صلحد :
عزيزي الوراق هل تظن أنت بالفعل ان الاخلاق والتقزز ليستا ذا منشئ مادي؟؟
الرد: نعم و متأكد .. لأنه لا يوجد لديك ولا دليل على ان لها اصل مادي .. اليس كذلك ؟ وبما انه لا يوجد اي دليل على وجود اصل مادي لهما ، اذا التشكك في ماديتهما اكبر من التشكك في معنويتهما .. لأنه عالمٌ فعلا لا يشبه المادة في شيء ، وقوانينه معاكسة لقوانين المادة ، اذا فعلى اي اساس نقول انهما ماديان ؟ بل على اي اساس نشك في هذا ؟
اما مغالطة الاساس المصلحي المادي للاخلاق ، فهي مغالطة مردود عليها ، لأن الاخلاق اخلاق والمصالح مصالح .. أما من يستغل الاخلاق للمصالح ، فهنا يأخذ الشيء حكمه من متبوعه ، وحينها لا تسمى اخلاقا بل تسمى مصالحا .. واذا كان لديك دليل على ماديتهما فتفضل به ..
الماديون ينسبون الاحاسيس بما فيها الاخلاق الى المادة بطريقة غير علمية ابدا ، اي يعتمدون على الظن ، وهذا نوع من الميتافيزيقا الالحادية .. تقطع بمادية الافكار والمشاعر دون ان تقدم دليل ! بينما تطالب الاخرين بالدليل على كل شيء .. ! وبما أن المشاعر والافكار غير مادية ، اذا هناك عالم و وجود معنوي في داخلنا .. اذا هناك عالم روحي هو الذي يحركنا ..
اذا نفيهم للروح نفي غير علمي .. لأنهم لم يثبتوا مادية ما ينسب إلى الروح من صفات .. و نحن في عصر العلم ، وهم لا علم لهم بهذا المجال ، يريدوننا ان نصدق بموجب الثقة ، بالجلابيب العلمية التي يلبسونها وصور واشكال القناني والانابيب التي امامهم ، اي بالاستوديو ..
لم تتدنى عقول الناس إلى هذا الحد .. لأن العلم اصبح العوبة و ميدانا وسوقا للايديولوجيات اكثر مما اصاب الدين والتاريخ .. كانوا قديما هناك من يتحكمون بالناس باسم الدين , والآن حلت كنيسة العلم محل كنيسة الدين ، وهذه اللعبة ايضا لا تنطلي على من يعتمد على تفكيره ، ولا يعطي الثقة لأحد سوى عقله ..مثلما لم تنطلي عليه اللعبة السابقة ..
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق