الجمعة، 27 مارس 2015

فكرة نفي المطلق : تخدم الإلحاد وتهدم العلم ..

فكرة رفض المطلق تخدم الالحاد ولا تخدم العقل والعلم ، فكلمة مطلق تعني ثابت , والالحاد لا يريد الثوابت ، بل يريد النسبي ، و ستكون الانانية هي ما يُنسب اليه من خير او شر ، باسم المصلحة .. أما ان يوجد خير مطلق و مستقل عن الشر ، فهذا لا يتناسب مع الفوضى التي تريدها المادية العبثية الالحادية ، ولا يريدها من يريد أن يَفجُرَ أمامه ويفعل ما يشاء على حساب كل شيء قدر ما يحكم الضرر .

ايضا : نفي المطلق تحمل ضمنا نفي وجود اله ، لأنه منطقيا : الاله يجب ان يكون مطلق ، بينما ما يحبه الملاحدة يعتبرونها مطلقات ، كنفي المطلق والمصلحة والحرية ، فهي من ضمن المطلقات التي يريدونها . ولا تـُنسب إلى شيء ، ولا يـُقال : حرية بالنسبة الى كذا ، بل تقال بإطلاقها . وبلا حدود ، فالمصلحة دائما فوق كل شيء ، اي مطلق ، والمتعة مطلق . والانانية والفردية مطلق .

ايضا الاصرار على نفي المطلق فيه تدمير لثبوت العلم ، فالعلم حاجز امام الملحد ، و يمنعه عن ادخال فلسفته المسماة بالنظريات ، فالناس تعرف العلم الثابت المطلق ، و تعرف ان النظريات وجهات نظر واجتهادات لها بعض الادلة وعليها بعض الادلة ، وغير مجربة او غير قابلة للتجريب على كل حال ، لانها نظريات تفسيرية تريد ان تحل محل الاله بدافع إلحادي ، بينما المُخطّط هو ان يزول هذا الحاجز بين العلمي و اللاعلمي ، كي تُمرّر الفلسفات التي يريدونها باسم العلم ، لهذا يشنون الغارات على العلم ليشككوا في ثبوته وانه نسبي واحتمالي وغير قطعي وغير مطلق ، حتى يكون سواء بسواء مع نظرياتهم غير المجربة و غير القطعية .. فجعلوا تعريف العلم يقترب كثيرا لتدخل معه النظرية ، وما هي الا فلسفات نظرية تريد ان تلبس عباءة العلم المجرب المحترم .. 

كل شيء مطلق .. فـ 1+1=2 هذا مطلق ، وعلى ذلك فقس من المطلقات .. اين الاحتمال في نتيجة 1+1 ؟ كلما اشعلت النار احترق الحطب ، ما دام من الحطب .. دائما نصف الشكل اصغر من الشكل ، هذه حقيقة كاملة ، والمثلث له ثلاثة اضلاع ، حقيقة مطلقة ، ماذا نفعل و مشكلة الملاحدة مع المطلق والثابت؟

أي : كناطح صخرة يوما ليوهنها .. فلم يضرها و اوهى قرنه الوعل ..

هذا صراع مع الطبيعة و العلم ، يضاف الى صراع الملاحدة مع العقل والمنطق ، و يضاف الى الصراع مع الدين والاخلاق . باختصار : الفكر الملحد صراع مع الثوابت ، وهذا ما سبب له التملص والتناقض ، لانه يصطدم بثوابت ، فيضطر الى ان يكون طريقه مليء بالاعوجاج ، مثلما يصطدم المصارع بحبال الحلبة فيرتد الى الجهة الاخرى . و هذا يذكرنا بآية (إن ربي على صراط مستقيم) ، ( ويبغونها عوجا) و انتقائية و تملصا ..     

حاول اينشتاين اثبات انه لا يوجد شيء ثابت هروبا من المطلق ، فوقع في المطلق ، وهو انه لا يوجد شيء ثابت! اذن كل شيء متحرك, هذا مطلق ..

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق