الجمعة، 9 أغسطس 2013

الرد على شبهات نحوية وعلمية في القرآن.


رد على مقالة تشكك في صحة القرآن:

اقتباس:

قال كاتب القرآن بثقة عالية انه من عند الله وليس من تاليف بشر .
{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً }النساء82
ولما تدبر الباحثون والمدققون المحايدون القرآن .. وجدوا فيه اختلافا كثيرا !!! وهنا تسائل الباحثون هل القرآن من عند الله ؟ وانا بدوري كباحث اسال معهم نفس السؤال واعرض الجزء اليسير مما وجده الباحثون من اخطاء وتناقضات وسجع كهان وامور اخرى كثيرة ولنبدأ بعرض بعضها ونتسائل طالبين الرد العلمي من المختصين ان يقنعوا الباحثين المدققين بعكس ما نقول .
وُجِدَ في القرآن اخطاء نحوية وهو مصدر البلاغة والنحو فمثلا في آياتين متطابقتين نرى الاختلاف في تصريف قواعد النحو بشكل واضح : • {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة62 والآية الاخرى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ( سورة المائدة 69 )
في الاية الاولى تأتي كلمة (الصابئين) اسم معطوف على اسم إنّ، منصوب بالياء والنون لانها جمع مذكر سالم حسب قواعد اللغة العربية. فما تفسير ورودها ( الصابئون ) مرفوعة في الاية الثانية وهي في محل نصب ، رغم انها مطابقة تماما للآية السابقة، اليس هذا خطأ واختلافا كبيرا في النحو
. وهذا خطأ آخر ... • لَّـٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ۚ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ۚ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَـٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا ( سورة النساء 162) ما هو الصحيح ياسادة ؟ المقيمين أم المقيمون ؟؟؟ اليس المعطوف على ما قبله يطابقه في الاعراب والحركات • ( الراسخون والمؤمنون ..والمقيمون ) فكيف اصبحت والمقيمين ؟ الا يُعتبر هذا اختلافا ؟
الكلمات الاعجمية في القرآن {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }يوسف2 ان كان قرآنا عربيا وبلسان عربي مبين وكتب بلغة قريش، فلماذا يستخدم كلمات اعجمية غير عربية , فارسية، سريانية، عبرية، حبشية، زرادشتية . وهذه امثلة منها . ( أبريق- أرائك- جن- طاغوت- طور- سنين- سندس- استبرق- ابا ) اليس هذا اختلافا كثيرا يا اولي الالباب ؟
عندما يخاطب الله نبيه او عباده المؤمنين به يقول بصيغة المتكلم هكذا : " انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون" الحجر 9 المتكلم ( الله ) يؤكد شخصيته ويقول: ( انّا – نحن – نزلنا )
ولكن من هو المتكلم هنا القائل : " ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطانا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين .(البقرة286) إن كان القرآن كلام الله فلمن يخاطب الله قائلا: ربنا لا تؤاخذنا ... ربنا لا تحمل علينا ...ربنا ولا تحملنا ... اعف عنا .. ارحمنا .. انصرنا ؟ ثم يختم كلامه قائلا ( انتَ مولانا ) اليس هذا كلام ودعاء محمد وعلى لسانه موجه الى ربه ثبته في القرآن على لسان الله دون ان يدري؟ فهل لازلنا نقول ان ما جاء بالقرآن هو كلام الله ام كلام محمد ؟
لمن يقول الله في كتابه : اياكَ نعبد واياكَ نستعين ، اهدِنا السراط المستقيم ، سراط اللذين انعمتَ عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين . هل يخاطب الله البشر بهذه الصيغة ام هذه مخاطبة ودعاء محمد الى الله ؟ فهل هذا الكلام المسطور بالقرآن كلام الله ام كلام محمد؟ كيف يكون شكل الاختلاف اذاٌ ؟
هل يقول الله عن نفسه : : " أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً " الانعام 114
: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً} الروم48 من هو المتكلم هنا : : الم تر ان الله انزل من السماء ماء فتصبح الارض مخضرة ان الله لطيف خبير" الحج 63 : اذ قال ربكَ للملائكة اني خالق بشرا من طين : كذلك قال ربكَ هو علي هين . : ولا تنفع الشفاعة عنده هل يتكلم الله بصيغة الضمير الغائب عن نفسه هكذا : قال ، ربكَ ،( هو ) ؟ ام يقول: " انا ربكم فاعبدون " هكذا بصيغة المتكلم . ياترى من هو المتكلم هنا الله ام محمد ؟
الاخطاء العلمية في القرآن القمر يتلو الشمس في مسارها • "والشمس وضحاها والقمر اذا تلاها"، وأسأل : هل يتلو القمرُ الشمسَ؟؟، الشمس لا تدور حول الأرض كما يفعل القمر فكيف يمكن ان يقول احد ان القمر يتلو الشمس ؟

 الجبال أوتاد تثبّت الأرض حسب القرآن!! • " ألم نجعل الارض مهادا والجبال أوتادا " ليس لكل الجبال جذور عميقة يمكن ان تكون شبيهة بالأوتاد فإن ذلك لا يصدق على الجبال الناتجة عن البراكين او تلك الناتجة عن التمدد والشقوق ، كثير من المناطق التي تحدث بها الزلازل بصورة متواصلة هي مناطق جبلية! فلا تحفظ الارض من ان تميد وتتزعزع

 . • السماء في القرآن سقف محفوظ مرفوع بلا عمد الحقيقة العلمية هي ان ما حول الأرض فضاء شاسع لا تحده حدود أو فواصل حتى لو سرنا لبلايين السنين الضوئية في كل الاتجاهات فكيف تكون السماء سقف واين حدوده؟

 الماء الذي خلق منه الانسان يخرج من بين الأضلاع • " فلينظر الانسان ممّ خلق، خلق من ماء دافق، يخرج من بين الصلب والترائب" • الحقيقة هي انه لا توجد اي غدة قرب الاضلاع تساهم أي مساهمة في تكون نطفة الرجل، وأن الحيوانات المنوية تتكون في الخصية وليس في الاضلاع والترائب . وهذا خطأ واختلاف كبير .
هذا غيض من فيض ، وهناك الكثير من الاختلافات والتناقضات والاخطاء في القرآن لا يسع المجال هنا لسردها ، فهل الله يخطئ في كلامه ويوحي لرسوله بالاخطاء والتناقضات وينسخ ويبدل كلماته؟ جاء في الكتاب المقدس على لسان السيد المسيح :" اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ ". هذا هو الكلام الالهي، وليس " {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا }البقرة106" ولماذا ينسخ الله كلامه ويبدله بين الحين والاخر؟ والقرآن يقول : " لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " يونس64 اليس هذا تناقضا واضحاٌ واختلافا كثيراً .

الرد:


القرآن موضوعه موضوع إيماني عقلاني وجداني أخلاقي وليس موضوع علمي, نحن لسنا أمام أطروحة علمية نناقشها هل صحيحة أولا, لأن الإيمان فوق العقل الموجود. بعبارة أرى, لا أحد يتعامل بحياته بموجب العقلانية البحتة ولو سألتهم لماذا لقالوا إن الحياة لها أبعاد أوسع من العقلانية البحتة, ثم يطبقون العقلانية البحتة على الدين وهو أوسع من حياتهم الخاصة! لم يطبقونها في الفن ويريدون تطبيقها للدين! إذن أمامنا عقل موجود وسائد وعقل مفترَض ومتخيَّل, لا يكفي الاعتماد على أحدهما دون الآخر في موضوع عام وشامل كالدين, الإلحاد يعاني من جزئية النظرة وتركيزها على نقطة واحدة أو عدة نقاط جزئية يتنقل بينها ولا يتجاوزها في أمر كلي وهذا خطأ منهجي.

الاستمرار بالتشكك تعثر عقلي, العقل القوي يحسم الأمور ويتجاوز التوقف إما هنا أو هناك. الأمر الكلي يُنقَد بالعقل الكلي قبل أن ينقد بالعقل الجزئي, وأي شيء ينجح بالعقل الكلي يجب أن يتحول الشك إلى الشك بالشك الجزئي, لأن نجاح الكل يدعم الشك بالشك الجزئي ولا يعدم الشك بالكل.

هناك شك مرضي وهو الذي لا يتغير رغم تغير المعطيات وهو غير الشك الإيجابي الذي يستجيب مع كل معطى وينتهي من كل نقطة تبين وضعها ولا يعود إليها مرة أخرى, الشك المرضي من سمته العود على بدء, وهو مضاد للإيجابية والتقدم, إما عن رغبة أو عن جهل, إنه في هذه الحالة يكون مثل الوسواس القهري وهو شقيقه "الشك القهري". والمصاب بالشك القهري يتصور أن المؤمنين متأكدين مئة بالمئة, بل هم يظنون بالله الظن الحسن وإلا فهم مثله لم يروه بأعينهم.

والعجيب أن تجد من عينات المتشككين بالدين الكثير ممن يتخذ إجراءات الإلحاد في حياته ويقول أنني متشكك! وهذا عدم تناسب بين الحالة الفعلية والحالة العقلية التي يمر بها, مثله مثل من يقول أنا مسلم ثم يذهب يصلي في الكنيسة كل أحد! و بعد هذا كله يواجهك أنه شخص عقلاني ولا يتحمل الطعن في عقلانيته! حالة الشك تقتضي التوقف حتى عن الإلحاد والتوقف حتى عن التوقف لأن الإلحاد توقف. المصداقية مطلوبة وهي أن تطابِق الأقوال الأفعال, وعدنا مرة أخرى لمشكلة المطابقة.

أي شك هناك إمكانية للشك فيه, والملاحدة لا يحبون هذه الفكرة: فكرة الشك بالشك, مع أنها منطقية جدا وكأنهم فرحون أنهم استطاعوا الشك وكفى واعتبروا أنفسهم مفكرين, وكلمة مفكر تعني التحرك والتغير لا التوقف, فالتفكير حركة والشك وقوف والوقوف عند الوقوف وقوف, ووقوف العقل عند مشكلة عقلية هو توقف عقلي. إنها عقلية الرويبضة, والرويبضة تعني سريع التعثر والمتثاقل إلى الأرض, فعند أدنى شك يربض! الشك يعني وجود مشكلة والمشكلة تحتاج إلى حل لا إلى توقف وإطالة ربوض. إذن المتوقف على شكه لا يفكر ولا يريد أن يحل المشكلة. إذن ليس صحيحا أن تقول أنا أشك إذن أنا أفكر, بل أنا أشك إذن أنا متوقف.

الحقيقة أن هذا الأسلوب ليس من الحكمة, وليس من وضع الشيء في نصابه, لأن الإيمان الديني موضوعه ليس كله خاضع للعلم والعقل, إذن تطبيق المنهج العلمي العقلي وحده على الدين ومن خلال جزئيات ونقاط محددة من طرح ذلك الدين تطبيق غير حكيم, ومجهود عقلي غير مسرف ومتواضع, لأنه لا يأتي بشيء من عنده أي هو عالة على الدين ونصوصه. النقد الماحق للدين هو ما يأتي من خارج الدين لا من مفرداته وهذا غير موجود ولا ممكن, لهذا يلجؤون إلى نقد المفردات علها تسقط الكل العنيد, مثلما محقت الديموقراطية فكرة الديكتاتورية, رغم التفاوت, فقد يقع ظلم في ديموقراطية ويقع عدل في ديكتاتورية, لكن من ناحية الفكرة العامة لا مجال للمقارن بين الفوضى والنظام والإلحاد يعني فوضى في كل شيء, والعقل مع النظام وليس مع الفوضى.

هذا المنهج العقلاني المادي المجرد يصلح أن يطبق على دراسة أو نظرية في علم النبات أو الحيوان أو أنواع الصخور.

بما أن حياتك لا تطبق عليها العقلانية بحجة أنها واسعة, إذن الله وعلم الله أوسع من حياتك! كل متشكك في الدين والقرآن يستعمل الأسلوب العلمي الدقيق الذي لا يطبقه على حياته, وبالتالي لن يستطيع أن يؤمن بهذا السبيل, لأنه وضع الشيء في غير نصابه. إذن المشكلة هنا في الشخص ومنهج الشخص وليست المشكلة في القرآن, لأن هذه المادية البحتة من سمة تفكير كل ملحد متشكك, والتي هو نفسه لا يراها صالحة للاستعمال في حياته, إذن هذا منهج نسميه منهجا إسقاطيا يريد أن يسقط الدين, وفي  العادة البشر يستخدمون هذا المنهج ضد أي شي يكرهونه فيدققون حسابه وبموجب عقولهم وثقافة عصرهم. انظر هذا عندما يريدون أن يسقطوا رئيس دولة منتخَب, سيستخدمون نفس المنهج الذي يتجنب الإيجابيات ويسلط النظر على السلبيات ويناقشها بطريقة عقلانية مادية بحتة ولا ينظر للكليات ويهمشها, ويطلب الرد بعد أن حدد المنهج! ذلك المنهج الذي لا يستعمله في حياته الخاصة! إذن نسميه المنهج الإغراضي.

ونصيحة لبعض الطيبين أن ينتبهوا من استعمال المنهج الإغراضي ضد الدين وهم يحسبون أنه هو العقل السليم الموضوعي, ولمثل هؤلاء نقول دعك من قضية صحة كلام القرآن أو عدمها, لا تنشغل بها, انشغل بهل أن القرآن يقدم منهجا لحياة سليمة وطيبة أم لا؟ هل يحل إشكالية الوجود أم لا؟ هل يحل توقف الفلسفة أم لا؟ هل يتماشى مع الأخلاق أم لا؟ هل يتماشى مع المنطق أم لا؟ هل وجوده يدعم الأخلاق أو يضرها؟ هل يزيد الإنسان إيجابية وتحمل لأعباء الحياة أم لا؟ هل يسبب السعادة أو يسبب التعاسة؟ هل يخفف القلق أو يزيده؟ هل يتعارض مع العلم والحضارة أو يدفع إليها؟ لماذا الشعوب محتاجة للدين أكثر من حاجتها للإلحاد الذي تنظر إليه وتتجاوزه؟ إذا تجاوز معك القرآن هذه الحدود ونجح فيها سوف تخرج إلى روضة القرآن التي ترى فيها إعجازه الفلسفي والمنطقي والاجتماعي والعلمي والنفسي. بعبارة أخرى, عظمة القرآن هي التي ستخبرك أن محمد البدوي الأمي لا يطيق أن يأتي بهذا.

إذن أي ناقد للدين لا قيمة لنقده حتى يكون قد نقد العموميات قبل الجزئيات, إن لم يفعل فهو إما شخص غير موضوعي ومتأثر أو شخص مُغرِض. قصف جيش على آخر يكون على عمومه بعد حصاره ثم يجري التمشيط عن جزئيات ذلك الجيش بعد هزيمته وعن بقايا جنود مختبئين وعن ألغامه, هكذا يجب أن يكون نقد الدين, والملاحدة لا يفعلون هذا, لأن قوة الدين في عمومه والتي يقف الإلحاد قزما بإزائها, ولهذا قال الله: {إن كيد الشيطان كان ضعيفا} هذا يشبه وضع الجيش الجبان الذي يتصيد أفرادا من الجيش الآخر ولا يُقدِم على عموم الجيش وهذا هجوم ضعيف وصدق الله العظيم دائما: {إن كيد الشيطان كان ضعيفا}.

لا يستطيع أحد أن يقدم لك دليل مادي أن محمد نزل عليه جبريل, إذن دعك من الأدلة المادية فهذا ليس مجالها. أنا مررت بنفس الشكوك واكتشفت فيما بعد أن منهجي كان خاطئ, مع أنني لم أتوقف عن الصلاة رغم شكوكي القاتلة لأن ذلك التوقف سيعني الاختيار وليس الشك, لما تخلصت من معضلة المنهج استطعت أن أنطلق وأثبت بنفسي لنفسي أن القرآن كلام الله, إذن يجب أن تقف وتناقش منهجك الذي على أساسه تشككت في القرآن. 

انظر مدى الحمق الذي ستظهر به عندما تطبق المنهج العلمي العقلاني المجرد على قصيدة شعرية, والحكمة تعني وضع الشيء في مكانه المناسب.

ثم, تتميز الأِشياء بضدها, ما ضد الإيمان بالله؟ إنه فوضى الإلحاد وصحراؤه المجدبة ومعضلة الوجود والقلق الدائم...إلخ من هذا الخط المتعب, هذا يعني أن الإيمان بالله هو الطريق الصحيح, وبعدها فكر أي الأديان هو الصحيح, وخذه من مصدره الأول لا من أخطاء واجتهادات أتباعه فهم بشر, هكذا يفكر المفكر على منهج حيوي غير متوقف, أما الملحد الراضي فهو يتبنى منهجا متعثر ويجعله يقف ويستريح لوقوفه, المنهج السليم لا يجعلك تقف أما الملحد فهو قد أوقفته شكوكه. والمنهج السليم هو الذي يأخذ أحكامه من الكل على الجزء, بينما منهجهم هذا من الجزء إلى الكل, ينتقد عبارة أو آية أو تفسير آية أو رواية أو فتوى بشر ليسقط فكرة وجود الله وكل الدين, وهذا منهج خاطئ. الإلحاد تُسقطه من الكل إلى الجزء بسهولة, إذن هو ساقط, فكل ما يُسقطه الكل فهو ساقط, وما يُسقطه الجزء فالمنهج الذي أسقطه خاطئ, إلا بأدلة وافرة وكثيرة من الجزء تنطبع على الكل وهذا أندر ما يكون, بل لا يمكن أن يكون إذا نجح الكل أن يسقطه الجزء. والقرآن ناجح من ناحية الكل بلا شك أي من الخارج, لأن ضده وهو الإلحاد يثبت نجاحه. إذن بقي أن نفهم الجزء حتى لا نجعله يبلبل علينا ولا نجعل الجزء يتحكم بالكل, حتى لا نكون مصابين بالعقلية الجزئية. أما من يقول أن الكل القرآني فاشل فهو لا يملك حجة ولا قدرة على الاستمرار في النقاش, بل إن الملاحدة يتجنبون قول ذلك ويركزون على الأجزاء باحثين عن لبس أو تناقض في النص أو فهمه بل حتى في تاريخ من ينتمون لهذا الدين! وهذا خروج عن المنهج الفكري بالكامل, لأنه لا يوجد أتباع يمثلون المتبوع بالكامل. ولهذا السبب كل الشبهات التي تثار على القرآن والإٍسلام هي شبهات جزئية, ألا تلاحظ ذلك؟ وهروب وابتعاد عن النقد العام.

إذن علينا أن نتشكك في سقوط الجزء في حالة نجاح الكل, وخذها علامة على الضعف عندما يتجه النقد إلى الجزء في أي شأن. أنا أريد من ينتقد فكرة الإسلام العامة لكنه غير موجود, إذن هذا اسمه نصف الفشل, ألاّ تستطيع أن تجرؤ على نقد الكل وتتجه لجزئيات , هذا نصف الفشل! وبضدها تتميز الأِشياء, انظر إلى إٍسقاط رئيس دولة منتخب مثلا من خلال هِنات أو ملاحظات تُضخَّم وتدخل الجيش ليقضي على الشرعية ويُرجع البلد إلى حكم العسكر الذي يحصل منه أكبر من تلك الهنات بكثير, هذه الصورة توضح لك ما يجري للإسلام عندما يُهاجَم بهنات جزئية ليحل بديله المتعجرف وهو الإلحاد.

لا تكن مثل من يتشكك في العيّنة ولا يتشكك في مجهره وأدواته مع أنه يستحق التشكك.

..............................................

وُجِدَ في القرآن اخطاء نحوية وهو مصدر البلاغة والنحو

كل لغة قواعدها ليست قياسية, فالنحو نفسه كعلم هو استقرائي أساسا, فهل تتصور أن العرب كلهم كانوا يتكلمون بنفس قواعد سيبويه؟ بل هناك من يتشكك بالإعراب كله! هذا غير وجود تأويلات نحوية كثيرة في مثل هذه الآيات وغيرها. انظر إلى قواعد الإملاء, ستقول كل القرآن لم يكتب على قواعد الإملاء, والسبب أنها قواعد مستنبطة فيما بعد وليست موجودة أصلا في اللغة, القرآن مكتوب بالخط العثماني وهو في أكثره مخالف لقواعد الإملاء! فقد كانت العرب أمة لا تقرأ ولا تكتب. حتى نقط القرآن وتشكيله لم يأتي إلا في بداية القرن الثاني.

المنطق دخل على الدرس النحوي حتى تكون قواعده قياسية فيما بعد بزمن متطاول إلى الآن, وإلى الآن باب الاجتهاد النحوي والصرفي والتعريبي مفتوح, وتوجد مجامع لغوية في دمشق والقاهرة وغيرها. ولهذا انظر إلى الشواهد الشاذة من شعر الجاهلية وهي موجودة عند النحاة بالمئات وأكثر ومن كلام العرب الفصحاء, فهل أولئك الشعراء لا يعرفون العربية؟ أم أنها أوسع من الاصطلاح النحوي؟ توجد شواهد مؤيدة للقاعدة النحوية وشواهد مخالفة باللغة العربية الفصيحة نفسها. فالدرس النحوي اعتمد على الاستقراء في البداية ثم المنطق على يد المدرسة البصرية, لهذا لجؤوا إلى التأويل في بعض الآيات التي لا تنطبق على القاعدة. فمن قواعدهم أن "إذا" لا تدخل إلا على فعل, ولهذا أوّل سيبويه قوله تعالى:{إذا السماء انشقت} بتأويل فعل محذوف بعد "إذا" تقديره:"إذا انشقت السماء انشقت". المهم ألا تعتقد أن القواعد النحوية شيء لا ثغرة فيه ولا أخطاء بل هو اجتهاد من النحويين. ومثلها آية {وامرأته حمالةَ الحطب} والتي من المفترض حسب النحويين أن تكون "حمالةُ" بالضمة على التاء المربوطة وليس بالفتحة على اعتبار أن الصفة تتبع الموصوف. قواعد النحو والإملاء والتشكيل والنقط جاءت بعد القرآن وليس قبله, هذا غير أن التأويل واسع في اللغة لأن العربية لغة مرنة وبلاغية فما بالك بالقرآن وبلاغته.

ومن البلاغة أحيانا أن تكسر القاعدة النحوية, مثل قولهم في الأمثال:"مكرها أخاك لا بطل" حسب النحو يجب أن يقال مكره أخوك لأنه نائب فاعل, ولكن لأن قصة المثل تحكي عن ارتباك ذلك الفارس الجبان الذي أدخلته فرسه في وسط المعمعة رغما عنه! فارتباكه في الحال أدى إلى ارتباكه في المقال.


مثلا في آياتين متطابقتين نرى الاختلاف في تصريف قواعد النحو بشكل واضح : • {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة62 والآية الاخرى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ( سورة المائدة 69 )
في الاية الاولى تأتي كلمة (الصابئين) اسم معطوف على اسم إنّ، منصوب بالياء والنون لانها جمع مذكر سالم حسب قواعد اللغة العربية. فما تفسير ورودها ( الصابئون ) مرفوعة في الاية الثانية وهي في محل نصب ، رغم انها مطابقة تماما للآية السابقة، اليس هذا خطأ واختلافا كبيرا في النحو؟

كلا, اللغة أوسع مما تتصور, لك أن تستأنف فتكون الصابئون مبتدأ ولك أن تجعلها معطوفة على منصوب, والاستئناف شي تجيزه قواعد اللغة أصلا. تستطيع أن تقول "إن محمدا وعليا وصالحٌ كلهم مؤمنون" أو تقول "وصالحا" الاستئناف يعني كأنها جملة جديدة.


وهذا خطأ آخر ... • لَّـٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ۚ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ۚ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَـٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا ( سورة النساء 162) ما هو الصحيح ياسادة ؟ المقيمين أم المقيمون ؟؟؟ اليس المعطوف على ما قبله يطابقه في الاعراب والحركات • ( الراسخون والمؤمنون ..والمقيمون ) فكيف اصبحت والمقيمين ؟ الا يُعتبر هذا اختلافا ؟

نفس الكلام في جواز العطف أو الاستئناف, فإجراء العطف ليس أمرا واجبا في اللغة, والشواهد كثرة من لغة العرب, فالعطف فضلة ومن التوابع وليس عمدة.


الكلمات الاعجمية في القرآن {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }يوسف2 ان كان قرآنا عربيا وبلسان عربي مبين وكتب بلغة قريش، فلماذا يستخدم كلمات اعجمية غير عربية , فارسية، سريانية، عبرية، حبشية، زرادشتية . وهذه امثلة منها . ( أبريق- أرائك- جن- طاغوت- طور- سنين- سندس- استبرق- ابا ) اليس هذا اختلافا كثيرا يا اولي الالباب ؟

هذا ليس اختلافا كثيرا يا أولي الألباب, وهل هذا مفهومك عن الاختلاف؟ هذه كلمات معربة, كل اللغات تأخذ وتعطي مع غيرها من اللغات, أي أن هذه الكلمات من ضمن اللسان العربي. هل كلمة banana أو mocha أوsugar  أو lemon ليست إنجليزية لأنها مأخوذة من العربية؟!


عندما يخاطب الله نبيه او عباده المؤمنين به يقول بصيغة المتكلم هكذا : " انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون" الحجر 9 المتكلم ( الله ) يؤكد شخصيته ويقول: ( انّا – نحن – نزلنا )
ولكن من هو المتكلم هنا القائل : " ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطانا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين .(البقرة286) إن كان القرآن كلام الله فلمن يخاطب الله قائلا: ربنا لا تؤاخذنا ... ربنا لا تحمل علينا ...ربنا ولا تحملنا ... اعف عنا .. ارحمنا .. انصرنا ؟ ثم يختم كلامه قائلا ( انتَ مولانا ) اليس هذا كلام ودعاء محمد وعلى لسانه موجه الى ربه ثبته في القرآن على لسان الله دون ان يدري؟ فهل لازلنا نقول ان ما جاء بالقرآن هو كلام الله ام كلام محمد ؟


أنت تحتاج إلى دروس واسعة في البلاغة, بل إن نظرتك إلى اللغة بهذا الشكل تجعلها ضيقة وغير جميلة. أنت تطبق العلمية المجردة على اللغة والأدب وهذا يقتلها ويفقدها بلاغتها, وهنا جمال القرآن وتنوع أساليبه وتناوب الضمائر فيه, بل لو جاء القرآن مثلما تفكر لما كان جميلا! نقدك هذا يسمى بنقد الفقهاء أو نقد العلماء للأدب, كأننا أمام عالم طفيليات يشرّح قصيدة للمتنبي! أو يبحث عن جمال وردة بالمقص والمجهر! طبعا سيحكم على كل كلام المتنبي بأنه مليء بالأخطاء! بل إنه شاعر لا يجيد قواعد اللغة ويكذب كثيرا, بل سيكتشف أن اللغة نفسها تكذب! حين تقول : "دخل أسد وهزت كلماته القاعة وحركت المشاعر" ستقول هذا هراء وكذب لأن علم الحيوان الحديث يقول أن الأسود لا تتكلم! وهكذا تموت اللغة بين يديك العلميتين!

فنقدك بهذه الطريقة يقتل اللغة نفسها, لأن اللغة مبنية على المجازات, أتمنى ألا تستمر فيه. وأي أديب سيقرأ نقدك سيشعر بالمضاضة, وهذه مشكلة من يخرج عن مجاله إلى مجال لا يجيده. وفي الحقيقة لا أرشحك لأن تكون ناقد أدبي, لكن أرشحك أن تكون عالما في الهندسة أو الميكانيكا أو الرياضيات, أي شاعر ستتناوله بهذا المنهج سوف يشعر بالغثيان, لهذا عابوا على العلماء والفقهاء تدخلهم في الأدب والسبب هو تطبيق منهج على ما لا يناسبه.  


: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً} الروم48 من هو المتكلم هنا : : الم تر ان الله انزل من السماء ماء فتصبح الارض مخضرة ان الله لطيف خبير" الحج 63 : اذ قال ربكَ للملائكة اني خالق بشرا من طين : كذلك قال ربكَ هو علي هين . : ولا تنفع الشفاعة عنده هل يتكلم الله بصيغة الضمير الغائب عن نفسه هكذا : قال ، ربكَ ،( هو ) ؟ ام يقول: " انا ربكم فاعبدون " هكذا بصيغة المتكلم . ياترى من هو المتكلم هنا الله ام محمد ؟

هل عاقل سيجد إشكالية هنا؟ يا أخي على الحكاية! هنا روعة الإيجاز في القرآن! أنت تعرف أن هذا الدعاء سيكون للمؤمنين وليس لله طبعا, وليس أن محمد نسي فأدخل دعاءه هو! وإذا كان هو من ألف القرآن لماذا يدعو أصلا؟! هل يكذب الكذبة ويصدقها؟! لا أحد وجد إشكالية مثلما وجدت!

روعة أٍسلوب القرآن أن يعبر بنفس اللغة ويوصل المعنى لكن ليس بالطريقة الاعتيادية, مما يبقي له تميزه. لو عبر كما تريد لكان أسلوبا عاديا, هناك دقائق بلاغية في الأمر يعرفها المتذوق الأدبي أو يحس بها وليس عالم الميكانيكا والآلات. القرآن للإنسان وليس للآلات.

 أنت تخلق مشاكل من عدم! أنت تدري أن المتكلم هو الله في كل الأحوال, إذن ما المشكلة أن يكون بضير الغائب خصوصا وهو أجمل؟

{ولا تنفع الشفاعة عنده} هذا لأننا بشر مخاطبين بهذا الشيء فكأنها حكاية لحالنا, أي كأنها جملة جاهزة لنا أن نقول لا تنفع الشفاعة عنده, أو نقول {إذ قال ربك للملائكة}. لكن لاحظ آية : {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب} ولم يقل فإنه قريب لتفيد القرب أكثر فضمير الغائب يشير إلى البعد ولا يخدم فكرة القرب. ثم لاحظ إن كنت تستطيع جمال الإيحاء والتعظيم, عندما تقول :{هو الله لا إله إلا هو}, لأن الضمير "هو" يشير إلى الانفصال والاستقلال والابتعاد عنك, لكن أنا تشير إلى القرب {أنا ربكم فاعبدون}.


الاخطاء العلمية في القرآن
القمر يتلو الشمس في مسارها • "والشمس وضحاها والقمر اذا تلاها"، وأسأل : هل يتلو القمرُ الشمسَ؟؟، الشمس لا تدور حول الأرض كما يفعل القمر فكيف يمكن ان يقول احد ان القمر يتلو الشمس ؟

وهل كون ظهور القمر أمام الناس يتلو ظهور الشمس خطأ؟! الناس يعرفون ما يشاهدون. الله صمم الأرض والمجموعة الشمسية بحيث يتلو ظهور القمر ظهور الشمس, هذا غير أن القمر يتلو الشمس في المشاهدة وعلميا أيضا لأنه تابع للأرض والأرض تدور حول الشمس ومع الشمس وتتلو الشمس في دورتها على المجرة. إذن هي صحيحة من حيث المشاهدة ومن حيث التدقيق {وكل في فلك يسبحون}.


!! • " ألم نجعل الارض مهادا والجبال أوتادا " ليس لكل الجبال جذور عميقة يمكن ان تكون شبيهة بالأوتاد فإن ذلك لا يصدق على الجبال الناتجة عن البراكين او تلك الناتجة عن التمدد والشقوق ، كثير من المناطق التي تحدث بها الزلازل بصورة متواصلة هي مناطق جبلية! فلا تحفظ الارض من ان تميد وتتزعزع

كل الجبال لها جذور, سواء ناتجة عن براكين أو تمدد وصدام طبقات, ولا يكون الجبل بلا جذر في الأرض إلا في حالة الجبل الصناعي. وهناك فرق بين التل والهضبة وبين الجبل. ثم إن دور الجبال في ترسية الأرض شيء لم يصل له العلم حتى الآن مع وجود نظريات تحاول تثبت هذا الشيء. وحتى المباني توضع لها أساسات جذرية على حسب ارتفاعها وإلا تسقط, فهل كان محمد عالما جيولوجيّا يعرف أن للجبال جذور تحت التربة؟ حتى إطارات السيارات يثبتون فيها قطع بارزة وثقيلة من الرصاص حتى لا ترتج بفعل الطرد المركزي, قد يكون هناك تشابه في الصورة بين الجبال وبين هذه القطع لأن الأرض تدور بسرعة هائلة حول نفسها. وليس شرطا أن يكون الميد بسبب الزلازل, هناك ميد وارتجاج يحصل بسبب سرعة الدوران كما في عجلة السيارات. ولاحظ الآية :{أن تميد بكم} أي كلها أما الزلزال فهو جزئي. لا تنسى أن الأرض تدور حول محور ثابت كما لإطار السيارة محور ثابت. ولاحظ خلو القطبين من الجبال لأن الدوران فيها بطيء.


. • السماء في القرآن سقف محفوظ مرفوع بلا عمد الحقيقة العلمية هي ان ما حول الأرض فضاء شاسع لا تحده حدود أو فواصل حتى لو سرنا لبلايين السنين الضوئية في كل الاتجاهات فكيف تكون السماء سقف واين حدوده؟

العلم الحديث غيّر فكرته أن السماء عبارة عن فراغ ولا شيء مثلما تتصور, بل هناك أعمدة من الجاذبية والأِشعة وإلى غير ذلك, وهي أعمدة لا تُرى كما أخبرت الآية وأثبت العلم, والعلماء يذكرون أربعة روابط أساسية بين أقطار السماء وهي الجاذبية والنووية القوية والنووية الضعيفة والكهرومغناطيسية.

والقرآن يخاطب الناس العاديين حسب فهمهم والعلماء حسب فهمهم بانسجام معجز. واقعيا السماء هي سقف الأرض فسقفك هو ما علاك, والسماء ليست قطعة واحدة مثلما السقف قطعة واحدة بدليل ذكر أقطار السماوات في القرآن, والأقطار بينها فراغات, فالكواكب والنجوم والمجرات هي أقطار السماوات والأرض, ومفردها قطر, مثل من يسافر من قطر إلى قطر, ما بينهما بالنسبة له فراغ. بل إن العلم الحديث يركز بانبهار على قضية المسافات والفتق من النواة والالكترون إلى المجموعات الشمسية والمجرات, وهي مسافات محسوبة لا يصلح أن تزيد ولا تنقص.


الماء الذي خلق منه الانسان يخرج من بين الأضلاع • " فلينظر الانسان ممّ خلق، خلق من ماء دافق، يخرج من بين الصلب والترائب" • الحقيقة هي انه لا توجد اي غدة قرب الاضلاع تساهم أي مساهمة في تكون نطفة الرجل، وأن الحيوانات المنوية تتكون في الخصية وليس في الاضلاع والترائب . وهذا خطأ واختلاف كبير .

الآية تقول بين الصلب والترائب وليس من الأَضلاع, أي من منطقة بين الصلب والترائب والترائب هي عظام الصدر والصلب هو العامود الفقري, وهذه المنطقة في أٍسفلها توجد الخصية, هذا غير أن المرحلة الجنينية المبكرة تكون فيها الخصية بين الصدر والظهر قبل أن تنزل. مفهوم العرب الذين منهم محمد هو أن ماء الرجل يخرج من صلبه أي من ظهره وليس من بين الصلب والترائب.


فهل الله يخطئ في كلامه ويوحي لرسوله بالاخطاء والتناقضات وينسخ ويبدل كلماته؟ جاء في الكتاب المقدس على لسان السيد المسيح :" اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ ". هذا هو الكلام الالهي، وليس " {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا }البقرة106" ولماذا ينسخ الله كلامه ويبدله بين الحين والاخر؟ والقرآن يقول : " لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " يونس64 اليس هذا تناقضا واضحاٌ واختلافا كثيراً .

لا تناقض هنا, الخطاب لمحمد, أي من ذاكرة الرسول لأمر يريده الله لرسوله, والله يعلّم رسوله ويربيه, وليس بعد تبليغ الآية تُنسَخ, وفي الحقيقة لا نسخ في القرآن وكله كلام الله ولا تبديل لكلام الله.

وإذا تعاملت بهذه الطريقة الانتقائية سوف تأتي الأمور على مزاجك!.....

(بقية الرد على نقطة أن الكتاب المقدس أصح من القرآن تم وضعه كموضوع مستقل على هذا الرابط http://alwarraq0.blogspot.com/2013/08/blog-post_6603.html )

هناك 3 تعليقات :

  1. أبو علي الأشعري26 سبتمبر 2014 في 7:49 ص

    من أروع ماقرأت وخاصة الجزئية الأولى أنت مدهش مدهش مدهش

    أسأل الله لك التوفيق والسعادة أخي الوراق .

    ردحذف
    الردود
    1. أشكرك أخي العزيز أبو علي على تشجيعك وكلامك الجميل, و أهلا بك دائما وبتعليقاتك وتساؤلاتك..

      حذف