الجمعة، 19 أبريل 2013

حرية الفرد وحرية المجتمع ..



الغرب دائماً يتحدث عن حرية الفرد ولا يتحدث عن حرية المجتمع .. بينما للمجتمع حريته التي يجب أن تؤخذ بالاعتبار . و حرية التعبير التي يمارسها الفرد هي في بعض الأحيان عنصرية ضد جماعة في المجتمع ، و بالتالي لا تعتبر هذه حرية ، فلا حرية في العنصرية والتفرقة المهينة ، و نعم للتفرقة المحترمة حتى تتضح المعالم و ينتفي اللبس ..

الحرية في التعبير تكون في حالة الظلم والحقوق : {لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظُلم} .. و الفكر الغربي خطؤه في اعتبار حرية الفرد فقط دون حرية المجتمع ، ونقص حرية الفرد تهون أمام حرية المجتمع .. ولكن هذا لا ينتقص من حرية الفرد .. فقد يمارس فرد ملحد مثلاً من جماعة ملحدة حرية رأي وتعبير تنتقص من فئة غيره ، و تجده يقول : أنا فرد أمثل نفسي ! و هذا غير صحيح ، فهو يمثل مجموعته الملحدة ، وهي منتشرة في العالم ولها نفس الأيديولوجية بدقة عجيبة ، فالإلحاد دين واحد بدون اختلاف ، لأنه يقوم على النفي والنفي لا اختلاف فيه بين النافين بوجود إله ، فلا أحد ينفي وجود الإله قليلاً وآخر ينفيه أكثر ..

الحركة الليبرالية حركة ثائرة على المجتمع باسم الفرد ، و هي
أيديولوجية تحارب فكر المجتمع ، فـ (ستيوارت ميل) لا يتحدث عن نفسه ، بل ورءاه جموع من الليبراليين و الملاحدة يحملون نفس الفكرة والدين . أليس الليبرالي مطالباً باحترام ثقافة البلد و قيمه عندما يسافر ؟ إذا كان كذلك فالأمر نفسه داخل المجتمع الذي يعيش فيه ، فللإنسان حق الاحترام في أي مكان يعيش فيه ..

مشكلة الليبراليين والملاحدة أنهم لا يطالبون بحريتهم الشخصية فقط ، بل يطالبون بحرية انتهاك قيم المجتمع والسخرية من مقدساتهم تحت حجة حرية التعبير ، و هذا ليس من الأدب والذوق قبل أي شيء آخر .. إذا سألت ليبرالياً هل يحق لك أن تسخر من الثقافة الهندية والديانة الهندوسية عند سفرك إلى الهند ؟ سيقول لا ، إذن لماذا لا يطبقها على مجتمعه ؟

بما أن الإلحاد ديانة جديدة وتنتشر في الخفاء ولها أتباع ، فالمفترض أن يطالبوا بإعلان إلحادهم والقبول بما يفرضه المجتمع المسلم عليهم ، أسوة بأهل الذمة وبنفس الأحكام من جزية وعدم إفساد المجتمع و ممارسة طقوسهم وحياتهم بدون إعلان.. الخ ذلك ، وهذه وجهة نظري .. وهذا أفضل من كونهم يعيشون بصيغة المنافقين . و عليهم التجرد من كل شيء يرمز للإسلام .. حتى من العبارات الإسلامية ، لكن دون أن يسيئوا للإسلام ، و هكذا يمكن أن يتعايشوا كأقلية واضحة معروفة المعالم داخل المجتمع المسلم . و يتعامل معها القانون باعتبار خصوصياتها .

وكما للفرد حقوق أيضا للمجتمع حقوق أهملها دعاة الليبرالية الغربية ، و هذا ليس من الموضوعية والعدالة . القرآن قال : {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} ، وقال : {إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا} ، وهذا يدل على حرية التنقل ، و الإسلام غني عن أدعياء ومنافقين ، والله طيب ولا يقبل إلا طيباً ، والنفاق خبيث ، ولا يـقبل أن ينسب لله أحد بالإكراه ، قال تعالى : {أنلزمكموها وأنتم لها كارهون}.

المجتمع الغربي مجتمع التناقض ، ففي حين يعظّم الفردية أيديولوجياً واقتصادياً وإعلامياً ، نجده يأخذ برأي الأغلبية ديموقراطياً .! أي بعد أن يلعب الفرد الرأسمالي بالمجتمع كما يشاء ويكوِّن أغلبية ، تأتي الأمور كما يشاء الفرد الرأسمالي و كأن المجتمع بأكثريته معه .. فأيهما الأهم عندهم : المجتمع أم الفرد ؟ لسنا ندري !

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق