الأحد، 10 مارس 2013

حقيقة العلم الميتافيزيقية ..

العلم ميتافيزيقي في اساسه ، لانه يعتمد على القوانين ، و لولا المادة ما عرفنا القوانين ، و لولا القوانين ما عرفنا المادة .. كل ظواهر المادة هي عبارة عن ظواهر القوانين ، و القوانين لا ترى ولا تلمس ولا تشم ، ولا يكبرها المجهر ، اي غير مادية ، فماذا بعد هذا ؟ حتى المادة دراستها ميتافيزيقية !!

الانسان كل دوافعه غير مادية ، وغير معروفة ولا يمكن معرفتها ، بما فيها الحياة والوعي : ماذا بقي ؟ نحن نسبح في عالم ميتافيزيقي ، والفلسفة المادية اشبه بالسفينة الورقية في اعالي بحار الميتافيزيقا ..

نحن في الحقيقة لا نعرف شيئا ابدا .. إلا ما اراد الله لنا ان نعرف ظواهره من خلال القوانين التي لا نعرفها بحد ذاتها .. بحيث نعرف اثارها على المادة ليس الا .. و هذه الخاصية هي التي ميزت الانسان عن الحيوان .. نحن نعرف اعقد المسائل في الرياضيات ، لكن الاساس ما هو ؟ الاساس هو 1+1=2 ، ونحن لا نعرف لماذا صار الشيء مع الشيء شيئين ! لكننا نعرف انه يكون هكذا ! من خلال هذه البديهيات اشتغلت عقولنا ..

إن كل علم الانسان هو بناء على جهل عقلي ، لكنه معرفة بالاحساس ..

اذن الله هو الذي علمنا ما لم نعلمه ، والحيوانات تدرك باحساسها ما يتعلق بغرائزها فقط ، لكن احساسها لا يستطيع ان يدرك القوانين ، لهذا هي تشاهد القوانين ولا تستطيع ان تعرفها .. مع انها تملك انواعا من الذكاء لا يستطيع ان يصل اليها الانسان ، اذن ليس ذكاء الانسان هو الذي علّمه .. بل أ ُريد له ان يكون مميّزاً للقوانين من خلال الحدس الغير مفسر ، فلما ميّز القوانين استطاع ان يبني عقلا بموجب ذلك التمييز .. اذن التمييز يسبق العقل ، والمجنون الفاقد للتمييز أو المتخلف شديد التخلف العقلي لا يمكن أن يعلّم ويبني عقلا .. و كذلك الحيوان ..

كيف نقول ان الانسان تعلم بذكائه ، في حين انه لا يعرف اي شيء عن البديهيات التي بنى عليها كل عقله ؟ اذن الانسان ليس مخلوقا ذكيا ولا ذاتي التعليم ، بل نسميه مخلوقا مميزا ، و هذا هو التكريم الذي خُص به الانسان عن بقية الحيوانات التي تعيش معه في نفس البيئة و تشاهد و تتعامل مع نفس المادة والقوانين .. ولا يشاركه في هذه الميزة اي نوع من انواع المخلوقات (ولقد كرمنا بي آدم) ..  

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق