الأحد، 22 مارس 2015

حوار مع القرآنيين - 1


موضوع : هل مكة هي بكة - منتدى العقلانيين العرب




أيمن 1 : 

أخي الكريم tayeb
هناك الكثير من الآراء بخصوص بكة وموقعها الأصلي ، فهذه ليست المرة الأولى التي يقول فيها باحث بان بكة هي القدس فهناك الكثير من قال ذلك ، فمن ناحية أهمية القدس بالنسبة للمسلمين وما أثير حولها من قصص ومن ناحية مكانتها لليهود والنصارى قد نستطيع الجزم بأنها هي فعلا بكة التي يوجد بها البيت الحرام ،، فمن إحدى العلامات على زعمنا هذا فان القدس يوجد بها كل الدلائل والبراهين التي توحي للمتدبر والمتفكر بأنها ارض السلام وهي الأرض المقدسة المباركة التي تطل على جبل الزيتون لقوله تعالى ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ) ، فهذه الأشياء الثلاثة تقع في جغرافية واحدة ، أي إن هناك التين والزيتون الذي يخرج حتى ألان في جبال القدس وما حولها وهو ما يسمى بالطور، وهذا البلد الأمين المحصن بالأسوار هو بكة . فتلك الأدلة التي مازالت ثابتة لوقتنا الحالي فهي بدون أدنى شك تنزع الأهلية من الحجاز الصحراوية ،، إضافة إلى أهمية وقيمة جبل صهيون الذي نسخت منه نسخة أخرى لقيمته الدينية في الحجاز بما يسمى بجبل عرفات ، فاليهود لهم جبل والنصارى لهم جبل والمسلمين لهم جبل تقليد اعمي مثل تقليدهم لبعضهم في العطلة الأسبوعية حيث الجمعة للمسلمين والسبت لليهود والأحد للنصارى ، كذلك نلاحظ في كتب التفاسير إن وادي منطقة سلوان القريب من ما يسمى بالمسجد الأقصى والذي يقع في الجنوب الغربي من القدس وما يحتويه من أبار مياه فقد استنسخ هو أيضا في الحجاز بمياه زمزم ، بل إن المحدثين قد قالوا أن مياه سلوان هي طبق الأصل من مياه زمزم من حيث المذاق .

كذلك نقرأ في كتب اليهود جغرافية بكة مع بعض التفاصيل ـ فوادي البكاء وشجر البلسان المذكور في كتبهم ما هي إلا حقيقة بكة الحقيقية رغم تحريفهم لوادي بكة بوادي البكاء ، والحقيقة هي بكة وشجر التين والزيتون وليس شجر البلسان ، وكيف إن بعض النسخ قد كُتب فيها وادي بكة ، وان بكة قد كتبت بهذا الشكل baca ، فالاسم يبقى اسم حتى لو ترجم إلى عدة لغات . وهذا كله ما يدل إلا على شيء واحد وهو إن اليهود قد عادوا لأرض الميعاد وهم يقاتلون ألان المسلمين ليخرجوهم من الأرض المقدسة كما أخرجوهم المسلمين منها من قبل . فالصراع حول الأرض المقدسة اخبرنا الله تعالى عنه في كتابه بأنه مستمر إلى يوم القيامة ، وهذا لا وجود له في مكة الحالية ، فمن هو المخبول الذي يأتي إلى صحراء ليس له فيها مقدسات دينية أو يرتبط معها بتاريخ وقومية ووطن منذ عهد النبي إبراهيم ؟ بل لا يوجد أي اثر لليهود ومساكنهم ومقابرهم .

القرآن الكريم لم ينزل لمخاطبة طائفة مهاجرة من اليهود جاءت من اليمن للحجاز كما زعم أهل المذاهب .. فالقرآن نزل يخاطب اليهود الذين يمثلون ذرية بني إسرائيل الأصلية والذين بعث الله تعالى إليهم موسى ونجاهم من بطش فرعون.. ورفع فوقهم الطور .. وهم الذين قتلوا الأنبياء .. وهم الذين كفروا بالله .. وهم الذين طلبوا من رسول الله أن يأتيهم بقربان تأكله النار ليصدقوا أنه نبي مثل من سبقه من أنبياء أرسلوا إليهم في نفس الأرض المباركة المقدسة التي نزل فيها القرآن . والآيات كثيرة التي تشهد على ذلك .

تساؤلات أخرى مثيرة للجدل :

لماذا نقرأ في كتب التراث بان الفاروق عمر هو من فتح القدس ولماذا ليس النبي محمد ؟ كذلك لماذا سُمي عمر بالفاروق ؟ آلا ينطبق هذا الاسم على النبي محمد ؟ فهو الذي جاء بالرسالة وفرق بين الحق والباطل وهو الذي انزل عليه الله تعالى الفرقان فلقب بالفاروق !!!

لماذا قالوا إن النبي محمد قد اسري به إلى القدس ؟ لماذا لا تكون رحلة النبي إلى القدس هي من احد فتوحاته لها ؟

لماذا قالوا في واقعة المعراج إن النبي محمد قد ربط البراق في حائط المبكى ؟ فهل البراق هو دابة عادية ليست مرسلة من الله فيخاف النبي محمد بان تهرب منه فيلجأ إلى ربطها ؟ ولماذا لا تكون تلك الواقعة حدثت فعلا وجاء إلى القدس وربط دابته وهو داخلا لفتحها وليس كما يزعم الرواة والمحدثين بأنه جاء ليصلي بالأنبياء ويعرج من هناك ؟؟

لماذا معظم معارك النبي قد حدثت في الشام ؟ كيف يمكن إن يُسير النبي جيشا بقيادة خالد بن الوليد من صحراء الحجاز إلى اليرموك لمحاربة الروم عند بحيرة طبريا ؟ ما هي الأسباب والدواعي لمعركة مثل تلك ؟ فالمسافة ركوبا على الدواب وفي ذلك المسلك الصحراوي تتطلب جهدا كبيرا وتتطلب شهورا ذهابا وإيابا ولا يمكن في واقع الحال حتى عمليا في هذا الوقت إن يحدث أمر مثل ذلك إلا بالوسائل المعاصرة . إضافة والمهم في كل ذلك فان المؤمنين لم يقاتلوا الروم أبدا في عهد النبوة مما ينسف كل أقوالهم

الرد:
لماذا تريد ربط المسلمين باليهود وكأن المكان الذي لا اثر فيه ليهود لا اثر فيه لبيت الله ولا قيمة دينية له ؟ هل تريد ان يكون اليهود مرجعية الاسلام في الأخير كسلف صالح؟ وأنت ضد السلفية ؟ تجعل اليهودية سلفاً للاسلام وهم الذين لعنهم وذمهم القرآن؟ وتقول : من هذا المخبول الذي يأتي الى صحراء قاحلة ؟ إنه القرآن ! حسنا ، الله قال انه وضع بيته في واد غير ذي زرع ليس فيه تين ولا زيتون ولا بلسان، هذا معنى غير ذي زرع، إن هذا الكلام يدمر مقدسات المسلمين ويجعل المقدسات فقط لليهود ، ويجعل المسلمين عالة على اليهود في دينهم، بقي أن تجعل الحج الى اسرائيل وينتهي الامر ! ويكون هذا سبب في تحسين العلاقات مع اسرائيل للحاجة الدينية، حتى نؤدي الفريضة.

ثم كيف يُسري الله بنبيه من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى إذا كانت بكة هي القدس؟ هذا يحتاج الى مشي وليس الى اسراء او معجزة. وهل النبي كان هناك في القدس يعيش بموجب كلامك؟ مع أبو لهب وأبو جهل وأنهم كانوا شواما ؟ وأن المحدّثين هم من صنعوا هذه المكة الصحراوية التي لا تمت للدين بصلة ولا للقداسة ؟ ما موقفك من الكعبة اذن؟ هل يجب ازالتها لتصحيح الوضع؟ كما حاول ابرهة ان يصحح الوضع؟ أم أن ابرهة كان في القدس؟ لأن الافيال لا يمكن أن تأتي عن طريق اليمن من الحبشة القريبة !

وأين كانت المدينة (يثرب) ؟ اين تقترح ان نضعها؟ قريب من جبل صهيون؟ وأين كانت الطائف ؟ وأين كانت بدر و حنين ؟ هل حُنين هي "جِنين" أو جبل "صنّين" ؟ وماذا عن تغيير القبلة من المسجد الاقصى الى المسجد الحرام ؟ ومقام ابراهيم ؟ و كل المعرفة البشرية وليس فقط الاسلامية، فالكل يعرف ان مكة هي مكة وبيت المسلمين وأم القرى، وأن الله استجاب دعوة ابراهيم ان يجعل افئدة من الناس تهوي اليهم في هذا المكان المقفر وأن يرزق اهلها من الثمرات لأنها لا نبات فيها، واستجاب الله له، وصارت اكثر مكان في العالم مأهول بالناس على مدار الساعة، وتُجلب اليها خيرات العالم. اقرأ في الادب والتراث الجاهلي ! اتريد نسف كل هذا من اجل بني صهيون لتجمع المقدسات عندهم فقط؟ لماذا ارسل الله ابراهيم ليسكن ذريته بواد غير ذي زرع، لأنه كان بيتا مهجورا في الصحراء، لكنه اول بيت وضع للناس، و اراد الله له ان يُبعَث، وهذا قبل أن تُبنى القدس اصلا. ولماذا أمر ابراهيم واسماعيل ان يرفعا القواعد ؟هذا يعني ان المبنى مندثر وبقيت قواعده واساساته ..

لن يقبل منك أحد هذا الكلام وانت تريد نزع القدسية عن اول بيت وضع للناس بحجة أنه في صحراء. وتستشهد بآية (والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين) وهي تدل على الاختلاف وليس على الاتفاق، لأن اسم الاشارة "هذا" يشير الى القريب، ومنذ الجاهلية ومكة تُعرف بالبلد الامين، وكان الجاني اذا دخل الحرم لم يمس حتى يخرج. هذا نسف للقرآن وليس اتباع له، بل نسف للعقل البشري والتاريخ كله، ما قمت به هو الإستخفاف ..

والقرآن تكلم عن البيتين : الحرام والقدس، ولم يجعلهما بيتا واحدا كما تفعل، وهل كل البشرية من آلاف السنين على جهل في موقع جغرافي انت تعرفه اكثر منهم؟ ما هذه التضحيات من أجل بني صهيون؟ وتستغرب إرسال جيش إلى الشام وأن هذا غير ممكن الا بالوسائل الحديثة ! بينما عقبة بن نافع وصل بجيوشه الى الاطلسي ثم الى الاندلس ! والحج ليس جديدا ، حتى الجاهليون كانوا يحجون، قال تعالى (ثم افيضوا من حيث افاض الناس) ، وقال تعالى (لإيلاف قريش ، ايلافهم رحلة الشتاء والصيف) أي رحلة الصيف الى الشام (المستحيل الوصول اليها من المدينة الا بالوسائل الحديثة كما تقول، مع ان المدينة اقرب من مكة الى الشام!) ... (فليعبدوا رب هذا البيت) و اسم الاشارة "هذا" للقريب ، اين كانت تعيش قريش ؟ هل كانت قريش تعيش في فلسطين؟ هذا نزوح اغرب من نزوح القارات المزعوم ..

اصعبُ شيء أن يزوّر هو الجغرافيا، فالأماكن تأخذ اسماءها وتعيش بها الاف السنين ، ويتعارفها الناس كابرا عن كابر، وقبيلة قريش لا زالت في مكة ! فهل تجنّست ؟ ولم يبق إلا ان تقول ان القرآن الحقيقي محجوز في بكة الحقيقية المجهولة !

الإسلام أقدم من اليهود، لأن كل دين الله هو الإسلام، سواء دين هود او نوح او عيسى او صالح او محمد ، وما ترك الله امة الا وارسل فيها رسولا قبل ان يوجد اليهود، فاليهود ليسوا اصل الدين، بل هم قوم من الاقوام التي اُرسلت اليها الرسل.

هذا ما ينتجه المنهج الكابالي (القرآني) من تحريفات خطيرة، تطال حتى اقدس المقدسات وتنزع عنها قدسيتها و تحيل القدسية إلى اليهود ..

اسماء قرى وجبال مهجورة بقيت على مسمياتها و اماكنها من ايام الجاهلية، فما بالك بمهوى افئدة العرب ألا يعرفوا مكانه ؟! وليس أعرف من العرب في الدروب ومجاهيل الصحراء، فما بالك بأم القرى ؟ انت تحارب الطواحين وليس المحدّثين.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق