سعد صايل :
جميل هذا النقد
أنت تصيب مشكلة الإنسان الذي لا يريد إلا أن يستمع إلى صوت نفسه.
لا أستطيع قول أنه نمط الإنسان القديم لأن الحديث والقديم كل منهما ليس أسوأ حظاً من الآخر في هذه المشكلة... فالإعلامين العالمي والمحلي يرزحان اليوم تحت عقول تتلبس بلبوس العصرية والإنفتاح على الآخر بينما الحقيقة تبين نوعاً من الإستماتة في سبيل إثبات الموقف الذاتي مهما كان باطلاً.
لا زال المسير طويلاً أمام الراغبين في خلق فضاء أخلاقي يستهدف الحق وليس سوى الحق شيئاً.
الرد: سلمت الأنامل ..
هذا هو الامل والامنية .. ان يتحقق ذلك الفضاء الجميل .. فلنعمل لأجل ذلك .. وما اجمل العمل إذا كان الأمل جميلا .ز فلنعمل معاً .. وشكرا ..
----------------------------------------
صاروخ جنتل :لك الحق في الانتقاد ولكن ليس لك الحق في رفض كل شيء والمطالبة بأن يكون الجميع على نفس الخط والمسار الذي أنت عليه
الرد: وهذا ما اطالب به .. تماما ..
------------------------------------
-----------------------------------------بوسعود :اكتب له ومن انت حتى ترد علي بما انك قرأت لي وله ووضعتنا من ضمن قراءآتك ؟
عبدالله الرافضي :انقد ما تريد ، قرأت أو لم تقرأ ، نيتشه أو القصيمي أو ابن تيميه ، كتاب واحد أو كل كتبهم ، أو كتب بحجم جبل أحد .. لا يهم بالنسبة إلي ، ما يهمني أن لا يكون نقدك مقرر ما تريده مسبقا ، أو أن يكون على صيغة حكم كما يذكر دريدا .. انظر ما قلته في ثنايا مقالك أعلاه (يعتبر هذا الطلب هينا الى حد ما أمام طلب احد الزملاء الملاحدة الذي لا يكتفي بأن تقرا كتب من تنتقدهم..) .
لماذا قررت مسبقا أن الزميل ( ملحد ) ؟
الرد: لأنه ملحد ! وهو يعترف بذلك ! وهو ليس في هذا المنتدى ، وإن شئت اوصلتك برابط الموضوع الذي دار الحوار بيني و بينه لتتأكد بنفسك هل هو ملحد أم لا !
عبدالله الرافضي :نقدك أيها الزميل الوراق أسير لثنائية ( الخير الشر ) بمعنى نقد ميتافيزيقي ينطلق أساسا من أنك تمتلك الحقيقة ،
الرد: الخير والشر ميتافيزيقا ؟ لا بد انك تستعمل هاتين الكلمتين وتحتاج الى الخير وتكره الشر في حياتك اليومية !! و أنت تعلم عدم امكانية قصرهما على المصالح المادية إلا بتعسف غير معقول .
وهل نفهم من كلامك ، بما انك ملحد وترفض الميتافيزيقا ، أنك ترفض الخير ؟ ولا تقر بشيء اسمه شر ؟ واذا قال احد ان الملحد يهاجم الخير كما يهاجم الدين ، فعليك الا تغضب ، لان كلاهما ميتافيزيقا ، وتقول : نعم هذا هو وضعه .
وهل نفهم من كلامك ، بما انك ملحد وترفض الميتافيزيقا ، أنك ترفض الخير ؟ ولا تقر بشيء اسمه شر ؟ واذا قال احد ان الملحد يهاجم الخير كما يهاجم الدين ، فعليك الا تغضب ، لان كلاهما ميتافيزيقا ، وتقول : نعم هذا هو وضعه .
انت ترفض الميتافيزيقا جملة وتفصيلا ، واذا كان الخير ميتافيزيقا فكيف يكون الشر ميتافيزيقا ؟ و ما الشر سوى اتباع الانانية والمصالح ، والتي تعتبرونها هي الواقع الذي يجب ان يُحترم و يُعاش لأجله . لا احد يفعل الشر لاجل الشر فقط .. فالشر مقترن بلذة عاجلة ، وهي بيت القصيد وحجر الزاوية في الفكر المادي الالحادي . فكيف يكون الشر ميتافيزيقا ؟ الا اذا استطعت ان توضح لي ما هو الشر ، غير التوضيح السابق ..
ماذا تسمي سحق القوي للضعيف بدون ذنب ؟ لاجل التمتع باحتواء مقدرات ذلك الضعيف ؟ سمّه انت ! إن قلت انه مصلحة ، و المصلحة محترمة في فكرك . اذا أنت تقر بالشر ، وكل عاقل سيتهمك بالشر والعدوانية ، وإن قلت أنه شر ، فأنت ميتافيزيقي ..َ
عبدالله الرافضي :من الذي خولك أنك تمتلك سلطة الحقيقة وتقول عن هذا الزميل أنه ملحد كما ذكرته أعلاه ، وعن هذا الكتاب أنه مادي ملحد ، وذاك ظل الطريق ، أو انه تم تعينك قاضي من حيث لا نعرف وتريدنا منا أن نعرض أمامك ما نقرأه لتقرر ما يقرأ ، أو ما يجب يكتب .. وبأن هذا الحاد وهذا إيمان وهذا شرور وعبارات وصيغ تحكيميه لا تنتهي ؟ ماذا ؟ هل أنت قاضي البصرة من يقرر كل شيء ؟ وهل هذا الأسلوب النقدي يرتقي بالفكر والنقاش ؟
الرد: انت ترى ان موضوعي شكوى من هذه السلطوية الليبرلية التي تريد ان تفرض رايها على الناس ، فكيف صار المشتكي متهَما ؟؟ أنا لم اقل لاحد : اقرأ أو لا تقرا ، ولم اقل لاحد : من أنت حتى ترد ، بل قيلت لي كثيرا من قبل ملحدين وعلمانيين يدعون حرية الراي .. وها أنت تعزف مع تلك الجوقة غير الكنسية وتقول : من انت ؟
انا عقل حر غير اناني ، يريد الحرية لكل العقول ، اذا اصدرت حكما وقيمت احدا ، فالتقييم صنّفه بلوم في سلمه في أعلى درجة في سلم التفكير ، وهو هدف التفكير اصلا ، وأنت تنادي بحرية التفكير ، فكيف تاتي أنت و دريدا لتمنعوا حرية التقييم وهو أعلى ما في سلم التفكير ؟ اذا انت والفيلسوف دريدا ضد التفكير في هذه الحالة ؛ لأنكما صادرتما التفكير في اهم مقوماته .
كأنك تريد من الانسان أن يحلل ويركب ويطبق .. إلخ . لكن الويل له إذا هو قيّم !! ما فائدة التفكير بدون تقييم !! السؤال لك و لدريدا .. اليس التفكير لكي نخرج بحكم ونتيجة ؟ بدون هذا يكون التفكير عبثا عقليا لا قيمة له .
كأنك تريد من الانسان أن يحلل ويركب ويطبق .. إلخ . لكن الويل له إذا هو قيّم !! ما فائدة التفكير بدون تقييم !! السؤال لك و لدريدا .. اليس التفكير لكي نخرج بحكم ونتيجة ؟ بدون هذا يكون التفكير عبثا عقليا لا قيمة له .
عندما يتعطل جهاز عندك ، وتبحث عن المشكلة ، وتنتهي إلى ان تلك القطعة غير صالحة ويجب تغييرها .. اليس هذا الحكم هو نتيجة للتفكير السابق والمتابعة والاستقراء والتحليل ؟ وحينها غيرت القطعة وعمل الجهاز .. لو اكتفيت بالعمليات الفكرية الاخرى وعطّلت التقييم ، يكون مجهودك ضائعا لا قيمة له ..
وكلمة : ضل الطريق ، هذه لم استخدمها يوما من الايام . مع أنه لا مانع من استخدامها ، لكن لا تستخدم لوحدها بدون اثباتات مسبقة لها ، والا صارت اتهاما جزافيا .
ثم اين وجدت هذا الكلام في كتاباتي ؟ حول قولك أنني قلت : اعرضوا لي ما تقرأون ؟؟ أنت تختلق كلاما من عندك ..
ثم لست أنا من يقرر الالحاد ، اذا قلت عن شخص يدافع عن الالحاد ويهاجم الدين في اصله ، بانه ملحد ، فهل اكون اتهمته وحكمت عليه ؟ ام انه يفتخر بعقيدته كما ينبغي ؟ هو يقول عني اني مسلم ، فلماذا لا اغضب ؟ بل افرح !! لماذا يستعرّ من عقيدته ولا استعرّ أنا منها ؟ وهل سيستعرّ نيتشه او داوكينز اذا قال لهما احد أنهما ملحدين ؟ طبعا لا .. اين الصدق مع النفس الذي يفتخر به الملاحدة ؟
أنا لم أخمن و أتهم الناس بعقائدهم ، بل اسايرهم بما قالوه بأنفسهم أو عن انفسهم . أنا مرتبط بالقول وليس بالقائل . واعرف اني مطالب بالاثباتات لاي شيء اقوله ، و يحق للآخرين المطالبة بالاثبات . فلماذا انت غاضب ؟
التقييم من حق الناقد ، وها أنت ذا تقيّم ! هل نسيت ؟ وهو حق لك ! فلماذا تغضب ؟
-------------------------------------
عبدالله الرافضي :أخي الوراق ...
هناك مشكلة بيني وبينك بسببها يصعب التفاهم فيما بيننا ، حينما وصفتك بأنك تمتح من الميتافيزيقيا كنت أقصد بأن لديك أصل في الأشياء ، تميل إلى النسب وان هناك جذور مؤكدة وأكيدة لكل ما هو خير وما هو شر ، بمعنى أن الخير خير والشر شر منذ البداية ( من خلق أدم ) ، وأنا ارى انه ليس هناك أصلا في ألأشياء ، ليس هناك نسب أصيل لا للخير ولا للشر .. وانما الحالة تأويل وان حقيقة الخير والشر هو في الإرادات والسلطة والقوة وسياستها لتي تقول أن هذا خير وهذا شر... هناك نسبيه في وتأويل لا منتهي في الأشياء ، وهذا بحد ذاته ميتافيزيقيا لكنها على غير الميتافيزيقيا التي تنشدها أخي الوراق ذات النهايات السعيدة أو الشريرة ( جنه / نار ) وإنما ميتافيزيقبا متسترة أو قابعة في هذه التأويليات اللامنتهيه ...
هذا هو الإشكال بيني وبينك .. وهذا لا يدعنا أن نتفق أبدا.. حتى لو استحضرت لك كل شواهد التاريخ ومنها بعض بضاعتكم عن ( الناسخ والمنسوخ ) .. لأنك أسير الغيب المطلق والإيمان الكلي بمعنى آخر ونهائي أنت أسير لتجربة الوحي وإنا مغرم بمغامرة العقل البشري ..
سررت بالتحاور معك
الرد: ما دمت مغرم بمغامرة العقل البشري ، ارجو ان يكون عقلك ، وليس عقل غيرك هو من سيدخل المغامرة معي . لكي تثبت لي ان الخير والشر ليسا اصلان ، و أنهما مجرد وسائل للصراع صنعها الاقوياء لكي يحكموا بها الضعفاء كما قال استاذكم نيتشه ..
واذا لم يكونا اصلين ، فما هو الاصل اذا ًُ ؟؟ ستقول المصلحة المادية كما قالوا لك ، ماذا تفعل بالنماذج الواقعية والتاريخية - ما دمت تحب التاريخ - لمن ضحوا بحياتهم وليس فقط بمصالحهم المادية لأجل اهداف نبيلة ؟ ألا تسقط فكرة المصلحة هنا ؟ ام انها ما تزال باقية ؟
وهكذا ترى .. أن فكرك اسير لما يريده المخططون الراسماليون في الغرب . الذين يريدون التأصيل لسلوكهم القائم على استغلال الآخر والسيطرة على العالم بحجة أن المصلحة هي المحرك الاول للانسان ولا يوجد محرك اخر غيرها ، وبالتالي يكونون هم الابطال لأنهم استطاعوا ان يحققوا مصالحهم وغيرهم لم يستطع في ميدان واحد ، حيث جعلوا الناس في ميدان واحد ، هم المتفوقون فيه . مهملين فكرة الثنائية التي تفرض وجودها رغم الجميع .
***************
***************
في منتدى فلسفة فكر
عناقيد الضياء :
مرحباً اخي ..إعطاء رأي بكتاب معين (مُؤَلفْ ) يختلف تماماً عن إعطاء الرأي بالكاتب ذاتهفـ بالأولى لايحتاج فيها الإلمام بالكاتب نفسهبينما الثانية تستدعي الإبحار بالكاتب ومؤلفاته وحياته وماهو اعمق من ذالكفـ على سبيل المثال انا كـ ناقد مثلاً كيف لي ان اُعطي رأيي بشخصية معينة دون تكوين فكرة عن حياته ومؤثراته ومحيطة ومواقفه وبيئته وظروفه ااالخلو افترضاً كما تُريدسيكون الرأي مبني على موقف معين فقطكما اسلفت بمقدمة موضوعكوسيكون حكمي عليه بناءً على اقتباساً معيناً من احدى مؤلفاتهاو صفحة واحدة من كتابه او كتاباً واحداًبينما تجدني اُبدي رأياً مختلفاً تماماً عنه عند قرأة مؤلفاً آخرهنا الناقد سيقع بتخبط ورُبما لايُعتد بـ رأيه اطلاقاًعكس تماماً عندما يصدر حكماً يقول(حينما كان بفترة من فتراته هكذا ثم غلب عليه تغيراً اثر على كتابته ...ااالخ)ويذكر تلك المؤثرات التي طرأت على الكاتبو يبرر منهجية ذاك الكاتب ومدى تأثره بتلك الظروف والمستجدات عليهالتي اثرت على كتاباته بتلك الفترات المختلفة من حياته ..
النقاد حتى يُعتد برأيهم يدرسون بيئة الكاتب قبل كتاباته ..
شكراً لك
الرد:
تحية ..
هذا الكلام اكاديمي ، مليء بالبيروقراطية ..
هل تفعلين هذا بحياتك اليومية ؟ ألستي تنتقدين اشخاصا وتصدرين احكاما عليهم من كلمة قالوها او نسبت عنهم ، دون ان تفتحي ملفات حياتهم وتتطقسي اخبارهم ، وهل تغيروا في حياتهم السابقة عن حياتهم الحالية ام لا ؟ .. طبعا لا تستطيعين ان تفعلي هذا الشيء ، ولا أحد .. ستكونين واثقة من حكمك .. مع انكي لم تتفحصي كل كلامهم السابق من يوم ولدوا .. وليس بامكانك ان تقولي ان الحياة اليومية شيء ، ونقد الكتّاب شيء آخر .. فالجميع بشر .. و يجب ان يكون لنا منهج واحد في حياتنا كلها .. سواء نكتب او نتحدث ..
الفكرة كافية للحكم والتقييم .. بل النظرة احيانا كافية عن الكلام ..
عندما تسمعين شخصا ينادي البائع بكلمات وقحة و بصوت عال ، وهو يقف مع بقية الزبائن المهذبين .. هل يحتاج هذا الشخص أن ندرس حياته وظروفه حتى يحق لنا ان نقول ان هذا الشخص وقح و احمق ؟؟
عبدالله القصيمي مثلا ، يردد مثل ذلك الشخص وبصوت عال : الشهوة الشهوة ، ولا شيء سوى الشهوة .. ! هل اذا قلنا انه مادي وشهواني الفكر دون التحدث عن واقع حياته ، فهل نكون مخطئين ، وهو يقولها بملء فيه ؟؟ وإذا كان غير افكاره ، فلماذا لم يغير كتبه السابقة ؟ مثل من يعطي عنوان المنزل لتوصيل الطلبات ، ثم يلومهم لأنهم لم ياتوا إليه في منزله الجديد !! لا بد من تحديث البيانات إذا عند إجراء اي تغير، وهنا مسؤولية المؤلف الذي لا يريد ان تـُصدر عليه احكام من خلال كتاباته السابقة . وهذا الامر ينسحب على الافكار ايضا .. وحتى لو كان كاتب ما غيـّر افكاره ، ولكن كتبه السابقة ما تزال موجودة ، فيحق للناقد ان ينتقد هذه الكتب و يصدر حكما عليها .. رغم معرفته بتغيير المؤلف لافكاره في كتب لاحقة .. لسبب ان هذه الكتب القديمة لا تزال مؤثرة في الناس .
فأنا أحكم على الشخص الذي كتب هذا الكتاب ، على مبدأ : لكل حادث حديث .. وليس على الشخص الذي غيّر افكاره .. فحديثه آخر ..بسبب أنها موجودة ولم يسحبها ..
يجب علينا ان نبتعد عن الشخصنة كتابة ، والشخصنة فهما ايضا .. فأنا لا أنتقد (القصيمي – الشخص) ، فأنا لا أعرفه ولا يهمني .. انا أنتقد (القصيمي – الفكر) الموجود في ذلك الكتاب .
نيتشه يقول بملء فيه ايضا وبصوت عال : سحقا للرحمة ! القوي يجب الا يشفق على الضعيف ، ينبغي قتل الابرياء ولو بدون ذنب ، لأن ذنبهم هو الضعف !! من يقول هذا الكلام : هل يحتاج إلى دراسة ، منذ اليونان إلى الآن ، لكي نقول انه متكبر وإرهابي الفكر ؟؟
ماذا ستفيد دراستنا ؟ هل سيخرج معنا جديد من هذه الكلمات ؟ هل سنفهم انه لطيف وخلوق وانساني ومتعاطف مثلا ؟
وإن كان لذلك الشخص كلام آخر ، سابقا او لاحقا ، فأنا لست ملزم به .. لأنني ما دمت انقد كتابا معينا ، وكلاما كتبه هو ، فأنا مرتبط بهذا النقد ، و حتى ذلك الشخص الوقح الذي رأيتيه في السوق ، أنت تنتقدينه بموجب تلك الفترة الزمنية ، اي على مستند ، قد يكون تغير و اصبح شخصا مهذبا ، وأنتي لا تعرفين ماذا جرى عليه لاحقا ، بينما أنتي لا زلتي تنعتينه بالوقح .. فهل في هذا ظلم لهذا الشخص ؟ طبعا لا .. لأنكي معتمدة على دليل .. وكما يقولون : لكل حادثة حديث ..
شكرا لك ..
هذا الكلام اكاديمي ، مليء بالبيروقراطية ..
هل تفعلين هذا بحياتك اليومية ؟ ألستي تنتقدين اشخاصا وتصدرين احكاما عليهم من كلمة قالوها او نسبت عنهم ، دون ان تفتحي ملفات حياتهم وتتطقسي اخبارهم ، وهل تغيروا في حياتهم السابقة عن حياتهم الحالية ام لا ؟ .. طبعا لا تستطيعين ان تفعلي هذا الشيء ، ولا أحد .. ستكونين واثقة من حكمك .. مع انكي لم تتفحصي كل كلامهم السابق من يوم ولدوا .. وليس بامكانك ان تقولي ان الحياة اليومية شيء ، ونقد الكتّاب شيء آخر .. فالجميع بشر .. و يجب ان يكون لنا منهج واحد في حياتنا كلها .. سواء نكتب او نتحدث ..
الفكرة كافية للحكم والتقييم .. بل النظرة احيانا كافية عن الكلام ..
عندما تسمعين شخصا ينادي البائع بكلمات وقحة و بصوت عال ، وهو يقف مع بقية الزبائن المهذبين .. هل يحتاج هذا الشخص أن ندرس حياته وظروفه حتى يحق لنا ان نقول ان هذا الشخص وقح و احمق ؟؟
عبدالله القصيمي مثلا ، يردد مثل ذلك الشخص وبصوت عال : الشهوة الشهوة ، ولا شيء سوى الشهوة .. ! هل اذا قلنا انه مادي وشهواني الفكر دون التحدث عن واقع حياته ، فهل نكون مخطئين ، وهو يقولها بملء فيه ؟؟ وإذا كان غير افكاره ، فلماذا لم يغير كتبه السابقة ؟ مثل من يعطي عنوان المنزل لتوصيل الطلبات ، ثم يلومهم لأنهم لم ياتوا إليه في منزله الجديد !! لا بد من تحديث البيانات إذا عند إجراء اي تغير، وهنا مسؤولية المؤلف الذي لا يريد ان تـُصدر عليه احكام من خلال كتاباته السابقة . وهذا الامر ينسحب على الافكار ايضا .. وحتى لو كان كاتب ما غيـّر افكاره ، ولكن كتبه السابقة ما تزال موجودة ، فيحق للناقد ان ينتقد هذه الكتب و يصدر حكما عليها .. رغم معرفته بتغيير المؤلف لافكاره في كتب لاحقة .. لسبب ان هذه الكتب القديمة لا تزال مؤثرة في الناس .
فأنا أحكم على الشخص الذي كتب هذا الكتاب ، على مبدأ : لكل حادث حديث .. وليس على الشخص الذي غيّر افكاره .. فحديثه آخر ..بسبب أنها موجودة ولم يسحبها ..
يجب علينا ان نبتعد عن الشخصنة كتابة ، والشخصنة فهما ايضا .. فأنا لا أنتقد (القصيمي – الشخص) ، فأنا لا أعرفه ولا يهمني .. انا أنتقد (القصيمي – الفكر) الموجود في ذلك الكتاب .
نيتشه يقول بملء فيه ايضا وبصوت عال : سحقا للرحمة ! القوي يجب الا يشفق على الضعيف ، ينبغي قتل الابرياء ولو بدون ذنب ، لأن ذنبهم هو الضعف !! من يقول هذا الكلام : هل يحتاج إلى دراسة ، منذ اليونان إلى الآن ، لكي نقول انه متكبر وإرهابي الفكر ؟؟
ماذا ستفيد دراستنا ؟ هل سيخرج معنا جديد من هذه الكلمات ؟ هل سنفهم انه لطيف وخلوق وانساني ومتعاطف مثلا ؟
وإن كان لذلك الشخص كلام آخر ، سابقا او لاحقا ، فأنا لست ملزم به .. لأنني ما دمت انقد كتابا معينا ، وكلاما كتبه هو ، فأنا مرتبط بهذا النقد ، و حتى ذلك الشخص الوقح الذي رأيتيه في السوق ، أنت تنتقدينه بموجب تلك الفترة الزمنية ، اي على مستند ، قد يكون تغير و اصبح شخصا مهذبا ، وأنتي لا تعرفين ماذا جرى عليه لاحقا ، بينما أنتي لا زلتي تنعتينه بالوقح .. فهل في هذا ظلم لهذا الشخص ؟ طبعا لا .. لأنكي معتمدة على دليل .. وكما يقولون : لكل حادثة حديث ..
شكرا لك ..
عناقيد الضياء :اهلاً بك اخيانا اتحدث على المستوى الأدبي وكما قلت انت الأكاديميومن المتعارف عليه كما تعلم انت واعلم انا ويعلم الجميع اننا نتعلم امور كثيرة ونؤمن بمبادئ واُسس وقواعد كثيرة ولكن لانُطبقها بحياتنا اليوميةعلى سبيل المثال نحن نتلقن بقاعة الدرس تلك الدروس ونتعامل على اساسها ونتناول المواد العلمية بأجواء علمية تُحتم علينا الإيمان بـ ان (1+1) =2ولكن بـ السوق والشارع والحي استطيع ان اقول 1+1= 4 بداعي الفوائد والمبررات كثيرةبقاعة الدرس استطيع ان اتناول قصيدة وانتقدها حسب ماعلمني استاذي من اصول النقدبينما بالخارج بمجلس بيتي استطيع ان اتناول قصيدة احد الاصدقاء بنوع حر مُطلق يتخلله نوع من المجاملات ان لزم الأمركل مااود توضيحه لك اخي احمـــدان الأمور التي نتناولها بمبدأ دراسي علمي ادبي اكاديمي يختلف تماماً عما نتناوله بحياتنا اليومية العادية البسيطة الخالية من اي قوانين وضوابطفمثلآ استاذ اللغة العربية لايتحدث اثناء درسه سوى بالفصحى ونحن على ذالك تعودنا الاننطق اثناء درسه سوى بالفصحىولكن هل هذا يعني اننا ملزمون بالتحدث بها بالبيت ومع الاهل والأصدقاء ومع البائع والعامل ااالخماينبغي ان يكون وقت الدراسة ليس بالضرورة ان يكون بحياتنا كلها....من وجهة نظري التي تحتمل عدم القبولاجدها فِكرة لامنطقية ماتدعو اليه ..شكراً لك ..
الرد:
هل هذا الفرق هو الأصل ؟ أم أن الظروف اقتضت ؟
انت لا تتحدثين اللغة العربية الفصحى مع البائع ، ولكن لو ان الباعة يتكلمون بالفصحى او يحترمونها ، لاقتضى الامر ان تتكلمي بها . لانكي ذهبتي لتدريسها ، فكيف تدرسي شيئا لا تطبقيه في حياتك ؟ سيكون السؤال لك : لماذا تتعلمين شيئا لا ترينه مهما ؟ الاصل هو عدم التناقص بين ما نقول و بين ما نفعل ، وليس التناقض هو الاصل .. و لكن الظروف تجبر احيانا على صور من التناقض .. وللمعلومية : اكثر متاعبنا هي بسبب تناقضنا ، إذاً الإنسان في اعماقه يريد ان يكون له منهج واحد في حياته ومنسجما مع نفسه ، أما عن الاسلوب الاكاديمي الذي تطلبينه بالنسبة للناقد وتعفينه منه في الحياة اليومية ، فقد بينت لك انه غير مناسب للحالة التي تحاورنا حولها . تخيلي انني قدمت موضوعي بدراسة عن حياة القصيمي و تاريخه و العوامل المؤثرة في حياته بطولها و اختلاف النقاد فيه واستعراض لارائهم ، ولكتبه كتابا كتابا ، و كل ما يتعلق به ( مع أنها موجودة ، و لمن شاء ان يصل اليها ) ، ثم ذيلت هذا الكم الهائل ببعض كلمات نقد لما قاله .. ستجدين الموضوع مملا وقد لا تكمليه لتصلي الى النقد ، لانه عبارة عن نقولات ووصف لحياة شخص ما ، وسوف تقولين : هل هدف هذا الكاتب هو النقد ام تقديم دراسة استقصائية عن الشخص المنقود ؟ انا لم اؤلف كتابا ، بل اكتب مقالة نقدية .. حينها يحق لي ان اطالب بان تقدمي مقدمة عني بعد ان تكوني قد قرأتي مدونتي كاملة و قدمتي ملخصا لها قبل ان تردّي علي بردك هذا تبعا لفكرتك الاكاديمية !! وهذا ما لا تريدينه ولا أريده انا ايضا .. اذا انتي تطالبيني بشيء لم تطالبي به نفسك .. فاين المنهجية والاكاديمية ؟ وشكرا على الحوار الهادئ .. | |
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق