السبت، 3 أغسطس 2013

حوار حول المذهب الشيعي 2


 حسين السعدي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على
محمد وآله أجمعين واللعنة الدائمة على
أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين

 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم
سبق وأن قلت لك أنك تتعب نفسك كثيراً ولكن بدون جدوى
وتحسب أن ماتكتبه هنا من كلام طويل عريض لاطائل منه
ولايمثل مقابل الحقيقة إلا كنسبة الزبد الى ماء البحر العظيم!
السبب بسيط جداً
أنك وكما هو غيرك ممن تنتمون إلى غير مدرسة أهل البيت عليهم السلام أجمعين , قد شططتم عن جادة الطريق , وأضلكم سامري هذه الأمة وطغاتها وجبابرتها حتى أوردوكم موارد التهلكة , لأنكم خالفتم
أولاً
===
كتاب الله العظيم حيث قال
إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ...
المآئدة -- 55
فقد حدد الله تعالى روحي لأسمائه الحسنى الفدى من هم سادة وآولياء البشرية جمعآء وأمرنا جميعاً بالسمع والطاعة
للولي
والتي هي أمتداد لولاية الله ورسوله على الناس أجمعين
!

الرد:
أين الولي في هذه الآية؟ أولياؤكم : الله والرسول والذين آمنوا! وكل من آمن أن لا إله إلا الله محمد رسول الله فهو مؤمن ويعنيه هذا الخطاب وأنت يجب أن توالي كل من أمن بالله ورسوله وملائكته واليوم الآخر أي يجب أن توالي المسلمين ولا تعاديهم دون لعان, لأن اللعن للذين كفروا وللشيطان, والذين كفروا لا يحُكم بكفرهم حتى يعلنوه أما النيات فالله أعلم بها ولا يجوز لمسلم أن يلعن مسلم لأنه اختلف معه في السياسة, والله لم يلعن مؤمنين بالقرآن حتى مرتكبي الكبائر لم يلعنهم القرآن إلا القاتل بغير نفس فقد لعنه الله حتى لو كان مسلما. اللعن هو طرد وإبعاد عن رحمة الله, ورسول الله لم يكن لعانا ولا طعانا.

الله أمرنا بالقسط حتى مع الأعداء فما بالك بالمسلمين؟ وأمرنا بالأخوة ولم يأمرنا بالتباغض والتلاعن, ونهانا عن الفجور في الخصومة. والسياسة لا تستحق أن نعلن المسلمين لأجلها ونكفرهم ونكفر من ناصروا الرسول ووقفوا معه, فالسياسة والإمامة مرتبطة بالدنيا وحسن الخلق مرتبط بالآخرة والدنيا. ثم كيف تعرف أن هذا يستحق اللعن وذاك لا يستحق؟ الذي يلعن هو الله وليس نحن, إلا من لعنه الله لأننا نلعنه معه كما قال: {لعن الذين كفروا من أهل الكتاب}. أنت لم تفتش عن قلوب الناس في زمنك فكيف بمن بينك وبينهم ألف سنة وأكثر؟! الأولى بالمسلم أن يدعو بالهداية لا أن يدعو بلعن الناس ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا}, وهذا نهي عن الدعاء بالشر على أحد حتى لو اختلفت معه, والتسامح من الأخلاق الفاضلة.

وكلمة الذين آمنوا وردت في القرآن كثيرا جدا {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فضرب الرقاب} هل المقصود هنا آل البيت؟ هل فاطمة والحسن والحسين جيش؟! أنت لا تملك نصوصا صريحة من القرآن, وبالتالي أنت تخصص من عندك بدون القرآن, قدم نص صريح حتى تقنع, حينها لن تحتاج إلى هذه الخطب والعواطف وفداء الأحذية ...إلخ. المطلوب أدلة صريحة واضحة من القرآن لا تحتمل التأويل, وإلا فهي وجهة نظر عاطفية تمثلك ولا تلزم غيرك لان معهم كتاب الله الصريح.

هذا تأويلك انت كلمة الذين امنوا تعني جميع المسلمين . والله ليس بعيي حتى تعبر بدلا عنه , كان يستطيع ان يقول وليكم آل بيته نصاً , كلمة الذين آمنوا عامة وليست خاصة ومن هنا جاءت عقيدة الولاء والبراء , لان عكس الولاء هو البراء , الله امر بالبراءة من الذين كفروا في صورة براءة , اذن الولاية للذين امنوا وعلى كل مسلم ان يتولى الذين امنوا ويبرأ من الذين كفروا وهذا المعنى ردده القران كثيرا , بينما انت تلعن كثيرا كل من ليس على مدرستك من المسلمين , وهذا براء من الذين امنوا لم يامر به الله بل امر بعكسه , لاحظ ان القران الصريح في صفي وليس في صفك في هذا الحوار , لكنك لاتريد ان تعترف وترغب في الغاء الموضوع بعد ان تبين الحق , مستغلا نفوذك في المنتدى لتبقي ما يعجبك وتغلق ما لا يعجبك , والله مطلع على الجميع , تتعامل معي باحتقار واستعلاء وهذه ليست من صفات الخلق الذي يامرك بها دينك الذي حذر من التكبر واحتقار المسلمين بل حتى غير المسلمين.

وكلمة الذين آمنوا تقابلها الذين كفروا, فمن الذين كفروا إذا كان الذين آمنوا هم آل البيت؟

حسين السعدي:
 ثانيا ً
====
خالفتم أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحي لتراب نعليه الفدى وهو الذي لاينطق عن الهوى وهو الذي قال فيه رب العزة والجلال وأوصانا به :
وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا
الحشر -- 7
وبضم هذه الآية الشريفة الى الآية التي قبلها آية الولاية

الرد:
لا يوجد آية ولاية , أنت تتكلم من عند نفسك وتعبر عن الله بدلا منه! هذا المصحف بين أيدينا لا يوجد فيه نص عن آل البيت. هل تقصد أن كلمة الذين آمنوا تعني فقط آل البيت؟ الرسل فتح مكة ومعه ما يقرب من 10 آلاف من المسلمين, هل كل هؤلاء من آل البيت؟!

فإن القرآن العظيم (( الذي تتشدق به والنبع الصافي الذي تغترف منه دينك يقول لك ولنا جميعاً في هاتين الآيتين ويوصينا ))
أن نطيع وأن نأخذ وأن ننتهي عن كل مايصدر من النبي المقدس المعظم !!

الرد:
نعم نطيع كل ما يصدر عن النبي, والنبي لا يبتعد عن القرآن ولا يتقول عليه وهو رسالته, النبي يصدر عن القرآن ولا يتجاوزه قال تعالى: {ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين} أي التي لم نقلها له, فلا تبعدنا عن القرآن وتهمشه. القرآن ليس فيه أي شيء يشير إلى التشيع, بل فيه تحذير من التشيع بشكل عام, كل تشيع سواء لآل البيت أو غيرهم وقال: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء} بمعنى أن القرآن ينهى عن التعصب لجهة دون جهة, انظر كيف أن لفظ التشيع نفسه وارد في القرآن لكن في سياق الذم! ألا يجعلك هذا تقف وتتأمل؟! أنت تستعمل لفظا نهى عنه القرآن و برأ منه رسوله!

والذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا ماذا فعلوا؟ لم يتعصبوا لأحد خارج الدين بل لأناس من داخل الدين, وغالبا ما يكونون فاضلين وهكذا تفرق دينهم بسبب التعصب والتمذهب والتشيع. يجب أن يكون التشيع لله ولكتابه ورسوله, كما قال تعالى : { سَلَامٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ﴿٧٩﴾ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٠﴾ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ﴿٨١﴾ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ ﴿٨٢﴾ وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ} لاحظ أن التشيع المقبول في القرآن لا يكون إلا لله وأنبيائه فقط.

حسين السعدي:
 الآن
ماذا قال لنا النبي المقدس المعظم صلى الله عليه وآله وسلم
قال لنا حديث الثقلين العظيم
وأمرنا أن نأخذ به ونسمع له ونطيع
أنتم -- أنتم -- أنتم
حرّفتموه وضيعتموه , وضيعتم وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهي عين ذاتها وصيىة الله تعالى جل وعلا
هذا واحد من كبار علماء السنة أسمعه جيداً
إن كان عندك عقل يميز بين الغث والسمين !!

مقطع عدنان أبراهيم
الآن
وبعد أن عرفت أن جميع علمائكم قد ضللوكم نهاراً جهاراً وأزاحوا آل البيت عن منازلهم التي أنزلهم الله تعالى
وهذا الدليل على ماأقول

الرد:
عدنان إبراهيم ركز على هذا الحديث فقط وأهمل بقية الأحاديث الكثيرة التي تحث على اتباع سنة الرسول, ونذكر منها:

( أنتمُ الذين قلتُم كذا وكذا ؟ أما واللهِ إني لأخشاكم للهِ وأتقاكم له ، لكني أصومُ وأُفطِرُ ، وأُصلِّي وأرقُدُ ، وأتزوَّجُ النساءَ ، فمَن رغِب عن سُنَّتي فليس مني ) صحيح البخاري.

كان الناسُ يسألون رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن الخيرِ . وكنتُ أسأله عن الشرِّ . مخافةَ أن يُدركَني . فقلتُ : يا رسولَ اللهِ ! إنا كنا في جاهليةٍ وشرٍّ . فجاءَنا اللهُ بهذا الخيرِ . فهل بعد هذا الخير شرٌّ ؟ قال ( نعم ) فقلتُ : هل بعد ذلك الشرِّ من خيرٍ ؟ قال ( نعم . وفيه دَخَنٌ ) . قلت : وما دخَنُه ؟ قال ( قومٌ يستنُّون بغيرِ سُنَّتي . ويَهدون بغير هديي . تعرف منهم وتنكرُ )...إلخ . صحيح مسلم.

(فطوبَى للغرباءِ الَّذينَ يُصلِحونَ ما أفسدَ النَّاسُ مِن بعدي مِن سُنَّتي) الترمذي-حسن صحيح. وابن حجر العسقلاني- حسن

(إِنَّ لِكُلِّ عملٍ شِرَّةً ، ولِكُلِّ شِرَّةٍ فترةٌ ، فمنْ كان فترتُهُ إلى سنتي فقدِ اهتدى ، ومَنْ كانَتْ إِلى غيرِ ذَلِكَ فقدْ هَلَكَ) الألباني صحيح.

(النكاح من سنتي فمن لم يعمل بسنتي فليس مني) الألباني-صحيح.

(تركتُ فيكم شيئَينِ ، لن تضِلوا بعدهما : كتابَ اللهِ ، و سُنَّتي ، و لن يتفرَّقا حتى يَرِدا عليَّ الحوضَ)
الراوي: أبو هريرة المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2937
خلاصة حكم المحدث: صحيح

(أولُ مَنْ يُبَدِّلُ سُنَّتِي رجلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ) الألباني-حسن.

(مَن أحيا سنَّةً من سنَّتي ، فعملَ بِها النَّاسُ ، كانَ لَهُ مثلُ أجرِ من عَمِلَ بِها ، لا يَنقصُ مِن أجورِهِم شيئًا ، ومن ابتدعَ بدعةً ، فعمِلَ بِها ، كانَ عليهِ أوزارُ مَن عملَ بِها ، لا ينقُصُ مِن أوزارِ من عملَ بِها شيئًا) الألباني-صحيح لغيره.

(لكل عمل شرة ، ولكل شرة فترة ، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك) الألباني-صحيح.

(فعليكم بسنتي وسنةِ الخلفاءِ الراشدين المَهْدِيين، عَضُّوا عليها بالنَّواجِذِ.) وهذا الحديث رواه كل من:

وكل هذه تجاوزها عدنان إبراهيم. هذا غير أن العترة تعني الأتباع, فولد نوح ليس من عترة نوح.

{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴿٥٥﴾ وَمَن يَتَوَلَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} وهكذا وبأمر القرآن يجب أن نتولى الله ورسوله والذين آمنوا وصفاتهم أنهم: يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون, وهذه الصفات ليست خاصة بآل البيت, أي كل من يفعل ذلك وهو مؤمن بالله ورسوله علينا أن نتولاه ولا نلعنه حتى نكون من حزب الله أي متشيعون لله ورسوله وليس لأحد من البشر غير الأنبياء, وأنت تعترف أن آل البيت ليسوا أنبياء. ولا تشيع في القرآن إلا لله وأنبيائه, ونحن مسلمون وكتابنا القرآن الذي يأمرنا بتولي الله ورسوله والمؤمنين الراكعين المزكين, فعلي أن نتولاك وعليك أن تتولاني بأمر الله خالق الكون ويتولى كل مسلمٌ كل مسلم حتى نكون إخوانا في الله وهذا أيضا بأمر الله وليس بأمري{وكونوا عباد الله إخوانا}, وليس بعد كلام الله كلام ولا بعد أمره أمر ولا معقب لكلماته, فلا تعقّب على كلام الله وتزيد عليه ما ليس فيه لا لفظا ولا معنى مادمت مؤمنا بالله وكتابه, الذي بلغه رسوله دون تقول.

ثم كيف يأمر الرسول باتباع عترته ولا يأمر باتباع سنته مع أنه هو الذي جاء بالدين وليسوا هم؟! وهل الذي أخبرنا بعدد ركعات الصلاة وكيفية الزكاة.. إلخ عترة الرسول أم الرسول؟ هل كان الناس يقلدون العترة أم يقلدون الرسول؟

وكيف لا يفترقان حتى يردا الحوض؟ هل الكتاب يرد الحوض؟! وهل العترة لا يخطئون إلى قيام الساعة؟ هل تقول أنه لم يذنب منهم أحد؟ بينما هم لا يدعون ذلك, بل حتى رسول الله قال:  (إلا أن يتغمدني الله برحمته) والذي قال عنه الله:{ليغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر} وقال: {عفا الله عنك لم أّذنت لهم} ولا عفو بدون ذنب, هل الرسول له أخطاء وآل بيته ليس لهم أخطاء؟ إذن لماذا لم يكونوا هم الرسل بدلا منه ماداموا أفضل!

 وهل هم سيحاسبون مثل بقية البشر؟ إن قلت أنهم سيحاسبون فهم معرضون للخطأ, وإذا كانوا لا يخطئون ولا يذنبون لماذا هم موجودون في الدنيا والدنيا دار ابتلاء واختبار كما قال تعالى:{ الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا} أي كل الناس بما فيهم النبي الذي اجتهد وأخطأ وعاتبه القرآن عدة مرات, ليثبت لنا أن لا أحد معصوم من الخطأ حتى النبي فقد عصمه الله من الناس وليس من الخطأ البشري {والله يعصمك من الناس}. وإذا كانا لا يفترقان حتى يردا الحوض لماذا توقف الأئمة إلى الرقم 12؟ لقد افترقا قبل أن يردا الحوض! وإن قلت أن الإمام المهدي لم يظهر فقد افترقا أكثر من ألف سنة وهي فترة غياب المهدي.
............................................................

(من كنت مولاه فعلي مولاه) هذا الحديث لا يعني أنه كل شيء كان لرسول الله أصبح لعلي إلا النبوة كما يقول السيد الحيدري, المسألة ليست توكيل على بياض, بدليل ضده, وبضدها تتبين الأشياء, فإذا أتينا بالضد يصبح كل المسلمين والأنصار والمهاجرين لا ولاية لهم, أي لا نواليهم, بل نوالي علي وحده مثلما والينا رسول الله! وهذا غير سائغ. وعدم الموالاة يعني العداء حتى لسلمان الفارسي وأبو ذر و الحسن والحسين و فاطمة فضلا عن بقية المؤمنين! لأنه نص على علي فقط! وهذا لا يجوز عقلا ولا شرعا. بينما الله أمرنا بأن نوالي الذين آمنوا ومن ضمنهم علي قال تعالى :{إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} وقال تعالى: {لا تولوا قوما غضب الله عليهم}, إذن معنى الولاية ليس الإمارة بل المودة, قال تعالى: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم} هذا لا يعني مبايعة الكفار على الإمارة أو أخذ العلم منهم. الله أمرنا بولاية الذين آمنوا وعدم ولاية الكفار.

وقول الحيدري: أن كل ما لرسول الله هو لعلي إلا النبوة بموجب نص الحديث, أصلا بماذا تميز رسول الله إلا بالنبوة! فلا علم بدون نبوة! ولا قيمة أو محبة لمحمد إلا بالنبوة, إذن لا احتجاج في هذا الحديث.

تخيل أنك تسأل الرسول صلى الله عليه وسلم هل أنت ترفض أن نوالي بلالا أو عمار أو أبو ذر ..إلخ, سيقول لك :لا لم أقصد هذا, إذن الحديث هو في مدح علي وفضائله وليس نقل لخصائص رسول الله إلى علي, وفعلا من كان يحب الله فعليه أن يحب علي.

أما الولاية السياسية على أمور الدنيا والوصية الإلهية على أمور الدين وخفاياه التي تقصدها وتدور حولها لو كان هذا قصد الرسول لجمع الصحابة وطالبهم ببيعة علي أمامهم, وكان يستطيع ذلك, حينها لن يختلف أحد, إذن ليس المقصود ولاية الحكم والسلطة لأن الرسول نفسه لم يكن واليا ولا ملكا بل رسول الله وعبده فقط,  بل إنه أمر أبو بكر أن يصلي بالناس إماما بدلا منه ولم يأمر علي لمرض موته, وهناك من يفهم أن هذا الأمر بالإمامة بدلا من الرسول على أنه ولاية. بل لا يليق برسول للناس كافة أن يتعصب لواحد ويتجاهل البقية وإلا لانفض الناس كلهم من حوله ولم يبق إلا علي, وليس من المنطقي ألا تكون الميزات والفضائل كلها في علي وحده, فرسول الله للعالمين ولم يرسل لآل بيته فقط, والميزان حدده القرآن: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} لا بالنسب ولا بأي شيء آخر, والتقوى يعرفها الله وليس البشر, لأنهم لا يعرفون إلا الظاهر. ولم يُنصر الإسلام بعلي وحده رغم مجهوداته الجبارة بل أيضا بمجهودات هؤلاء الفضلاء الذين آمنوا ومدحهم القرآن وتضحياتهم ودمائهم وأموالهم.

رسول الله يعرف لكل قدره ولا يتعصب لعلي لأنه ابن عمه! بل له أبناء عم غيره. والرسول كان يرسل رسائله للملوك بصفته رسول الله وليس ملكا, لم يقل ملك العرب بل محمد رسول الله, ولا حتى ملك المسلمين أو أمير المؤمنين, إذن ما لرسول الله إلا النبوة والنبوة لا توهب لأحد غير النبي ولا يخلفه فيها أحد. أما المودة فهي نعم لله ولرسوله وللمؤمنين, والرسول خص علي بولاية المحبة لأنه يستحق كما خص غيره بمدح وثناء, فدعا لابن عباس ومدح ابن مسعود ومدح عمر ومدح أبو بكر وسماه الصديق ومدح سلمان الفارسي وقال منا أهل البيت ومدح أبو ذر ومدح عثمان ومدح أم عمارة وقال لها "من يطيق ما تطيقين" ومدح حسان ومدح سعد بن معاذ وسعد بن أبي وقاص, كعادته في تشجيع المؤمنين وإعطاء كل ذي حق حقه من الثناء والتشجيع وهذا من سنة الرسول دون النقص من حق الآخرين, بل في الأحاديث أنه بشر بعضهم بالجنة, ومن التحيز أن نقف عند ثناء واحد ولا نذكر بقية من أثنى عليهم الرسول من المؤمنين.

 والرسول لم يقل : من كنت مولاه فليس له مولى إلا علي, بل قال من كنت مولاه فإن علي مولاه, وكأنه قال: من أحب الله ورسوله فليحب علي, هذا لا يعني أن غيره من المؤمنين لا يُحَب! فحديث غدير خم لم ينفي موالاة غير علي من المؤمنين.  

هذا غير أن مفهوم الولاية غير ما يتصوره الشيعة من معنى يشبه النبوة ومعرفة لا يملكها إلا الولي وتولية أمور الدنيا والحكم, الولاية هي المحبة والمساندة وهي مطلوبة لله ولرسوله ولكل مؤمن, بنص القرآن الذي نهى عن تولي الكفار, طبعا هو لا يقصد تولي الكفار الإمارة! فكلمة ولاية لا تعني ولي الأمر, وإلا كيف نتولى الذين آمنوا؟ هل نجعلهم كلهم ولاة أمر وأمراء وملوك علينا؟ ويملكون علما لا يملكه إلا هم لكن ليسوا أنبياء؟!

ثم ما قيمة النبوة مادام أن علم الغيب لم ينقطع بانقطاعها؟! هل هي مجرد اسم؟ النبوة من النبأ الغيبي, وهاهم الأئمة أصبحوا يعرفون الغيب بدون نبوة وبدون وحي وبدون جبريل! إذن ما هي النبوة وما تَميزها؟!    

حسين السعدي:هؤلاء هم الذين أضلوكم من حيث لاتشعرون !!!
وهكذا بنيتم عقيدتكم على أساس هارٍ فانهار فيكم الى نار جهنم !!
أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار
به في نار جهنم والله لايهدي الظالمين
التوبة -- 109
ومن ثم اليس هذا أحد علمائكم الوهابية فلماذا خالف هذا الجمع من علماء الضلالة وقال الحق ولكن كذلك محرف ولكن أستمع

الرد:
أما حديث: (أوصيكم الله بأهل بيتي) بعد مقدمة تشير إلى قرب وفاته, وهذا ما يفعله أي أحد يحس بدنو أجله: يوصي على أهل بيته, وأهل بيته أكثر من أن يكونوا علي وفاطمة والحسن والحسين, بل هؤلاء أهل بيت علي وعلي قادر على حماية بيته! أما بيت الرسول فهو غرف زوجاته كما سماهم القرآن, أي على نسائه بالدرجة الأولى ومن يتعلق بهم. وهذا لا يعني أن علمه عند أهل بيته فقط, فعلمه كان ينشره والله أمره بتبليغ الناس كافة ليس فقط تبليغ آل بيته وكان يعرض نفسه على القبائل ويبلغهم كتاب الله وينصحهم, وتلاميذه هم الذين يشهدون معه صلاته وتنقلاته وغزواته أكثر ممن كان في بيته.

القرآن لم يخبرنا أن هناك علم خاص سوف يورث الرسول صلى الله عليه وسلم لأقاربه, بل لم يشر القرآن إلى أي علم سري, وليس في الإسلام أسرار ولا كهنوت ولا رموز ولا طلاسم ولا علوم باطن ولا رتب عرفانية. الإسلام هو القرآن وما ساعد على توضيح القرآن من السنة النبوية, من جعل القرآن أمامه فهو مسلم. الرسالة رسالة محمد لم يشرك الله معه أحد فيها لا من أقاربه ولا غيرهم ولم يسم رسولا غيره ولم يذكر وصيا له يكون بعد موته وكل الرسالة تؤخذ من خلاله. هذا إذا كان القرآن هو مرجعنا الأول , أما إذا اعتبرنا أن للإسلام مرجعين ووحيين فمن هنا تبدأ الفرق بالتكون, ولا يوجد أمر يبنى على أساسين بل على أساس واحد, ولا توجد شجرة على جذعين بل على جذع واحد.

وقوله (أوصيكم الله بأهل بيتي) من الموصى هنا؟ الموصى هم المؤمنون وليس أهل البيت لأنهم موصى عليهم, وإذا أوصيت أحدا على بيتك تكون وليته على إدارة شؤون أهل بيتك, فكيف يكون الموصى عليه وصيا؟! مادمت تفهم الوصية بأنها ولاية أمر فولي الأمر الآن هو الموصى وهم الناس الذين كانوا يسمعون خطبته. وإذا وصى الأب مثلا ابنه الكبير قبل سفره أو موته سيقول : أوصيك الله بأخواتك, فمن الوصي هنا هل هو الابن أم أخواته؟

حسين السعدي:وخذ هذا لتزداد يقيناً فهذه كتبكم التي تربيتم عليها

مقطع السيد الحيدري

الرد:
حديث غدير خم يبدو أنه حُمِّل أكثر مما يحتمل وجُعِل كأنه صك بيعة لعلي وأبنائه على المسلمين بالتوارث إلى آخر الزمان, لو كان الرسول يقصد ذلك لقالها صريحة وأخذ البيعة منهم ولذكرها الله في كتابه. كل ما في الأمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحس بدنو أجله بعد انتصاره على قريش فأوصى الناس بأعز ما عنده على المستوى العام وهو القرآن بلا شك وليس الحديث, وبأعز ما عنده على المستوى الشخصي وهو عائلته ونساؤه الذين سيبقون بلا عائل. القرآن أن يتمسكوا به ولا يتفرقوا عنه, وعائلته وأهل بيته أن يحفظوهم ويذبوا عنهم لأن عائلهم سوف يموت, وهذا شيء منطقي جدا, ولا يليق بمسلم أن يحترم القرآن ولا يحترم عائلة الرسول بعد موته. بل هي تصلح أن تكون وصية لكل مسلم يوصي بها بكتاب الله ومن يعولهم متى ما أحس بدنو أجله, مثلما أوصى يعقوب أبناءه لما حضره الموت وقال ما تعبدون من بعدي؟

ولاحظ أنه لم يقل : تعلموا من أهل بيتي, بل وصاهم عليهم, وهي وصية خاصة بذلك الزمان, ولم يقل اجعلوهم ولاة أموركم, بل إن الرسول لم يتحدث أبدا عن من يتولى الحكم إذا مات, مما يعني أن الإسلام ضد أن يتولى شخص واحد أمور الناس كلها, ولم يكن الرسول ولي أمر المسلمين حتى يعطي الولاية بعده لعلي أو غيره لأن الآية تقول: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} لو كان الرسول ولي أمر لما أفرد عنهم في الآية, وكما أشار القرآن: {وأمرهم شورى بينهم} {وأولي الأمر منكم} أي أن يكون للمسلمين ولاة أمر منهم وهم من يعينوهم وليس حاكما مطلقا واحدا, ورسائل الرسول تثبت ذلك أنه رسولُ الله فقط وليس ملك المسلمين ولا الأمير الأول للمؤمنين "من محمد رسول الله إلى كسرى ملك الفرس" وليست من محمد ملك العرب إلى كسرى ملك الفرس. لهذا الرسول لم يحدد خليفة بعده ولا القرآن حدد مع أن الدين اكتمل. إذن الحاكمية في الإسلام هي لجمهور المسلمين وليست لشخص واحد يورثها أبناؤه, وهذا قريب من الديموقراطية بل هو أفضل من الديموقراطية وأجمل, لأن الله لم يقل أمرهم إلى شخص منهم أو إلى أفضلهم أو أكثرهم قرابة للرسول أو أطولهم صحبة للرسول, بل قال شورى "بينهم".

ولاحظ مصائب كل العالم عبر التاريخ وفي الحاضر جاءت بسبب الحكم المطلق لشخص واحد خصوصا المسلمين, والشخص الواحد لا يستطيع أن يستوعب كل ما يحتاجه الناس, وتجميع القوة في شخص واحد تفتح بابا للطغيان والتسلط وهذا ما عانت منه الأمم, ومادام الإسلام أفضل من غيره في كل الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والتربوية..إلخ, إذن يجب أن يكون أفضل في الأنظمة السياسية, ولا يكون أفضل حتى يتميز, وكل الأنظمة السائدة في ذلك الزمان وهذا الزمان تعتمد على حكم الفرد, إذن يجب على الإسلام أن يتميز عن هذه الصفة, فالشخص الواحد يمكن أن يُخدع لكن المجموعة الكبيرة لا تُخدع, ولا يوجد أحد معصوم من الخطأ والنسيان ولا حتى الأنبياء. قال تعالى: {وشاورهم في الأمر} ولم يقل احكم كما ترى أنت لأنك رسولهم وأميرهم المطلق, لهذا قُرِّر مبدأ الشهادة في الإسلام أن تكون من أكثر من واحد حتى لا يضل أو ينسى أو يجهل, هذا في أمر محدد فما بالك بكل أمور الناس؟! والله في القرآن يخاطب المؤمنين جميعا أكثر من أنه يخاطب محمد لوحده فلاحظ أن الأوامر لا توجه لمحمد مباشرة بل للمؤمنين, فالأمر من أعلى يوجه إلى أعلى الأدنى وأعلى الأدنى هو القيّم, والقرآن يوجه الأوامر إلى المؤمنين إذن هم القيّمون. لو كان محمد هو الحاكم لخاطبه لوحده لأنه هو القائد, قال تعالى:{يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار} فلم يوجه الأمر لمحمد وحده ولا لأهل بيته, وما أكثر الآيات التي تبدأ بياأيها الذين آمنوا وليست تبدأ بيامحمد أو ياوصي محمد, وهذا يدل أن القرار جماعي وأن المؤمنين جميعا هم أولياء الأمر, وأن القرآن يقدم الدستور لهذه الجماعة الحاكمة التي تنتخب أولياء أمورها منها وليس ولي أمر واحد مطلق اليد حتى لا يطغى عليهم.

حسين السعدي:ولكن الحديث عندنا من مصادرنا الحديث الصحيح هو التالي
اني تارك فيكم الثقلين , كتاب الله وعترتي أهل بيتي
ما أن تمسكتما = بهما = لن تضلوا بعدي أبدا , فلا تتقدموهم فتهلكوا , ولاتقصروا عنهم فتهلكوا , ولاتعلموهم فانهم أعلم منكم
الآن
كم وصية خالفتم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أولاً
==
قال ما أن تمسكتم -- بهما --
وأنتم تمسكتم بالقرآن من دون علم وتركتموهم
مع العلم الحديث الشريف يقطع أن عدم الوقوع بالضلالة وشرطه أن يتم التمسك بكليهما !!
ثانيا ً
===
وقال الحديث الشريف
فلا تتقدموهم فتهلكوا
وتقدمتم بل وقدمتم غيركم كذلك عليهم فهلكتم من حيث لاتشعرون!!
ثالثاً
===
وقال الحديث الشريف
ولاتقصروا عنهم فتهلكوا
وأنتم قصرتم عنهم بل أنزلتموهم منازل عوام الناس وقدمتم من كان يتمنى أن يكون بعرة ومن لايفقه من العلم شيئاً عليهم
فهلكتم من حيث لاتشعرون !!!
رابعاً
===
وقال الحديث الشريف
ولاتعلموهم فانهم أعلم منكم
وها أنت وغيرك تتبجحون أنكم عندكم علوم القرآن وأنكم لستم بحاجة أليهم لأنهم جآءوا من بعد القرآن الكريم
وأنك أنت وغيرك عباقرة الدين تنهمون من علوم القرآن
((
بدون توسط أحد ))
وهكذا فقد هلكتم بدلالة الحديث الشريف من حيث لاتشعرون
!!

الرد:
إذا أنا هلكت بسبب مخالفة حديث والأحاديث يعتورها ما يعتورها من رواية معنى والشخص واحد يروي عن من تقدمه بمئات السنين واختلاف بالرواة, لكنك ماذا تفعل بمخالفة القرآن الصريحة وتقويله ما لم يقل وترك ما قال؟! إذا أنا هلكت بسبب حديث ألا تهلك أنت بسبب القرآن؟! وأينا أشد هلاكا سيكون؟ من أهمل حديثا واحد أو من أهمل كتابا منزلا من السماء؟ هل من خالف كلام الله المنزل الذي تعهد رب السماوات والأرض بحفظه مثل من خالف الحديث مؤولا و لم يتعهد الله بحفظه ومعارضا للقرآن؟! بل تعهد رواة بشر بمجهوداتهم المحدودة. لن يضرك شيئا أن تقف وتتأمل لأجل نفسك. لا شك أن مخالفة القرآن الصريح وتقويله ما لم يقل سيحاسب الله عليها مباشرة لأنه كلامه سبحانه المحفوظ والمعجز.

حسين السعدي
:
خامساً

===
تتبجح دائماً وتعيد وتصقل بعبارة
((
هم ليسوا عدلاء القرآن ))
والحديث الشريف يقول التمسك بهم وبالقرآن تتم الهداية
والتمسك بالقرآن فقط يكون الضلال والنهاية
فكيف لايكونون عدلاء القرآن وهذا الحديث وغيره من الأحاديث
الأخرى التي تنص على هذا المعنى كقوله صلى الله عليه وآله وسلم
علي مع القرآن والقرآن مع علي يدور معه ُ حيث مادار
!!!!
الا يوضح لك هذا المعنى أن علي روحي لتراب نعليه الفدى هو عديل للقرآن والقرآن عديل لعلي عليه السلام


الرد:
علي مع القرآن أي يتبع القرآن, وليس القرآن يتبع علي, والله أمر كل المسلمين بأن يتبعوا القرآن قال تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن}؟ وتدبر الشيء يعني الدوران معه أينما دار (دبره أي وراءه), أي يدورون معه, ولو كانوا لا يستطيعون فقط علي من يستطيع لم يأمر الله المؤمنين بذلك ولأمر علي وحده, فكلمة يتدبرون تشير إلى المجموعة وليس إلى الفرد. و الله لا يتبع بشرا خلقه ومن تراب ليختبره فيجعل كلامه يدور معه أينما دار علي, بل علي رضوان الله عليه هو من يدور مع كلام الله وذلك شرف له ولغيره. فلا عديل لكلام الله لأنه لا عديل لله سبحانه عن العديل والشريك. وأنا وضحت لك خطورة هذه الكلمة على العقيدة لأنها تجعل لله أنداد لكنك لا تكترث بما أقول مع أني بلغتك بوضوح, والله سوف يحكم يوم القيامة من كان ينزهه أكثر عن الأنداد هل المهتدي مثلك أو الضال مثلي.

أيضا في الحديث أن رسول الله دعا لابن عباس بأن يعلمه التأويل, إذن القرآن مع من؟ مع ابن عباس أو مع علي؟! لماذا لا تأخذ القرآن من ابن عباس لأنه أدرى الناس بالتأويل وترجمان القرآن وحبر الأمة كما يقولون؟! وأنت تعتقد أن القرآن لغز وطلسم, ضاربا عرض الحائط بقوله تعالى {ولقد يسرنا القرآن للذكر}, وأسألك بالله هل لا تستطيع أن تفهم قوله تعالى:{ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيجب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه}؟ هل هذه تحتاج إلى أسرار قدسية كي تفهمها؟ إذا لم تفهمها فأنت لا تفهم اللغة العربية! وهل لا تستطيع أن تفهم ولا شيء من قوله تعالى:{حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله}؟ هل لا تفهم أي شيء من هذا الكلام؟ هل هو بلغة أخرى؟ هل هو طلسم؟ هل هو بالشفرة؟ وقوله تعالى: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه} هل لا تفهم أي شيء من هذا الكلام أيضا؟! وتحتاج إلى أحد عديل لله يشرحه لك؟ إنه كلام ربك الذي يعلم قدراتك في الفهم ولو علم أنك لا تستطيع لما وجهه إليك. إن قلت أني أفهم بعض القرآن لكن لا أستطيع أن أحيط به كله إذن ما تستطيع أن تفهم بعضه تستطيع أن تفهم باقيه إذا تعلمت أكثر. ثم إن الله سيحاسبك على ما استطعت فهمه, الله لا يحاسبنا على ما لا نعلم, إذن القرآن ليس طلسما على الأقل ما دمت عرفت بعضه.

إذا كان القرآن طلسما فالطلسم يحتاج إلى تأويل والتأويل عند ابن عباس وليس عند علي كما في الحديث, ما دمت ملتزم بالحديث أكثر من القرآن, أنت لا تحتاج إلى الدوران مع القرآن بل تحتاج إلى تأويله والدوران مع الحديث كما تبين من كلامك, وعلي لم يدْعُ له الرسول وهو مستجاب الدعوة طبعا بأن يعرف التأويل بل دعا لابن عمه ابن عباس.

هكذا يتوه من دينه من الروايات المنتقاة دون غيرها من بحر الروايات ويترك المعين الصافي المحفوظ الذي لا جنيس له ولا عديل ولا وحي ثاني معه, لأنه لا إله مع الله وله الخلق والأمر سبحانه عن الأنداد والعدلاء, {ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} {وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ}, انظر لخطورة المخالفة! نفس الكلمة تقولها! ستكون شاهدة عليك! الله شنع على الكفار أنهم بربهم يعدلون أي يجعلون لله عدلاء, وأنت تفتخر بأنك تجعل لله عدلاء! كم مرة ضربت بآيات الذكر الحكيم بعرض الحائط وتبنيت عكس ما يريد الله؟! فالله نهى عن اتخاذ الشيع والعدلاء وأنت تفتخر بهما! أنا أريد أن أعرف ما هي منزلة القرآن من إيمانك؟ هل هو مبني على الأحاديث فقط ولا دور للقرآن؟ هل هو الأساس أو ثانوي؟ أو متعادل رغم اختلاف المصدر؟! فإذا عادل كلام الله كلام بشر يجب أن يكون ذلك البشر بمستوى الله, ولو زعم أحد أنه يخلق ما يشابه خلق الله أو يعادله لقلت عنه أنه أشرك, إذن إذا تكلم أحد كلاما يعادل كلام الله ماذا تقول عنه؟!

عقيدتك مع الله أهم من عقيدتك مع أهل البيت, فهو الذي بيده أمرك في الدنيا والآخرة وإليه المصير وليس إليهم, إنهم بشر محتاجون لرحمة الله مثلك, لا تجعل عواطفك المذهبية والتاريخية تأخذ شيئا مما هو لله وتجعله لغيره من خلقه, مجرد نصيحة من مخلص تلعنه وتدعو له بجهنم ويدعو لك بالجنة..

نعم الله قريب وسميع ومجيب و التعامل معه لا يحتاج إلى وسطاء من البشر , فهو ليس ملِك من ملوك البشر نتقرب إليه بالواسطات والمحسوبيات وهو يعلم السر وأخفى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}؟ في علاقتنا مع الله لا يليق أن يكون وجود لبشر, وإلا نكون كذّبنا القرآن بأن الله قريب ولا يحتاج إلى الواسطات. يجب ألا ننسى القرآن في خضم الصراع المذهبي والسياسي على الإمامة وتضارب الروايات وأقوال السابقين واللاحقين من البشر, وكيف نبحث عن كلام البشر ومعنا كلام الله نصا محفوظا؟ وهل بعد كلامه كلام؟ ألا يُغضب الله هذا السلوك منا؟ {قال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا}, هذا ما سوف يقوله الرسول لربه, فالقرآن هو هم الرسول الأول وليس أهل بيته ولا صحابته ولا نفسه ولا من يتولى من بعده ولا شيء من أمور الدنيا الفانية. يرضي الله من يعدل أكثر وليس شخصية من يحكم هل هو فلان أو علان.

حسين السعديوأخيراً
يامن أنزلت آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم
أنزلتهم دون منازلهم وانتقصت من مقاماتهم السامية
وأعتبرتهم مجرد بشر عادي وفضلتم عليهم كل من هب ودب

الرد:
ماهي مقاماتهم السامية؟! ليس في الإٍسلام مقامات سامية لأحد وإلا ما فرقه عن الديانات الأخرى المحرفة كالمسيحية أو الهندوسية؟ في الإسلام: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}, وأتقاكم لا يعرفها إلا الله, والناس سواسية كأسنان المشط كما قال الحديث, وكما قال الحديث الآخر لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي إلا بالتقوى. دلني في القرآن على هذه المقامات لأحد سواء آل بيت أو غير آل بيت, أريد أن أعرف واعتمد على دليل قوي وواضح حتى أعتقد مثلك.

المقامات والرتب هذه من أمور أهل الدنيا أما الدين فلا رتب فيه, ورب أشعث أغبر مردود بالأبواب لو أقسم على الله لأبره كما في الحديث, لهذا الإسلام دين عظيم لأنه لا رتب فيه ولا مقامات كبقية الأديان المحرفة كلها والنظم البشرية كلها, والرسول يقول: (لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) أي مثلها مثل غيرها من المسلمين, أين الرتب؟ هنا العظمة وليست العظمة في الطبقية والتفرقة العنصرية أو النسبية كما عند الهندوس وغيرهم, (كلكم لآدم وآدم من تراب) كما قال النبي. لا مكانة خاصة لأحد في الإسلام لا قديما ولا حديثا, لا بالحسب ولا بالنسب, "ليس الفتى من قال كان أبي ** إنما الفتى من قال ها أنذا" وما ضيع النصارى إلا غلوهم في عيسى وأمه, وفي رتب القديسين والقديسات ورجال الدين, قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ} فالله يشير إلى أن الغلو من عادة الأديان السابقة, ولو سألت المسيحيين لقالوا هذا من فرط حبنا وتقديسنا لعيسى وأمه, والشاهد هنا هو الغلو وليس طبعا نسبة الابن إلى الله فالشيعة لا يقولون الحسين ابن الله والحمد لله. لكن المغالاة في المحبة قد تخرج إلى أخطاء لم يُنتَبه لها, لهذا يجب أن يكون حب المسلم لربه قبل كل شيء , قال تعالى:{يحبهم ويحبونه}. والله أحق بالتشيع والمغالاة {لا تغلو في دينكم غير الحق} أي في الحق, والله هو الحق والحق لله بلاشك, ثم ما والاه ثم من اتبعه من آل بيت أو غيرهم ممن يوالي الله, لكن الحب الأول لله ثم لرسله ثم للمؤمنين.

ثم أنا لا أفضل أحدا على أحد لا هب ولا دب, فالله هو الذي يفضل, {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن} سواء نُسِب إلى أهل البيت أو لم ينسب, كل البشر عباد لله ضعفاء وهو القوي {والله يعلم وأنتم لا تعلمون}, {وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}. كل البشر بلا استثناء لأن الله لم يستثني , إلا إذا أردت أن تستثني من نفسك فهذا شأنك مع الله. جمال الإسلام بمساواته ولا وجود للرتب ولا المنازل إلا في الآخرة قال تعالى:{هم درجات عند ربك} ولم يقل في الدنيا, والشيطان مسلط على الجميع بدون استثناء (كلكم لآدم وآدم من تراب).

حسين السعدي:هذه الحقائق بدأت تتكشف اليوم شيئاً فشيئاً
وهذه ضلالات علمائكم وكذبهم ودجلهم يتضح ويفضح يوماً من بعد يوم

الرد:
إذا كنت تقصدني أنا فأنا لا أتبع مذهبا وقد أخبرتك أني لست من المتمذهبين, أنا أتبع كلام الله وعلى ضوئه أبتع كلام غيره إن كان لا يخالفه بدون تحيز ولا عواطف ومشاعر خاصة.

حسين السعديوهذا واحد ممن أنطقه الله تعالى بالحق وهو واحد
من أعمدة الوهابية والسلفية
أستمع لما يقول:
ولكن للأسف الشديد جرأته لم تسعفه أن يكمل الحديث الصحيح
وهو كالآتي

والآن
هذا نص حديث الكساء الصحيح كما روته سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء عليها السلام وروحي لتراب نعليها الفدى اقرأهُ جيدا
 
نص حديث الكساء برواية السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السَّلام
) :
عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، عن فاطمة الزهراء ( عليها السَّلام ) بنت رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) ، قال : سَمِعتُ فَاطِمَةَ الزَّهراءِ عَلَيهَا السَّلامُ بِنتِ رَسُول اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) أَنِّها قالَت :
"
دَخَلَ عَلَيَّ أبي رَسُولُ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) فِي بَعضِ الأيَّامِ فَقَالَ : أَلسَّلامُ عَلَيكِ يا فاطِمَةُ ، فَقُلتُ : وَ عَلَيكَ السَّلامُ ، قالَ : إنّي أَجِدُ في بَدَني ضَعفاً ، فَقُلتُ لَهُ : أُعِيذُكَ باللهِ يا أَبَتاهُ مِنَ الضَّعفٍِ فَقَالَ : يا فاطِمَةُ إِيتيني بِالكِساءِ اليَمانِيِّ فَغَطّينِي بهِ .
فَأَتَيتُهُ بِالكِساءِ اليَمانِيِّ فَغَطّيتُهُ بِهِ وَ صِرتُ أَنظُرُ إِلَيهِ وَ إِذا وَجهُهُ يَتَلَأ لَأ كَأَنَّهُ البَدرُ فِي لَيلَةِ تمامِهِ وَ كَمالِهِ ، فَما كَانَت إِلاّساعَةً و إذا بوَلَدِيَ الحَسَنِ قَد أَقبَلَ وَ قالَ : أَلسَّلامُ عَلَيكِ يا أُمّاهُ ، فَقُلتُ : وَ عَلَيكَ السَّلامُ يا قُرَّةَ عَيِني وَ ثَمَرَةَ فُؤادِي ، فَقالَ : يا أُمّاهُ إِنّي أَشَمُّ عِندَكِ رائِحَةً طَيِّبَةً كَأَنَّها رائِحَةُ جَدِي رَسُولِ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) ، فَقُلتُ : نَعَم إِنَّ جَدَّكَ تَحتَ الكِساء ، فَأَقبَلَ الحَسَنُ نَحوَ الكِساء وَ قالَ : أَلسَّلامُ عَلَيكَ يا جَدَّاهُ يا رَسُولَ اللهِ أَتَأذَنُ لي أَن أَدخُلَ مَعَكَ تَحتَ الكِساءِ ؟ فَقالَ : وَ عَلَيكَ السَّلامُ يا وَلَدِي وَ يا صاحِبَ حَوضِي قَد أَذِنتُ لَكَ ، فَدَخَلَ مَعَهُ تَحتَ الكِساءِ .
فَما كانَت إِلاّسَاعَةً وَ إِذا بِوَلَدِيَ الحُسَينِ ( عليه السَّلام ) أَقبَلَ وَ قال : أَلسَّلامُ عَلَيكِ يا أُمّاهُ ، فَقُلتُ : وَ عَلَيكَ السَّلامُ يا قُرَّةَ عَيِني وَ ثَمَرَةَ فُؤادِي ، فَقالَ : يا أُمّاهُ إِنّي أَشَمُّ عِندَكِ رائِحَةً طَيِّبَةً كَأَنَّها رائِحَةُ جَدِي رَسُولِ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) ، فَقُلتُ : نَعَم إِنَّ جَدَّكَ وَ أَخاكَ تَحتَ الكِساءِ ، فَدَنَا الحُسَينُ ( عليه السَّلام ) نحوَ الكِساءِ وَ قالَ : أَلسَّلامُ عَلَيكَ يا جَدَّاهُ يا مَنِ أختارَهُ اللهُ ، أَتَأذَنُ لي أَن أَكونَ مَعَكُما تَحتَ الكِساءِ ؟ فَقالَ : وَ عَلَيكَ السَّلامُ يا وَلَدِي وَ يا شافِع أُمَّتِي قَد أَذِنتُ لَكَ ، فَدَخَلَ مَعَهُما تَحتَ الكِساء ، فَأَقبَلَ عِندَ ذلِكَ أَبو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَبي طالِبٍ وَ قال : أَلسَّلامُ عَلَيكِ يا بِنتَ رَسُولِ اللهِ ، فَقُلتُ : وَعَلَيكَ السَّلامُ يا أَبَا الحَسَن وَيا أَمِيرَ المُؤمِنينَ . فَقالَ : يا فاطِمَةُ إِنّي أَشَمُّ عِندَكِ رائِحَةً طَيِّبَةً كَأَنَّها رائِحَةُ أَخي وَ ابِنِ عَمّي رَسُولِ اللهِ ، فَقُلتُ : نَعَم ها هُوَ مَعَ وَلَدَيكَ تَحتَ الكِساءِ ، فَأقبَلَ عَلِيٌّ نَحوَ الكِساءِ وَقالَ : أَلسَّلامُ عَلَيكَ يا رَسُولَ اللهِ أَتَأذَنُ لي أَن أَكُونَ مَعَكُم تَحتَ الكِساءِ ؟ قالَ لَهُ وَ عَلَيكَ السَّلامُ يا أَخِي وَ يا وَصِيّيِ وَ خَلِيفَتِي وَ صاحِبَ لِوائِي قَد أَذِنتُ لَكَ ، فَدَخَلَ عَلِيٌّ تَحتَ الكِساءِ .
ثُمَّ أَتَيتُ نَحوَ الكِساءِ وَ قُلتُ : أَلسَّلامُ عَلَيكَ يا أبَتاهُ يا رَسُولَ الله أَتأذَنُ لي أَن أَكونَ مَعَكُم تَحتَ الكِساءِ ؟ قالَ : وَ عَليكَ السَّلامُ يا بِنتِي وَ يا بَضعَتِي قَد أَذِنتُ لَكِ ، فَدَخَلتُ تَحتَ الكِساءِ ، فَلَمَّا إكتَمَلنا جَمِيعاً تَحتَ الكِساءِ أَخَذَ أَبي رَسُولُ اللهِ بِطَرَفَيِ الكِساءِ وَ أَومَأَ بِيَدِهِ اليُمنى إِلىَ السَّماءِ و قالَ : أَللّهُمَّ إِنَّ هؤُلاءِ أَهلُ بَيتِي و خَاصَّتِي وَ حَامَّتي ، لَحمُهُم لَحمِي وَ دَمُهُم دَمِي ، يُؤلِمُني ما يُؤلِمُهُم وَ يُحزِنُني ما يُحزِنُهُم ، أَنَا حَربٌ لِمَن حارَبَهُم وَ سِلمٌ لِمَن سالَمَهُم وَ عَدوٌّ لِمَن عاداهُم وَ مُحِبٌّ لِمَن أَحَبَّهُم ، إنًّهُم مِنّي وَ أَنا مِنهُم فَاجعَل صَلَواتِكَ وَ بَرَكاتِكَ وَ رَحمَتكَ و غُفرانَكَ وَ رِضوانَكَ عَلَيَّ وَ عَلَيهِم وَ اَذهِب عَنهُمُ الرَّجسَ وَ طَهِّرهُم تَطهِيراً .
فَقالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : يا مَلائِكَتي وَ يا سُكَّانَ سَماواتي إِنّي ما خَلَقتُ سَماءً مَبنَّيةً وَ لا أرضاً مَدحيَّةً وَ لا قَمَراً مُنيراً وَ لا شَمساً مُضيِئةً وَ لا فَلَكاً يَدُورُ وَ لا بَحراً يَجري وَ لا فُلكاً يَسري إِلاّ في مَحَبَّةِ هؤُلاءِ الخَمسَةِ الَّذينَ هُم تَحتَ الكِساء ِ ، فَقالَ الأَمِينُ جِبرائِيلُ : يا رَبِّ وَ مَنْ تَحتَ الكِساءِ ؟ فَقالَ عَزَّ وَجَلَّ : هُم أَهلُ بَيتِ النُّبُوَّةِ وَ مَعدِنُ الرِّسالَةِ هُم فاطِمَةُ وَ أَبُوها ، وَ بَعلُها وَ بَنوها ، فَقالَ جِبرائِيلُ : يا رَبِّ أَتَأذَنُ لي أَن أَهبِطَ إلىَ الأَرضِ لأِكُونَ مَعَهُم سادِساً ؟ فَقالَ اللهُ : نَعَم قَد أَذِنتُ لَكَ .
فَهَبَطَ الأَمِينُ جِبرائِيلُ وَ قالَ : أَلسَّلامُ عَلَيكَ يا رَسُولَ اللهِ ، العَلِيُّ الأَعلَى يُقرِئُكَ السَّلامَ ، وَ يَخُصُّكَ بِالتًّحِيَّةِ وَ الإِكرَامِ وَ يَقُولُ لَكَ : وَ عِزَّتي وَ جَلالي إِنّي ما خَلَقتُ سَماءً مَبنيَّةً و لا أَرضاً مَدحِيَّةً وَ لا قَمَراً مُنِيراً وَ لا شَمساً مُضِيئَةً و لا فَلَكاً يَدُورُ و لا بَحراً يَجري و َلا فُلكاً تَسري إِلاّ لِأجلِكُم وَ مَحَبَّتِكُم ، و َقَد أَذِنَ لي أَن أَدخُلَ مَعَكُم ، فَهَل تَأذَنُ لي يا رَسُول الله ِ ؟ فَقالَ رَسُولُ الله : وَ عَلَيكَ السَّلامُ يا أَمِينَ وَحيِ اللهِ ، إِنَّهُ نَعَم قَد أَذِنتُ لَكَ ، فَدَخَلَ جِبرائِيلُ مَعَنا تَحتَ الكِساءِ ، فَقالَ لأِبي : إِنَّ اللهَ قَد أَوحى إِلَيكُم يَقولُ : { ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } .
فَقالَ : عَلِيٌّ لِأَبِي : يا رَسُولَ اللهِ أَخبِرنِي ما لِجُلُوسِنا هَذا تَحتَ الكِساءِ مِنَ الفَضلِ عِندَ اللهِ ؟ فَقالَ النَّبيُّ ( صلى الله عليه وآله ) : وَ الَّذي بَعَثَنِي بِالحَقِّ نَبِيّاً وَ اصطَفانِي بِالرِّسالَةِ نَجِيّاً ، ما ذُكِرَ خَبَرُنا هذا فِي مَحفِلٍ مِن مَحافِل أَهلِ الأَرَضِ وَ فِيهِ جَمعٌ مِن شِيعَتِنا وَ مُحِبِيِّنا إِلاّ وَ نَزَلَت عَلَيهِمُ الرَّحمَةُ ، وَ حَفَّت بِهِمُ المَلائِكَةُ وَ استَغفَرَت لَهُم إِلى أَن يَتَفَرَّقُوا ، فَقالَ عَلِيٌّ ( عليه السَّلام ) : إذَاً وَاللهِ فُزنا وَ فازَ شِيعَتنُا وَ رَبِّ الكَعبَةِ .
فَقالَ أَبي رَسُولُ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) : يا عَلِيُ وَ الَّذي بَعَثَني بِالحَقِّ نَبِيّاً وَ اصطَفاني بِالرِّسالَةِ نَجِيّا ، ما ذُكِرَ خَبَرُنا هذا في مَحفِلٍ مِن مَحافِلِ أَهلِ الأَرضِ وَ فِيهِ جَمعٌ مِن شِيعَتِنا وَ مُحِبّيِنا وَ فِيهِم مَهمُومٌ إِلا ّوَ فَرَّجَ اللهُ هَمَّهُ وَ لا مَغمُومٌ إِلاّ وَ كَشَفَ اللهُ غَمَّهُ وَ لا طالِبُ حاجَةٍ إِلاّ وَ قَضى اللهُ حاجَتَهُ ، فَقالَ عَلِيٌّ ( عليه السَّلام ) : إذَاً والله فُزنا وَ سُعِدنا ، وَ كَذلِكَ شِيعَتُنا فَازوا وَ سُعِدوا في الدُّنيا وَ الآخِرَةِ وَ رَبِّ الكَعبَةِ " .

هذه هي منازل ومقامات من جعلتموهم وراء ظهوركم وجئتمونا اليوم في عقر دارنا لتتبجحوا علينا بانكم انتم اهل القران
وانتم الذين تغرفون منه بدون وسيط !!!
وهكذا بنيتم بنيانكم على اساس باطل
واسستم عقيدتم على اساس باطل عندما تركتم احد اركان الهدى
وهم ىل محمد صلى الله عليه وىله وسلم
وعليه
فكل ماتكتبه هنا وتبثه هو ضلال مبين لايمت للحقيقة شيء
وعليه
((
يغلق الموضوع ))
ولانسمح بالضلالات لأنها قد فضحت هاهنا بشكل واضح

الرد:
هذا الحديث محمل أكثر مما يحتمل كالعادة, إن صح. لأن آية التطهير خاصة بنساء الرسول وارجع للآية والتي قبلها ففيها نص صريح وتبدأ ب:{يا نساء النبي} فكيف يخالف الرسول القرآن فيجعل عائلة علي من أهل بيته بينما الله سمى زوجاته من أهل بيته؟ ثم يخبر من أن هؤلاء من أهل بيته؟ يخبر الله؟! وحتى لو صح الحديث, هذا لا يعني توليتهم شؤون الأمة واستكمال النبوة من خلالهم هذا يعني حبه وحنانه عيهم ورغبته أن يتطهروا, كما يفعل أي أب حاني. والقرآن يشرح معنى كلمة الثقلين وأنها الإنس والجن, ففيهما إشارة للكثرة, بينما أهل البيت المعتبرين عند الشيعة قلة في العدد, فكلمة ثقل وثقلة تطلق على الجيش الضخم وكل شيء كثير وثقيل, قال تعالى: {وأخرجت الأرض أثقالها}.

كيف يمكن الجمع بين القرآن كمصدر علم وبين أهل البيت كمصدر ثاني؟ إذن أين سنته التي هي فعلا تخدم مجمل القرآن؟ لكن إذا حملته على الوصية يكون المعنى مفهوم أنه يوصي على أغلى ما عنده وهو اتباع القرآن ورعاية أسرته وأقاربه بعد موته. وإذا كان من تحت الكساء هم فقط أهل بيته هذا يعني تبرؤ من زوجاته مع أنهن فعليا في بيته! فكيف يتبرأ من زوجاته ثم يذهب لينام معهن؟ هذا غير منطقي, أن يكون أهل بيتك هم ابن عمك وأولاده بينما لك عدة بيوت فيها نساء على ذمتك! الرسول لم يكن يسكن مع علي في بيته ولا علي يسكن معه بل زوجاته هن اللائي كن يسكن في بيته هو يسكن معهن فهن أهل بيته. لا يمكن أن يقول الرسول هذا وهو أفصح العرب ويعرف معنى كلمة أهل بيت الرجل, أهل بيته هو من يسكنون معه, أما هؤلاء فهم أقاربه الخلص وليسوا أهل بيته. لو كان الرسول مطلقا لزوجاته وعلي يسكن معه في بيته هو وعائلته لجاز هذا وعلى سبيل المجاز أيضا. كان يستطيع أن يسميهم اسم آخر غير أهل بيته ويكون أدق, كأن يقول هؤلاء عصبتي أو أقرب الناس لي. اللغة وضعت لكل شيء اسم. والاحتكام في الحديث يكون إلى القرآن والقرآن بيّن معنى كلمة أهل بيت النبي صراحة: {يا نساء النبي} ثم الآية التي بعدها: {يذهب عنكم الرجس أهل البيت} أي بيت محمد الذين يسكنون فيه.

(أما بعدُ ، ألا أيها الناسُ ! فإنما أنا بشرٌ يوشِك أن يأتيَني رسولُ ربي فأُجيبُ ، وأنا تاركٌ فيكم ثقلَينِ أولُهما كتابُ اللهِ فيه الهدى والنُّورُ من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ، ومن أخطأه ضلَّ ، فخُذوا بكتاب اللهِ تعالى واستمسِكوا به ، وأهلَ بيتي أُذكِّرُكمُ اللهَ في أهلِ بَيتي ، أُذكِّرُكمُ اللهَ في أهلِ بَيْتي)
الراوي: زيد بن أرقم المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1351
خلاصة حكم المحدث: صحيح

هذا الحديث يوضح لك الصورة, مع أنه سماهما ثقلين كمسؤولية, ولم يربط الهداية مثلك بأهل البيت, بل بالقرآن وحده (نص الحديث). أي قائم بذاته وليس مضلا وحده كما تقول وتعالى الله أن يكون كلامه مضل إلا لمن أعرض كما أخبر القرآن. والشيء الثاني الوصية بأهل بيته خيرا أي بالحسنى لأنه مودع للدنيا. هذا كلام مفهوم ومنطقي, لا كلام المبالغات على حساب القرآن. نبي يوشك أن يموت فيوصي بالقرآن كطريق للهداية ثم يوصي السامعين على أهل بيته بعد موته أن يحسنوا إليهم بالتعامل ويكونون عوضا عنه في رعايتهم والاهتمام بهم, هنا لا مشكلة ولا تعارض مع القرآن وتقويله ما لم يقل.

وانظر إلى هذا الحديث في صحيح مسلم :
انطلقتُ أنا وحُصَينُ بنُ سَبرةَ وعمرُ بنُ مسلمٍ إلى زيدِ بنِ أرقمٍ . فلما جلَسْنا إليه قال له حُصَينٌ : لقد لقيتُ ، يا زيدُ ! خيرًا كثيرًا . رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . وسمعتُ حديثَه . وغزوتُ معه . وصليتُ خلفَه . لقد لقيتُ ، يا زيدُ خيرًا كثيرًا . حدِّثنا ، يا زيدُ ! ما سمعتَ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . قال : يا ابنَ أخي ! واللهِ ! لقد كبِرَتْ سِنِّي . وقدِم عهدي . ونسيتُ بعض الذي كنتُ أعِي من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فما حدَّثتُكم فاقبَلوا . وما لا ، فلا تُكلِّفونيه . ثم قال : قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومًا فينا خطيبًا . بماءٍ يُدعَى خُمًّا . بين مكةَ والمدينةِ . فحمد اللهَ وأثنى عليه . ووعظ وذكَّر . ثم قال " أما بعدُ . ألا أيها الناسُ ! فإنما أنا بشرٌ يوشك أن يأتيَ رسولُ ربِّي فأُجيبُ . وأنا تاركٌ فيكم ثقلَينِ : أولُهما كتابُ اللهِ فيه الهدى والنورُ فخذوا بكتاب اللهِ . واستمسِكوا به " فحثَّ على كتابِ اللهِ ورغب فيه . ثم قال " وأهلُ بيتي . أُذكِّرُكم اللهَ في أهلِ بيتي . أُذَكِّرُكم اللهَ في أهلِ بيتي . أُذكِّرُكم اللهَ في أهلِ بيتي " . فقال له حُصَينٌ : ومَن أهلُ بيتِه ؟ يا زيدُ ! أليس نساؤه من أهلِ بيته ؟ قال : نساؤه من أهلِ بيتِه . ولكن أهلُ بيتِه من حُرِمَ الصدقةَ بعده . قال : وهم ؟ قال : هم آلُ عليٍّ ، وآلُ عَقيلٍ ، وآلُ جعفرَ ، وآلُ عباسٍ . قال : كلُّ هؤلاءِ حُرِمَ الصدقةَ ؟ قال : نعم . وزاد في حديثِ جريرٍ " كتابُ اللهِ فيه الهُدى والنورِ . من استمسَك به ، وأخَذ به ، كان على الهُدى . ومن أخطأه ، ضلَّ " . وفي روايةٍ : دخلْنا عليه فقلْنا له : قد رأيتُ خيرًا . لقد صاحبتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وصليتُ خلفَه . وساق الحديثَ بنحو حديثِ أبي حيَّانٍ . غير أنه قال " ألا وإني تاركٌ فيكم ثقلَين : أحدُهما كتابُ اللهِ عزَّ وجلَّ . هو حبلُ اللهِ . من اتبعه كان على الهُدى . ومن تركه كان على ضلالةٍ " . وفيه : فقلنا : من أهلِ بيتِه ؟ نساؤُه ؟ قال : لا . وايمُ اللهِ ! إنَّ المرأةَ تكون مع الرجلِ العصرَ من الدَّهرِ . ثم يُطلِّقُها فترجع إلى أبيها وقومِها . أهلُ بيتِه أصلُه ، وعصبتُه الذين حُرِموا الصدقةَ بعده " .


 لماذا لا تتبع هذا الحديث: "ألا وإني تاركٌ فيكم ثقلَين : أحدُهما كتابُ اللهِ عزَّ وجلَّ . هو حبلُ اللهِ . من اتبعه كان على الهُدى . ومن تركه كان على ضلالةٍ"؟ الهدى مرتبط بحبل الله وهو كتابه و أنت تريد الهدى, ثم أوصى الناس على أهل بيته رعاية واهتماما, وانظر إلى حجة الراوي بنفي الزوجة أن تكون من أهل البيت, إنها حجة واهية وأول كلام الرسول كما يريد وهذا تأويل من الراوي "إنَّ المرأةَ تكون مع الرجلِ العصرَ من الدَّهرِ . ثم يُطلِّقُها فترجع إلى أبيها وقومِها" وهذا مخالف لنص القرآن على أن أهل البيت هم الزوجات بالدرجة الأولى, دعك من حالة الطلاق, ليست كل زوجة تطلق, ثم إنه عدد أهل البيت بأنهم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس مع أنهم لا يسكنون في بيت الرسول! الرسول لم يقل أوصيكم بأهلي بل قال أهل بيتي وبينهما فرق, نعم هؤلاء أهله, وإن كان لم يذكر كل أهله! فلماذا يستبعد آل الفضل وآل حمزة وآل أبو لهب وبقية أعمامه الكثر ما ذنبهم مع أن لهم نفس القرابة؟ فآل الفضل مثل آل العباس أبناء عم الرسول فلماذا هؤلاء نم آل البيت وأولئك ليسوا من آل البيت, هذه وجهة نظر الراوي, وليس كلام الرسول, الرسول قال:”أهل بيتي". 

وأنت تقع في الفهم الخاطئ عندما تفهم أن قوله تعالى {يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} معناه أن الله أراد شيء ومنطقيا بما أن الله أراد شيء فإنه يكون وبالتالي يكون آل البيت كلهم تم تطهيرهم من الرجس, الخطأ هنا في فصل الأوامر عن السبب, فالآية قدمت أوامر ثم بررت سبب هذه الأوامر وهي إرادة التطهير إذا تم الالتزام بها, وإذا لم يُلتَزم بها لا يتم التطهير فالمعنى {يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} لهذا أمركم بهذه الأوامر إن فعلتموها تطهرتم وإلا فلا, مع أن الآية كلها تتكلم عن نساء النبي وليس عن أبناء عمه! انظر إلى آية التيمم : {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّراَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} فالله يريد التطهير لكل مسلم وليس فقط لأهل بيت النبي, وهذا التطهير مشروط فكلمة يريد لا تعني كلمة يقدر في هذا المقام بل تعني بيان العلة والسبب من الطلب, وهو إرادة التطهير لمن شاء ان يتطهر لا أن التطهير هبة وخاصية توهَب فقط دون عمل.

حسين السعدي:ولازال الطريق لك مفتوح
بالنقاش والحوار في موضوعك السابق على هذا الرابط
فلن نسمح بتضليل القرآء والأعضاء الكرام بفتح أكثر من موضوع ضلالة وتشتيت أفكارهم
إن كنت على حق
فاظهر لنا هذا الحق ورد علينا هناك وسوف نكون
أن شآء الله تعالى لك بالأنتظار

أحترامي

رابط الحوار والمناظرة

حسين السعدي


الرد:
مادام كلامي ضلالات لماذا يخيفك وينرفزك ويضطرك لإغلاق الموضوع وتخاف على القراء منه؟! ألست واثقا من إقناعك لهم؟ وحتى لو ضل أحد منهم تستطيع أن تصرخ عليه وتقنعه وتكشف ضلالاته! مثلما صرخت علي, فأنت معك الحق الكامل وأنا معي الباطل الكامل, أليس كذلك؟ دع الناس يعرفون باطلي بوضوح حتى يحذروه.

لن تستطيع أن تحجب على الناس وتحدد لهم أفكارهم ومعتقداتهم, إن كنت تؤمن بحرية الاعتقاد, الدنيا الآن مفتوحة ولم يعد هناك عقر دار لي وعقر دار لك, الاعتقاد والواثق من نفسه ومن أفكاره لا يحجب الآراء المخالفة مادامت لا تحمل إساءات شخصية لأحد, افتح النوافذ كي يتجدد الهواء,  لا خوف الحقائق مادامت حقائق, فلا خوف على الحق من الباطل بل الخوف على الباطل من الحق. كما أخبر القرآن (النبع الصافي لكل العلوم) يدمغ الباطل. والواثق من أفكاره لا يخاف الأفكار المخالفة بل يأخذ منها ويدع حسب الحقيقة ولا أحد يلزم أحد ولا أحد يكمم أفواه أحد. وليس من يخالفك في الرأي يتبجح عليك, فإما أن يقول ما يعجبك وإلا فهو متبجح! هذا كبرياء وبطر للحق أربأ بك عنه, أنت تخالفني وتقسو في كلامك ولم أقل أنك متبجح, بل لم أجاريك في قسوتك. ورميك لمحاورك بالجهل المطبق ليس شيئا يُفخر به في الحوار.

أما رواية الكساء الطويلة التي ذكرتها وهي من مرويات الشيعة, فتُظهر على نفسها الكثير من الملاحظات, حيث الاهتمام والفخر منصب على هذه العائلة وليس على الرسول ولا جبريل, وكان الأولى أن يفخروا هم به لا أن يفخر هو بهم, لأنه هو سبب هدايتهم من الظلمات إلى النور, إلا إن كانوا هم الذين هدوا الرسول فقدم دليلك. ولو لم يكن الرسول لكانوا مثل غيرهم من قريش التي كانت على ضلالة وتعبد الأصنام, قال تعالى:{بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان}. ثم رسول الله وجِع ومرهق فكيف يتكلم بهذا الحماس وهو متعب؟! وكان يريد أن يرتاح وينام عندما طلب الكساء. هذا غير أن الدخول معه في كسائه ليس من عيادة المريض! وكيف يطلب كساء يتسع لستة أنفار؟! ومثل هذا الكساء الضخم غير موجود في بيوت الأغنياء فضلا عن بيت رسول الله المتواضع. ثم ما شأن جبريل؟ جبريل ليس من البشر! و هل جبريل محتاج أن يكسب البركة منهم وهو أمين ربه؟ والقرآن لم يثبت أن أحدا رأى جبريل غير رسول الله قال تعالى :{ولقد رآه نزلة أخرى}, جبريل كما أخبر القرآن لا يظهر إلا لنبي فقط, فهو الذي كان ينزل بالوحي على الأنبياء السابقين ولم يره أتباعهم ولا أقاربهم لأن جبريل من عالم الغيب وليس من عالم الشهادة حتى يراه خمسة أشخاص ليسوا أنبياء بل وينام معهم! وجبريل لا يأتي إلا لمهمة, لا يأتي لكي يندس تحت كساء ثم يمضي! ثم نرى ثناء كبيرا جدا فأين العمل الذي أوجب هذا الثناء؟ هل هو مجرد الدخول في الكساء؟! الإسلام دين العمل والنشاط وليس دين الاختباء وراء كساء! بل إن الله عاتب نبيه عندما اختبأ وراء الدثار وقال: {يا أيها المدثر ثم فأنذر} وقال : {يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا}, ولو كان في التدثر مدحا لمدح الله نبيه. ثم كيف اتسع هذا الكساء اليماني لكل هؤلاء؟ ومعهم جبريل أيضا؟! فكساء واحد يغطي خمسة أشخاص ومعهم ملَك!

ومادام الله أرسل جبريله ليندس معهم تعظيما لشأنه ألم يكن من الأولى أن يُفرد ولو سورة في القرآن عن فضل أٌقارب النبي, بل لا يوجد ولا آية بل ولا كلمة! سوى:{أنذر عشيرتك الأقربين}, لم يبق في هذه الرواية إلا أن يأتي الله ويندس معهم تعظيما لشأن أقارب رسوله! الذين ليسوا رسل ولا أنبياء! ومادام شأنهم معظم لماذا لم يكونوا صديقين أو أنبياء؟ لماذا لم يقل القرآن عن فاطمة أنها صدّيقة مثلما قال عن مريم؟! ولماذا لم يُذكر علي في القرآن مثلما ذُكر هارون مع موسى؟ بل ذُكِر أبو لهب باسمه ولم يذكر علي ولا عثمان ولا عمر..., هذا يدلك أنه لا دخل لهم بالنبوة فالنبوة خاصة بمحمد وهؤلاء من أتباعه المسلمين سواء أقارب أو غير أٌقارب. أنت تقول أن الله عظمهم وقدس أسرارهم, لماذا لم يذكر هذا التعظيم في كتابه؟ هذا يعني أن التعظيم والمنزلة الخاصة من عندك وليست من عند القرآن! الذي يقول:{إن أكرمكم عند الله أتقاكم}. صاحب الشأن وهو الله سبحانه لم يذكرهم ولم يحدد أولياء ولا أوصياء ولا شيء من هذا القبيل كله لا من أهل نبي ولا من صحابة. الرسول أوصى على القرآن بالدرجة الأولى ثم أوصى على أهل بيته بعد موته حسنا بالإحسان إليهم وكأن رب بيتهم موجود وليس بتقديسهم وإصباغ الهالات التي لم ينزل بها الله سلطانا من القرآن, والسلطان هو القرآن. وإذا كان مرجعك الأول هو القرآن فعليك أن تقدس مريم وامرأة فرعون وأم موسى لأن القرآن عظمهن ومدحهن! أنت تعظم من لم يمدحه القرآن وتهمل من مدحه القرآن! وتقول أنك تتبع القرآن! وهذا لا يعني الانتقاص من أٌقارب النبي وأهل بيته لأنه وصى بهم حسنا, والإحسان لا يقتضي أن تجعلهم هم في المركز الأول من الاهتمام بينما الله ورسوله أولى بالمركز الأول. يجب أن نسمع كلمة محمد أكثر من كلمة حسين أو علي وهذا عكس الواقع. الإسلام حرم الغلو في الصالحين.

إلا إذا كان القرآن غير مهم في الصورة وليس مصدرا أساسيا للإٍسلام, وإذا كان القرآن هو كلام الله وأساس الإسلام فهاهو كلامه بين يدينا وليس فيه ذكر ولا اسم يتعلق بآل البيت إلا بعض الآيات التي تحدثت عن نساء النبي كأهل بيته, وطالبتهن بالعفاف وألا يخضعن بالقول فيطمع من كان في قلبه مرض, ثم ذُيلت الآية بأن الله يريد أن يطهركم أهل بيت النبي, أي من هذه الشبهات المتعلقة بالعفاف حتى لا يُحكى في عرض النبي لأن ذلك يؤذيه. ومع أنها في زوجات النبي إلا أنها لا تعني أن الله قدّر هذا التطهير لكنه طالب بما ينتج عنه التطهير, الله أمرهن بهذا يريد لهن التطهير إن اتبعنه.
     
إني لست أمثّل أحدا غير نفسي, وأكررها بدون فائدة. أنا فرد وتخاطبني بلغة الجمع وتضمني لغيري, ولا تدري كم أنا أتحاور معهم! وأنا لم أرمي أهل البيت وراء ظهري بل لهم احترامهم ومحبتهم مثلما لبقية من آمنوا برسول الله وتحدوا الكفار احترامهم أيضا ومحبتهم وموالاتهم, ومثلما هو احترام ومحبة لكل صادق وباحث عن الحقيقة محب لله ولرسوله, بلا تعصب ولا تمذهب ولا تقديم للفرع على الأًصل أو للتابع على المتبوع, وما التمذهب إلا تعصب فكل متمذهب متعصب, وأنا لست من المتعصبين.

وشكرا على سعة صدرك إن حصلت والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 
 

هناك 3 تعليقات :

  1. السلام عليكم
    كبير....
    أيها الرائع بحق...
    محمد العجي.. حائل

    ردحذف
  2. اتمنى ان نرى المزيد من هذه النقاشات مع الملاحدة
    شكراً جزيلاً

    ردحذف
  3. لطفا به يابو وراق
    دمرت مذهبه تدمير شامل

    ردحذف