الجمعة، 4 أبريل 2014

شبهة حول آية (يا ايها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم ..) والرد عليها ..


الشبهة : 

يذكر بعض المتشككين وجود تناقض بين قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ ..) [الحجرات : 11] ، و بين قوله تعالى على لسان نوح : (قالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ) [هود : 38] اذ كيف يأمر الله بعدم السخرية ، وهذا نبي من أنبياء الله يسخر ؟

الرد : 

الدفاع يكون على حسب سلاح الهجوم ، و الآية الأخرى تقول ( فإن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون) ، فالبادئ أظلم . لكن لا يجوز السخرية من ناس مسالمين و لم يتعرضوا لنا ، و العفو أفضل . هذا غير أن الآية تتكلم عن كفار يسخرون بمؤمنين من قوم نوح ، و هذا يفيد أنه يجب الدفاع عن الحق و الإيمان بنفس اساليب الهجوم عليه ، و من يسخر من الإسلام يجب أن يُسخر من إلحاده أو ديانته ، على حسب . لا أن يـُقمع أو يؤذى في شيء آخر ؛ لأن الله يقول (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به) ، والإسلام دين العدل . و العقاب إذا تجاوز حده إلى حد أوسع ، يكون هذا من الفجور في الخصومة و التعدي المنهي عنه المسلم . حتى من يسب الرسول يجب ان يعامل بنفس الطريقة ، بسبّ رموزه و فضحها ويُسخر منها إن كان ملحدا أو من دين آخر ، وتبيّن ميزات الرسول صلى الله عليه وسلم ودينه العظيم . و هذا أفضل دفاع عن الرسول .

و من يعتدي على المسلمين بالسلاح ، عليهم الدفاع بنفس الاسلوب ، ومن يهاجم الإسلام بالمنطق ، يجب أن يُدافع عنه بالمنطق والحجة ، ومن يهاجمه بالعلم يجب أن يُهاجم بالعلم . حتى نثبت أن الإسلام قوي في كل مجال ، ويستطيع أن يدافع عن نفسه بنفسه ، كما فعل الأنبياء و أصحابهم . هذه هي الحكمة : وضع الأمور في نصابها . و الزيادة في العقوبة علامة العجز في تلك الناحية و قوة في ناحية أخرى . ولا يليق بالإسلام أن يظهر بأي مظهر عجز . و حتى السخرية أيضا لها آداب و حدود ، و أي شيء لا تستطيع أن تسخر منه فهو شهادة له ، ومن لا يستطيع أن يسخر من الإلحاد فكأنه يعترف ضمنيا بتفوقه و كماله !

وقريش كلها كانت تسب الرسول و تؤذيه ، وقال لهم : اذهبوا فأنتم الطلقاء . بل إنها تآمرت كلها على قتله ، لأنه خرج من كل بطن منها فتى يحمل سيفا لقتل محمد ، فما بالك بالسب والسخرية له و لأصحابه ؟

هناك تعليق واحد :