الجمعة، 22 مارس 2013

جزئية العقلية الغربية ..


العقلية الغربية تنطلق من جزئية واحدة تريد أن تعممها على كل شيء : ألم ينطلق (نيتشه) من جزئية واحدة و هي إرادة القوة ؟ و بنى عليها كل تفسيره للإنسان والمجتمع ؟ ألم ينطلق قبله (شوبنهاور) من جزئية واحدة و هي إرادة الحياة ؟ ألم ينطلق (فرويد) من جزئية واحدة و يعممها على الإنسان والمجتمع والأحلام بشكل سخيف ومثير للتقزز و هي اللذة الجنسية فقط ؟ ألم ينطلق (دوركايم) من جزئية واحدة وهي عبادة المجتمع ويعممها على كل السلوك الإنساني ؟ ألم ينطلق (سارتر) من جزئية واحدة و هي إثبات الوجود الخاص؟ ألم ينطلق (إدلر) من جزئية واحدة و هي تحقيق الذات ؟ ألم ينطلق (ماركس) من جزئية واحدة وهي الاقتصاد و وسائل الإنتاج ليعممها على سلوك كل الأفراد والجماعات بما فيهم الأنبياء الذين يريدون السيطرة على وسائل الإنتاج ؟!

هذا هو الفكر الغربي : فكر يثير الضحك في جزئيته ..

العقلية الغربية لا تبدأ من الكل إلى الجزء ، بل على العكس : من الجزء إلى الكل ، و هذه هي نقطة ضعفها .. و المعرفة الحقيقية هي التي تبدأ من العام إلى الخاص ..  و ما زال الفكر الغربي يكرر نفس الخطأ إلا ما قل ؛ فها هو (سام هاريس) يربط كل سلوك الإنسان بالمجتمع ، و كل الأخلاق لأجل إرضاء ذلك المجتمع ، كما فعل (دوركايم) .. وها هو (داوكينز) من خلال تخصصه يربط سلوك الإنسان بالحيوان ، و يطالب الناس أن يعترفوا بحيوانيتهم قبل أن يناقشوه ، أو حتى أن يسجلوا في موقعه الإليكتروني ..

أين هي الجزئيات ؟ إنها جزئية واحدة .. الثقافة الغربية غير صالحة لدراسة الإنسان أو المجتمع .. المادية و الجزئية لا تستطيع أن تعرف الإنسان ذلك الشامل المطلق المختلف عن قوانين المادة ..

العلماء الملاحدة خانوا الإنسان و خانوا العلم .. لأنهم أصلاً دعاة و مبشرين وليسوا علماء حقيقيين .. و اتجهوا الآن بدلاً من العلم إلى وضع نظريات سخيفة تخدم الإلحاد و المادية و يطالبون الناس بتصديقها بموجب الثقة بأسمائهم العلمية و جامعاتهم العريقة التي يدرّسون بها .. و التي أخذت الثقة بها من الجيل السابق من العلماء الأفذاذ الذين لم تكن تـُعرف و لا توجهاتهم العقدية .. أما هؤلاء فيُعرف إلحادهم أكثر من إضافاتهم العلمية إن وجدت ..

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق