الأحد، 22 مارس 2015

حوار مع القرآنيين - 3



ايمن 1 :

اقتباس

 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الورّاق






حسنا ، الله قال انه وضع بيته في واد غير ذي زرع ليس فيه تين ولا زيتون ولا بلسان،



هذه الجزئية مهمة جدا والكثير يتغاضى عنها ويبتعد عن الخوض فيها لأنها برهان ودليل كبير على بطلان وجود بكة في ارض الحجاز .

مكة الحالية ومثبت بالصور والأدلة أنها كانت ارض قاحلة وصحراوية والمدينة بحد ذاتها تتكون تضاريسها من جبال عالية ووعرة لا ينبت فيها أي شيء سواء من زرع انبت بذرته الإنسان أو أنبته الله تعالى وفي كل الحالتين كما نعرف إن الإنبات هو من عند الله تعالى . كذلك فان مكة الحالية يوجد بها كثير من الأودية وجميعها غير ذات زرع . أي إن مكة نفسها وما حولها كلها أودية لا يوجد بها أي زرع . فلا ميزة هنا أو مفاضلة بين الوادي الذي تقع فيه الكعبة وبين الأودية الأخرى الكثيرة التي تحمل نفس الخاصية ، ولا معنى إذاً في قول إبراهيم بأنه اسكن من ذريته بواد غير ذي زرع مادامت كل الأودية لها نفس المواصفات .

الذي لم ينتبه إليه الكثيرين من المجادلين والمحاورين هو إن النبي إبراهيم قال ( رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ ) .ولاحظوا جميعا انه لم يقل بأنه قال ( أسكنت من ذريتي ببلد أو قرية أو مدينة غير ذات زرع ) .

إبراهيم تكلم عن وادي واحد فقط بأنه غير ذي زرع ولم يتكلم عن مكة ككل أو ما حولها . وما نراه اليوم ولنقل منذ عقود سابقة لا وجود لزرع أو أماكن مخضرة في الحجاز .

منذ سنين عدة فقط بدأت المملكة في زراعة الأشجار في منى وعند صعيد جبل عرفة ... غير ذلك فالمنطقة كانت قاحلة ولا ينبت فيها أي شيء .

الشام يوجد بها أماكن تظن في الوهلة الأولى أنها ليست في الشرق الأوسط بل في أوربا أو في احد دول أسيا ذات الطبيعة الخلابة . ومع ذلك توجد هناك أودية لا زرع فيها . فالتذكير الذي جاء به النبي إبراهيم بخصوص الوادي غير ذي زرع يحمل في طيه معلومة مؤكدة بان هناك أودية أخرى غير ذلك الوادي الذي أشار عليه يوجد بها زرع ونبات .

هذا ليس بدليل ، لم يكن ابراهيم يحدد موقعه بالنسبة لله ، وابراهيم كان قلبه على ذريته و هم يراهم في هذا الوادي الذي غير ذي زرع، و منطقيا وادي غير ذي زرع ينبغي ان يكون في صحراء كلها غير ذات زرع. لكن ليس هم ابراهيم ان يتكلم عن اقليم بكامله، همّه المكان الذي وضع فيه ذريته ، ليس همه الجغرافيا مثلك ..

هو كان يصف حالته ولم تكن قضيته نقل المواقع آلاف الكيلومترات كما هو همّك ..

ابراهيم كان قادما من الشام وهي ذات زرع وتسمى بالهلال الخصيب، وانتقل بهم كل هذه المسافات الى جبال سود كبيرة مقفرة لا نبات فيها، وهو سيترك زوجته وطفلها الرضيع في ذمة الله. لما قارن هذا الوادي بوديان الشام قال انه غير ذي زرع.

ثم يا عزيزي : اذا كان وضع ذريته في منطقة خصبة كالشام، بمجرد ان ذلك الوادي (وادي البكا) ليس فيه زرع ! ما المشكلة ؟ يتحركون قليلا و يجدون الزرع ! لماذا هو قلق إلى هذه الدرجة؟ واذا كان إبراهيم في الشام ووضع ذريته في واد في الشام، فلماذا القلق والدعاء؟ سيكونون قريبين من الحضارة والزرع ومن والدهم ، ليست بالوضع الكارثي، لان مجرى الوادي غالبا لا ينبت فيه زرع، كل وادي تقريبا ..

وادي غير ذي زرع ، اول بيت وضع للناس، اقامة القواعد ، دعاء ابراهيم، طلبه الرزق لهم وطلبه أن يأتي اناس يسكنون معهم، وتغيير القبلة في زمن النبي عليه الصلاة والسلام، كل هذا يدل على ان المكان نائي ومهجور وموحش، ولا يخدم وجهة نظرك، بل يدل على انه سافر بهم الى مكان مقفر ومجهول وليس عندهم احد ولا عندهم ثمرات، وهذا لا ينطبق على الشام الخصيب والآهل بالسكان والحضارات والفواكة والثمار والامطار منذ القدم، حتى ان أقدم عاصمة في العالم هي دمشق، وأقدم مدينة في التاريخ هي اريحا .. اما الحجاز فكان مهجورا الا في اطرافه ، ولم يُسكن إلا بعد أن نقل ابراهيم ذريته إليه وانفجرت بئر زمزم .. وقوله (عند بيتك المحرم) يعني ان بيت الله هناك، وليس في وادي الدموع في الشام ..

هذه الصفات لا تنطبق على الشام، بل تنطبق تمام الانطباق على الحجاز، وماذا يفعل الناس في تلك الجبال المقفرة في بلاد فاران كما وصفها العهد القديم ؟

أم القرى ، ومكة ، وبكة ، كلها اسماء لمكان واحد، ووجود مكان في الشام يسمى وادي البكا ، فالبكا غير مكة وغير بكة، و اسم مكة عربي ، من المكّ وهو المص، لأنها تجذب الناس إليها ..

وعلى كلامك يجب ان يكون الحج في اسرائيل اليس كذلك ؟ كن صريحا .. ففي نفس الاية التي ذكرت فيها بكة ذكر الحج ، و انت نقلت بكة الى الشام التي في فلسطين .. تريد أن تكون اسرائيل مهوى افئدة المسلمين ! ليخف عداء السامية !

لاحظ اية (والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الامين) فالتين والزيتون في الشام، وسيناء، مقابلها (وهذا البلد الامين) أي مختلف عنها في الثمار والزراعة والمكان وكل شيء، لان النباتات إقليمية، واربط هذا بتغيير القبلة، من مكان مقدس الى مكان مقدس. وأحد الاماكن المقدسة التي تشير اليها التين والزيتون وطور سينين، أي الشام تقريبا، اذن مقابلها ينبغي الا يكون فيه تين ولا زيتون، وهو الحجاز.

كلمة البيت مرتبطة بمكة و بكة، ولم يذكر البيت مقترنا بالشام، بل سماها القرآن الأرض المقدسة والمسجد الاقصى الذي باركنا حوله. كلمة البيت مرتبطة بمكة، أنت تريد نقل كلمة البيت الى الشام التي لم يذكر القرآن الشام مقترنة بكلمة البيت .. والوادي المقدس بسيناء ..

القرآن لم يسمي الحجاز الارض المباركة او المقدسة، بل تكلم عن البيت العتيق والبيت الحرام .. وقدمه القرآن على انه هو الاكثر قداسة من الشام ومن المسجد الاقصى. وأنت تريد نقله الى الشام! مع أن الشام اخذت حقها .

وتركيزك على البكا يوحي بحائط المبكى، سواء قصدت ام لم تقصد ، لنقل القداسة الى هناك عن مكة، قبلك حاول أبرهة أن ينقل بيت الله.. (الم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل)، فلا تكن من أصحاب الفيل الذي جعل كيدهم في تضليل، وسيجعل أصحاب الفيل الجدد في تضليل أيضا، لأن المشترك واحد وهو نقل البيت الحرام ، فابرهة اراد نقله الى اليمن وانت تريد نقله الى اسرائيل ..

الله يقول (جعل الله الكعبة البيت الحرام) فهل يوجد في وادي البكا او حائط المبكى كعبة ؟ والكعبة معروف ماذا تعني .. ثم كيف لهذه الحقيقة الكبرى أن تغيب عن كل المسلمين وكل العصور ليأتي فرسانها القرآنيون ليكتشفوها ؟ ألم يوجد احد مثلك عرف أن مكة مؤامرة وحجّ الى وادي البكا في الشام ؟ اين هم حجاج وادي البكا الذين عرفوا الحقيقة وأين كعبتهم ؟ أم لم يعرفها الا انت ؟

و أين الطواف في الشام على مر التاريخ حتى نقول انها مؤامرة من الأمويين او المحدثين ؟ في كاليفورنيا يوجد وادي الموت، غير ذي زرع تماما ، أخشى أن يكون هو المقصود حسب تفكيركم الذي لا يمانع من شيء!

ثم لا يمكن أن يكون هناك وادي غير ذي زرع الا ان يكون في اقليم صحراوي، إلا أن يكون مرشوشا بنفايات نووية أو كيماوية.. وهل قريش من أهل الشام ؟ وقريش الحجاز الموجودن حتى الآن ! حيكونوا مين بأه ؟ البيت الحرام مرتبط بقريش، وقريش قبيلة معروفة أنسابها ومعروف مكان ظهورها مثل أي قبيلة، إلا إن كنت تسخر بهذا كله وتجعل قريش الحجاز أدعياء، مع العلم أن منهم ملك الأردن الهاشمي القادم من مكة، واسأله عن قريش الذين قيل لهم (هذا البيت) ، وهذا اسم اشارة للقريب .. (لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت) ..

اظنك بعد هذا كله ترفض الايمان بالمؤامرة رغم قبولك بهذه المؤامرة الغير منطقية ولا واقعية ! لو انك وضعت بكة في مكان آخر غير اسرائيل لكان ابعد عن الاتهام. لو قلت في سيناء على الأقل لأن فيها وادي غير ذي زرع، او كاليفورنيا ، كان اكثر لنزاهة القصد ..

فإذا وجد التين في الشام فلا يوجد في الحجاز. ولو كان حسب مونتاجك العجيب أن الرسول كان في بكة والشام لشمله التين والزيتون ولم يفرق بينهم وبين البلد الامين اذ لا معنى ان يقال (والتين والزيتون ... وهذا البلد الامين) بينما هذا البلد تحفّه التين والزيتون في الشام .. ثم انت تتكلم عن وادي في الشام، والآية تتكلم عن بلد امين . انت تقول بتمحّك عقلي لا جدوى منه .. واتعبت نفسك بلا جدوى ..

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق