من الناس من يهوى الألعاب إلى درجة الإدمان ويقضي بها الكثير من وقته بشكل يؤثر على أمور أخرى في حياته ويجعله يهمل واجباته ، وما ذلك الا لأنه يجد نجاحا وبراعة وتفوقا على المنافسين ، والنجاح يجر نجاحا .. أما في أمور حياته فربما تجده غير واثق بنفسه ومُحجم عن اتخاذ القرارات ، وكأن هذه التسلية مهرب عن مواجهة الحياة، مع أنه لو تناول أمور حياته بنفس الروح التي يتناول بها هذه الألعاب سيحقق نجاحا واقعيا مثلما حققه في العالم الالكتروني .. شدة الحرص على الطبخة كثيرا مايفسدها، إن كثيرا من العازفين عن الحياة ليس شرطاً أن دافعهم هو زهد في الحياة ، بل هو زيادة اهتمام وتعظيم ، وهذا يسبب قلق والقلق يسبب أخطاء ، وكثرة الأخطاء تسبب عقد ، والعقد تسبب احجاما وترددا..
الأفضل أن يعطى كل شيء حقه، وتكون الأهتمامات تابعة للأولويات، والتسلية تابعة للجد وليست شيئا منفصلا ، وهذا من الحكمة . وجودنا في الحياة هو للعمل والابتلاء ، ليست التسلية شيئا مستقلاً بل تابعة للجد ، وهكذا يكون لها فائدة ، أي تتسلى وأنت تعمل ، وتلعب وأنت تنفذ واجبات، لا أن تنفذ واجبات بأعصاب محروقة ثم تنغمس في المتعة واللذة وعدم الجدية على الطريقة الغربية، بحيث يكون وقت العمل للعمل فقط ، و وقت المرح للمرح فقط ولا يوجد أي عمل فيه ! هذا الأسلوب يملل من الجد ومن المرح أيضا .
أخذ أمور الحياة بشكل أبسط مع التوكل على الله يزيد الثقة في النفس ويسهل النجاح والإبداع لأن الدنيا فانية أساسا ، والنجاح الحقيقي في الآخرة لأنها باقية .
أكثر الناس مبدعون في المجالات غير الجادة، وقليلون هم المبدعون في المجالات الجادة، ولهذا المفترض في حياة المؤمن ألا تكون حياته لهواً وتسلية ، بل يدخل التسلية والمزاج في الأمور الجادة حسب الإمكان والتناسب ، وأحسن مايكون الإنسان عندما يقوم بالأعمال الجادة ومزاجه معه وابداعه معه وثقته بنفسه معه ومرحه معه ، ونُدْخِل المرح والتسلية في الحياة ولا نجعله هو الحياة ، ولا أن نجعله جزءاً مستقلاً عن الحياة . لهذا يشعر الجادون الجزئيون بالضجر والرغبة في وقت الفسحة أن يأتي ليملئوه ويتخموه بأنواع المتعة ، والشيطان يستغل هذا الأسلوب الذي أسميه "أسلوب التجويع والإشباع" لأنه يؤدي الى الإسراف وتجاوز الحد أحيانا كثيرة ويؤدي للاقتراب من المحرمات أو الوقوع فيها بدافع الكبت والجدية المفروضة .
من الأخطاء الشائعة : الفصل بين الأمور الجادة والأمور الهزلية، وأن يكون وقت للجد ووقت للهزل، على طريقة ساعة لربك وساعة لقلبك، وذلك لأن شخصية الإنسان لا تتكامل الا بتكامل اهتماماته فيما يتعلق بحياته وآخرته.
الله يجزاكك خييير ...
ردحذففعلاً كنت في حاجة لقراءة مثل هذا المقال ..
للأسف أنا من الناس اللي مثل ما تفضلت .. يفصل بين الاثنين ..
فلا أنا اللي أتقنت العمل كون إني مستحضر الجديّة .. ولا أنا اللي عرفت أفرح في وقت الفُسَح ..
فتهت بين هذا وذاك ..
بجد .. إحنا محتاجين لمثل مقالاتك .. والمفروض مثل هالمقالات هي ما تُطبع وتُقرأ .. وليست التفاهات .. اللي للاسف لاقت رواجاً وليست تحوي حتى مُتنفس .. مجرد صفصفة كلام لا فحوى له ولا محتوى ..