الناقد
:
|
السيد الوراق سلام
المشكلة ان هناك اكثر من كعبة لدى من ينتسبون الى القران
كعبة الاهرامات بمصر
كعبة البتراء بالأردن
كعبة سيناء وجبل اللوز في شمال السعودية
كعبة القدس بفلسطين
كعبة عسير في جنوب السعودية
كعبة تعز باليمن
والحبل على الجرار
فلوا اتفقوا على مكان واحد لكانت الامور اسهل لهم لكن ( ولا يحيق المكر السيئ الا باهله )
انظر كم ابرهة الاشرم لدينا !
انها المسخرة بعينها !
الجاهلية
ليست مرجعنا، الجاهلية عندهم أصنام أيضا ! نحن مسلمون، وبالتوارث، وأقل ما يمكن أن
نعرف ، أن نعرف بيت الله والقبلة التي استمر المسلمون بالصلاة تجاهها والحج إليها،
منذ بدأ الإسلام. مهما كانت قدراتنا محدودة ، على الاقل نحن متأكدون من هذه
المعلومة : أن هذه مكة وأن هذه هي الكعبة بيت الله ..
شيء
غريب محاولة التشكيك في مكان يستقبله كل مسلم خمسة مرات في اليوم! بحجة أنه ذُكر
عن العصر الجاهلي وجود دور عبادة و كعبات! وبحجة وجود وادي يسمى وادي البكا تحتله
إسرائيل. والكعبة أصلا هي مسجد، فهل كان للعرب مساجد؟ والذي نعرفه أنهم كانوا
يعبدون الاصنام، إلا إن كانوا وضعوها من باب التقليد لكعبة مكة التي هي أول بيت
وضع للناس ..
هذا
الأصرار في التشكيك بأمور واضحة بديهية يجعلنا نتسائل : ماذا يُخفى من التشكيك في
الأمور الأخرى الأكثر اختلافا؟ ولماذا اصبح القرآنيون حملة لواء التشكيك في الثوابت
الإسلامية؟ حتى أنهم شككوا في الدين وثوابته أكثر مما فعل المستشرقون ! وحجّتهم
تعظيم القرآن ووجود أحاديث مدسوسة ! هذه المنتجات التشكيكية في الأخير هي ضد
القرآن، وكأن القرآني يفتح القرآن ليبحث عن وليجة ولو بتعسف لكي يشكك في ثابت من
ثوابت الدين، فهل هذا هو التدبر ؟ هل أصبح حاميها حراميها ؟
==========================================
أيمن1
:
|
تمعن في كلام النبي إبراهيم جيدا قبل إن تجادل . فهو قال ( رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ ) . ولم يقل ببلد أو قرية ذات زرع . وكل الدول يوجد بها أودية بها زرع وأودية غير ذات زرع .
إبراهيم اسكن من ذريته بوادي غير ذي زرع عند بيت الله الحرام لسبب معين وهو ( رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ ) . فالمكان الذي به زرع لا يقام فيه مسجد ولا يصلح للعبادة . لذلك فهو أسكنهم هناك ليقيموا الصلاة وتهوى إليهم أفئدة من الناس .
النبي إبراهيم استقر في الأرض المباركة وأقام البيت هناك ، فلا دليل لديك بأنه ترك الأرض المباركة وهاجر إلى ارض صحراوية قاحلة .
ما الدليل لديك
أنه استقر هناك ولم يسافر ابدا ؟ انه شيء مضحك أن المكان الذي فيه زرع لا يصلح أن
تقام فيه الصلاة! ما دمت قرآنيا فما الدليل من القرآن الذي ينص نصا على تحريم
الصلاة في المكان الذي فيه زرع ؟ ما قصتكم مع الزرع والزراعة ؟ هل أنتم وزارة
الزراعة ؟ أنا أتكلم عن أنبياء وليس عن مزارعين استثماريين. هل أنت تحرّم إقامة
المساجد في كل أرض معشبة؟ وتأمر بتقصّد بطون الوديان؟ هل تريد إغراق الناس وهي
تصلي؟
أنت ركزت على الزرع
ونسيت البيت المحرم! وإذا كانت الشام ارض مباركة، فأول بيت وضع للناس أكثر بركة،
لأنه أقدم مكان عُبد الله فيه وحده. أنت تركز على البركة في الشام ولا تحب أن تقول
شيئا عن بيت الله الذي اختاره الله ! كأنك تريد حصر البركة على فلسطين التي يحتلها
اليهود كما نعلم. أليس اقدم بيت وضع للناس اكثر بركة ؟ أم أنه اقل بركة؟ والذي
غيّر الله القبلة إليه؟ اليست تغييرا للأفضل؟ اذن بيت الله في مكة اكثر قداسة من
بيت المقدس، فما بالك بهيكل سليمان المزعوم؟ الله جعل الحج إلى مكة ومنى وعرفات،
ولم يجعلها الى القدس، إلا ان كان المؤرخون والمحدثون غيروا اتجاه القوافل لا ندري
! وأين عرفات من وادي البكا تبعك ؟ إلا إن كنت تقصد ياسر عرفات ! والله قال (إن
الصفا والمروة من شعائر الله) وكل العرب والجغرافيون يعلمون أنهما جبلان في مكة،
فأين الصفا والمروة التي بجانب وادي البكا او حائط المبكى بالاصح ؟
ليست المسألة مسألة وديان
بزرع أو بدون زرع، المسألة مسألة قواعد بيت كان مهجورا فأقامه ابراهيم واسماعيل
ابو العرب (وليس اليهود) و أراد أن يكون مثابة للناس ومنارة، حتى لأهل الأرض
المباركة.
نعم لقد اغتاظ اليهود أن
جاء النبي من الاميين ولم يُبعث في مكان بعثة الانبياء من اليهود في فلسطين، جاء
النبي من العرب الأميين (الجوييم) وجعل بعثته في بلاد العرب وليس في البلاد التي
قتل فيها اليهود انبيائهم، فكان هذا نكالا من الله بهم، لأن الله غضب عليهم كما
صرح القرآن الذي تتدبره، أن أبعد عنهم القدسية والكتاب، لأنهم كانوا يستفتحون وما
زالوا مغترّين أنهم هم أهل الأنبياء والديانات السماوية، مفتخرين بكثرة الأنبياء
منهم، وهذه نقيصة وليست مدحا، فالعبد يُقرع بالعصا والحر تكفيه الإشارة .. لهذا
كرهوا الإسلام وتآمروا عليه، لأنه سحب البساط عنهم، نسبا ومكانا، لأن الله غضب
عليهم بظلمهم وقتلهم الأنبياء بغير حق، فلم يشأ أن يبعث النبي منهم، بل ممن
يحتقرونهم، وليس في الأرض التي رفضوا أن يدخلوها. حتى أم إسماعيل جارية قبطية
مصرية وليست من اليهود، ولهذا احتقروها واحتقروا اسماعيل ..
فمنطقي يا أخي أن لا
يكون بيت الله قريبا من المكان الذي عاشوا فيه فترة من الزمن وطردهم الله منه وغضب
عليهم وشتتهم، وما دام غضب فلن يبعث نبيه من نفس المكان ولا من نفس الشعب، لأنهم
لم يكونوا أهلا لأن يسكنوا في الارض المباركة، فكتب عليهم التيه والشتات، ولم
يعودوا أهلا للنبوات، بل جعل منهم القردة والخنازير بعد أن كان منهم الأنبياء،
وضرب عليهم الذلة والمسكنة مقابل تكبرهم، والنبي العربي مقابل الأنبياء اليهود،
ومكة مقابل القدس. وكلها يحتقرها اليهود، لا العرب ولا صحراؤهم ولا جدهم إسماعيل
ولا أمه هاجر. كل هذه الأمور موضع احتقار عند اسياد اليهود أراد الله ان يعزّها
ويُؤثرها عليهم.
وما إيلاف قريش إلا سبب
احترام العرب في الجاهلية لبيت الله، الذي تسكنه قريش، فلهذا كانت قريش تسافر في
تجارتها دون أن تمسها القبائل ولا تأخذ عليها إتاوات وضرائب، ولهذا ذكّرهم الله
بهذا البيت الذي هو سبب إيلافهم مع القبائل، فقريش لم تكن من القبائل القوية ولا
الكثيرة، ولكن عزَّهم وثروتهم جاءا من هذا البيت الذي يجاورونه، والذي يقومون على
خدمة ابناء القبائل العربية اذا جاءوا للحج إليه في بكة أو مكة، وكلاهما نفس
الشيء، رغم الكابالا القرآنية، ويقدّرون هذا لهم من السقاية او الرفادة او
العمارة. فالله يذكرهم بأن عزهم التجاري وثروتهم جاءتا بسبب اسم و بيت الله،
فلماذا لا يعبدوه .. ولاحظ رحلة الشتاء والصيف، تساعدك على تحديد موقع بيت الله.
فتهامة اليمن تكون دافئة في الشتاء، وفرصتهم للتجارة، أما في الصيف فكلما اتجهوا
جهة الشام كلما اعتدل الجو واستراحت القوافل، فالشام معتدل المناخ، أما إذا كانت
قريشك وبيتك في الشام، فكيف نفهم رحلة الشتاء والصيف؟ و مكة في تهامة، فهم ينطلقون
بمحاذاة البحر إما شمالا أو جنوبا ..
ولا نعمم ما سبق من
كلامنا على كل اليهود، وليس كلهم قتلوا الأنبياء، ولكن أولي الطول منهم والمكانة
والأسياد. وليس غريبا عندهم، فقد تآمر أجدادهم على قتل اخيهم يوسف النبي .
فكل الأنبياء والرسل بعثوا في الأرض
المباركة . والنبي إبراهيم لم يترك زوجته وابنه
كما نقرأ في أساطير المحدثين .
غير صحيح، ثمود
في الاحقاف، وقوم صالح في العلا، وربما ايضا اصحاب الرس، و محمد العربي في جزيرة
العرب، وشعيب في مدين، هذا غير الانبياء السابقين كإدريس ونوح الذي تدور الأخبار
والروايات أنه كان في تركيا، حتى زرادشت يقال انه نبي، والصابئة في العراق كان لهم
أنبياء، فالله لم يترك امة الا وفيها نبي، فهل كل الامم في الشام؟ هيا تفضل انقل
كل هؤلاء الى اسرائيل ! هل ستنقلهم كلهم الى الارض المباركة التي تحتلها اسرائيل؟ أنبياء
شمال الحجاز ربما ينافسون انبياء فلسطين في العدد، هذا غير من لم يقصصهم الله لنا
من الانبياء واماكنهم ، وهل يوجد مقام ابراهيم في وادي البكا تبعك؟
وقولك (الارض المباركة)
هذا من ادبيات اهل الكتاب الذين يعمّون الشام كله ويطلقون عليه هذا الإسم، بينما
القرآن يحدد : (باركنا حوله) ، (باركنا فيها) ، وكذلك قال عن بيت الله في مكة :
(إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا) اذن : لا تحدد الأرض المباركة بالشام وما
سواها غير مبارك على طريقة اهل الكتاب !
ثم : ربطك الأنبياء
بالأرض المباركة لا دليل عليه، فقد يُبعث النبي او يعيش او يسافر إلى أرض لم يذكر
انها مباركة، بدليل ان الله اخبر انه ما من أمة ألا وقد خلا فيها نذير، وليست كل
الأمم في فلسطين، وموسى عاش في مصر وبعث فيها وأتته المعجزات في مصر. فهل تشمل
الارض المباركة مصر ؟
قلت لك إن السبب ليس خوفا من الجوع إنما ليقيموا الصلاة .
هل الصلاة تحتاج
وديان خالية من الزرع؟ لماذا تحذف كلمة (عند بيتك المحرم) ؟! تلتقط ما تشاء من
النص ؟! وهل إقامة الصلاة تحتاج الى سفر ؟ الصلاة تقام في كل مكان. لكن ليقيموا
الصلاة عند بيتك المحرم، ليكون مكانا مقدسا كما هو الآن في الوضع الذي لا يسرّك.
ويكون المكان هو للعبادة وبان يرزق
أهله من الثمرات عن طريق الحجاج الذي يأتون إليه . ولا تنسى إن هناك قرية النبي
لوط كانت قريبة من بكة كذلك مدين . وتلك القرى لا دليل اثري يشير على تواجدهما
بالقرب من مكة الحالية . كذلك فان مكة كانت تحيط بها القرى من حولها فأين هي تلك
القرى ؟
تقصد متى ؟ الآن
أم سابقا ؟ القرى كثيرة .. و جدة كانت من احدى قرى مكة، ويمكن أم القرى تعني أم
المدن كلها، مثلما تقول : أم الدنيا عن مصر ..
وقوله تعالى (تمرون
عليهم مصبحين) لا يعني كل صباح أو كل مساء كما فهم القرآنيون، لأن النص لا يدل على
هذا. لاحظ كلمة (تمرون) تشير إلى هدف ، وأن المرور عرضي، فالشيء الذي تمر عليه أنت
تقصد غيره، فيكون على الطريق، ومن يمر على أماكن عادة هو المسافر. وهذا ينطبق على
حال قريش التي كانت تسافر في تجارتها كثيرا شمالا وجنوبا (رحلة الشتاء والصيف)
(لإيلاف قريش) والإيلاف هو الاعتياد والتكرر، وقصد الآيات : لماذا لا تعتبرون
وأنتم تمرون على أماكن أقوام اندثرت بل وعوقبت، لماذا لا تلين قلوبكم وتخافون أن
يأتيكم ما أتاهم؟ وهذا إشارة إلى أن قلوبهم مغلقة، فبين المساء والصباح تتغير نظرة
الانسان للأشياء والحياة . والآيات السابقة تتكلم عن أنبياء آخرين مثل إلياس وقومه
وابراهيم واسحاق وموسى وهارون، فيشملهم قوله (تمرون عليهم) ، ليس فقط قوم لوط.
وليس كل شيء قريب منك
أنت تمرّ عليه، والقرية القريبة تحتاج إلى قصد حتى تذهب إليها، إلا إن كانت على
الطريق، ولا يسمى الذهاب إليها مرورا. ثم كيف تأكدت أن قوم لوط كانوا في الشام
وأنت لا تثق في التراث؟ أم أنك لا تثق في التراث الإسلامي فقط وتثق بالتراث
اليهودي؟ ما النص القرآني الذي يثبت أن لوط في الشام؟ وحتى كونه انتقل الى الارض
التي بارك الله فيها تشير الى انه انتقل من ارضه، قد تكون في الشام او في الحجاز
او في أي مكان آخر.
ثم أنظر إلى قوله تعالى
عن سبأ التي في اليمن، وأنه جعل بينهم وبين القرى التي بارك فيها قرى ظاهرة، ألا
يجعلك هذا تعتقد بوجود قرى مباركة في اليمن أو قريبة منها؟ إذن ليست الأرض
المباركة فقط هي القدس. فشتان في المسافة بين اليمن والقدس. لاحظ أن الريح كانت
تنقل سليمان الى الارض المباركة، والله اخبر ان سليمان انتقل عبر الريح الى اليمن،
ومملكة سبأ في اليمن، مادمت تستشهد بالقرآن فقط. واذا كان سليمان يسكن في الارض
المباركة، ستكون الريح تنقله (من) الارض المباركة وليس (إليها).
المكان النائي والمهجور والموحش والمقفر لا يخدم الدعوة يا أستاذ !!!! كذلك المكان الحالي صعب الوصول إليه فما بال في ذلك الزمن . تفكر وتدبر جيدا .
بل انت اتبع
كلامك ربك جيدا، فلست أنت أدرى منه أين يجعل رسالته وأين يجعل بيته سبحانه وتعالى
وهو أحكم الحاكمين. وإن كنت ستستمر في استعمال عقلك على قرارات الله، سيصل بك
الامر إلى : لماذا يختر نبيا من العرب ولم يختره من الشعب المبارك الذي كثر فيه
الانبياء ؟ قياسا على فكرة الارض المباركة ؟ الله اعلم حيث يجعل رسالته ويجعل بيته
ويصطفي من يشاء.
ولو جارينا تفكيرك،
فلماذا الشام بالذات؟ لماذا ليس في تركيا بين قارتين؟ او في اليمن على طريق ملاحة
دولي؟ ولماذا اكثر الانبياء المذكورين من اليهود المُشرذَمِين؟ وليسوا من
الاوروبيين الناجحين أو الصينيين ذوي الحكمة والعدد الكبير ؟
أنت تفكر بعقلية
المستثمر في موضوع ديني وإيماني تجرّدي! بالعكس، جعلُ بيته في هذا المكان المقفر
يصفّي الإيمان أكثر، لأن المسافر إليه هو مسافر لله فقط وليس بدافع نزهة او تجارة
او مصالح. والذي تحمّل الحر هناك والجفاف والقحط وضرب المفاوز والصحارى المخيفة فهذا
علامة على اخلاصه لربه، قال تعالى (واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر
يأتين من كل فج عميق)، لاحظ كلمة (ضامر) من التعب والجوع في الصحارى، فلا تجد
الرواحل ما يسمنها.
مثلما اخلص ابراهيم
وهاجر واسماعيل وتركوا زهرة الحياة الدنيا الى صحراء مقفرة لله ، وهذا الشعور
التجردي يعرفه الحُجّاج ويزيدهم روحانية أكثر من الأماكن ذات المباهج والحضارة
والترف والامطار المنهمرة والجداول الجارية والأزهار المائجة ..
الله يتعبد عباده
بالصبر، أي التجرد (وهذا ما نسميه بالروحانية التجردية، وهي ما يشعر به الزاهد في
الديانات الروحانية الي تدفع الى الزهد كالبوذية والهندوسية والرهبانية المسيحية
والتصوف الإسلامي، وهذا يعني حياة قفر وصحراء يا عزيزي المستثمر) ألست قرآنيا؟ الا
ترى أنه يتعبدنا بالصيام؟ والصيام قحط، لا ماء ولا طعام ؟ قس هذا على جعل بيته في
مكان قفر. فهناك تناسب ، والله حذرنا من الانخداع بمباهج الدنيا .. اما لو كان
مشروعا استثماريا لجعلناه في القاهرة افضل حتى من الشام حيث الكثافة السكانية
اكبر، والزراعة أغزر من جبال الشام! وهي مركز إعلام الشرق الاوسط من ايام الفراعنة
الى الان.
|
ما قلته في الاقتباس ما هو إلا دليل على بطلان قولكم بان مكة الحالية هي أم القرى . فالله تعالى يخاطب في قوم محمد ويذكرهم بالجنان والأنهار وبالزرع وبالماء وهذا بحسب قولك ينطبق على الشام وليس على الحجاز .
نعم أريد من المسلمين بان يحجوا إلى فلسطين ماذا فيها ؟ . وان يذهبوا إليها ويحرروا بيت الله الحرام والمسجد الأقصى . فما دخل السامية في موضوعنا ؟ الم يكن النبي يعيش بين اليهود ؟ الم يحاربهم في قراهم التي كانت بالقرب من بكة ؟ فأين هي قرى وحصون اليهود في الحجاز ؟
موجودة حتى الآن
! ألم تسمع بحصن مرحب في خيبر؟ ابحث عنه في جوجل ! أم أن المحدثين بنوه فوق الجبل
؟ قبائل يهودية كانت تعيش في وادي القرى ويثرب، وتواجدهم في الأدب والتاريخ كثير،
ومدنهم وقراهم تحمل أسماءهم إلى الآن، بل ومقابرهم السداسية موجودة في تيماء.
بستان بيرحا في المدينة
المشهور، معناه في العبرية الزهور أو الورود .. كان منهم الشاعر المشهور السموأل
بن عاديا مضرب المثل في الوفاء وحصنه المعرف في تيماء المسمى بالأبلق، إلا إن كان
المحدثين اخترعوا قصته وألفوا لاميته المشهورة وبنوا حصنه ايضا! ابن سلاّم الجمحي
ذكر ثمانية مشاهير من شعراء يهود قبل الاسلام. و ربما انتقلت قبائلهم بعد تهديم
الهيكل الى شمال الحجاز القريب من الشام وتداخلوا مع العرب وتحدثوا بلغتهم.
الله تعالى يتحدث عن مكان جغرافي واحد وهو الأرض المباركة التي ينبت فيها التين والزيتون والعنب ويوجد بها البلد الأمين . مستحيل إن يخاطب الله قوما ويذكرهم بتلك النعم وهم يفتقرون إليها ولا توجد عندهم . هذا مستحيل وفيه شيء من الغرابة .
أبدا لا غرابة،
الغرابة في تفكيرك .. الله لم يذكر مكانا مباركا واحدا، حتى سبأ ذكر أن قريبا منهم
كانت هناك قرى مباركة، والأنبياء ظهروا في كل أمة، وليس فقط في أمة يهود
(المختارة) .. والقرآن لم يقل تحديدا أنه لن يظهر نبي إلا في الأرض التي بارك فيها
او حولها، هذا من عندكم فقط وليس من القرآن، ثم أين الآيات البينات في بيتك
المزعوم؟ مقام ابراهيم آية واحدة، ولم يقل الله تعالى انه بارك في قطعة ارض واحدة
فقط، هذا أيضا من عندكم. أنتم تقوّلون القرآن ما لم يقل، وتحددون ما لم يحدده
القرآن! وتفصّلون ما لم يفصّله القرآن!
انظر الى قوله تعالى (و
اورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الارض ومغاربها التي باركنا فيها) يعني
كل الكرة الارضية مبارك فيها لأن كلها مشارق ومغارب، بموجب هذه الآية .. هيا تقرأن
وتقيّد بالنص .. فمشارق الارض ومغاربها يعني كل الارض .. اذن لم تعد البركة محصورة
في مكان واحد، هذا غير القرى المباركة عند سبأ، وهذا غير البيت المبارك في مكة.
أما عند اليهود فهم لا يرون أرضا مباركة الا ما يسمونها ارض الميعاد، ونحن مسلمون
ولسنا يهود.
وأيضا قال تعالى (وجعل
فيها رواسي من فوقها وبارك فيها) ، هل عندك اعتراض على الله؟ الامم منتشرة في هذه
الارض المباركة، وفي كل أمة خلا نذير، إذن تمزقت أصوليتك التي تريد أن ترجع كل
البركة الى ارض دولة معتدية تسمى اسرائيل. وكيف تُنبت الأرض وتُمهّد وتُحفظ وهي
غير مباركة منطقيا ؟ والله يُنزل ماء مباركا، فكيف ينزله على ارض غير مباركة؟ اذاً
غيّر مفهومك العبراني إلى مفهوم إسلامي، قائم على العدل الالهي.
تعريف القرآني : هو شخص
يقول ما لم يقله القرآن، ويسكت عما قاله القرآن. وهنا الشبه مع الكابالا؛ يقولون
ما لم يقله نص التوراة. وكأن حالهم : إما أن تقول يا قرآن أو نقول نحن بناء على ما
قلت بدلا عنك! لماذا لم تقل ولم تحدد؟! نحن سوف نحدد ما لم تحدده! ونفرّق بين ما
لم تفرّق بينه! بعبارة أخرى : الكابالي القرآني يريد وثيقة مفصّلة، وإلا فإنه سوف
يجد ثغرات على النص، أي أن القرآني يتعامل مع القرآن بعقلية المحامي الذي يبحث عن
ثغرات في الدستور لم يفصلها الدستور والقوانين. وكما يوجد كابالي توراتي يوجد
كابالي قرآني، أحدهما عالة على الآخر، ومعروف من الأقدم ..
البيت مرتبط بالأرض المقدسة التي هي في الشام ، فالبركة تعني الزرع والماء والجنان .
أنت تخالف
القرآن وتوافق التوراة.
لماذا يتكلم الله تعالى عن الحجاز وهي لا يوجد بها البيت الحرام ؟
بكة المقصود بها عيون الماء وليس البكاء . وحائط البكاء لا يهمنا في شيء . فنحن نحج لمسجد وليس لحائط .
حائط باقي من
مسجد أو هيكل ، لا مشكلة .. هيا حجّ لنتابع أين ستقف، و أين ستهز رأسك ..
يا سيد القرآن حدد جغرافية الأرض المباركة بعديد من الآيات .
في القرآن لم
تذكر فلسطين ولم تحدد البحار التي تطل على الشام، ولم يقدم احداثية GPS .. كيف عرفت ان الشام هو الارض المباركة وأن
المسجد الاقصى هو الموجود الآن والذي تحتله إسرائيل؟ أنا أطبق عليك أسلوبك! هيا
حدد الايات التي تحدد موقع ما تسميه الارض المباركة في فلسطين ! لأن ليس كل الشام
ارض مباركة حسب كلامك .. ربما المسجد الاقصى في اليمن ونقله المفسرون الى الشام
بقيادة معاوية! مع كثرة الادلة على تشابه الاسماء في اليمن مع الاسماء الموجودة في
التوراة وبشكل ادق من وجودها في فلسطين ، راجع كتاب (فلسطين المتخيلة) لفاضل
الربيعي .. حيث اثبت جغرافيا ان الارض المباركة في اليمن وليست في فلسطين ..
لا تعتمد لي على تراث
يهودي او عربي! ولا على مفسرين ومحدثين ولا كتب ادب ولا تاريخ ولا جغرافيا ولا
شيء، فقط من القرآن ! هل وقعت في الفخ ؟ من حفر حفرة لأخيه وقع فيها. وما دام ضيّعت
أول بيت وضع للناس، واختفت ارضه، اذن الارض المباركة ضاعت ايضا. فلا تثبت ما تشاء
وتبقي على ما تشاء ! انتظر الجواب .. اثبت من القرآن تحديد موقع جغرافية الارض
المباركة ، لا تقل تين وزيتون ! هو موجد في اكثر بقاع العالم ، فهما يوجدان في
جنوب اوروبا بشكل اغزر واكبر وافضل من تين الشام وزيتونه .. البرازيل اكثر خصبا
وخيرا من الشام، و كذلك اندونيسيا والهند، أكثر جنات وعيونا من برد الشام ! أي
اكثر بركة حسب تعريفك للبركة، فأمطارها طول العام، بينما الشام تأتيه زخات في
الشتاء فقط، والاكثر مطرا اكثر بركة، لأنه ماء مبارك حسب تفكيرك وتفسيرك للبركة :
كثرة الأكل ..
توجد بلاد كثيرة أكثر
بركة واكثر جنات وعيون من الشام، وحتى بالتين والزيتون افضل .. هل تبين لك الخطأ
في منهجك؟ ام ستعاند لأجل العناد؟ القرآن يأمرك بإتباع الحق إذا تبيّن، و أنت
متّبع متدبر للقرآن لا تخرم منه حرفا..
ويكفي دليل واحد على بطلان ما تدعونه
وهو إن الله تعالى قد نجا نبيه إبراهيم إلى الأرض المباركة التي يعترف بها معظم
هذه الأمة وهي الشام . ولم ينجيه إلى الحجاز .
كيف تثبت من
القرآن فقط أنها الشام التي ذهب إليها ابراهيم؟ أراك رجعت لمعظم الأمة تستشهد بهم
ما دام الامر في صالحك وهواك، لكنك لم تقبل شهادة كل الأمة وليس بعضها على ان بكة
هي مكة ! أنت متبع لهواك وليس للقرآن . منهجك لا يقبل شيئا اسمه (رأي الأمة) !
لماذا قبله الآن ؟ تنتقي على كيفك ؟ وتحسب أن الناس لا يدققون في كلامك؟
الله تعالى يقول لنبيه بان ينذر أم القرى وما حولها ، والسؤال الذي سيطرح نفسه إلى يوم القيامة هو أين تلك القرى من مكة الحالية ؟
هل هذه قضية
تطرح إلى يوم القيامة ؟! هل عندك أنت "أم قرى" أخرى تقدمها كنموذج؟ كل
مكان في العالم توجد مدن وقرى حولها، منها الاقرب ومنها الأبعد. ثم إن وصفها بأم
القرى قد يكون من باب التعظيم، لأن القرآن يسمي المدن بالقرى، وليس المصطلح
الجغرافي للقرى كما درست ، ولا توجد مدينة تولِّد في المستشفى قُرى !
ثم يا اخي فكر قليلا :
أول بيت وضع للناس، لا بد أن يكون اول الناس و أقدمهم قريبين منه ! منطقيا ! لأن
الله لم يترك أمة إلا وفيها نذير، بما في ذلك أقدم أمة، حيث وضع لها بيتا. هؤلاء
الناس تكاثروا وكوّنوا قرى ومدن ، فتكاثروا وانتشروا وهاجروا، و هم أصلهم من مكة،
لأن فيها أول بيت. فمكة هي أم الدنيا وليست مصر الأم الثانية. واليمن أم العرب . و
معنى قرية في اللغة مأخوذ من القري وهو التجمع، ومنه كلمة (مستقر)، وقريتُ الماء
أي جمّعته.
اذن مكة حقيقة هي أم
القرى، في كل العالم .. حتى دراسات علم الآثار وحتى الداروينية ونظرية التطور تشير
أن الإنسان أول ما ظهر في الحجاز وليس في فلسطين (إسرائيل حاليا) .. وبهذا تستحق
لقب أم القرى .. ولكي تتأكد اقرأ لمؤرخي العالم القديم، من مثل (ويل ديورانت)
وغيره، وهو يشير إلى أن البشرية خرجت من جزيرة العرب أيضا. ويفترضون أن جزيرة
العرب قديما كانت مروجا وانهارا قبل العصر الجليدي الاقدم، ويدل على هذا باستشهاده
وغيره : وجود الحضارات القديمة قريبة على المنفذ الوحيد لجزيرة العرب وكأنها على
ضفافها، كالحضارة البابلية والسومرية والكلدانية والكنعانية والفينيقية والمصرية ،
هذا غير حضارة حمير ومعين وسبأ في اليمن التي تسمى بالخزان البشري، وخطوط الهجرات
معروفة من الجزيرة العربية وتتفرع شرقا وغربا وشمالا. فلسطين أرض استقبال للهجرات
وليست ارض تصدير في الزمن القديم.
التاريخ اذن يشير الى أنها
هي ام القرى، لأن اقدم الهجرات البشرية تخرج من جهتها. أي من الحجاز واليمن . ونحن
نثق بالقرآن أكثر من أي دراسة، وسماها أم القرى وذكر فيها أول بيت وضع للناس، وهذا
يكفيك لو كنت قرآنيا مخلصا لتقول ان البشرية خرجت من الحجاز، بشهادة القرآن. هذا
غير ان الدراسات والتاريخ تؤيده ..
والرسول انذر اهل مكة
والطائف واهل المدينة وما حولها من القبائل المستقرة مثل غفار وخزاعة وغيرها. كل
نبي ينذر قريته وما حولها. وهذه بعض القرى حول مكة : بحرة وعسفان والابواء وذو
الحليفة وقرن المنازل والطائف ويلملم والجحفة والحديبية وغيرها كثير .. وكانت
موجودة حتى في العصر الجاهلي. وذكر بعضها ابن قيس الرقيات في مدح مصعب بن الزبير.
نفس الشيء عندما تتجه للقدس، ستجد حواليها بعض القرى وبعض المدن، فأين المشكلة ؟
مشكلتك صغيرة تريد أن تكبرها .. هل هذا سؤال محير إلى يوم القيامة؟!
صحيح أن وديان مكة ليس
ذات زرع كثير، لكنها ليست في الربع الخالي يا اخي ! مع أن الماشية تجد في جبالها
بعض المراعي والواحات. لكن مقارنة بالشام التي جاء منها ابراهيم هو غير ذي زرع.
احيانا تأتيها امطار غزيرة وتخضر جبالها ، والآن لو تجولت في الجبال قرب مكة، ستجد
أغناما ترعى في الجبال والوديان، ألم يحرّم عضل شجر مكة؟ اذن فيها بعض الشجر وصيد
وارانب وغزلان، هذا قديما، وغلا فكيف يحرم صيدها والمكان الخالي تماما من النبات
لا يكون فيه صيد. والحقيقة ان اكثرمناطق الجزيرة العربية غير ذات زرع، فهي صحراء،
فهل الجزيرة العربية في نظرك لم يكن بها سكان ابدا؟ ما هذا الجنون ؟ اين عاشت
القبائل في جزيرة العرب ام كلها في الشام ؟! كل شي وضعتوه في الشام ! الا تكفيه
احزانه الثقيلة؟ انت جعلته محشراً فعلا، حشرت فيه كل شي من الان قبل قيام الساعة !
حتى نوح وادريس والياس كانوا في الشام ! وبالتالي لان الله ارسل نذير في كل امة ،
فكل الامم حسب تفكيرك في الشام هم وانبياؤهم لأنها الارض المباركة، والانبياء لا
يخرجون الا في ارض مباركة! كمن تركوا الشقة وجلسوا في غرفة يسمونها الشقة !
اعاننا الله على من لم
يقرا الا كتابا واحد او معلومة واحدة ! (غير ذي زرع ، غير ذي زرع ، غير ذي زرع) ..
هي في جبال السروات،
وتهامة مكان استراتيجي وخط تجارة دولي، يربط بين الشام واليمن، ومصيفها الطائف
وزراعتها هناك، ذات الجو العليل، وفيها اعناب وتين وزيتون تعجبك، بل وورود الطائف
تصنع منه العطور من ايام الجاهلية، والزيتون في قرية الشفا في الطائف يتشقق ويخرج
منه الزيت. وجبال عسير الممتدة الى اليمن مليئة باجود الفواكة، على رسلك اذن فهم
يعرفون العنب والتين والزيتون، وليس فقط اهل الشام. وليس سكان الحجاز وحوشا كما
تتخيل . بل كانوا حتى في العصر الجاهلي اهل رقة واهل طرب و فن واهل ثقافة بالنسبة
لبقية الجزيرة العربية، لانهم قريبون من مراكز الحضارة ومن الموانئ. ايضا جو مكة
الدافئ طوال العام، يتناسب مع قدوم المعتمرين والحجاج ، بل حتى مع لباس الاحرام،
لو كانت تأتيها الثلوج مثل القدس لما امكن لبس الاحرام والتجرد من المخيط،
والانسان يتأقلم مع المكان الدافئ اهون من ان يتحول للمكان البارد او المتجمد اذا
كان قادما من اماكن دافئة، حكمة الله تعلم عقولنا.
واصلا اهل التجارة
يعرفون كل منتجات الحضارة في زمانهم، لان التجارة تنقل البضائع، لذلك المدن
التجارية تكون هي الاكثر في الثقافة، والله الذي حرمها من الانهار والزهور عوضها
بهذا المكان الاستراتيجي وبمهنة التجارة واستقبال الحجيج والتجارة معهم. وجعل
مصيفها الجميل قريبا منها، وفيه بساتين تجار مكة، وميناؤها في جدة قريب منها، هذا
المكان الاستراتيجي صورته انت كثبان الربع الخالي الموحش! التي لا مكان للعيش
فيها! لو قلنا ان مكة في الربع الخالي لكان في اعتراضك وجاهة.
وكانت تجارة التوابل
والافاويه والاطياب والبخور اليمانية التي تكلم عنها هيروديت المؤرخ اليوناني
،الذي وصف اليمن القريب من مكة بالسعيد، تنتقل الى الشمال عن طريق الحجاز ومكة.
لأن التجارة قديما لم تكن تعتمد بالكامل على النقل البحري، ولم تكن توجد قناة
السويس، وكانت خطوط التجارة تأتي من اليمن وتمر بالبتراء ومدائن صالح وتتجه إلى
العراق والشام ومصر. بمحاذاة الساحل، دون الحاجة الى ادلاء. فقط يسيرون بمحاذاة
البحر حتى يصلوا الى العقبة والشام. أو إلى المخا وعدن.
أنت سميتها قفار موحشة
! وهذا من عندك . القرآن فقط وصفها بأنها غير ذات زرع، ولم يقل انها موحشة او غير
قابلة للحياة، ولم يصفها بأنها ليست مكان استراتيجي قريب من البحر واليمن و في
منتصف الطريق بين اليمن والشام ومصر. لو كانت غير قابلة للحياة لما وضع فيها
ابراهيم ذريته، هذا غير بئر زمزم التي كانوا يشربون منها وما تزال، الا ان كان اصل
اسم زمزم هو وايزمان فهذا موضوع آخر ..
ولا تبعد مكة عن البحر
اكثر من ثمانين كيلو. و كل المدن التجارية لا تهتم بالزراعة، فهل نيويورك مدينة
زراعية ؟
ثم إن السفر عبر المدن
الساحلية ميسر، لأن أرض السهل ممهدة وليس فيها جبال، والقرى الساحلية كثيرة، لأنها
تعيش على صيد السمك والتجارة، السهل الساحلي يمتد معك من اليمن إلى الشام ولا
يحتاج المسافر فيه إلى دليل.
أضف هذا إلى قوله تعالى
{لإيلاف قريش} لترى نعمة الله على هذا المكان الطاهر.
مشكلتك تحميل اللفظ
اكثر مما يحتمل ..
بل إن النبي الكريم محمد ولمعلوماتك
قد ذهب إلى مدينة مدين القريبة من مكة لينذر أهلها ، فلماذا لم يذكر شيء عن مدين
وذكر مكانها الطائف ؟ ولماذا تم تجاهل مدين المذكورة في القرآن واستبدالها بمنطقة
الطائف الوحيدة المذكورة في سيرة الإسلام ؟
أين ذكرت هذه
الزيارة للنبي لمدين في القرآن لينذر أهلها؟ ومن أين لك هذه المعلومة إذن وأنت
قرآني؟ أليست من التراث الذي ترفضه؟ ام أن المسألة انتقاء على الهوى من التراث؟
أين قرى النصارى وقرى اليهود ومعابدهم وديرهم وصوامعهم وحصونهم وبيوتهم وقبورهم ؟
لماذا قال النبي عيسى لقومه بني إسرائيل بان نبيا اسمه احمد سوف يأتي من بعده ؟ فإذا كان عيسى قد عاش في الأرض المباركة في الشام فكيف يبشرهم بنبي يأتي في الحجاز على بعد ألاف الكيلومترات .
هل هذه مشكلة؟ أليس دينه سينتشر أم سيبقى
محصوراً في بيت لحم؟ المسيحية غطت قارات العالم بما فيها جزيرة العرب، كانت قبائل
عربية تعتنق النصرانية وأهل نجران والحبشة وبعض أجزاء اليمن، حتى ورقة بن نوفل كان
نصرانياً.
يا عزيزي، الدين لا
يعرف الجغرافيا والأنبياء ليسوا مساحين مثلك! كلمة الله تسري. ألم يقل الله أن
الحج يأتيه الناس من كل فج عميق؟ فالدين
عابر للقارات وليس للقريات فقط.
ثم عكس كلامك : ما الدليل
أن عيسى قال أنه يأتي نبي في بلدي من بعدي؟ هل تحدد للقرآن ما لم يحدده ؟ هل تتدبر
القرآن أم تدبِّره على مزاجك وتقوله ما لم يقل؟ ما سكت عنه القرآن يجب أن نسكت عنه
ولا نعمل عقولنا به، وهذا معنى التدبر : أن تمشي دبره وليس أمامه لتوجهه، وإذا سكت
تسكت، فعيسى سكت عن مكان ظهور النبي، ولا يحق لنا تجاوز النص إن كان القرآن يهمنا
فعلاً.
منهج القرآنيين هو
الكلام فيما سكت عنه القرآن والخوض فيما تشابه منه بالتأويل، وهذا ما نهى عنه
القرآن نصاً، إذن القرآني لا يتبع القرآن بل يسقط أهواءه على القرآن مستغلاً ما
سكت عنه القرآن أو تشابه منه، مع أن الله نهى عن هذا الفعل.
راجع نفسك وانكب على تدبر القرآن لأنه هو الحق اليقين . إما هذه الكعبة الحالية فهي نصب مثلها مثل كعبة نجران وغيرها كثير ، لهذا نجد إن الطقوس التي تقام عندها جميعها طقوس وثنية متعلقة بالحجارة وأنت بنفسك تعلم ذلك جيدا . دوران حول الكعبة وتقبيل الحجر الأسود والصلاة أمام قدمين من الحجر وتسلق جبل عرفة والسعي بين جبلين ورمي حجارة لنصب وتارة أخرى تقديسه وتعظيمه . فهل هذه هي مناسك الحج التي أمرنا بها الله تعالى في كتابه ؟
أولاً هل أنت مسلم
أم ملحد؟ هل انت يهودي أو عربي؟ لم تقل شيئاً عن حائط المبكى هل هو وثني أم
مبارك؟! الله أمر بالطواف بالبيت العتيق الذي هو الكعبة {جعل الله الكعبة البيت
الحرام} وأمر بالطواف بها أياً كان مكانها، هذا الفعل الذي أمر الله به تسميه
وثنية بعد موعظتك الرقيقة لي باتباع كلام الله! وهذا ما يثير الضحك فعلاً. ما هو
الطواف؟ وما هي الكعبة في قاموسكم العجيب غير العربي؟! ما معنى الطواف بالعبرية؟
أجبني بها، وأين المكان الذي يسمى كعبة في فلسطين وتوجد فيه كعبة؟ أو أن المحدثين
أزالوها بأقلامهم؟
أكثر ما يضحك هو
المواعظ باتباع القرآن التي تخرج منك بعد كل طامة ومصيبة وتجديف في الدين.
إما أسطورة أبرهة فهي من الخيال ، وأصحاب الفيل هم كانوا يستخدمونه لهذا أطلق عليهم بأصحاب الفيل وكانوا من ضمن القرى التي دمرها الله تعالى ولا علاقة لها بابرهة أو لهدم الكعبة ولم يذكر الله تعالى ذلك . فكفانا خرافات جلها سطرها أعداء الله تعالى .
الله أكبر! عظمة
يا مولانا! أنت فعلت ما لم يفعله أبرهة بل ما عجز عنه، ما هو كيدهم إذن الذي جعله
الله في تضليل؟ هل هو ركوب فيل؟ هل هذا كيد؟! الكيد مؤامرة على شيء معين {كذلك
كدنا ليوسف} فجعل الله تلك المؤامرة في تضليل، أي أنها ضلت عن هدفها وهو هدم
الكعبة، وحقدك أنت على الكعبة يجعلنا نصدق أن غيرك سبقك في هذا الحقد، وهو سلفك في
كراهية الكعبة أبرهة، هو مثلك تماماً يرى أن الكعبة مزورة وأن الحقيقية في اليمن،
بينما أنت تراها قرب نتنياهو، ما الفرق بينكما؟ أكيد ان أبرهة كان يصف الحج الذي
امر الله به المؤمنين بالوثنية مثلك. وبالعكس فالآيات تنطبق على قصة أبرهة أكثر من
انطباقها على تخريجك وبالعقل فقط.
لما عجزت أن تجد ما
يناسب أصحاب الفيل في الشام قلت أنها خرافة، ثم لماذا يذكر الله الفيل وهو لا
علاقة له بكفرهم؟ هل هو عبث ؟ تعالى الله، ثم كيف يكون أصحاب قرى لهم فيل واحد؟!
ولم يذكر الفيل والعرب لا يعرفون الأفيال لو لم يكن له قصة، بالعكس فقصة أبرهة
تجعلنا نفهم الآيات أما تخريجك فلا يجعلنا نفهمها، ثم ما أدراك أنهم أصحاب قرى
وليست قرية واحدة؟ وهل القرآن ذكر عنهم أنهم أصحاب قرى؟ من أين اتيت بها؟ هل تسمح
لنفسك بالتحريف وتحرمه على غيرك؟ هل قال لك القرآن هذا الكلام الذي تقوله؟ أين
نصك؟ وهل قال أنه غير فيل أبرهة؟ طبعاً لا، وهل قال مثلك أنهم أصحاب قرى عندهم
فيل؟ لا لم يقل، إذن أنت تجدف في القرآن على مزاجك وتنتقد غيرك بما تفعله، لو قلت
لا أدري ولا أثق بالأخبار على الأقل لكان أفضل، لكنك رفضت تخريجهم المنطبق وقدمت
تخريجك غير المنطبق. إذا كنت تنتقدهم أنهم عبثوا في القرآن فعبثكم أشد.
وبالعقل ما دمت مسلماً
ينصح الناس، فكيف يحفظ الله القرآن ولا يحفظ بيته؟ وكيف يقيم تشريعات على هذا
البيت وهو مجهول ومختفي ولا يعرفه إلا أنت؟ بل حتى انت لم تحدد مكانه بالضبط، وكيف
يقول عنه أن فيه آيات بينات وهو نفسه غير بيّن؟ انت تكذّب القرآن بهذا الشكل
وتجعله كاذباً إذا تابعنا كلامك، فإذا كان بيت الله ضائعاً فقد سقطت الحجة لله على
الناس بالحج والعمرة، وكيف يحفظ القرآن الذي يأمر بالحج والعمرة ثم لا يحفظ ذلك
المكان ويجعله عرضة لتضليل المفسرين والأمويين كما تزعم؟ لن يكون لحفظ القرآن قيمة
ما دام لم يحفظ البيت الذي يأمر بالحج إليه وسيكون الله متناقضاً بموجب كلامك
فيحفظ آيات الأمر بالحج ولا يحفظ المكان الذي سيحج الناس إليه، وتعالى الله عن
تخريصكم وتخبيصكم.
هدانا الله وإياك إلى
طريق السواء أيها الشيخ الواعظ..
وشكراً..
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق