الأحد، 19 أبريل 2015

فهمُ القرآن مقرونٌ بفهم لغته ولسانه ..

القرآن جاء باسلوب ادبي ، وليس باسلوب كتاب علمي حتى لا يكون مملا و يكرر نفس عباراته . فمعرفة لغة العرب و ادب هذه اللغة و طرق تعبيرها ، شرط ضروري لمن اراد ان يفهم القرآن . ومشكلة الملاحدة - بسبب ولعهم الوهمي بالعلم - ، يريدون اي كتاب ان يكون مقننا ، ككتاب في التكنولوجيا او الهندسة . متوهمين انهم دقيقون ! بينما هم ينطلقون من عواطف وايمانات اصلا ! ويخوضون في بحر من التناقضات ، فأين دقتهم لتخرجهم من تناقضاتهم ؟

المهم ألا ننس ان القرآن بلسان عربي مبين ، ولاحظ كلمة "لسان" ، فلا تشير هذه الكلمة الى النظام اللغوي والنحوي فقط كما تصور كثير من علماء اللغة او المفسرين ، فكلمة "لسان" تشير الى طريقة العرب في التعبير بكاملها كما تكلموا بالسنتهم ، وهذا الجانب يجب اعتباره .

كل انتقادات الملاحدة على القرآن تفتقر الى النظر في الخلفية اللغوية والتعبيرية والادبية للعرب . بعبارة اخرى : هم استعاروا عقولا اعجمية من الغرب ، ودخلوا بها على القرآن الذي نزل بلسان العرب . (لسان الذي يلحدون إليه أعجمي {الغرب} وهذا لسان عربي مبين) . ينبغي دراسة الادب والبلاغة قبل تناول القرآن.


كل اللغات لا تاتي بطريقة علمية مقننة ، و إلا لما توسعت اللغة ولما استطاعت ان تعبر عن المعنويات التي لا يمكن التعبير عنها الا من خلال تشبيهات وعلاقات . اذن لا يمكن تطبيق العلم والموضوعية على اللغة ولا يمكن تناولها بالطريقة العلمية ، لانها ليست تعبر عن المادة فقط ، بل تعبر عن المعنويات والماديات ، فتكون صريحة اذا عبرت عن الماديات المفردة ، و مأولة اذا عبرت عن المعنويات ، و إلا فستكون اللغة في اكثرها كاذبة لانها مبنية على استعارات وعلاقات . وما هذا الا لوجود الجانب الروحي و المعنوي في الانسان الذي ينكر الملاحدة وجوده والمختلف عن عالم المادة ، و يضطرون للتعبير عنه بالاستعارة من عالم المادة . فما دام الجانب الروحي والمعنوي غير موجود ، فلماذا يستعيرون له وهو غير موجود ؟ وإلا لماذا لم تكن اللغة كلها مادية وصادقة في ماديتها ما دام الانسان كله مادة ؟ اذن اللغة تثبت وجود الروح . لانها امر لا يمكن التعبير عنه الا بالاستعارة من المادة .

اهتمام الملاحدة بالعلم المادي فقط واهمالهم للادب واللغة هو الذي جعلهم يظهرون بهذا الوضع الغير عميق في نقدهم للنصوص .

نصيحة للملحد : عليه الا يتكلم عن التناقض كثيرا ، لان كل افكاره مبنية على التناقض ، والذي بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة .

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق