السبت، 10 أكتوبر 2015

حول القدر والصدفة والحظ, وتأثير الله في حياتنا رغم ثبات القوانين الطبيعية


سؤال: هل كل ما يحدث لنا هو بقصد من الله لنا حتى أبسط الأشياء؟ نحن نؤمن أن الله هو من خلق الكون وسن القوانين الطبيعية, وأنه هو الذي يرزقنا وهو الذي يهدينا إذا شاء, فهذه أشياء نؤمن أنها لم تحدث صدفة بل بقصد من الله لنا لاختبارنا هل نشكر فضله أم نكفره. لكن ماذا عن الأشياء البسيطة والأحداث اليومية؟ هل حين تتعطل سيارتي في ذلك اليوم الفلاني مثلا, أو أكون أشعر بالوحدة وبالصدفة ألتقي بصديق قديم, أو حين ينزل المطر بوقت معين وبكمية معينة, هل هذا نتيجة قوانين طبيعية تعمل بشكل آلي فقط؟ أم أنها أيضا بمشيئة الله وبقصد منه ويعرف أثرها علي شخصيا؟

الرد:
يتصور اللاديني أن الكون محكوم فقط بالقوانين, وأن الله سن القوانين وترك الكون يعمل بشكل آلي, فيكون الله حسب مفهومهم لا يراعي كل فرد من خلقه ولا يهتم بحالهم شخصيا, لكن وضع لهم الشمس والهواء والثمار وغيرها من النعم وتركهم, مثل الغني الذي يوزع شيئا من ثروته على الناس بشكل جماعي دون أن يهتم بأثر هذا العطاء على كل فرد منهم, ولا يبالي بأخلاقهم وشكرهم أو كفرهم.
وهناك فئة أخرى تصور أن كل ما يحدث في الكون هو بأمر الله المباشر وليس في الكون قوانين تعمل من نفسها, فالماء مثلا يتبخر عند درجة حرارة 100 ليس لأن هذا قانون وضعه الله بل لأن الله يأمره بأن يتبخر في كل مرة.

كلا التصورين خاطئين ومخالفين لهدي القرآن. إيمان المسلم أن الكون محكوم بقوانين طبيعية وأنظمة ثابتة لا تتعارض مع فكرة تأثير الله في الواقع, القرآن علمنا أن الله قريب ويؤثر في حياتنا وبيده الهداية والتوفيق, وأن كل ما يوجد و يحدث مهما كان صغيرا هو بمشيئة الله وعلمه المحيط {وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}, ولاحظ أيضا أن الله قال "يعلمها" وليس يتدخل كل مرة ويسقط الورقة من دون قوانين.

على هذا فالمؤمن لا يعتقد بفكرة الصدفة والحظ العشوائي, بل كل ما يحدث لنا هو داخل بمشيئة الله وليس بمشيئة الصدفة. والمؤمن يرى تأثير الله في حياته, فيرى كيف إذا صارت نفسه صافية واتكل على ربه كيف تسهل له أموره ويحالفه التوفيق, وإذا اتكل على المادة و القوانين وحدها في عمل ما يفشل و يلاحقه سوء التوفيق, وكثيرا ما نلاحظ أننا نعمل عملا فينجح للمرة الأولى ثم نعمله مرة أخرى بنفس الطريقة ويفشل, والفارق هو أننا في المرة الثانية نسبنا النجاح إلى أنفسنا وذكائنا وليس لله فأتكلنا الله على أنفسنا, ففي كل لحظة تعتمد فيها على القوانين وحدها أنت لست مؤمنا تلك اللحظة, فالله يقول : {وهو معكم أينما كنتم}. وكذلك يرى المؤمن أن النحس يلاحقه إذا عمل شرا في عين الله ولم يأخذ حقه من الندم و التوبة, وقد قال أحد الصالحين "إني لأجد أثر معصيتي في خلُق دابتي وزوجتي".

الله سبحانه هو المؤثر الأول في حياتنا وليست القوانين, ولا ينجح عمل نقوم به إلا بتوفيقه, قال تعالى : {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} وقال تعالى : {كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله}. القوانين الطبيعية قوية وضاربة وحازمة, لكن هناك من هو فوق القوانين ويستطيع أن يوفق بينها إذا شاء : {والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون}. ونلاحظ كيف أن الأنبياء في القرآن لا يغيب الله عن بالهم ومتعلقون به دوما, كقول إبراهيم عليه السلام : {الذي خلقني فهو يهدين, والذي هو يطعمني ويسقين, وإذا مرضت فهو يشفين}, وقول يعقوب عليه السلام: {لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من شيء إن الحكم إلا لله}, و قول موسى حين ظن من معه أن فرعون وأتباعه سيدركونهم: {قال كلا إن معي ربي سيهدين}, وقول محمد عليه الصلاة والسلام {إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا}. هذا هو هدي الأنبياء عليهم السلام {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده}.

الله لا يغير القوانين الطبيعية لأجل المؤمنين ولا لأجل أوليائه فالمعجزات أمر خاص بالأنبياء –وهذا ينفي فكرة الكرامات-, لكنه سبحانه يستطيع أن يهديك بحيث تكون القوانين في صالحك ويسخر أناسا يقفون معك, ويستطيع أن يضلك إلى حيث تكون القوانين وتسلسل الأحداث على عكس ما تريد. (وقد أشرت لهذه الفكرة في هذا المقال: "القوانين وأقدار الله").  والله وعد المؤمنين بالتوفيق والبركة والنصر على أعدائهم {ولينصرن الله من ينصره}, فتدخل الله في حياتنا لا يعني تغييره للقوانين الثابتة بل من خلال تسخير البشر وهدايتهم وإضلالهم. قال تعالى: {إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا}, أي تدخل الله من خلال البشر وليس من خلال تغيير القوانين, ولاحظ قوله {أمرنا مترفيها} أي الذين هم مختارين للشر أصلا وأمرهم بفسق أكبر, وليس أن الله أضل أناسا مختارين للخير.

وفي غزوة الأحزاب ابتلي المؤمنون ابتلاء عظيما, فقد كان المشركون أكثر عدة وعتادا من المؤمنين وطوقوا المدينة, هذا بالإضافة لخيانة يهود المدينة وتحالفهم مع المشركين: {إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر}, ولكن جاء التدخل الإلهي من خلال البشر وهزم الأحزاب: فطمأن المؤمنين وثبتهم, وجعل وقت قدوم الكفار يوافق وقت هبوب العاصفة وزرع الإحباط في قلوب المشركين بالرغم من كثرة عددهم فانسحبوا: {ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال} وقذف في قلوب اليهود الرعب: {وأنزل الذين ظاهروهم من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا}.

انظر للقدر كيف يعمل وللإبداع والعظمة والمكر الإلهي: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ۚ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا ۖ وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّـهِ فَأَتَاهُمُ اللَّـهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ } فالخونة من أهل الكتاب ظنوا أن حصونهم مانعتهم من الله, لكنهم صاروا يخربونها بأيديهم! ولو قيل لهم قبل هذا أنهم سيخربون بيوتهم بأنفسهم لما صدقوا!

القدر الإلهي معجزة تفوق قدرة العقل البشري, فهو حبكة هائلة متناغمة ومترابطة لا يستطيع أحد من البشر أن يتخيلها, فلو تغير حدث واحد في التاريخ القديم لأثر على كل ما سيجري بعده, لأن الأمور مترابطة وحتى رفة فراشة تؤثر على تكون إعصار كما يقال, فكل ما حصل منذ بدء الخليقة حتى خلق نوع معين داخل البحر متعلق بك وبحياتك والله يعلم أثره عليك. وبما أن الله سبحانه لا يقدّر للمؤمن إلا الخير كما قال صلى الله عليه وسلم "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير" إذن كل ما يحصل لك إن كنت مؤمنا هو عبارة عن نعمة لأجلك ومقصودة لك شخصيا, وليس فقط ما يحصل حتى الأشياء التي لم تحصل وحماك الله منها مع أنك لا تعرفها هي نعم عظيمة ولا تحصى.

بالنسبة للضرر والأحداث الأليمة التي تحصل لنا, فالقرآن يحيل بعضها إلى أنفسنا واختيارنا الحر {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم}. وبعضه يحيله إليه سبحانه {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين}, و الابتلاء من الله أيضا داخل في تقدير الخير للمؤمن حتى لو كان ضررا, لأنه كما قال صلى الله عليه وسلم: "وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له" فيجب أن نفرق بين الضرر والشر. الشر هو الصناعي ونية الشر وليس الضرر, أما الضرر فقد يكون خيرا لكن لا ندري عنه, الصناعي شر لأنه إرادة شر, فقد يريد بك أحد شرا لكنه يقدم لك خيرا وهذا لا يعفيه, و الله سيعاقب الشيطان مع أنه لا يستطيع أن يؤذيه و لا يستطيع أن يضل إنسانا يريد الله أن يهديه, لكنه سيعاقبه على إرادة الشر. لو كانت المسألة ضر ونفع فمادام الشيطان لا يستطيع أن يضر الله لماذا يعذبه؟ إذن الضر ليس دائما هو الشر بل نية الشر هي الشر. وعليه فالخير ليس هو النفع دائما.

الماديون يقولون من أنت حتى يكون الله خالق كل هذا الكون الشاسع والمجرات الضخمة مهتم بك شخصيا وبمقاصدك وأنت أصغر من هباءة في هذا الكون الضخم؟ لكن هل الله الذي خلق الكون محتاج لأن أكون مهما حتى يهتم بي؟ الله يهتم بإرادة الخير والشر. وهل لو كنا بحجم المجرات سنكون أهلا لاهتمام الله بنا؟ أي صار مقياس الأهمية هو كبر الحجم؟! هذه عقلية طفل, يرى الكِبَر هو العظمة والأهمية! و الإنسان أعقد من المجرة فكيف يكون تافها بالنسبة للمجرة؟! وفتش في كل الكون, هل تجد أجمل من إنسان يتحمل الأذى من أجل الخير؟ ذلك الذي عبد إلها لم يره وأخلص وتحمل حبا بالله وفي طريقه, هل المجرات الضخمة أجمل من هذا؟ وهل هي أعظم؟ من يتعب ويشقى من أجل أن ينور أناسا لا يحبونه ويعرف أنهم ربما يؤذونه مع ذلك يعمل على أن ينورهم, أليس جميلا؟ القمر على جماله وكبر حجمه ليس أكثر جمال من إنسان كهذا, لهذا تتعلق قلوبنا بالأنبياء ونراهم غاية في الجمال, والسبب منطقي فهؤلاء الفضلاء أعظم من المادة وقوانينها وأكبر من السوبرنوفا.

الإيمان بقدرة الله وقربه وتأثيره على الواقع هو طريق التفاؤل, فحين يرى الإنسان الواقع وسيطرة أهل الشر عليه وقوتهم يصاب بالتشاؤم والإحباط, لكن إذا آمنت أن كل ما يحدث هو بمشيئة الله وعلمه وأنه سبحانه غالب على أمره تأتيك الثقة والاطمئنان. الثقة بالله تهون الخوف من الأسباب والقوانين والأوضاع, لا تلغيها لكنها تهون تأثيرها ولا تكون هي الوحيدة بل الله فوقها, وبالتالي لا يكون المؤمن متشائما محبطا حين تسوء الأوضاع. المؤمن مطمئن لأنه يؤمن أن كل ما يقدر الله هو خير حتى لو عن طريق الضرر, هكذا تعرف الله. وحسبك اطمئنانا بشخص يرى كل ما يحدث له أنه خير, وهذا معنى أن الله خيّر, لهذا الله يقول {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}, أي ذكره بعد معرفته وليس بمعرفة مغلوطة عن الله, فأول شرط بعقيدة المسلم هو معرفة الله.

(ويمكنك الرجوع لهذا المقال الذي تكلمت فيه عن : "أنـواع القـدر").

هناك 10 تعليقات :

  1. الردود
    1. بارك الله فيك ، شكرا على تعليقك ومرورك

      حذف
  2. مقال جميل جدا خصوصا الجزئيه الاخيره
    لكن مهلا
    هل ماحصل لهذه الفتاة في هذا المقال
    http://www.kabbos.com/index.php?darck=1413
    هو من تقدير الله؟
    وهل عدم تدخله لأنقاذها خيرا لها ام لأنها تستحق ذلك؟
    ربما الاجابه ليست لديك لكن الواقع يناقض مع ماتقول
    افعال البشر الشريره هي من انفسهم والله لم يحثهم عليها
    لكن بناء على كلامك حق عليك لو كنت انت مكان هذه الفتاة ان تتسائل اذن :
    لماذا انا؟
    واين الله ليسخر اسباب انقاذي؟
    ومالحكمه في ان يقدر ويسخر القوانين من مكان وزمان لتعذيبي حتى الموت؟

    ردحذف
    الردود
    1. قصة هذه الفتاة ابكتني واوجعتني وتمنيت انني لم اقرأها
      منذ ان قرأتها وانا اتعذب نفسيا
      ومن وقتها اتسائل بجديه لماذا لم ينقذها الله؟
      لماذا تركها تعاني هذا العذاب الجسدي والنفسي الرهيب لمدة 44 يوما الى ان ماتت؟
      انا ادرك ان من فعلو بها هذا هم اسوأ من ابليس واعلم ان هذا ضريبة الحريه اللتي اعطانا اياها الله
      لكن انت تقول ان الله يسخر القوانين وان كل شيء يحدث بأمره
      اذن لم حدث لها ما لا يستوعبه عقل انسان سوي؟

      حذف
    2. هنا الجواب على تعليقك :

      http://alwarraq0.blogspot.com/2015/10/blog-post_0.html

      حذف
  3. مهما كانت الظروف والمواقف الايستطيع الله منع الم وابادة الشر رحمة بخلقه الضعفاء ستقول فكيف نميز الخبيث من الطيب بدون الاختبار اقول لك الاختبار بحد ذاته يلغي موضوع العدل والرحمه افرض اني رجل مستقيم فاراد الله اختباري بموقف يضعني فيه فتحولت استقامتي الى اعوجاج من بعد الاختبار فحق علي الغضب والسخط هل هذا منطقيا طبعا لا لماذا لم يتركني على استقامتي

    ردحذف
    الردود


    1. أي استقامة تلك التي اعوجت اول ما محصت؟ "كدعواك كل يدعي صحة العقل".. الكل يرى انه مستقيم بلا اختبار لكن الاختبار هو ما يبين, كما يقال في المثل الاوروبي "كل قبطان ناجح قبل ان تهب العاصفة"
      من فشل في الاختبار فمعنى هذا ان استقامته السابقة عبارة عن زيف او نفاق..

      الله لا يقبل إلا إصلي وخالص وممحص.. ليميز الخبيث من الطيب، ويشهدهم على ما فعلوا، {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين}..
      وهذه قمة العدل ألا تدين إلا بأدلة واعتراف.
      وأهلا وسهلا بك دائما ومرحبا بتعليقاتك..

      حذف
  4. اعتذر عن الاطاله ولكن لدي ملحوظه انتم تؤمنون بعدل خالق وانه لايظلم ونطالبكم بالدليل تقولون هذه ان الله لايظلم مثقال ذره ! مهما نريكم الظلم الواقع بالارض ونعايشه بكل اشكاله والوانه الا انكم تصرّون انه عادل مهما تروا من ظلم لاتعترفوا به اطلاقا لانكم مؤمنين بهذا الشي ولايقنعكم ماتراه اعينكم وتصبغون عليه صبغة انه تطهير للذنوب او ان الله له حكمه في هذا وعندما نسألكم ماهي الحكمه تقولون الله اعلم اذن كيف علمتم انها حكمه من الاصل ؟ خلاصة الامر ان الظلم واقع مشهود وملموس وكتب عنه الشعراء ولامسه المقعدين والمصابين والاطفال المشردين والفقراء المسساكين والحيوانات ايضا وقع الظلم عليهم ولو كانت تتكلم لنطق لسانها لتخبرك بالظلم الذي ذاقته من الحياه وان هذا لايذهب عن اثنين اما انه لايوجد متحكم بهذا الكون او ان المتحكم ظالم لااقول هذا الكلام لمجرد العناد والتكبر بل تساؤلات لم اجد لها اجابات

    ردحذف
    الردود
    1. أهلا وسهلا بك ومرحبا بتعليقك.. تجد ردي هنا :

      http://alwarraq0.blogspot.com/2015/11/2.html

      حذف