد عقائد وطقوس .



بالمنطق والاخلاق تتصحح الاديان و تأخذ مسارها السليم وتعطي ثمارها ..



الانجيل يركز على قضية الايمان بيسوع ، وأنه ابن الله و أنه المخلص الوحيد ، وهي عبارة عن فكرة و عقيدة ، العقيدة فكرة او مجموعة افكار متكرّسة متأصلة مثلما يُعقد الحبل ، بينما القرآن يطالب بالإيمان بالرسل وعمل الخير و الايمان بالله . اما في المسيحية فيسوع هو باب كل شيء ، و هو البداية والنهاية !



لا يمكن للدين ان يُحصر بشخص ، فهذا يُفيد في الدنيا ، يفيد في التقسيمات الادارية والاجتماعية والدينية . لكن الله ليس له منطقة او بلد محدد ولا شخص وكيل عنه .



الاسلام : العبد و ربه وعمله الصالح فقط ، هذا هو ثالوث الاسلام . و هو ثالوث ايجابي .. بدون وسائط من احد ، لا من قديسين ولا احبار ولا طابور من رجال الدين . في الإسلام لا يوجد قديسين ولا مقدسين ، القدوس هو الله الواحد فقط . اما البقية فبشر يخطئون ويصيبون ، و بالتالي لا تنكسر عقولنا امامهم فلا نستطيع ان نفكر او نعترض اذا قالوا ، فالعقل يعمل في الاسلام ولا يوقفه شخص . وأنا اتكلم عن الاسلام الحقيقي كما هو في القرآن ولا اتكلم عن تطبيقات الاتباع ومذاهبهم ..



لاجل هذا الاسلام دين عالمي ، اما المسيحية فدين خاص بمن يؤمن بشخص يسوع . الاسلام هو الدين المفتوح و خطابه يحتوي الديانات الاخرى ، والمسيحية تطرد من ملكوت الرب اذا لم تؤمن بأن يسوع هو المخلص الوحيد ..



فكرة الفداء فيها تكبر للمسيحي على المسيح نفسه ، لانه دائما الذي يفدي هو الادنى ، الذي يُفدى به هو الادنى ليبقى الاعلى . مثل ان تقول : فداك ابي وامي ، يعني انت اعز عندي منهم ، يعني كأنك تقول للمسيحي : فداك المسيح . اي يتعذب المسيح كي ترتاح انت ، أي انت اثمن من المسيح !



اذا اراد احد ان يفتديك ، المفترض ان تقول : انا من أفديك ، هنا يكون الفداء اخلاقيا . مثلما فدى الله اسماعيل من الذبح بكبشين ، فإسماعيل اعلى قيمة من الكبشين ، فكيف يفدي الله الادنى بالأعلى وهو إبنه ؟ و كيف نفرح نحن بهذا ؟ المفترض اننا نحن من يفدي المسيح ..



في الاسلام : البشر يموتون فداء لكلمة الله كي تكون هي العليا ، اما في المسيحية فالاله يموت من اجل سواد ذنوب البشر .. والاله يموت لاجل الذنوب ، احتراما لها حتى تستمر ، متكفلا بغفران اثارها .. فكأن الله مات لاجل الشياطين ؛ لانهم هم سبب الخطيئة ..



ثم اليهود هم من صلبوا المسيح ، و تعترف الاناجيل بأن اليهود استـَعْدوا الرومان للقبض على المسيح بعد ان دلّهم عليه يهودا الاسخريوطي ، ودلالته عليه تدل على انه كان مستخفي عنهم ، وأمسكوه بالرغم عنه و قتلوه وصلبوه ، هذا حسب العقيدة المسيحية ، فكيف تكون هذه الحالة حالة فداء وهذا حصل بالاكراه بالقوة العسكرية ؟ و اذا كان المسيح فدى بنفسه ذنوب اتباعه ، اذن يهودا الاسخريوطي ليس عليه إثم لأن المسيح فداه ..



اذا كان المسيح هو الذي قرر ان يموت فداءً ، لكان يجب ان ينتحر ، وبدون صليب ، الصلب اثبتََ انه رغما عنه وانه يُعامَل كخارج عن القانون ، والصلب للتشهير اصلا ، وتقوم بهذه الاعمال السلطات بالعادة لكي تشهّر وتحذر من يتبع هذا او يفعل فعله .. هل يستطيع ان يدعي شخص اعدمته السلطة الحاكمة ، ان يقول بأني أموت الان لكي أفدي الناس ؟ مع انه محكوم عليه بسلطة قوية لا قبل له بدفعها ، وكان مختفي عنها وفضحه أحد الخونة ..



الفداء يكون بالاختيار ، ونحن امام وضع لم يأتي بالاختيار ، بل بالقوة العسكرية الظالمة . اذن نستطيع ان نقول عن سقراط انه فدى البشر بذنوبه ، مع انه كان مُكرها ايضا ..  



وكما يعلم القرآن الكريم فأن يسوع المسيح بلا خطيئة. كيف يمكن لأي شخص أن يعيش على الأرض بدون خطيئة واحدة. أن هذا مستحيلا. كيف تمكن يسوع من ذلك؟ أن المسيح كان أكثر من مجرد شخص عادى. أن المسيح نفسه قال أنه واحد مع الله (يوحنا 30:10) أن المسيح أعلن أنه اله التوراة (يوحنا 58:8). أن الأناجيل تعلم بوضوح أن يسوع كان إلهًا في صورة إنسان (يوحنا 1:1 ، 14) أن الله يعلم بأننا جميعا قد أخطأنا ولا يمكننا دخول السماء.



الرد :



الخطيئة يعلمها الله و ليس نحن ، نحن لا نستطيع ان نقول عن احد أنه بلا خطيئة ، حتى نبينا محمد عاتبه القرآن ببعض أخطائه البشرية ، لأنه بشر ، ولو كان الحُكم للمسلمين لما وجدوا شيئا يعاتبون به محمدا ولقالوا أنه بلا أية خطيئة ، وقالها بعضهم وادعى له العصمة ، بل حتى لآل بيته ، أما القرآن فله رأي آخر ، حيث عاتبه بعدة مواضع ، و ايده في مواضع اخرى ، لانه بشر مجتهد يريد الخير .



الحكم بعدم الخطيئة يحتاج منـّا للدخول الى السرائر ، وهذا غير ممكن للبشر ، اذن هو حكم خارجي و بلا دليل ، وهذا لا يعني ان عيسى كان خطّاء أثّاما ، لا ، بل هو رسول الله ، ويدعو الى الطريق الصحيح ، لكنه ايضا بشر ، هكذا نعتقد نحن المسلمون في كل الانبياء كما اخبرنا القرآن أنهم بشر ، وهذا منطقي جدا ان يكونوا بشرا ، أما ان يكون الها على صورة بشر فهذا غير منطقي ، و يقيم الحجة على الله :



" كيف تريدنا ان نتبع هذا الرسول وهو إله وليس بشر ؟ اجعلنا آلهة حتى نعمل مثله ! كلٌ يقاس على نوعه ! "



أنت لا تـُرسل طيارا لكي يعلّم اطفال الابتدائي كرة الطائرة ! اذن الفكرة خاطئة مُقحمة في المسيحية ، وهي ان رسول المسيحية اله ! هذا غير قضية الثالوث المعقدة التي لا تفهم ابدا . مرة هو اله التوراة و مرة هو ابن الله ! و كأن الله ارسل الله ! والله قدّر على الله ! وصلب الله ! ومات الله والذي اماته هو الله ! ثم بُعث الله والذي بعثه هو الله ! و ذهب الله الى الله ! يا الله ! هل هذه كوميديا الهية ؟!



نحن نعتقد ان الله رفع عيسى ولم يصلب ، وبالتالي نحن نرفعه ايضا عن هذه الافكار البشرية الغير منطقية والتي ادخلها اليهود على المسيحية . و اعتقد ان الاسلام يحترم المسيح اكثر من المسيحية . أما موقف اليهودية من عيسى فهو سيئ جدا ، يذكر التلمود أن مكانه في جهنم في غائط يغلي ! 



المبالغة هي التي افسدت الافكار المسيحية ، وجعلتها غير منطقية ، كان يكفي الاعتقاد ان عيسى رسول مثل بقية الرسل ، يدعو الى الله والى طريق الحق . وهذا تكريم له . لكن العاطفة ادخلت أمه في الموضوع ايضا و جعلتها الهة أو شبه الهة ، مع انها لم تاتي بأي رسالة . بل العاطفة جعلت بولس اليهودي الذي كان يطارد المسيحيين رسولا من الله بعد عيسى ! و ينقضُ كثيرا مما جاء به عيسى نفسه ! ويدخل الشرك في المسيحية ! لكي يبقى التوحيد خاصا باليهودية .. و زادت العواطف في المسيحية في القديسين والرهبان و جعلتهم انصاف وارباع الهة .. 



ثم ألم يقل المسيح للمرأة العربية التي جاءت تطلب الهداية : ابتعدي فانما بعثت للخراف الضالة من بني اسرائيل . أليس مخالفة بولس لهذه الوصية خطيئة لبولس ؟ أم أنها خطيئة ليسوع لانه منع الخير عن غير اليهود ؟ احدهما وقع في الخطيئة بلا شك .. مع ان القرآن لا يحصر اي نبي في قومه ، كل دعوات الانبياء عامة للجميع بلا تفرقة عنصرية ، وطرد هذه المرأة عن ملكوت الرب بسبب العرق هو تفرقة عنصرية . ونحن لا نقر ان عيسى فعلا طرد المرأة ، بل هو مكذوب عليه ، ولا يرد احدا يريد معرفة طريق ربه ، إن صحت القصة من اصلها ..
 


العقلية البشرية لا تصلح أن تـُفرض على الدين ، لانها تصوغه بصياغة بشرية تعتمد على المبالغات بدافع التعصب الديني والمذهبي ، فتحرِفه عن اساسه وعن هدفه وبالتالي عن الفائدة منه . 



الدين جاء للإتـَباع وليس للتأويل أو الإضافة . كما في القرآن : (لا معقـّب لكلماته) .




أن الله يعلم أن الطريق الوحيد للغفران هو أن ندفع ثمن خطايانا. أن الله يعلم أنه الوحيد الذي يستطيع أن يدفع هذا الثمن الغير محدود. لذلك تجسد الله و أخذ صورة أنسانا. أن يسوع المسيح عاش حياة بدون خطيئة (سورة 46:3 ، 85:6 ، 19:19) لقد علم الرسالة الرائعة ومات لأجلنا ليدفع ثمن خطيئتنا. لقد فعل الله ذلك لأنه يحبنا ويريدنا أن نقضي الأبدية معه فى السماء.


الرد : 

اذا كان يريدنا ان نكون بلا خطيئة ابدا ، فلماذا سمح لنا ان نخطئ ؟ بل لماذا خلق من مِن صفاتهم الوقوع في الخطيئة ؟ ولماذا خلق الشيطان ليغوينا اذا كان لا يُطيق ان نخطئ ؟ بما ان الخطيئة من صفات البشر ، والله هو الذي خلق البشر ، اذن هو خلق الخطيئة ، لكنه جعل للبشر مشيئة و ارادة ، و استحب لهم الا يُخطئوا ، وهذا تمام العدل ، فمنهم من استجاب ومنهم من لم يستجب ، وكلهم بكامل ارادتهم ، ولكلٍ جزاؤه في الآخرة .



اذا كان المسيح مات فداء للبشر ، كان الاحرى أن يٌنزّه هذا الفداء من السلطة والعسكر ، و يكون فداء حرا بكامل إرادته على شكل انتحار ، لا ان تـُدق به المسامير رغما عنه ! هذا الفداء بهذا الشكل فيه شبهة ، شبهة "مكره أخاك لا بطل" .. فالقرآن اخبرنا ان المسيح ليس هو من صلب ، لكنه شبّه لهم ، و الله نجّا رسوله من الصلب ورفعه اليه ، و صلبوا عدوه الذي وشى به ..



لاحظ التكريم في القرآن للمسيح والانتقام له و السخرية بالاشرار ، مع انه يعتبره رسولا وبشرا الا انه نجاه منهم ، والمسيحيون يعتقدون انه اله ومع ذلك انتصورا عليه ومثّلوا به وهو حي و بجثته بعد موته ! اي الصورتين اكثر منطقية و اكثر احتراما لشخصه ؟ لهذا أقول ان الإسلام كرّم عيسى اكثر من المسيحيين ..



و اذا كان اليهود قتلوا الاله ، فالصورة ليست جيدة بحق الاله ، أن يقتل بشرٌ الإله ! ويعذبوه و يدقوا المسامير بيديه وهو يتأوه من الالم و يصرخ : إيلُ لمَ شبقتني ؟! ماذا سيقول البشر عن الههم الذي لم يستطع ان يحمي نفسه ؟ كيف يحميهم ولم يحمي ابنه ، فكيف يحمي ابنائهم ؟ هذا سيكون فخرا لليهود والرومان الوحيدين في العالم الذين قتلوا ابن الاله او الاله ! اله الكون كله و الذي خلق الكون والحياة وخلق المجرات ، يقتله طغمة من الفسقة بل ويصلبونه ويمثلون به ! وهو يفدي البشر من ذنوبهم !



هذا الفداء أول ما يبدأ يبدأ بإنتصار الظلمة على الاله رمز الخير كله ، ولا يبشّر بمستقبل افضل ! وقتلُ احد الخصمين نهايةُ القصة ، اذن اليهود قتلوا الاله وصلبوه ! اي انتصروا وانتصر معسكر الشر ، ليس على الحواريين بل على اله الحواريين ! وهذا شيء لا يليق بحق الاله ..



اي دين حتى لو كان وثنيا سيغضب اذا قلت ان الهك يقتل و يصلب ويوضع الشوك على رأسه ! مثلما قال احد العرب عن احد الاصنام التي كانوا يعبدونها :



أ ربٌ يبول الثعلبان براسه ؟ .. لقد هان من بالت عليه الثعالب ..



لا يليق بالاله ان يهان ، و هل بعد القتل والصلب اهانة للاله ؟ الله الذي يُرجى منه نصرٌ المظلومين يُظلَم ؟ والذي يُطلب منه الثأر للمقتولين ظلما يُقتل ظلما ؟ هذا قتل للعدالة وإعلانٌ انها انتهت وانها ضعيفة و ان الشر اقوى من الخير ! المسيحية المحرفة من اليهود لم تـُظهر الشيطان يُقتل ويُصلب ، حتى لو يُبعث بعدها ، لكي تفرح قلوب الطيبين ! لكنها اظهرت الاله يقتل ! هذا فيه رمزية عميقة ، تدل على انتصار الشر على الخير ..



في حين المسيحية هي الديانة الوحيدة التي قتل فيها الاله رمز الخير و صلب و أهين وأفتخر بالكنائس برمز قتله واداته وهي الصليب ، حُوّل ذلك القتل الى فداء يبرر فعل الموبقات والذنوب بحجة ان المسيح فداك من ذنبك ، و هذا فيه فتح باب للشر يتناسب مع صلب رمز الخير ، و كأن الذي يعاقب على سوء الاخلاق قد مات ، في حين نجد الاسلام هو الديانة الوحيدة التي يُرجم فيها رمز الشيطان كل عام في منى ، ترجُمه الملايين اهانة لعالم الشر .. فلاحظ الفرق ..



لا ، ليست هذه صورة الاله في الاسلام الذي نصر عبده وعز جنده و هزم الاحزاب وحده ، الذي يقول (وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى) و قال (ويمكرون ويمكر الله) وقال (فمهل الكافرين امهلهم رويدا) .. وكيف تقول ان الله ذو العزة والجلال والتقديس وهو يهان بهذا الشكل ؟ الله هو الحي القيوم .. سبحانه وتعالى عما يصفون .. والمنزه عن البشرية وعن صورة البشر .. و الذي لا يتخلى عن من اسلم نفسه له .. وينصر من نصره .. هذا الكلام يتناسب مع عزة الاله وعظمته وقدرته واختلافه عن البشر .. لا ان يكون على هيئة بشر ويأكل الطعام ويقضي حاجته مثلهم ، بل و يصلب و يُهان ! ما فعلته افكار اليهود في المسيحية هو إهانة على شكل تكريم ..



اذا كان الله قد ظـُلم الى هذا الحد ، فلا لوم على بقية البشر ، بل لا لوم على ظالمي البشر لان هناك من ظلموا الاله نفسه و استطاعوا قتل الاله وصلبه امعانا في الاهانة والتشهير ! ان هذه الافكار التي دخلت المسيحية هي التي الآن مصلوبة على الصليب و ليس عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام .. كلمة الله ونبيه الطاهر . ابن مريم الصديقة العذراء ..



الله الذي نجا ابراهيم من النار و موسى من الغرق ويونس من الحوت ومحمد من الاحزاب واليهود ، هو الذي رفع عيسى ونجاه من القتل ، وترك الصلب والاهانة لخصمه وعدوه ..



ثم ، بدلا من الصلب والفداء ، قد يقتله اتباعه الذين يعظـّمون الصليب الذي صلب عليه وكأنهم فرحين بموته ! لأنها هي اداة القتل ! لا أحد يرفع السيف الذي قـُتل به والده ويقبله ! هذا الفرح هو فرحٌ بالفداء ! فهل افرح لأن المسيح تـَعذ ّب ؟ بحكم أنني مستفيد من هذا العذاب ؟ هذه قمة النفعية .. كان الأولى أن يرجم الصليب لأنه هو الاداة الذي عُذب بها يسوع ، الصليب وضعه اعداؤه وليس أتباعه ، لأنه اداة قتله التي نصبها اعداؤه !



ملكوت الرب يمكن ان يُطهَّر بغير هذه الطريقة ، بأن يحرق في الجحيم كل الشر وأهل الشر ، فيكون الملكوت طاهرا وبلا ذنب ولا خطيئة ، ولا يبقى الا اهل الخير . النار تطهر الخطايا .. وعفو الله اقرب ، والعفو تطهير .. ثم لمّا فدى البشر ، هل انمحت ذنوبهم ؟ طبعا لا ، لان نتائج اخطائهم تستمر مع الاجيال ولا تنمحي . ونحن نعاني من اثار ذنوب القدماء ، ومن بعدنا سيعاني من خطايانا .. اما الاخرة فليس فيها مجال للخطيئة أن تـُمارس ، فممارسة الخطيئة في الدنيا فقط .. 



ماذا يعني هذا لك؟ أن المسيح كان الكفارة المناسبة لخطايانا. أن الله يعرض على جميعنا الغفران والخلاص أذا تقبلنا ببساطه عطيته لنا (يوحنا 21:1) مؤمنين أن يسوع سيكون المخلص الذي وضع حياته لأجلنا - نحن أصدقاؤه. أذا وضعت ثقتك في المسيح كمخلصك سيكون لك بكل تأكيد حياة أبدية في السماء. أن الله سيغفر خطاياك ، سيطهر نفسك ، سيجدد روحك و سيعطي لك حياة هانئة في هذا العالم وحياة أبدية في العالم التالي. كيف يمكننا أن نرفض مثل تلك العطية العظيمة ؟ كيف يمكننا أن ندير ظهورنا للمسيح الذي أحبنا حتى بذل نفسه لأجلنا؟


الرد : 

لن يرفضها أحد ! لكنها غير مقنعة ! هذه هي المشكلة !



المشكلة أن أخطئ وغيري يتحمل وزري ! المشكلة انني اريد ان اكون بلا خطايا في الدنيا .. المسيحية تقول أنك بلا خطايا في الاخرة ، و انا اريد ان انصلح في الدنيا !



وجود هذا الغفران الكريم سيجعلني اغرق في الخطايا لأن هناك من سيحملها كلها ، واذا غرقنا في الخطايا سيكثر الشر في الارض و الفساد ، فهل هذا المنهج الفدائي  اصلاحي ام افسادي ؟ منطقيا هو يدفع الى الافساد لا الى الاصلاح ، ويدعو الى التوكل على من سيحمل كل خطاياك وخطايا غيرك و يجعلك طاهرا كماء المطر ! ولو كانت ذنوبك كزبد البحر ! دون ان تتوب عن ذنوبك او تغير منهج حياتك او تعمل صالحا يكفـّر سيئاتك ! أليست هذه بطاقة دعوة مفتوحة لعمل الشر ؟ بينما الاسلام يحمّلك مسؤولية اخطائك في الاخرة والدنيا ايضا ، بل حتى مثقال ذرة من الخير او الشر ، هذا يدفعك لأن تخاف فتجتنب الخطايا لأنك انت المسؤول عنها .



عقيدة الفداء لا يمكن تطبيقها في الواقع ، لو قال مدير الشركة للموظفين : انا افديكم من اخطاءكم ، فقط اقبلوني كمدير ، هل هذا سيجعلهم يحرصون على اعمالهم ام العكس ؟ طبعا العكس . اذن هي فكرة خاطئة بحد ذاتها .. الفكرة الصحيحة تطبّق على كل مثال وتكون صحيحة . فكرة الإسلام بخصوص الذنوب تطبقها انت في شركتك : من يخطئ فهو المسؤول عن خطئه و من يحسن يستحق المكافأة ، و يطبقها المدرس على تلاميذه والاب على ابنائه ، اذن هي فكرة صحيحة بموجب التعميم ، اما فكرة الفداء فلا يمكن تطبيقها فضلا عن تعميمها ، اذن هي فكرة عاطفية غير اخلاقية وغير تربوية ولا ايجابية مقحمة في دين نبي الله عيسى ، الذي أمر بالصلاة والزكاة وعبادة الله وحده ، ولم يقل للناس : اتخذوني وامي الهين مع الله ..      



أذا كنت غير متأكد بخصوص ما تؤمن به نحن ندعوك أن تردد هذه الصلاة الى الله " يا رب - ساعدني لمعرفة الحقيقة ، ساعدني لمعرفة الخطأ. ساعدني لمعرفة الطريق الصحيح للخلاص. " أن الله لن يهمل مثل هذه الصلاة .


الرد :



انت تقول لله : ساعدني لمعرفة الخطأ ، لماذا ؟ مع ايمانك بالمسيح سيغفر كل خطاياك ! هذه صلاة متناقضة ..



إذا أردت اتخاذ يسوع المسيح كمخلصك الشخصي ببساطة تكلم مع الله، بالكلام أو صمتا ، قل له أنك تريد أن تقبل هبة الغفران من خلال يسوع.



الرد : 

ماذا تعني كلمة "مخلصك الشخصي" ؟! لماذا الاصرار على فكرة الغفران وليس هناك اصرار على فكرة الابتعاد عن الخطأ ؟ مع أننا نستطيع على الاقل في النية ..



المسيحية تفترض انك آثم ، آثم و موبق بلا محالة ، و كل الناس مثلك غارقون في الذنوب ، ولا يستطيعون ان يكونوا افضل لا يستطيعون ان يتوبوا منها ، اي انها تشرّع للخطيئة وتؤصّل لها وتعتبرها الاصل والاساس ، وليس الاساس هو الخير والصلاح بل الشر الذي لا فكاك منه إلا أن يُغفر بالفداء في الآخرة .. هي تنظر للبشر مثل النظرة الى السجناء المجرمين والاثمين الذين ينتظرون العفو والغفران ، او المقصلة ، وهذا غير صحيح ولا واقعي .. فالمسألة نسبية ، بل إن هناك اخطاء وقعت بنية الخير ، المسألة ليست مسألة خطيئة بل مسألة نية . 



بل انها تحمّل الانسان خطيئة آدم ، أي خطيئة لم يقترفها ، من شدة تأصيلها للخطيئة للإنسان ، و هذا ظلم بحد ذاته ، فإن لم تكن مخطئا فإن آدم قد أخطأ ! وذنبه يلحقك رغما عنك ! لهذا انت محتاج الى يسوع لأنه بلا خطيئة .. لماذا لم يغفر لآدم وينتهي الامر ؟ أليس ربه ؟ ثم ما ذنب الامم التي عاشت قبل المسيح ؟ الا يشملهم هذا الكرم ؟ هنا لا توجد عدالة .. لماذا لم يكن يسوع هو آدم حتى يكون في الامر عدالة ؟ و يكون الفداء في وقت آدم ليشمل الجميع ؟



بعبارة اخرى : المسيحية لا تفترض وجود الانسان الصالح ، ولا كنموذج يُطلب على الاقل ، بل هي تطلب الغفران اكثر من طلب الاصلاح ، ولا تتحدث عن التوبة ولا تركز عليها ، اي تنظر بمحبة الى الاثمين .. و هذا شيء غريب على الدين ! انها ببساطة مثل من يهتم بالعلاج ولا يهتم بالوقاية من الامراض !



هكذا تكون الافكار البشرية العاطفية لا تصمد للنقاش .. اما افكار القرآن فهي تصمد للنقاش ، لأنها كلام الله وليست كلام البشر .




أذا أردت نموذجا لم ستقوله أقرأ التالي: " يا رب أشكرك لمحبتك لي . أشكرك لتقديم نفسك فداء عنى. أشكرك لتقديم الغفران والخلاص. إنني أقبل هبة الخلاص من خلال يسوع المسيح. إنني أثق في المسيح كمخلصي 



الرد :



أقبل ؟ حتى القبول نمنّ فيه ؟ من ذا الذي لا يقبل الخلاص من ذنوبه ؟ نحن نريد ان نخلص من الذنوب فلا نفعلها ، بينما المسيحية تطلب الخلاص من اثار الذنوب ! اي انها تقر الذنوب و تعتني باثارها فقط ! و هذا شيء لا تطلبه النفس التي تريد ان تتزكىمن الفساد والظلم والشر .. لا ان تأخذ بطاقة تأمين على فعلها السيء ..



ان الخلاص الحقيقي هو خلاص النفس من عبادة الذات وسيطرة المطامع والاثام .. و إسلامها لخالقها بالدرجة الاولى ، وتكون المصالح في الدرجة الثانية ، هذا الخلاص الاسلامي العظيم .. وهو المعقول والمنطقي والاخلاقي وهو الذي ينفع البشر ، لانه حرب على الذنوب أن تـُفعل ، وليس حربا على نتائجها كما تفعل المسيحية ..



هذا ما تستفيد منه البشرية ، الخلاص الاسلامي الحقيقي وليس الخلاص المسيحي الذي لا يهتم بفعل الذنوب بقدر اهتمامه بغسل اثارها عن يد فاعلها تاركة الضحايا يتألمون ، و غسل الاثار يشجّع على الفعل ما دام ان فعلك الرديء سوف يُغسل اثره عليك وليس على غيرك ، هذا معنى الخلاص الشخصي ، فما الذي يمنعك الا تعيده وتكرره ويكرره غيرك وبالتالي تمتلئ الارض بالشرور و الاثام والظلم – لانها خطايا - ثم ياتي المسيح لكي يخلصنا من تبعاتها ؟ اي نستمتع بالاثام ثم نـَسْلـَم من تبعاتها علينا ، هل هذا شيء جيد ؟ طبعا لا ..



اذن المسيحية تحتاج الى مسح من الشوائب و تنقية و اخراج الافكار البشرية منها واعادتها الى ركب الله و قوافل الايمان التي يقودها الانبياء منذ ادم الى قيام الساعة .. 



ثم ان عدم الايمان به كمخلص تعتبر خطيئة ، فلماذا يغفر بعض الخطايا ولا يغفر للبعض ؟ وماذا يستفيد الانسان والبشرية اذا امنت بيسوع مخلصا ولم تتخلص من الشر والموبقات ؟

هناك تعليق واحد :

  1. شكرااااااا جداااااااا للافادة :)

    ردحذف