الأحد، 10 مارس 2013

العقلانية المنتهكة !!

العقلاني هو من يجري العقلانية على كل شيء ، ولا يقف في طريقها للبحث عما يحتاجه الانسان ، ماديا او نفسيا .. و عرقلة العقلانية تعتبر من اضطهاد العقل و العلم ، وهي ممارسة اشتهر بها الماديون والملاحدة .. 

يريدون توجيه العقل .. " فابحث هنا ولا تبحث هناك ".. " والسؤال هنا مهم ، والسؤال هناك عبثي " .. من أعطاهم الحق في تقويم العقل وايقافه متى يشاءون واطلاقه متى يشاءون ؟؟ هذا اعتداء على حرية التفكير والعقل ..

يقول هيتشنز : لك الحق أن تسأل كيف تكونت الأرض ، و لكن ليس لك حق ان تسأل لماذا تكونت الأرض ، فهذا سؤال غير علمي .. مع أن السائل لا يقارن بين قيمة السؤالين اطلاقا ، و السؤال الثاني هو ما يعنيه اكثر من الأول ، فليس كل شخص رائد فضاء ولا طيار ليهتم بكيفية خطوط الطول ودوائر العرض وارقامها ، لكن كل شخص يعاني من معضلة الوجود ..

السؤال : باي حق يمنع العقل وتوقف مسيرته ؟ دعه يبحث ، فلو لم تكن لديه حاجة ما بحث ، أليسوا يقولون ان العقل هو وسيلة المعرفة لكل شيء ؟ اذن لماذا يمنع عن هذا النوع من المعرفة ؟ هذا عدوان سافر على حرية العقل ، ويتهمون الدين بعرقلة حرية العقل بينما هم يمارسونها علنا !! ..والمصيبة انه بإسم العقل والعلم ! على الناس ان لا يطيعوا مثل هذه الادعاءات التي تحارب حرية العقل والتفكير ..

هذا ليس له اي مبرر ، هم يريدون ان يحددوا العقل بالعلم فقط .. و اذا سايرناهم و قلنا اعطونا ادلتكم العلمية على اي شيء تقولونه ، قالوا : العلم بالعقل ، ولجأوا للفلسفة والنظريات ! ووعدونا بان العلم سيكتشف قريبا و يثبت كل ادعاءاتنا ونظرياتنا انها صحيحة ، فانتظروا العلم .. لماذا يتكلمون قبل ان يقول العلم كلمته ؟ العلمي لا يتكلم الا بعد العلم وليس قبله ..

واذا أحرجوا بالعقل لجئوا الى العلم .. وإذا احرجوا بالعلم لجأوا لى العقل ، من خلال طرح النظريات التي لا تتوقف ولا تبالي بالدليل ..

اصبح العلم يحتاج إلى الإعلام اكثر من البراهين .. وكأن المختبر هو كاميرا الإعلام .. لا فرق بين الافلام الجديدة والنظريات الجديدة ، فالمصدر واحد .. كلها تصاغ من خلال الاخراج والكاميرات والدعاية ..

انتهى عصر العلم ، وبدأ عصر الإعلام .. 

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق